كشفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن أدلة جديدة تشير إلى استخدام إسرائيل ذخائر عنقودية محظورة على نطاق واسع خلال حربها الأخيرة التي استمرت 13 شهراً في لبنان. وتستند الصحيفة في تقريرها إلى صور لبقايا ذخائر عُثر عليها في جنوب لبنان، جرى التحقق منها من قبل ستة خبراء أسلحة مستقلين. وتُظهر الصور بقايا نوعين حديثين من الذخائر العنقودية التي طوّرتها شركة "إلبيت سيستمز": قذائف "M999 باراك إيتان" عيار 155 ملم، والصواريخ الموجّهة "رعـام إيتان" عيار 227 ملم، وذلك في ثلاثة مواقع جنوبيّ نهر الليطاني شملت "وادي زبقين" و"وادي برغوز" و"وادي دير سريان".
وأكد خبراء الأسلحة، بينهم باحثون من منظمة العفو الدولية و"خدمات بحوث التسليح"، هوية الذخائر، بينما امتنعت شركة "إلبيت سيستمز" عن التعليق على ما ورد. وتشير "ذا غارديان" إلى أن هذا يمثل أول دليل على استخدام إسرائيل الذخائر العنقودية منذ حرب عام 2006، حين تسبب انتشار أكثر من مليون قنبلة صغيرة غير منفجرة في جنوب لبنان باستشهاد أكثر من 400 شخص على مدى السنوات اللاحقة.
وتحظر اتفاقية الذخائر العنقودية، التي انضمت إليها 124 دولة، استخدام هذا النوع من الأسلحة بسبب طبيعتها العشوائية ومعدلات الفشل العالية للذخائر الصغيرة، إلا أن إسرائيل ليست طرفاً في الاتفاقية. وفي ردها للصحيفة، لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ استخدامها الذخائر العنقودية، وقالت إنها "تستخدم فقط أسلحة قانونية وتعمل على الحد من الأذى للمدنيين".
ونقلت الصحيفة عن تمار غابلنيك، مديرة "تحالف الذخائر العنقودية"، قولها إن هذه الأسلحة "لا يمكن أن تميّز بين المدنيين والعسكريين وتبقى خطيرة عقوداً". كما حذّر خبراء من أن معدلات الفشل المعلنة من الشركات المصنعة، بما فيها الذخائر التي تدّعي نسبة فشل تبلغ 0.01%، غالباً ما تكون أعلى بكثير على أرض الواقع. وتقول "ذا غارديان" إن بقايا الذخائر عُثر عليها في وديان حرجية تتهم إسرائيل حزب الله باستخدامها خلال الحرب للاختباء من القصف والمراقبة. وتضيف أن هذا النوع من الذخائر صُمم ليُستخدم في مناطق واسعة ذات تضاريس كثيفة.
ويوم أمس الأربعاء، نفذ جيش الاحتلال الإسرائلي غارات على مبنى في بلدة دير كيفا ومبنى في بلدة طير فلسيه، إضافة إلى بلدتي عيناتا وشحور، جنوبي لبنان، تزامناً مع إعلانه عن قصف عدة مواقع يزعم أنها "بنية تحتية تابعة لحزب الله". وعقب ذلك، وجه جيش الاحتلال إنذاراً جديداً بالإخلاء إلى سكان بلدتي عيناتا وطير فلسيه.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقه لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، إذ استهدف صباح الأربعاء سيارة في بلدة الطيري، جنوباً، وذلك غداة مجزرة ارتكبها في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنّ "غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة الطيري أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة أحد عشر آخرين بجروح". وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إلى أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة الطيري بصاروخين، وقد صودف مرور حافلة مدرسية خلفها.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :