لبنان وطني أولا وآخرا... العميد شامل روكز في مؤتمر صحافي في ساحل علما

 

Telegram

 

عقد النائب العميد شامل روكز مؤتمراً صحافياً في مكتبه في ساحل علما، وفي ما يلي النص الكامل للمؤتمر:
أعزائي اللبنانيين، إخوتي وأخواتي في كسروان-جبيل...
 أخاطبكم اليوم بمنتهى الصراحة مثل ما عرفتوني دائماً، وبعيداً عن بيع الأوهام وتوزيع الأحلام والشعارات الفارغة، وإيهامكم أن الوضع بخير، وأن الانتخابات المقبلة هي استحقاق طبيعي وعادي مثل كل مرة.     
لبنان اليوم في وضع مأساوي، على شفير انهيار كامل... والانتخابات المقبلة هي فرصة مصيرية لن تتكرر مرتين، حتى ننقذ البلد ونقترع بما يمليه علينا واجبنا الوطني.  
نرى الطبقة السياسية اليوم كيف غسلت أيديها من كل شي ارتكبته من مآثم وسيئات، وكأنها ما كانت موجودة ومسؤولة، وكأن الثورة الشعبية لم تقم بوجها، ونزعت عنها أي شرعية وعرّتها بالكامل... واليوم هذه الطبقة السياسية نفسها مستعدة لتجديد شبابها السياسي والانقضاض على ما تبقى.  والأنكى، هو الشعارات الواهية وفيها قبح أكثرَ من ذنبٍ.   
البلد ليس بخير، لم يُفلس، بل أفلسوه.  
البلد لم يُنهب، بل نهبوه.  
البلد لم ينُكب، بل نكبوه.  
البلد لم ينهار، بل دمّروه وعن سابق إصرار وتصميم واستفادة. واليوم يملكون الجرأة، لا بل الوقاحة، أن يجهّلوا الفاعل ويقولون لكم، انتخبونا، جددوا لنا وسننقذ البلد.  
لا أحد يتوهم بوجود فرق بين طرف وآخر داخل هذه المنظومة. "كلّن يعني كلّن" مستفيدون منها، و"كلن يعني كلن" جزء لا يتجزأ منها... اما الاختلافات المعلنة فهي مسرحية فاشلة بتمثيل رديء، لا يقل رداءة عن الأداء السياسي.
اليوم اتكلم لأحذر الشعب اللبناني والناخب الكسرواني الجبيلي تحديداً: احذروا من بائعي الأوهام والوعود الفارغة، من من يقولون لكم، "نحنا فينا" وكأننا لم نجربهم أو كأنهم لم يشاركوا باقتسام قالب الجبنة.
احذروا من اصحاب الشعارات الشعبوية والخاوية من صنف "ما خلّونا"، أو "نحنا مكملين".  مكملين لوين؟  وصلتونا للقعر.
احذروا من أصحاب رؤوس الأموال الذين يحاولون أن يركبوا موجة غضب الناس لتحقيق مصالح شخصية تخدم المنظومة وأحزابها. 
ولمن يركز جهده على إنجاح حلفائه، نسأل: هل ترغبون بحلفاء برتبة شريك حقيقي، أم بأتباع؟  وهذا خيارٌ أساسي ودقيق يجب التعمق به.
احذروا ممن وعدوا الشعب بالكهرباء والماء والإصلاح وما حصدوا إلا الفشل والهدر والفساد.  وكأنّ الذي اوصلنا الى هنا هو أنتم، الشعب، وهم صاروا المخلّصين.  
تأكدوا ان لا يمكن لمن أدار وشارك بمرحلة انحطاط البلد أنو يكون المسؤول عن نهضته – مستحيل – سيخسر البلد أكثر، لانهم متجذرين بشبكة الزبائنية واستغلال النفوذ والسلطة.  
هل سألنا حالنا، كيف ممكن لدرة الشرق، للؤلؤة المتوسط، لبنان، أنو يغرق بفقر مدقع ويلامس المجاعة؟  كيف ممكن لبلد عنده كم هائل من الكفاءات الفردية والمؤسسات التربوية والقدرة على الإبداع والتحليق عالياً، ان يعاني 82% من شعبه من فقر متعدد الأشكال والأبعاد؟  ما السبب الحقيقي؟  هل هو كارثة عالمية أصابتنا بتداعياتها؟ قطعاً لا! السبب والمتسبب عمداً هم أولئك اللاهثون إلى تثبيت أنفسهم في محمياتهم السياسية، ويطلبون أصواتكم اليوم.  
أنا شامل روكز حامل مشروع "لبنان وطني"، وهو مشروع واضح المعالم والأهداف، وهو مشروع لا يمكن تحقيقه بوجود المنظومة السياسة التي تستوجب المحاسبة والعقاب على ما أوصلتنا إليه. بوضع المشروع بين أيديكم، وهو مشروع نهوض لبنان على المديين، المتوسط والبعيد.   
ولكن اليوم أيضاً هناك أولويّات مستجدة وطارئة يجب الالتفات لها. الأولوية الأهم هي التخلص من المنظومة الجاثمة على قلب البلد، تمتص دماء المواطنين وتستعد لتنقض على ما تبقى، مثل سرب من الغربان ينتظر بدم بارد هلاك جسد منهك وتحوّله إلى جثة هامدة ليلتهم فتاتها. 
أنا شامل روكز، أتعهد، مثل ما عرفتموني على مدى أربع سنوات، وقبل ذلك على مدى عقود بمسيرتي العسكرية، أن أستمر بمكافحة الظلم وأن أسمي الظالم، وأن أدافع عن المظلوم.  
أعزائي، معدّل البطالة اليوم تجاوز ال50%، وهذا رقم كارثي، الحد الأدنى للأجور فقد 90% من قيمته، أسعار السلع الأساسية من محروقات وطحين وأدوية بانفلات مستمر، والناس رقابها تحت رحمة كارتيلات الاستيراد والتوزيع، وكلنا يعلم من يحميهم. 
أولوياتي بالمرحلة الآنية هي معالجة الهم المعيشي اليومي للمواطن اللبناني والكسرواني والجبيلي بالتحديد.  
وأوّل ما سأركز عليه هو إقرار حزمة من سياسات الحماية الاجتماعية للجميع تتضمن إعانات اجتماعية ضرورية ومصحوبة بتصحيح مالي. 
أنا أتعهد بتقديم خطة واقعية وقابلة للتنفيذ وبكلفة معقولة للاستثمار بالطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء والبدء تدريجياً بالاستغناء عن المولدات.  
لماذا لا نرى جدية بالاستثمار بالطاقة الشمسية كبديل جزئي لتوليد الطاقة، بدل المليارات التي تهدر على كهرباء لا تأتي! وهذا بزمن عمّت فيه المبادرات الفردية للاستفادة من الطاقة الشمسية. نحن لسنا فقط أمام منظومة مجرمة، ولكن كسولة ومتخاذلة أيضاً.
المنظومة الناهبة تدّعي اليوم التفاوض مع المؤسسات الدولية لخطة تعافي، ولكن نحن منعرف أن التعافي لا يتم حين يكون أحد أطراف التفاوض هو سبب الأزمة والمستفيد من تفاقمها.  
أي خطة تصحيح مالي لا تلتزم بوضوح ومن دون أي مواربة لاستعادة أموال المودعين بالكامل، وإعادة هيكلة ورسملة المصارف وتحميلها والأغنياء الكلفة الأكبر للانهيار، هي مرفوضة.  وساشتغل بكل طاقتي لإسقاطها.
لبنان  حسب الأرقام يلي طلعت بال 2019 يسجل أعلى مستويات تفاوت بتوزيع الثروة بالعالم، فثروة أغنى 10% من اللبنانيين تساوي 70% من مجموع الثروات في البلد، أي ما يفوق 230 مليار دولار.  
أوَل موضوع ساطرحه هو ضريبة على الثروات الطائلة ولمرة واحدة توضع عائداتها في صندوق تضامن وطني يتم توزيع أموله على الطبقات المعدومة ويُدار من قبل هيئة مستقلة منتخبة وبمعايير شفافة ذات مستوى عالمي. لأنه لا يمكن لمسلسل إذلال وإفقار اللبنانيين وتدفعيهم ثمنَ ذنبٍ لم يرتكبوه، أن يستمر.
وأيضاً اتعهد أن أبقى طالب واتابع ملف تحقيقات المرفأ، واتأكد من جلاء الحقيقة ومحاسبة المسؤولين والمتسببين والمهملين وإنصاف الضحايا والمتضررين: لا للإفلات من العقاب ولا لطمس الحقائق وإخفاء الوقائع. يكفي ظلم بحق الشعب اللبناني.
  
اتعهد أيضاً، أن أطرح استراتيجية دفاعية جامعة وضامنة مستلهمة من تجارب دولية، تحفظ سيادة لبنان وتصون كرامة جميع أبنائه، وتستغل ميزاته الجغرافية ورأسماله الاجتماعي وقدرات جيشه وقواه الأمنية.
أنا، شامل روكز باقي مثل ما عرفتموني، من دون أقنعة، ولا اقبل المساومة ولا الصفقات على حساب المواطن، وعلى على حساب أمنه الاجتماعي وصحته ومستقبله، وعن هذه المسلمات سابقى ادافع.
أعزائي، لقاؤنا اليوم كان مختصرا لإعلان ترشحنا للانتخابات النيابية المقبلة، وتحالفنا مع فريد الخازن وشاكر سلامة وسليم الهاني وتوفيق سلوم عن كسروان، واميل نوفل وطوني خيرالله واحمد هاني المقداد عن جبيل، مع حفظ الألقاب.
لقاؤنا المقبل قريب، لنتكلّم أكثر وبالتفصيل حول توصيات مؤتمر "لبنان وطني" الذي انعقد في 11 و12 حزيران، وهذه التوصيات ستشكّل العناوين والخطوط الأساسية للبرنامج الانتخابي والعمل التشريعي والنيابي. 
أخيراً وليس آخراً، لخفافيش الظلام وأبواقهم المأجورة التي تتهمني بالفشل بالحياة السياسية... فعلاً، فالفشل ببيئة فاسدة وكاذبة ومذلّة للشعب هو وسام فخر بضيفو لعشرات الأوسمة التي تقلدتها خلال مسيرتي العسكرية...
نعم، فشلت عمداً عبر رفضي أن اكون شريكاً بإفقار البلد وتجويع شعبه. 
أنا من مدرسة نضال، لا تقاعد فيها، من مدرسة شرف لا تنتهي صلاحيته، ومن مدرسة تضحية لا تنضب من أجل وطن نظيف ودولة قوية ومؤسسات فاعلة ومنتجة، من مدرسة وفاء للوطن والمبادئ، وتاريخنا الثابت الذي لا يقبل التقلّب غب الطلب وحسب المصلحة الشخصية.
أمّا لكل الذين ييتهمونني بالجبن والخيانة، وهي مفردات متكررة بقاموسهم، فأحيلهم لمراجعة تاريخي بساحات المعارك، لتلقينهم دروساً بالجرأة والمبادرة والاستبسال دفاعاً عن وطني، وكلّها مبادئ لا ولن يفقهوا منها شيئاً.  فالجبناء هم من يتهموا زوراً، ويختبئوا وراء أكاذيبهم، وليس لديهم الجرأة على المواجهة، والخونة هم بائعو المواقف غب الطلب.
أعزائي، مثل ما وعدتكم في 15 تشرين 2015، أن أشبه نفسي على امتداد الوطن، أعيد وأكرر الوعد والعهد أن أبقى شامل روكز الذي عرفتموه، معكم وإلى جانبكم وبتصرفكم على إمتداد الوطن.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram