الحريري للاعتذار لحساب حكومة انتخابات… فهل تتولّى قطر رعاية المرحلة الانتقاليّة؟ دياب يحذّر من الانهيار الكبير: الحصار مسؤول… والخارج لن يكون بمنأى صفي الدين: سنتحمّل مسؤولياتنا… والفساد متحوّر… وجنبلاط لتأميم النفط /
في مرحلة تتسم بالانتقالية على مستوى الملفات الكبرى، لا يبدو أن المناخ مؤاتٍ ليحجز لبنان لملفه مكاناً في اهتمامات الكبار، فالتقدّم في الملف النووي الإيراني، كما تؤكد المصادر الدبلوماسيّة، والتي كان أبرزها ما قاله وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس عن حل الكثير من القضايا العالقة بين واشنطن وطهران، لا يعني أن التوقيع سيتم غداً، والحوار الإيراني السعودي الذي تحدثت طهران عن تقدمه بنجاح، لا يعني أن تناوله للملفات الإقليمية سيتم غداً، وعندما يتم ليس هناك ما يقول إن لبنان يقع في أولوية هذه الملفات.
في هذا المناخ تعاود قطر عبر وزير خارجيتها التحرك نحو لبنان، بما يتخطى مجرد العروض الإنسانيّة كما هو عنوان الزيارة، تحت عنوان تقديم كل مساعدة ممكنة على الخروج من الأزمة، أملاً بأن يقول المعنيون إنهم يرحبون بمبادرة قطرية لرعاية حوار يشبه ما جرى قبيل اتفاق الدوحة عام 2008 الذي أسفر عن تفاهم ثلاثيّ، بنده الأول رئاسي حسمت خلاله رئاسة العماد ميشال سليمان، وبنده الثاني حكومي تشكلت على أساسه حكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة ضمنت الثلث المعطل بيد تحالف الثامن من آذار، وبنده الثالث نيابي على أساس اعتماد قانون انتخابي يعتمد القضاء، وفيما لم تتضح معالم الدور القطريّ الجديد، وما إذا كان منسقاً على الأقل مع واشنطن والرياض، قالت مصادر مواكبة لزيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أنه لم يسمع دعوة صريحة للمبادرة، بقدر ما حاول المعنيون الاستماع لما لديه، والتركيز على الجوانب المالية وشكر كل مساعدة، بينما كانت المعلومات المؤكدة لدى السفارات العاملة في بيروت والعواصم المتابعة للوضع في لبنان تتحدّث عن قرار الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بالاعتذار عن مهمة تأليف الحكومة، مع ترك التوقيت معلقاً بانتظار الاتفاق على حكومة جديدة وعلى اسم رئيسها، على قاعدة توصيفها كحكومة انتخابات، وتحدثت المعلومات عن بدء التشاور في كيفية تأمين الخروج الآمن من مرحلة حكومة الحريري الى الحكومة الجديدة، التي لم تتضح عناوينها وتفاصيلها، والتي يبدو أن قطر ترغب بالوقوف على رعاية ما قبلها وما بعدها وصولاً للانتخابات، بما يضمن ثلاثية مشابهة لثلاثية عام 2008، رئاسة وحكومة وقانون انتخاب، تشكل عناوين مرحلة ما بعد انتخابات عام 2022، وتنبثق من مجلسها الجديد، وتكون عندها الرياض وواشنطن وطهران وباريس، وربما دمشق على صلة بالتفاهمات المطلوبة.
المرحلة الانتقالية ومصاعبها كانت موضوع كلمة رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب الذي تحدّث أمام السفراء الأجانب والعرب محذراً من خطورة الإنهيار، محملا الحصار الخارجي للبنان مسؤولية تعقيد الصورة، حيث تمنع المساعدة عن لبنان تحت شعار أولوية الحكومة، معتبراً أن الحكومة الضرورية لكل عمل إنقاذي لا يجب أن تكون شرطاً للمساعدة، محذراً من أن وقوع كارثة الانهيار ستطال مَن يعتقدون أنهم بمنأى، وجاءت ردود مستغربة من سفيرتي باريس وواشنطن، للتنصل من مسؤولية الحصار، والحديث عن مسؤولية السياسات الخاطئة والفساد وهو ما يردّده دياب دائماً محمّلاً العواصم التي رعت السياسات المعتمدة من الحكومات السابقة وقدمت لها الدعم والتغطية، رغم علمها بتفشي الفساد، بينما يقدّم ملف النازحين وحده مثالاً كافياً للحديث عن مسؤولية الحصار في مفاقمة الأزمة.
مخاطر الانهيار تناولها رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، مشيراً الى ان الفساد مثل كورونا ينتج متحورات، مؤكداً أن الحزب سيتحمل مسؤولياته، وانه يتابع مساعيه لكنه لن يقف مكتوفاً أمام خطر الانهيار، بينما دعا النائب السابق وليد جنبلاط الى تأميم شركات النفط وملاحقتها لمسؤوليتها عن أزمات المحروقات.
ولم يخرج الدخان الأبيض من بيت الوسط إيذاناً بحسم الرئيس المكلف سعد الحريري موقفه من الملف الحكومي وسط غموض يسود المشهد بين خيارات تتراوح بين توجّه الحريري لتقديم تشكيلة حكوميّة الى بعبدا وإذا رفضها يتوجّه للاعتذار أو يذهب فوراً للاعتذار وتكليف شخصية أخرى بموافقته أو اعتذار واستشارات نيابية لتكليف شخصية جديدة يتم التوافق عليها بعد الاعتذار. وأشارت مصادر "البناء" إلى أن "الحريري اتخذ قراره بالاعتذار لكن يجري التشاور مع الرئيس نبيه بري على تخريجة سلسة للاعتذار تسهل التوافق على المرحلة المقبلة من خلال الاتفاق على شخصية أخرى لتأليف الحكومة تحظى بغطاء الحريري". لكن المصادر لفتت إلى أنه "لم تطرح أسماء جدية مقترحة لتشكيل الحكومة بعد اعتذار الحريري الذي لم يطرح أي اسم بديل عنه".
وأفادت مصادر إعلامية الى أن "الحريري كان حاسماً مع بري برفضه تبني أي مرشح آخر"، وأشارت المصادر الى أن "الحريري يتشاور عبر تطبيق "زوم" مع رؤساء الحكومات السابقين وكذلك الأمر مع المجلس الإسلامي الشرعي للعودة بجواب حاسم في ما خصّ اعتذاره من عدمه".
من جهته، جدّد تكتل "لبنان القوي" خلال اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل التكتل دعوته الحريري الى "الإسراع في تأليف الحكومة برئاسته رحمة بالبلد وناسه"، وأكد في الوقت نفسه "استعداد التكتل تقديم كل دعم ممكن للحكومة العتيدة في الإصلاحات التي تنوي القيام بها".
في غضون ذلك، برزت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى المرجعيات الرئاسية، وشرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لبنان للوزير القطري المعطيات التي أدّت الى تفاقم الأزمة اللبنانيّة وتأخير تشكيل الحكومة، وقال "إن قطر وقفت دائماً الى جانب لبنان، وأي خطوة يمكن أن تقوم بها للمساعدة على حل أزماته الراهنة، هي موضع ترحيب وتقدير من اللبنانيين".
بدوره نقل الوزير القطريّ استعداد بلاده للمساعدة على حل الأزمات التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد، مجدداً التأكيد على وقوف بلاده الى جانب الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أطلق صرخة مدوية أمام البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية في لبنان في القصر الحكومي، ولفت الى أن "لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف. الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة". وأكد أن "الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر. لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان. إن الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة. ومع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان. إن هذه الوقائع تدفعنا للتأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة".
هذا الموقف استدعى رداً سريعاً وعالي السقف من السفيرة الفرنسية آن غريو قالت فيه ان هذا الاجتماع يأتي متأخراً، وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة استمرت عقوداً وليست نتاج حصار خارجي، مذكرة بالدعم الذي تقدّمه باريس وشركاؤها للبنان منذ شهور من دون أن تنتظر دعوة دياب إياهم، لإنقاذ لبنان.
أما الموقف الحاد، فخرج من السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي ردت بشكل غير مباشر على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي وجّه انتقادات لاذعة للإدارة الأميركية بحصار لبنان، ما أدّى إلى تفاقم الأزمات المختلفة. فأشارت السفيرة الأميركية خلال اجتماع السراي بحسب معلومات "البناء" إلى أنه "هناك نوع من التهرّب من المسؤولية، وعندما يلوم أحد على التلفاز الولايات المتحدة لا يمكن تقدير ذلك. والمطلوب أن يتحمل المسؤولية الأشخاص المعنيون بها وليس نحن". وأكدت شيا أننا "لن نترك شعب لبنان، ولدي زملاء يحضّرون رزمة إنسانية لأن هناك مشاكل في الغذاء، لذلك نركز على اللبنانبين دون اللاجئين". مضيفة: "لم نتحرك وفق طلب من أحد، بل بناء على حاجة الشعب للخدمات ونقوم بواجبنا. قدمنا 7,3 مليار دولار لدعم القوى الأمنية والجيش اللبناني. ومنذ أسبوعين 59 مليون دولار، وقائد الجيش العماد جوزيف عون يمكنه استخدامه المبلغ لطاقمه".
وخلاصة المداولات بين السفراء والوزراء بحسب مصادر معنية لـ"البناء" بأن "لا دعم مالي وسياسي دولي للبنان، قبل تأليف حكومة جديدة تحظى برضا الشعب أولاً والمجتمع الدولي ثانياً، وحتى ذلك الحين ستتولى الأمم المتحدة وبعض الدول تأمين مساعدات عينية وغذائية، وبعض الدعم المالي الإنساني للحد من الأزمات وتعزيز صمود المواطنين".
وأوضح رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين الى أن "الوقت ليس متاحًا لحل كل الأزمات التي تراكمت على مدى سنوات وقد تنتج ما هو أسوأ، ليس فقط كورونا من ينتج متحورات فيروسية، كذلك الأزمة في لبنان تنتج متحوراً في الفساد ونحن نعيش اليوم الفساد اللبناني المتحوّر 2021، ونحن من الطبيعي أن نتحمل المسؤولية ونقوم بكل ما هو ممكن لإنقاذ الوطن ونحن نصارح الناس أن ما يعيشه لبنان حالة خطيرة ليس لأن لبنان مفلس، بل لأنه أريد له أن يلبس ثوب الإفلاس، فالإمكانات والموارد موجودة، ونحن لم نستقل من مسؤولياتنا ولكن أعطينا فرصًا ولا زلنا نعطي فرصًا للحلول، لا زلنا في الوقت الذي يمكن أن ننقذ فيه لبنان قبل الكارثة الكبيرة".
وبقيت الطوابير أمام محطات المحروقات ولم تخل من الاشكالات بين المواطنين وبين عناصر أمن الدولة أيضاً. وهذا ما حصل امس على محطة في فرن الشباك. في المقابل، تم الحديث عن حلحلة قريبة وأفيد أن "مصرف لبنان خرق جدار الأزمة، بفتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، وستفرَّغ حمولتهما خلال يومين الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً وفق ما قالت مصادر الشركات المستوردة للنفط.
وأشارت أوساط معنية في الملف لـ"البناء" الى أن "أحد أهم اسباب الازمة هو تأخر مصرف لبنان عن فتح الاعتمادات"، كاشفة عن وجود أربع بواخر نفط لم تفرغ حمولتها بسبب تأخر المصرف المركزيّ عن صرف الاعتمادات".
وغرّد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على "تويتر": "في انتظار تشكيل الوزارة وحل معجزة مَن سيعين الوزيرين والامر قد يطول، لماذا لا نعتمد في موضوع الكهرباء الحل الذي اعتمدته زحلة بعيداً عن أخطبوط وزارة الموارد. أما قطاع النفط الذي يعاني من نفس المرض فإنني ادعو الى تأميمه من قبل الدولة ومحاسبة وتغريم اصحاب الشركات اياً كانوا".
على صعيد قانون البطاقة التمويلية الذي اقره المجلس النيابي لفتت مصادر "البناء" الى أن "البطاقة التمويلية تدرس في اللجنة الوزارية بعيداً عن الإعلام لإعداد مشروع ترشيد الدعم بموازاة إقرار البطاقة التمويلية"، لكنها كشفت الى أن المشكلة الاساس في تنفيذ البطاقة التمويلية هي مصادر تمويل البطاقة التي لم يتم تأمينها حتى الآن".
وبرزت حلحلة على صعيد أزمة الدواء، حيث أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن أن "الاتفاق مع مصرف لبنان المركزي قضى بتحديد الدعم الشهريّ للدواء بمبلغ 50 مليون دولار وفق أولويات تحدّدها الوزارة".
على صعيد آخر، دعا الرئيس بري إلى جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل يوم الجمعة المقبل لدرس طلب رفع الحصانة في ملف تفجير المرفأ. كما وقّع مشاريع القوانين التي أقرّها مجلس النواب في مقدّمها قانونا الشراء العام والبطاقة التمويلية على أن يحيل مشاريع القوانين إلى السلطة التنفيذية. وشككت مصادر "البناء" بقرار المحقق العدلي طارق البيطار واقتصاره على شخصيات معينة واستثناء شخصيات أخرى، مشيرة الى أن القرار الظني الذي أصدره بيطار لن يؤدي الى نتيجة على المستوى القانوني متسائلة عن عدم صدور التقرير الأمني لكشف سبب دخول الباخرة التي حملت النيترات والجهة التي تملكها والتي سكتت عن دخولها ورسوها في المرفأ لمدة طويلة، كما كشفت المصادر أن باخرة النيترات كانت متجهة الى تركيا فسورية، لكن تم كشفها فاضطرت الى الدخول الى لبنان وذلك لنقل النيرات الى سورية".
وفي سياق ذلك، أعلنت الغرفة الدولية للملاحة في بيروت في بيان، "أن استمرار تراجع خدمات وأداء محطة الحاويات في مرفأ بيروت، بسبب انخفاض عدد الرافعات الجسريّة الصالحة لتفريغ وشحن سفن الحاويات، أدى إلى تجدد أزمة ازدحام البواخر خارج الأحواض، في انتظار حلول دورها للرسو والعمل على رصيف المحطة".
**********************************************************************
رياض سلامة يقرر: دعم الدواء ذهب مع الريح
على عكس الوعود التي أعطاها حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، لوزارة الصحة، قرر أول من أمس نسف كل ما سبق والاكتفاء بالقول إن ما تبقى لكل مستلزمات البقاء، من الأدوية إلى الطحين وغيرها، هو فقط 400 مليون دولار. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن الـ600 مليون دولار التي كانت وزارة الصحة تعد نفسها بها لاستمرار دعم الدواء طارت مع الريح، وباتت اليوم مجبرة على التعامل مع المرحلة الجديدة من رفع الدعم التي اقترب موعدها
منذ فترة، يسوّق حاكم مصرف لبنان لرقم الـ400 مليون دولار كمبلغ متبقٍ للاستيراد. وبعدما ابتلع الناس والمعنيون الطعم، أصدر الحاكم نفسه، أول من أمس، بياناً رسمياً أعلن فيه عن المبلغ المذكور الذي يفترض أن يسدّد منه اعتمادات وفواتير الأدوية ومستوردات أخرى. هكذا، حسم سلامة الأمر، ونسف كل ما قاله سابقاً حول الدعم المزعوم للدواء، إذ يعدّ هذا البيان بمثابة صافرة الانطلاق نحو المرحلة المقبلة التي سيكون عنوانها رفع الدعم عن الدواء. ما تعنيه تلك الـ400 أن مقولة "لا رفع للدعم عن الدواء" باتت في خبر كان، حيث يفترض من الآن وصاعداً تغيير الخطط والبدء بالتحضير للمرحلة الجديدة.
إلى الآن، لم يصدر عن وزارة الصحة أي ردّ على البيان، باستثناء انتظار الأخيرة للمصرف كي يقرّر ما هو المبلغ المرصود للدواء من بين "المستوردات الأخرى" للبناء على الشيء مقتضاه. لكن، في الوقت الذي تنتظر فيه الوزارة هذا الأمر، ينتظر مصرف لبنان هو الآخر لائحة تحديد الأولويات من الوزارة. وهذه لعبة مستمرة منذ نحو شهر، فلا المصرف مستعدّ لصرف فلسٍ واحد، ولا الوزارة خرجت بتلك اللائحة، إذ إنه حتى هذه اللحظات لم تتفق على صيغة نهائية للأدوية المدعومة، على ما يقول رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي. ما هو محسوم حتى اليوم في تلك الورقة هو فقط العناوين العريضة التي تتعلق بشمول الأدوية المزمنة والمستعصية والسرطانية والبنج ولقاحات الأطفال. أما ماذا تشمل تلك العناوين؟ فلا شيء جاهزاً حتى يقرر حاكم مصرف لبنان التوقف عن "اللعب بسمانا"! وما يقوله هؤلاء يلمح له عراجي، انطلاقاً مما لمسه خلال الفترة الماضية في التواصل مع المصرف المركزي، حيث "أن الوعود لم تكن شفافة".
إلى الآن، ثمة شكّ في ما يقوله سلامة، ولو صدر بيان رسمي، فبحسب المصادر "في اللحظة التي يقرر فيها مصرف لبنان قيمة المبلغ تحضر اللائحة، وما عدا ذلك لا يمكن التكهن". وعلى المقلب الآخر، خرج وزير الصحة، حمد حسن، في لقاء تلفزيوني ليعيد التأكيد على أن المبلغ المتفق عليه مع مصرف لبنان هو 50 مليون دولار شهرياً، وأن "مصلحة الصيدلة في الوزارة تنسق مع المصرف لفرز الأدوية ووضع القوائم، بانتظار أن يعطي الأخير أوامره لإصدار التحويلات للشركات"، من دون أن يملك حسن إجابة دقيقة حول موعد الصرف.
يحدث ذلك، فيما الأدوية تُفقد واحداً تلو الآخر، ومعظمها أدوية أساسية، منها على سبيل المثال أدوية السرطان التي فقد منها حتى الآن 99 دواء دفعة واحدة، معظمها بلا بدائل، كما أدوية أمراض أخرى من الضغط إلى السكري إلى القلب. وليس متوقعاً أن يتوقف عداد فقدان الأدوية، في ظل توقف المستوردين عن تأمين الدواء، وتقاعدهم تالياً عن التوزيع، على ما تقول نقابة الصيادلة وغيرها من المعنيين. وفي هذا السياق، يلفت نقيب الصيادلة غسان الأمين إلى أنه منذ أسابيع لم يتسلم الصيادلة معظم الأدوية، "وباتت معظم الرفوف فارغة، وما في دوا". أما نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة، فيردّ فقدان الدواء من السوق "إلى انتهاء خزين المئات من الأدوية وقرب انتهاء خزين مئات الأدوية الأخرى أواخر الشهر الجاري، فيما الشركات العالمية تمتنع عن تسليمنا شحنات جديدة لأنها لم تقبض عن الفواتير الماضية". بسبب ذلك، يبرّر المستوردون الأزمة الحاصلة اليوم.
إلى ذلك، تجرى نقاشات داخل الوزارة بالتعاون مع نقابة الصيادلة حول كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة. وبحسب الأمين، تعمل الوزارة اليوم "على خطين"، أولهما العمل على تحديد أولويات المواطنين من أدوية تبعاً لحاجة السوق، وثانيهما التهيؤ نفسياً وعملياً لمرحلة ما بعد رفع الدعم. وقد طرحت بعض العناوين في هذا السياق، منها العمل على تشريع فتح باب الاستيراد والتسجيل الطارئ لأدوية من مصادر مختلفة للمساهمة في حل الأزمة، وهي في معظمها أدوية "جينيريك" ذات فعالية وبأسعار مقبولة، والتخفف شيئاً فشيئاً من أكلاف "البراند"، ما يفتح المجال "أمام مستوردين جدد وأصناف أدوية أقل كلفة وتحمل فعالية الدواء الأصلي". وهذا يفترض عملياً التحول نحو مفهوم جديد من العمل "أي التركيز على التركيبة العلمية للدواء لا على اسمه التجاري الذي يستحوذ في بعض الأحيان على ثلاثة أرباع السعر"! ومن المقترحات أيضاً اتخاذ القرار بمنع استيراد أدوية ينتج منها لبنان، وهي كثيرة. ماذا بعد؟ بحسب عراجي، الذهاب نحو إلغاء عدد من الأدوية أو تجميدها "لكونها ليست لازمة، وهي تقرب من 700 إلى 800 دواء". وهذه تفترض وجود إرادة فقط، إذ إنه بحسب مصادر وزارة الصحة، هناك "ما يقرب من 40 في المئة من الأدوية لا تتحرك عن رفوف الصيدليات". فما الذي يحول دون اتخاذ القرار بتجميدها؟
***********************************************************************
فضيحة السرايا: ردّ ناريّ لغريو على دياب
اذا كانت معظم القوى السياسية رصدت ما يمكن أن تؤدي اليه المشاورات السياسية المتجددة حول ملف ازمة #تشكيل الحكومة، وتابعت كذلك زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري #الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لبيروت امس، وما اذا كانت تندرج في اطار بذل الجهود الصديقة للبنان لحلحلة ازمته الحكومية المستعصية، فان ذلك بدا عاملاً إضافياً لتظهير المهزلة بل الفضيحة الديبلوماسية والمعنوية التي توالت فصولها في الساعات الماضية عبر رمي تبعات الانهيار اللبناني على المجتمع الدولي.
ذلك ان هذا الفصل الباهت والمفتعل من تداعيات المشهد السياسي الداخلي بدأ أولا مع الاتهام الذي وجهه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد #حسن نصرالله الى الولايات المتحدة وسفارتها في بيروت، بممارسة سياسة الحصار على لبنان، رامياً كرة الانهيار بالكامل عند الاميركيين ومتجاهلا دوره الساحق مع حليفه العهد وتياره في تعطيل تشكيل الحكومة حتى الساعة. واذا كانت أدبيات “حزب الله” لا تفاجئ المراقبين باتهامه الاميركيين في كل شاردة وواردة، فان المفاجأة جاءت امس من رئيس حكومة تصريف الاعمال #حسان دياب الذي استدعى السفراء ليدق أجراس الإنذار حيال الانهيار والانفجار الاجتماعي، ويحمل بدوره ممثلي المجتمع تبعات ما اعتبره إدارة ظهر العالم للبنان، متجاهلا الإدانة العالمية للسلطة التي يجسدها، كما متجاهلا وجود ممثلي دول عدة تمد لبنان بالدعم المتواصل.
وقد يكون أسوأ ما تعرض له دياب كما لبنان الرسمي والحكومي جراء هذا الانزلاق، ان هذا الموقف استدعى رداً سريعاً وحاداً وغير مسبوق في العلاقات الديبلوماسية المباشرة وعالي السقف من السفيرة الفرنسية #آن غريو التي بادرت الى إلقاء كلمة فورية نارية قالت فيها ان هذا الاجتماع محزن ويأتي متأخراً، وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة و#فساد استمرا عقوداً، وليست نتاج حصار خارجي، والمسؤولية تقع على الطبقة السياسية وليس على الدول. فأنتم تحاصرون أنفسكم بعدم تشكيل حكومة، مذكرة بالدعم الذي تقدمه باريس وشركاؤها للبنان وتشديد فرنسا والشركاء على تشكيل الحكومة لتكون محاوراً للخارج لمساعدة لبنان وشرحت ما قامت وتقوم به فرنسا عبر مؤتمرات الدعم للبنان ولم تنتظر. وعرضت تفصيلا ارقام الدعم المالي للبنان. وأكدت ان الحكومة المستقيلة قادرة حتى في وضع تصريف الاعمال ان تفاوض الهيئات المالية الدولية لمعالجة التدهور الخطير الذي وصل اليه الوضع في لبنان.
وفيما كانت السفيرة غريو تتابع إلقاء كلمتها قطع البث المباشر من السرايا الامر الذي حال دون معرفة ما إضافته السفيرة الفرنسية من ملاحظات قاسية مع بقية السفراء.
وقد اعتبر دياب في كلمته ان “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة و لكن، أؤكد لكم أن الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر. لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان. إن الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة. ومع وجود نحو مليون ونصف مليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان”. وقال “إن هذه الوقائع تدفعنا للتأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة بحيث يسود التشدّد في العصبيات.” وحذر من ان “ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة أصبح يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم.. وإن الاستمرار بحصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع حكماً لتغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد سياسي”.
المؤتمر الثالث
وفي السياق، افادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين انه على رغم التعطيل القائم في لبنان لخريطة الطريق الفرنسية التي وافق عليها رؤساء الكتل النيابية والاحزاب في لبنان خلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى بيروت، شرح مسؤول رفيع لـ”النهار” ما قالته السفيرة الفرنسية آن غريو في لبنان من ان الرئيس الفرنسي سيترأس قبل نهاية تموز الجاري مؤتمر دعم للشعب اللبناني سيحاول جمع #المساعدات وهو مؤتمر عبر الفيديو سيكون المؤتمر الثالث لدعم الشعب اللبناني، وتعمل فرنسا على التحضير له،. ويزور لبنان في هذا الاطار المسؤول عن المساعدات الاقتصادية الفرنسي #بيار دوكان للنظر في الحاجات الملحة للشعب اللبناني. واهمية هذا المؤتمر انه سيعقد قبل ايام قليلة من الذكرى الاليمة لانفجار المرفأ في بيروت وزيارة ماكرون الى لبنان والتعطيل الذي تبعها واستمر سنة منذ زيارته وهو ما زال وحده يحاول التعبئة من اجل الشعب اللبناني.
وعلى الصعيد الداخلي حمل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بعنف على موقف دياب وقال مخاطبا إياه ” دعني أسألك كرئيس حكومة تصريف الأعمال: هل قمت بما يمليه عليك ضميرك وواجبك الدستوري والأخلاقي؟ إذا كنت تصف أمام الدول الصديقة للبنان الوضع الحالي بالخطير، ألم يكن الأجدى بك ان تعمل انت بهذا التوصيف وتساعد نفسك وشعبك قبل ان تطلب منهم المساعدة؟… هل تعلم دولة الرئيس انه منذ استلامك رئاسة الحكومة عندما كانت حكومة كاملة الأوصاف وحتى اللحظة أهدرت على الشعب اللبناني مليارات من الدولارات في سياسة دعم عشوائية لم يصل منها إلى المواطن، في أحسن الحالات، سوى 20% مما صرف هدراً وفساداً وتهريباً؟ “.
وفي سياق متصل علم ان السفير الفرنسي المكلف بتنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان يصل اليوم الى بيروت على رأس وفد اقتصادي فرنسي وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين.
جولة الوزير القطري
في غضون ذلك جال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني امس على بعبدا وعين التينة وبيت الوسط واليرزة، وعلى رغم ان زيارته لبيروت تتصل أيضا بجانب اجتماعي خاص، فقد علم انه لم ينقل مبادرة محددة بل شدد في مواقفه على معرفة أسباب عرقلة تشكيل الحكومة حتى الان، واكد دعم قطر للحلول التوافقية بين اللبنانيين للذهاب سريعاً نحو تشكيل حكومة انقاذية، كما اكد الرغبة القطرية في مساعدة لبنان.
والتقى الوزير القطري رئيس الجمهورية ميشال عون نائب ونقل اليه تحيات أمير الدولة واستعداد بلاده للمساعدة على حل الأزمات التي يعاني منها لبنان على الصعد كافة. ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه #بري وبعده الرئيس المكلف سعد #الحريري. كما التقى قائد الجيش العماد جوزف عون.
ولاحقاً، أفادت وكالة الانباء القطرية ان دولة قطر أعلنت عن دعم الجيش اللبناني بـ 70 طنا من المواد الغذائية شهرياً لمدة عام، وذلك خلال الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى الجمهورية اللبنانية. وقالت ان هذا الإعلان يأتي في إطار مساعي دولة قطر الثابتة للمساعدة في حلحلة الأزمة السياسية في لبنان، والتزامها الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، بالإضافة إلى إيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي المشترك.
الازمة تراوح
اما على الصعيد الحكومي فلم تبرز معطيات جديدة حول طبيعة الاتصالات الجارية علما ان معلومات تحدثت عن لقاء آخر سيعقد بين الرئيسين بري والحريري في الساعات المقبلة لبلورة الاتجاهات المقبلة. وأفادت المعلومات ان الحريري لا يبدو في وارد تقديم تشكيلة جديدة الى رئيس الجمهورية كما تردد على نطاق واسع وان المشاورات بينه وبين بري ورؤساء الحكومات السابقين ومع كتلته مستمرة ولم تفض الى قرارات نهائية حيال أي اتجاه. كما أفادت المعلومات ان أي بحث جدي لم يحصل حول أسماء قد يوافق عليها الحريري في حال اعتذاره عن تشكيل الحكومة بما يعني ان خيار الاعتذار لم يتخذ.
وعلى صعيد المواقف جدد “تكتل لبنان القوي” دعوته امس “الرئيس المكلف سعد الحريري الى الاسراع في تأليف الحكومة برئاسته رحمة بالبلد وناسه”، واكد “إستعداد التكتل تقديم كل دعم ممكن للحكومة العتيدة في الاصلاحات التي تنوي القيام بها”.
******************************************************************************
“جلسة مشتركة” الجمعة: “عد عكسي” للحصانات
عون يستدرج “دوحة 2” ودياب “بهدلنا قدّام الأجانب”!
هزلت بكل المقاييس، ميدانياً حيث تتناسل مشاهد الذل على امتداد الخريطة الوطنية ولم يعد الاقتتال على محطات الوقود يستثني أفراد السلك الواحد كما حصل أمس بين عناصر أمن الدولة في فرن الشباك، وسياسياً مع اشتداد عوارض الانفصام عن الواقع وتفاقم حالة النكران والتنكر للمسؤوليات والوقائع على مستوى الطبقة الحاكمة، وصولاً إلى “استغباء” الداخل والخارج بتسويق نظرية “الحصار الخارجي” على اللبنانيين، وتحميل الدول الشقيقة والصديقة مسؤولية ما اقترفت أيادي السلطة من سرقات وهدر ونهب للمال العام والخاص.
فعلى خطى الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي “دشّن” مساء الاثنين حملة تحامل متجددة على المجتمع الدولي تحت شعار اتهامه بالانسياق وراء أجندة “الحصار الأميركي” على لبنان، أطلّ أمس رئيس حكومة 8 آذار حسان دياب من منبر السراي الحكومي موبّخاً ومؤنّباً السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية في لبنان، على اعتبار أنّ دولهم تفرض “حصاراً مطبقاً” على البلد وتزيد من معاناة أبنائه، في خطاب خشبي ممجوج لا يصحّ به سوى القول الشعبي: “بهدلنا قدّام الأجانب”… لا سيما وأنه استفزّ بكلامه الفجّ السفراء الأجانب والعرب على حد سواء، ما استدعى رداً فورياً قاسياً من السفيرة الفرنسية آن غريو أحرجت به دياب إلى درجة اضطر معها القيّمون في السراي، إلى الإيعاز بوقف النقل التلفزيوني وقطع بث كلمتها مباشرةً على الهواء.
وفي التفاصيل، ما أن أنهى رئيس حكومة تصريف الأعمال “محاضرته” في السفراء والديبلوماسيين الذين استدعاهم إلى اجتماع عاجل في السراي الكبير ليحمّل دولهم مسؤولية “قطع أنفاس البلد”، تحت طائل تهديدهم بأنّ الانهيار اللبناني “سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان، واستمرار الحصار سيدفع لتغيير التوجهات التاريخية لهذا البلد”، حتى تصدّت له السفيرة الفرنسية بعنف فردّت له صاع “البهدلة” صاعين، مؤكدةً أنها كزملائها في البعثات الديبلوماسية المعتمدة لم يتوقعوا استدعاءهم “لإطلاق صرخة إنذار في وجهنا تحملنا مسؤولية الانهيار”، وأضافت مخاطبةً دياب: “لا يا دولة الرئيس، الحقيقة أنّ الانهيار هو نتيجة سوء إدارتكم وتقاعسكم ونتيجة مسؤوليتكم أنتم والسلطة السياسية”.
وإثر قطع النقل المباشر لكلمة غريو، نقل المجتمعون أنّ السفيرة الأميركية أعقبت نظيرتها الفرنسية بمداخلة أثنت فيها على ردّها، في معرض تأكيد مسؤولية السلطة السياسية اللبنانية عن الانهيار الحاصل، كما كان ردّ عربي من السفير الكويتي عبد العال القناعي على اتهامات دياب، فذكّره بأنّ الأشقاء العرب لم يتركوا يوماً لبنان ولطالما مدّوا أيادي العون له على امتداد تاريخ أزماته.
وبالفعل، على ما قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معرض استهجانه كلام دياب: “كان المشهد (أمس) في السراي محزناً جداً كما هو كل يوم في بعبدا او غيرها من المقرات الرسمية، والحزن الأكبر يكمن في طلب المساعدة من الآخرين في الوقت الذي نضيِّع فيه وقتنا وجهدنا وما تبقى لنا من إمكانيات إهمالاً وتسييباً وفساداً ولامبالاة”… بدا رئيس الجمهورية ميشال عون أمس كمن يستجدي مسعى قطرياً على نسق “دوحة 2” لحل الأزمة الحكومية، بعدما أوصد الأبواب أمام كل المبادرات الخارجية والداخلية للحل.
إذ، وبينما لاذ المسؤول القطري بالصمت الإعلامي أثناء جولته على بعبدا وعين التينة وبيت الوسط واليرزة، لاحظت أوساط ديبلوماسية أنّ رئيس الجمهورية حاول اغتنام فرصة زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لاستدراج قطر إلى المبادرة واتخاذ “أي خطوة يمكن أن تقوم بها للمساعدة على حل أزمات لبنان الراهنة”، وفق ما قال لضيفه القطري، محمّلا بذلك زيارته “أبعاداً مفتعلة تستدرج مبادرة حكومية ما من الدوحة”. وهذا ما عكسه بشكل غير مباشر إعلان مكتب الإعلام في قصر بعبدا عن أنّ عون قدّم أمام آل ثاني “شرحاً للمعطيات التي أدت الى تفاقم الأزمة وتأخير تشكيل الحكومة”، مع توجيهه رسالة إطراء إلى “سمو أمير قطر لما يبديه من اهتمام للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان وتداعياتها على مختلف الصعد”.
في الغضون، وبعدما سلك ملف الاستدعاءات وطلبات رفع الحصانة عن المدعى عليهم في جريمة انفجار الرابع من آب طريق التبليغات الرسمية إلى الجهات المعنية، حدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم الجمعة المقبل موعداً لعقد “جلسة مشتركة” لهيئة مكتب المجلس ولجنة الادارة والعدل، لدرس طلب رفع الحصانة (عن النواب علي حسن خليل وغازي زعيتر ونهاد المشنوق) الذي ورد من وزارة العدل والنيابة العامة التمييزية.
ورأت مصادر قانونية أنه ابتداءً من موعد انعقاد الجلسة المشتركة يمكن القول بأنّ “العد العكسي” انطلق للبت بطلب المحقق العدلي القاضي طارق بيطار، رفع الحصانات النيابية عن النواب المدعى عليهم خلال المهلة الدستورية المحددة بفترة أسبوعين، لكنها لم تخفِ في الوقت عينه توجسها من أنّ “طريق المجلس لن تكون معبدة خلال هذين الأسبوعين أمام المصادقة بسهولة على الطلب”، لا سيما في ظل الإمكانيات المجلسية المتاحة لتسويف الموضوع عبر إخضاعه “لعملية استنزاف بيروقراطية، تبدأ على سبيل المثال بعدم تقديم الهيئة المشتركة تقريرها حول طلب المحقق العدلي في المهلة المحددة وترك الموضوع للهيئة العامة، التي يمكن لها أيضاً ألا تبت الموضوع وتكتفي بأخذ العلم بطلب رفع الحصانة وتقرر منح الهيئة المشتركة مهلة زمنية إضافية لدرس الملف ومدى جدية الاتهامات الموجهة إلى النواب المدعى عليهم”.
**********************************************************************
دياب يدعو المجتمع الدولي لمساعدة لبنان بمعزل عن تشكيل حكومة
جعجع يتهمه بإضاعة المليارات ويصف الاجتماع بـ«المحزن»
دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمس، المجتمع الدولي إلى إنقاذ لبنان قبل فوات الأوان، وإلى عدم ربط دعمه للبنان بتشكيل حكومة جديدة، فيما يغرق البلد في انهيار اقتصادي غير مسبوق لم يعد تداركه ممكناً، محذراً من أن اللبنانيين باتوا «على شفير الكارثة».
وقال دياب في كلمة أمام عدد من سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في بيروت، إن «لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف».
وقال دياب إن «الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المديين القريب والبعيد، في البر والبحر. لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان». ورأى أن «هذه الوقائع تدفعنا للتأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة، بحيث يسود التشدد في العصبيات».
ورأى دياب أن «ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله، كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم».
وقال «إن الاستمرار بحصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع حكماً لتغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد سياسي، لأن لقمة العيش وحبة الدواء ومقومات الحياة لا تعرف هوية جغرافية أو سياسية، ولا تقيم وزناً للمحاور الغربية والشرقية والشمالية، الأهم بالنسبة للبنانيين أن ينكسر هذا الطوق الذي بدأ يخنقهم ويقطع الأكسجين عن وطنهم».
وناشد رئيس حكومة تصريف الأعمال قادة الدول والمجتمع الدولي «المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان»، الذي بات «على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي». وأضاف مخاطباً الدبلوماسيين: «أدعوكم إلى أن تساعدوننا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان».
وأقر دياب بأن ما تتخذه حكومته من إجراءات وتدابير «نجحت في تأجيل الانفجار وليس منعه»، معتبراً أنّه «لا تستطيع هذه الحكومة ولا أي حكومة أخرى أن تنقذ البلد من المأزق، من دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات الدولية».
وفي أول رد على تصريح دياب، قال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إنه «لن يقدم أحد على مساعدة أحد آخر إذا كان هذا الآخر لا يبدأ بمساعدة نفسه». وسأل دياب: «هل قمت بما يمليه عليك ضميرك وواجبك الدستوري والأخلاقي؟ إذا كنت تصف أمام الدول الصديقة للبنان الوضع الحالي بالخطير، ألم يكن الأجدى بك أن تعمل أنت بهذا التوصيف وتساعد نفسك وشعبك قبل أن تطلب منهم المساعدة؟». وتابع جعجع: «لماذا لم تجتمع حكومتك وتتخذ القرارات الآنية والتكتيكية المباشرة من أجل التخفيف من آلام المواطن اللبناني الذي أنت مسؤول عنه وعن وضعه ومصيره في الوقت الحاضر إلى حين تشكيل حكومة جديدة؟».
وقال جعجع مخاطباً دياب: «هل تعلم دولة الرئيس أنه منذ تسلمك رئاسة الحكومة عندما كانت حكومة كاملة الأوصاف وحتى اللحظة أهدرت على الشعب اللبناني مليارات من الدولارات في سياسة دعم عشوائية لم يصل منها إلى المواطن، في أحسن الحالات، سوى 20 في المائة مما صرف هدراً وفساداً وتهريباً؟»، وقال إن دياب «أضاع مليارات من الدولارات حتى عندما كان رئيساً لحكومة قائمة وليس في سياق تصريف الأعمال فقط»، وهي «مليارات كانت كفيلة بتوفير الدعم الفعلي للمحتاجين من الشعب اللبناني أقله لخمس سنوات إلى الأمام».
ووصف جعجع المشهد في السراي بأنه «محزن جداً كما هو كل يوم في بعبدا أو غيرها من المقرات الرسمية». وقال: «أما الحزن الأكبر فيكمن في طلب المساعدة من الآخرين في الوقت الذي نضيِّع فيه وقتنا وجهدنا وما تبقى لنا من إمكانات إهمالاً وتسييباً وفساداً ولا مبالاة».
******************************************************************
“الجمهورية”: الحريري يلتقي بري وشيكاً ويحسم خــياراته النهائية الجمعة
خرج لبنان مطلع هذا الأسبوع من الرتابة السياسية، ولكن من دون أن يشكّل هذا الخروج تمهيداً لوضع أفضل لجهة تأليف الحكومة، إنما هناك حيوية سياسية برزت في ثلاث محطات أساسية: المحطة الأولى مع زيارة وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والثانية مع لقاءات الرئيس المكلّف سعد الحريري والكلام عن تقديمه تشكيلة جديدة، والثالثة مع دقّ رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب ناقوس الخطر بقوله إنّ «الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة».
ولاحظت الاوساط السياسية بروز فرصة جديدة مع كل تحرُّك سياسي، وعلى الرغم من انّ كل المساعي السابقة اصطدمت بجدار التعطيل، إلاّ انّ كل فرصة تحمل معها الأمل لتجاوز الفراغ ووضع حدّ نهائي للكباش السياسي الحاصل، والفرصة التي أطلّت برأسها مجدداً مردّها إلى ثلاثة عوامل أساسية:
ـ العامل الأوّل، من طبيعة دولية، ويرتبط باللقاء الفاتيكاني والدينامية التي ولّدها دولياً، والرغبة الأميركية والفرنسية في ملاقاة البابا فرنسيس برفع مستوى الضغوط سعياً الى تأليف الحكومة.
– العامل الثاني، من طبيعة حريرية، مع وصول الرئيس المكلّف إلى إقتناع بأنّ العهد لا يريد التعاون، على رغم كل المحاولات التي قام بها واللقاءات التي عقدها معه، وبالتالي بدأت تتكوّن أو تتقدّم لديه فكرة الاعتذار في حال رُفضت التشكيلة الجديدة التي سيقدّمها.
– العامل الثالث، من طبيعة معيشية، مع التدهور المتواصل في الوضع المالي ووصول الناس إلى حافة الانفجار بسبب البنزين والدواء والغلاء والبطالة والذلّ اليومي.
وفي هذا السياق، فإنّ السؤال الأبرز الذي تتداوله الأوساط القريبة من «بيت الوسط» هو: ما الذي سيتبدّل في ملف التأليف في حال اعتذار الحريري؟ فهل سيتراجع العهد عن الثلث المعطِّل وتسمية الوزراء المسيحيين والحقائب التي يريدها؟ وهل الحكومة التي يسعى إليها العهد تتناسب مع الأجندة الدولية التي تشترط الإصلاحات مقابل المساعدات؟ وهل المسألة تنحصر في التأليف أم في طبيعة الحكومة ودورها؟
وفي الإطار ذاته أيضاً، هناك من يؤكِّد أنّ الاعتذار لن يُقدّم على طبق من فضة للعهد، إنما اي خطوة من هذا النوع يجب ان يسبقها اتفاق-إطار على شكل الحكومة ودورها، لأنّ المطلوب حكومة للبنان واللبنانيين، وليس للعهد والعونيين.
وقد وضعت أوساط متابعة إشارة رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب الى انّه «عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردّد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد»، في سياق حضّ المجتمع الدولي على ان يضع كل طاقته لإخراج لبنان من حالة الفراغ، لأنّ تداعيات انهياره لن تقتصر عليه وحده. ولكن باريس مثلاً فعلت أقصى ما في إمكانها فعله، وبلا نتيجة، وعواصم أخرى أيضاً، والمشكلة الأساسية هي داخلية لا خارجية، بل على العكس تفكِّر الدول الخارجية في المصلحة اللبنانية أكثر من تفكير المسؤولين المعنيين بمصلحة الشعب اللبناني.
وأكّدت هذه الأوساط المتابعة، «أننا اليوم أمام فرصة جدّية وحقيقية»، ودعت إلى إعطاء هذه الفرصة كل مقومات النجاح، من دون الإفراط في الآمال والوعود ربطاً بالخيبات الكثيرة، ولكن الثابت في كل هذا المشهد انّ الأمور قد تخرج عن السيطرة في حال لم تتألف الحكومة سريعاً.
سيناريوهات بلا مخارج
وتزامناً، مع ما بلغته حدّة الازمة المعيشية على اكثر من مستوى، لا يبدو للمراقبين انّ هناك اي سيناريو لمقاربة ازمة تشكيل الحكومة بأي صيغة واضحة يمكن ان تؤدي الى مخرج، تردّد الحديث عنه في الساعات الماضية، التي واكبت عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى بيروت.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الجمهورية»، انّ الحريري واصل مشاوراته بصمت وتكتم، وعقد لقاء الكترونياً عبر تطبيق «زووم» مع رؤساء الحكومات السابقين خُصّص للبحث في الخطوة التي يمكن القيام بها في المرحلة المقبلة للخروج من حال المراوحة المتفاقمة، بعدما زادت من ثقل تردداتها على اوضاع البلاد والعباد.
وقال احد المشاركين في اللقاء لـ «الجمهورية»، انّه لم ينته الى اي خطوة نهائية، وانّ مختلف السيناريوهات ما زالت مطروحة من دون ان يتقدّم اي خيار على آخر. وإن عاد الى المرحلة السابقة، كشف انّ اياً من رؤساء الحكومات لم يغيّر في موقفه، وان ما دار النقاش حوله ما زال محصوراً بالمواضيع إيّاها التي نوقشت في لقائهم الاخير قبل ثلاثة أسابيع.
وعلى هذه الخلفية عينها، قالت المصادر، انّ الحريري واصل مشاوراته مع دار الفتوى وأعضاء من المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، بعدما وعدهم في لقائه معه قبل ثلاثة اسابيع بالبقاء على تواصل معهم، من دون ان يستقر الرأي على موقف نهائي.
وفي ظل المعلومات المتناقضة حول الموعد المتوقع للقاء علني بين الحريري وبري، قالت مصادر «بيت الوسط» لـ «الجمهورية»: «سواء انعقد اللقاء امس الاول بينهما ام لم يُعقد، فإنّ لقاء سيجمعهما في الساعات المقبلة، للبحث في سلسلة من الاقتراحات العملية التي سبق لبري ان حصرها بإقتراحين: إما الإقدام على تقديم تشكيلة وزارية يحملها الحريري الى قصر بعبدا، او الإعتذار شرط ان تكون الاجواء قد انتهت الى تسمية من يوافق الحريري عليه مسبقاً».
وانتهت المصادر الى التأكيد عبر «الجمهورية»، انّ انشغالات الحريري امس ادّت الى تأجيل الاجتماع الأسبوعي لكتلة «المستقبل» الى اليوم، والذي سينتهي الى بيان قد يحمل جديداً يوحي بآفاق المرحلة المقبلة.
الحريري لن يسمّي خليفته
ولفتت المصادر عبر «الجمهورية»، الى انّ الحريري منفتح على كل الخيارات، ما عدا ان يسمّي أحداً ليخلفه في مهمة التأليف، تاركاً لاركان السلطة هذا الملف. فالتجربة التي خاضها مع السفير مصطفى أديب في ايلول الماضي، وتلك التي عاشتها تسمية حسان دياب لن تتكرّر بالنسبة إليه، في ظل فقدان اي ضمان يمكن ان يقدّمه لا رئيس مجلس النواب ولا الامين العالم لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، ولا أي مرجع آخر.
زيارة عابرة
وفي هذه الأجواء، عبرت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «خفيفة ونظيفة»، فالتقى فور وصوله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ان يزور بري والحريري.
وفيما دام لقاؤه مع عون أقل من ثلث ساعة، لم تمرّ زيارته لبري لأكثر من ربع ساعة، فيما كانت له جلسة طويلة مع الحريري امتدت لساعة، حيث تركّز البحث على ما لم يتناوله في اللقاءين، من دون الدخول في اي تفاصيل، لتعطي انطباعاً انّ الزيارة عابرة ولا تحمل اي مبادرة استثنائية.
وقد تبين انّ ظرفاً عائلياً كان سبباً اساسياً خلفها في هذا التوقيت، إذ انّ الوزير القطري حضر للمشاركة في مراسم دفن والدته التي كانت مقيمة في لبنان ومتزوجة من لبناني، من دون أن يعني ذلك انّ الزيارة خلت من البعد السياسي والاقتصادي الذي حضر خلال لقاءاته مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلّف سعد الحريري.
الى ذلك، قالت مصادر واكبت الوزير القطري، انّ عبارة «جاهزون للمساعدة» هي جلّ ما سمعه الرؤساء الثلاثة، من دون ان يشير الى مبادرات أو مساعٍ يمكن أن تقدّمها قطر لحل الأزمة الحكومية.
ورأت المصادر وبعضها معني بالملف الحكومي، أنّ الزيارة أُعطيت أكثر من حجمها، وهي في جزء كبير منها مرتبط بواجب عائلي في بيروت، مؤكّدة أن لا تأثير أو ربط مباشراً بين لقاءات الوزير القطري وما يمكن أن يقدم عليه الرئيس المكلّف، والذي أصبح وشيكاً. ففي معلومات «الجمهورية»، أنّ يوم الجمعة سيكون حاسماً بالنسبة اليه لجهة اتخاذ قراره، ومن المرجّح أن يكون إعتذاراً.
وأضافت المصادر: «انّ قطر يهمّها رؤية لبنان وشعبه مستقراً ومرتاحاً، لكن يبدو انّ لا قرار بأن تلعب قطر ولا أي دولة اخرى حالياً دوراً في حل ازمة التأليف الحكومي، فلبنان لا يزال متروكاً وخارج الاهتمامات والأوراق على طاولة المفاوضات بين الدول، وما قيل من أنّ هذه الزيارة القطرية هي نتاج اللقاء الثلاثي في روما، هو كلام مبالغ به».
إستثناء دياب
واللافت انّ الوزير القطري استثنى رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب من جولته في رسالة إضافية إلى انّ نتائج زيارة الاخير للدوحة في 20 نيسان الماضي طُويت فور انتهاء لقاءاته مع أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والمسؤولين القطريين الكبار، طالباً المعونة المادية لتمويل البطاقة التمويلية التي أقرّت في مجلس النواب من دون وضع الأسس التي تجعلها أمراً واقعاً. ولذلك، فقد تجنّب الوزير القطري لقاء دياب لأنّ الحديث عن مساعدات محصورة بهذه البطاقة او غيرها عن طريق حكومة تصريف الاعمال غير مطروح لدى قطر، وانه لن يعود الى طاولة البحث قبل تشكيل حكومة جديدة مُستنسِخاً المواقف الدولية والعربية التي يتجاهلها اللبنانيون حتى اليوم.
مساعدة للجيش
وزار الوزير القطري والوفد المرافق مساء أمس قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع في لبنان والتطورات الراهنة. فيما أفادت وكالة الانباء القطرية («قنا») الرسمية أنّ دولة قطر قررت دعم الجيش اللبناني بـ 70 طناً من المواد الغذائية شهريّاً لمدة عام.
وأشارت الوكالة إلى أنّ «هذا الإعلان يأتي في إطار مساعي دولة قطر الثابتة للمساعدة في حَلحلة الأزمة السياسية في لبنان، والتزامها الثابت بدعم الجمهورية اللبنانية والوقوف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، بالإضافة إلى إيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي المشترك».
وكرّر الوزير القطري «دعوة دولة قطر لجميع الأطراف اللبنانية إلى تغليب المصلحة الوطنية، والإسراع في تشكيل حكومة جديدة من أجل إرساء الاستقرار في لبنان». وأكد «على دعم دولة قطر للبنان وشعبه الشقيق وجيشه»، مشيداً بـ»دور الجيش اللبناني خلال أزمة انفجار مرفأ بيروت».
بين المساعدة والتأليف
وكان دياب قد اعتبر أنّ ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين والكيان اللبناني، داعياً العالم الى إنقاذ لبنان. وقال خلال لقاء مع عدد من سفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية «إنّ لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً والمعاناة بلغت حَد المأساة»، مشيراً إلى أنّ «البلاد تندفع نحو كارثة كبرى من غير الممكن أن نحتويها».
واضاف: «لبنان على شفير الكارثة، والخطر الذي يهدد اللبنانيين لا يقتصر عليهم ولن يستطيع أحد عَزل نفسه وسينعكس صدى الكارثة بالمنطقة». ولفت إلى أنّ الحكومة وضعت خطة متكاملة للتعافي تتضمن إصلاحات مالية واقتصادية، وهي جاهزة للتطبيق بعد تحديثها. وشدد على أنّ الأولوية اليوم هي لتشكيل حكومة في لبنان، وقال: «لقد طال انتظار تشكيل الحكومة، ولقد صبر اللبنانيون وتحملوا أعباء الانتظار الطويل لكنّ صبرهم بدأ ينفد مع تعاظم المعاناة، والشعب اللبناني وحده من يدفع ثمناً باهظاً وما نشاهده من هجرة خير دليل على يأس اللبنانيين».
وأكد دياب أنه لم يعد مقبولاً هذا الدوران في الحلقة المفرغة حكومياً على مدى أحد عشر شهراً.
وتوجّه إلى السفراء قائلاً: «أدعو العالم لإنقاذ لبنان، وأناشد الأشقاء والأصدقاء أن يقفوا إلى جانب اللبنانيين، كما أدعو الى عدم محاسبة الشعب اللبناني على ارتكابات الفاسدين».
وأضاف: «ونحن نجتمع هنا، في شوارع لبنان طوابير السيارات تقف أمام محطات الوقود، وهناك من يفتش في الصيدليات عن حبة دواء وعن علبة حليب أطفال. أمّا في البيوت، فاللبنانيون يعيشون من دون كهرباء… أدعوكم لتكونوا رُسل لبنان في دولكم، لشرح هذه الصورة القاتمة، وأن تساعدونا في نقل رسالتنا إلى دولكم ومؤسساتكم: أنقذوا لبنان قبل فوات الأوان».
وردّت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو لاحقاً على دياب، رافضة كلامه عن حصار خارجي على لبنان، فعدّدت ما قدّمته فرنسا من مساعدات للبنان واللبنانيين حتى من قبل انفجار المرفأ. وقالت: «نعم الوضع مخيف، لكنّ المخيف دولة الرئيس هو أنّ الإفقار القاسي اليوم هو نتيجة هذا الانهيار، وهو نتيجة لسوء الادارة والتقاعس عن العمل لسنوات، وليس نتيجة حصار خارجي، بل نتيجة مسؤوليات الجميع لسنوات، مسؤوليات الطبقة السياسية. هذه هي الحقيقة. إجتماع السرايا مُحزن ومتأخّر».
مواقف
وفي جديد المواقف السياسية، كرّر تكتل «لبنان القوي» بعد احتماعه الاسبوعي امس، دعوته «الرئيس المكلّف سعد الحريري الى الاسراع في تأليف الحكومة برئاسته، رحمةً بالبلد وناسه»، وأكّد في الوقت نفسه «استعداد التكتل تقديم كل دعم ممكن للحكومة العتيدة في الإصلاحات التي تنوي القيام بها».
وشدّد التكتل على «ضرورة تحمّل مصرف لبنان مسؤولياته الكاملة في تأمين استيراد المواد التي تتصل بالأمن الإجتماعي للبنانيين، ولا سيما منها الدواء والمحروقات والخبز، خصوصاً بعدما تمّ تأمين التغطية القانونية اللازمة، وإلّا فإنّه يتحمّل مسؤولية أي نقص في المواد وأي فوضى ناجمة عن ذلك».
ورأى التكتل أنّ «دعوة رئيس الحكومة حسان دياب الى عدم ربط الإصلاحات بتأليف الحكومة، تُضيء تماماً على الأهمية القصوى لإقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب، حيث يُسجّل للمجلس إقراره بعضها ويؤخَذ عليه التأخّر المفرط في بعضها الآخر، وخصوصاً قوانين كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة واستعادة الأموال المحوّلة والكابيتال كونترول وقانون استقلالية القضاء والمحكمة المالية الخاصة وغيرها». ودعا الى «الاسراع في إقرارها وتَخطّي أي حسابات لا تزال تؤخّرها».
قضية المرفأ
وعلى صعيد قضية مرفأ بيروت وادعاءات قاضي التحقيق العدلي فيها على سياسيين وأمنيين وعسكريين، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس اللجان النيابية المختصة الى جلسة تُعقد بعد ظهر يوم الجمعة القادم لدرس طلب رفع الحصانة الذي ورد الى المجلس من وزارة العدل في موضوع انفجار مرفأ بيروت، وهو يشمل وزير المال السابق النائب علي حسن خليل، ووزير الأشغال السابق النائب غازي زعيتر ووزير الداخلية السابق النائب نهاد المشنوق.
والى ذلك، أبلغ وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي الى «الجمهورية» انه تلقّى عبر وزارة العدل كتاباً يطلب الأذن بملاحقة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، موضحاً أنه أحال الكتاب الى الدائرة القانونية في وزارة الداخلية حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، «مع التأكيد أنني سأظل في موقفي حريصاً على البقاء تحت سقف القانون».
وأوضح انه لو كان الأمر يتعلق باستدعاء ابراهيم للاستماع الى افادته لكانَ قد وافق فوراً، «خصوصاً انه سبق لي شخصياً ان مَثلتُ أمام القضاء بعد استدعائي». وأضاف: «امّا الادعاء فهو مسار آخر ويمكن ان يَستتبعه توقيف، ولذلك يجب أن أكون دقيقاً في تحديد موقفي».
ولفت الى انه «من حيث المبدأ فإنّ مسؤولية الأمن العام في المرفأ تنحصر في ضبط حركة دخول الافراد وخروجهم».
كورونا
صحياً، سجّل عداد الاصابات بفيروس كورونا ارتفاعاً جديداً، حيث سجّل التقرير اليومي لوزارة الصحة أمس 294 إصابة جديدة (263 محلية و31 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 545965. كذلك، سجل التقرير حالتي وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 7865. وغرّد مدير مستشفى رفيق الحريري فراس أبيض، عبر «تويتر»، كاتباً: «قفزة كبيرة في الحالات اليوم الثلاثاء (أمس)، متى سيتعلّم الناس من تجاربهم السابقة؟».
*****************************************************************************
الاجتماع الدبلوماسي ينقلب على دياب: أنتم تحاصرون بلدكم وتجوعون شعبكم!
رفع الحصانة أمام مكتب المجلس وجنبلاط لتأميم النفط.. ودعم غذائي قطري للجيش
خارج العرض التشخيصي للواقع المأساوي في البنزين والكهرباء والدواء، فإن أبرز ما جاء في خطاب «الاستغاثة» الذي أسمعه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ليس إدانة عجزه، وعجز الطبقة السياسية بكاملها، وحسب، إنما يتركز على:
1- انتقاد ترك العالم لبنان لقدره الكارثي، والسير المحتم إلى الانهيار او «الكارثة الكبرى» التي لن تسلم لا الجغرافيا البعيدة ولا القريبة من آثامها، ووصف مثل هذا الأمر بالعقاب الجمعي.. «فالعالم لا يستطيع ان يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطيرة فتخرج الأمور عن السيطرة، ويسود التشدد في العصبيات».
2- انتقاد ربط المساعدات بتشكيل الحكومة، فهو «يشكل خطراً على حياة اللبنانيين، وعلى الكيان اللبناني».
3- السبب هو ان «الضغوط التي تمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر على الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبلة»ز
4- مضي دياب إلى توقع، إذا استمر الحصار ومعاقبة اللبنانيين «بتغيير في التوجهات التاريخية للبنان».
5- وتحت عنوان «انقذوا لبنان قبل فوات الأوان»، ناشد الملوك والأمراء والرؤساء في الدول الشقيقة والصديقة، والأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى «المساعدة في إنقاذ اللبنانيين من الموت ومنع زوال لبنان».
6- وحملت كل هذه المطالعات والاستنتاجات، مؤشرات على تبرئة «الطبقة الفاسدة» من المسؤولية، والتهرب من تهمة التقاعس عن مواجهة المخاطر المحدقة، لأن الحكومة التي يرأسها نجحت في «تأجيل الانفجار وليس منعه».
وذهب دياب إلى ابعد من ذلك إلى تبرير العجز عن التفاوض مع صندوق النقد الدولي بذريعة أن ذلك «يرتب التزامات على الحكومة المقبلة قد لا تتبناها».
لذا، لا بد من تشكيل حكومة «كنقطة انطلاق نحو طريق الانقاذ».
الاعتراضات
بدأ العرق يتصبب من المشاركين في اللقاء، وكانت الاعتراضات والتململ بادية على الجميع.
واعترضت السفيرة الفرنسية آن غريو على تهمة الرئيس دياب للعالم بمحاصرة لبنان، فقالت: العالم لم يحاصر لبنان، بل هب لمساعدته ومساندته بسخاء، ولا يزال، فيما أنتم بعنادكم وجشعكم وأنانيتكم الصغيرة وامتناعكم عن تشكيل حكومة تحاصرون وطنكم وتجوعون شعبكم.
وقالت غريو: لم نكن ننتظر هذا الاجتماع الذي تأخر لاطلاق صرخة انذار لنا نحن الحاضرين هنا، فالانهيار هو نتيجة لسوء الادارة المتعمد، وليس نتيجة الحصار الخارجي، هو نتيجة مسؤولياتكم منذ سنوات، مسؤوليات الطبقة السياسية، هذه هي الحقيقة، ووصفت الاجتماع بالمحزن.
وحسب المعلومات، قدم السفير الكويتي مداخلة ايضاً اكد فيها ان الكويت والعرب لم يتركوا لبنان، لكن المسؤوليات هي لبنانية. وتحدث ايضاً سفير الاتحاد الأوروبي مشيراً إلى خطة اوروبية متكاملة لدعم لبنان لكن شرط تطبيق الاصلاحات.
ضاق الرئيس دياب وفريقه ذرعا من مطالعة الرد الفرنسي، فكانت الخطوة التي زادت الطين بلة الاسراع إلى قطع البث المباشر لكلمة السفيرة الفرنسية، لحجب قوة خطاب التأنيب له، ولكل الطبقة السياسية.
وشارك في الاجتماع الذي عقد في السراي ظهر أمس عدد السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية في لبنان ضم، السفير الكويتي عبد العال القناعي، السفير العماني بدري بن محمد بن بندر المنذري، السفير القطري محمد حسن الجابر، السفير المصري ياسر محمد علوي يرافقه المستشارة شيرين الشهاوي، القائم بالأعمال في السفارة العراقية أحمد جمال كنهش، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير عبد الرحمن الصلح، سفير الإتحاد الأوروبي رالف طراف، السفير الياباني تاكيشي أوكوبو والسكرتيرة الأولى في السفارة ماكي ياماغوشي، السفيرة الإيطالية نيكوليتا بومباردييري والسكرتير الأول في السفارة إيمانوييل دب أندرسي، السفيرة الأميركية دوروثي شيا، السفيرة الكندية شانتال شاستناي، السفيرة الفرنسية آن غرييو، السفير الروسي ألكسندر روداكوف، السفير النرويجي مارتن إيترفيك، السفير التركي علي باريش أولوزوي، السفير الصيني وانغ كيجيان، السفير البريطاني مارتن لونغدن، القائم بأعمال السفارة الألمانية مايكل روس، نائبة رئيسة البعثة السويسرية ماغا مختار، السكرتير الأول في السفارة الدنماركية توماس إيليرتزن، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا ورونيكا، ممثلة البنك الدولي في لبنان منى كوزي والخبير وسام حركة.
وحضر اللقاء الوزراء زينة عكر، غازي وزني، راوول نعمه، رمزي المشرفية، ومستشاري رئيس الحكومة خضر طالب والسفير جبران صوفان.
ومع ذلك يصل اليوم السفير الفرنسي المكلف بتنسيق المساعدات الدولية للبنان بيار دوكان إلى بيروت على رأس وفد اقتصادي فرنسي، وعلى جدول أعماله لقاءات مع عدد من المسؤولين.
وفي غمرة النقاش الدائر حول من يتحمل مسؤولية الانهيار، وفي الوقت الذي يهم فيه الرئيس المكلف سعد الحريري حسم خياراته، رمى التيار الوطني الحر بكرة النار مجدداً إلى الحريري، من زاوية دعوته إلى الإسراع بتأليف الحكومة، والغمز من قناة الاستعداد لتقديم الدعم لها، حتى تتهرب الفئة الحاكمة (الأكثرية النيابية وحكومة تصريف الاعمال) من مخاطر الانهيار الذي حذر منه دياب.
وحسب مصادر متابعة في موقف باسيل وتياره لجهة التمسك بشروط التأليف، ووضع جدول أعمال للحكومة قبل تأليفها، فضلاً عن دعم رفع الحصانة عن الشخصيات النيابية والأمنية التي طالها قرار المحقق العدلي القاضي طارق البيطار للمثول امامه بعد رفع الحصانات عنها، نيابياً وحقوقياً وادارياً.
ويبلغ الرئيس الحريري كتلة المستقبل قراره اليوم، وسط أجواء غير مريحة، من دون الذهاب إلى خطوة تُعزّز وضعية فريق العهد.. ومع استمرار التكتم المطبق يخيم على تفاصيل اللقاء الذي جمع بين الرئيس بري والحريري ولم ترشح اي معلومات تؤكد أو تنفي حصول هذا اللقاء، في حين كشفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان، مساعي التشكيل تبدو متوقفة وليس ما يبشر بتحقيق اي اختراق متوقع بهذا الخصوص، لاسيما مع إعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عن افكار جديدة لحل أزمة تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي غمرة هذه الحركة الجديدة، علمت «اللواء» أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يزور رئيس الجمهورية في اليومين المقبلين بعيد عودته من الفاتيكان حيث شارك في يوم الصلاة والتأمل من أجل لبنان.
ويُرتقب ان تكون للرئيس المكلف اجتماعات مفترضة للحريري بنواب كتلة المستقبل وبرؤساء الحكومات السابقين، وبلقاء آخر مع الرئيس نبيه بري، ليحدد طبيعة خطوته المقبلة سواء حمل تركسيةحكومية جديدة الى رئيس الجمهورية ميشال عون او الاعتذار عن مهمة التكليف والاتفاق على البديل.
في هذا الوقت، إستأنف السفير المصري في لبنان ياسر علوي حركته فزار الرئيس الحريري في حضور المستشار باسم الشاب، وعرض معه آخر التطورات والمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
الوزير القطري
وفي اول لقاء له، زار وزير الخارجية القطرية رئيس الجمهورية ميشال عون رافقه سفير قطر في بيروت محمد حسن الجابر، وغادر من دون الادلاء بأي موقف، متوجهاً الى عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري.ثم التقى الرئيس الحريري بعيداً عن الاعلام، كما التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وأكّد له استعداد قطر لدعم الجيش.
وذكرت مصادر تابعت الزيارة ان الوزير القطري استمع من الرؤساء الى العراقيل التي تؤخر تشكيل الحكومة، وابدى استعداد قطر للمساعدة في ايجاد الحل وسأل عما يمكن ان تقدمه قطر سواء المخارج الممكنة لتشكيل الحكومة او في اوجه الدعم الاخرى، لكنه لم يدخل في تفاصيل المساعدات التي يمكن تقدمها بلاده، لكنه لم يحمل مبادرة او افكاراً محددة.
وحسب المعلومات الرسمية من قصر بعبدا، ابلغ عون الوزير القطري «ترحيب لبنان بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر في المجالات كافة، شاكرا ما يبديه امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من اهتمام للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وتداعياتها على مختلف الصعد».
وأشارت مصادر سياسية لـ«اللواء» إلى أن وزير خارجية قطر لم يحمل معه أي مبادرة محددة انما أكد لرئيس الجمهورية وقوف بلاده إلى جانب لبنان في كل المجالات وأهمية المحافظة على أستقراره، مبديا جهوزية قطر لأي مساعدة تطلب منها لحل الأزمات الموجودة فيه.
وأوضحت المصادر أن الوزير القطري شدد على أن ما يهم قطر هو رؤية لبنان وشعبه يشعرون بالراحة معربا عن قلقه للأوضاع التي يشهدها لبنان. وكشفت أنه نقل استعدادا طيبا للمساهمة في أي مساعدة تطلب من بلاده وفي أي مجال وكرر ذلك أكثر من مرة خلال اللقاء.
ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية نقل إلى الوزير القطري ترحيبه بمساعدة قطر ووقوفها إلى جانب لبنان واللبنانيين لتجاوز الظروف التي يمرون بها والتي ترجمت في محطات عدة على مر السنوات.
وفهم أن الرئيس عون شرح لضيفه المعطيات المتصلة بالأزمة الراهنة وتأخير تأليف الحكومة.
لكن مصادر أخرى، لم تستبعد ان يكون الوزير القطري يقوم بمهمة حميدة تتصل بتأليف الحكومة مبدياً الاستعداد لأي مساعدة في هذا المجال.
وصفت مصادر ديبلوماسية زيارة وزير الخارجية القطري إلى لبنان بالمهمة في هذا الظرف الصعب والدقيق ألذي يمر به حاليا، واشارت الى انه لم يحمل خطة مفصلة لمساعدة لبنان ولكنه ابدى نوايا جدية ورغبة لمد يد المساعدة في النواحي والقطاعات التي يحتاجها الشعب اللبناني. واذ شددت المصادر على ان الوزير القطري استفسر بدقة عن مكامن الازمة التي تعصف بلبنان وما يمكن ان تقدمه بلاده للمساعدة ولاسيما في حل ازمة تشكيل الحكومة الجديدة واعدا بنقل ماسمعه من المسؤولين إلى حكومة بلاده.
وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) فإن الوزير القطري أبلغ العماد عون ان بلاده خصصت 70 طناً من المواد الغذائية للجيش اللبناني شهرياً، لمدة سنة.
وشدّد على دعم قطر للبنان وجيشه، مشيداً بدور الجيش اللبناني خلال أزمة انفجار مرفأ بيروت.
جنبلاط للتأميم
وفي وقت تجمع عدد من المحتجين صباحا على اوتوستراد الرئيس اميل لحود باتجاه الصياد قرب وزارة الطاقة، احتجاجاً على التقنين الكهربائي القاسي، بقيت الطوابير امام المحروقات طويلة ولم تخل من الاشكالات بين المواطنين، وبين عناصر امن الدولة ايضا وهذا ما حصل على محطة في فرن الشباك. في المقابل، أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض ان مصرف لبنان خرق جدار الأزمة، بفتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، وستفرَّغ حمولتهما خلال يومين «الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً» على حدّ ما.
وفي السياق، غرّد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر»: «في انتظار تشكيل الوزارة وحل معجزة من سيعين الوزيرين والامر قد يطول، لماذا لا نعتمد في موضوع الكهرباء الحل الذي اعتمدته زحلة بعيداً عن أخطبوط وزارة الموارد. أما قطاع النفط الذي يعاني من نفس المرض فإنني ادعو الى تأميمه من قبل الدولة ومحاسبة وتغريم اصحاب الشركات اياً كانوا».
اجتماع رفع الحصانة
قضائيا، دعا الرئيس بري إلى جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل يوم الجمعة المقبل لدرس طلب رفع الحصانة في ملف تفجير المرفأ. كما وقّع مشاريع القوانين التي أقرها مجلس النواب في مقدّمها قانونا الشراء العام والبطاقة التمويلية على أن يحيل مشاريع القوانين إلى السلطة التنفيذية.
545065 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي عن تسجيل 294 إصابة جديدة بفايروس كورونا، مع تسجيل حالتي وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 545065 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
*********************************************************************
عون ودياب يستغيثان بالخارج قبل ايام من الانفجار… و”اسرائيل” تشمت بحالنا!
٣ سيناريوهات للحسم الحكومي ودور قطري لمواجهة الفيتو السعودي على الحريري
أزمة الدواء تجاوزت الخطوط الحمر: مئات الأدوية مفقودة تماما! – بولا مراد
قالها رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب يوم أمس بالفم الملآن: “لبنان على مسافة أيام قليلة من الانفجار الاجتماعي”.. لم يعد اصلا احد من المسؤولين قادرا على مواصلة سياسة النعامة فباتوا يتسابقون للخروج عبر الاعلام وفي بيانات مطولة لرفع مسؤولية الوصول الى جهنم عنهم والقاء المسؤوليات على اخصامهم السياسيين. دياب ارتأى جمع عدد من السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية والمنظمات الدولية لابلاغهم باقتراب لبنان من “الكارثة الكبرى” وتحذيرهم من مخاطر ذلك على استقرار المنطقة، فيما ارتأى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حثه على القيام بخطوات للمساعدة على حل أزمات لبنان الراهنة. كل ذلك في وقت بلغت حدة الكوارث التي يرزح تحتها البلد مستويات غير مسبوقة. فأعلن رئيس نقابة مستوردي الأدوية كريم جبارة عبر “الديار” الوصول الى الخطوط الحمر بأزمة الدواء مؤكدا “ان لا مخزون لمئات الادوية”، فيما تواصلت ازمة البنزين والكهرباء من دون أفق للحل… اما الخطر الاكبر فعودة عداد “كورونا” لتسجيل ارقام مرتفعة للاصابات في ظل توقعات طبية بأن يتواصل هذا الارتفاع خاصة بعد وصول متحور “دلتا” الذي تأكد انه يستهدف حتى متلقي اللقاح. كل ذلك في وقت تحذر المستشفيات من توقفها عن العمل لافتقارها الى مادة المازوت وفقدانها الكثير من المستلزمات الطبية، ما يؤكد اننا بتنا على عتبة جهنم وان الآتي أعظم!
وكي يكتمل المشهد السريالي، وفي موقف أقرب الى الشماتة بحال لبنان، نقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قوله “وضع لبنان صعب مع مواصلة “حزب الله” تعميق استثمارات إيران ومستعدّون للمساعدة لعودة لبنان الى الازدهار من جديد. واضاف ” ناقشنا مع اليونفيل اقتراح نقل مساعدات إنسانية إلى لبنان”.
٣ سيناريوهات للحسم الحكومي!
في هذا الوقت، تحرك الملف الحكومي على وقع اعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان “الايام المقبلة حاسمة”. وقالت مصادر مطلعة على الحراك الحاصل ان هناك ٣ سيناريوهات للحسم الحكومي المرتقب وان يوم السبت المقبل سيكون مفصليا في هذا الملف. السيناريو الاول يقول بتقديم الحريري تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية تراعي قسما كبيرا من شروط ومطالب “الثنائي” عون- باسيل، ما يؤدي تلقائيا الى توقيع الرئيس على مراسم التشكيل وانجاز العملية التي طال انتظارها. وتشير المصادر في حديث ل “الديار” الى ان هذا السيناريو يدفع باتجاهه القطريون وتأتي زيارة وزير الخارجية القطري لحث الحريري على تجاوز الفيتو السعودي المفروض عليه ولا مبالاة الرياض بما آلت وستؤول اليه الاوضاع اللبنانية ويتقاطع الموقف القطري مع موقف اماراتي مشابه. اما السيناريو الثاني فيقول بتقديم الحريري تشكيلة جديدة تشبه تلك التي وضعها عون في الادراج فيرفضها الاخير على ان يقوم الرئيس المكلف على الاثر بتقديم اعتذاره لخوض مواجهة مفتوحة مع العهد قبل الانتخابات المقبلة. اما السيناريو الثالث فيتحدث عن اعتذار الحريري بعد الاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة من خلال تسميته شخصية تخلفه وتدير الانهيار والاستحقاق النيابي المقبل. وتضيف المصادر: “الكرة اليوم حصرا في ملعب الحريري الذي بدأ سلسلة مشاورات ونقاشات مع كتلته ورؤساء الحكومات السابقين على ان يستكملها بلقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سيتخذ معه القرار النهائي” .
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وصل بعد ظهر يوم أمس وباشر لقاءاته الرسمية بلقاء الرئيس عون الذي ابلغه بترحيب لبنان بالدعم الدائم الذي تقدمه قطر في المجالات كافة، شاكراً ما يبديه سمو امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من اهتمام للمساعدة على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وتداعياتها على مختلف الصعد. وشرح عون للوزير القطري المعطيات التي أدت الى تفاقم الازمة اللبنانية وتأخير تشكيل الحكومة، وقال ان قطر وقفت دائماً الى جانب لبنان، واي خطوة يمكن ان تقوم بها للمساعدة على حل ازماته الراهنة، هي موضع ترحيب وتقدير من اللبنانيين.
من جهته نقل الوزير القطري الى رئيس الجمهورية تحيات سمو امير دولة قطر، واستعداد بلاده للمساعدة على حل الازمات التي يعاني منها لبنان على مختلف الصعد، مجدداً التأكيد على وقوف بلاده الى جانب الشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
دياب يحذر الخارج: الكارثة ستصيبكم!
وفي محاولة جديدة لرمي المسؤوليات عن كتفيه، جمع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب يوم امس عددا من السفراء والدبلوماسيين قال لهم خلاله ان “لبنان يعبر نفقاً مظلماً جداً، وبلغت المعاناة حدود المأساة، فالأزمات الحادة التي يعيشها اللبنانيون، على مختلف المستويات الحياتية والمعيشية والاجتماعية والصحية والخدماتية، تدفع الوضع في لبنان نحو الكارثة الكبرى التي تتجاوز تداعياتها أي قدرة على الاحتواء، وبالتالي نصبح أمام واقع لبناني مخيف. واضاف: “الصورة أصبحت واضحة: لبنان واللبنانيون على شفير الكارثة”. وتابع : لكن، أؤكد لكم أن الخطر الذي يهدد اللبنانيين لن يقتصر عليهم. عندما يحصل الارتطام الكبير، سيتردد صدى تداعياته خارج جغرافيا لبنان إلى المدى القريب والبعيد، في البر والبحر. لن يستطيع أحد عزل نفسه عن خطر انهيار لبنان. إن الاستقرار في لبنان هو نقطة ارتكاز الاستقرار في المنطقة. ومع وجود نحو مليون ونصف المليون نازح سوري ومئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، سيكون من الصعب التكهّن بنتائج انهيار الاستقرار في لبنان. إن هذه الوقائع تدفعنا الى التأكيد أن العالم لا يستطيع أن يعاقب اللبنانيين أو أن يدير ظهره للبنان، لأن الاستمرار في هذه السياسة سيؤدي حتماً إلى انعكاسات خطرة فتخرج الأمور عن السيطرة بحيث يسود التشدّد في العصبيات. واعتبر دياب ان “ربط مساعدة لبنان بتشكيل الحكومة يشكل خطراً على حياة اللبنانيين وعلى الكيان اللبناني، لأن الضغوط التي تُمارس والحصار المطبق على لبنان لا يؤثر في الفاسدين، بل يدفع الشعب اللبناني وحده ثمناً باهظاً يهدد حياته ومستقبله كما يهدد لبنان كنموذج ورسالة في العالم، وما نشاهده من هجرة هو دليل على أن اللبنانيين قد بلغ اليأس منهم فقرروا مغادرة الوطن لافتا الى ان “الاستمرار في حصار ومعاقبة اللبنانيين، سيدفع حكماً الى تغيير في التوجهات التاريخية لهذا البلد، وسيكتسب هذا التغيير مشروعية وطنية تتجاوز أي بعد سياسي، لأن لقمة العيش وحبة الدواء ومقومات الحياة لا تعرف هوية جغرافية أو سياسية، ولا تقيم وزناً للمحاور الغربية والشرقية والشمالية، الأهم بالنسبة للبنانيين أن ينكسر هذا الطوق الذي بدأ يخنقهم ويقطع الاوكسيجين عن وطنهم”.
واستدعت مواقف دياب هذه ردا سريعا وعالي السقف من السفيرة الفرنسية آن غريو قالت فيه ان هذا الاجتماع يأتي متأخرا، وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة استمرت عقودا وليست نتاج حصار خارجي، مذكرة بالدعم الذي تقدمه باريس وشركاؤها للبنان منذ شهور من دون ان تنتظر دعوة دياب اياهم، لانقاذ لبنان.
الامن الصحي بخطر!
صحيا، تكدست الازمات الى حد باتت تهدد بانهيار القطاع الصحي دفعة واحدة. وفي آخر المعطيات المقلقة، اعلان وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي امس تسجيل 294 إصابة جديدة بفيروس كورونا وحالتي وفاة خلال الساعات الـ24 الماضية. وقالت مصادر طبية ان هذه الاعداد غير مطمئنة على الاطلاق خاصة في ظل النقص الحاد بالادوية والمستلزمات الطبية.
ورفع رئيس نقابة مستوردي الأدوية كريم جبارةعبر “الديار” الصوت عاليا، فقال : “وصلنا الى مرحلة الخطر الكبير والى الخطوط الحمر فلا مخزون لمئات الادوية. وشدد على ان “المشكلة بالاساس مادية فعلى ما يبدو لا عملات اجنبية للاستيراد. واذا اردنا ان نواصل الاستيراد يجب ان ندفع التراكمات السابقة وديوننا التي بلغت ٦٠٠ مليون دولار والا لن تسمح لنا المصانع الخارجية باستيراد المزيد، على ان يلي ذلك تخصيص مبلغ محدد للاستيراد المستقبلي تحت اشراف وزارة الصحة التي تحدد الاولويات”.
وبالتوازي، هدد تجمع اصحاب الصيدليات بالتصعيد وتحدث في بيان عن “سياسة التسويف ودفن الرأس بالتراب التي تنتهجها وزارة الصحة والتهرب غير المبرر من اصدار اللوائح لتصنيف الادوية بين مدعوم وغير مدعوم. وقال الصيادلة: “تبين من بيان حاكم المصرف أن المبلغ المخصص هو 400 مليون دولار، وأن حصة دعم الأدوية لا تتجاوز 200 مليون دولار وهي مشمولة مع دعم الطحين والمستلزمات الطبية وامور أخرى، وهي اقل بكثير من المبلغ الذي صرح عنه نقيب الصيادلة في احدى رسائله الى الصيادلة، حيث تحدث عن مبلغ 50 مليون دولار شهريا للأدوية فقط أي ما يعادل 600 مليون دولار سنويا، الأمر الذي يعني رفع الدعم بشكل شبه كامل عن معظم الأدوية باستثناء بعض الادوية المستعصية والمزمنة كما أشار بيان مصرف لبنان. وتابع “وبعدما حدد نقيب الصيادلة يوم 7/7 للحصول على معلومات دقيقة عن حجم الطلب الفعلي الشهري للأدوية وإصدار لوائح الدعم من قبل الوزارة بناءً على هذه المعلومات، سيعتبر تجمع أصحاب الصيدليات هذا التاريخ المهلة الاخيرة المعطاة للوزارة قبل الاعلان عن تحرك واسع يشمل الصيدليات كافة، التي أصبحت تكاليفها التشغيلية أكبر من قدرتها على الاستمرار والصمود، بعد العجز عن تلبية الحد الادنى من متطلبات وحاجات المرضى للأدوية الضرورية، مما يشكل خطرا غير مسبوق على الأمن الصحي للمواطن”.
في هذا الوقت، أفادت مصادر صحفية بأن “وزارة الصحة بصدد إصدار قرار لفتح باب الاستيراد للأدوية من مصادر مختلفة بشكل طارىء تراعي مبدأي الجودة والأسعار التنافسية، والتي تساعد في حل أزمة الدواء”.
كما أشارت المعلومات الى ان “الوزارة تنتظر الفواتير المدعومة من مصرف لبنان لإمكانية تتبعها وإلزام الشركات بصرفها بعدما تم ترتيب الأولوية في المصرف وفق أهمية الأدوية، وهذا الأمر يساعد أيضاً في حل جزء من أزمة الدواء”.
خروقات بسيطة!
وفي محاولات للحد من وقع الازمات دون التطرق لاي معالجات جدية، افيد بأن مصرف لبنان فتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، على ان يتم تفريغ حمولتيهما خلال يومين “الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً” على حدّ ما أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض.
وفي السياق، غرد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “في انتظار تشكيل الوزارة وحل معجزة من سيعين الوزيرين والامر قد يطول، لماذا لا نعتمد في موضوع الكهرباء الحل الذي اعتمدته زحلة بعيداً عن أخطبوط وزارة الموارد. أما قطاع النفط الذي يعاني من المرض نفسه فإنني ادعو الى تأميمه من قبل الدولة ومحاسبة وتغريم اصحاب الشركات اياً كانوا”.
هذا وعُقد امس ايضا اجتماع طارئ في مقر المديرية العامة للنفط جرى خلاله عرض حاجة المستشفيات الخاصة والحكومية إلى مادة المازوت لزوم تشغيل مولداتها في ظل ساعات التغذية المحدودة بالتيار الكهربائي. وقال نقيب المستشفيات سليمان هارون بعد الاجتماع: “أكدت المديرية العامة للنفط أولوية قطاع الاستشفاء في خطة عمل المنشآت ضمن حصتها في السوق التي لا تتعدى الـ 35% وفي ظل ازمة كبيرة في فتح الاعتمادات، وتم التوافق على آلية مستدامة بالتواصل بين نقابة المستشفيات ومنشأتي النفط في طرابلس والزهراني عبر نقطتي اتصال لمتابعة الحاجات الأسبوعية، وقد تعهّدت بتقديم لوائح أسبوعية بجدول الكميات وشركات التوزيع المعتمدة، ولمسنا وعداً جدياً بتأمين حاجات المستشفيات بدءاً من يوم غد”.
********************************************************************************
بري يمارس سياسة الاستيعاب… وزيارة قطرية صامته
يحار المرء ايضحك ام يبكي حين يسمع خطابات الرؤساء والمسؤولين السياسيين التي انهمرت على رؤوس اللبنانيين في الساعات الاخيرة تحت عنوان « ما خصني»، فيما بلغت الشماتة بلبنان حد تبرّع اسرائيل بمساعدته.
مع امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الحق كل الحق «عالطليان»، عذرا «عالاميركان». هم وسفارتهم في بيروت حرفوا لبنان الى المحاور الاقليمية المتنازعة. هم شتموا ولعنوا العرب والخليجيين باب رزق اللبنانيين الاوسع على مختلف المستويات، ووزعوا خلاياهم «الامنية» في دولهم ليفجروا هنا ويتدخلوا في الحرب هناك. هم ضربوا عرض الحائط قرار الدولة اللبنانية بالحرب والسلم وارسلوا «مقاومتهم الاسلامية» الى سوريا والعراق والبحرين لنصرة انظمة محور الممانعة. هم «هشلوا» السياح واحتلوا بمخيماتهم وسط بيروت فحولوها من جنة الى مدينة اشباح. هم علقوا رئاسة الجمهورية لعامين ونصف العام كرمى لعيون مرشحهم. هم غضوا الطرف عن فساد حلفائهم وحتى من يناصبونهم العداء في السياسة لعدم اثارة ملف سلاحهم الذي انتفى دوره جنوبا منذ زمن. والاكيد المؤكد ان مئات الصفحات لا تكفي لعرض ما فعله الاميركيون بلبنان، ولسنا هنا في معرض الدفاع عنهم لكنها كلمة حق تقال.
اما رئيس حكومة تصريف الاعمال فحدث ولا حرج.. أطل الرئيس حسان دياب كالعادة مجددا امس على الشعب وممثلي دول العالم الذين جمعهم في السراي، «ليئن ويعن» ويشكو ويتوسل العون من دون ان يفوته طبعا التذكير بلائحة انجازاته الطويلة، فلولاها كانت البلاد في خبر كان. كأي مواطن يقبع تحت خط الفقر والجوع والذل ولدياب اليد الطولى في ايصال البلاد الى ما وصلت اليه بتمنعه عن دعوة مجلس الوزراء للإلتئام تهربا من مسؤولية لم يفكر بها على الارجح حينما اغراه منصب رئاسة الحكومة الذي قدمه له فريق الممانعة تحت ستار «الاستقلالية»، نطق دياب بما لم يعد يقبله طفل صغير طالبا منهم انقاذ لبنان والكف عن حصاره لان الشعب يدفع ثمن هذا الحصار، مهددا اياهم ضمنيا، بأن الانفجار الاجتماعي الوشيك، لن يسلم منه العالم، خاصة وان في لبنان نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين.
غريو ترد بقوّة
هذا الموقف استدعى ردا سريعا وعالي السقف من السفيرة الفرنسية آن غريو قالت فيه ان هذا الاجتماع يأتي متأخرا، وان الازمة اللبنانية هي نتاج سوء ادارة استمرت عقودا وليست نتاج حصار خارجي، مذكرة بالدعم الذي تقدمه باريس وشركاؤها للبنان منذ شهور من دون تنتظر دعوة دياب اياهم، لانقاذ لبنان.
اتصالات
على خط التشكيل، وصل وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى بيروت امس وقام بجولة سريعة على بعبدا وعين التينة وبيت الوسط واليرزة. اما داخليا فلم تسجّل امس اي حركة علنية بعد، والمعلومات حول اجتماع ضم الرئيس نبيه بري الى الرئيس المكلف سعد الحريري بقيت متضاربة. وتتجه الانظار الى اجتماعات مفترضة للحريري بنواب كتلة المستقبل في الساعات المقبلة واخرى تجمعه برؤساء الحكومات السابقين، وبلقاء ايضا سيضمّه الى الرئيس نبيه بري، ليحدد طبيعة خطوته المقبلة. الا ان المعلومات تفيد بأن لا شيء محسوما بعد لا لناحية اعتذار الحريري ولا لناحية زيارته الى بعبدا حاملا تركيبة جديدة (مع ان هذا الخيار مرجّح) ولا لجهة موافقته على «تغطية» خلفه.
تشكيلة الى عون؟
في المواقف، قال عضو كتلة المستقبل النائب هادي حبيش ان الخطوة التالية ستكون تقديم الحريري تشكيلة جديدة من أربعة وعشرين وزيراً وسينتظر ردّ رئيس الجمهورية، وما إذا كان سيبقى مصراً على الثلث المعطل، وعندها قد يعتذر عن إكمال مهمته.
البنزين
وسط هذه الاجواء الضبابية، الواقع المعيشي اليومي على حاله. وفي وقت تجمع عدد من المحتجين صباحا على اوتوستراد الرئيس اميل لحود باتجاه الصياد قرب وزارة الطاقة، احتجاجاً على التقنين الكهربائي القاسي، بقيت الطوابير امام المحروقات طويلة ولم تخل من الاشكالات بين المواطنين وبين عناصر امن الدولة ايضا وهذا ما حصل امس على محطة في فرن الشباك. في المقابل، حكي عن حلحلة قريبة. فقد افيد ان مصرف لبنان خرق جدار الأزمة، بفتح اعتمادات باخرتَين محمّلتين بالبنزين راسيتين في عرض البحر، وستفرَّغ حمولتهما خلال يومين «الأمر الذي يحلّ الأزمة لمدة أقصاها 25 يوماً» على حدّ ما أعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط جورج فياض.
حاجات المستشفيات
اما استشفائيا، فقد عُقد اجتماع طارئ في مقر المديرية العامة للنفط، شارك قيه نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، المديرة العامة للنفط اورور فغالي ونائبها زاهر سليمان، مدير منشآت الزهراني زياد الزين، مدير منشآت طرابلس هادي الحسامي.
وعلى صعيد ازمة الدواء، حذر تجمع اصحاب الصيدليات من تحرك واسع يشمل كافة الصيدليات، التي أصبحت تكاليفها التشغيلية أكبر من قدرتها على الاستمرار والصمود، بعد العجز عن تلبية الحد الادنى من متطلبات وحاجات المرضى للأدوية الضرورية، ما يشكل خطرا غير مسبوق على الأمن الصحي للمواطن».
رفع الحصانة
قضائيا، دعا الرئيس بري إلى جلسة مشتركة لهيئة مكتب مجلس النواب ولجنة الإدارة والعدل يوم الجمعة المقبل لدرس طلب رفع الحصانة في ملف تفجير المرفأ. كما وقع مشاريع القوانين التي أقرها مجلس النواب في مقدّمها قانونا الشراء العام والبطاقة التمويلية على أن يحيل مشاريع القوانين إلى السلطة التنفيذية.
******************************************************************************
اللبنانيون على أمل الحلول بجعبة الموفدين... الفرج ليس قريباً ورسالة دولية قاسية
ينتظر اللبنانيون مع زيارة كل موفد عربي وغربي الفرج، علّ أحدهم يحمل في جعبته مبادرةَ حلٍ للأزمات اللامتناهية التي تضرب البلاد. رهن الحلول بالمساعي الخارجية جاء بعد فقدان الأمل بأي حل داخلي، رغم العلم بأن الازمة بشقها الأكبر محلّية، كما جاء بعد التعويل على إحتمال إجراء أي ضغط خارجي على المعنيين في الداخل لنزع العقبات والتوقف عن عرقلة كل مسعى إنقاذي.
زار وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، وأكد استعداد بلاده لمساعدة لبنان للخروج من الأزمة. كلام الوزير القطري مؤشر إضافي على أن الحل في لبنان يكمن في نقطتين أساسيتَين، الأولى، السعي الداخلي لحلحلة الأزمات واستعداد الخارج للمساعدة، والثانية، وجوب عودة لبنان إلى موقعه الطبيعي في الحضن العربي، القادر على إسناده في عملية النهوض.
كلام الوزير القطري لم يكن وحيداً، لا بل كان مدعمّاً بكلام السفيرة الفرنسية آن غريو، في إجتماع عقده رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب لمجموعة من سفراء الدول للطلب منهم مساعدة لبنان وفك الحصار عنه. كلام السفيرة المذكورة كان قاسياً، وصائباً في الوقت نفسه، فهي بدورها اكدت لدياب أن المشكلة تكمن في الفساد وعدم تطبيق الاصلاحات، أما الخارج، فهو يناشد بحل الأزمة السياسية وتشكيل الحكومة في أسرع وقت للبدء بمساعدة لبنان للنهوض.
ومن الأجدى تذكير دياب بأن لا علاقة للمجتمع الدولي بأزمة المحروقات، ولا بانقطاع الكهرباء، ولا بتشرذم القضاء، ولا بفشل إقرار البطاقة التمويلية، ولا بوقف التهريب وضبط الاحتكار والتخزين، وغيرها من المشكلات التي يعانيها لبنان.
حكومياً، ما من بوادر توحي بأن الانفراج قد اقترب، لا بل يبدو أن الأزمات ستتعمق مع الوقت، خصوصاً إذا ما لجأ الرئيس المكلف سعد الحريري إلى الاعتذار دون تسمية شخصية سنية تتمتع بالحد الأدنى من القبول من مختلف الأطراف للتكليف بتشكيل الحكومة. وفي هذا السياق، لفت عضو كتلة المستقبل النيابية محمد سليمان إلى أن "الحريري لا زال يتحمّل مسؤولياته، وهو يريد تشكيل الحكومة على أن يتجاوب الطرف الثاني، ولكن جميع الخيارات مطروحة، بما فيها الاعتذار"، أما الحديث عن تسمية بديل، فهو أمر سابق لأوانه، حسب سليمان.
وفي حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، كشف سليمان عن "إجتماع يعقده الحريري مع الكتلة للتباحث في المستجدات، على أن تتضح الصورة أكثر في الأيام المقبلة".
من جهته، عاد وأكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم "تمسّك رئيس مجلس النواب نبيه بري بالحريري، حفاظاً على الاستقرار، وانطلاقاً من معادلة الأقوى في طائفته، والتي كرسّها البعض".
وحول الأخبار التي تم التداول بها عن عقد بري مؤتمراً صحافياً يعلن فيه انتهاء مبادرته، لفت هاشم في اتصال مع "الأنباء" الالكترونية إلى أن "الكلام كثير، لكن بري متسمّك بالمبادرة التي أطلقها ووضع لها إطاراً وآليةً لمحاكاة جوانب تعقيدات الأزمة الحكومية، خصوصاً وأنها تشكل الفرصة الأخيرة لايجاد مخرجٍ للازمة اللبنانية".
في سياقٍ آخر، عاد ملف انفجار مرفأ بيروت إلى الواجهة مع اقتراب الذكرى السنوية في 4 آب، ولكن من باب التطورات القضائية التي طرأت على الملف نهاية الأسبوع الماضي، والتي تمثّلت باستدعاء المحقق العدلي القاضي طارق بيطار سياسيين وأمنيين للاستماع إلى شهاداتهم.
بدوره، دعا بري إلى جلسة مشتركة يوم الجمعة بين هيئة مكتب المجلس النيابي ولجنة الإدارة والعدل لدرس رفع الحصانة عن النواب غازي زعيتر، علي حسن خليل ونهاد المشنوق.
هاشم أكد في هذا الإطار أن "طلب رفع الحصانة هذه المرة تم وفق الأصول الدستورية والقانونية، عكس المرة السابقة، وانطلاقاً من هذه النقطة اكد الرئيس بري أننا مع القانون وتطبيقه، وسنكون حيث يكون".
ولفت هاشم إلى أن "الإجتماع المذكور مخصص لدرس رفع الحصانة، ولدى المجتمعون مهلةَ 15 يوماً للدراسة والإجابة، ليحال الموضوع إلى الهيئة العامة لمجلس النواب لتقرير رفع الحصانة في حال تم التأكد من توافر كل المعطيات القانونية اللازمة".
الخبير القانوني إدمون رزق من جهته رأى أنه "من المفترض أن لا يكون أحد فوق القانون أو بمنأى عنه، لكن للأسف فالأسلوب المعتمد في هذا البلد هو نوع من التسويات والتهرّب السياسي، وهذا ينعكس ضرباً للمؤسسات المعطّلة أساساً بفعل هذه الممارسات والاستثناءات".
وفي حديث مع "الأنباء"، لفت رزق إلى "خلل بنيوي مرتبط بإطار المحاسبة، وهذا ينسحب أيضاً على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وذلك سببه سلطات الأمر الواقع المنبثقة من تحالفات غير شرعية أو مشروعة، وهي سلطات قمعية، ولا مرجعيات صالحة لتقويمها".
وشدد رزق في حديثه على "حكم الأمر الواقع، وغياب المراجعة الدستورية الصحيحة، والتراتبية السلطوية، والسلطات الشرعية الحقيقية في الموقعين التشريعي والتنفيذي، الأمر الذي يؤدي إلى اخلال في السلطة القضائية".
وحول الإجراءات التي قد يتخدها القاضي بيطار بعد الإنتهاء من الاستجواب، لفت إلى أن "جميع الاحتمالات في مهب ريح التسويات، وعلى هامش القانون والتشريعات".
وفي هذا السياق، سجل رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط موقفا لافتا، قائلا: "نجدد الدعوة الى كشف حقيقة إنفجار المرفأ وهذا يتطلب مساءلة كل المسؤولين المعنيين على أي مستوى كان دون إستثناء وبعيداً عن التدخلات السياسية والإجتهادات القانونية التي تتعلق بالحصانة وغيرها ولا بد من الركون الى القضاء مع مطالبتنا بإستقلاليته، تبقى الحقيقة فوق كل الإعتبارات أياً كانت".
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :