كشفت دراسة جديدة من جامعة ولاية أوهايو الأميركية أن تشتّت انتباه الأطفال لا يعود فقط إلى الفضول الفطري كما كان يُعتقد سابقاً، بل يرتبط أيضاً بـ ضعف تطوّر الذاكرة العاملة، وهي المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة أثناء أداء المهام.
وأوضح الباحثون أن الأطفال يجدون صعوبة في التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة لأن ذاكرتهم العاملة لم تنضج بعد، مشيرين إلى أن حتى البالغين يمكن أن يتصرّفوا بالطريقة نفسها عندما تُرهق ذاكرتهم بمعلومات إضافية.
وقال فلاديمير سلوتسكي، أستاذ علم النفس في الجامعة والمشارك في الدراسة:”عندما ملأنا ذاكرة البالغين بمعلومات لا علاقة لها بالمهمة المطلوبة، بدأوا يتشتّتون تماماً مثل الأطفال، ويستكشفون بشكل مفرط دون تركيز واضح”.
وأظهرت التجارب التي استخدم فيها الباحثون لعبة حاسوبية لجمع الحلوى، أن البالغين الذين كانت ذاكرتهم مثقلة بالمعلومات استمروا في تغيير اختياراتهم رغم معرفتهم بالخيار الأفضل، ما يؤكد أن الإرهاق الذهني يولّد نمط التشتّت نفسه الذي يُلاحظ لدى الأطفال.
من جهتها، قالت الباحثة تشيان تشيان وان، التي شاركت في إعداد الدراسة:”تُظهر النتائج أن تشتّت الانتباه لدى الأطفال ليس عيباً، بل قد يكون جزءاً من طريقة دماغهم في التعلّم واكتساب المعرفة بمرونة أكبر”.
وأضافت أن هذه النتائج قد تساعد على تطوير أساليب تعليم جديدة تراعي آلية تعلّم الأطفال الطبيعية بدلاً من مقاومتها، معتبرة أن فهم العلاقة بين الذاكرة العاملة والانتباه يمكن أن يفتح المجال أمام تحسين طرق التعليم في المراحل المبكرة.
وتم نشر الدراسة في مجلة US News وموقع Drugs.com، حيث أكدت النتائج أن تشتّت الانتباه ظاهرة مشتركة بين الأطفال والبالغين عندما تُرهق الذاكرة العاملة.
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي