مارك ضو في عاليه – الشوف: كسر الحلقة المقفلة بين جنبلاط وأرسلان
تحت طبقة الضجيج السياسي التقليدي، يتحرك النائب مارك ضو ومكينته الانتخابية بخطى واثقة، مع إصرار واضح على الاحتفاظ بمقعده في دائرة عاليه – الشوف، كمرشح يطمح إلى تكريس نموذج جديد في التمثيل السياسي لا يقوم على الإرث العائلي، ولا على التراتبية التاريخية التي حَكمت الجبل لعقود.
وتؤكد مصادر مقربة من النائب مارك ضو أن الرهانات الانتخابية المقبلة في دائرة عاليه – الشوف لن تكون نسخة مكررة عن الدورات السابقة، وأن مسار المزاج الشعبي في الجبل يشهد تبدلًا جوهريًا، يتقاطع مع حالة الانفتاح القسري التي فرضها الانهيار الاقتصادي، وانحسار قدرة البيوت السياسية التقليدية على تقديم رعاية أو حماية أو فرص عمل.
وتعتبر هذه المصادر أن الخريطة الجديدة للصراع السياسي في المنطقة لن تبقى محصورة بين المختارة وخلدة فقط، أي بين زعامة جنبلاط والزعامة الأرسلانـية، بل ستفتح الباب أمام مشروع ثالث يُترجم عمليًا بنموذج تغييري، قادر على مخاطبة بيئة درزية وعابرة للطوائف في آن، ضمن دائرة تعاني من الإهمال السياحي والاقتصادي والمؤسساتي منذ سنوات.
وبحسب القراءة عينها، فإن ضو بات اليوم “الاسم الأكثر تأثيرًا داخل قوى التغيير”, حيث ان في عاليه – الشوف، أي لائحة ستتشكل خارج عباءة الأحزاب التقليدية والعائلات لن تكون ممكنة من دون مشاركته، والأرجح أن يكون هو من يقودها ويرأسها، على اعتبار أنه أثبت القدرة على تحويل اعتراض الناس إلى مسار سياسي فعلي، وليس إلى رد فعل موسمي ينتهي عند صندوق الاقتراع.
في المقابل، تدرك القوى التقليدية أن الحراك الشعبي لم يعد هو نفسه ما قبل الانهيار، وأن صمود ظروف الناس بات عاملًا مستقلًا عن الأسماء التاريخية، وأن الوعي الجديد المستجد داخل القرى والبلدات يمكن أن يفرض معادلة جديدة لم تُكتب نتائجها بعد.
في الكواليس، يتردّد سؤال واحد بين الناشطين في الجبل: “هل يُكتب للجبل أن يختبر للمرة الأولى منذ عقود مرجعية ليست وريثة بيت ولا امتدادًا لتاريخ العائلة؟”
الجواب لا يزال غير محسوم. لكن ما هو محسوم، أن المزاج تغيّر… وأن المعركة هذه المرّة لن تشبه ما سبق.
ضو يطلق رسالته من موقع مختلف: في زمن الانفتاح التكنولوجي والضيق الاقتصادي والهجرة، وفي ظل إهمال الجبل سياحياً، اقتصادياً ومؤسساتياً، يقول إنّ الناس باتت تبحث عمّن يقدّم حلولًا لا ولاءات، ودولة لا زعامة، ومشروعا لا عائلة سياسية.
اذ لا فرص عمل، لا تنمية اقتصادية حقيقية، لا نهوض سياحي، ولا حضور مؤسساتي يُعيد للجبل دوره الطبيعي في لبنان.
وتلفت المصادر إلى أنّ اللحظة الاقتصادية القاسية التي تعيشها البلاد، مع انفتاح العالم وسهولة التواصل، جعلت المزاج العام في الجبل أكثر انفتاحًا على التغيير وأكثر اقتناعًا بأنّ التاريخ السياسي للعائلات لا يكفي وحده كي يبقى “صكّ تفويض دائم” يؤهّل أحدًا للاحتفاظ بالمقعد.
فاليوم، بحسب المصادر نفسها، “الناخب في عاليه والشوف بات يقيس بالأرقام والنتائج، لا بالرموز والسير الذاتية فقط”.
ومهما حاولت القوى التقليدية استحضار العصبيات أو إعادة تدوير الشعارات، فإنّ المعركة المقبلة تبدو مختلفة:
لم تعد تقوم على “من هو الزعيم”، بل على: “من يقدّم مشروعًا قادرًا على إنقاذ الجبل وإنعاشه”.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :