افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 10 تشرين الثاني 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 10 تشرين الثاني 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

ضغوط مالية تتزامن مع التهويل بالحرب | القاهرة: أي مُهَل لنزع السلاح غير منطقيّة
 

تتزامن الضغوط الأميركية والإسرائيلية على المؤسّسات الرسمية اللبنانية لسحب سلاح حزب الله وإطلاق مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، مع تشديد الحصار المالي على المقاومة عبر الخزانة الأميركية. زيارة وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، إلى بيروت ضمن جولةٍ إقليمية، تندرج في هذا الإطار.

وهو صرّح لوكالة «رويترز» قبل وصوله بأنّ «هناك فرصة سانحة في لبنان لقطع التمويل الإيراني عن حزب الله والضغط عليه لإلقاء سلاحه»، مكرّراً مزاعم بأنّ إيران «حوّلت نحو مليار دولار إلى حزب الله هذا العام رغم العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها». وأضاف هيرلي الذي تشمل جولته تركيا ولبنان والإمارات وإسرائيل لتشديد الضغوط على إيران، أنّ «المفتاح يكمن في إزاحة النفوذ الإيراني بدءاً بالأموال التي يضخّونها لحزب الله».

ووصل هيرلي مساء أمس إلى بيروت برفقة وفد يضمّ مسؤولين في البيت الأبيض، واستهلّ جولته بزيارة بعبدا للقاء رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي أكّد أنّ «لبنان يطبّق كل الإجراءات الصارمة لمنع تبييض الأموال». وجدّد التأكيد على أن خيار التفاوض الذي أعلن عنه مراراً «ينطلق من أن الحرب لم تؤدّ إلى أي نتيجة، غير أن التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة، أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب».

إلى ذلك، أكّدت مصادر مصرية لـ«الأخبار» أن مدير المخابرات المصرية، حسن رشاد، قد يعود إلى بيروت قريباً لعقد مزيد من المشاورات والاتصالات لدعم مسار «عدم التصعيد». وأوضحت المصادر أن مصر منخرطة في اتصالات مباشرة مع فرنسا والولايات المتحدة حول الوضع في لبنان، وأن تحرّكات الأيام الماضية أسفرت عن عدد من الملاحظات والاقتراحات المرتبطة بالمبادرة المصرية وإمكان إدخال تعديلات عليها.

ولفتت المصادر إلى أن هذه المُقترحات تُبحث على نطاق واسع، وتندرج ضمن سلسلة نقاشات حول حزب الله وسلاحه وآلية التعامل معه بطريقة تضمن تفادي حدوث أزمة داخلية على المستوى السياسي أو إشعال توترات مع تل أبيب على الحدود. وفي هذا السياق، سيكون لرئيس الجمهورية دور مهم في التحرّك والاستجابة لطلبات إجراء عمليات تدقيق مالي على التحويلات التي تدخل البلاد بشكل رسمي.

وبحسب المصادر، يتركّز جزء من الاهتمام الأميركي - الفرنسي الحالي على وقف تمويل الحزب وتكثيف الضغوط المالية عليه، بالتوازي مع مواصلة سياسة إحكام الرقابة على الحدود التي يتولاها الجيش اللبناني. وأشارت إلى أن وقف تدفّق الأسلحة من سوريا وتنظيم الرقابة على رحلات الطيران قد يقلّصان من قدرة الحزب على الصمود عسكرياً.

ومع تأكيدات القاهرة بأن هذا الأمر ليس الخيار الأنسب للتعامل مع الحزب في المرحلة الراهنة، طالبت مصر الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لوقف العمليات التي تستهدف مسؤولي الحزب داخل المدن اللبنانية، معتبرةً إياها انتهاكاً لسيادة لبنان، ومحذّرةً من أن استمرار هذه الانتهاكات قد يزيد من الاحتقان ويدفع نحو تصعيد عسكري يعيد شبح الحرب.

وتقوم التحركات المصرية الآن على بلورة رؤية واضحة تؤدّي إلى مسار مقبول داخلياً ويحظى بدعم المجتمع الدولي، مع تشديد القاهرة على أن الضغوط يجب أن تُمارس أيضاً على إسرائيل للانسحاب الكامل وسحب الأسلحة الثقيلة من الشريط الحدودي، وتولّي المجتمع الدولي تزويد الجيش اللبناني بأسلحة تمكّنه من حماية حدوده.

ووفقاً للمصادر، تعتبر القاهرة أن الحديث عن أي مهلة زمنية لنزع سلاح حزب الله أمر غير منطقي، إذ إن الاتفاق الأساسي لوقف إطلاق النار لم يُنفّذ بعد، في حين يلتزم الحزب بعدم مهاجمة إسرائيل لتجنّب تحميله مسؤولية إشعال الحرب مجدّداً. وتشير المصادر إلى أن الحزب يُظهِر تفهّماً للمواقف السياسية، ولا يجد في المقابل أي ردّ على الانتهاكات العسكرية الإسرائيلية، وهو وضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو من دون محاسبة أو اتخاذ مواقف واضحة تجاه تل أبيب.

وتتزامن هذه الضغوط مع أخرى عسكرية وأمنية ينفّذها العدو الإسرائيلي في الجنوب، تحت سقف قرار المجلس الوزاري الأمني المُصغّر القاضي بـ«تكثيف الهجمات على لبنان وتعزيز بنك الأهداف». وقد تجلّى ذلك في زيادة وتيرة الاستهدافات خلال الأسبوعين الأخيرين، إلى جانب التهديدات اليومية التي تتحدّث عن نية إسرائيلية للتصعيد على الجبهة اللبنانية.

بدائل لـ«اليونيفل»

في غضون ذلك، بدأت قوات «اليونيفل» فعلياً بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإنهاء مهمة حفظ السلام في جنوب لبنان، المستمرة منذ عام 1978. ورغم أن الخطة تقضي بانسحاب تدريجي بدءاً من مطلع العام الجاري، إلا أن بعض الوحدات بدأت فعلاً بتقليص عديدها، وفق آلية تُعتمد عند كل عملية تبديل دوري. وعلمت «الأخبار» أن أولى الوحدات التي شرعت في خفض عناصرها هي قوة الاحتياط التابعة لقائد «اليونيفل» المعروفة بـ FCR، والتي تقودها عادة فرنسا، وتتشكّل نواتها الرئيسية من عناصر فرنسيين وبولنديين وفنلنديين، وتتمركز هذه القوة في مقر الوحدة الفرنسية في الطيري (قضاء بنت جبيل).

ويتزامن خفض عديد قوات «اليونيفل» جنوب نهر الليطاني مع تصاعد حملات التهويل والتهديد الإسرائيلية - الأميركية بتكثيف العدوان المستمر على لبنان. غير أن مصادر مواكبة أكّدت أنّ النقاش الدولي حول البديل لقوات حفظ السلام لم يُحسم بعد، في ظلّ مخاوف من أن الخصوصية اللبنانية، ولا سيما الجنوبية، قد لا تتقبّل انتشار قوات متعدّدة الجنسيات. لذلك، يُرجّح أن يُصار إلى دعم الجيش اللبناني بمؤازرة من قوة المراقبين الدوليين التابعة للأمم المتحدة، أو تشكيل بعثة جديدة تُكلّف بمهمة مشابهة تحت راية الأمم المتحدة.

*********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

لبنان عند مفترق الاحتدام بين الوساطات والتصعيد… وفد أميركي في بيروت لمكافحة تمويل “الحزب”

تحدثت معلومات عن إبلاغ لبنان للقاهرة جوابه على ما طرحه اللواء رشاد وأن الردّ شدّد على أن اتفاق وقف الأعمال العدائية يطبَّق بحذافيره من جانب لبنان، وأن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بامتناعها عن تنفيذه وتوسيع خروقها واعتداءاتها

 

وسط موجات المد والجزر التي تطبع نمط الغارات الإسرائيلية والاغتيالات في صفوف أفراد وكوادر “الحزب” في الجنوب، ومع اقتراب طي سنة كاملة لسريان اتفاق الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني 2024، شكّلت الزيارة التي بدأها وفد من وزارة الخزانة الأميركية لبيروت مؤشراً إضافياً إلى الاحتدام التصاعدي الذي يجد لبنان نفسه محاصراً فيه بين جهود وضغوط ديبلوماسية ومالية تحضّه على تزخيم وتكثيف الإجراءات الآيلة إلى استكمال نزع سلاح “الحزب” وقدراته من جهة، وبقاء التهديدات الإسرائيلية بضربة واسعة جديدة في لبنان سيفاً مصلتاً على سلطاته. ويتخذ هذا السباق المحتدم طابعاً مثيراً لمزيد من القلق، ولو أن بعض المعطيات يشير إلى أن واشنطن ومع أنها لا تعاكس اتجاهات إسرائيل وتشاركها التركيز على التحذير من إعادة بناء قدرات “الحزب”، غير أنها لا تبدو راغبة في حرب واسعة جديدة في لبنان تتخطى إطار العمليات الإسرائيلية “الوقائية”، ولو اتخذت طابعاً أشد عنفاً وتركيزاً في قابل الأيام، في الوقت الذي تعنى الإدارة الأميركية بقوة في إنجاز اتفاق غزة. وتالياً، هذا ما يفسر الإفساح أمام استكمال بعض الجهود الديبلوماسية ولا سيما منها المساعي المصرية بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد إلى لبنان. وفيما تحدثت معلومات عن لقاء جرى بين مدير المخابرات العامة المصرية ومسؤولين فرنسيين في الأيام الأخيرة خصص للبحث في الملف اللبناني، جرى اتصال في نهاية الأسبوع بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تناول الجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية. وأكد عبد العاطي خلال الاتصال “الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة”.

وتحدثت معلومات عن إبلاغ لبنان للقاهرة جوابه على ما طرحه اللواء رشاد وأن الردّ شدّد على أن اتفاق وقف الأعمال العدائية يطبَّق بحذافيره من جانب لبنان، وأن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بامتناعها عن تنفيذه وتوسيع خروقها واعتداءاتها، وأن لبنان لا يرى حاجة للتوصل إلى اتفاق جديد، وأن المطلوب من واشنطن الضغط على إسرائيل لإلزامها بتطبيقه.

مع ذلك، مهّد كبير مسؤولي العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي لوصول وفد الوزارة الى بيروت أمس، بالإعلان عن أنّ الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من “فرصة سانحة” في لبنان تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن “الحزب” والضغط عليه لإلقاء سلاحه.

وذكر هيرلي في مقابلة مع “رويترز” أنّ إيران تمكّنت من تحويل نحو مليار دولار إلى “الحزب” هذا العام، على الرغم من مجموعة من العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها. وقال إنّ “هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا استطعنا أن نجعل الحزب يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده”.

وأضاف خلال المقابلة مع “رويترز” في إسطنبول إحدى محطات جولة له في تركيا ولبنان والإمارات وإسرائيل تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، أنّ “المفتاح في ذلك هو التخلّص من النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها للحزب “.

وقد التقى رئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا مساء أمس وفداً من الخزانة الأميركية ومجلس الأمن القومي الأميركي، وترأس الوفد سيباستيان غوركا وضم وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب جون هيرلي ورودولف عطالله المتخصص بمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي.

 

في غضون ذلك، واصل الإعلام الإسرائيلي نشر التقارير الكثيفة المتصلة بتوقعات تصعيد عسكري واسع في لبنان، ونشرت أمس صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريرًا يشير إلى “تصاعد القلق داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب بشأن محاولات الحزب لإعادة تأسيس وجوده العسكري في جنوب لبنان”. وأفادت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين يعتقدون أن الحزب قد يسعى في المستقبل القريب إلى تصعيد الأوضاع بشكل أكبر، ما قد يؤدي إلى طلبه من الجيش الإسرائيلي شن جولة جديدة من القتال العنيف في المنطقة. وأفادت أن التقارير الواردة من مصادر أمنية إسرائيلية تتحدث عن تحركات مكثفة للحزب  في الجنوب اللبناني، وهو ما قد يشير إلى أن الحزب يواصل بناء وتعزيز قوته العسكرية على الحدود مع إسرائيل. وأعرب المسؤولون الإسرائيليون عن مخاوفهم من أن الحزب، المدعوم من إيران، قد يسعى إلى فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل بعد استعادته بعض القوة العسكرية، ما قد يؤدي إلى مواجهة شاملة قد تكون أكثر عنفًا من أي مواجهة سابقة.

وتزامن ذلك مع استمرار الغارات اليومية على الجنوب، حيث شنّت مسيّرة إسرائيلية صباح أمس غارة استهدفت سيارة في بلدة خربة سلم. وأفادت المعلومات أن الغارة استهدفت آلية “بيك أب” بـ3 صواريخ، وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة أن الغارة الإسرائيلية أدت إلى استشهاد مواطن، وأفيد أنه حسن علي جميل سلطان. ومساء استهدفت مسيّرة إسرائيلية أطراف حومين الفوقا بغارة طاولت سيارة.

أما في المشهد الداخلي، فيبدو أن التوترات السياسية لن تقل احتداماً في ظل ترقب الخطوة التي سيقدم عليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن إحالة مشروع القانون المعجل الذي أحالته الحكومة على المجلس حول تعديل قانون الانتخاب، علماً أن توقعات متشائمة تسود معظم الكتل النيابية حول معركة تصعيدية لا بد حاصلة، إذا مضى بري في التمنع عن إحالة مشروع الحكومة على أول جلسة تشريعية يعقدها المجلس.

وسط الأجواء المتوترة هذه، لوحظت عودة ارتفاع المواقف الكنسية منددة بسوء الأمور وسوء الإدارة السياسية. وبرز موقف لافت لمتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة في عظته لفت فيه إلى أن “العـالَـمُ كُـلُّـهُ سَـبَـقَـنـا، حَـتّى مَـنْ كُـنّـا نَـدَّعـي مُـسـانَـدَتَـهُـم. مُحـيـطُـنـا الـذي كـانَ يَحْـسُـدُنـا عـلى مـا نَحْـنُ عَـلَـيْهِ تَـقَـدَّمَ عَـلَـيْـنـا وأصْـبَحْـنـا عـاجِـزيـنَ عَـنِ الـلَحاقِ بِه”. وسأل: “هَـلْ نَـبْـقـى عـلى هـذه الحالِ مِـنَ الـلااسْـتِـقْـرارِ وَالـتَـرَدُّدِ أمْ نَـدْعـو دَوْلَـتَـنـا لِـلـتَـشَـبُّـهِ بِـرَئـيسِ الـمَجْـمَعِ يـايـرس وبِالمَرْأةِ الـنـازِفَـةِ الـتي بَعْـدَ أنْ “أنْـفَـقَـتْ مَعـيـشـتَـهـا عـلى الأطِـبّـاءِ” لَـمْ تَـتَـرَدَّدْ أو تَـتَـقـاعَـسْ بَـلْ حَـزَمَـتْ أمْـرَهـا وقَـصَـدَتْ الـطَـبـيـبَ الإلَهِيَّ الـذي أبْـرَأَهـا؟ لَـوْ لَمْ تَـتَّـخِـذْ الخُطْـوَةَ الـمُـناسِـبَةَ لَـما نالَـتِ الـشِـفاء. ماذا تَـنْـتَـظِـرُ دولَـتُـنـا لِـتَحْـزِمَ أمْـرَهـا وَتَـتّخِـذَ الخُطُـواتِ الـمُناسِـبَةَ مِـنْ أجْـلِ إخْـراجِ لـبـنـانَ والـلـبْـنـانـيـيـن مِـنْ حالَةِ الـمُـراوَحَةِ والـيَأسِ إلـى آفـاقِ فَـجْـرٍ جَـديـدٍ يَحْـلُـمُ بِـهِ الجَـميع؟

 

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

لبنان يرد على الأفكار المصرية: الاتفاق قائم فلتنفّذه إسرائيل

بري فوجئ بكتاب «الحزب»… واتصالات لتطويق عتبه ومآخذه

بيروت: محمد شقير

 

المفاجأة التي أحدثها الكتاب المفتوح الذي رفعه أمين عام «الحزب» نعيم قاسم إلى أركان الدولة اللبنانية، لم تقتصر على رئيسي الجمهورية العماد جوزيف عون والحكومة نواف سلام، وإنما انسحبت على «أخيه الأكبر» رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أُعلم به عبر وسائل الإعلام، أسوة بالعدد الأكبر من نواب كتلة «الوفاء للمقاومة»، ووزيري الحزب في الحكومة محمد حيدر وراكان نصر الدين اللذين لم يكونا على علم به لدى مشاركتهما في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي تزامنت مع الإعلان عن كتابه.

 

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر بارز في «الثنائي الشيعي» أن تفرّد قاسم بكتابه للرؤساء، بغياب التشاور مع بري، طرح أسئلة لمعرفة أسباب تفرّده بتسطير كتابه هذا الذي يتعارض مع تفويضه له بكل ما يتعلق بملف الجنوب، رغم أن التواصل بين الحزب و«حركة أمل» قائم، ويتولاه المعاونان السياسيان لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، ولأمين عام الحزب حسين الخليل.

 

عتب وانزعاج

كشف المصدر أن تفرّد قاسم بكتابه قوبل باستغراب بري إلى حد تسجيل عتبه الشديد على حليفه، من دون أن يخفي انزعاجه. وقال إن تفرده أُدرج على جدول أعمال اللقاء الذي عُقد لاحقاً بين «الخليلين» لاستكشاف الأسباب التي أملت على قاسم عدم التشاور قبل توجيهه لكتابه، وصولاً لاستيعاب ما ترتب عليه من تداعيات من شأنها أن تنعكس سلباً على تحالفهما الاستراتيجي.

 

لقاء لتطويق عتب بري

ولفت إلى أن لقاء «الخليلين» خُصّص لتطويق عتب بري ومآخذه على تفرّد قاسم بكتابه، مع أن بري حرص على الإبقاء عليه قيد الكتمان تجنباً لحصول أي مشكلة. وقال إنه كان من المستحسن لقاسم إصدار بيان يضمّنه العناوين السياسية الرئيسة التي ركّز عليها في كتابه، بدلاً من تسجيله سابقة بتوجيه كتاب مفتوح للرؤساء، كان في غنى عنه.

 

وأكد المصدر أن «الحزب» برر الكتاب المفتوح لقاسم برفضه استدراج لبنان للدخول في مفاوضات سياسية مباشرة مع إسرائيل، مع أن الرؤساء كانوا أجمعوا على رفضها، ولا يرون من مبرر لتطبيع العلاقات.

 

«دعسة ناقصة»

ومع أن المصدر تجنّب الدخول في الأسباب التي أملت على قاسم اختيار التوقيت لرفع كتابه، فإن مجرد إقدامه على هذه الخطوة تعني، من وجهة نظر مصدر لبناني رسمي، بأنه أقدم على «دعسة ناقصة» لا مبرر لها، إلا إذا قرر صرف النظر عن وقوفه خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي لإلزام إسرائيل بتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية، وهذا ما يصر الرؤساء عليه، ويلحون على الولايات المتحدة الأميركية بأن تثبت مصداقيتها في رعايتها بالشراكة مع فرنسا للاتفاق، وتبادر للضغط عليها عبر لجنة الـ«ميكانيزم» لإلزامها باحترامه وتنفيذه.

 

وسأل المصدر: لماذا تفرّد قاسم بموقفه من دون التشاور مع بري الذي كانت قيادة الحزب فوّضته لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإٍسرائيل، وأن التفويض لا يزال ساري المفعول بتأييده لاتفاق وقف النار الذي توصل إليه مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين وتبنته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي؟

 

خيار جامع

كما سأل: أين يقف الحزب من دعوة عون للجنة الـ«ميكانيزم» لتفعيل دورها لإنهاء الاحتلال للجنوب الذي هو خيار وطني جامع، وإن كانت إسرائيل لم تحدد موقفها بعد وتستمر في اعتداءاتها؟ وما الذي تبدّل وكان وراء إصراره على رفع كتابه؟ وهل انقلب قاسم على إشادته بالرؤساء الثلاثة في أكثر من مناسبة؟ وإلا ما هي المبررات التي دفعته لاحقاً لاتهام الحكومة بارتكاب خطيئة بتسرعها بإعلان موافقتها على حصرية السلاح بيد الدولة؟

 

وقال المصدر إن عون لم يكن مضطراً للتأكيد في لقاءاته والموفدين الدوليين على الإجماع الوطني حول التفاوض السلمي بواسطة لجنة المراقبة وتطعيمها بخبراء لبنانيين إذا اقتضت الحاجة، على غرار ما حصل بترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهل تفرّد قاسم في موقفه من دون حصوله على ضوء أخضر من «الثنائي»؟ وإلا لماذا انتظر طويلاً ليعلن رفضه لتسرع الحكومة بتطبيق حصرية السلاح بخلاف موقف حليفه، أي بري، الذي يتلاقى موقفه مع ما يعلنه عون في هذا الخصوص؟

 

حضور إيران بالواسطة

ورأى المصدر أن هناك جملة من الأسباب تقف وراء انقلاب الحزب على مواقفه تتجاوز رفضه الأفكار التي طرحها مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد لإخراج المفاوضات من المراوحة لعلها تؤسس لمبادرة مصرية تفتح الباب أمام تسويقها بالشراكة مع الولايات المتحدة وبموافقة إسرائيلية، خصوصاً أنه استبق زيارته لبيروت بلقاء رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو في تل أبيب، وتتعلق برده المسبق على العقوبات الأميركية التي فُرضت أخيراً على مصادر تمويله والتي جاءت بالتزامن مع وصول وفد أميركي يمثل الخزانة الأميركية إلى بيروت في مهمة تتعلق بفرض الحصار على شركات الصرافة التي تتولى تبييض الأموال لصالح الحزب، وتمويل الإرهاب.

 

لكن المصدر لا يعفي إيران من الحضور، ولو بالواسطة، في كتاب قاسم في ظل تعثر الاتصالات لإعادة الاعتبار للمفاوضات الإيرانية – الأميركية وصولاً لإشراكها في المفاوضات الخاصة بالجنوب للتعويض عن تراجعها في الإقليم من جهة، والإتاحة لها من خلال إشراكها بالورقة اللبنانية لعلها تضغط لتحسين شروطها على نحو يدفع بواشنطن لاستئناف المفاوضات من جهة ثانية.

 

لذلك، فإن قاسم استهدف في كتابه، ولو «غمزاً»، الأفكار التي حملها اللواء رشاد لمساعدة لبنان لتفعيل المفاوضات على قاعدة تفهّمه لموقفه، خصوصاً أنه، أي قاسم، استبق رفع كتابه للرؤساء برفضه الأفكار، وتحديداً بما يتعلق بتوقيت تطبيق حصرية السلاح، وعدم التزامه باستخدامه إفساحاً في المجال أمام إزالة العقبات لتعبيد الطريق لإطلاق الخيار الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال.

 

عودة إلى المربع الأول

وعلمت «الشرق الأوسط» أن قاسم أوحى من خلال كتابه وكأنه يبعث بإشارة ليعيد تموضعه في المربع الأول، مع أنه كان قد التزم بحصرية السلاح، وشارك على أساسها في الحكومة، ولم يعترض على احتواء السلاح غير الشرعي، ومنع استخدامه أو حمله التزاماً منه بما أورده قائد الجيش العماد رودولف هيكل في الخطة التي أعدها لتطبيق حصريته على مراحل، ومن ثم فإن الرؤساء فوجئوا بكتابه؛ ما دفع بجهات رسمية للسؤال عن موقف إيران والتدقيق فيه؛ لأنه لم يعد بحوزتها سوى الورقة اللبنانية لتحسين شروطها في حال وافقت واشنطن على استئناف المفاوضات.

 

وكشف المصدر أن لبنان أعد جواباً على الأفكار التي طرحها اللواء رشاد بتأكيده على أن اتفاق وقف الأعمال العدائية يطبَّق بحذافيره من جانب لبنان، وأن المسؤولية تقع على عاتق إسرائيل بامتناعها عن تنفيذه، وتمعن في توسيع خروقها واعتداءاتها، ومن ثم فلا حاجة للتوصل إلى اتفاق جديد، وأن المطلوب من واشنطن الضغط عليها لإلزامها بتطبيقه.

 

وأكد أن المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير هو من تولى، بتكليف من المعنيين، نقل الموقف اللبناني إلى اللواء رشاد كونه ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي على تواصل باستمرار لرفع مستوى التنسيق الأمني بين البلدين.

 

لكن المصدر نأى بنفسه عن الدخول في تفاصيل الجواب اللبناني على الأفكار المصرية، مؤكداً أن التواصل لم ينقطع، وأن مصر مشكورة على دعمها للبنان وتفهُّمها موقفه بالضغط على إسرائيل لإلزامها بوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من الجنوب تطبيقاً للقرار الدولي رقم 1701 بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة «يونيفيل».

******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 وفد الخزانة الأميركية: لوقـف التمويـل الإيراني للحزب… وعـون: نطبّـق بصرامة منع تبييض الأموال

فيما يقف لبنان على أبواب مرحلة حساسة تتصاعد فيها الضغوط الديبلوماسية والتهديدات الإسرائيلية بحرب واسعة ضدّه ضغطاً عليه لنزع سلاح الحزب، تتّجه الأنظار إلى البيت الابيض اليوم، حيث سيجتمع الرئيس دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع، الذي هو أول رئيس لسوريا يزور الولايات المتحدة منذ العام 1946، على أن يستقبل ترامب بعد 9 أيام ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في ظل توقعات أن تكون لهاتين الزيارتين انعكاساتهما على لبنان ومجمل الأوضاع في المنطقة.

تتوقع مصادر ديبلوماسية عبر «الجمهورية»، أن يشهد لبنان مرحلة من الضغوط غير مسبوقة، خصوصاً من الجانب الأميركي في اتجاهين: الأول، هو دفع الحكومة اللبنانية إلى الموافقة على الانخراط في المفاوضات مع إسرائيل، على رغم التحفظات الشديدة التي يبديها لبنان في هذا الشأن، بسبب عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها الواردة في قرار وقف النار، لجهة وقف ضرباتها في لبنان والانسحاب من كل الأراضي التي تحتلها. والثاني، هو تشديد الحصار الاقتصادي والمالي والديبلوماسي، ليس على الحزب فحسب، بل أيضاً على مروحة واسعة من الشخصيات والقوى التي تتعاون معه، وكذلك على الدولة اللبنانية ككل.

 

وتردّد أنّ هناك أعداداً كبيرة من الأشخاص والمؤسسات التي ستشملها لوائح العقوبات الأميركية في المرحلة القريبة المقبلة. وعلى الأرجح، سيتمّ ترتيب إصدار العقوبات الجديدة مع الحراك الذي يجريه الموفدون الأميركيون إلى لبنان والمنطقة، وأبرزهم أمس كان وفد الخزانة الأميركية الذي حطّ رحاله في بعبدا، وعقد اجتماعاً مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وصفته المصادر بأنّه على قدر وافر من الأهمية. وقد حاول خلاله رئيس الجمهورية تصحيح بعض النقاط المثارة والردّ عليها، لجهة اتهام النظام المالي اللبناني بأنّه مخروق، ويمكن أن يجري من خلاله إمرار أموال غير مشروعة.

 

وقد ضمّ الوفد إلى رئيسه نائب مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب الدكتور سيباستيان غوركا، وكيل الوزارة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي، رئيس هيئة أركان الاستخبارات الإرهابية والمالية بيل باريت، نائب مساعد وزير شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سبينسر هورويتز، مستشار وكيل الوزارة مايكل رومايس، مدير شؤون الشرق الأوسط ـ مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية (TFFC) دانيال جاكسون، مديرة مكافحة الإرهاب – والتهديدات في مجلس الأمن القومي (مكتب مدير الاستخبارات الوطنية) نانسي دحدوح، مدير تمويل التهديدات في مجلس الأمن القومي ماكس فان اميرونغن، والمساعد الخاص للرئيس ونائب مدير مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي رودي عطالله.

 

تطبيق صارم

وأبلغ الرئيس عون الوفد الأميركي «أنّ لبنان يطبّق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية على اختلاف أنواعها». وأشار إلى «أنّ هذه الإجراءات تندرج في إطار القوانين التي أقرّها مجلس النواب، ولا سيما منها تعديل قانون السرّية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، إضافة إلى التعاميم التي يصدرها مصرف لبنان بهذا الخصوص». وأكّد أنّ الحكومة تعمل على إنجاز مشروع قانون «الفجوة المالية»، الذي من شأنه المساهمة في انتظام الوضع المالي في البلاد»، لافتاً إلى أنّ الجيش والأجهزة الأمنية يواصلون ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، ما ساهم في إحباط محاولات عدة لزعزعة الأمن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية». وتناول اللقاء الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي، والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق يهدف إلى دعم لبنان ومساعدته في الخروج من أزمته الاقتصادية، إلى جانب الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي وتأمين انسياب المال وفق النظم المالية الدولية.

 

وفي ما يتعلق بالوضع في الجنوب، شدّد الرئيس عون على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها بتطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تمّ التوصل إليه العام الماضي، بما يتيح استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود الجنوبية، وتفعيل الخطة الموضوعة لتطبيق قرار حصرية السلاح.

 

وكرّر عون التأكيد أنّ خيار التفاوض، الذي أعلنه مراراً، ينطلق من اقتناع بأنّ الحرب لم تحقق أي نتيجة، لافتاً إلى أنّ التفاوض يتطلّب مناخات ملائمة، أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، مشيراً إلى أنّ هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة ودول أخرى.

 

من جهته، أكّد الوفد الأميركي استعداد بلاده لمساعدة لبنان في سعيه إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملاً.

 

عند مخزومي

وزار الوفد الأميركي برئاسة غوركا رئيس «حزب الحوار الوطني» النائب فؤاد مخزومي، وذلك في سياق سلسلة اجتماعات يعقدها الوفد الأميركي في إطار نقاشات تتناول ملفات اقتصادية وأمنية، إلى جانب التطورات اللبنانية الراهنة والعلاقات الثنائية بين بيروت وواشنطن. وقد أقام مخزومي مأدبة عشاء على شرف الوفد حضرها عدد من الشخصيات السياسية.

 

هيرلي

وكان وكيل وزارة الخزانة الأميركية هيرلي، أكّد أنّ الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من «فرصة سانحة» في لبنان، تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن «الحزب» والضغط عليه لإلقاء سلاحه. وقال هيرلي لوكالة «رويترز» في اسطنبول إحدى محطات جولة له في تركيا ولبنان والإمارات وإسرائيل، تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، إنّ الأخيرة تمكّنت من تحويل نحو مليار دولار إلى «الحزب» هذا العام، على رغم من مجموعة من العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها». واضاف أنّ «هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا استطعنا أن نجعل الحزب يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده». وأعتبر أنّ «المفتاح في ذلك هو التخلّص من النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها للحزب ».

 

توصيات غراهام

في غضون ذلك، قال السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام القريب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقناة «سكاي نيوز عربية»، إنّ الطائفة الشيعية في لبنان «منقسمة»، موضحاً أنّ «نحو نصفها تقريباً يريد أن تكون كلّ الأسلحة الثقيلة بيد الجيش اللبناني»، في حين «تصرّ فئة داخل الحزب على البقاء مسلّحة، وهذا ما يمنع لبنان من بلوغ إمكاناته الكاملة»، على حدّ تعبيره. وأضاف: «إسرائيل لن تقبل ببقاء الحزب مسلّحاً. توصياتي لأصدقائي في لبنان هي أن ينزعوا سلاح الحزب، وعندها يمكن الجلوس لمناقشة أمن الحدود مع إسرائيل وفتح طريق لدمج لبنان في المنطقة». وأشار إلى أنّ «المزيد من الدول انضمت إلى الاتفاقيات الإبراهيمية»، متوقعاً أن «تنضمّ السعودية خلال السنة المقبلة»، داعياً لبنان إلى «الاستعداد من الآن ليكون جزءاً من ذلك». وأضاف: «تركيزي هو على عزل ونزع سلاح الحزب، ومحاولة تمكين الحكومة السورية الجديدة، ولكن بحذر».

 

الجميع تلوّع

في هذه الأجواء، أكّد رئيس الحكومة ​نواف سلام​ «انّ موقفنا جميعًا موحّد بضرورة العمل على إنهاء الإحتلال الإسرائيلي ووقف الإعتداءات اليومية وتسليم أسرانا، التزامًا بالإتفاقات الموقّعة من الحكومة السابقة، ونحن أكّدنا مجدداً إلتزامنا بالقرار 1701 وبحقنا كدولة بالدفاع عن نفسنا، وهناك إجماع في الحكومة على ذلك».

 

وقال سلام في حديث تلفزيوني: «باشرنا بورشة إصلاحية كبيرة، لكن وحدها لا تكفي لإطلاق العجلة الإقتصادية مجدداً وجذب الإستثمارات التي يحتاجها البلد، من دون الشعور بالأمن والأمان والإستقرار. وهذا ما كان يتطلّب تحويل شعار حصرية السلاح إلى واقع تنفيذي حقيقي». واكّد «انّ خطاب القَسَم وضع وجهة وأهدافًا، والمفروض أن نسير بها وبهذا الإتجاه، وهي ضرورية للتحقيق من أجل النهوض بالبلد». وقال: «ليس لديّ مصرف ولا ميليشيا ولا حزب سياسي، بل لديّ ثقة الناس التي اريد المحافظة عليها، لأنّ المشكلة الأساسية في لبنان هي فقدان الثقة والفجوة بين الدولة والمواطنين». ورداً على سؤال، قال سلام: «كيف يمكن ان يكون الجنوب بعيداً عن أولوياتي وأول زيارة قمت بها بعد تشكيل الحكومة كانت إلى الجنوب، وأسعى جاهداً لحشد الاموال المطلوبة لإعادة الاعمار، وإذا كان لدى أي شخص طريقة أفضل فليعلمنا بها. ولست انا المسؤول عن الدمار». ولفت إلى «انّ الجميع تلوّع من الحروب الاهلية، ولا اعتقد أنّ أحداً على استعداد لأخذ البلد إلى حرب جديدة. وإذا كان تطبيق القانون هو عناد فنعم أنا عنيد، وانا لا أرضخ للتهويل بالحرب الأهلية».

 

مواقف

وفي المواقف، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الأحد، أنّ «لبنان يعيش اليوم جدالاً عميقاً حول هويته وقيمه واتجاهه ومصيره». وقال: «لبنان اليوم بأمسّ الحاجة إلى من يسمع صوت الحقّ والحقيقة، وإلى من يضع المصلحة العامة فوق مصالحه الخاصة»، مشيراً إلى أنّ «ما يعانيه شعبنا من أزمة اقتصادية خانقة، ومن تفكّكٍ في المؤسسات، ومن فوضى في المسؤوليات، ليست قدراً بل هو نتيجة خيارات بشريّة غابت عنها الأمانة الوطنيّة».

 

وأضاف الراعي: «لا خلاص للوطن بالخطابات، بل بأعمال الإيمان والمواطنة الصادقة». وأوضح أنّه «وما من طريقٍ لبناء الدولة إلّا طريق الصدق والعدالة. فمن يضع الإيمان موضع المصلحة، يبني وطناً ثابتاً، ومن يستعمل الدين أو السياسة لأغراضه الخاصة، يهدم الهيكل الذي يعيش فيه. تجديد البيعة هو تنقية قلب الإنسان ليكون سكنى الله، وتنقية الضمائر من أجل سماع الحقيقة من كلام الله. ما يعاني منه الشعب عندنا هو ضياع الحقيقة أو تشويهها أو تحريفها أو إخفاؤها، الأمر الذي يضيّع الرأي العام».

 

الحملة على بري

أكّد النائب علي حسن خليل، المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث متلفز، أنّ «الهجوم الشخصي على الرئيس بري يعكس ضعف خصومه»، مشيراً إلى أنّ «الحكومة الحالية تثير تساؤلات كبيرة حول قدرتها على تحمّل مسؤولياتها، في ظل تعطيلٍ لمؤسسات الدولة ومصالح المواطنين، تتحمّل «القوات اللبنانية» مسؤوليته». وقال إنّ «من يظن أنّ إسرائيل التزمت وقف إطلاق النار فهو واهم»، مؤكّداً أنّ «المقاومة التزمت بالاتفاق، وتقارير الجيش و«اليونيفيل» تثبت ذلك».

 

ورأى خليل أنّ المرحلة الراهنة قد تشهد ترتيبات مشابهة لتلك التي أعقبت حرب عام 2006، مشدّداً على أنّ «لجنة «الميكانيزم» تتيح للبنان تفادي أي مفاوضات مباشرة مع إسرائيل»، ومؤكّداً تمسك لبنان بوقف إطلاق النار ورفض أي شكل من أشكال التطبيع. وأعلن تمسك حركة «أمل» و«الحزب» بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وخوضها معاً في جميع الدوائر، محذّراً من محاولات البعض «الانقلاب على قانون الانتخابات الحالي الذي سبق أن وافقوا عليه»، معتبراً أنّ «أي تعديل جزئي سيفتح الباب أمام إعادة النظر الكاملة في القانون»، ومؤكّداً أنّ “استهداف هذا القانون هو استهداف لمكوّن أساسي في البلاد».

 

المبالغات والنظريات

من جهته، نائب رئيس المجلس السياسي في «الحزب» الوزير السابق محمود قماطي، قال في كلمة له في كفرسالا – جبيل أمس: «زوال لبنان ليس مبالغات أو نظريات سياسية، فقد قالها نتنياهو عندما تحدث عن «إسرائيل الكبرى»، وقالها المبعوث الأميركي توم برّاك إنّ لبنان يواجه تهديداً وجودياً، وإذا لم يتحرك فقد يعود إلى «بلاد الشام». ورأى قماطي «إنّ وطنيتنا اللبنانية وسيادتنا تفرضان علينا، ومن حقنا الوطني، أن نرفض أن يقول الأميركي للحكومة اللبنانية افعلوا كذا وكذا خدمةً للإسرائيلي، فهذا أقل حقوقنا». وقال: «وقد بدأنا نسمع في العالم العربي «لماذا يجب تسليم السلاح؟»، خاصة بعد قصف قطر، حيث ظهر للجميع أنّ الأهم أميركياً هي إسرائيل على حساب كل الأوطان العربية بما فيها لبنان. لذلك، نحن عندما ندافع عن لبنان، ندافع عن كل الأوطان العربية ونكون خط الدفاع الأول. لذلك، الاستراتيجية الدفاعية ضرورة في السياسة والحرب، لأنّها ورقة ضغط حقيقية وقوية يمكن للجميع الاستفادة منها».

 

ميدانياً

جنوباً، استمر الخرق الإسرائيلي لوقف اطلاق النار، فأغارت مسيّرة إسرائيلية صباح امس بصاروخين على سيارة قرب المعصرة على طريق حومين الفوقا – حميلا في منطقة اقليم التفاح، ما ادّى إلى سقوط المهندس عباس الجواد شهيداً. ثم اغارت مسيّرة اخرى بثلاثة صواريخ على سيارة «بيك أب» في بلدة خربة سلم فسقط المواطن حسن علي جميل سلطان.

 

******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الوفد الأميركي: مليار دولار للحزب ه ويجب إبعاد إيران

سلام: نعمل ليل نهار لتأمين الإنسحاب الإسرائيلي ولا أريد العودة إلى تجربة «الترويكا»

 

سجلت الساعات الماضية، مع الطلبات التي حملها وفد الخزانة الاميركية إلى لبنان، حيث وصل من تركيا، موضوعاً خطيراً يتعلق بما أسماه جون هارلي المسؤول عن مكافحة الإرهاب في الخزانة الاميركية «الفرصة السانحة» لقطع تمويل ايران للحزب ، باعتبار أن المشكلة هنا أي في التدخل الايراني، وإرسال الدعم المالي وغير المالي للحزب (تحويل أكثر من مليار دولار إلى الحزب، حسب المسؤول الاميركي).. داعياً إلى نزع سلاح الحزب «ليتمكن الشعب اللبناني من إستعادة بلاده.

في هذا الوقت كان الضغط الاسرائيلي مستمراً عبر جولات المسيَّرات المعادية، باستهداف منذ صباح أمس عدداً من الجرحى، تحت عنوان الاستعداد لمزيد من التصعيد والضغط، حتى ينزع الجيش اللبناني سلاح الحزب، بالتزامن مع جولة معاينة ميدانية لوفد البنك الدولي للجنوب، سواءٌ مع اليونيفيل، أو في مدينتي صور والنبطية.

وفي السياق، أكد الرئيس نواف سلام: نحن لا نتغاضى عن السيادة، بل نعمل ليلاً نهاراً على تأمين الانسحاب الاسرائيلي، والدولة ذات السيادة  أيضاً، فهامش واحد وقانون واحد يطبق على الجميع ولن أساوم على هذا الامر.

وأكد على اعادة قرار الحرب والسلم إلى الدولة، مشدداً على حشد الجهود العربية والدولية لانسحاب اسرائيل من المناطق المحتلة، ووقف الاعتداءات الاسرائيلية..

وتساءل: كيف يمكن أن يكون الجنوب بعيداً عن الايادي وأول زيارة قمت بها بعد تشكيل الحكومة كانت إلى الجنوب واسعى جاهداً لحشد الاموال المطلوبة لاعادة الاعمار، وإذا كان لدى أي شخص طريقة أفضل فليُعلمنا بها، ولست أنا المسؤول عن الدمار.

واشار إلى أن «ليس لديّ مصرف، ولا ميليشيا ولا حزب سياسي، بل لديّ ثقة الناس التي أريد المحافظة عليها، لأن المشكلة الأساسية في لبنان، هي فقدان الثقة والفجوة بين الدولة والمواطنين.. مؤكداً أن لا عودة للحرب الاهلية، ولا أي فريق يعتبر أنه بوارد الذهاب بهذا الاتجاه.

وأكد ليس صحيحاً أننا ركزنا فقط على السلاح، فالحكومة اطلقت ورشة اصلاح شاملة، وأعدت مجموعة قرارات اصلاحية كان لا بدّ منها، ولكن وحدها لا تفكي لاطلاق العجلة الاقتصادية من جديد، وجذب الاستثمارات التي يحتاجها البلد من دون الشعور بالامن  والامان والاستقرار، وهذا ما كان يتطلب تحويل شعار حصرية السلاح إلى واقع تنفيذي حقيقي.

وأعرب الرئيس سلام عن اعتقاده أن التغيير ليس سهلاً، لكن في الوقت نفسه، وبتقديري لا يمكن للبلد أن ينهض من دون تغيير، والمقصود به الاصلاح الجذري معتبراً أن من أهم الألغام بعمر الحكومة ثقل العادات المكتسبة وصعوبة التغيير.

وقال: مسألة طائفية المراكز كانت الاصعب، وكنت أفضل أن يكون هناك مداورة أكثر في التعيينات التي أجريناها، وهي تعيينات جيدة، وأنا مستعد للدفاع عنها بغالبيتها العظمى.

مؤكداً أن: حلفائي كل من يريدون لبنان قائماً على القانون واحترام المؤسسات مشيراً إلى أنه «والرئيس عون بتوجُّه واحد، وقد نختلف أحياناً، وهذا طبيعي، فلسنا في الاتحاد السوفياتي، وفي موضوع تعيين حاكم مصرف لبنان احترمت الاسس الدستورية، ولو أنا الطرف الخاسر.

الرئيس سلام في مقابلة مع المؤسسة اللبنانية للارسال LBC  مساء أمس

وأكد السعي لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها وجزء من مصداقية العهد أن تجري الانتخابات في موعدنا، ويهمنا أن نجريها على أعلى درجة من النزاهة والحيادية.

وتطرق الى زيارته الى الجنوب: أكثر ما أنه في حجم الدمار في الجنوب، وزيارة تمت بها مع الوزيرة حنين السيد ضمن برنامج أمان لتقديم الدعم المادي للعائلات الاكثر فقراً.

واستطرد: أعرف الرئيس بري منذ مدة طويلة، وهناك امور نتقق عليها، وأخرى نختلف عليها، وتجربة الترويكا لا أريد العودة إليها.

وعن المادة 95 من اتفاق الطائف المتعلقة بالغاء الطائفية السياسية تحتاج الى توضيح أكثر، وأنا أحب نظرية مجلس الشيوخ، وهي أحد الحلول للمشكلة الطائفية في لبنان، ولكنها بحاجة لاعادة النظر بصياغتها.

 

رسائل ضاغطة

وسط الترقب والحذر مما يأتي من رسائل دولية ضاغطة على لبنان وعاجزة عن وقف التصعيد الاسرائيلي الراهن ولمرتقب ان يتصاعد تدريجياحسب الاعلام العبري، برغم المساعي العربية الدبلوماسية التي لم تصل بعد الى أي نتيجة، وصل مساءامس إلى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت وفد من وزارة الخزانة الاميركية ويترأس الوفد نائب مساعد الرئيس الاميركي لشؤون الارهاب سيباستيان غوركا ويضم وكيل وزارة الخزانة الاميركية لشؤون الارهاب جون هيرلي، و رودولف عطالله المتخصص بمكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي الاميركي. والتقيا مساء رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي يغادر اليوم الى بلغاريا. على ان يتابع جولته اليوم بلقاءات مع رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية العميد احمد الحجار ووزيرالعدل عادل نصار ووزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان المركزي كريم سعيد. وينهي جولته بمؤتمر صحافي يعلن فيه نتائج الزيارة.

وذكرت معلومات غير رسمية ان الوفد يحمل رسالة حازمة تتعلق بـ «ضبط تبييض الأموال والعمليات المالية غير الشرعية في لبنان، لا سيما موضوع تمويل الحزب من ايران عبر الحدود الشرقية، وضرورة العمل على وقف مصادر التمويل، اضافة الى الاصلاحات المالية التي يجريها لبنان».

وبحث الوفد مع الرئيس عون «في الاجراءات العملية التي يقوم بها لبنان لوقف تبييض الاموال وتمويل الارهاب والعمليات المالية غير الشرعية من الخارج الى داخل لبنان».

وحسب المعلومات الرسمية ، تناول البحث ايضا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في اطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دوليا.

وأبلغ الرئيس عون الوفد: ان لبنان يطبق بصرامة الاجراءات المعتمدة لمنع تبييض الاموال او تهريبها او استعمالها في مجال تمويل  الارهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها.

وأشار الرئيس عون الى انه تندرج في اطار هذه الاجراءات، اقرار مجلس النواب لقانون تعديل قانون السرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف، وكذلك  التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.

اضاف: إن الحكومة في صدد انجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية والذي من شأنه ايضا ان يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد.

وتابع رئيس الجمهورية: انه في موازاة الاجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الامنية على ملاحقة الخلايا الارهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي احباط اي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.

وعن الوضع في الجنوب، اكد الرئيس عون «ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار ١٧٠١ والاتفاق الذي تم التوصل اليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح».

وجدد الرئيس عون التأكيد ان «خيار التفاوض الذي اعلن عنه مرارا ينطلق من ان الحرب لم تؤد إلى اي نتيجة، غير ان التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب»، لافتاً الى ان «هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودول اخرى».

من جهته، اكد الوفد الأميركي «الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الامن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الامنية الشرعية من القيام بدورها كاملا».

وفي السياق، أفاد جون هيرلي قبل زيارته لبنان  في اسطنبول، إحدى محطات جولة له في تركيا والإمارات وإسرائيل، تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، «بأنّ الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من فرصة سانحة في لبنان تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن «الحزب» والضغط عليه لإلقاء سلاحه».

وذكر هيرلي « إنّ إيران تمكّنت من تحويل نحو مليار دولار إلى الحزب هذا العام على الرغم من مجموعة من العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها». وقال:إنّ هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا استطعنا أن نجعل الحزب يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده.

وأضاف: أنّ المفتاح في ذلك هو التخلّص من النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها للحزب .

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة  لـ «اللواء» ان تكرار الرئيس جوزاف عون امام الوفد الأميركي امس مسألة  التفاوض واعتباره خيارا يعني عدم التراجع عن هذا التوجه، واشارت الى انه لم يبدل موقفه القائل ان هذا الخيار يحتاج الى وقف الاعمال العدائية وتحقيق الأستقرار في الجنوب، مؤكدة ان لا شيء جديدا في هذا المجال وبالتالي ما يزال الموضوع في اطار المواقف حتى ان ما من ردود عليه.

وأفادت هذه المصادر ان  المسعى المصري المقترح بين لبنان واسرائيل قد يتحرك من جديد دون معرفة مصيره في الوقت الذي تغيب فيه أية مبادرات جدية ضمن هذا الإطار.

 

الاتحاد الاوروبي يطالب اسرائيل بوقف انتهاك القرار 1701

وحض الاتحاد الاوروبي الفرقاء اللبنانيين، والحزب على الامتناع عن أي رد فعل يزيد تأزيم الوضع.. ومطالباً اسرائيل بوقف كل الاعمال التي تنتهك القرار 1701.

 

مساعي مصر

في ظل هذه الاجواء غير المطمئنة، تواصل القاهرة مساعيها بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة قام بها مدير الاستخبارات حسن رشاد الى لبنان في الايام الماضية. وبينما افيد ان لبنان سلّم رده على الطرح المصري، في الساعات الماضية،  ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية في بيان.

وأكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة. وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق.

 

عون الى بلغاريا

الى ذلك، يغادر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون صباح اليوم الاثنين بيروت متوجها الى صوفيا في زيارة رسمية  تلبية لدعوة من الرئيس البلغاري رومن راديف كان وجهها اليه في  29 تموز الماضي، وذلك قبيل احتفال البلدين العام المقبل بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الديبلوماسية الثنائية. وبعد عودته، من غير المستبعد ان يزور الموفد السعودي يزيد بن فرحان لبنان، حيث يناقش التطورات الامنية والعسكرية الراهنة، مع الاطراف المحلية.

 

خليل: معركة للحفاظ على قانون الانتخاب

انتخابياً، أياً يكن مصير مشروع قانون الانتخاب الذي أحالته الحكومة لالقاء المقاعد الـ 6 للمغتربين، والسماح لهم بالاقتراع لـ 128 نائباً، وقبل البحث به في المجلس، صعّد «الثنائي الشيعي» الموقف. وأعلن المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، معلناً: أن كتلة التنمية والتحرير ستقود معركة سياسية للحفاظ على القانون الحالي دون تعديل، وأنها لن تقبل أن يُفرض على من تمثل قرار أو خيار يتجاوزهم أو موقعهم أو حقهم الذي يجب أن يحفظ عبر الانتخابات على مستوى الداخل أو الخارج.

وقال خليل في حوار تلفزيوني أن هناك إرهاباً يمارس على الحكومة من قبل فريق سياسي في قانون الانتخاب، مضيفاً: ما حدث في الجلسة الاخيرة يطرح علامات استفهام كبيرة حول قدرة الحكومة على مواجهة فريق سياسي يغيّر في التوازنات الداخلية.

 

وفد البنك الدولي في الجنوب

وكان لوفد البنك الدولي جولة في الجنوب ، شملت «اليونيفيل» وتفقد محطة المياه في مدينة صور، والتي تعرضت للدمار نتيجة العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان.

وأعرب وفد البنك الولي عن نية البنك لتقديم الدعم للمحطات المتضررة في جنوب لبنان والمساهمة في تأهيلها، مشيراً إلى أن «هذا الدعم يندرج ضمن خطة البنك الدولي ومشاريعه في لبنان، لاسيما مشروع اعادة الاعمار».

كما جل وفد البنك الدولي الذي يزور لبنان على عدد من بلدات القطاع الغربي ومدينة صور، مطلعاً على حجم الاضرار التي خلفها العدوان.

واستقبل وزير المالية ياسين جابر وفد البنك الدولي في دارته في النبطية بحضور محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك، وتخلل اللقاء استعراض الاوضاع في الجنوب وما تعرضت له البلدات من دمار جراء العدوان الاسرائيلي المتواصلن وانطباعات الوفد عما شاهده ميدانياً. وقدم جابر للملا مجموهة كتب عن النبطية لباحث علي مزرعاني.

 

شهيدان واستهدافات

في الجنوب لم تتوقف آلة الموت الاسرائيلي عن استهداف الآمنين واستمر العدو الاسرائيلي امس، في نهجه القائم على التصعيد العسكري منذ فترة ضد لبنان، فاستهدفت مسيرة معادية مركبة “بيك آب” على الطريق بين بلدتي الصوانة وخربة سلم، وقد أدت الغارة التي نفذها الاحتلال الاسرائيلي بـ 3 صواريخ، لإرتقاء شهيد، بحسب بيان وزارة الصحة اللبنانية، ويدعى حسن علي جميل سلطان.

ومساء شن الطيران المعادي غارة على سيارة عند أطراف بلدة حومين الفوقا قرب المعصرة ، وتحدثت المعلومات الأولية عن ارتقاء شهيد هو عباس علي جواد.. وهرعت سيارات الإسعاف الى المكان المستهدف. وسجّل تحليق للطيران الإسرائيلي في محيط السلسلة الشرقية باتجاه مدينة بعلبك والبقاع الشمالي على مستوى منخفض.

ونفذ جيش العدو الإسرائيلي عملية تجريف في الموقع المستحدث في جل الدير – جبل الباط عند أطراف عيترون. وقامت القوات الإسرائيلية بعملية تمشيط واسعة باستخدام الأسلحة الثقيلة على أطراف بلدة علما الشعب. كما اطلقت قوات الاحتلال  فجر الأحد، النيران نحو أحد المشاريع الزراعية في سهل الوزاني، ما أدى إلى اشتعال محطة الكهرباء.

وتزامن هذا التصعيد مع تحليق كثيف للمسيَّرات الإسرائيلية في أجواء عدة مناطق في الجنوب اللبناني.

اما يوم السبت، فنفذت مسيرة معادية قرابة الثامنة صباحاً غارة جوية  بصاروخين موجهين مستهدفة سيارة «رينو رابيد» قرب مستشفى صلاح غندور في مدينة بنت جبيل، ما ادى الى وقوع 7 جرحى حسب مركز طوارىء وزارة الصحة اللبنانية. وتبين ان الاصابات طفيفة. وعلى الفور تحركت سيارات الإسعاف الى مكان الإستهداف ونقلت الجرحى للمستشفى.

كما استهدفت مسيّرة معادية سيارة رباعية الدفع على طريق راشيا الوادي – عين عطا- شبعا عند السفح الغربي لجبل الشيخ، تسببت بإرتقاء شقيقين هما محمد وحسين كنعان من بلدة شبعا.وقد نعتهما سرايا المقاومة اللبنانية امس.

واغار طيران العدو بمسيّرة بعد ظهر أمس على سيارة في برعشيت في قضاء بنت جبيل ما أدى إلى إرتقاء المواطن الحاج خليل كرنيب (خليل ابو سمرة) من بلدة مارون الراس، وإصابة أربعة بجروح، بحسب وزارة الصحة.

واستهدفت محلقات إسرائيلية  ليل أمس حفارة قرب ساحة بليدا،  وعادت وألقت مسيرات  معادية  صباح امس 3 قنابل صوتية باتجاه حفارة في محلة الكيلو 9 الواقعة بين بلدتي عيترون وبليدا.

وحول الاعتداءات قال: اشعر بالعجز والتخبط حين يستشهد أطفال في الجنوب، ولكنني ازداد عزيمة لتغيير الوضع كي لا يقتل أطفال لا في الجنوب ولا في أي مكان آخر.

******************************************

افتتاحية صحيفة الديار

بولا مراد

عون لوفد الخزانة الأميركيّة: لبنان يُطبّق بصرامة إجـراءات منـع تبييـض الأموال

الحزب يُنبّه: هناك من يجرّنا الى «مشكل» لبناني داخلي

 

بالتوازي مع التصعيد العسكري الاسرائيلي المتواصل، والذي بلغ مداه الأسبوع الماضي، عادت واشنطن لتشدد الخناق المالي على الحزب. فبعد حزمة العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة الأميركية الأسبوع الماضي، وقالت إنها «استهدفت أفرادا وشركات صرافة تورّطوا في تسهيل تحويل عشرات ملايين الدولارات من إيران إلى الحزب خلال عام 2025»، زار وفد من الخزانة برئاسة نائب مساعد الرئيس الاميركي لشؤون مكافحة الارهاب سيباستيان كورغا، رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، لحثّ لبنان على اتخاذ مزيد من الاجراءات لتجفيف تمويل الحزب.

 

وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» إنه «وبعد كل التضييق والاجراءات التي اتخذت في السنوات الماضية، لقطع كل وسائل وسبل تمويل الحزب عبر ايران كما من دول أخرى، نجح الحزب في تأمين سبل وآليات جديدة لمدّه بالمال، لذلك حمل وفد الخزانة سلسلة مطالب الى لبنان الرسمي، للتصدي لهذه المحاولات واتخاذ اجراءات أكثر تشددا».

 

وأشارت المصادر الى أن «واشنطن تعتبر منع تمويل الحزب، جزءا من الحرب التي يتم شنها عليه، ولن تقبل من الدولة اللبنانية بأي طريقة من الطرق التهاون بهذا الملف».

 

مواقف عون

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة الأولى، فقد أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الوفد الأميركي، «أن لبنان يطبق بصرامة الاجراءات المعتمدة، لمنع تبييض الأموال أو تهريبها، أو استعمالها في مجال تمويل الارهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها». واشار إلى أنه في هذا المجال، «أقر مجلس النواب تعديل قانون السرية المصرفية، واعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن». واوضح «أنّ الحكومة في صدد انجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية، والذي من شأنه ايضا ان يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد».

 

وتناول البحث ايضا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي، والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في اطار دعم لبنان، للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تم التطرق الى الخطوات الواجب اعتمادها، لإنعاش القطاع المصرفي من جديد، ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دوليا.

 

ولفت عون إلى أنّه في موازاة الاجراءات المالية المتخذة، «يعمل الجيش والأجهزة الامنية على ملاحقة الخلايا الارهابية، وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي احباط اي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة».

 

وعن الوضع في الجنوب، أكد عون على «ضرورة الضغط على «اسرائيل» لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان، وإلزامها تطبيق القرار 1701، والاتفاق الذي تم التوصل اليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية، وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش، لتطبيق قرار حصرية السلاح». وجدّد التأكيد على «ان خيار التفاوض الذي اعلن عنه مرارا، ينطلق من ان الحرب لم تؤد إلى اي نتيجة، غير ان التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة، أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، لافتاً الى ان هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودولا أخرى.

 

من جهته، أكّد الوفد الأميركي الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الامن والاستقرار في الجنوب، ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة، وتمكين القوى الامنية الشرعية من القيام بدورها كاملا.

 

«اسرائيل» تسقط الخطوط الحمراء

ميدانيا، بدا واضحا أن العمليات الاسرائيلية على لبنان دخلت في الأيام الماضية، مرحلة جديدة من التصعيد، بحيث لم تعد عمليات الاغتيال تتفادى المدنيين والأضرار المادية، بل باتت تنفذ حتى داخل الأحياء السكنية.

 

وتشير مصادر واسعة الاطلاع الى أن «الخشية في المرحلة المقبلة أن تتوسع العمليات، لتشمل مناطق في البقاع وحتى الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق»، معتبرة في حديث لـ «الديار» أن «المعطيات تشير الى أن العدو لن يلتزم بأي خطوط حمراء، بعد انقضاء المهلة التي تنتهي مطلع الشهر المقبل».

 

ويوم أمس، نفذت «اسرائيل» عمليتي اغتيال: الأولى استهدفت سيارة على طريق الصوانة – خربة سلم، أدت إلى استشهاد مواطن، والثانية سيارة في بلدة حومين الفوقا – قضاء النبطية، أدت إلى استشهاد مواطن آخر، وفق وزارة الصحة.

 

مواقف الحزب

وبعد الرسالة التي وجهها الحزب الى الرؤساء الثلاثة، وأكد فيها رفضه منطق للتفاوض والتمسك بالمقاومة، أطلق نوابه وقياديوه يوم أمس سلسلة مواقف انتقدت بشدة الموقف والأداء الأميركي تجاه لبنان. فاعتبر رئيس «تكتل بعلبك الهرمل» النائب الدكتور حسين الحاج حسن، أن «الضغوط الأميركية التي ما زالت تتوالى على لبنان، تريد أن تأخذه إلى مكان آخر، فما طرحه الأميركيون إقامة منطقة اقتصادية عازلة في الجنوب، أما نتنياهو فمشروعه «إسرائيل الكبرى». وسأل: «إلى أي مفاوضات تأخذنا أميركا؟ وإلى أين تريد ان تقود لبنان؟ لذلك قلنا في كتابنا المفتوح، انتبهوا الى المفاوضات التي يدفعنا إليها الأميركي لأنها مصلحة إسرائيلية كاملة».

 

من جهته، استغرب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، خروج بعض المسؤولين ليقولوا إن قرار الحرب والسلم في يد الدولة، وتساءل:»ولكن متى أخذت هذه الدولة قرارا ليس بالحرب ضد هذا العدو؟ بل قرارا بالدفاع في وجه هذا العدو ومنعها أحد؟ فنحن نرفض أن يكون في لبنان قرار للاستسلام لهذا العدو، والمطلوب اليوم من هذه الحكومة ألا تكتفي بترداد شعارات لم يعد لها أي معنى، بل أن تلتزم بما كتبته في البيان الوزاري، وتتلخص في حماية السيادة وردع المعتدي، وإعادة الإعمار وإطلاق الأسرى، وهذه البنود بقيت حبرا على ورق، ولم يكتشفوا من البيان الوزاري، إلا جملة واحدة لا تستهدف حماية السيادة، بل توجّه ضد جزء كبير من الشعب اللبناني».

 

وشدد على أننا «لا نريد للمشكلة أن تصبح لبنانية – لبنانية، في حين أن هناك من يصر في الداخل على أن تكون المشكلة بين اللبنانيين، لذلك لا يجوز لأحد في لبنان أن ينصب نفسه كأنه صدى للصواريخ الإسرائيلية، أو أن يستغل هذا العدوان من خلال حملة التحريض والتضليل التي نسمعها، اتركوا المشكلة مع العدو، فلماذا هناك من يريد نقلها إلى الداخل؟ وإذا نُقلت إلى الداخل ماذا سيستفيد؟ وهل يظن أحد في لبنان أن شعبنا يمكن أن ينكسر أو أن ينهزم»؟

 

وتابع: «المعادلة الداخلية دقيقة وحساسة، ولا يحق لأحد أن يمس بها، لأن هذا يهدد الداخل اللبناني، ونحن لا نريد تهديد الداخل اللبناني، لكن هناك من يصر على هذا المسار».

 

جديد التفاوض

وفي ملف التفاوض، اعتبر مصدر رسمي أن «البعض يصوّر وجود خلاف وانقسام لبناني في مقاربة الملف، لكن حقيقة الامر ان كل القوى وضمنا الحزب،  موافقة على توسيع لجنة وقف النار «الميكانيزم»، لتشمل مدنيين اختصاصيين»، لافتا في تصريح لـ«الديار» الى أن «ما يرفضه الحزب هو ما يرفضه راهنا لبنان الرسمي، ألا وهي المفاوضات السياسية المباشرة والتطبيع».

 

وتضيف المصادر:»الكرة راهنا في ملعب «اسرائيل» لا في الملعب اللبناني. ويبدو ان «تل أبيب» غير متحمسة لتوسيع الميكانيزم وتفضل الخيار العسكري».

 

تصويت المغتربين

ويفترض أن يتضح هذا الأسبوع المسار الذي سيسلكه ملف تصويت المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة، علما أن كل المعطيات تفيد بتوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، لاحالة مشروع القانون الذي سيصل من الحكومة إلى اللجنة النيابية التي تبحث قوانين الانتخاب، في إطار سعيه لتجنب طرحه على الهيئة العامة وتعديل القانون الحالي، وهو ما أشار إليه بوضوح معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، بقوله يوم أمس:» البعض لا يتعاطى بوطنية وشِرْكة حقيقية، بل يحاول الانقلاب السياسي على الموقف، من خلال تعديل قانون الانتخاب،ـ بما يلائم مصلحة فئة على حساب مصلحة المواطنين»، وأضاف: « لا احد يراهن على ضعفنا، وسنقود معركة سياسية للحفاظ على قانون الانتخابات الحالي دون تعديل، يسعى له البعض من اجل مزيد من الضغط».

 

وبحسب معلومات «الديار» لا تزال القوى التي تعرّف عن نفسها بـ «السيادية»، تبحث خياراتها في التعامل مع توجه بري لاحالة مشروع القانون إلى اللجنة النيابية. وقال مصدر نيابي في هذا الإطار:»صحيح أن خياراتنا ليست كثيرة، لكنها موجودة وستفاجىء البعض، فهذه المعركة بالنسبة إلينا معركة وجودية، ولن نتراجع عنها أي كان الثمن».

******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

عون لوفد أميركي: نكافح بقوة التبييض والتهريب وتمويل الإرهاب وبري مستاء من بيان «الحزب »

غداة اجتماع للمجلس الوزاريّ الأمنيّ الاسرائيلي المصغَّر ناقش الملف اللُّبناني وخرج مساء الجعة بقرار بـ”تكثيف الهجماتِ على لبنان وتعزيز بنك الأهداف”، صعّدت تل ابيب من وتيرة عملياتها واغتيالاتها. فبدا ان أصداء “كتاب الحزب” الى الرؤساء الثلاثة، كانت أقوى في اسرائيل، مِن صوت لبنان – الرسمي الذي لا ينفك يؤكد استعداده للتفاوض متجاهلا موقف الحزب منه. وفي انتظار اي رد من الولايات المتحدة الاميركية او من اسرائيل على هذا الانفتاح، تكبر الخشية من ان يكون ما تطلبه واشنطن وتل ابيب، بات “حصر السلاح” ومن ثم “التفاوض المباشر”، وإلا فإن الذهاب نحو تحرك عسكري اسرائيلي واسع النطاق ضد لبنان والحزب، سيكون حتميا.

 

مبادرة مصر

في ظل هذه الاجواء غير المطمئنة، تواصل القاهرة مساعيها بين بيروت وتل ابيب، لمنع التصعيد، والتي كانت بدأت مع زيارة قام بها الرجل الاقوى امنيا في مصر، مدير الاستخبارات حسن رشاد الى لبنان في الايام الماضية. وبينما افيد ان لبنان سلّم رده على الطرح المصري، في الساعات الماضية، ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال اتصال هاتفي مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، تطورات الأوضاع في جنوب لبنان والجهود الجارية لخفض التصعيد وتحقيق التهدئة، بحسب ما أفادت الخارجية المصرية في بيان. وأكد الوزير عبد العاطي خلال الاتصال الرفض الكامل للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة أراضيه، مشدداً على أهمية خفض التوتر وتغليب مسار التهدئة بما يحافظ على أمن واستقرار لبنان والمنطقة. وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والراسخ في دعم سيادة لبنان ووحدته الوطنية واستقلال قراره، وبسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، فضلاً عن دعم مؤسساتها الوطنية لتمكينها من الاضطلاع الكامل بمسؤولياتها في الحفاظ على استقرار البلاد وصون أمنها، وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة بما يصون مصالح الشعب اللبناني الشقيق.

 

مصر وفرنسا

كشفت مصادر مطلعة، أن مدير المخابرات العامة المصرية الوزير حسن محمود رشاد، التقى قبل أيام مسؤولين فرنسيين في إطار بحث التطورات المتعلقة بالملف اللبناني.

وأوضحت المصادر لـ”سكاي نيوز عربية” أن مصر مستمرة في مساعيها الديبلوماسية لدعم لبنان.

وأعرب الوزير رشاد عن استعداد بلاده للمساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الاضطرابات الأمنية، مجددا تأكيد دعم مصر الدائم للبنان.

في سياق متصل، قالت المصادر إنه من المتوقع أن يوضح الحزب موقفه للجانب المصري، بعد انزعاج القاهرة من البيان الأخير الذي أصدره الحزب، والموجه للرؤساء الثلاثة في لبنان.

 

وفد إميركي

وفي اطار المتابعة الاميركية لوضع لبنان زار وفد اميركي لبنان يرأسه وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي والتقى امس رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون.

ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفد وزارة الخزانة الاميركية برئاسة نائب مساعد الرئيس الاميركي لشؤون مكافحة الارهاب الدكتور سيباستيان غوركا، الذي استقبله امس في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، ان “لبنان يطبق بصرامة الاجراءات المعتمدة لمنع تبييض الاموال او تهريبها او استعمالها في مجال تمويل الارهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها” .

 

واشار الرئيس عون الى انه يندرج في اطار هذه الاجراءات، اقرار مجلس النواب لقانون تعديل قانون السرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.

 

واكد للوفد الاميركي ان “الحكومة في صدد انجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية، والذي من شأنه ايضا ان يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد”.

 

ولفت رئيس الجمهورية الى انه في موازاة الاجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الامنية على ملاحقة الخلايا الارهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص، وبالتالي احباط اي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة.

 

‏وتناول البحث ايضا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في اطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعياً ووفق النظم المالية المعتمدة دوليا.

 

‏وعن الوضع في الجنوب، اكد الرئيس عون “ضرورة الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تم التوصل اليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح”.

 

‏وجدد الرئيس عون التأكيد ان “خيار التفاوض الذي اعلن عنه مرارا ينطلق من ان الحرب لم تؤد إلى اي نتيجة، غير ان التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب”، لافتاً الى ان “هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودول اخرى”.

 

‏من جهته، اكد الوفد الأميركي الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الامن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة، وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الامنية الشرعية من القيام بدورها كاملا.

******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

“إنزال” أميركي أمني في لبنان بغطاء دبلوماسي

 

«هجمة أمنية» أميركية على لبنان، بغطاء دبلوماسي، تمثلت بزيارة وفد من الخزانة الأميركية ضم إلى الدكتور غوركا، وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون هيرلي، رئيس هيئة الأركان / الاستخبارات الإرهابية والمالية بيل باريت، نائب مساعد وزير شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سبينسر هورويتز، مستشار وكيل الوزارة مايكل رومايس، مدير شؤون الشرق الأوسط/ مكتب تمويل الإرهاب والجرائم المالية (TFFC) دانيال جاكسون، مديرة مكافحة الإرهاب – والتهديدات / مجلس الأمن القومي (مكتب مدير الاستخبارات الوطنية) نانسي دحدوح، مدير تمويل التهديدات/ مجلس الأمن القومي ماكس فان أميرونغن، والمساعد الخاص للرئيس ونائب مدير مكافحة الإرهاب/ مجلس الأمن القومي رودي عطالله.

 

الوفد التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي أبلغه أن لبنان يطبق بصرامة الإجراءات المعتمدة لمنع تبييض الأموال أو تهريبها أو استعمالها في مجال تمويل الإرهاب، ويعاقب بشدة الجرائم المالية مهما كان نوعها.

 

وأشار الرئيس عون إلى أنه يندرج في إطار هذه الإجراءات، إقرار مجلس النواب تعديل قانون السرية المصرفية وإعادة هيكلة المصارف، وكذلك التعاميم التي تصدر عن مصرف لبنان في هذا الشأن.

 

وأكد الرئيس عون للوفد الأميركي أن الحكومة في صدد إنجاز مشروع قانون ما يعرف بالفجوة المالية والذي من شأنه أيضًا أن يساعد في انتظام الوضع المالي في البلاد .

 

ولفت الرئيس عون إلى أنه في موازاة الإجراءات المالية المتخذة، يعمل الجيش والأجهزة الأمنية على ملاحقة الخلايا الإرهابية وإحالة أفرادها إلى القضاء المختص وبالتالي إحباط أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المناطق اللبنانية كافة .

 

وتناول البحث أيضًا الاتصالات الجارية مع صندوق النقد الدولي والسبل الآيلة إلى التوصل إلى اتفاق مع الصندوق في إطار دعم لبنان للمساعدة في إخراجه من الوضع الاقتصادي الراهن. كما تناول البحث الخطوات الواجب اعتمادها لإنعاش القطاع المصرفي من جديد ليكون انسياب المال طبيعيًا ووفق النظم المالية المعتمدة دوليًا.

 

وعن الوضع في الجنوب أكد الرئيس عون ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على لبنان وإلزامها تطبيق القرار 1701 والاتفاق الذي تم التوصل إليه في العام الماضي، ما يؤدي إلى استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الجنوبية وتفعيل الخطة التي وضعتها قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح. وجدد الرئيس عون التأكيد أن خيار التفاوض الذي أعلن عنه مرارًا ينطلق من أن الحرب لم تؤد إلى أي نتيجة، غير أن التفاوض يحتاج إلى مناخات ملائمة أبرزها وقف الأعمال العدائية وتحقيق الاستقرار في الجنوب، لافتًا إلى أن هذا الخيار يلقى دعم الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى.

 

الوفد الأميركي أكد في المقابل الاستعداد لمساعدة لبنان في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب ودعم الجيش لبسط سلطة الدولة على الأراضي اللبنانية كافة وإلغاء المظاهر المسلحة وتمكين القوى الأمنية الشرعية من القيام بدورها كاملًا .

يُذكر أن غوركا كان أستاذ الرئيس جوزاف عون في «ناشيونال ديفنس يونيفرسيتي» في واشنطن.

 

جون هيرلي: «الفرصة سانحة»

أحد أعضاء الوفد كان استبق وصوله إلى لبنان بمقابلة مع وكالة «رويترز» أجراها في تركيا، ومما قال فيها إن الولايات المتحدة تسعى للاستفادة من «فرصة سانحة» في لبنان تستطيع فيها قطع التمويل الإيراني عن «الحزب» والضغط عليه لإلقاء سلاحه.

 

وذكر هيرلي أن إيران تمكّنت من تحويل نحو مليار دولار إلى «الحزب» هذا العام على الرغم من مجموعة من العقوبات الغربية التي أضرّت باقتصادها.

وقال هيرلي إن «هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا استطعنا أن نجعل الحزب يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده».

وأضاف أن الزيارة تهدف إلى زيادة الضغط على إيران، وأن «المفتاح في ذلك هو التخلّص من النفوذ والسيطرة الإيرانية التي تبدأ بكل الأموال التي يضخونها للحزب ».

الوفد الأميركي يلتقي اليوم رئيس الحكومة نواف سلام ووزيري العدل والداخلية عادل نصار وأحمد الحجار وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، ضمن جولة يقوم بها على المسؤولين اللبنانيين.

 

مصدر دبلوماسي أميركي: ما يحصل مثير للدهشة

ويقول مصدر دبلوماسي أميركي إن ما يحصل في لبنان مثير للدهشة خصوصًا في ظلّ التقارير الاستخباراتية التي تؤكد أن «الحزب» لا يزال قادرًا على الاستمرار، منتقدًا دور قوات «اليونيفيل» ذات التمويل الدولي، الذي سمح لـ «الحزب» ببناء «جنوب تحت الجنوب» رغم الرقابة الدولية. في هذا الإطار، لفت مسؤول أميركي سابق إلى أن إسرائيل تبقى وحدها القوّة التي تمتلك القدرة والإرادة لفرض نزع سلاح «الحزب»، وهي لن تتنازل بشأن نزعه. في المقابل، يرى بعض الخبراء الأميركيين أن تصاعد الضغط على لبنان بشأن نزع السلاح يشكّل تهديدًا كبيرًا للبنان، إذ تسلط هذه المطالب الضوء على هشاشة سلطة الدولة في مواجهة النفوذ المتجذر للميليشيات. وتؤكد التصريحات الأخيرة لدبلوماسيين أميركيين ضرورة اتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات عاجلة للحدّ من نفوذ «الحزب».

 

ويرى خبراء أميركيون أنه في أعقاب رسالة «الحزب» المفتوحة، ظهرت تداعيات فورية على عدة جبهات. إذ تصاعدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، ما عكس ردًا على تحدّي «الحزب».

 

إسرائيل تجري سلسلة تدريبات

وفي وقت تتحرك واشنطن دبلوماسيًا، كانت إسرائيل تتحضر ميدانيًا، تدريبات في ميناء حيفا شارك فيها أكثر من سلاح، وتأتي التدريبات ضمن خطة قد تصل إلى جولة جديدة من الحرب، عُززت هذه الأجواء بتقارير تتحدث عن أن «الحزب» يعزز قدرته بإنتاج مسيرات في الضاحية الجنوبية والبقاع، وتهريب السلاح والأموال، وتدريب مقاتلين جدد، وإعادة تأهيل البنى التحتية المدنية التي تُستخدم غطاءً للبنى العسكرية.

 

غارات على جنوب لبنان

في موازاة التدريبات، غارات إسرائيلية متواصلة، الطيران المسير استهدف مساءً سيارة في حومين الفوقا، وسقط صباح أمس مواطن إثر غارة إسرائيلية من مسيرة، استهدفت سيارة بيك أب على طريق الصوانة – خربة سلم.

 

قماطي: لن نترك السلاح

نائب رئيس المجلس السياسي في «الحزب»، الوزير السابق محمود قماطي، وفي كلمة له في لقاء في بلدة كفرسالا، في جبيل قال: «لن نترك السلاح، بل نتمسك بالسلاح لأنه ضمان بقاء لبنان وورقة قوة للبنان».

 

ساحة النجمة على موعد مع معركة على قانون الانتخابات

يبدو أن ساحة النجمة ستكون على موعدٍ مع معركة شرسة في ما يتعلق بقانون الانتخابات، بوادر هذه المعركة ما أعلنه المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الذي قال: «سنقود معركةً سياسيةً للحفاظِ على القانونِ الحاليّ دونَ تعديلٍ، ولن نقبلَ أن يُفرضَ على من نمثلُ قرارٌ أو خيارٌ يتجاوزُ دورَهم أو موقعَهم أو حقَهم الذي يجبُ أن يُحفظَ عبرَ الانتخاباتِ على مستوى الداخلِ أو الخارج».

 

الراعي والجامعة اللبنانية وبيع الشهادات

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ركَّز في عظة قداس الأحد على ملف التزوير في الجامعة اللبنانية، فقال: «إن ما شاع في هذه الأيام عن بيع شهادات مزوّرة في الجامعة اللبنانية، هو في الحقيقة، كما أوضح لنا رئيسها، أن في أحد الفروع تم دفع مبالغ مالية لموظفين للتلاعب بالامتحانات عبر استبدالها وتزوير خط الأساتذة ووضع علامات نجاح غير مستحقة، فتدخل رئيس الجامعة وأعفى بعضًا وفصل بعضًا من الإداريين والموظفين. إن الجامعة اللبنانية التي تضم ستين ألف طالب ترتقي بمستواها التعليمي وفق مؤشرات التصنيف العالمية. وشهاداتها تمكّن أصحابها من احتلال مواقع قيادية في الداخل والخارج».

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram