أسماء اللوائح بين السياسة والشعر والعاطفة

أسماء اللوائح بين السياسة والشعر والعاطفة

 

Telegram

 

على مسافة أسابيع معدودة عن موعد الإنتخابات النيابية في 15 ايار المقبل، وبعد إقفال باب تسجيل اللوائح بعدما أنهت القوى السياسية المختلفة عملية تسجيل لوائحها في وزارة الداخلية والتي بلغت 103 لوائح، حُسم أمر حتمية الإنتخابات وبدأت المعركة الإنتخابية تُسجّل حماوةً لافتة سواء من خلال خطاب المرشحين أو الشعارات والعناوين المرفوعة أو حتى من حيث أسماء اللوائح التي ترفع السقف عالياً في الوعود والإلتزامات التي وصل بعضها إلى مستوى رسم المصير والحديث عن المستقبل والتحرير والبناء، ولكن بالطبع من دون التطرق إلى الإنقاذ من الإنهيار والذي يحتل الأولوية لدى كل اللبنانيين في كل الدوائر الإنتخابية من دون استثناء.

وبالتالي فإن الخطاب الإنتخابي يحمل طابعاً قديماً لم يسع أي فريق إلى تغييره بل بقي على حاله كما في الدورات الإنتخابية السابقة وذلك على الرغم من أن البلد يشارف على الإنهيار، ذلك أن الهدف الأساسي لدى "الأقوياء" كما لدى "الضعفاء"، هو المكاسب والنفوذ والحواصل الإنتخابية، وليس الهموم اليومية للناخبين العاجزين عن الحصول على الخبز والدواء والمحروقات.

ولذا، تجهد الأحزاب والتيارات في المهلة الزمنية الفاصلة عن 15 ايار المقبل، على تصوير نفسها تارةً بالمنقذ وتارةً أخرى بالمستهدف بالإغتيال السياسي أو التخوين أو حتى العزل والإلغاء من قبل الخصوم، فيما لم تعدّل قوى أخرى من شعاراتها التي باتت معروفة من قواعدها، ولكن الجميع يدرك أنه في 16 أيار سيكون يومٌ آخر وسيستعد النواب الفائزون للإلتقاء في المجلس النيابي بمعزل عن كل الإتهامات والشعارات التي رفعوها في المعركة الإنتخابية.

وحرب اللوائح التي اختُتمت منذ ساعات، قد فضحت المستور سواء لجهة التركيبات والتحالفات "الغريبة"، أو سواء لجهة إظهار العجز عن تقديم البرامج الإنتخابية التي يتطلع إليها الناخبون الذين ما زالوا مترددين في التجاوب مع حركة الماكينات الإنتخابية، خصوصاً وأن أسماء اللوائح وشعاراتها تكاد تقترب من أن تكون ذات مضمون أدبي أو شعري، على حدّ قول الباحث كمال فغالي، والذي حدد لـ "ليبانون ديبايت" مشهد وعناوين اللوائح التي انتهى الإعلان عنها منتصف الليلة الماضية، بأن البعض منها هو شعارات فارغة، والبعض الآخر سياسي فيما لوائح أخرى اختارت عنواناُ عاطفياً لها، معتبراً ان الأمر لا يخلو من المبالغة في العديد منها.

وعليه فإن التصنيف يترواح ما بين السياسي على سبيل المثال ووفق فغالي، لتسمية بعض اللوائح كال"الإعتدال قوتنا" او "الإعتدال" أو "الأمل والوفاء"، وعاطفي كلائحة "الوفاء لعكار" و"وحدتنا صيدا وجزين"، أو شعر ك"الجمهورية الثالثة" أو "قلب لبنان المستقل"، و"للناس" أو "هيدي بيروت" أو "بيروت بدها قلب" التي حملت عنصراً جديداً على صعيد الرسائل المتعددة التي حملتها وهي أن قلب قد تعني انقلاباً في المشهد، وقلب تعني أيضاً شجاعةً وكذلك حباً وعاطفة"، وغيرها من الأسماء التي تركّز على المناطق والشعارات المتعلقة بالحرية والتغيير والسيادة والإستقلالية والوفاء والقرار، وهي كلّها تندرج في سياق العناوين التي تتكرر في كل انتخابات نيابية ولكن مع تطعيم البعض منها بأفكار جديدة مقتبسة من خطاب التجييش الإنتخابي.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram