"لبنان في عين العاصفة" ليس عنوان عابر بل حقيقة تتجاوز معركة على أرض الوطن لحرب إبادة ، مجازر متنقلة طالت المدنيين، قتل ابرياء دمار بيوت افراغ مدن وقرى من أهلها نزلت نكبة على مجتمع تذوق الويلات بصبر وعزيمة لا يعرف موعد نهاية الحرب ،لكنه متيقن من الانتصار مهما كانت التضحيات جسام، صراع وجود وهوية بمواجهة مشاريع الهيمنة وتغيير معالم المنطقة لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط على أشلاء شعب بعيدا عن وقائع التاريخ وحقيقة الجغرافيا ، خارج علم حساب التربية الوطنية ولغة السيادة الوطنية، متجاوزين قواعد فيزياء المجتمع وكيمياء البيئة المستهدفة والتي تدافع عن كل الوطن تتحمل اوزار حرب إبادة يصفق لها بعض الداخل مبررا للعدو يحرض على أبناء الوطن سرا وعلانية جهارا نهارا، شاشات برامج تحولت العمالة مشروع له أهداف ورعاة، دول بمرتبة عظمى بمقدمها الإدارة الأميركية تدعم حرب ابادة اسرائيلية على لبنان تمد الكيان بخط جوى عسكري وترابض بوارجها دفاعا عن كيان معادي، قارب عدد ضحايا جرائم حربة منذ سنة حتى اليوم الخمسين ألفا، وتجاوز جرحاه المائة ألف من الفلسطينيين واللبنانيين لم يحركوا ضمير المجتمع الدولي ومؤسساته ولم تنزعج ديمقراطية الغرب ومنظمات الدفاع عنها حتى الرفق بالحيوان ، في حين أن الدول الإسلامية والعربية غارقة بثبات عميق لم تهز حكوماتهم خارطة نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة يهدد كياناتهم التي تعتاش على الحماية الأميركية تستمد منها الاستمرار بعيدة عن شعوبها المنقسمة بين مقاوم ومساوم كما هو حال لبنان الغارق في حرب إبادة ، تفوح منه رائحة الدم والنار وأصوات غارات ، ومشهد سفيرة واشنطن تجمع المعارضة تجول حاملة مشروع انقلاب على لبنان متجاوزة الأعراف الدبلوماسية ومعاهدة فينا ، تترأس اجتماعات المعارضة تفرض قرارات حكومتها إبقاء طريق المصنع مقفلا تمارس ابتزاز اجتماعي لبقاء النازحين السوريين بالداخل اللبناني تمهيدا لدور مرسوم ينتظرهم ضمن الخطة "باء" لانقلاب داخلي لم تخفي واشنطن رغبتها بفرض اسم رئيس جمهورية يحمل قراراتها على حساب لبنان ،لتمارس مزيد من الضغط على مؤسسات رسمية رهنت عملها بتقديم اوراق اعتمادها للإدارة الأميركية جسر عبور يوصله الى بعبدا، لم يحرك الحس الوطني عند رئيس حكومة "تصريف الأعمال" الواقع تحت تأثير مقصلة المصالح الأميركية تحكمه رغبة الاستمرار بموقع دولة الرئيس تلزمه التكيف مع رياح التغيير وعواصف الفرض الأميركي رفع البطاقة الحمراء بوجه اللاعب الايراني دون أن يتيقن خطأ ارتكبه إعلام اسقط دولته بنيران صديقة تعمدت التضليل بترجمة حديث رئيس مجلس الشورى الإيراني، نشر بعدة لغات نقل عن نص اعتمد دولة الرئيس نصا محرفا بعد ترجمته من الفارسية إلى الانكليزية ثم العربية عبر موقع مشبوه مجتزء من حديث هو جواب على سؤال ترجمته : " نحن نتواصل مع الافرقاء لتخفيف التوتر بالمنطقة وموقف الحرب على غزة ولبنان ومتواصل مع الفرنسيين والأشقاء السعوديين وابلغنا الفرنسيين أننا مستعدين لاستخدام علاقتنا مع الداخل اللبناني للمساهمة بحل قضايا لبنان بما فيه القرار الأممي ١٧٠١ الذي يريد لبنان وهذا كان ضمن موضوع نقاش دبلوماسي مع الأشقاء العرب ولاقى ترحيبا كبيرا خاصة من الإخوة السعوديين "
فاين انتهكت السيادة الوطنية يا دولة الرئيس ؟؟ الم تشكل جولات السفيرة الأميركية انتهاكا صارخا وعدوانا على لبنان
وما موقف السياديبن من الابتزاز الأميركي وقف الحرب رهن بانتخاب رئيس جمهورية
وهل يمكن أن يصل رئيس إلى بعبدا تحت حماية البوارج الأميركية وخراب الغارات الاسرائيلية واي سيادة واي وطن !!!
قليل من الانفعال وكثير من الوعي
د محمد هزيمة
كاتب سياسي وباحث استراتيجي
نسخ الرابط :