كتب رشيد حاطوم
تتجه الأنظار إلى المتن الشمالي، حيث يخوض التيار الوطني الحر معركته هذه الدورة بثبات غير مسبوق. فخلافًا لكل الروايات التي تحاول الإيحاء بارتباك أو تردّد، حسم التيار خياره: المرشّح الحزبي عن المقعد الكاثوليكي في المتن هو النائب السابق أدي معلوف. القرار واضح وصريح، يعكس قناعة تامة بأن معلوف هو الأكثر حضورًا وتنظيمًا وقدرة على حصد الأصوات.
فمعلوف أمضى السنوات الأربع الماضية بين الناس، في قلب المتن. لم يترك ملفًا خدماتيًا إلا وتابعه، ولا قضية اجتماعية إلا وواكبها، إضافة إلى الدور الانتخابي التنظيمي الذي لعبه في الانتخابات البلدية والاختيارية الأخيرة وظهرت نتائجه الإيجابية جليّة. هذه الحركة الدائمة جعلت منه المرشح الطبيعي الذي سيقف خلفه التيار.
لكن التيار لا يخوض المعركة وحده. فاستراتيجيته تُبنى على تحالفات ذكية مع شخصيات وازنة في المنطقة، أبرزها المهندس جان أبو جودة، ابن جديدة المتن، الذي برز خلال السنوات الماضية كأحد الوجوه المتنية الشابة ذات الحضور القوي والقاعدة الواسعة. يُعوّل التيار على أبو جودة بوصفه صديقًا حقيقيًا، ومكمّلًا لمساره الانتخابي، بما يمثّله من رصيد اجتماعي ونقابي وشعبي في الجديدة–البوشرية–السد.
يُحكىأيضًا عن إمكانية انضمام الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان، الذي يمتلك حَظوة وحركة ناشطة في أوساط رجال الأعمال والمستثمرين والمجتمع المدني في المتن. كما هناك جهد تقوم به ماكينة التيار لدراسة خيارات إضافية لا تقلّ جدّيةً وحضورًا.
ومع اندماج هذه القوى — مرشح حزبي ثابت، وشخصيات صديقة فاعلة — تدخل المعركة الإطار الأكثر واقعية وربحية للتيار. فالمقعد الكاثوليكي لم يعد معركة رمزية بل معركة قابلة للحسم، خصوصًا في ظل التراجع الملحوظ لدى منافسين فقدوا جزءًا من حضورهم في السنوات الأخيرة.
باختصار، التيار هذه المرة لا يكرر تجربة 2022 ولا يغامر. بل يدخل المعركة بخيار واحد، محسوم، مدعوم بشبكة حلفاء وازنين… ومعركة المتن تُكتَب هذه المرّة بحبر مختلف: ثقة، لا ارتباك — حساب، لا عناد — وفوزٌ يقترب أكثر مما يظنه خصومه.
في كواليس المتن، همسات كثيرة تدور… لكن أكثرها تكرارًا هو ذاك الذي يقول إن المعركة هذه المرّة مختلفة. فثمة خيط غير مرئي يجمع بين حيوية الأرض وحسابات الصناديق، بين مرشح يعرف الناس واحدًا واحدًا، وحليف يطلّ من باب الخدمة لا المصلحة. ويهمس أحد العارفين بأن “الهواء تغيّر” وأن المقعد الكاثوليكي يميل لمن زرع قبل أن يحين موسم القطاف.
وفي الليل المتني الطويل، يظهر اسم أدي معلوف أكثر من سواه… كأنه العائد من الناس وإليهم، لا يطلب مقعدًا بقدر ما يطالب بحق سنوات عاشها في قلب المتن. أما نهاية المشهد؟ فيقال إن صناديق 2026 قد تحمل مفاجأة… يعرفها من رأى الحشد، ولمس المزاج، وسمع تلك الجملة التي تُقال سرًا:
“المتن هذه المرة سيقول كلمته وحده…ولا يشبه أحدًا إلا نفسه.”
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :