افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 2 تموز 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 2 تموز 2021

 

Telegram

 

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

شي جين بينغ: ولّى زمن التنمّر… ومن يتحدّانا سيصطدم بمليار ونصف مليار صينيّ لافرنتيف يلتقي الأسد تحضيراً لأستانة… وآخر الاختبارات أمام تركيا للتعاون في إدلب اجتماع بلينكن وبن فرحان ولودريان ينتظر جواب وليّ العهد السعوديّ حول الحريري

 

في كلام عالي السقف رسم الرئيس الصيني شي جين بينغ مستقبل صعود آسيا، مستنداً الى إنجازات اقتصادية واستراتيجية مثّلها تكامل الصين مع روسيا وإيران، في بناء شبكات ترسم جغرافيا آسيوية خارج مشروع السيطرة الأميركية، تتقدّمها شبكات الربط الصينية والاستثمارات الهائلة للصين في دول آسيا التي شكل الاتفاق مع إيران الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار آخر تجلياته، حتى تحوّل اجتماع السبعة الكبار بقيادة واشنطن الى مؤتمر للبحث في تمويل بنى تحتية منافسة للاستثمارات الصينية، وتجاورها شبكات صواريخ الـ أس أس 400 الروسية التي تنتشر على مساحة آسيا، لتشكل بديلاً منافساً للقواعد الأميركية التي صارت عبئاً على أصحابها وأخذت بالتفكك، بينما الشبكة الروسية الدفاعية تتمدّد من روسيا الى الصين والهند وتركيا وإيران وسورية، وتضاف إليها شبكات أنابيب النفط والغاز التي تصل إلى أوروبا غرباً والى الصين شرقاً، وتفتح العين على البحر المتوسط، وتبقى شبكات قوى المقاومة المنتشرة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسورية وأفغانستان وباكستان وعمقها في إيران الذراع الضاربة، التي تزعزع مرتكزات مشروع الهيمنة الأميركية، ليقف الرئيس الصيني متحدثاً بثقة عن أن من يتحدّى الصين عليه أن يتهيأ للاصطدام بسورها العظيم المكوّن من مليار ونصف المليار صيني، قائلاً إن زمن التنمّر على الصين قد ولّى إلى غير رجعة، أسوة بقول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن زمن تهميش روسيا وإقصائها قد ولّى، وقول مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي، أن زمن تهديد إيران وإخضاعها بالعقوبات قد ولّى، وكلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن زمن الهزائم قد ولّى.
على الضفة الآسيوية المقابلة، وفي دمشق حيث الساحة التي ترسم مستقبل التوازنات والمعادلات، وحيث تحضر كل قوى العالم والإقليم، وصل المبعوث الخاص للرئيس الروسي الكسندر لافرنتيف إلى دمشق والتقى بالرئيس الروسي الدكتور بشار الأسد، في زيارة مخصصة للتحضير لمؤتمر أستانة، الذي وصفته مصادر معنيّة بالمؤتمر وتحضيراته، بالحاسم هذه المرّة، حيث لم يعُد هناك متّسع للمزيد من المهل أمام الأتراك لحسم موقفهم، خصوصاً أن التقدّم في إنهاء الإرهاب في إدلب يشكل دفعاً ضرورياً لمسار جنيف التفاوضي ضمن اللجنة الدستورية للحل السياسي. وتوقعت المصادر أن تكون موسكو قد وضعت أولوية حسم الموقف التركي بعدما بات الوضع الميداني والسياسي بحاجة ماسة لنقلة نوعيّة في الأداء، الذي تشكل المواقف التركية نقطة الضعف التي تعيق تقدّمه.
لبنانياً، حيث الملفات المعيشية في الواجهة، من البنزين الذي ينتظر صدق الوعود، الى الدواء الذي يفترض أنه استثني من رفع الدعم في لقاء عقد في قصر بعبدا، وفقاً لمبادرة وزير الصحة بالإشراف على تحديد المواد المستوردة المدعومة والتحقق من توزيعها، بينما سعر الصرف الهادئ نسبياً لا يخفى كما جرت العادة أن يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، ويبقى الملف السياسيّ عنوان الملفات، حيث لا تقدّم، بل انتظار يطول. فالمعلومات الواردة من باريس تقول إن اجتماع وزراء الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن والسعودي فيصل بن فرحان والفرنسي جان إيف لودريان لم يخرج بنتيجة عمليّة بانتظار اجتماع ثانٍ بواسطة الفيديو يفترض أن يعقده الوزراء الثلاثة الأسبوع المقبل بعد أن يبلغهم الوزير السعودي بجواب ولي العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان على الموقف من الرئيس سعد الحريري، وأنه طالما أن الجواب لم يصل بعد فلا يمكن تحديد وجهة التحرك.
في ظل الواقع المسدود على الحلول السياسية والحكومية والمالية والاقتصادية والنقدية مع عجز الدولة عن احتواء الغضب الشعبي والفلتان الأمني المسلّح في الشوارع وأمام محطات الوقود والصيدليات والأفران، لم يعد ينفع إلا الصلاة القائمة في الفاتيكان على نية إنقاذ لبنان، وسط ترقب جديد للإطلالة المتوقعة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاثنين المقبل في افتتاح أعمال "مؤتمر فلسطين" الذي دعا إليه اللقاء الإعلامي الوطني تحت عنوان "تجديد الخطاب الإعلامي وإدارة المواجهة" في قاعة مطعم الساحة على طريق المطار.
أما إقرار المجلس النيابي للبطاقة التمويلية فشكل حلاً جزئياً و"تنفيسة" مؤقتة للاحتقان الشعبي، هذا بحال سلكت طريقها إلى التنفيذ في اللجنة الوزارية. لكنها ليست حلاً كاملاً للانهيار الاجتماعي وتدني مستوى الرواتب والقدرة الشرائية وزيادة نسبة الفقر والجوع لا سيما بعد قرار البدء برفع الدعم عن المحروقات التي تتصل بكل حاجات ومتطلبات حياة المواطنين اليوميّة. فالبطاقة التمويلية بحسب مصادر نيابية مطلعة لـ"البناء" "لا زالت "ميني مشروع" وتحتاج الى وقت طويل من دراسة ومتابعة منمقة من قبل اللجنة الوزارية لوضع الأطر والآليات التنفيذية لتطبيقها وإيجاد مصادر تمويلها وتحديد العائلات المستفيدة منها ووضع معايير محددة للاختيار كي لا تتحوّل إلى بطاقة انتخابية أو رشوة سياسية للمواطنين قبيل الانتخابات النيابية". فيما توقعت المصادر "أن تستمر الطبقة السياسية بالمماطلة بتنفيذ البطاقة التمويلية ودفعها لمستحقيها إلى الشهور الثلاثة الأخيرة التي تسبق الانتخابات النيابية وذلك لاستخدامها لكسب أصوات الناخبين على غرار ما حصل قبل انتخابات 2017 حيث توافقت الأحزاب والكتل في المجلس النيابي على إقرار سلسلة الرتب والرواتب وتوظيف آلاف الحزبيين في القطاع العام كرشوة انتخابية". وتساءلت المصادر عن مصدر تمويل هذه البطاقة بكلفة تصل الى مليار ومئتي مليون دولار سنوياً أقرّ المجلس النيابي منها فقط 556 مليون دولار؟ وهل فعلاً هناك ضمانة بأن يوافق البنك الدولي على تحويل وجهة بعض القروض من مشاريع أخرى الى تمويل البطاقة؟ وهل هناك ضمانة بأن يستوفي لبنان قرض البنك الدولي الجديد البالغ 900 مليون دولار اذا لم تؤلف حكومة جديدة وينجز الإصلاحات المطلوبة دولياً؟ وكشف أحد النواب الذين شاركوا في جلسات اللجان المشتركة لمناقشة مشروع البطاقة بأن "بعض النواب سألوا وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني إذا كان يملك ضمانة بتأمين هذه القروض لدعم البطاقة، فأجاب بالنفي".
وأبدى مصدر نيابي آخر تشاؤمه حيال تنفيذ البطاقة التمويلية، وإن تم ذلك فليس قبل ثلاثة أشهر كحد أدنى، وقال لـ"البناء" "إن مشروع البطاقة بُني على فرضيّات على مستوى عدد الأسر المستهدفة والمعيار والآلية وعلى مستوى التمويل وليس على حقائق ووقائع". لكن المصدر أوضح أن "كرة البطاقة أصبحت في ملعب الحكومة واللجنة الوزاريّة بعدما قام المجلس النيابي بواجبه". وشدّد المصدر رداً على انسحاب كتلة القوات اللبنانية وانتقادها لعمل البرلمان بالقول: "المجلس يقوم بواجبه والتشريع من الضروري أن يستمرّ لأن فيه مصلحة للدولة والناس". فيما تساءلت مصادر سياسية كيف تدّعي القوات حرصها على المواطنين وفي الوقت عينه تنسحب من جلسة تشريعية لإقرار البطاقة التمويليّة التي تعني مئات آلاف العائلات اللبنانية؟ مشيرة الى أن "القوات تحاول استغلال أي استحقاق لإطلاق مواقف شعبويّة في إطار معاركها السياسية والانتخابية لا سيما على الساحة المسيحيّة".
وفي سياق ذلك، أشار عضو الكتلة القوميّة النائب سليم سعادة الى أنه كان على المجلس النيابي والحكومة أن يضبطا دعم المحروقات والمواد الغذائية مع إقرار البطاقة التمويلية منذ سنة ونصف لكنا وفرنا على مصرف لبنان مليارات الدولارات".
وشنّ سعادة في حديث تلفزيونيّ هجوماً عنيفاً على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، داعياً الى "ملاحقته الى أي مكان وسجنه في سجن رومية، وهو "سارق" 80 مليار دولار لأكثر من سبب و"نصاب" من التعميم الأول الذي أصدره".
ورأى سعادة أن "الشيء الوحيد الإيجابي الذي قمنا به هو التدقيق الجنائي، الذي رفض رياض سلامة تطبيقه لأنه الأقوى في لبنان. والشيء الوحيد الذي يرأف بلبنان هم المغتربون الذين يعملون في الخارج ويرسلون الأموال الى لبنان". وشدّد على أن "الطوابير أمام محطات الوقود لن تتوقف قبل تفوّق سعر البنزين في لبنان على سعره في سورية"، مبدياً تأييده لـ كلام النائب جبران باسيل عن "ان بعض النواب مشاركون في عملية تهريب البنزين إلى سورية، والحدود لا يمكن ضبطها أبداً".
وأمس لاحت بوادر حلحلة لأزمة المحروقات بعدما بدأت الشركات تسليم المحروقات للمحطات بعد إعلان وزارة الطاقة عن التسعيرة الجديدة، وقد أصبح سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 70100 ل.ل. وصفيحة البنزين 98 اوكتان 72200 ليرة لبنانيّة.
وصفيحة الديزل أويل (للمركبات الآليّة) 54400، وقارورة الغاز (10 كلغ) 41600 ل.ل.
وطمأن ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا المواطنين بأن "البواخر بدأت بالتفريغ وأن الشركات المستوردة بدأت بتوزيع المحروقات على المحطات، وهناك شركات أبدت استعدادها بالتوزيع في أيام العطلة لإراحة السوق".
إلا أن واقع طوابير السيارات والإشكالات المسلّحة أمام محطات الوقود بدا معاكساً، فقد وقع إشكال على خلفيّة أفضليّة تعبئة الوقود أمام إحدى محطات المحروقات في المنية وآخر أمام إحدى المحطات في زحلة تخللهما إطلاق نار واشتباكات.
وفيما يستغل عدد من أصحاب المولدات الأزمة لزيادة رسم الاشتراك وتهديد المشتركين بإطفاء المولدات او قطعه عنهم، نظّم مراقبو مصلحة الاقتصاد والتجارة في البقاع وبمؤازرة دورية من أمن الدولة محاضر ضبط بحق أصحاب المولدات في مجدل عنجر، وتمّت مصادرة المولدات المخالفة بناء لإشارة النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم ووضعت بعهدة البلدية لأن أصحابها عمدوا الى قطع التيار الكهربائيّ عن المشتركين.
وكي يكتمل مشهد إذلال المواطنين، فقد أقفلت أمس مراكز المعاينة الميكانيكية للسيارات في الحدث أبوابها على خلفية عدم دفع مستحقات الموظفين لساعات العمل الإضافيّة. فيما انتظر المواطنون لساعات في سياراتهم ليتفاجأوا لاحقاً بالإقفال.
وأعلنت نقابة عمال ومستخدمي المعاينة الميكانيكية، الإضراب المفتوح اعتباراً من اليوم في كل مراكزها بسبب عدم إيجاد حل منصف للرواتب التي أنهارت بشكل شبه كامل، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات وشحّها.
على صعيد موازٍ، رأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، وزير المال، ووزير الصحة حمد حسن وحاكم مصرف لبنان للبحث بأزمة الدواء والحلول الآيلة الى الحدّ من تداعياتها السلبية. وصدر عن الاجتماع بيان أشار الى "توافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة ضمن آلية تطبيقية تلحظ الأولويات المحدّدة من وزارة الصحة وفق خطة الترشيد المرفوعة من رئيس الحكومة الى مجلس النواب، وضرورة دعم الصناعات الدوائية الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة ونقابة صناعة الأمصال والأدوية اللبنانية". وأضاف البيان: ستصدر لاحقاً موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة من أجل تثبيت استمرار سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة".
وبحسب المعلومات، فقد شهد الاجتماع نقاشاً حاداً، حيث إن رئيس الجمهورية أصرّ على ضرورة توفير الدواء للمواطنين بسعر مناسب للقدرة الشرائية، مع إصراره على ضرورة دعم الإنتاج المحلي لصناعات الدواء. كما علم أن دياب دعم طرح عون، في مقابل تشدّد وزير المالية في الإنفاق، لكن مداخلتي عون ودياب حسمتا الوضع وتمّ التوصل الى صيغة تدعم الأدوية بدءاً من تلك المنتجة في لبنان.
وكان الرئيس عون استهلّ الاجتماع بالتأكيد على "أنه من غير المسموح احتكار الدواء أو تهريبه أو تخزينه ومنع وصوله الى المواطنين لرفع سعره بشكل عشوائي فيصعب على المواطنين شراؤه. وبدوره أشار دياب، إلى أن "المسؤولية كبيرة، ولا يجوز أن تكون هناك حسابات ربح وخسارة مالية في الدواء، لأن هناك أناساً يخسرون حياتهم، والمطلوب التعامل مع هذا الملف بأعلى درجة من المسؤولية لأن النتائج ستكون كارثية".
في غضون ذلك، بقيت أحداث طرابلس الأمنية محط اهتمام رسمي أمني وحياتي ورصد لأبعاد المظاهر المسلحة التي ظهرت في وجه الجيش اللبناني، وما اذا كانت توطئة لمخطط ما في المرحلة المقبلة عندما تشتد الأزمات المعيشية وينزلق البلد الى الانهيار الكبير، لا سيما في ظل المعلومات التي تتحدّث عن رصد جهازين أمنيين عربيين حركة لافتة لقياديين بارزين في تنظيم القاعدة ومدى علاقة ذلك بأحداث طرابلس والحديث عن احتمال نقل مسلحي إدلب الى طرابلس لأهداف سياسيّة أمنية! إلا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، بحسب مصادر "البناء" بصدد إجراء التحقيق والتدقيق بخلفيات وأسباب الظهور المسلح، لكن لم تصل الى الجهة التي حرّكت هذه المجموعات حتى الساعة على أن تضع المراجع المعنية بالنتيجة فور انتهاء التحقيق، إلا أن أوساطاً مراقبة تتوقف عند العدد الكبير من المسلحين الذي ظهر فجأة وغبّ الطلب ولم يكن عفوياً ولا حركة اعتراضية على واقع اجتماعي، والا لماذا جرى التهجم على الجيش الذي هو من أبناء المنطقة ويعاني الظروف القاسية نفسها؟ ولماذا أخليت الشوارع من قوى الأمن الداخلي وفرقة مكافحة الشغب وفوج الفهود وترك الجيش وحيداً في الواجهة؟ وتساءلت هل هذه رسالة أمنية - سياسية تتعلق بتأليف الحكومة لا سيما مع تصاعد دعوات بعض القوى السياسية للرئيس المكلف سعد الحريري بالاعتذار أو الحسم؟ فيما طلب مدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات من مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية ملاحقة ناشر الصورة عن أب يحمل ابنه المريض بتهمة التحريض، لا سيما بعدما تبين أن هذه الصورة تعود للحرب السورية ما يؤكد وجود جهة خلف الأحداث الأمنية الأخيرة. وناشدت دار الفتوى في بيان "الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعاً من الوصول الى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم، وننبه من أن أي تعرّض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم". كما حذر تيار المستقبل في بيان "من استخدام أبناء طرابلس في أجندات مشبوهة تسعى إلى الفوضى". وناشد "جميع الأهالي التمسك بالدولة، والتلاحم مع جيشنا الوطني وسائر الأجهزة الأمنية".
ولم يسجل المشهد الحكومي أي جديد وسط مراوحة قاتلة تفتح الباب امام احتمالات عدة، فيما توصلت مختلف القوى السياسة إلى قناعة بأن طريق التأليف برئاسة الحريري وصلت الى طريق مسدود ولا يمكن التعايش بين عون والحريري إلا بتجديد التسوية السياسية بينهما بمشاركة باسيل، وما مسارعة مجلس النواب لإقرار البطاقة التمويلية الا دليل على ذلك. فإقرار البطاقة لم يكن هدفاً قريب المدى بل لاحتواء الغضب الشعبي لمرحلة ما بعد رفع الدعم الكلي بعد ثلاثة اشهر، ما يعني أن لا حكومة قبل نهاية الصيف في ظل عدم اتفاق بين الثلاثي الأميركي الفرنسي السعودي على مقاربة موحدة للحل في لبنان.
وفيما لا يزال الحريري خارج البلاد متجاهلاً كل الدعوات الداخلية للعودة الى بيروت والعمل بشكل يومي ومكثف مع رئيس الجمهورية لتذليل العقد وتأليف الحكومة، كان لافتاً استقبال الرئيس فؤاد السنيورة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري. وقال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش إن "الكلام حالياً ليس عن الاعتذار لكن البحث قائم على "ماذا بعد الاعتذار"، متهماً باسيل بتعطيل التأليف ولفت الى أن القوات اللبنانية تتهرّب من مسؤوليتها وهي مشاركة في تعطيل تأليف الحكومة بسبب تمنعها عن المشاركة فيها وتسمية الوزيرين المسيحيين.
في المقابل أشار عضو تكتل التيار الوطني الحر النائب ألان عون إلى أننا "في موضوع استقالة نواب التيار كل شيء وارد من أجل كسر الحلقة المفرغة والخروج من الأزمة".
ومن بين الخيارات المطروحة في بعبدا، بحسب مصادر "البناء" "الدعوة الى طاولة حوار وطني لبحث الأزمة الحكوميّة والظروف المحيطة فيها كالثغرات الدستورية… الدعوة الى حكومة انتخابات برئاسة شخصيّة مستقلة غير حزبيّة… أو حكومة وحدة وطنيّة… أو حكومة أقطاب إنقاذية من 12 وزيراً".
وأكد بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، خلال صلاة من أجل لبنان في الفاتيكان على أنه "لا يمكن أن يُترك لبنان رهينة الأقدار أو الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة من دون رادع. وليضع كل من في يده السلطة نفسه نهائياً وبشكل قاطع في خدمة السلام لا مصالحه". وناشد السياسيين بـ "إيجاد حلول عاجلة ومستقرة للأزمة السياسية والمالية والاجتماعية الحالية، وتذكّروا بأن لا سلام من دون عدل"، متمنياً أن "ينجم هذا اليوم عن مبادرات عملية في إطار الحوار والالتزام التربوي والتضامن".
على صعيد آخر، لفت رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان، خلال إحياء الحزب الذكرى السنوية الثانية لمقتل عضو الهيئة التنفيذيّة رامي سلمان وسامر أبي فراج، إلى "أنّنا ملتزمون بكلّ ما صدر وبكلّ بند من بنود البيان الّذي صدر عن لقاء خلدة، وأيّ كلام آخر خارج هذا البيان لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد"، شدّد أرسلان على أنّ "خيارنا السياسيّ في سورية ولبنان وفي الأمّة انتصر".

 

********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

الحريري يقترب من الاعتذار

 

لم يجزم الرئيس المكلف سعد الحريري قراره بالاعتذار، لكنه صارَ أقرب إليه من أي وقت مضى. بمعزل عن التعقيدات الداخلية فإن النقطة التي تتعلق بالموقف الخارجي منه تقترب من الحسم سلباً


"الحريري سيعتذِر". "الحريري يستمهِل للاعتذار". "الحريري يُبلِغ رئيس مجلس النواب نبيه برّي قراره والأخير يطلب التروّي". "ماذا بعدَ اعتذار الحريري"؟ "من البديل"؟ "ما هي السيناريورهات المحتملة"؟ هذا غيض مِن فيض الأسئلة التي تتدافَع منذُ أيام، عاكسةً الواقع المأزوم الذي تعيشه القوى السياسية، إنما أكثرهم، الرئيس المُكلّف. فالأخير يسير على جسرٍ متأرجِح، مربوط من جهة بالتعقيدات الداخلية في الحكم والطائفة، فيما طرفه الثاني متصِل باللاعبين اللإقليميين والدوليين الذين يزيدون من إرباكه بسبب مواقفهم غير الواضحة منه.


الثابِت في المشهد، حتى الآن، أن الحريري نفسه أسير الانتظار المرشحّ لأن يطول ما لم تحصَل تطورات خارِج الحسبان، كتوافق داخلي وخارجي على سرعة تأليف حكومة يترأسها هو، والأهم الحصول على حدّ أدنى من موافقة ولو "صورية" سعودية على ذلك.
قبلَ أسابيع، وضعَ الحريري خيارَ اعتذاره جانباً، بعدَ أن حصدَ تأييداً من الطائفة السنية بجناحيها السياسي والديني، لكنه لم يطوِ الفكرة نهائياً. كادَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يستدرجانِه إليها، لكن رئيس مجلس النواب نبيه برّي حال دون ذلك. إلا أن أجواء الأيام الماضية أكدت أن الخيار يعود مع كل هبوط ليل أو طلعة نهار، لكن دونه اعتبارات كثيرة:
أولاً، يواجه الرئيس المكلف سؤالاً أساسياً عن وضع "الشارع السني" بعد اعتذاره، في ظل صورته (الحريري) المهشمة أصلاً. فهل يتفرّج على ميشال عون وجبران باسيل وهما يُوليان مهمة التكليف إلى شخص غيره؟ فضلاً عن القلق الذي يُساوِره حول مستقبله السياسي، بعدَ أن فشِلت المحاولات الأخيرة في إعادة تبنّيه من قبل المملكة العربية السعودية. وفي حال اعتذر ستصُبِح علاقته مع برّي في الداخل أكثر تأزماً، علماً أن الأخير هو الأكثر تمسكاً به حتى الآن.


ثانياً، لن يستطيع الحريري حسم قرار اعتذاره بشكل نهائي، قبلَ أن يتفق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على سلة متكاملة لما بعد الاعتذار، تحديداً لجهة البديل وتأمين الغطاء له.


لكن مجمل هذا المناخ يبقى عالقاً عند نقطةٍ حاسمة يختصرها العارفون بالموقف الخارجي. الاجتماع الثلاثي بينَ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيريه السعودي فيصل بن فرحان والفرنسي جان إيف لو دريان على هامش محادثات مجموعة الدول الاقتصادية العشرين الكبرى في ماتيرا في إيطاليا للبحث في المشكلات التي يشهدها لبنان، لعب دوراً في "الاستمهال"، بخاصة أنه استكمِل باللقاء الذي أجرته السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع السفير السعودي وليد البخاري. وفي هذا الإطار علمت "الأخبار" أن "إدارة شيا طلبت منها عقد اللقاء استكمالاً لاجتماع ماتيرا، حيث هناك إصرار فرنسي - أميركي على أن تكون السعودية حاضرة وتكون لها إجابات واضحة بشأن الأزمة اللبنانية، وتحديداً من مسألة تكليف الحريري، والبحث معاً عن الخطوات التي يُمكن القيام بها لإلزام القوى السياسية بتشكيل الحكومة". وجرى التداول بمعلومات عن أن النتائج كانت سلبية وأن الموقف السعودي لا يزال هو نفسه. حتى الإمارتيون أصبحوا غير متحمسين لحكومة يرأسها الحريري، فيما "المصريون يأخذون على عاتقهم إبلاغ رئيس تيار المستقبل برسالة أن لا نصيب له في التشكيل"!


وهذه التطورات ترافقت في اليومين الماضيين مع تحركات في الشارع كانَ واضحاً صبغتها المناطقية في مؤشر واضح على الرسالة التي "بشرت" بما ستحمله الأسابيع المقبلة، وكأنها بروفا لحالة الفوضى ما بعد الاعتذار. فكيف سيكون المشهد؟


قبلَ ما يُقارِب الشهرين من الإعلان عن مبادرة عين التينة لتشكيل الحكومة، قالَ الحريري في جلسة مغلقة، بأنه "قد يصِل إلى مرحلة الاعتذار متى تعثّرت الأمور وتبيّن أنه لا مجال لتأليف حكومة"، و "عندما أعتذر لا أحد يراجعني". ولمّح حينها إلى أنه "سيخوض معارضة شرسة"، وبأن "تكليف البديل لن يكون سهلاً، ولو كُلف، فإن التأليف والعمل سيكونان صعبين جداً"، مُلمحاً إلى أنه "سيستخدم كل الوسائل المتاحة". حتى إنه في مرات عدة تحدّث عن عدم "قدرته على ضبط الشارع والمناصرين".


هذا يقود إلى احتمال واحد، بحسب العارفين. وهو أن سيناريو ما بعدَ الاعتذار هو نفسه سيناريو ما بعدَ الاستقالة عقبَ انتفاضة "17 تشرين". وقد بدأ الحريري عدّ العدّة قبلَ الاعتذار، من دار الفتوى سابقاً. فقد كانت الزيارة إلى هذه الأخيرة بمثابة "جرس تذكيري" لكل مرشّح للتكليف، بأن قبوله بالمهمة، من دون المرور بوادي أبو جميل، لا تعني سوى أمر واحد، أنه سيكون حسان دياب الجديد الذي سيدخل إلى رئاسة الحكومة مجرداً من أي غطاء.


وثانياً، رسالة لكل من يريد التخلّص منه كرئيس حكومة، أن الذهاب إلى خيار جديد يعني عزل طائفة بأكملها عن المشهد السياسي، لكونه (أي الحريري) هو المرشح الأوحد بالنسبة إليها، وبالتالي، لن ينتج من ذلِك سوى "غليان وغضب".


ثالثاً، إشارة إلى أن الحريري هو جواز العبور السني الوحيد إلى رئاسة الحكومة، وإذا لم يرضَ هو نفسه عن الاسم البديل فلا يُمكن التوافق حوله، فضلاً عن أن الثنائي حركة أمل وحزب الله يضعان هذا الأمر شرطاً لتسمية أي شخصية أخرى، وذلك لاعتبارات كثيرة لها علاقة بمنع التوتير المذهبي.


ولذلك ربطت مصادر مطلعة الإصرار على ربط الاعتذار بالاتفاق على البديل، فحتى لو جرى توافق خارجي عليه، فإن احتمالات التوتير المذهبي في الداخل تبقى عالية والوضع الحالي يجعلها أكثر اشتعالاً.


*********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

البابا يتوّج الإدانة العالمية لمسؤولي لبنان

يوم لبنان في الفاتيكان ومنه وعبره الى العالم كله، كأن الكرسي الرسولي يعلنها بوضوح ان إنقاذ لبنان هو أمانة في عنق العالم، تلك كانت الخلاصة العريضة ليوم الصلاة من اجل لبنان في الفاتيكان. فما حصل في الفاتيكان امس لم يقلّ أهمية في دلالاته الروحية من خلال جمعه رؤساء عشرة طوائف مسيحية في لبنان والشرق، ولا في دلالاته المعنوية والرمزية، ولا في دلالاته العملية كمنطلق قوي لاحتضان قضية الشعب اللبناني عن الإرشاد الرسولي الذي انجز بدفع الفاتيكان بعد الحرب. ويمكن القول ان البابا فرنسيس في ما اطلقه في رسالته البالغة الأهمية متوجاً مساء امس يوم الصلاة من اجل لبنان يعتبر وثيقة تاريخية غير مسبوقة لجهة المواقف التي تضمنتها امام أسماع ومشاهدات ممثلي الدول الذين حضروا القداس الختامي. رسالة البابا وحدها بدت حدثاً موازياً لدلالات اليوم اللبناني التاريخي في الفاتيكان، إذ ان توجهه الى اللبنانيين والمسؤولين السياسيين من جهة، والى الدول والعالم من جهة أخرى، جعل البابا يرتقي بإعطائه لبنان هذه الأهمية ما يعتبر سابقة بكل المعايير. ولم يكن حدثاً عادياً اطلاقاً انه بعد فرنسا ومن ثم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنتديات دولية أخرى ان تأتي كلمة البابا وموقفه الذي ندد بالتضحية بلبنان على مذبح المصالح الخاصة كتتويج للإدانة الدولية للمسؤولين السياسيين اللبنانيين بموازاة إدانته لاستخدام لبنان والتضحية به أمام المصالح الخارجية.

 

“يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان” الذي دعا إليه البابا فرنسيس بمشاركة عشرة من المسؤولين الكنسيّين في لبنان: 6 يمثّلون الكنيسة الكاثوليكيّة و3 يمثّلون الكنائس الأرثوذكسيّة، وواحد يمثّل الكنائس الإنجيليّة (في غياب كنيسة الارمن الكاثوليك التي توفى بطريركها الاسبوع الماضي). وقد تخللته ثلاثة لقاءات خلف الأبواب المغلقة في القصر الرسولي في الفاتيكان بعيداً من الأضواء والاعلام . وقال رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري “الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها”.

 

موقف البابا

وفي الصلاة الختامية التي أقيمت في بازيليك القديس بطرس وسط حضور كثيف تقدمه ممثلو وسفراء العديد من الدول توجه البابا فرنسيس الـى “الاخوة والأخوات”، قائلا “اجتمعنا اليوم، بدافع القلق الشديد على لبنان، لنصلي ونفكر معاً، حيث نرى البلد الذي أحمله بقلبي وأرغب بزيارته يتعرض لأزمة خطيرة”. وأشار إلى “صرخة امرأة التقت يسوع وكانت من جهات صور وصيدا، وتوسلت إليه بقلق وإلحاح شديدين: “أغثني يا رب”. هذه الصرخة باتت صرخة شعب بأكمله، هو محبط ومنهك وبحاجة لأمن وسلام”. وأضاف : “بصلواتنا أردنا أن نرافق هذه الصرخة لا لنستسلم، ولا نعجز لطلب السلام الذي يعجز عن صنعه الانسان من السماء”.

 

وتابع : “لنصلي للشرق الأوسط، لهذا البلد الحبيب لبنان، كنز االحضارة الذي يشهد على خبرة فريدة من العيش السلمي”، مشدداً على أنه “لا يمكن أن يُترك لبنان رهينة الأقدار أو الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة دون رادع. وليضع كل من في يده السلطة نفسه نهائياً وبشكل قاطع في خدمة السلام لا مصالحه”. وناشد السياسيين “إيجاد حلول عاجلة ومستقرة للأزمة السياسية والمالية والاجتماعية الحالية، وتذكروا بأنه لا سلام دون عدل”، وقال: “ندعو القادة السياسيين في لبنان أن يجدوا بحسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة” متمنياً أن “ينجم عن هذا اليوم مبادرات عملية في إطار الحوار والالتزام التربوي والتضامن”. واعتبر أن “لبنان رسالة عالمية، رسالة سلام وأخوة ترتفع من الشرق الأوسط، وهو يجب أن يبقى مشروع سلام، ورسالته أن يكون لبنان أرض سلام وتعددية، وواحة قوة تلتقي فيها الأديان والطوائف المختلفة، وتعيش معها جماعات مختلفة تفضل الخير العام على المصالح الخاصة”.

 

وأضاف: “كفى أن تسيطر أنصاف الحقائق على آمال الناس. كفى استخداماً للبنان والشرق لمصالح خارجية”، مؤكداً أنه “يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة ليكونوا بناة فرصة أفضل على أرضهم دون تدخلات لا تجوز. أنتم أعزائي اللبنانيين تميزتم على مر العصور، حتى في أصعب اللحظات، بروح المبادرة والاجتهاد. أرز بلدكم يذكر بغنى وازدهار تاريخكم الفريد”.

 

ودعا اللبنانيين إلى التأصل “في أحلام اجدادكم، وأحلام السلام. في الأشهر الأخيرة فهمنا، كما لم نفهم من قبل، أنه لا يمكن أن نتخلص وحدنا، لهذا نناشدكم جميعاً ألا تيأسوا وتفقدوا الروح، وابحثوا عن الرجاء في تاريخكم لتزهروا من جديد”.

 

وطالب المجتمع الدولي بـ “توفير الظروف المناسبة للبلد حتى لا يغرق، بل ينطلق في حياة جديدة”. كذلك أكد لـ “إخوتنا وأخواتنا المسلمين ومن الديانات الأخرى، الانفتاح وتعزيز السلام ،وهذا ليس فيه غالبون ومغلوبون بل أخوة يسيرون من الصراع للوحدة”. وشدد على أن “الشباب هم مصابيح تضيء في هذه الساعة المظلمة، وولادة البلد تكون على يدهم. لننظر الى آمال وأحلام الشباب، ولننظر إلى الأطفال”. وقال: “فلتختف ليلة الصراعات، وليشرق من جديد فجر الأمل، ولتتوقف العداوات وتغرب النزاعات، فيعود لبنان إشعاعا لنور السلام. يجب أن نعود ونصغي لكبارنا لأن أحلامهم نبوءة لنا، ويجب ان نبني عليها لمستقبل أفضل”.

 

أوراق عمل ومتابعة

ووصفت مصادر مطلعة الاجواء التي سادت في يوم لبنان في الفاتيكان بالجيدة جدا، اذ طُرحت مجمل الافكار الواردة في اوراق العمل وانعكاس الخلافات بين المسؤولين من الطائفة نفسها سلباً على الاوضاع العامة، كما وجوب متابعة اللقاء عبر لجنة او اي وسيلة اخرى لعدم تركه يتيماً. واكدت ان البابا يبدي اهتماماً بالغاً بلبنان وقضاياه حتى انه وصل باكراً وبدأ اللقاء قبل الموعد المحدد، موضحة ان نتائج اللقاء ستتظهر في وقت لاحق، من خلال شبكة علاقات الفاتيكان مع دول العالم المؤثرة الرافضة انهيار لبنان. ص7

 

هيل ولبنان

وفي موقف أميركي جديد من الوضع في لبنان، صرّح مساعد وزير الخارجية الأميركي  للشؤون السياسية ديفيد هيل في مقابلة مع محطة  CNBC سي ان بي سي أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان يواجه “كارثة فورية” وقال إن قادة البلاد بحاجة إلى إظهار الإرادة للإصلاح قبل أن يتم تقديم أي مساعدة خارجية.

وأضاف: “لن يكون هناك أي خطة إنقاذ دولية، لكن سيكون هناك مساعدة كبيرة لبرنامج الإصلاح”. وأكّد هيل “أن الحلّ في أيدي القادة اللبنانيين، وعليهم أن يثبتوا لنا أن لديهم الإرادة والقدرة على تنفيذ الإصلاحات اللازمة حتى لا يضيع أي تمويل دولي، كما حدث سابقًا،” مضيفًا أن على اللبنانيين ألا يتوقعوا “خلاصًا خارجيًا”.

 

اما على الصعيد السياسي الداخلي، فلم يطرأ أي جديد في ملف الازمة الحكومية بينما سُجّل امس استقبال الرئيس فؤاد السنيورة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، حيث عرضا الاوضاع في لبنان من مختلف جوانبها، بالاضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين، وفق ما اعلن المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة . وفي المقابل قال نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش ان “الكلام حالياً ليس عن الإعتذار  لكن البحث قائم على “ماذا بعد الإعتذار”.

 

في الموازاة، ربط كلّ من تيارالمستقبل” ودار الفتوى، بين الوضع الامني في طرابلس الذي اهتز في الايام الماضية، من جهة، وبين التعثر في تشكيل الحكومة من جهة ثانية. وناشد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الجيش والقوى الأمنية اللبنانية “ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعا من الوصول الى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم، وننبه من أي تعرض للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم”. ووجه تحية محبة وتقدير واحترام الى قائد الجيش وضباطه وعناصره قائلا “حمى الله لبنان واللبنانيين من شر الفتن والأزمات المتراكمة التي تلاحقهم كل يوم، وهذا لا يمكن أن ينتهي إلا بتشكيل حكومة إنقاذ تنهض بالوطن وتكون على مستوى التحديات التي نواجهها جميعا”.

 

بدوره، أكد تيار “المستقبل” ان “قوتنا تكون بدعم جيشنا لمنع محاولات خطف طرابلس، والتلاعب بمصيرها”، مشيرا الى ان “الخروج من القعر المالي والاقتصادي، يكون اليوم برفع الصوت عالياً حيال كل من يعطل تشكيل حكومة المهمة بقيادة الرئيس المكلف سعد الحريري بحسب الدستور، من أجل الضغط عليهم للافراج عن التشكيلة الحكومية التي يحتاجها اللبنانيون لوقف الانهيار وإعادة وضع لبنان على سكة التعافي الاقتصادي، بعد ما وصله من انحدار في ظل سياسات هذا العهد التي لا تقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين، ولا سيما الطرابلسيين خصوصاً، وأهل الشمال عموما”.

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

بسام أبو زيد

لقاء الفاتيكان يسعى لوضع الملف اللبناني على سكة الإهتمام الدولي

البابا يؤنّب حكّام لبنان: “بدون ضمير”

 

من أجل راحة نفس لبنان وعلى رجاء قيامته وخلاص شعبه من سعير سلطته “الجهنمية”، خصّ البابا فرنسيس يومه أمس للتأمل والصلاة تضرعاً من أجل “هذا البلد الصغير العظيم”، الذي وصفه بـ”الكنز” لما يجسّده من “رسالة عالمية للسلام والأخوة تنبثق من الشرق الأوسط”، داعياً اللبنانيين إلى ألا يصابوا بالإحباط، متوجهاً إليهم بالقول: “لا تيأسوا بل ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء لتزهروا من جديد”.

 

وإثر صلاة تأمل نهارية “من أجل عطية السلام في لبنان” بمشاركة رؤساء الكنائس اللبنانية، في كنيسة القديس بطرس، اختتم البابا النهار الفاتيكاني – اللبناني بصلاة مسكونية ألقى في ختامها كلمة ضمّنها رسائل بالغة الأهمية والدلالات داخلياً وخارجياً، ولم يتردد في تأنيب حكام لبنان ومسؤوليه لتغليب مصلحتهم الخاصة على مصلحة بلدهم، مشدداً من هذا المنطلق على وجوب عدم ترك هذا البلد “لمصيره تحت رحمة هؤلاء الذين يسعون بدون ضمير إلى مصالحهم الشخصية”، ومعبّراً عن قلقه الشديد “لرؤية لبنان الذي أحمله في قلبي ولدي الرغبة في زيارته، يتجه بسرعة الى أزمة خطرة”.

 

كما وضع البابا الإصبع على مسألة استنزاف لبنان لحساب أجندات خارجية، فشدد على وجوب وقف “التدخل التعسفي” في الشؤون اللبنانية، قائلاً: “يجب الكف عن استخدام لبنان والشرق الأوسط لمصالح ومكاسب أجنبية”، وتوجّه في المقابل إلى أعضاء الأسرة الدولية لرعاية “جهد مشترك حتى لا ينهار لبنان ولكي يسلك طريق النهوض”.

 

وكان البابا قد استهل نهاره باستقبال رؤساء الكنائس اللبنانية في مقر إقامته في دارة القديسة مارتا في الفاتيكان وتوجه معهم سيراً على الأقدام إلى كنيسة القديس بطرس، فأقاموا “وقفة صلاة وتأمل” من أجل لبنان، ثم انتقلوا بعدها إلى القصر الرسولي حيث عقدت ثلاث جلسات مغلقة بإدارة السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري. في حين أوضح وزير خارجية الكرسي الرسولي الأسقف بول ريتشارد كالاغر أنّ زيارة البابا إلى لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة اللبنانية ومن “الممكن” أن تتم في نهاية 2021 أو مطلع 2022.

 

وفي إطار مواكبة “نداء الوطن” يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان في الفاتيكان، بدا واضحاً أنّ البابا فرنسيس أراد من خلاله إيصال رسالة إلى العالم أجمع تقول إن الكرسي الرسولي مهتم بالوضع اللبناني وبالوجود المسيحي فيه، وهو لن يدخر جهداً في سبيل تحريك المجتمع الدولي تجاه لبنان لإيجاد حل لأزمته ولمساعدة الشعب اللبناني على الصمود.

 

ورفع البابا مع آباء الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأنجيلية الصلوات على نية لبنان وخلاصه من أزماته، وقد شاركهم جمع كثير من اللبنانيين على مدى امتداد العالم، معتبرين أن يد الله هي وحدها الكفيلة بإنقاذ لبنان، وهذا ما قاله الكاردينال ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية. ونقل مشاركون في اللقاءات المغلقة التي انعقدت تحت رعاية البابا فرنسيس ومشاركة أمين سر الدولة الكاردينال بارولين والمونسنيور كلاغر وزير الخارجية، أنّ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي هو رئيس مجلس البطاركة الكاثوليك كانت له مذكرة دامت تلاوتها نحو ربع ساعة، وجدد خلالها طرح المؤتمر الدولي وحياد لبنان وهو أمر مؤيَّد من قبل الفاتيكان.

 

ثم كانت مداخلة من قبل بطريرك الأرمن الأرثوذكس آرام كيشيشيان باسم الكنائس الأرثوذكسية، وتلتها مداخلات لمختلف المشاركين ونقاشات، وخلصت في النهاية الى تأكيد الأمور التالية:

 

أولاً: تعزيز وأهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الكنائس على صعيد الخدمات الاجتماعية والمعيشية، ويندرج هذا الأمر تحت عنوان الوجود المسيحي والحد من الهجرة ومدى ارتباطه بالوضع السياسي أيضاً.

 

ثانياً: تأكيد الفاتيكان مواصلة الاتصالات الدولية من أجل لبنان وتأمين المساعدات له والعمل على إيجاد السبل للخروج من أزمته.

 

ثالثاً: العمل على استكمال تطبيق اتفاق الطائف، ومن هذا المنطلق شهد اللقاء حديثاً عن اللامركزية في لبنان وأهمية ترجمتها على أرض الواقع.

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط  

 

البابا يلتقي رؤساء الطوائف المسيحية اللبنانية وسط تصاعد هواجسهم الوجودية

أكد رغبته في زيارة لبنان بعد تشكيل الحكومة

نذير رضا

التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان، أمس، عشرة من رؤساء الطوائف المسيحية الموجودة في لبنان، في إطار «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان»، في لحظة تصاعد الهواجس الوجودية والمخاوف على الدور المسيحي في البلاد، إثر الأزمات الاقتصادية والسياسية والمالية والمعيشية.

وبدأ البابا فرنسيس ورؤساء الطوائف اللبنانية اجتماعاً، لبحث كيف يمكن أن يساعد الدين البلاد في التغلب على أسوأ أزماتها منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 1990. وسار البابا معهم من مقر إقامته إلى كاتدرائية القديس بطرس، حيث قاموا بوقفة صلاة، وفق ما نقلت وكالة أخبار الفاتيكان.

ومن بين الطوائف التي حضر ممثلون عنها: الطائفة المارونية والأرثوذكسية اليونانية والأرمينية والأرثوذكسية السريانية والإنجيلية.

واستبق البابا اللقاء بتغريدة الأربعاء قال فيها: «أدعو الجميع إلى الاتحاد معنا روحياً بالصلاة كي ينهض لبنان من الأزمة الخطيرة التي يمر بها وأن يُظهر مجدداً وجهه، وجه السلام والرجاء». وانتقل البابا والبطاركة من الكاتدرائية إلى قاعة كليمينتينا في الفاتيكان لقضاء يوم من الاجتماعات مع كبار الأساقفة.

وقال البابا، في وقت سابق، إنه يرغب في زيارة لبنان لكنه يريد من الساسة المتناحرين الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة. كما أفاد الأسقف بول ريتشارد غالاغر الذي يتولى منصب وزير خارجية دولة الفاتيكان بأن الزيارة «يمكن» أن تتم في نهاية 2021 أو مطلع 2022، ويفضل بعد تشكيل حكومة جديدة. وأضاف: «المجتمع المسيحي يضعف، هناك خطر أن ينهار التوازن الداخلي نفسه في لبنان، ما يهدد وجود المسيحيين في الشرق الأوسط».

وقال البابا، في سبتمبر (أيلول) الماضي، في أول تعليق بعد انفجار مرفأ بيروت، إن «خطراً شديداً يهدد وجود هذا البلد»، مضيفاً: «لا يمكننا أن نترك لبنان في عزلته».

وذكرت وكالة أنباء الفاتيكان أن زيارة رؤساء الطوائف المسيحية «لا تهدف إلى إيجاد حل سياسي» للأزمة، إنما «الرد على شكاوى الشعب ومعاناته». وأوضح النائب البطريركي العام للموارنة المطران سمير مظلوم، لوكالة الصحافة الفرنسية في بيروت، إن اللقاء «سيركز على هجرة الشباب وتداعيات الأزمة على المدارس والمستشفيات والعائلات والأمن الغذائي». وتحدث عن تقديرات تشير إلى أن «50 إلى 60 في المائة من شبابنا يعيشون في الخارج، لم يبقَ إلا كبار السن والأطفال».

وأعرب عن اعتقاده بأن البابا «يكثف عمله الدبلوماسي لدى رؤساء الكنائس والدول الكبرى لإيجاد حلول تؤدي إلى تشكيل حكومة قادرة على اتخاذ قرارات توقف البلد على قدميه، وتعيد إنماء الاقتصاد وتخفف من وطأة الكارثة على الناس ومن أسباب الهجرة»، خصوصاً المسيحيين، التي تشكل «عنصراً أساسياً في المحنة التي نعيشها».

ولا يخفي نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أن قلق المسيحيين موجود في منطقة الشرق، بعد حصول عملية استنزاف الوجود البشري، لافتاً، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الأزمة في لبنان «فاقمت هذا القلق»، موضحاً أنه «قلق على المستقبل والوجود والدور». ويؤكد الفرزلي أن ما يجري اليوم في لبنان «خطأ استراتيجي كبير يُرتكب بخلفية حزبية من قبل الحزب المسيحي الموجود في السلطة»، في إشارة إلى «التيار الوطني الحر». ويضيف: «التيار بممارسته، يخلق أزمات لا مبرر لها تؤدي عملياً إلى آثار سلبية على تنامي القلق الوجودي، وهو ما عبّر عنه البطريرك الراعي مراراً بالقول إن الأزمة ليست أزمة صلاحيات، بل أزمة مسؤوليات».

ويرى الفرزلي أن اجتماع الفاتيكان «يؤكد على الوجود والعيش المشترك، لأننا لا نعرف ما إذا كانت هناك مخططات لبنان، وما إذا كانت الغاية من الأزمة الفيدراليات والتقسيم، كامتداد لمخططات تقسيم سوريا التي ستنسحب على لبنان»، معرباً عن مخاوفه مما إذا كانت مخططات شبيهة ستتسبب بصراع مسلح أو المزيد من الانهيار والانقسامات في مناطق جغرافية تتحول إلى خطوط تماس تمهد للتقسيم. ويرى أن «خطأ التيار الوطني الحر يتمثل في الاستمرار بإنهاك النظام ودفع الأمور للانهيار الكامل».

 

*************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة اللواء

 

البابا: كفى استخدام لبنان لمصالح خارجية وعلى المسؤولين إيجاد الحلول

المصارف تنتظر لدفع الـ400 دولار.. وإجراءات الدعم تُعزّز المخاوف على الإحتياطي الإلزامي

 

وضع لبنان، من زاوية استمرار وجوده، كملتقى للتعايش بين المسلمين والمسيحيين، بوصفه نموذجاً حضارياً، وآنموذجاً للتعايش في المجتمعات المتعددة الانتماءات الدينية وغيرها، على طاولة المتابعة الدولية، في ضوء صلاة الفاتيكان، التي جاءت بعد اللقاء الوزاري الأميركي – السعودي – الفرنسي، والإصرار الدولي والأوروبي على قيام حكومة قادرة على إجراء إصلاحات تسمح بالحصول على مساعدات إنقاذية.

 

البابا: ليجد القادة حلولاً لأزمة لبنان

 

وافتتح أمس الحبر الأعظم البابا فرنسيس الصلاة من اجل لبنان في الفاتيكان، بصلاة للروح القدس، قال فيها: روح يسوع هي روح المجد، لنصلي اليوم لتلف هذه الروح كل المتألمين في لبنان، ويزرع فيكم قوته لنصلي من أجل الكنيسة والوطن، ليلعب لبنان دوره مع بلدان الشرق الأوسط والعالم.

 

واعتبر أن على القادة اللبنانيين أن يجدوا حسب مسؤولياتهم حلولاً عاجلة للأزمة في لبنان، وأن يضعوا أنفسهم في خدمة السلام، لا في خدمة مصالحهم الخاصة. وقال: كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية. وأكد انه يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة لبناء مستقبل افضل على ارضهم، ومن دون تدخلات خارجية.

 

كما طالب البابا فرنسيس المجتمع الدولي أن يوفر للبنان الظروف المناسبة، حتى لا يغرق.

 

وشارك في اليوم الفاتيكاني الكاردينال الماروني بشارة بطرس الراعي، وبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، ومطران بيروت للكلدان ميشال قصارجي، والمطران سيزار آسيان عن الكنيسة اللاتينية، وبطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية والقدس للطائفة الكاثوليكية الملكية يوسف العبسي، وبطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاثوليكوس الأرمن الارثوذكس آرام الأول كيشيشيان، وبطريرك الكنيسة السريانية الارثوذكسية اغناطيوس افرام الثاني، والقس جوزف قصاب عن الطائفة الانجيلية في لبنان وسوريا. ويحضر ايضاً المبعوث الرسولي إلى لبنان جوزيف سبيتيري، ورئيس المجلس البابوي لوحدة المسيحيين الكاردينال كورك كوش ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري.

 

وبدأ اللقاء بترحيب من الحبر الأعظم، ليعقد بعدها أول اجتماع مغلق تلاه غداء ثم الجولة الثانية من الاجتماع.

 

وانتقل البابا والبطاركة من الكاتدرائية إلى قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان لقضاء يوم من الاجتماعات مع كبار الأساقفة.

 

وقال البابا انه يرغب في زيارة لبنان لكنه يريد من الساسة المتناحرين الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة.

 

وقال امين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول جالاجر الاسبوع الماضي ان الزيارة قد تجري هذا العام او في اوائل العام المقبل. وأشار إلى ان البابا قد يذهب إلى لبنان حتى لو لم يتم الاتفاق على حكومة جديدة.

 

واضاف «المجتمع المسيحي يضعف، هناك خطر ان ينهار التوازن الداخلي نفسه في لبنان مما يهدد وجود المسيحيين في الشرق الاوسط.

 

ونُقل عن رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري قوله: «الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها». وكان البابا قال أمس الأول: «أدعو الجميع إلى الوحدة معنا روحياً بالصلاة كي ينهض لبنان من الأزمة الخطيرة التي يمر بها وأن يظهر مجددا وجهه، وجه السلام والرجاء».

 

وجاء في بيان صادر عن دار الصحافة لدى الكرسي الرسولي: «حيّا الحبر الاعظم، في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان رؤساء الكنائس في لبنان لمناسبة «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان». وقال إنه سيلتقي (امس) بقادة الجماعات المسيحية الموجودة في لبنان، ليوم تأمل حول الوضع المقلق في البلاد وللصلاة معاً من أجل عطية السلام والاستقرار».

 

أضاف: «إنه يوكل هذه النية إلى شفاعة أم الله المكرمة في مزار حريصا، ومنذ هذه اللحظة أطلب منكم مرافقة الاستعداد لهذا الحدث بصلاة تضامنية، طالبين مستقبلا أكثر سلاما لهذا البلد الحبيب».

 

وتوجه الجميع بعد ذلك سيراً على الأقدام من بيت القديسة مارتا إلى بازيليك القديس بطرس حيث كانت هناك وقفة صلاة: «صلاة الأبانا».

 

وتخلل «يوم التأمل» ثلاث جلسات مغلقة في القصر الرسولي بالفاتيكان، الأولى عند الساعة العاشرة صباحا، والثانية عند الساعة 11، والثالثة عند الساعة 14. واختُتم «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» عند الساعة السادسة مساء في بازيليك القديس بطرس بصلاة مسكونية من أجل السلام».

 

وذكرت معلومات من الفاتيكان ان نتائج اللقاء ستتظهر في وقت لاحق، من خلال شبكة علاقات الفاتيكان مع دول العالم المؤثرة الرافضة انهيار لبنان.

 

وتابع الرئيس ميشال عون مباشرة عبر شاشة التلفزيون، وقائع افتتاح البابا فرنسيس لـ»يوم التأمل»، وكان غرد عبر «تويتر»: «اليوم يشارك العالم قداسة البابا فرنسيس الصلاة والتأمل من أجل لبنان. دعوتنا معاً، مسيحيين ومسلمين، أن نوطّد قيم الحق والعدالة والتوازن والاحترام المتبادل التي ترسّخ وحدتنا الوطنية، فنعيد معاً لوطننا رسالته الفريدة في العيش المشترك، في محيطه والعالم».

 

واعتبر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري: «ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب».

 

واضاف: «أملنا ان يتكلل اللقاء بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك».

 

أميركياً، اكدت وزارة الخارجية الاميركية ان «لبنان يستحق حكومة لانقاذه من تدهور الوضع الاقتصادي والانساني الذي تسبب به فساد وسوء إدارة القادة السياسيين لعقود».

 

واضافت الخارجية الأميركية «أوضحنا خلال محادثاتنا مع الاطراف المعنية في لبنان ضرورة اظهار القادة السياسيين مرونة لتشكيل حكومة قادرة على تطبيق الاصلاحات».

 

قانون أميركي لنزع سلاح حزب الله

 

وفي اطار الضغوطات الأميركية، تقدم النائب الجمهوري عن نيويورك، لي زيلدن، وزميلته الديموقراطية عن ولاية فرجينيا ألين لوريا، يوم الثلاثاء الماضي، بمشروع قانون يدفع وزارة الخارجية الأميركية إلى ممارسة ضغوط جديدة على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض قرار يقضي

 

يطالب مشروع القانون، المُسمى «قانون الإبلاغ الأمني الاستراتيجي للبنان Strategic Lebanon Security Reporting Act»، وزارة الخارجية بوضع استراتيجية لمساعدة لبنان على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي تم الاتفاق عليه بعد حرب تموز عام 2006، ووضع استراتيجية لنزع سلاح الجماعات المسلحة، على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية.

 

وينص المشروع على تقديم وزارة الخارجية الأميركية تقرير حول مدى تأثير حزب الله على الحكومة اللبنانية والجيش، ومدى قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتأثيرات المساعدات الأمنية الأميركية على لبنان، وكذلك التهديدات التي يواجهها لبنان من سوريا.

 

ويشجع مشروع القانون التعاون بين لبنان وبعثات حفظ السلام الدولية على الحدود، واستخدام التعاون الدبلوماسي الأميركي – اللبناني لمنع بناء الأنفاق العابرة إلى داخل إسرائيل ومصانع الأسلحة داخل لبنان.

 

الاعتذار لا يحل المشكلة

 

أما سياسياً، فلا جديد على صعيد تشكيل الحكومة بينما الرئيس المكلف سعد الحريري لا يزال خارج البلاد، ولكن نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش قال: إن الكلام حالياً ليس عن الاعتذار لكن البحث قائم على ماذا بعد الاعتذار.

 

واعتبرت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة، ان كل ما يروّج من اخبار وسيناريوهات متعددة لاعتذار مرتقب للرئيس المكلف سعد الحريري، إنما يقف خلفه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يُعبّر من خلال ما يروّج عن تمنياته الشخصية بهذا الخصوص، في حين ان خيار الاعتذار كان مطروحاً منذ مدة، ضمن خيارات اخرى للخروج من ازمة التعطيل المقصود للتشكيل من قبل الفريق الرئاسي.

 

واشارت المصادر إلى ان ايهام الرأي العام بأن خيار إعتذار الحريري يحل الازمة، انما هو محاولة لحرف الوقائع وتصوير المشكلة وكأنها باستمرار الرئيس المكلف بمهمته، بينما يدحض تسلسل الاحداث هذه التلفيقات والاكاذيب، ويدل بوضوح على ان مكمن الازمة هو في تجاوز رئيس الجمهورية للدستور ومهامه وامعانه بتعطيل كل مساعي وجهود تشكيل الحكومة الجديدة.

 

وشددت المصادر على أن كل من بيدهم الحل والربط بقرار تشكيل الحكومة، يشيرون الى ان التواصل لحل ازمة تشكيل الحكومة مجمد في الوقت الحاضر، ولا توجد مؤشرات جدية لاعادة تحريكها قريبا، ربما لاعتبارات وظروف خارجية يتجنب البعض الاشارة اليها او حتى تأكيدها، والنتيجة بقاء لبنان بلا حكومة جديدة حتى اشعار آخر.

 

وأفادت مصادر سياسية مطلعة عبر «اللواء» ان موقف رئيس الحكومة المكلف من الاعتذار وعدمه يتبلور بعد عودته من الخارج على ان الظرف والتوقيت متروكان له وحده مع العلم أن القرار الذي يتخذه يدرس تبعاته.

 

وقالت المصادر ان المخاوف من انعكاسات الاعتذار تكثر لأن ما لم ينضج حل عن الشخصية المرشحة بعد الاعتذار فان الملف الحكومي سيقفل من جديد.

 

الى ذلك، لاحظت المصادر ان موضوع البطاقة التمويلية الذي يحتاج الى قرار حكومي قد يعلق ما لم يحظ بموافقة الحكومة، مشيرة الى انه لا بد من انتظار القرار بشأن امكانية عقد جلسة لحكومة تصريف الاعمال من اجل الآلية التنفيذية.

 

وفهم من المصادر نفسها ان الوضع برمته لا يزال في دائرة الخطر لأن ترددات رفع الدعم ستبقى قائمة ما لم يكن هناك من حلول شاملة وسط مخاوف جدية على الاحتياطي الالزامي الذي تناقص الى حد الـ15 مليار دولار فقط.

 

وهكذا، انشغل لبنان امس فضلاً عن صلاة الفاتيكان، بمتابعة وضع المحروقات وإمكان حدوث انفراجات نسبية في ازمة المحروقات بعد بدء الشركات توزيع المادة على المحطات لكن على السعر العالي بين 70 و73 ألف ليرة للبنزين والمازوت و55 ألف ليرة لقارورة الغاز تقريباً، وانفراج مرتقب في أزمة الدواء بعد اجتماع في القصر الجمهوري تقرر خلاله الإبقاء على دعم الدواء مع ترشيده. وانفراج أمني في طرابلس بعد الأحداث التي عصفت بها خلال الايام القليلة الماضية.

 

صرخة المفتي دريان

 

وإزاء تردي احوال المواطنين والامن، رأى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، «إن الشعب اللبناني لا يستحق أن يذل ويهان من ‏اجل تأمين قوت يومه، ويضيع ساعات من عمره في الشوارع للحصول على الدواء والحليب ‏لأطفاله وبعض الليترات من الوقود، ومقومات العيش الكريم التي من واجب الدولة تأمينها كحدٍ ‏اقل لحياة مستقرة كي يعيش المواطن في أمن وأمان، وهذا يتطلب جهود كل المسؤولين في الدولة ‏المعنيين بهذا الأمر، لأن ما وصلنا اليه من انهيار ينذر بعواقب وخيمة في شتى الصعد، ولولا ‏حكمة الجيش اللبناني والقوى الأمنية في البلد لعاش الوطن في فوضى عارمة وشاملة التي نحن ‏على مشارف الدخول فيها‎».‎

 

وقال المفتي دريان في بيان: «نناشد الجيش والقوى الأمنية اللبنانية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن ‏في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعاً من الوصول الى الأمن الذاتي الذي ‏يرفضه الجميع، مع حفظ حق المواطنين في التعبير السلمي عن أوجاعهم، وننبه من أي تعرض ‏للجيش هو تعرض لكل اللبنانيين الشرفاء الذين هم مع جيشهم حامي وطنهم».‎

 

ونوه بـ»المهام الكبيرة التي يقوم به الجيش والقوى الأمنية في حفظ الأمن والسلامة والاستقرار ‏الذي هو الأمل الأخير في بقاء لبنان وشعبه الصبور الذي لا يفقد إيمانه بالله وبوطنه الذي ‏سيخرج لا محالة من هذا النفق المظلم بهمة المخلصين والأوفياء لوطنهم».‎

 

دعم الدواء

 

على الصعيد المعيشي،  ترأس رئيس الجمهورية ميشال عون اجتماعاً بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ووزير المال غازي وزني، ووزير الصحة حمد حسن، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خُصّص للبحث في أزمة الدواء والحلول الآيلة الى الحدّ من تداعياتها السلبية.

 

وصدر عن الاجتماع بيان اشار الى «توافق على الاستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة، ضمن آلية تطبيقية تلحظ الأولويات المحدّدة من وزارة الصحة وفق خطة الترشيد المرفوعة من رئيس الحكومة الى مجلس النواب، وضرورة دعم الصناعات الدوائية الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة ونقابة صناعة الأمصال والأدوية اللبنانية».

 

وقال البيان: «ستصدر لاحقاً موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة من أجل تثبيت استمرار سياسة دعم الدواء والمستلزمات والمغروسات الطبيّة».

 

وعلمت «اللواء» ان نقاشاً حصل بين الرئيسين عون ودياب وبين وزير المال حول الامكانات المالية لتغطية الدعم، وحيث أعلن وزني ان الاحتياطي المالي يتراجع، وانه لا يجب ان يكون الدعم من الاحتياطي، لكن النقاش تركز على ان موضوع دعم الدواء لا بد منه، وهو ما اصرّ عليه الرئيسان عون ودياب. وانتهى النقاش على تبني وجهة نظر الرئيسين على ان يكون الدعم بدرجة اساسية على ادوية الامراض المزمنة كالقلب والضغط والشرايين والسرطان والسكري وسواها وعلى المستلزمات والمغروسات الطبيّة، ويُرفع تدريجياً على الادوية الاخرى،على ان تجري اجتماعات لاحقة للاتفاق على آلية الدعم. وسيتم الدعم بموافقة استثنائية من الرئيسين عون ودياب، كما جرى في مسألتي سلفة الخزينة للكهرباء بـ200 مليون دولار، ودعم المحروقات على ان تتعهد وزارة المال بإعادة الاموال.

 

حلحلة المحروقات 

 

بالتوازي لاحت بوادر حلحلة مرتقبة في ازمة المحروقات مع صدور جدول الاسعار الجديد صباح امس، وبدء الشركات بتسليم البنزين والفيول الى المحطات تباعاً على السعر الجديد من مساء امس وصباح اليوم، بعدما بدأت البواخر بإفراغ حمولتها، مع وعود تلقتها الشركات المستوردة للنفط بفتح اعتمادات في 10 تموز المقبل، وفي حال صدقت ستُحلّ مشكلة البنزين جزئيًّا. ومع ذلك لم تنتهِ صفوف سيارات المواطنين الطويلة المنتظرين ساعات طويلة تحت الحر الشديد.

 

وقال عضو نقابة أصحاب المحطات جورج البراكس أن «الشركات تقوم بالتوزيع على المحطات بوتيرة أفضل من قبل، ومن المفترض أن نلمس بعض التحسّن». لكنه أشار إلى أن «الحل الجذري للأزمة هو بوقف التخزين والتهريب… وليس باعتماد سعر صرف 3900 ليرة لدعم الاستيراد».

 

وصدر امس، جدول تركيب أسعار المحروقات الجديد حيث تخطّت سعر صفيحة البنزين الـ70 ألف ليرة، وجاءت الأسعار بحسب الجدول الصادر عن المديرية العامة للنفط – وزارة الطاقة، كالآتي:

 

– بنزين 98 أوكتان: 72200 ليرة.

 

– بنزين 95 أوكتان: 70100 ليرة.

 

– ديزل أويل (مازوت): 54400 ليرة.

 

أما سعر قارورة الغاز سعة 10كلغ فبلغ 55 ألف ليرة.

 

المصارف غير جاهزة

 

مصرفيا، لم يلمس المواطنون جدية بالالتزام من قبل المصارف بالتعميم الصادر قبل شهر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة رقم 128، بدءا من 1 تموز، الذي صادف امس، بذريعة عدم وجود آلية للتطبيق، تحتاج المصارف حسب ما ذكرت للالتزام بها.

 

وفي الإطار، عمم «بلوم بنك» (لبنان والمهجر) على عملائه ان التنفيذ سيكون بدءاً من الاربعاء 7 تموز الجاري، والتوقيع على جميع المستندات المطلوبة.

 

545016 إصابة

 

صحياً، اعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 150 اصابة جديدة بفايروس كورونا في لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، بالاضافة الى 3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 545016 إصابة مثبة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

 

****************************************************************************

 

افتتاحية صحيفة الديار

 

صلاة في الفاتيكان «وكفر» في بيروت والبابا يضع لبنان بين «يدي» الله

 باريس ترفض اقتراحا اميركيا ــ سعوديا بالضغط عبر «ورقة» اليونفيل

 اسرائيل تحرض على حزب الله وتروج لحرب اهلية وتدخل خارجي! – ابراهيم ناصرالدين

 

لم يجد الفاتيكان الا الله طلبا لمساعدة لبنان للخروج من ازمته، بعدما يأس من «شياطين» السياسة في بيروت، وضع قداسة البابا اللبنانيين بين يدي خالقهم علًهم يجدون العدالة في السماء في ظل استمرار عملية الاذلال الممنهجة على الارض، فمن سمع ترحيب المسؤولين اللبنانيين بالمبادرة الفاتيكانية، ادرك حالة «الانكار» المخيفة لدى «طبقة» تصر على تبرئة نفسها من عملية سحق الشعب وافلاسه، وتعطيل الحل السياسي، وهم لم يسمعوا طبعا ان30 في المئة من اطفال البلاد ينامون ببطون خاوية، وفقا لتقرير «اليونيسيف»، فيما انتصرت «كارتيلات» النفط على الدولة والمواطنين وفرضت عبر «ليَ الذراع» رفع سعر صفيحة البنزين 9 الاف ليرة، وتكرمت علينا بوعد بانهاء «طوابير الذل» خلال الايام المقبلة.. اما الدواء فقد تم تمديد دعمه موقتا، ضمن استراتيجية «الترقيع» المعتادة.. وعلى وقع ارتفاع منسوب المخاطر الامنية من «بوابة» طرابلس حيث بقي «الجمر تحت الرماد»، لا جديد حكوميا، وانتقل النقاش من تشكيل الحكومة الى مرحلة ما بعد اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، وكيفية ترتيب المناخات الملائمة ليتحقق الامر «بسلاسة»، اما المعطى الاكثر خطورة فياتي من الخارج حيث كشفت المعلومات ان الاجتماع «الثلاثي» الاميركي – السعودي – الفرنسي الاسبوع الماضي شهد طرحا اميركيا ايده السعوديون لاستغلال حراجة الموقف في لبنان لتعديل مهام «اليونيفيل» وهو ما رفضته باريس وحذرت من تداعياته، فيما التحريض الاسرائيلي الرسمي والاعلامي مستمر وجديده الحديث عن تفكك لبنان ومنع حزب الله من السيطرة عليه عبر تسليح «خصومه» والتدخل الاميركي الفرنسي المباشر..!

اقتراح اميركي وتاييد سعودي!

 

بالتباينات الاميركية الفرنسية حيال الملف اللبناني، وبعيدا عن التصريحات الدبلوماسية «المنمقة» الصادرة عن وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان حول وجود تفاهم على الخطوط العريضة مع واشنطن حيال الازمة اللبنانية، برز خلال اللقاء الاخير خلاف واضح حيال توسيع مهام قوات اليونيفيل العاملة في لبنان، ووفقا لمصادر دبلوماسية، اعاد وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن طرح الافكار القديمة – الجديدة على «طاولة» البحث امام نظيره الفرنسي، ونال دعم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي وجد في الاقتراح وسيلة جيدة للضغط على حزب الله، وقد اقترح الدبلوماسي الاميركي مجددا منح تلك القوة المزيد من السلطات التنفيذية على الحدود الجنوبية، وكذلك توسيع مهامها الى الحدود الشرقية مع سوريا، حيث يتم تشديد الرقابة على حزب الله، ووعد بالعمل على الترويج لهذه المقترحات على المستوى الدولي خلال الشهرين المقبلين قبل التجديد لهذه القوات في آب  المقبل، وشدد على ان هذا الملف بات قابلا الان للتنفيذ اكثر من اي وقت مضى في ظل الظروف «الصعبة» في لبنان حيث لا يملك حزب الله القدرة على مواجهة المجتمع الدولي فيما تتهاوى الدولة اللبنانية،ويرغب الاميركيون بان يصدر عن مجلس الامن تكليف لقوات اليونيفيل بمساعدة الجيش اللبناني والقوى الامنية على القيام بمهامها بعدما اصبحت عاجزة عن ذلك نظرا للاوضاع الصعبة في البلاد.

رفض فرنسي وتحذير..

 

ووفقا للمصادر الدبلوماسية لم يكن لودريان «مرتاحا» لكلام بلينكن حيث اتضح لرئيس الدبلوماسية الفرنسية ان العقلية الاميركية لا تزال قاصرة عن فهم طبيعة ما يجري على الساحة اللبنانية، وفرنسا التي يشكل جنودها العمود الفقري لقوات «اليونيفيل» تدرك جيدا ان ثمة «خطوط حمراء» لا يمكن تجاوزها مهما كانت الظروف لان اي تعديل لمهام هذه القوات سيحولها الى جهة معادية وستكون غير قادرة على القيام بمهامها وستنتهي الامور على نحو سيء للغاية..ولهذا ابلغ لودريان نظيره الاميركي ان بلاده ليست في صدد القبول باي تعديل لمهام هذه القوات التي يبقى وجودها «ضمانة» مهمة للغاية على اكثر صعيد، ان لجهة خلق تخفيض للتوتر على الحدود، وكذلك تامين موطىء قدم غربي في هذه المنطقة الحساسة، حيث سيؤدي اي تعديل غير متفق عليه مع الجهات اللبنانية الفاعلة «قوى الامر الواقع» كما اسماها لودريان، الى انتهاء مهمة هذه القوى غير القادرة على الاستمرار في مهامها في بيئة ستكون شديدة الخطورة..ولهذا طالب لودريان من بلينكن عدم ادخال عملية التجديد «لليونيفيل» في سياق الضغوط المفترضة على السلطات اللبنانية، والاستمرار بتمويلها كما هو عليه الحال اليوم، لان اي شيء آخر سيتسبب بتعقيدات على الارض ويؤدي الى نتائج عكسية.. ووفقا للمعلومات تم الاتفاق على متابعة النقاش حول هذا الملف خلال زيارة لودريان المرتقبة الى واشنطن خلال الشهر الجاري.

تحريض اسرائيلي على حزب الله

 

وفي سياق متصل باستمرار التحريض الاسرائيلي على حزب الله، وبعد ساعات على ادعاء وزير الخارجية الاسرائيلية يائير لابيد سيطرة الحزب على الدولة اللبنانية، واصل المسؤولين الاسرائيليين ووسائل الاعلام الترويج  للتفكك اللبناني وسط ادعاء، بان حزب الله لن يشعر بالاسى إذا اختفى النظام الحالي بسبب الفساد والوضع الاقتصادي والتوترات السياسية،واللافت في الكلام الاسرائيلي الدعوة الى تشكيل قوة سياسة- اقتصادية – عسكرية قادرة على مواجهة حزب الله، والا فان البديل تفكك النظام القائم لصالح نظام جديد يقوده الحزب.

دعوة لتاسيس ميليشيات؟

 

وفي هذا السياق اشارت صحيفة «معاريف» انه لا توجد قوة سياسية أو عسكرية في لبنان تستطيع مواجهة  الحزب بما في ذلك الجيش اللبناني. وبحسب «زعم» الصحيفة يقف لبنان الآن على مفترق طرق خطر، وباستثناء حزب الله، فإن سائر الطوائف ليست مؤهلة للمواجهة إلا إذا عادت إلى تشكيل ميليشيات مسلحة للدفاع عن طوائفها وسنكون مجددا امام حرب اهلية، فالحكومة مشلولة، وليس هناك من حل في الأفق. المواطنون استسلموا من شدة اليأس. وفي حال إنهاء العقوبات الأمريكية على إيران، فسوف تتدفق الأموال على حزب الله. اما الجيش الذي يشكل حتى هذه اللحظة المرساة الوحيدة لمنع الانهيار الكامل للدولة، فهو يعمل ضمن ظروف صعبة، ومستقبله كجسم موحد ليس واضحاً.

حضور عسكري اميريكي – فرنسي

 

وتكشف الصحيفة عن قيام إسرائيل بتنسيق مواقفها مع الحكومة الأمريكية، وتحدد لها الخطوط الحمراء في المواضيع التي تمس الأمن الإسرائيلي، وواشنطن تحسن الاستماع للمطالب الإسرائيلية، ووفق تقديرات «معاريف» يبقى التعويل على فرنسا والولايات المتحدة اللتان تستيطعان التدخل مباشرة لإنقاذ الوضع عبر تقديم مساعدات مالية ضخمة ومن خلال الإشراف وممارسة الضغط لإقامة حكومة الحريري دون تأخير، وتقوية الطوائف الأخرى، والحد من النشاط الإيراني عبر الاتفاق النووي، بما في ذلك الأسلحة الدقيقة التي لدى حزب الله.. اما الاخطر فهو ما تشير اليه «معاريف» لجهة توفير وجود عسكري أمريكي وفرنسي مشترك في مواجهة شواطئ لبنان لمنع خطط إيران والضغط على حزب الله، وليس هناك حل لمنع الانهيار الشامل الذي يفيد الحزب، وفق تعبير الصحيفة.

صلاة في «الفاتيكان»

 

وفي الفاتيكان، حضر لبنان في»يوم التأمل والصلاة» الذي دعا إليه الحبر الاعظم، بمشاركة عشرة من قادة مختلف الطوائف المسيحية في لبنان، والسفير البابوي في لبنان جوزيف سبيتيري. وضمّ اللقاء عشرة من المسؤولين الكنسيّين في لبنان: 6 يمثّلون الكنيسة الكاثوليكيّة و3 يمثّلون الكنائس الأرثوذكسيّة، وواحد يمثّل الكنيسة الإنجيليّة. وقد بدأ اللقاء بترحيب من الحبر الأعظم، ليعقد بعدها أول اجتماع مغلق ثم الجولة الثانية من الاجتماع. وقد عبر رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري عن الواقع اللبناني المأساوي بالقول «الله وحده قادر على مساعدة لبنان للخروج من الأزمة التي هو فيها».

 

وتتخلل «يوم التأمل» ثلاث جلسات مغلقة في القصر الرسولي بالفاتيكان، واختتم عند الساعة السادسة مساء في بازيليك القديس بطرس بصلاة مسكونية من أجل السلام». وفي كلمته قال البابا فرنسيس ان لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا يمكن ان يترك رهينة الاقدار او الذي يسعون وراء مصالحهم الخاصة وقال «كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية، يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة لبناء مستقبل أفضل على أرضهم ومن دون تدخلات ودعا  القادة السياسيين في لبنان أن يجدوا حسب مسؤولياتهم حلولا عاجلة للازمة، كما دعا المجتمع الدولي أن يوفر للبنان الظروف المناسبة حتى لا يغرق بل ينطلق بحياة جديدة وهو سيكون خيرا للجميع».. ووفقا للمعلومات لن يكتفي البابا بالصلاة على نية لبنان بل سيوظف علاقات الفاتيكان مع دول العالم لمنع الانهيار.

.. «وحالة انكار» في بيروت!

 

اما المسؤولين اللبنانيين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فلم يتاخروا عن توجيه الشكر للفاتيكان والبابا، ومارسوا حالة من «الانكار المعهودة»، وكانهم غير مسؤولين عن حالة الانهيار الاقتصادي، والاستعصاء السياسي في البلاد، فتابع رئيس الجمهورية مباشرة عبر شاشة التلفزيون، وقائع افتتاح البابا فرنسيس لـ «يوم التأمل «، وغرد عبر «تويتر»: اليوم يشارك العالم قداسة البابا فرنسيس الصلاة والتأمل من أجل لبنان. دعوتنا معا، مسيحيين ومسلمين، أن نوطّد قيم الحق والعدالة والتوازن والاحترام المتبادل التي ترسّخ وحدتنا الوطنية، فنعيد معاً لوطننا رسالته الفريدة في العيش المشترك، في محيطه والعالم!

 

وفيما اكد باسيل ان وجود المسيحيين في لبنان مرتبط بدورهم فإذا انتفى الدور انتفى الوجود؛ وتعاطي الفاتيكان معهم بأقل من ذلك يصيبهم بأضرار بالغة أقلها هجرتهم الكاملة؛ ودور الفاتيكان محوري ومعنوي، هم ليسوا بحاجة لمن يفرض وجودههم بل للاعتراف بدورهم، قال الرئيس الحريري: ليس بغريب على حاضرة الفاتيكان أن يبقى لبنان في قلبها، من خلال هذه الدعوة الميمونة التي وجهها قداسة البابا فرنسيس لعشرة قادة روحيين، بقصد مساعدة لبنان للخروج من واقعه الصعب. واضاف: أملنا ان يتكلل اللقاء الفاتيكاني بالنجاح بدعاء جميع اللبنانيين لحماية عيشهم المشترك وأن ينعم بلدنا بزيارة قداسة البابا كما وعد بها، ويبقى لبنان اكثر من بلد، انه رسالة!

طرابلس في «عين العاصفة»

 

وبعدما شهدت مدينة طرابلس حركة احتجاجات مسلحة عاد السؤال عن «الطابور الخامس» الذي يسعى لإشعال فتنة بين الجيش اللبناني والمحتجين، حيث يتبرأ الجميع من «دم هذا الصديق»، وقد خرج تيار المستقبل ببيان يمكن اختصاره بعبارة «كاد المريب ان يقول خذوني» مع العلم ان كل المتورطين معروفين من قبل الاجهزة الامنية ويبقى السؤال المركزي عن اسباب غياب الامن الوقائي وترك الامور على «عواهنها»، في مدينة باتت في «عين العاصفة» براي مصادر معنية بهذا الملف، لان المواجهة تحصل بعنوان مطلبي وتحت «يافطة الجوع» وكل الاطراف السياسية في الشمال تخشى مواجهة «الشارع» ولا تعمل على تهدئته، ولهذا فان الامور قابلة للانفلات بعدما بات اكثر من طرف مهتم بتوظيف حالة الانهيار لتوجيه «رسائل» الى الداخل والخارج، ووضع الجيش في الواجهة، ولهذا اتخذت المؤسسة العسكرية قرارا حاسما في لمنع اي انفلات امني في عاصمة الشمال.

«المستقبل» كاد المريب..!

 

وكان لافتا بالامس، بيان قيادة تيار المستقبل في طرابلس الذي رفض تحول «عروس الثورة» الى «صندوق بريد» لرسائل الفوضى والخراب، أو أداة ضغط في العملية السياسية المرتبطة بمخاض تأليف حكومة إنقاذ،وأهاب «التيار» تفويت الفرصة على كل الغرباء عنها والطارئين عليها ممن يعملون على ضرب أمنها وسلامها واستقرارها.!

 

وفيما تحدثت المعلومات، عن تورط محسوبين على «التيار الازرق» في اعمال العنف الاخيرة، وذلك في سياق «الكباش» مع العهد، حرض بيان المستقبل الطرابلسيين على رفع الصوت عالياً حيال كل من يعطل تشكيل حكومة المهمة بقيادة الرئيس المكلف سعد الحريري بحسب الدستور، من أجل الضغط عليهم للإفراج عن التشكيلة الحكومية التي يحتاجها اللبنانيون لوقف الانهيار وإعادة وضع لبنان على سكّة التعافي الاقتصادي، بعد ما وصله من انحدار في ظل سياسات هذا العهد التي لا تقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين، ولا سيما الطرابلسيين خصوصاً، وأهل الشمال عموماً.من جهته، ناشد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان القوى الأمنية ردع كل من يحاول الإخلال بالأمن في المناطق اللبنانية كافة، والضرب بيد من حديد منعاً من الوصول إلى الأمن الذاتي الذي يرفضه الجميع

«طوابير الذل»

 

وفيما يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري رحلاته خارج البلاد، وتغيب الاتصالات الحكومية عن «السمع» سجل في بيروت لقاء لافت بين رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، اما معيشيا، وعلى الرغم من نجاح «كارتيل» النفط في «لي ذراع» الدولة واللبنانيين بفرض زيادة 9 آلاف ليرة على صفيحة البنزين لم تتوقف «طوابير الذل» على محاطات الوقود، ومع صدور جدول الاسعار المعدل صباح امس حيث تخطّت سعر صفيحة البنزين الـ 70 ألف ليرة  بدات الشركات بتسليم البنزين والفيول الى المحطات ببطء شديد يطرح اكثر من علامة استفهام، لكن مصادر تلك الشركات تحدثت عن حلحلة ملموسة خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما يجري «تشبيع» السوق بالمادة، لكن كل الحلول تبقى جزئية لان اعتماد سعر الصرف على 3900 ليرة لن يوقف عمليات التخزين والتهريب وستعود الازمة قريبا.

«دعم» الدواء مستمر

 

في هذا الوقت، خلص اجتماع بعبدا الذي خصص للبحث في أزمة الدواء، إلى التوافق على الإستمرار في سياسة دعم الدواء والمستلزمات الطبيّة ضمن آلية تطبيقية تلحظ الأولويات المحددة من وزارة الصحة وفق خطة الترشيد المرفوعة من رئيسي الحكومة ومجلس النواب،واتفق المجتمعون على ضرورة دعم الصناعات الدوائية الوطنية بالتنسيق بين وزارة الصحة ونقابة صناعة الأمصال والأدوية اللبنانية..ويفترض ان تصدر اليوم موافقة استثنائية من رئيسي الجمهورية والحكومة من أجل تثبيت استمرار سياسة دعم الدواء والمستلزمات «والمغروسات» الطبية.

اطفال لبنان «جوعى»!

 

من جهتها وصفت «اليونيسف» ما يعانيه الأطفال في لبنان بانه أسوأ الإنهيارات الاقتصادية في العالم ولفت الى ان أكثر من 30% من الأطفال في لبنان باتوا في فراشهم الشهر الماضي ببطون خاوية، لعدم حصولهم على عدد كاف من وجبات الطعام..واشار التقرير الى ان 77بالمئة من الاسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو من مال لشرائه، وترتفع هذه النسبة بين الأسر السورية إلى 99 في المئة، اما 60 بالمئة من الاسر فتضطر الى شراء الطعام عبر الاقتراض والاستدانة، وكذلك فان 76بالمئة من الاطفال في لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الاولية التي يحتاجون اليها، وواحد من كل عشرة اطفال في لبنان ارسل الى العمل، و40 بالمئة من الاطفال ينتمون الى اسر لا يعمل فيها احد، و77بالمئة من تلك الاسر لا تتلقى مساعدة اجتماعية.. اما 15 بالمئة من الاسر فقد توقفت عن تعليم اطفالها…

 

وعلّقت ممثلة الـ «يونيسيف» في لبنان، يوكي موكو، قائلةً: «في ظل عدم وجود تحسن في الأفق، المزيد من الأطفال يذهبون إلى فراشهم ببطون خاوية. تتأثر صحة الأطفال ومستوى تعليمهم وكل مستقبلهم، فالأسعار تحلّق بشكل هائل ونسبة البطالة تستمر في الارتفاع. ويزداد عدد الأسر في لبنان التي تضطر إلى إتخاذ تدابير التأقلم السلبية لتتمكن من الصمود، كإلغاء بعض وجبات الطعام توفيراً لثمنها أو إرسال أطفالهم إلى العمل، يكون غالباً في ظروف عمل خطيرة، أو اللجوء إلى تزويج بناتهم القاصرات، أو بيع ممتلكاتهم».

 

***************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق

 

البابا للمسؤولين: كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية  

 

اقيم في الفاتيكان مساء امس  القداس الإلهي برئاسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس، على نية إحلال السلام في لبنان، في حضور الوفد اللبناني.

 

وقال البابا فرنسيس اثناء صلاته لاجل لبنان: «نصلي ليلعب لبنان دوره مع بلدان العالم وإيماننا ان الروح القدس سيغيّر كل شيء في لبنان».

 

واضاف: «لبنان الحبيب الذي يشع حكمة وثقافة لا يمكن ان يترك رهينة الاقدار او الذي يسعون وراء مصالحهم الخاصة».

 

وتابع: «كفى استخدام لبنان لمصالح ومكاسب خارجية، يجب إعطاء اللبنانيين الفرصة لبناء مستقبل أفضل على أرضهم ومن دون تدخلات».

 

وللمسؤولين في لبنان توجه بهذه الرسالة: «عليكم أن تضعوا أنفسكم في خدمة السلام لا في خدمة مصالحكم الخاصة».

 

وتوجه البابا  فرنسيس الى اللبنانيين قائلا: «لا تيأسوا ولا تفقدوا الروح بل ابحثوا في جذور تاريخكم عن الرجاء لتزهروا من جديد».

 

كما توجه الى  المجتمع الدولي مطالبا « بتوفير الظروف المناسبة للبنان كي لا يغرق بل ينطلق بحياة جديدة وهو سيكون خيرا للجميع».

 

وكان  البابا فرنسيس حيا في بيت القديسة مارتا في الفاتيكان رؤساء الكنائس في لبنان لمناسبة «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» الذي دعا إليه في كلمة وجهها بعد صلاة التبشير الملائكي في الثلاثين من أيار الفائت.

 

وأورد بيان لدار الصحافة لدى الكرسي الرسولي، أن الحبر الأعظم قال إنه «التقى في قادة الجماعات المسيحية الموجودة في لبنان، ليوم تأمل حول الوضع المقلق في البلاد وللصلاة معا من أجل عطية السلام والاستقرار».

 

وجاء في البيان: «أضاف الأب الأقدس أنه يوكل هذه النية إلى شفاعة أم الله المكرمة في مزار حريصا، ومنذ هذه اللحظة أطلب منكم مرافقة الاستعداد لهذا الحدث بصلاة تضامنية، طالبين مستقبلا أكثر سلاما لهذا البلد الحبيب.

 

توجه الجميع بعد ذلك سيرا على الأقدام من بيت القديسة مارتا إلى بازيليك القديس بطرس حيث كانت هناك وقفة صلاة: «صلاة الأبانا».

 

وتخلل «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» ثلاث جلسات مغلقة في القصر الرسولي بالفاتيكان: الأولى عند الساعة العاشرة صباحا، والثانية عند الساعة 11 والثالثة عند الساعة 14. يختتم «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان» عند الساعة السادسة مساء في بازيليك القديس بطرس بصلاة مسكونية من أجل السلام».

 

أضاف البيان: «هذا وقد ذكر قداسة البابا فرنسيس في كلمة وجهها بعد صلاة التبشير الملائكي الثلاثاء الماضي التاسع والعشرين من حزيران بيوم التأمل والصلاة من أجل لبنان في الأول من تموز، وقال أدعوكم جميعا للاتحاد روحيا معنا والصلاة من أجل لبنان كي ينهض من الأزمة الخطيرة التي يمر بها ويظهر للعالم مجددا وجهه، الذي هو وجه سلام ورجاء.

 

نرافق بالصلاة «يوم التأمل والصلاة من أجل لبنان»… معا من أجل لبنان».

 

فهمي: لتأمين سلامة الإعلاميين

 

استقبل وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي في مكتبه في الوزارة، مجموعة من الاعلاميين اللبنانيين ضمن مبادرة «إعلاميون من أجل الحرية».

 

وأشار الوفد الى أن «الهدف من المبادرة حماية الحريات في لبنان والإعلام والإعلاميين بشكل أساسي، وشدد على «دور وزارة الداخلية والوزير فهمي في التشدد بحماية حرية العمل الاعلامي».

 

بدوره، أكد الوزير فهمي «دور وسائل الاعلام في نقل الحقيقة وبناء وطن سليم»، كما اكد «أن التوجيهات معطاة للقوى الأمنية بتأمين سلامة الإعلاميين وضمان ممارستهم لدورهم دون أي معوقات».​

 

**********************************************************************

 

صحيفة "الأنباء" الالكترونية:

 

 العين على موقف الحريري... ودعوة بابوية للبنانيّين: ساعدوا أنفسكم أولاً

 

في ظلّ كارثة اجتماعية حقيقية يعيشها اللبنانيّون، تتوالى اللقاءات والاجتماعات في القصر الجمهوري والسراي الحكومي بحضور رئيسَي الجمهورية ميشال عون والحكومة المستقيلة حسان دياب، من دون الإشارة إلى ما يعانيه اللبنانيّون من قلقٍ وخوفٍ على الآتي من الأيام السوداء، وكأن الأمر لا يعنيهم، لا من قريب ولا من بعيد. فلا اللقاءات التي تُعقد في بعبدا قادرة على بلسمة جراح اللبنانيّين، ولا البيانات الإنشائية لرئيس الحكومة المستقيلة تسد رمقاً أو تسمن جائعاً. وبانتظار أن تصبح البطاقة التمويلية التي أقرّت مؤخراّ قيد التنفيذ، تستمر معاناة اللبنانيين، وبالأخص العائلات الأكثر فقراً من دون أمل ولا رجاء.


مصادر سياسية استغربت عدم تفعيل الحكومة المستقيلة لمواجهة الإنهيار الاجتماعي والاقتصادي، وسألت عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية عن المهام التي يحدّدها الدستور لحكومة تصريف الأعمال، وما هي الأعمال التي ينبغي تصريفها غير جدول أسعار المحروقات، والرفع المستمر لسعر ربطة الخبز، دون أن ينسى وزير الاقتصاد راوول نعمة أن يخفّض من وزنها لتتلاءم مع سياسته الاقتصادية التي أنقذت البلد من الانهيار.


المصادر توقفت عند ظاهرة تحويل رئيس الحكومة المستقيلة إلى مجرد مستشار لدى الرئيس عون، بدل أن يقدّم خطةً إنقاذية لانتشال البلد من أزمته. وقالت المصادر إنه إذا كان خبر مقاطعة العديد من الوزراء المستقيلين لرئيس الوزارة (صحيحاً)، فلماذا لا يجد الطريقة المناسبة لإعفائه من مهامه بعدما أصبح اسمه واسم أعضاء حكومته مرادفاً لمعاناة اللبنانيّين. فالمواطن اللبناني لم ينسَ عندما تشكّلت حكومة حسان دياب أنّ الدولار الأميركي كان بـ1500 ليرة، أما اليوم فقد أصبح على مشارف الـ20 ألفاً، والرئيسان عون ودياب لن يسمحا بالتلاعب بأسعار الدواء، ومنع المرضى من الدخول إلى المستشفيات، في حين أصبحت ثلاثة أرباع الأدوية مفقودة من الصيدليات، والمرضى يموتون على أبواب المستشفيات، أو يُستنزفون مادياً حتى آخر قرشٍ في جيوبهم".


في هذا الوقت، تزداد التكهنات والتحليلات التي تتحدث عن اعتذار الرئيس المكلّف سعد الحريري، والذي على ما يبدو مدّدَ إقامته في الخارج أسبوعاً إضافياً، وهناك من يعتقد أن الحريري قد يزور بعبدا فور عودته ليعرض على الرئيس عون تشكيلة حكومية من 24 وزيراً، فإذا قبلها يصار إلى إصدار مراسيمها على الفور، وفي حال الرفض سيعقد الحريري مؤتمراً صحافياً يشرح فيه كل الظروف التي منعته من تشكيل الحكومة، ثم يقدّم اعتذاره عن التأليف.


وهناك فريق آخر يقول إن الحريري لن يزور بعبدا إلّا بعد أن يتأكد أن كل المؤشرات إيجابية تمكّنه من تشكيل الحكومة، وفي حال عدم وجود هذه المؤشرات فلن يعتذر حتى لو بقي رئيساً مكلفاً حتى نهاية العهد، وذلك رداً على الموقفَين اللذين صدرا عن النائبين جبران باسيل وجورج عدوان أثناء انعقاد الجلسة التشريعية، وكأن اسم الحريري تحوّل إلى مشكلة في البلد.


في سياق متصل، أشار عضو كتلة المستقبل، النائب بكر الحجيري، في حديثٍ لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أنّ الأمور ما زالت على حالها، ولم يتغيّر شيء، مذكّراً بأنّ، "الرئيس الحريري أبلغهم في لقائه الأخير مع كتلة المستقبل أنّ الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات، وفي كل الجهات، مهما كانت الأسباب والدوافع".


وسأل الحجيري: "في حال الاعتذار عن التشكيل، هل سنكون تقدّمنا خطوةً إلى الأمام، أم تراجعنا عشر خطوات إلى الوراء؟ وفي حالة الاعتذار سيذهب البلد إلى الأسوأ، ونحن نريد حلاً، والرئيس الحريري جاهزٌ لأي أمرٍ إيجابي"، لافتاً إلى أنّه، "في حال اعتذار الحريري هناك العديد من الشخصيات السنّية التي تقبل التكليف، ومن بينها حسان دياب، فهو لا يزال رئيس حكومة، لكن المؤسف أن النائب باسيل لم يأتِ على ذكره أثناء مداخلته في المجلس النيابي، فأصبح يتحدث وكأنه ملاكٌ مرسلٌ من السماء. ولكن لماذا لم يذكر اسم حسان دياب؟ لا نعلم، فقد يجوز أنّه بدأ يصدّق نفسه على أنّه المسيح عليه السلام"، واصفاً مداخلة النائب جورج عدوان بالشعبوية، وكأنّ الرئيس المكلّف أصبح بالنسبة إليه مشكلة، كاشفاً أنّ دياب تأخّر جداً حتى بدأ يعرف لماذا كُلّف بتشكيل الحكومة.


تزامناً، اتّجهت الأنظار إلى اللقاء الروحي الذي عقده البابا فرنسيس في الفاتيكان بحضور 10 شخصيات دينية لبنانية، وعلى رأسهم غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.


أمين السر العام للبطريركية المارونية السابق، المطران سمير مظلوم، وصف عبر "الأنباء" الإلكترونية اللّقاء بالممتاز والضروري، متمنياً أن يكون له مؤشرات إيجابية تجاه لبنان.


مظلوم رأى أن حلّ الأزمة في لبنان يبدأ من اللبنانيّين أنفسهم، وكلّ ما تأخروا كلّ ما عادت الأمور إلى الوراء، وقال: "العالم كله يطلب من المسؤولين إيجاد حلٍ للأزمة، وتشكيل حكومة تتمكّن من اتّخاذ قرارات مصيرية، وتقوم بالإصلاحات المطلوبة، وأي لقاءٍ يحصل في الخارج من أجل لبنان يساعده في الخروج من أزمته، شرط أن يساعد اللبنانيّون أنفسهم".


وقال: اللقاء بحد ذاته إيجابي، خاصة وأنّها المرة الأولى التي يلتقي فيها البابا كل المسؤولين عن الكنائس في لبنان، والغاية منه الصلاة والتعرّف عليهم، والاطّلاع منهم على الوضع الدقيق الذي يمرّ فيه هذا البلد، ومعرفة مدى اهتمام الفاتيكان والعالم بلبنان.


مظلوم أوضح رداً على سؤال يتعلق بتدخل إيران في لبنان أنّ الفاتيكان ورجال الدين لا يستطيعون التدخّل في شؤون الدول الأخرى التي لديها برامج توسُّعية، إمّا عن طريق الانتصار أو التدخّل أكثر، متمنياً توقّف هذه التدخلات مشدداً على توحيد الكلمة لحل المشاكل العالقة.


بدوره، نوّه عضو تكتل لبنان القوي، النائب إدغار طرابلسي، باجتماع الفاتيكان علّه يعطي قوة الدفع لإخراج لبنان من النفق المظلم الذي لا يعاني فيه شعبه فقط من الشلل السياسي والفساد المستشري والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، إنما من التدخلات الدولية والإقليمية التي لطالما أبقته رهينة سياساتها، وفي الوقت نفسه ضحية بقائه رهينة سياساتها وضحية صراعاتها المختلفة التي أنهكته على مرّ العهود.
 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram