افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 29 نيسان 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 29 نيسان 2025

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

الدولة تأخّرت في إعادة الإعمار وردّها على الاعتداءات ناعم وغير مقبول | قاسم: لا بحث في أيّ ملف قبل التحرير

أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "من حقّ الدولة بسط سلطتها، ولكن من واجبها حماية المواطنين. ولا يمكن أن تأخذ الدولة كل شيء ولا تقوم بشيء"، كما أن عليها "مسؤولية في الضغط على أميركا وفرنسا والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الاعتداءات الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن "الضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن ناعم وبسيط وغير مقبول، وعليها أن تتحرك بشكل فاعل، وأن تستدعي دول الخماسية وترفع شكاوى إلى مجلس الأمن وتستدعي السفيرة الأميركية المنحازة إلى إسرائيل، والتحرك بشكل أوسع دبلوماسياً".

وفي كلمة متلفزة أمس حول "أولويات نهضة لبنان والانتخابات البلدية"، شدّد قاسم على أنه "لا يمكن للبنان أن ينهض ولا يزال الاحتلال يقصف مناطق مختلفة من بلدنا، وأهم أولويات نهضة لبنان وقف العدوان الإسرائيلي والانسحاب من الجنوب والإفراج عن الأسرى"، لافتاً إلى أن المقاومة التزمت بوقف إطلاق النار، ولم يرتكب لبنان أي خرق أو تجاوز، فيما خرقت إسرائيل الاتفاق أكثر من ثلاثة آلاف مرة.

وأضاف أن الضاحية الجنوبية تعرّضت أول أمس "لعدوان إسرائيلي من دون أي مبرر، الهدف منه الضغط السياسي لتغيير القواعد وتثبيت قواعد معينة يعتقدون بأنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون"، مؤكداً أن "هذا الاعتداء تمّ بموافقة أميركية وفق اعتراف العدو الذي لا يزال يعتدي على المواطنين ويستهدفهم ويقصف الأراضي الزراعية والبيوت الجاهزة".

ودعا الدولة إلى أن "ترفع صوتها وتفعّل تحركاتها بشكل أفضل. وواجبها أن تتصدى وأن تضغط على أميركا وتسمعها بأن لبنان لا يُبنى إلا بالاستقرار، وأن الدولة حقّقت التزاماتها من الاتفاق"، لافتاً إلى أن "الدولة وكل القوى السياسية مسؤولة عن مواجهة إسرائيل"، أما "بعض الأطراف الذين لم نسمع لهم صوتاً ضد العدو، وعلت أصواتهم ضد المقـاومة فهم جماعة فتنة".

وحذّر من أن "إسرائيل تريد السيطرة على لبنان وبناء مستوطنات فيه وإضعافه، ومن لا يؤمن يذلك فليفسر لنا لماذا بقي احتلال إسرائيل 18 عاماً، ولم تخرج إلا بالمقاومة".

وأشاد بموقفي رئيسي الجمهورية والحكومة من الاعتداء الأخير على الضاحية، "ونعرف أن رئيس الجمهورية مهتم جداً ويعمل بشكل دائم، لكن المطلوب من الحكومة ومن وزارة الخارجية ومن كل المعنيين بالمتابعة أن يرفعوا الصوت عالياً".

وأكّد قاسم "أننا لن نتخلى عن قوة لبنان"، سائلاً: "بعدما أوقفنا كل الألوية على حدود بلدنا يُراد منا أن نقدّم تنازلات؟"، مشدّداً على أن "لبنان كان وسيبقى قوياً بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نعود إلى زمن تتحكم أميركا وإسرائيل فيه بنا".

وتوجّه للدولة اللبنانية بالقول: "لتقف على قدميها كما يجب ولعدم تقديم تنازلات للعدو لنستطيع أن ننهض بالبلد، وحتى أميركا تقف عند حدّها إذا وقفنا وقفة صحيحة"، مشيراً إلى أن "واجب الدولة أن تتصدى، وقد أخذت من الاتفاق كلّ ما تحتاج إليه لتطبّقه، وأولويتها الآن أن تُحقّق الأمن والتحرير. وأي أمر آخر يفترض ألا يكون مطروحاً قبل أن تنفّذ إسرائيل كل ما عليها بالانسحاب ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى".

وفي ملف إعادة الإعمار، أشار قاسم إلى أن "الدولة تأخرت كثيراً في ملف إعادة الإعمار الذي ألزمت نفسها به في البيان الوزاري وحتى الآن لم نر شيئاً"، داعياً إلى "البدء بوضع جدول أعمال لإعادة الإعمار. لا اتفاق بدون إعمار، وعدم الإعمار يعني إفقار الناس والتمييز في المواطنة"، مشيراً إلى أن حزب الله "أراح الدولة من عبء الإيواء والترميم وهذا أمر لا يقوم به حزب أو مقاومة، ونشكر إيران وقيادتها على رعايتها لهذا الأمر".

وأكّد الأمين العام لحزب الله "أننا "كنا وما زلنا مع هذا بناء الدولة، ولبنان لا ينهض إلا إذا تعاونّا جميعاً.

ونحن نمد يدنا ونتمنى عليكم التجاوب، وقد سرنا في انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، وماضون بالمسار الذي يؤمّن بناء الدولة، كما ندعم رئيس الجمهوية والحكومة بوقف الاعتداءات وإعادة الإعمار وبناء الدولة ولن نستمع لجماعة الفتنة".

وفي ما يتعلق بالانتخابات البلدية والاختيارية، أكّد أن المشاركة في هذه الانتخابات "هي لخدمة الناس وليست استثماراً، ويجب أن نساهم في إصلاح إدارة البلديات وأن تكون تجربتنا رائدة وتقديم نموذج يرضي المواطنين، كما يجب أن نحرص على جو الوحدة في البلدة ونحفظ تمثيل العوائل ونعزّز روح المشاركة وننمّي الحس التنموي، وأن تكون الخيارات للمجالس البلدية لديها كفاءة وقبول لدى الأهالي ومهتمة بالشأن العام"، داعياً إلى الإقبال على الاقتراع في الانتخابات "لأن من يريد تنمية بلده يجب أن يتحمل المسؤولية".

******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

إيران تهدّد برد شامل وغير متناسب على أي اعتداء «إسرائيلي» يستهدف منشآتها
 
البحرية الأميركية تعترف بفقدان طائرة أف 18 خلال هروب الحاملة ترومان
قاسم: العدوان على الضاحيّة لفرض قواعد جديدة والمطلوب حزم الدولة وشجاعتها

 أعلن المسؤولون الإيرانيون أنهم لن يكتفوا بالرد المتناسب في حال تعرّض بلدهم لعدوان إسرائيلي بعد تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتدمير البرنامج النووي الإيراني، وهي التهديدات التي وضعت في دائرة محاولة التأثير على مسار التفاوض الأميركي الإيراني حول البرنامج النووي لإيران، وتساءل المستشار الاستراتيجي للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي أكبر شمخاني عما إذا كانت تهديدات نتنياهو تعبر عن موقف إسرائيلي فقط أم أنها منسقة مع واشنطن، خصوصاً أن ليس بمقدور "إسرائيل" أن تنفذ تهديداتها دون أميركا. وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أن ""إسرائيل" تدرك جيدًا أن أي مغامرة أو خطوة خاطئة ضد إيران ستواجه رداً مدمراً". وأضاف بقائي أن هذه التصريحات الإسرائيلية ما هي إلا محاولة لـ"التغطية على جرائم الإبادة التي ترتكبها ضد الفلسطينيين، وتعطيل المسار الدبلوماسي الجاري". وفي سياق منفصل، أعلن المتحدث عن وصول وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران لإجراء مشاورات مع مسؤولي منظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وأوضح أن المحادثات ستتركز على الجوانب الفنية، خاصة في ما يتعلق بـ"اتفاقية الضمانات".
في البحر الأحمر سقطت طائرة أميركية من طراز أف 18 عن ظهر حاملة الطائرات هاري ترومان، خلال هروب الحاملة من الصواريخ اليمنية، وصرّح مسؤول أميركي بأن التقارير الأولية من موقع الحادث أشارت إلى أن حاملة الطائرات هاري إس ترومان انعطفت بشكل حادّ لتجنب نيران الحوثيين، مما ساهم في سقوط الطائرة المقاتلة في البحر. وكانت جماعة أنصار الله قد أعلنت شنّ هجوم بطائرات مسيّرة وصواريخ على حاملة الطائرات، الموجودة في البحر الأحمر، في إطار العملية العسكرية الأميركية الرئيسية ضد اليمن.
في لبنان رأى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن هدف العدوان على الضاحية الجنوبية هو إيجاد قواعد اشتباك جديدة والضغط على لبنان، وأوضح أن من حق الدولة بسط سلطتها، ولكن من واجبها حماية المواطنين فلا يمكن أن تأخذ الدولة كل شيء ولا تقوم بأي شيء، وأقول لهم "مكّنوا أنفسكم بتكثيف اتصالاتكم"، والدولة وكل القوى السياسية مسؤولة عن مواجهة "إسرائيل"، وهناك بعض الأطراف لم نسمع لهم صوتًا ضد العدو، بل علت أصواتهم ضد المقـاومة وهم "جماعة فتنة". ولفت إلى أن "إسـرائيل" تريد السيطرة على لبنان وتريد بناء مستوطنات فيه، وتريد إضعافه ومن لا يؤمن بذلك فليفسر لنا لماذا بقيت "إسـرائيل" 18 عاماً ولم تخرج إلا بالمقاومة. وأشار الشيخ قاسم إلى أننا أوقفنا كل الألوية على حدود بلدنا ويُراد منا أن نقدم تنازلات؟، لا تطلبوا منا تنازلات بعد لأننا لن نتخلى عن قوة لبنان وحتى أميركا تقف عند حدّها إذا وقفنا وقفة صحيحة، ولبنان كان قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نعود لزمن تتحكم أميركا و"إسرائيل" بنا. وتوجّه للدولة اللبنانية بالقول: "لتقف على قدميها كما يجب ودون تقديم تنازلات للعدو حتى نستطيع أن ننهض بالبلد".
وذكر الشيخ قاسم أنّ على الدولة مسؤوليّة في الضغط على أميركا وفرنسا والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الاعتداءات، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ناعم وبسيط وهذا أمر غير مقبول، وعلى الدولة أن تتحرّك بشكل فاعل وأن تستدعي دول الخماسيّة وأن ترفع شكاوى لمجلس الأمن واستدعاء السفيرة الأميركيّة التي تنحاز لـ"إسـرائيل"، وأن تتحرّك بشكل أوسع دبلوماسيًا.
وقال الشيخ قاسم خلال كلمة له: "تعرّضت الضاحية الجنوبية لعدوان إسـرائيلي بدون أي مبرر، والهدف منه الضغط السياسيّ، ولكن ميزة هذا الاعتداء أنه بموافقة أمـيركية وفق كلام العدو، والعدو لا يزال يعتدي على المواطنين ويستهدفهم ويقصف الأراضي الزراعية والبيوت الجاهزة، وعلى الدولة رفع صوتها وأن تفعّل تحركاتها بشكل أفضل". وأكد بأن واجب الدولة أن تتصدّى وعليها أن تضغط على أميركا وتسمعها أن لبنان لا يُبنى إلا بالاستقرار، والدولة حققت التزاماتها من الاتفاق.
وأوضح الأمين العام لحزب الله بأن من حق الدولة بسط سلطتها، ولكن من واجبها حماية المواطنين فلا يمكن أن تأخذ الدولة كل شيء ولا تقوم بأي شيء، وأقول لهم "مكّنوا أنفسكم بتكثيف اتصالاتكم"، والدولة وكل القوى السياسيّة مسؤولة عن مواجهة "إسرائيل"، وهناك بعض الأطراف لم نسمع لهم صوتًا ضد العدو، بل علت أصواتهم ضد المقـاومة وهم "جماعة فتنة". ولفت إلى أن "إسـرائيل" تريد السيطرة على لبنان وتريد بناء مستوطنات فيه، وتريد إضعافه ومن لا يؤمن بذلك فليفسر لنا لماذا بقيت "إسـرائيل" 18 عاماً ولم تخرج إلا بالمقاومة.
وأشار الشيخ قاسم الى أننا أوقفنا كل الألوية على حدود بلدنا ويُراد منا أن نقدّم تنازلات؟ لا تطلبوا منا تنازلات بعد لأننا لن نتخلى عن قوة لبنان وحتى أميركا تقف عند حدّها إذا وقفنا وقفة صحيحة، ولبنان كان قويًا وسيبقى قويًا بمقاومته وجيشه وشعبه ولن نعود لزمن تتحكم أميركا و"إسرائيل" بنا. وتوجّه للدولة اللبنانية بالقول: "لتقف على قدميها كما يجب ولعدم تقديم تنازلات للعدو حتى نستطيع أن ننهض بالبلد".
وعلّق خبراء في الشؤون السياسية والعسكرية على كلام الشيخ قاسم، مشدّدين على أنه رسم الإطار العام لتوجهات حزب الله للعمل العسكري والسياسي والإنمائي والبلدي في المرحلة المقبلة، والأولويات الوطنية التي تبدأ من تحرك الدولة الدبلوماسي المكثف مع القوى الكبرى والمجتمع الدولي والأمم المتحدة للضغط على "إسرائيل" للانسحاب من الجنوب ووقف الاعتداءات على لبنان. ثم الانتقال إلى ثانية الأولويات وهو الحوار بين الدولة والمقاومة للتوصل إلى استراتيجية دفاع وطنيّ تحدّد طبيعة المخاطر والتهديدات وحجمها ووضع آليات لمواجهتها وكيفية استفادة الدولة من المقاومة ضمن هذه الاستراتيجية. وحسم الشيخ قاسم وفق ما يقول الخبراء لـ"البناء" استعداد المقاومة للحوار مع رئيس الجمهورية والدولة على قاعدة حماية لبنان واستثمار المقاومة للدفاع، لا التفريط بها. وبالتالي وضع قاسم ورقة قوة بيد الدولة يمكن الاستفادة منها أيضاً في إطار الضغط على القوى الكبرى لإلزام "إسرائيل" بالانسحاب. وثالثة الأولويات هي إعادة الإعمار ودور الدولة في هذا الصعيد وفق ما تعهّدت به في خطاب القَسَم الرئاسي والبيان الوزاري للحكومة، وبالتالي لا نهوض أو إعادة بناء الدولة العادلة والقادرة والقوية والسيدة من دون إعادة إعمار، وبطبيعة الحال انسحاب إسرائيلي من الجنوب ووقف العدوان على لبنان. كما طمأن قاسم إلى أن المقاومة لن تنجرّ إلى دعاة الفتنة الداخلية لا مع الجيش الذي هو شريك الدم والمواجهة والتحرير والدفاع، ولا مع أي طرف داخلي، حيث إن الدولة والجيش ضمانة السلم الأهلي والاستقرار.
وعلمت "البناء" أن رئيس الجمهورية فعّل إحدى قنوات التواصل والحوار مع حزب الله على أن يتخذ الحوار مساراً جديداً وجدياً خلال الأسبوعين المقبلين. كما علمت أن حزب الله وفي كل الرسائل التي تلقاها من رئيس الجمهورية قابلها بإيجابية وطنية كبيرة، لكنه طرح بعض الهواجس والأسئلة التي تتعلق بدعوات بعض الأطراف الداخلية لنزع سلاح المقاومة والتهديدات الإسرائيلية بشنّ حرب جديدة على لبنان، وبكيفيّة حماية لبنان ودور الدولة ودور المقاومة في أي استراتيجية للدفاع الوطني، والآليات التي يمكن التوصل إليها، والهدف دائماً كيفية حماية لبنان ودفع الأخطار وعدم التفريط تحت أي ذريعة بورقة قوة في يد الدولة ولبنان خدمة لـ"إسرائيل". فضلاً عن غياب الظروف المؤاتية لبحث مسألة السلاح في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لجزء من الجنوب ومواصلة العدو عدوانه على لبنان.
ووفق ما تشير مصادر سياسية لـ"البناء" فإن استهداف الضاحية الجنوبية أمس، لا قيمة عسكرية له بل هو رسالة سياسية مزدوجة أميركية - إسرائيلية، أولاً للضغط على إيران بالتزامن مع جولة المفاوضات الثالثة في روما، والثانية بأن "إسرائيل" ليست مقيدة بسبب المفاوضات الأميركية - الإيرانية بل ستبقى مطلقة اليدين في المنطقة باستهداف حزب الله ولبنان وسورية وغزة وحتى في إيران ولو تقدّمت مفاوضات روما. كما تحمل محاولة إسرائيلية للتشويش على الإيجابيات التي حملتها جولات التفاوض الثلاث بين مسقط وروما.
وذكّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه "هاجم في الشهر الأخير 50 هدفاً في عموم لبنان"، زاعماً أن "هجماتنا في لبنان جاءت بعد خروقات للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان شكلت تهديداّ لنا".
وأضاف: "سنواصل العمل لإزالة أي تهديد ضد "إسرائيل" ومواطنيها ولمنع حزب الله من إعادة بناء نفسه".
في المقابل، أكدت مصادر عسكرية لقناة "الجديد" أن الجيش لم يتبلّغ مسبقاً بالضربة الإسرائيلية وأن لا وجود لصواريخ دقيقة في المكان لأنه لو كان كذلك لكانت انفجرت المنطقة برمّتها.
وتفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج - مرجعيون، حيث التقى الضباط والعسكريين، مؤكدًا أن جهودهم رسالة للّبنانيين في الداخل وكذلك للمجتمع الدولي، إذ يثبتون أن لبنان وطن نهائيّ لأبنائه من مختلف الانتماءات، وينفّذون مهماتهم كاملة على مساحة الوطن حفاظًا على علم بلادهم دون أي تردد.
وتوجّه إليهم بالقول: "إن دور الجيش أساسيّ وحيويّ من أجل استمرار الوطن، ولا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا".
بدوره، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي أن "قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القَسَم وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي في البلاد". وأكد الرئيس عون أن "الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملاً جنوب منطقة الليطاني وفقاً للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علماً أن وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة ما يتطلّب وقتاً لاستكمال مهماتها". ولفت إلى أن "العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش إلى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، علماً أن لا قيمة عسكرية لهذه التلال، لكن رفض الإسرائيليين الانسحاب منها يعقد الأمور ويمنع الاستقرار على الحدود، الأمر الذي يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال أمراً ضرورياً ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها".
وكان الشيخ قاسم لفت في كلمته أمس، إلى أن "الدولة تأخرت كثيرًا بإعادة الإعمار، وهذا أمر ألزمت به نفسها في البيان الوزاري وحتى الآن لم نر شيئًا، وعلى الدولة البدء بوضع جدول أعمال لإعادة الإعمار ولا اتفاق بدون إعمار، وعدم الإعمار يعني إفقار الناس ويعني التمييز في المواطنة، وحزب الله أراح الدولة من عبء الإيواء والترميم، وهذا أمر لا يقوم به حزب أو مقاومة، ونشكر إيران وقيادتها وخاصة الإمام السيد علي الخامنئي على رعايته لهذا الأمر"، وتابع: "الأولوية الثالثة هي بناء الدولة وكنا ولا زلنا مع هذا الخيار، ولبنان لا ينهض إلا إذا تعاونا جميعاً ونحن نمدّ يدنا ونتمنى عليكم التجاوب، ونحن سرنا بانتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وماضون بالمسار الذي يؤمن بناء الدولة، كما ندعم رئيس الجمهورية والحكومة بوقف الاعتداءات وإعادة الإعمار وبناء الدولة ولن نستمع لجماعة الفتنة".
وحول الانتخابات البلدية والاختيارية، أكد بأن المشاركة في الانتخابات البلدية هي لخدمة الناس وليست استثمارًا وهذه مدرستنا، ويجب أن نساهم في إصلاح إدارة البلديات وأن تكون تجربتنا رائدة وتقديم نموذجًا يرضي المواطنين، كما يجب أن نحرص على جو الوحدة في البلدة ونحفظ تمثيل العوائل والشعائر ونعزّز روح المشاركة وننمّي الحس التنموي، وأن تكون الخيارات للمجالس البلدية لديها كفاءة وقبول لدى الأهالي ومهتمة بالشأن العام. وتمنّى على المواطنين جميعًا أن يكون هناك إقبالٌ على الاقتراع في الانتخابات البلدية لأن مَن يريد تنمية بلده يجب أن يتحمّل المسؤولية.
إلى ذلك، أُطلقت غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية في وزارة الداخلية والبلديات في حضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار، الذي أعلن أن وزارة الداخلية جاهزة للاستحقاق البلدي ويجب أن يتمّ بوقته، مشيرًا إلى أنّ لدينا قوى أمنية وجيشاً فاعلاً على الأرض. أما رئيس الحكومة نواف سلام فأكّد أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستتم في موعدها المقرّر، مشدداً على أنها استحقاق دستوري وديموقراطي وأن الحكومة قد التزمت بتنظيم هذه الانتخابات. وأوضح خلال زيارة لمقر وزارة الداخلية أنّه تأكد من استعداد الوزارة التام للإشراف على العمليّة الانتخابيّة بعد جولة قام بها في الوزارة.
وكشف وزير الداخلية أحمد الحجار، عن "اتصالات ديبلوماسيّة مع لجنة مراقبة اتفاق وقف النار لتأمين إجراء الانتخابات البلدية كما يجب".
وشدّد على "أننا نسير وفق أجندة الدولة اللبنانيّة وليس على أجندة العدو الإسرائيليّ".

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار


أجواء مشدودة تواكب محادثات لبنانية- أميركية الحكومة تنجز الاستعدادات للجولات الانتخابية

من غير المستبعد أن تتّسم جولة جاسبر جيفرز اليوم بأجواء مشدودة إذ سيطالبه المسؤولون بردع إسرائيل عن اعتداءاتها واختراقاتها لوقف النار والانسحاب من النقاط الخمس

 

أرخت الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الثالثة منذ سريان تفاهم توقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل في 27 تشرين الثاني الماضي، ظلالاً ثقيلة من المخاوف بعدما صار ثابتاً أن التوصل إلى وضع مستقر ولو نسبياً يفتح الطريق لاستكمال الخيار الديبلوماسي ليس متاحاً بعد. وإذ كان لافتاً عقب الغارة رفع سقف المواقف الرسمية لجهة تحميل الراعيين الأميركي والفرنسي مسؤولية الضغط على إسرائيل لوقف استهدافاتها وعملياتها في لبنان، لم يتضح بعد ما اذا كانت الجولة التي سيقوم بها غداً الأربعاء رئيس رئيس هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف النار في جنوب لبنان الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز على رؤساء الجمهورية العماد جوزف عون، ومجلس النواب نبيه بري، والحكومة نواف سلام، ستكون ذا أثر إيجابي فعّال في تجاوز المناخات الملبدة التي عادت تنذر بتصعيد إسرائيلي، أم أن الدوامة التي تحاصر الوضع ستبقي لبنان عرضة لوضع مضطرب متأرجح بين الهدوء الهش والمفاجآت الحربية. وإذ بدا واضحاً أن أوساط المسؤولين اللبنانين تجنّبت الجزم مسبقاً بما قد تفضي إليه جولة جيفرز من نتائج، لم يغب التحسّب الرسمي لأن ينقل الجنرال الأميركي إلى الرؤساء معطيات لا تلائم الرهانات على تدخل أميركي ما دام انطلاق الخطوات الإجرائية الحاسمة لنزع سلاح “الحزب” لم يحصل بعد ولا جدول زمنياً لهذه العملية في الأفق المنظور. ولذا من غير المستبعد أن تتّسم جولة جيفرز بأجواء مشدودة إذ سيطالبه المسؤولون بردع إسرائيل عن اعتداءاتها واختراقاتها لوقف النار والانسحاب من النقاط الخمس التي تحتلها عند الجانب الحدودي اللبناني مع إسرائيل. فيما سيأتي جيفرز بمطلب ملح بانهاء ترسانة سلاح “الحزب” لكي يكسب لبنان ثقة ودعم الدول المعنية ولكي يغدو ممكناً إطلاق مسار مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ملفات النزاع الحدودي.


 

ولعله من باب التشدّد في التطمين إلى مضي الحكومة في إنجاز استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية التي تبدأ جولتها الأولى الأحد المقبل، جرى أمس إطلاق غرفة العمليات المركزية الخاصة بهذه الانتخابات في وزارة الداخلية والبلديات، في حضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار الذي أعلن أن وزارة الداخلية جاهزة للاستحقاق البلدي ويجب أن يتم بوقته، مشيرًا إلى “أنّ لدينا قوى أمنية وجيشاً فاعلاً على الأرض”. أما الرئيس نواف سلام، فأكّد أن الانتخابات البلدية والإختيارية ستتم في موعدها المقرر. وأعلن أنه تأكد من استعداد الوزارة التام للإشراف على العملية الانتخابية بعد جولة قام بها في الوزارة. وأضاف سلام: “لقد وعدنا بأن الانتخابات ستُجرى في موعدها المحدد، وهي استحقاق دستوري وديموقراطي، وقد وفينا بهذا الوعد. بعد الجولة التي قمت بها، تأكدت من جاهزية وزارة الداخلية لتنظيم العملية الانتخابية”. وأشاد بالتدابير الأمنية واللوجستية التي تم اتخاذها لضمان أمن سير الانتخابات. وأشار إلى أن الانتخابات البلدية تعد خطوة أولى نحو تحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة في لبنان، وهو ما يعكس التزام الحكومة باستكمال ما لم يتم تطبيقه من اتفاق الطائف.


 

عون وحصر السلاح

وغداة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية ابلغ رئيس الجمهورية جوزف عون وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي، أن “قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القسم وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي في البلاد”. وأكد أن “الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملاً جنوب منطقة الليطاني وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علماً أن وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة ما يتطلب وقتا لاستكمال مهماتها”. ولفت إلى أن “العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش إلى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، علماً أن لا قيمة عسكرية لهذه التلال، لكن رفض الإسرائيليين الانسحاب منها يعقّد الأمور ويمنع الاستقرار على الحدود، الأمر الذي يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال أمراً ضرورياً ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها”. وإذ أكد للوفد الفرنسي أن “الجيش يقوم بواجباته في منطقة شمال الليطاني أيضاً”، لفت إلى أنه “منتشر على الحدود الشمالية والشرقية أيضاً ويتولى حمايتها والقيام بالمهام المطلوبة منه لا سيما مكافحة الإرهاب ومنع تهريب البشر والمخدرات من البر والبحر، إضافة إلى مهمة الحفاظ على الأمن في الداخل وغيرها من المهام التي يقوم بها على الرغم من قلة عديده وتجهيزاته وتقاضي العسكريين رواتب متدنية قياساً إلى الأوضاع المعيشية الصعبة”. كما أكد أن “العودة إلى لغة الحرب ممنوعة وأن هذا الأمر تبلّغه جميع المعنيين وهو مطلب لبناني جامع”، مشدداً على أن “معالجة موضوع حصرية السلاح تتم بمسؤولية وطنية عالية حماية للسلم الأهلي في البلاد”. وزار وفد مجلس الشيوخ رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتناول اللقاء الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا. كما زار رئيس الحكومة نواف سلام.


من جهته، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلّحة في مجلس الشيوخ الفرنسي السناتور أوليفييه كاديك، وتمّ التداول بمستجدات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

أما موقف “الحزب” غداة الغارة، فعكسه عضو “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين الذي اعتبر أن “الإستهداف الإسرائيلي الأخير للضاحية الجنوبية لبيروت، هدفه إضعاف لبنان في موقفه السياسي والضغط على الدولة لزعزعة الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي”. وإذ لفت إلى أن “إسرائيل تريد استكمال ما تقوم به”، أكد أن “الدولة اللبنانية و”الحزب” التزما بكل مندرجات التفاهم والاتفاق، وإسرائيل ضربت هذه التفاهمات بعرض الحائط بغطاء أميركي واضح وموقف فرنسي ضعيف وصامت، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى أن الدولة والشعب والمقاومة سيكونون في موقع واحد وخيار واحد وهو خيار المواجهة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة”. وأشار إلى أن “المطلوب اليوم على الأقل أن يستدعي وزير الخارجية والمغتربين سفراء الدول ويضعهم أمام هذه الحقيقة وهي التزام لبنان بوقف إطلاق النار مقابل عدم التزام إسرائيل”، وقال: “على الوزير أن يستدعي السفراء ويقدم شكوى ويوظف كل صداقاته وعلاقاته العربية والإسلامية ليمارس الضغط على الولايات المتحدة وفرنسا، ولجنة الإشراف على تنفيذ هذا الاتفاق” وشدّد على أن “الحزب” لن ينجر إلى التوقيت الذي تريده إسرائيل”.


وردّ حزب “القوات اللبنانية” على كلام عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، فقال إنّ “الحزب” ما زال، وبخلاف رأي الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، مصرّاً على الاحتفاظ بسلاحه الذي أثبت عدم جدواه على الإطلاق، ولا بل دفع هذا السلاح لبنان إلى هاوية يصعب الخروج منها، وأضاف “أن الدولة اللبنانية الممثلة الفعلية للشعب اللبناني هي التي تعرف وتُحدّد مصادر وعوامل قوة لبنان، ومصادر وعوامل ضعفه، وليس حزباً بعينه”. واعتبر أنّ “احتكار الدولة للسلاح هو أمر سيادي للدولة اللبنانية ولا علاقة لأي دولة به، ويتوقّف عليه قيام دولة فعلية في لبنان من عدمه، والأكثرية الساحقة من اللبنانيين باتت تواقة لقيام دولة فعلية، وهذا يقتضي احتكار الدولة للسلاح، وإمساكها وحدها بالقرار العسكري والأمني”.

****************************************


افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

«الحزب» يقول إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية «اعتداء سياسي»

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أكثر من 50 «هدفاً إرهابياً» في لبنان بالشهر الأخير

 

عدَّ الأمين العام لـ«الحزب»، نعيم قاسم، الاثنين، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد هي عبارة عن «اعتداء سياسي» ومن دون «مبرر»، مطالباً الدولة اللبنانية بممارسة مزيد من «الضغط» لوقف هذه الغارات. وجاء موقف قاسم غداة غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في ثالث ضربة على المنطقة منذ سريان وقف إطلاق النار، طلب على أثرها لبنان من الطرفين الضامنين للاتفاق، الولايات المتحدة وفرنسا، «إجبار» الدولة العبرية على وقف هجماتها.


وقالت إسرائيل إن الموقع الذي استهدفته الأحد هو مخزن أسلحة للحزب المدعوم من إيران، يحوي «صواريخ دقيقة». وقال قاسم في كلمة بثّت على قناة «المنار» التابعة لـ«الحزب»: «بالأمس حصل اعتداء على الضاحية الجنوبية من بيروت، وهذا الاعتداء فاقد لأيّ مُبرّر حتى ولو كان وهمياً».

وأضاف: «هذا اعتداء سياسي، هذا اعتداء لتغيير القواعد، هذا اعتداء لتثبيت قواعد معينة، يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون الضغط على لبنان وعلى مقاومته، وأن يحققوا الأهداف التي يريدون». ولاحظ أن الغارة على الضاحية حصلت «بإذن من أميركا، لأن إسرائيل قالت إنها أبلغت أميركا».

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد تبادل للقصف بين إسرائيل و«الحزب» استمر نحو عام وتحوّل مواجهة مفتوحة في سبتمبر (أيلول) 2024. لكن الدولة العبرية واصلت شنّ ضربات في لبنان وأبقت على وجود عسكري في مناطق حدودية، مشددةً على أنها لن تتيح للحزب الذي تكبّد خسائر كبيرة خلال الحرب إعادة بناء قدراته.

 

ورأى قاسم في كلمته أن «الدولة مسؤولة عن المتابعة بالضغط على الدولتين الراعيتين، أميركا وفرنسا، وكذلك على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقوات الطوارئ الدولية» لوقف الغارات الإسرائيلية على لبنان.


وأضاف: «على الدولة أن تضغط، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ضغط ناعم وبسيط، لا يرقى إلى أكثر من بعض التحركات وبعض التصريحات. هذا أمر غير مقبول»، مؤكداً في الوقت نفسه أن حزبه التزم تطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وطالب الدولة اللبنانية بأن «تتحرك بشكل أكبر وبشكل يومي وبشكل متفاعل»، مضيفاً: «استدعوا سفراء الدول الخمس الكبرى، ارفعوا شكاوى إلى مجلس الأمن، استدعوا السفيرة الأميركية دائماً لأنها لا تعمل بشكل صحيح وتنحاز لإسرائيل ولا تقوم بدورها في الرعاية».

وقال: «تحركوا بطريقة دبلوماسية بشكل أوسع وأكبر»، وتابع: «اضغطوا على أميركا، أفهموها أنّ لبنان لا ينهض من دون وقف العدوان».

 

وتتولى لجنة خماسية تضم لبنان وإسرائيل، إضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، مراقبة اتفاق وقف النار. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي «الحزب» من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) لانتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.


 

ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق. ويؤكد لبنان التزامه بالبنود، محمّلاً إسرائيل مسؤولية عدم احترامها.

 

أكثر من 50 «هدفاً إرهابياً»

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم خلال الشهر الأخير أكثر من 50 «هدفاً إرهابياً» في أنحاء لبنان.

 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان على منصة «إكس»، إن غارات الجيش نُفّذت «بعد خروقات للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، التي شكلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها».


هاجم جيش الدفاع أمس منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت ودمر بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لجماعة «الحزب»، وفق أدرعي.

ونشر أدرعي مشاهد قال إنها من استهداف البنية التحتية التي استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة في ضاحية بيروت الجنوبية.

****************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 بعد الاعتداءات مخاوف من احتمالات ومنزلقات… عون: العودة إلى لغة الحرب ممنوعة

 

لبنان محشورٌ في زاوية التحدّيات الصعبة، بدءاً بتحدّي إعادة إنهاض الدولة ومؤسساتها، وما يتطلّبه مسار الانتعاش المالي والإقتصادي من إجراءات وإصلاحات ضرورية وملحّة، وصولاً إلى التحدّي الأخطر في إدخال البلد واحة الأمان والاستقرار. وإذا كان الجهد الرسمي منصبّاً على تثبيت خطى البلد على سكة التعافي في ظل وعود حكومية بإنجازات على هذا الصعيد، فإنّ هذا الجهد يسابق العامل الإسرائيلي الذي يضغط بشكل كبير على أمن البلد واستقراره. وإزاء ذلك، فإنّ المستويات الرسمية في الدولة مستنفرة سياسياً وديبلوماسياً للنأي بلبنان عن منصة الإستهداف اليومي، مراهنةً على تجاوب رعاة اتفاق وقف إطلاق النار في ردع إسرائيل، التي رفعت تيرة اعتداءاتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وتتقاطع مختلف القراءات والتحليلات على الخشية من أن يكون ذلك تمهيداً لاحتمالات صعبة تدفع فيها إسرائيل الوضع إلى منزلقات خطيرة.

 

احتلال الأجواء

غداة العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، احتل الطيران التجسسي الإسرائيلي أجواء الضاحية ووصل إلى أجواء العاصمة بيروت وعرمون وخلدة، ومختلف مناطق الجنوب التي كانت على مدى نهار أمس مسرحاً لاعتداءات على طول المناطق القريبة من خط الحدود، من دون أي اعتبار من قِبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار.

 

وسُجِّلت زيارة لافتة لقائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى منطقة الجنوب، حيث تفقّد الوحدات العسكرية المنتشرة في مرجعيون والخيام. مؤكّداً للعسكريِّين أنّ جهودهم رسالة للبنانيين في الداخل وكذلك للمجتمع الدولي، بأنّهم يثبتون أنّ لبنان وطن نهائي لأبنائه من مختلف الانتماءات، ويُنفّذون مهمّاتهم كاملة على مساحة الوطن حفاظاً على علم بلادهم من دون أي تردّد. وأضاف: «إنّ دور الجيش أساسي وحيَوي من أجل استمرار الوطن، ولا شيء يُثنينا عن مواصلة أداء واجبنا». وزار قائد الجيش أيضاً، بلدة بلاط وقدّم التعازي بالرقيب الأول الشهيد جودات نورا الذي استشهد نتيجة انفجار ذخائر في منطقة بريقع.

 

استنفار رئاسي

على أنّ السؤال الذي يشغل مختلف الأوساط: لماذا هذا التجاهل الفاضح من رعاة الاتفاق لتُلفِت إسرائيل منه، في الوقت الذي نفّذ لبنان كلّ المطلوب منه من التزامات، بشهادة كل المعنيِّين بهذا الاتفاق، ولاسيما الأمم المتحدة وقوات اليونيفيل؟

إلى ذلك، كشفت مصادر رسمية لـ«الجمهورية» عمّا سمّته استنفاراً رئاسياً سبق وأعقب العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية بعد ظهر أمس الأول الأحد، تجلّى في حركة اتصالات متتالية وتواصلت يوم أمس، أجراها رئيس الجمهورية جوزاف عون على مستوى الداخل، وكذلك مع جهات دولية متعدّدة وتحديداً مع الجانبَين الأميركي والفرنسي، بوصفهما راعيَي اتفاق وقف إطلاق النار، لوقف العدوانية الإسرائيلية.

وحول مضمون هذه الاتصالات، أكّدت المصادر أنّ رئيس الجمهورية عبّر عن موقف لبنان الرافض للعدوان الإسرائيلي، وانتهاكه المتواصل للسيادة اللبنانية، ما يوجب على رعاة الاتفاق تحمّل مسؤولياتهم في ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وإلزامها باحترام وقف اطلاق النار، مؤكّداً في الوقت عينه التزام لبنان بالاتفاق وبمندرجات القرار 1701، كاشفةً أنّ الجهات الدولية «عبّرت عن تفهّم جدّي للموقف اللبناني، وحرص على استقرار لبنان».

 

وكان الرئيس عون، قد استقبل في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي، زار أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر رئاسة المجلس في عين التينة. وأبلغ الرئيس عون إلى الوفد «أنّ قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القَسَم وتتمّ معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي في البلاد. الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملاً جنوب منطقة الليطاني وفقاً للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي، ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علماً أنّ وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة، ما يتطلّب وقتاً لاستكمال مهماتها». ولفت إلى أنّ «العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش إلى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، علماً أنّ لا قيمة عسكرية لهذه التلال، لكنّ رفضَ الإسرائيليِّين الانسحاب منها يُعقّد الأمور ويمنع الاستقرار على الحدود، الأمر الذي يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال أمراً ضرورياً ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها».

 

وأكّد أنّ «العودة إلى لغة الحرب ممنوعة، وأنّ هذا الأمر تبلّغه جميع المعنيِّين، وهو مطلب لبناني جامع»، مشدّداً على أنّ «معالجة موضوع حصرية السلاح تتمّ بمسؤولية وطنية عالية حماية للسلم الأهلي في البلاد». ولفت إلى «أنّ الإصلاحات حاجة لبنانية قبل أن تكون مطلباً خارجياً»، مشدّداً على أنّ «مكافحة الفساد لها الأولوية بالنسبة إليه وإلى الحكومة، ولا مجال للتراجع عن محاسبة الفاسدين والمرتكبين».

من جهة ثانية، لفت عون إلى أنّ «وجود غالبية النازحين السوريِّين في لبنان بات وجوداً اقتصادياً وليس أمنياً أو سياسياً»، وأكّد أنّ الانتخابات البلدية والاختيارية، ستجرى في موعدها. وأضاف: «ما نسعى إليه في لبنان هو بناء الدولة وإعادة ثقة الداخل والخارج بها، ونعمل على المحافظة على الاستقرار السياسي والأمني لتفعيل هذه الثقة».

 

بري يحذّر

على ما ينقل زوّار عين التينة عن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي تحذيره من مخاطر ما تبيّته إسرائيل للبنان، وبحسب ما سمع الزوار فإنّ إسرائيل باعتداءاتها التي لم تتوقف، تُمعِن في نسف اتفاق وقف إطلاق النار، من دون أن يمارَس عليها ضغط رادع لها، فيما لبنان وبشهادة الداخل والخارج ملتزم كلياً بالقرار 1701 وبمندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، وتقابل ذلك وعود كلامية يتلقّاها – كما حصل في الساعات الأخيرة – بالضغط على إسرائيل من دون أن تُلمَس أي ترجمة جدّية لهذه الوعود.

 

وكان بري قد استقبل وفداً من الباحثين في معهد الشرق الاوسط للدراسات في واشنطن (MEI) برئاسة الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل بحضور المستشار الاعلامي لرئيس المجلس علي حمدان وتناول اللقاء تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة والتداعيات الناجمة عن مواصلة إسرائيل إعتداءاتها على لبنان وخرقها لبنود القرار ١٧٠١ وإتفاق وقف إطلاق النار.

 

عدوان مستمر

وإذا كانت معلومات قد تردّدت في الساعات الأخيرة عن إعادة تزخيم لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، التي علّقت اجتماعاتها بعد طرح تشكيل اللجان الثلاث حول النقاط الخمس والأسرى والحدود البرية، وهو ما قد تتبدّى معالمه مع عودة رئيس اللجنة الجنرال الأميركي الجنرال جاسبر جيفيرز والمحادثات التي سيجريها في الأيام المقبلة مع المسؤولين في الدولة، إلّا أنّ مرجعاً كبيراً أبلغ إلى «الجمهورية» قوله إنّ «الكرة من الأساس هي في ملعب اللجنة، والتجربة معها منذ تشكيلها بعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني الماضي لم تكن مشجّعة، بل على العكس، كانت غائبة كلياً عن العمل الجاد وفق منطق مهمّتها التي شُكِّلت على أساسها، في الوقت الذي تمعن فيه إسرائيل في اعتداءاتها وخروقاتها التي زادت عن ثلاثة آلاف خرق، ناهيك عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى جراءها (مصدر عسكري أكّد أنّ عدد الشهداء بلغ 153 شهيداً والجرحى 346)، ما وضع اللجنة من خلال أدائها في الأشهر التالية لاتفاق وقف إطلاق النار في خانة الاتهام بتجاهل الاعتداءات الإسرائيلية، حتى لا نقول باتهامها بتغطية هذه الاعتداءات وتبريرها».

ولفت المرجع عينه إلى «أنّنا، على رغم من اتفاق وقف إطلاق النار، لسنا أمام اعتداءات إسرائيلية هنا وهناك، بل ما زلنا أمام عدوان إسرائيلي مستمرّ على لبنان، يحظى بتغطية خارجية من الدول الكبرى (ملمّحاً بذلك إلى الأميركيِّين)». وأضاف: «لبنان نفّذ كل التزاماته في منطقة جنوب الليطاني، والجيش يقوم بواجباته بالتنسيق والتعاون مع قوات «اليونيفيل»، وبالتالي موقفه معروف وخلاصته وقف هذا العدوان. وأنوّه هنا إلى أنّ الموقف الفرنسي متفاعل إلى أقصى حدود الإيجابية مع لبنان، أمّا بالنسبة إلى الموقف الأميركي، فما زلنا ننتظر أن يبادر الأميركيّون إلى عمل جاد ضاغط على إسرائيل لوقف عدوانها. وتبعاً لذلك، لا أستطيع أن أؤكّد أو أنفي ما إذا كانت ملامح هذه الجدّية ستتبدّى مع عودة رئيس لجنة المراقبة، مع أنّي لا أملك حتى الآن ما يجعلني أميل إلى الإعتقاد بأنّ تبدّلاً ما سيحصل ويوقف الدوران في حلقة التجاهل وغضّ النظر عن ارتكابات إسرائيل».

 

«الحزب»: لن ننجرّ

في موازاة ذلك، «الحزب» وكما ينقل مطلعون على موقفه لـ«الجمهورية»، يُدرك «أنّ إسرائيل باعتداءاتها المتواصلة تسعى إلى استدراجه إلى الحرب، إلّا أنّ الحزب لن ينجرّ إلى ما تستدرجه إسرائيل إليه، تاركاً للدولة اللبنانية أن توفي بما تعهّدت في سياق معالجتها الديبلوماسية للاعتداءات الإسرائيلية، مع التزامنا بمندرجات اتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 جنوبي الليطاني». ولفت المطلعون على موقف الحزب، إلى أنّه «ليس بصدد الدخول في سجالات حول سلاحه. والموقف الحاسم في هذا الشأن جرى التأكيد على ذلك عبر مسؤولي الحزب وفي مقدّمهم أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي حدّد في خطابه الأخير سقف الأولويات والثوابت».

وينقل هؤلاء من داخل الحزب أجواء تُفيد بأنّ «مرحلة التعافي قطعت شوطاً كبيراً، وستُعبّر عن نفسها في الوقت المناسب». كما ينقلون كلاماً مفاده: «الكلام عن هزيمة وما شاكل ذلك سهل جداً. صحيح لقد تعرّضنا إلى خسائر كبرى، خسرنا أميننا العام وقادة وكوادر، لكنّنا لم نضعف ولم ننتهِ، ولن ننتهي، خصومنا يُريدون ذلك، لكنّنا سنُحبطهم ونخيّب أملهم، وسنقول كلمتنا وموقفنا حول كل شيء في الوقت المناسب، وكل شيء في أوانه».

 

تخريب لبنان

في الموازاة، تتعدّد التكهّنات حول مرامي الإعتداءات، بين قائل بأنّ إسرائيل تريد أن تفرض قواعد اشتباك جديدة تقول فيها إنّها صاحبة الكلمة العليا وتتحكّم بكل المجريات في لبنان، وبين قائل إنّ نتنياهو يحاول أن يُشعل جبهة لبنان هروباً إلى الأمام من الأزمة السياسية التي تواجهه في الداخل الإسرائيلي، وبين قائل إنّه يحاول أن يُشوّش على المفاوضات الأميركية – الإيرانية، يرى خبير في الشأن الإسرائيلي رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، أنّ كل هذه الفرضيات قد تكون صحيحة. إلّا أنّه يلفت إلى مسألة شديدة الخطورة ينبغي أن تنتبه إليها كل المستويات الرسمية والسياسية في لبنان، وتضع في حسبانها هدف إسرائيل بتخريب لبنان.

 

ولفت في هذا السياق، ما يرد في خلاصات بعض التقارير التي تعدّها مراكز استراتيجية إسرائيلية، ويكشف بعضها الإعلام الإسرائيلي، وفيها ما حرفيته: «إنّ على إسرائيل وكجزء من استراتيجيّتها، ألّا تعدم وسيلة لفرض وقائع جديدة في لبنان، سواء عبر الجيش الإسرائيلي، أو عبر سبل أخرى، كتشجيعها انتفاضة داخلية في لبنان ضدّ «الحزب» وسلاحه، والمحاولة بصورة دائمة لدفع الأمور إلى صدام داخلي في لبنان ليس لإضعاف الحزب أكثر والحدّ من قدراته، بل لإنهائه والقضاء عليه».

 

ولفت الخبير عينه إلى «أنّ مطلب نزع سلاح «الحزب» جوهري وثابت ولا رجوع عنه لدى الأميركيِّين، ليس فقط في جنوب الليطاني بل في كل لبنان. كما أنّه هدف دائم لدى إسرائيل، لكن حتى الآن لا توجد طريقة محدّدة لنزع هذا السلاح، وثمة يَقين لدى فرقاء لبنانيِّين وغير لبنانيِّين باستحالة سحب السلاح بالقوة، ما يعني أنّ المسألة تشكّل معضلة كبيرة وشديدة التعقيد».

 

البلديات

على صعيد الانتخابات البلدية والاختيارية، فعشية الجولة الأولى من هذه الانتخابات في دائرة المتن المقرّرة يوم الأحد المقبل في الرابع من أيار الجاري، أُطلقت غرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية أمس الاثنين في وزارة الداخلية والبلديات في حضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار الذي أعلن جهوزية الوزارة للاستحقاق البلدي، فيما أكّد رئيس الحكومة أنّ الانتخابات البلدية والإختيارية ستتمّ في موعدها المقرّر، وهي استحقاق دستوري وديموقراطي، وقد وفينا بهذا الوعد.

 

وإذ اعتبر «أنّ هذه الخطوة تعزّز العملية الديموقراطية في لبنان»، فإنّه دعا الشباب اللبناني إلى الترشح والمشاركة في الانتخابات البلدية والإختيارية، معتبراً أنّ هذه فرصة لهم للتأثير في الحياة السياسية. وأضاف: «الانتخابات البلدية هي بداية لتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وقد تعهّدنا في البيان الوزاري باستكمال تطبيق ما لم يُنفّذ في اتفاق الطائف». وأضاف أنّ الحكومة ستعكف بعد الانتخابات على دراسة مشاريع مختلفة تهدف إلى تعزيز دور البلديات وتحقيق اللامركزية في إدارة شؤون المواطنين.

****************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

الإستحقاق البلدي الأحد: صفعة للإحتلال وخطوة نحو التنمية

عون يؤكد: لا عودة للحرب.. ورئيس لجنة وقف النار يزور الرؤساء الثلاثة غداً

 

استأنفت الضاحية الجنوبية حياتها الطبيعية، بعد استهداف الحدث مساء امس الاول، واكتشف المعنيون انعدام اي مبرّر للعدوان، واتجهت الانظار الى اجراء الاستحقاق البلدي والاختياري الاحد المقبل في 4 ايار المقبل، كخطوة على طريق اللامركزية الانمائية والادارية التي شدّد عليها الرئيس نواف سلام، مع اطلاق غرفة العمليات لادارة الانتخابات من وزارة الداخلية.

في هذا الوقت، بقيت المواضيع المالية والمصرفية في الواجهة، فتناقش لجنة المال والموازنة ظهر غد بدعوة من رئيسها النائب ابراهيم كنعان مشروع القانون الوارد بالمرسوم رقم 193، المتعلق باصلاح وضع المصارف في لبنان واعادة تنظيمها، وستكون الجلسة الاولى للمشروع الذي احالته حكومة الرئيس نواف سلام قبل ايام.

وكشف وزير المال ياسين جابر انه تم ابلاغ صندوق النقد والبنك الدولي اننا سوف نقرّ قانون هيكلية المصارف بسرعة لاعادة اطلاق القطاع المصرفي وليس للقضاء على المصارف، واعتبر ان لبنان اليوم على اللائحة الرمادية، وقد يتم وضعنا على اللائحة السوداء ما لم نقرّ قوانين الاصلاح المالي.

وعليه، يبقى لبنان منشغلا بمتابعة العدوان الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية والاتصالات لوقف الاعتداءات، برغم انشغاله أيضاً بإنجاز التحضيرات للإنتخابات البلدية والاختيارية التي تبدأ الاحد المقبل في محافظة جبل لبنان، فيما بدأ امس في سرايا صيدا والنبطية تقديم طلبات الترشيح لإنتخابات محافظتي الجنوب والنبطية اللتين شهدتا اقبالا على الترشيح لا سيما في النبطية وقراها برغم اضرار العدوان ومنع اعادة الاعمار.

ويزور رئيس لجنة الاشراف الخماسية على وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز لبنان غداً ويلتقي الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، بعد الاتصالات التي اجراها الرؤساء مع اللجنة ومع مرجعية الامم المتحدة وتحميل مسؤولية الاعتداءات للدولتين الراعيتين لإتفاق وقف اطلاق النار اميركا وفرنسا.

وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان مسار اتفاق وقف اطلاق النار سيشكل محور مباحثات رئيس لجنة مراقبة وقف اطلاق النار مع المسؤولين اللبنانيين، ومسألة انتشار الجيش في الجنوب  والتعاون معه والمهمات التي ينفذها.

الى ذلك، اشارت المصادر نفسها الى ان زيارة رئيس الجمهورية الى دولة الإمارات العربية المتحدةُ ستشهد بحثا في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وتصب في سياق العمل على تأكيد علاقات لبنان مع الدول الصديقة والشقيقة، مشيرة الى انها اساسية في استعادة رونق هذه العلاقات وقد تخرج عنها مجموعة قرارات للتأكيد على الثقة بعهد الرئيس عون، وسيكون هناك تنسيق في موضوع رفع الحظر عن سفر الخليجيين الى لبنان.

ودار جدل بين مصادر اميركية ولبنانية حول ما حدث في المستودع المستهدف في منطقة الحدث، وقالت المصادر الاميركية ان اسرائيل ابلغت واشنطن انها ستستهدف المستودع في حال عدم دخول الجيش اللبناني اليه، وذكرت ان الحزب طوَّق المكان لساعات قبل فتح الطريق للجيش اللبناني، لكن مصادر عسكرية لبنانية اكدت اننا لم نبلغ مسبقاً بالضربة الاسرائيلية، ولا وجود لصواريخ دقيقة، وإلا لكانت انفجرت المنطقة برمتها.

وشدد الرئيس عون امام وفد مجلس الشيوخ الاميركي ان الانسحاب الاسرائيلي من التلال الخمس يشكل ضرورة للاسراع في استكمال انتشار الجيش حتى الحدود، مؤكداً ان حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرار اتخذناه ومن غير المسموح العودة الى لغة الحرب.

واكد الرئيس عون للوفد الفرنسي ان «الجيش يقوم بواجباته في منطقة شمال الليطاني أيضا»، ولفت الى انه «منتشر على الحدود الشمالية والشرقية أيضا ويتولى حمايتها والقيام بالمهام المطلوبة منه لا سيما مكافحة الإرهاب ومنع تهريب البشر والمخدرات من البر والبحر، إضافة الى مهمة الحفاظ على الامن في الداخل وغيرها من المهام التي يقوم بها على الرغم من قلة عديده وتجهيزاته وتقاضي العسكريين رواتب متدنية قياسا الى الأوضاع المعيشية الصعبة».

كما زار وفد مجلس الشيوخ الذي يضم رئيس لجنة الإتصال والتضامن مع الأقليات في الشرق الأوسط إتيان بلان، نائب رئيس مجلس الشيوخ لوي هيرفي، نائبة رئيس لجنة التضامن مع الاقليات في مجلس الشيوخ جيزيل جوردا، الرئيسنبيه بري في حضور مستشاره د. محمود بري وتناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

إطلاق غرفة العمليات للانتخابات البلدية

بلدياً، تم اطلاق غرفة العمليات للانتخابات البلدية في وزارة الداخلية، بحضور الرئيس نواف سلام ووزير الداخلية والبلديات احمد الحجار، وكبار الموظفين.

واكد الرئيس سلام جهوزية الدولة لاجراء الانتخابات، مشدداً على اهمية هذا الاستحقاق في تعزيز اللامركزية الادارية.

وأشاد سلام بالتدابير الأمنية واللوجستية التي تم اتخاذها لضمان أمن سير الانتخابات، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعزز العملية الديمقراطية في لبنان. كما دعا الشباب اللبناني إلى الترشح والمشاركة في الانتخابات البلدية والإختيارية، معتبراً أن هذه فرصة لهم للتأثير في الحياة السياسية. فلبنان بحاجة إلى دماء جديدة في الحياة السياسية، والتجدد لا يأتي إلا من خلالهم.

واوضح سلام: أن الانتخابات البلدية هي بداية لتحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة، وقد تعهدنا في البيان الوزاري باستكمال تطبيق ما لم يُنفذ في اتفاق الطائف». وأضاف أن الحكومة ستعكف بعد الانتخابات على دراسة مشاريع مختلفة تهدف إلى تعزيز دور البلديات وتحقيق اللامركزية في إدارة شؤون المواطنين.

اما الوزير الحجار فقال: إن وزارة الداخلية جاهزة للاستحقاق البلدي ويجب أن يتم بوقته مشيرًا الى أنّ لدينا قوى أمنية وجيشا فاعلا على الأرض . وقال: لا يُمكن للوزارة والدولة الخضوع لأجندة العدو الاسرائيلي والانتخابات ستُجرى في موعدها ونعمل وفق أجندة الدولة اللبنانية.

أضاف: هناك تحسّب للوضع الامني في كل مناطق لبنان، والجهد الديبلوماسي يقوم به رئيس الجمهورية كما رئيس الحكومة للتأكيد أن الدولة تكرّس سيادتها عبر إنجاز الاستحقاق الانتخابي في وقته.

وعلى صعيد انتخابات بلدية بيروت،افادت مصادر متابعة للاتصالات واللقاءات الجارية لتشكيل لائحة توافقية تؤمن المناصفة في المجلس البلدي، ان الاتصالات ما زالت قائمة ومحورها النائب فؤاد مخزومي وجمعية المشاريع الاسلامية بشكل اساسي والنائب نبيل بدر مع مشاركة من بعض مسؤولي تيار المستقبل، ولكن الجو ما زال ضبابياً ولا زال هناك متسع من الوقت قبيل الانتخابات في بيروت وموعدها 18 ايار المقبل للتوصل الى تفاهم او توافق ما.

واستقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى النائب وضاح الصادق الذي قال بعد اللقاء: عشنا السنوات الست الماضية بضعف في الخدمات الإنمائية لاسباب عدة منها وأساساً الخلل القائم دائماً بين المجلس البلدي والمحافظ وضرورة أن نعرف أن المشكلة في بيروت ليست طائفية بل قانون بلدي استثنى بلدية بيروت من السلطة التنفيذية وهي عند المحافظ.

اضاف: اطلعت سماحة المفتي على الجولة التي قررت أن أقوم بها مع العديد من الشخصيات لبحث موضوع تعديل القانون البلدي في بيروت مع رؤساء الأحزاب والكتل الأساسية التي هي كتل تملك الكلمة في المجلس النيابي بخصوص بيروت.

وتابع الصادق: الموضوع الثاني هو موضوع الانتخابات والتي ندعو أن يكون هناك لائحة مستقلة من أصحاب الكفاءات، متجانسة وبعيدة من السيطرة الحزبية كوننا عشنا تجربة في المرحلة السابقة وتعطيل المجلس البلدي بسبب الخلافات السياسية والحزبية، واليوم نريد لائحة من البيروتيين والبيروتيات الذين لهم مشروع لبيروت وليعالجوا المشاكل الكبيرة ويكون هناك تجانس وعمل جماعي لمصلحة بيروت، لهذا السبب ندعو لتوافق مشروط بشكل اللائحة وابتعادنا كسياسيين عنها ودعمها، لائحة تمثل العائلات والجمعيات البيروتية بأفضل طريقة.

الى ذلك استمر الاعلان عن تشكيل اللوائح في العديد من قرى اقضية جبل لبنان، بينما تستمر الاتصالات في ساحل المتن الجنوبي (الضاحية) لحسم تشكيل اللوائح لا سيما في الغبيري (21عضوا)، حيث توجد حتى الان لائحتان واحدة مكتملة للحزب وحركة امل واخرى تضم خمسة مرشحين برئاسة مديرة ثانوية الغبيرة ليلى علامة. ولكن تجري اتصالات لضم علامة الى لائحة الثنائي وانسحاب المرشحين الاخرين تجنباً لحصول معركة انتخابية والتوصل الى تزكية. لكن لم تصل الامورالى نتيجة حتى عصر امس.

اما في حارة حريك فتم تشكيل لائحة مكتملة (18 عضواً) برئاسة الرئيس الحالي للبلدية زياد واكد مدعومة من العائلات والحزب وحركة امل والتيار الوطني الحر، تقابلها لائحة تضم7 مرشحين فقط من ممثلي بعض العائلات المسيحية.

وفي برج البراجنة تشكلت لائحة امل والحزب (21 عضوا) برئاسة مصطفى حرب ولنيابة الرئيس حسن السبع،وانسحب كل المرشحين المستقلين بإستثناء المرشح صلاح ناصر الذي ترشح منفرداً واذا انسحب تفوز اللائحة بالتزكية،علما ان مهلة سحب الترشيحات في جبل لبنان انتهت منتصف ليل امس.

وفازت لائحة أعضاء بلدية المريجة في الضاحية الجنوبية بالتزكية، بعد انسحاب المرشح علي عمار.

وتشكلت في الحازمية لائحة (الحازمية تستحق) من المستقلين التغييريين تواجه لائحة رئيس البلدية الحالي جان الاسمر.

وفي بعلبك، لم يتمكن الثنائي من التوصل الى لائحة تزكية في بعلبك.

وفي الاطار البلدي، استقبل السفير السعودي في لبنان وليد بخاري رئيس جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية الاحباش الشيخ حسام قراقيرة، على رأس وفد ضم النائب عدنان طرابلسي، النائب طه ناجي، الدكتور بدر الطبش، الدكتور احمد الدباغ ويحيى خضر، وجرى خلال الاستقبال التشديد على ضرورة تكاتف الجميع، من خلال تعزيز التواصل والانفتاح على كافة الافرقاء.

أولويات قاسم

وفي اطلالة عشية اجراء الجولة الاولى الانتخابية لإحياء الهيئات البلدية والاختيارية، اكد الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ان: لدينا ثلاث اولويات يجب ان نركز عليها واعني بها ان الدولة والشعب والكل يجب ان يعمل لانجاز هذه الاولويات لانها تساعد على استقرار ونهضة ونمو للنبض.

الاولى: وقف العدوان الاسرائيلي والانسحاب من جنوب لبنان والافراج عن الاسرى، والثانية: العمل بشكل حثيث من اجل اعادة الاعمار والثالثة اعادة بناء الدولة..

وقال: تعرضت الضاحية الجنوبية لعدوان اسرائيلي بدون اي مبرر والهدف منه الضغط السياسي، ولكن ميزة هذا الاعتداء انه بموافقة اميركية وفقاً لكلام العدو.

وطالب الدولة ان تتحرك بشكل فاعل، وان تستدعي الخماسية، وترفع شكاوى لمجلس الامن، واستدعاء السفيرة الاميركية التي تنحاز لاسرائيل، وأن تتحرك بشكل الى اوسع ودبلوماسي.. واعتبر ان واجب الدولة ان تتصدى وعليها ان تضغط على اميركا وتسمعها ان لبنان لا يبنى الا بالاستقرار والدولة حققت التزاماتها من الاتفاق.

واتهم قاسم اسرائيل بأنها تريد السيطرة على لبنان، وتريد بناء مستوطنات فيه، وتريد اضعافه، ومن لا يؤمن بذلك  فليفسر لماذا بقيت 18 عاماً، ولم تخرج الا بالمقاومة.

وناشد الدولة الوقوف على قدميها كما يجب ولعدم تقديم تنازلات للعدو حتى نستطيع ان ننهض بالبلد.

لملمة واعتداءات

وفيما لملمت منطقة حي الجاموس اثار العدوان وازالت الانقاض وعادت الحياة الى طبيعتها، فجّر الجيش اللبناني امس صاروخاً من بقايا العدوان على الضاحية، واكدت المعلومات انه بعد دخوله المنطقة المستهدفة في حي الجاموس إثر الغارت، لم يجد اي اثر لصواريخ ولا عتادا عسكريا في الهنغار المستهدف كما زعم الاحتلال، «وإلّا لو كانت هناك صواريخ لكانت انفجرت ودمّرت المنطقة بكاملها»، بينما اقتصرت الاضرار على تدمير الهنغار المستخدم لأغراض اجتماعية للنازحين، وتضرر واجهات ونوافذ نحو ست ابنية محيطة به.

في إطار الاعتداءات اليومية الاسرائيلية على قرى الجنوب، أطلقت مُسيّرة اسرائيلية فجر امس، صاروخ جو- أرض على سهل المجيدية، ولم تسجل اصابات. ونفذت مسيرة اسرائيلية ظهر أمس غارة جوية مستهدفة أرضاً مفتوحة قرب محطة جميل عواضة في بلدة عيترون دون تسجيل إصابات. كما ألقت محلقة معادية قنبلة صوتية بالقرب من احد رعاة الماشية قرب مركز الجيش اللبناني في محيط بركة النقار جنوب بلدة شبعا من دون اصابته. ولم تغيب المسيرات المعادية أمس عن اجواء بيروت والضاحية الجنوبية وقرى الجبل والبقاع.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي: هاجمنا في الشهر الأخير 50 هدفاً في عموم لبنان.

****************************************

افتتاحية صحيفة الديار

«إسرائيل» تصعّد لجرّ لبنان الى حرب داخليّة

 واشنطن تروّج للأكاذيب «الإسرائيليّة»… والجيش ينفي!

هيكل في الجنوب… وقاسم يدعو الى بدء الإعمار – ابراهيم ناصرالدين

 

لملمت ضاحية بيروت الجنوبية آثار العدوان «الاسرائيلي» الجديد، وعادت الحياة الى طبيعتها امس، لكن ما كشفته التسريبات «الاسرائيلية» يعزز القناعة لدى اكثر من مسؤول امني وسياسي، بوجود رغبة «اسرائيلية» حثيثة، بدفع الوضع الداخلي الى الانفجار، من خلال توظيف الضغط والتواطؤ الاميركي، لتعزيز الانقسامات بين بيئة المقاومة والمؤسسة العسكرية، التي خرجت مصادرها عن صمتها بالامس للتصدي ولنفي موجة شائعات مريبة، حول علم مسبق للجيش بالغارة.

 

فيما تعمّدت حكومة الاحتلال احراج الدولة اللبنانية بالاعلان انها نسّقت الغارة الجوية على الضاحية الجنوبية مع الولايات المتحدة الاميركية، التي لم تعترض على الاعتداء، وذلك غداة مناشدة رئيس الجمهورية جوزاف عون واشنطن وباريس كدولتين ضامنتين للاتفاق لوقف الخروقات «الاسرائيلية».

وقد وصف الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الاعتداء بانه سياسي بامتياز، ولا مبرر عسكريا وامنيا له، وذلك لتثبيت قواعد سياسية معينة، للضغط على لبنان ومقاومته، وقال ان «الميزة في الاعتداء انه جاء بمباركة اميركية ، وهو امر خطير جدا».

وبانتظار ما سيحمل في جعبته رئيس لجنة المراقبة الجنرال الاميركي جاسبر جيفير، العائد الى بيروت يوم الاربعاء ليلتقي الرؤساء الثلاثة، بعد تجميد مريب لعمل اللجنة، واصلت «اسرائيل» خروقاتها التي بلغت حتى مساء امس 3028 خرقا بريا وجويا.

الجيش يُكذّب ادعاءات واشنطن

 

وفي هذا السياق، دخلت واشنطن على خط مواكبة الاكاذيب «الاسرائيلية»، من خلال تسريب معلومات منسوبة لمصادر اميركية وروّجت لها عدة وسائل اعلام، زعمت ان الجيش اللبناني كان على علم مسبق بالضربة على الضاحية، بعدما لم يستجب الى مطلب «اسرائيلي» نقله الاميركيون للدخول وتفتيش الموقع قبل استهدافه، زاعمة ان الحزب لم يوافق على ذلك. وردا على هذه المزاعم، نفت مصادرعسكرية ما يروج له الاميركيون بان الجيش كان على علم بالضربة قبل وقوعها، واكدت ان المؤسسة العسكرية علمت من خلال وسائل الاعلام بعد التحذير «الاسرائيلي» . ونفت المصادر ايضا ان يكون الموقع المستهدف مستودع للصواريخ الدقيقة، ولفتت الى انه لو صحت الادعاءات «الاسرائيلية» لكانت المنطقة تعرضت لدمار هائل، وهو امر لم يحصل.

 

وفي هذا الاطار، نفت مصادر مطلعة حصول سوء تفاهم بين الجيش والحزب في موقع الاستهداف، وما حصل ميدانيا بعد الضربة، كان بتنسيق عال وسلاسة معتادة.

ابعاد الاعتداء؟

 

ووفق مصادر سياسية بارزة، فان الاعتداء على الضاحية ابعد من رسالة، لتحويل التدخل «الاسرائيلي» الى واقع معاش وفق ورقة الضمانات الاميركية لـ «اسرائيل»، وهي ابعد من ان تكون رسالة لمنع الاستقرار الامني والاجتماعي وتأليب بيئة الحزب عليه، بل هي رسالة الى رئيس الجمهورية جوزاف عون بعدم الموافقة على منهجيته لمقاربة ملف سلاح الحزب. فـ «اسرائيل» تريد ان تحفظ لنفسها حرية الحركة، وابقاء الشعور لدى اللبنانيين بان الضربات لن تتوقف، فيما سكان الشمال يحتجون ضد الحكومة والجيش، للمطالبة بتغيير استراتيجيتها مع لبنان من خلال احداث تغيير جذري في الشمال.

الخبث «الاسرائيلي»

 

ووفق تلك الاوساط، يكمن الخبث «الاسرائيلي» في تعمّد التأكيد انه تم ابلاغ واشنطن مقدما عن قصفها للضّاحية الجنوبيّة، التي «تتعهّد بأنّها لن تعود ملاذًا آمنًا للحزب، أو أن تسمح للحزب لاستعادة قوّته بحيث يُشكّل أيّ تهديد». وهي ارادت ان تقول لبيئة الحزب ان الإدارة الأميركيّة التي يثق بها الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام ، تمنح «الضوء الاخضر» لهذه الغارات المرشحة للتوسع والتصاعد، خصوصا ان الرئيس عون اعاد قبل البيان «الاسرائيلي»، التشديد أمام وفد من مجلس الشّيوخ الفرنسي على «أنّ قرار حصر السّلاح بيد الدولة اللبنانيّة قد اتّخذ، ومن غير المسموح بالعودة إلى لُغة الحرب»، وأضاف بأنّه «يريد من فرنسا واميركا الضامنتين لوقف إطلاق النار، إجبار «إسرائيل» على وقف اعتداءاتها».

فتنة وحرب داخلية

 

ويبدو واضحا ان حكومة الاحتلال تريد جر لبنان إلى حرب داخلية، تكون بدايتها إشعال فتيل فتنة بين الجيش اللبناني والمقاومة، ولهذا فان المرحلة المقبلة دقيقة جدا لانها ستشهد المزيد من الضغوط الاميركية – «الاسرائيلية»، بهدف رفع منسوب التوتر الداخلي، لايجاد بيئة متوترة تكون مقدمة لشرارة مواجهة داخلية، تبدو انها ستكون المخرج المناسب لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو، الغارق في مشاكله الداخلية وحرب الاستنزاف في غزة، فيما تضغط عليه الاجواء الايجابية في المفاوضات الايرانية – الاميركية، في وقت يعاني جيشه من ضعف بنيوي يعرقل جهوزيته لحرب واسعة.

 ضعف الجيش «الاسرائيلي»!

 

وفي هذا السياق، اكد الجنرال المتقاعد اسحق بريك، ان المستوى المهني لوحدات المشاة والمدرعات والهندسة والمدفعية والجيش النظامي مشكوك فيه، وكذلك مستوى وحدات الاحتياط! وقال «ان برنامج التدريب في الوحدات النظامية يعتبر محدوداً جداً، ومعظم أيام السنة مخصصة للأنشطة العملياتية والأنشطة المختلفة، التي لا تتعلق بالتدريب بشكل مباشر». واشار الى ان «تقصير مدة الخدمة الإلزامية للرجال ، أدى إلى نقص كبير في القوة البشرية. هذا الأمر انعكس على معظم وحدات الاحتياط، فقد توقفت عن التدريب، وبعض الوحدات التي ذهبت للحرب في غزة لم تتدرب خلال خمس سنوات، ولم يتم استيعاب الوسائل القتالية الجديدة، التي بدونها كان يصعب إدارة الحرب مثل منظومة السيطرة والرقابة، الموجودة في كل دبابة وحاملة جنود وفي مقرات القيادة. النتيجة القاسية كانت عدم التنسيق بين الوحدات، ما هدفت هذه المنظومة إلى منعه، فكان الكثير من القتلى والمصابين بالنار الصديقة».

لا انتصار في المستقبل

 

ولفت بريك الى «ان الجيش «الإسرائيلي» يحارب منذ سنة ونصف، والوحدات المقاتلة في الخدمة النظامية والاحتياط لم تتدرب هذه الفترة على حرب إقليمية مستقبلية، التي تقتضي قدرة مهنية عالية في قطاعات مختلفة مع خصائص مختلفة مثل أرض جبلية، وأرض مفتوحة، وتعاون. جرت الحرب الحالية في مناطق مأهولة. هذه حرب لا تدرب المقاتلين على القتال مستقبلي له سمات مختلفة، مثل القتال في مناطق مفتوحة أمام المصريين والأتراك والسوريين، أو القتال في منطقة جبلية عند الدخول البري إلى عمق أراضي العدو مثلما في لبنان».

قاسم :حراك الدولة دون المستوى

 

في هذا الوقت، اشاد الشيخ نعيم قاسم بموقف رئيس الجمهورية جوزاف عون، وبموقف رئيس الحكومة نواف سلام  من الاعتداء، لكنه طالب «بتكثيف الاتصالات ورفع الصوت للضغط على واشنطن، لافهامها ان لبنان لا ينهض دون وقف العدوان»، وقال « ان اميركا لها مصالح ،ولا يمكن ان تتحقق بهذه الطريقة، فالاستقرار هو مصلحة للبنان وكذلك للآخرين».

 

ولفت الشيخ قاسم الى «ان تحرك الدولة اللبنانية لا يزال دون المستوى المطلوب»، وطالب بان «يحصل تحرك ديبلوماسي فاعل من خلال استدعاء السفيرة الاميركية المتواطئة مع العدوان، والذهاب الى مجلس الامن، وجعل مسألة الاعتداءات اولوية في مجلس الوزراء». وقال»  يجب ان تكون الاولوية تحقيق الامن والتحرير، والحزب التزم بكل ما هو مطلوب منه». وحذر البعض في الداخل ممن يريدون الفتنة، وقال» اننا امام منعطف خطير».

لا تنازل عن القوة

 

ولفت قاسم الى ان اهداف «اسرائيل» واضحة، «تريد السيطرة على لبنان واقامة مستوطنات على الاراضي اللبنانية وكذلك التوطين، ولهذا لن نقدم اي تنازلات في لبنان لمصلحة «اسرائيل»، ولن نتخلى عن قوة لبنان وقوة الجيش اللبناني»، وتساءل «لماذا التراخي؟ لماذا الخوف من الاميركيين»؟ واضاف: «اقول للدولة اللبنانية «وقفي ايتها الدولة على رجليك».

بطء ملف الاعمار

 

ولفت الشيخ قاسم الى «ان الدولة تأخرت في ملف اعادة الاعمار، لماذا تأخرت الحكومة عن وضع خطة»؟ وقال ان «الاتفاق مرتبط باعادة الاعمار». واشار الى «ان ما يجري هو تمييز بالمواطنة، وإفقار لمكون رئيسي في البلد». وقال «ما بيمشي الحال اذا تم تجاهل هؤلاء». واشار الى ان الحزب انجز 350 الف ملف ترميم وايواء.

الاعتداءات مستمرة

 

ميدانيا، نفذت مسيرة «اسرائيلية» غارة جوية مستهدفة  أرض مفتوحة قرب محطة جميل عواضة في بلدة عيترون دون تسجيل إصابات، وسجل بعد ظهر امس تحليق 3 مسيرات «اسرائيلية»  على علو منخفض ، في أجواء العاصمة بيرو ت وضاحيتها الجنوبية. كما حلقت مسيرة معادية على علو منخفض، فوق أجواء عرمون وخلدة، كما القت محلقة قنبلة صوتية، بالقرب من أحد رعاة الماشية، في محيط «بركة النقار» جنوب بلدة شبعا، ولم يسجل وقوع إصابات.

قائد الجيش في الجنوب

 

في هذا الوقت، زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج – مرجعيون، حيث التقى الضباط والعسكريين، مؤكدًا أن جهودهم رسالة للّبنانيين في الداخل وكذلك للمجتمع الدولي، «إذ يثبتون أن لبنان وطن نهائي لأبنائه من مختلف الانتماءات، وينفذون مهماتهم كاملة على مساحة الوطن، حفاظًا على علم بلادهم دون أي تردد». وتوجه إليهم بالقول: «إن دور الجيش أساسي وحيوي من أجل استمرار الوطن، ولا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا.

 

كما زار العماد هيكل نقطة مراقبة حدودية متقدمة تابعة للّواء في منطقة الخيام، حيث اطّلع على الانتشار العملاني للوحدات، والعمل الدؤوب والمستمر لتطبيق القرارات الدولية.

الانتخابات البلدية

 

في ملف الانتخابات البلدية، أُطلقت غرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية في وزارة الداخلية والبلديات، في حضور رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار، الذي أعلن أن وزارة الداخلية جاهزة للاستحقاق البلدي ويجب أن يتم بوقته، مشيرا الى «أنّ لدينا قوى أمنية وجيشا فاعلا على الأرض» .

 

أما رئيس الحكومة نواف سلام فأكّد أن الانتخابات البلدية والإختيارية ستتم في موعدها المقرر، مشدداً على «أنها استحقاق دستوري وديموقراطي، وأن الحكومة قد التزمت بتنظيم هذه الانتخابات». وأوضح خلال زيارة لمقر وزارة الداخلية أنه تأكد من استعداد الوزارة التام للإشراف على العملية الانتخابية بعد جولة قام بها في الوزارة.  وأشاد بالتدابير الأمنية واللوجستية التي تم اتخاذها لضمان أمن سير الانتخابات، مؤكدًا أن «هذه الخطوة تعزز العملية الديمقراطية في لبنان».

تصعيد العسكريين المتعاقدين

 

في الملف المعيشي، يتوجه  «حراك المتقاعدين العسكريين» الى التصعيد، وقالوا في بيان «أنهبعدما استنفدت كل سبل الحوار والتعبير السلمي، وبعد ان واجهنا صمتا مطبقا وتجاهلا مُهينا لمطالبنا المحقة، نحن المتقاعدين العسكريين، نعلن اليوم مرحلة جديدة من النضال». وطالب بيان «تجمع العسكريين المتقاعدين» في أول اجتماع «اتخاذ القرار الحاسم في حال لم تقر الحكومة في أول جلسة،  العشرين مليون ليرة مساعدة فورية، يليها دراسة شاملة لموضوع الرواتب».

 

واضاف «من اليوم فصاعدا، لا يجب ان تكون تحركاتنا مجرد احتجاجات عابرة، بل تزلزل  الأرض تحت أقدام المتخاذلين والمستفيدين من معاناتنا. سنُعلنها مدنا وقرى ساحات اعتصام مفتوحة، حتى تحقيق مطالبنا كاملة غير منقوصة».

****************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

عون: نعالج موضوع حصرية السلاح بمسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي

 

ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وفدا من مجلس الشيوخ الفرنسي استقبله امس ، في حضور القائم بالاعمال الفرنسي برونو دا سيلفا، ان «قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القسم وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظا على السلم الأهلي في البلاد».

 

واكد الرئيس عون ان «الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملا جنوب منطقة الليطاني وفقا للاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علما ان وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة ما يتطلب وقتا لاستكمال مهماتها».  ولفت الى ان «العائق الأساسي الذي يحول دون وصول الجيش الى الحدود هو وجود خمس تلال يحتلها الجيش الإسرائيلي، علما ان لا قيمة عسكرية لهذه التلال، لكن رفض الإسرائيليين الانسحاب منها يعقد الأمور ويمنع الاستقرار على الحدود، الامر الذي يجعل الانسحاب الإسرائيلي من هذه التلال امراً ضرورياً ليستكمل الجيش انتشاره وتكون الدولة اللبنانية قد بسطت سلطتها على كامل أراضيها».

 

واذ اكد الرئيس عون للوفد الفرنسي ان «الجيش يقوم بواجباته في منطقة شمال الليطاني أيضا»، لفت الى انه «منتشر على الحدود الشمالية والشرقية أيضا ويتولى حمايتها والقيام بالمهام المطلوبة منه لا سيما مكافحة الإرهاب ومنع تهريب البشر والمخدرات من البر والبحر، إضافة الى مهمة الحفاظ على الامن في الداخل وغيرها من المهام التي يقوم بها على الرغم من قلة عديده وتجهيزاته وتقاضي العسكريين رواتب متدنية قياسا الى الأوضاع المعيشية الصعبة».

 

كما اكد ان «العودة الى لغة الحرب ممنوعة وان هذا الامر تبلغه جميع المعنيين وهو مطلب لبناني جامع»، مشددا على ان «معالجة موضوع حصرية السلاح تتم بمسؤولية وطنية عالية حماية للسلم الأهلي في البلاد».  وعرض الرئيس عون للوفد الإنجازات التي تحققت منذ تشكيل الحكومة ونيلها الثقة والتدابير الإصلاحية التي اتخذتها والتعيينات التي أجرتها والقوانين التي اقرها مجلس النواب وتلك التي تنوي الحكومة احالتها اليه، ولفت الى ان «هذه الإصلاحات حاجة لبنانية قبل ان تكون مطلبا خارجيا».

 

في عين التينة

وزار الوفد مجلس الشيوخ الذي رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور مستشار رئيس المجلس النيابي محمود بري وتناول اللقاء الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

السراي

كما اجتمع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، في السراي، مع الشيوخ الفرنسيين الأعضاء في المجموعة الدولية والأبحاث المعنية بقضايا الأقليات في الشرق الاوسط برئاسة إتيان بلان والذي يزور لبنان ضمن جولة إقليمية.

وقد تناول البحث الاوضاع في لبنان ونظام عمل المؤسسات والإصلاحات التي تعمل عليها الحكومة بالإضافة الى المستجدات الأقليمية.

مجلس النواب

وعقد في مجلس النواب لقاء، بين الشيوخ الفرنسيين ولجنة الصداقة النيابية اللبنانية الفرنسية برئاسة النائب ميشال موسى، ولجنة الصداقة النيابية اللبنانية مع الجمعية الوطنية الفرنسية برئاسة النائب سيمون ابي رميا، في حضور رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب فادي علامة.

****************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

رئيس اللجنة الخماسية غداً في بيروت وقاسم يصف الموقف الرسمي بـ “ناعم وبسيط”

نزع سلاح “الحزب” يتصدر بعد غارة الضاحية وسباق بين الدبلوماسية والنار

 


استعاد لبنان أمس الاهتمام باستحقاقاته الداخلية غداة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. وتصدّرت هذه الاستحقاقات، الانتخابات البلدية والاختيارية التي سيقلع قطارها من أولى المحطات الأحد المقبل من جبل لبنان. غير أن الانشغال بالاستحقاق البلدي والاختياري لم يضع جانباً تداعيات الغارة التي كانت الثالثة من نوعها منذ بدء تطبيق قرار وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي.

وعلمت “نداء الوطن” أنه نتيجة الاتصالات المكثفة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع الأميركيين، يصل رئيس اللجنة الخماسية المكلف متابعة الهدنة الجنرال جاسبر جيفرز غداً إلى بيروت لمتابعة نشاطه والبحث في ما يجب فعله من أجل لجم التصعيد، وهذا تطور جديد بعدما كان قد ترك بيروت منذ فترة. وستظهر في الساعات المقبلة نتيجة اتصالات عون بالأميركيين والفرنسيين.

كما علمت “نداء الوطن” أنّ رئيس الحكومة نواف سلام زار القصر الجمهوري في بعبدا يوم الأحد الماضي، والتقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بالتزامن مع تلقّي سكان الضاحية الجنوبية الإنذار الإسرائيلي، والقصف الذي استهدف المنطقة. وأشارت المعلومات إلى أن التنسيق مستمرّ بين الرئيسين، والاتصالات متواصلة مع الجهات المعنية، ولا سيما لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وبعد تحميل إسرائيل الدولة اللبنانية مسؤولية التصعيد، شدّدت مصادر سياسية على أنّ الحكومة اللبنانية، لهذا السبب، تدعو باستمرار إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس، بما يتيح للدولة اللبنانية مواصلة عملها لبسط سيطرتها على كامل أراضيها.

وفي هذا السياق، أبلغ رئيس الجمهورية وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي أمس أن “قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية متخذ وفق ما ورد في خطاب القسم وتتم معالجته بهدوء ومسؤولية حفاظاً على السلم الأهلي في البلاد”.

 

وأكد الرئيس عون أن “الجيش اللبناني يقوم بواجبه كاملاً في جنوب منطقة الليطاني وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي ويواصل تنظيف القرى والبلدات التي ينتشر فيها من الذخيرة والمظاهر المسلحة، علما أن وحدات الجيش تعمل في منطقة واسعة ما يتطلب وقتاً لاستكمال مهماتها”.

وكشفت أوساط نيابية بارزة لـ “نداء الوطن” أمس “أن “الحزب” في ورطة مثلثة:

أولاً، هو عاجز عن الرد.

ثانياً، ستواصل إسرائيل استهداف “الحزب” ولن تدعه يرتاح. كما لا يستطيع أحد أن يردعها وبخاصة أن الولايات المتحدة أعطتها  ضوءاً أخضر، وهو ما عبرت عنه سابقاً الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بقولها إن الغارات الإسرائيلية من حق إسرائيل، والتي لن تتوقف حتى يتم نزع سلاح “الحزب “.

وثالثاً، الموقف الرسمي الذي يندد بالاستهدافات الإسرائيلية، لكنه في الوقت نفسه ما زال عند حصرية السلاح وليس في وارد اطلاقاً أن يتماشى مع ما يقوله “الحزب “. وبينما يحاول “الحزب” أن يضع الدولة مكانه، ترفض الدولة أن تحل محل “الحزب” إذا لم يسلم الأخير سلاحه”.

 

وخلصت الأوساط إلى القول “إن “الحزب” ما زال يبقي سلاحه ورقة بيد إيران”.

في المقابل، قال الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم، في إطلالة تلفزيونية مساء أمس: “نعتبر أن الدولة مسؤولة في الضغط على أميركا وفرنسا والأمم المتحدة ومجلس الأمن لوقف الاعتداءات، والضغط الذي مارسته الدولة حتى الآن هو ناعم وبسيط وهذا أمر غير مقبول، وعلى الدولة أن تتحرك بشكل فاعل وأن تستدعي دول الخماسية وأن ترفع شكاوى لمجلس الأمن واستدعاء السفيرة الأميركية التي تنحاز لإسـرائيل، وأن تتحرك بشكل أوسع دبلوماسياً”.

ووصف قاسم ما “تعرضت له الضاحية الجنوبية من عدوان إسـرائيلي كان “بدون أي مبرر، والهدف منه الضغط السياسي. ولكن ميزة هذا الاعتداء أنه بموافقة أمـيركية وفق كلام العدو”.

في المقابل، كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على “أكس” أن هذا الجيش هاجم الأحد في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت، ودمر بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة تابعة لـ “الحزب”.

وأضاف: أنه خلال الشهر الأخير هاجم الجيش الإسرائيلي “أكثر من 50 هدفاً إرهابياً في أنحاء لبنان حيث نُفذت هذه الغازات بعد خروقات للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، والتي شكلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها”.

 

وختم: “سيواصل الجيش العمل لإزالة أي تهديد ضد دولة إسرائيل ومواطنيها ولمنع إعادة إعمار “الحزب” الإرهابي”.

ميدانياً، وبينما أغار الجيش الإسرائيلي على عيترون، تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج – مرجعيون، حيث التقى الضباط والعسكريين، وتوجه إليهم بالقول: “إن دور الجيش أساسي وحيوي من أجل استمرار الوطن، ولا شيء يثنينا عن مواصلة أداء واجبنا”.

كما زار العماد هيكل نقطة مراقبة حدودية متقدمة تابعة للّواء في منطقة الخيام، حيث اطّلع على الانتشار العملاني للوحدات، والعمل الدؤوب والمستمر لتطبيق القرارات الدولية في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة للعدو الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية، وآخرها أمس على محيط العاصمة بيروت.

 

الاستحقاق البلدي والاختياري

 

من جهة أخرى،أُطلقت غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية في وزارة الداخلية بحضور رئيس الحكومة ووزير الداخلية، الذي أكد جاهزية وزارة الداخلية للاستحقاق ويجب أن يتم بوقته. أما رئيس الحكومة فأكّد أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستتم في موعدها المقرر، مشدداً على أنها استحقاق دستوري وديمقراطي وأن الحكومة قد التزمت بتنظيم هذه الانتخابات.

 

وفي السياق، أكدت مصادر السراي الحكومي لـ “نداء الوطن” أن التحضيرات اللوجستية جاهزة بانتظار انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، حتى أنّ غرفة العمليات، التي تمّ إطلاقها أمس في وزارة الداخلية، باتت مفتوحة لتلقي الشكاوى عن أي مخالفة، مع الجاهزية الكاملة للتدخل في حال وجود أي عقبة أو مشكلة.

 

ونشرت وزارة الداخلية، عبر حسابها على منصة “أكس” الإعلان الترويجي الرسمي للانتخابات البلدية والاختيارية للعام 2025، تحت شعار: “لأن البلد ببلش بالبلدية”، داعيةً المواطنين إلى المشاركة في عملية الاقتراع.

 

وفي سياق منفصل، علمت “نداء الوطن” أن جلسة مجلس الوزراء المقبلة سترحل إلى الجمعة بعد عودة الرئيس عون من زيارة الإمارات العربية المتحدة التي يزورها الأربعاء. وبالنسبة إلى تعيين رئيس لمجلس الإنماء والإعمار فهناك ضغط دولي للتسريع في إنجازه لأنه أساس في الإصلاح، وما يعرقل الأمور هو كثافة الطلبات إذ ترشح نحو 300 اسم ما بين رئيس وأعضاء وعندما ينتهي الفرز سيتم تحديد جلسة للحكومة من أجل إتمام التعيين.

 

الوفد القضائي الفرنسي

وإلى بيروت، وصل مساء أمس وفد قضائي للقاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار وتسليمه تقريراً فنياً فرنسياً، بعد أشهر على استئناف البيطار تحقيقاته، بحسب ما أفاد مصدر قضائي وكالة “فرانس برس”.

وتستمر زيارة الوفد الفرنسي ثلاثة أيام، انطلاقاً من “التحقيق الفرنسي في انفجار مرفأ بيروت الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص وأصيب العشرات من أبناء الجالية الفرنسية”، بحسب مصدر قضائي لبناني.

 

وأفاد بأن الوفد سيلتقي البيطار ومسؤولين قضائيين الثلاثاء لتبادل “المعلومات بما يفيد مصلحة التحقيقين ويسرّع وتيرة عملهما”.

وأكد المصدر أن هذا التقرير “يعوّل عليه للإجابة على الكثير من النقاط التي يحتاجها الملفّ اللبناني”.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram