إيران وإستراتيجية الخديعة !

إيران وإستراتيجية الخديعة  !

 

Telegram

 

كتب محمد هزيمة 

 مع سقوط سوريا بيد التحالف الغربي وسيطرة أميركا واسرائيل ومعهم  تركيا على اخر حصون الممانعة العربية تبدلت كل التوازنات وأصيب محور الممانعة بنكسة كبيرة أقساها  هزت محور المقاومة بصفعة موجعة على اكثر من  مستوى نظرا لدور سوريا الكبير بطرق إمداد السلاح وتأثير  موقعها السياسي في منطقه الشرق الاوسط والتزامها ثوابت قضية فلسطين كمرحلة اولى قبل الدخول بمناقشة المرحلة الثانية وتأثيرها على الداخل الايراني وما  يعمل عليه  التحالف الأميركي_الإسرائيلي منذ عقود بهدف تقويض نظام الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة المباركة حتى محاول تدمير المفاعلات النووية الإيرانية من قبل العدو الاسرائيلي منذ اشهر 
فسياسة الجمهورية الإسلامية تقوم على ثوابت في طليعتها القضية الفلسطينية وتبني قضايا الشعوب المستضعفة على مستوى العالم ولهذا كان دخول قوات الحرس الثوري الى لبنان بعد شهر من اجتياح عام 1982 من بوابة سوريا بموافقة الرئيس حافظ الأسد آنذاك لدعم المقاومة اللبنانية بمواجهة الإحتلال الإسرائيلي وكانت المرة الأولى التي تشارك فيها إيران في قضية القتال ضد اسرائيل و توسعته من صراع عربي _إسرائيلي الى  صراع إسلامي_إاسرائيلي بمشاركة ميدانية انتجت  "المقاومة الإسلامية" في لبنان بعد أن كانت قد خرجت من لبنان بالعام ١٩٧٩ عندما سحبت قواتها المسلحة التي كانت تشارك ضمن قوات اليونيفل واليوم بعد أكثر من أربعة عقود من الوجود الذي تمحور بين سياسي ثقافي وعسكري  خرجت إيران من السورية  وربما انتهى دورها كلاعب اساسي في استمرار المقاومة الفلسطينية بعدما وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية  "اتفاقيات أوسلو" وتحوّلت إدارة الذاتية للضفة الغربية سؤال يطرح نفسه هل أرتكبت إيران خطأً استراتيجياً في سوريا ؟؟ أم أن الجمهورية الاسلامية وقعت ضحية خداع تركي_روسي !؟؟؟
أم أن شك يراود كثيرين  هل استطاع الإصلاحيون في إيران تنفيذ استراتيجيتهم  بعدم تصدير الثورة والسير بشعار "إيران أولاً"!!؟؟ فتقييم نتائج  خروج  إيران من سوريا 
اولا قطع طريق "إمداد" المقاومة في لبنان قبل الحديث عن حماية "المقامات" المقدسة وهذا يصنف خسارات  إيرانية في سوريا وليس خسارة  مع  غياب الدولة العربية الوحيدة التي وقفت مع الجمهورية الإسلامية عند انتصار الثورة دعمتها وساندتها في الحرب العراقية الإيرانية وشكلت  لها النافذة العربية الوحيدة في جدار الصراع العربي_ الفارسي وهذا يقود الي التسليم بخروج  ايران من سوريا تكون اخرجها  من العالم العربي!
بـ  - خسرت الموقع في القضيه الفلسطينية مع انتهاء دور  سوريا كجسر تواصل وإمداد بين ايران وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين
 ج ـ استفاد  العدو الاسرائيلي على حساب القضية الفلسطية  التي ستتحول صراع عربي_اسرائيلي الى صراع  بين بعض الفلسطينيين والإسرائيل!
دـ - خسرت إيران حلفاء شكلوا نقاط قوة وضغط على امريكا واسرائيل
    وهنا الأهم هل ستقف المواجهة عند هذا الحد أم أن المشروع الاميركي الغربي سيكمل وتضطر الجمهورية الإسلامية  مواجهة ما يعد لها في الداخل بوضع  النظام بين مطرقة تحريض شعبي بمطالب مشروعة والمطالبة بالحقوق وبين تحركات مموّلة يقودها الخارج بعناوين تحترفها اميركا ! وهنا لابد من لنا من استعادة تجربة الإتحاد السوفياتي السابق وانسحابه من افغانستان بضغط اميركي استخدم الجماعات التكفيرية من "الأفغان العرب"  القاعدة وبن لادن" و"طالبان" وما أشبه اليوم بالامس فانسحاب السوفيات عام 1988 اوصلت لتفكك الاتحاد السوفيتي  عام 1991 عبر الإصلاحي "ميخائيل غورباتشوف" صاحب نظرية" البيريسترويكا _ إعادة البناء" فكان الإنسحاب من أفغانستان فدالفجوة  التي هدمت هيكل الإتحاد السوفياتي فهل هذا  ما ستكرّره أميركا مع الروس ثانية وتكون "أوكرانيا" بداية تفكك الاتحاد الروسي بعد خطأ تسليم روسيا بإسقاط النظام في سوريا  وخروجها من المياه الدافئة التي سعت اليها موسكوا مئات السنين أم أن الوقت لا زال الوقت متاحاً أمام  روسيا وإيران لترميم ما تم تدميره من محور الممانعة عبر المبادرة بهجوم إستباقي قبل ان يكمل الأميركي_الإسرائيلي ضرباته القاتلة للمحور فرادا وليس جماعة وان الأميركي يتجهة لاشعال الشارع الإيراني واستغلال الارتباك بتفكيك المحور فالوقت يدهم فهل سيتحرك الايراني مدعوما من محور الممانعة لحماية نظام الثورة وهذا بحد ذاته يتطلب من القادة مغادرة دائرة التردّد القاتل والتوجه إلى الفعل  قبل فوات الأوان ولتكن المقاومة في لبنان عبرة كما  اليمن المحاصر الذي اغلق باب المندب وهدّد التجارة العالمية ولايزال يقصف إسرائيل  فالجمهورية الإسلامية تمتلك قدرات تفوق  المقاومة العراقية.
فمهدانة الأميركي طريق سقوط  الثورة وسقوطها  يعني سقوطنا جميعا وتسليم  المنطقة للإستعمار  الإسرائيلي الأميركي عقود طويلة
فمعركة اليوم ليس لحفظ الثورة ورفاهية شعبها  فقط هي معركة إثبات وجود .....

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram