الدولار تجاوز الـ 17000 ليرة… وتمويل استيراد المواد الغذائيّة بدأ من السوق السوداء/ نصرالله: واشنطن لا تريد جيشاً قوياً بل زرع الفتن… والمثالثة وهمٌ وفزّاعة… لا لقطع الطرقات / نلبّي نداء باسيل وندعم مبادرة برّي لتفاهم عون والحريري… وأنجزنا تحضيرات استيراد المحروقات
في كلمة مفصليّة وفي ظرف قاتم تناول الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله الملفات الساخنة، مجيباً عن الكثير من الهواجس والأسئلة، مانحاً بعض الأمل بإحداث اختراق في الملف الحكوميّ المغلق، تاركاً بعض الضوء في ظلام الليل السياسي والاقتصادي المخيّم على لبنان واللبنانيين، مبشّراً رغم الصعوبات بإمكانية السيطرة على المرحلة الصعبة، داعياً القيادات لمغادرة الفئويات الضيقة والحسابات الصغيرة والحقد والكيد، والتطلّع لأحوال الناس ومعاناتها، والتعامل أخلاقياً مع هذه الأوجاع التي توحّد اللبنانيين، بينما تجاوز الدولار عتبة الـ 17000 ليرة بعدما تمّ رفع الدعم عن السلع الغذائيّة وصار تمويل استيرادها يتمّ من السوق السوداء، وبينما لجأت المصارف لشراء الدولارات من السوق السوداء أيضاً لتأمين ما يلزم لسداد الـ 400 دولار التي تضمّنها تعميم مصرف لبنان بالنسبة لحقوق السحب الممنوحة للمودعين مع نهاية شهر حزيران بعد أيام قليلة.
تناول السيد نصرالله الحديث الأميركي عن دعم الجيش اللبناني، وتوصيفه كمدخل لبناء توازن قوة بوجه حزب الله، مشيراً إلى أن هذا تحريض للجيش على شريحة لبنانية واسعة وتحريض لهذه الشريحة على الجيش وإثارة مخاوفها وشكوكها منه، بما يؤكد أن ما تريده واشنطن هو الفتن وليس الجيش القويّ، فالذي يريد الجيش القويّ يسعى وإحاطته بأوسع التفاف شعبيّ وطمأنة الجميع إلى دوره وإلى أن هذه القوة لا يجب أن تكون مصدر قلق لدى أحد، فكيف إذا الأميركي نفسه هو مَن يعيق امتلاك الجيش للمقدرات الحقيقية التي تجعل منه جيشاً قوياً بمعايير الجيوش، فقط لأن واشنطن لا تريد جيشاً يردع اعتداءات جيش الاحتلال على لبنان.
توقف السيد نصرالله أمام النقاش الدائر حول فرضيّة المثالثة انطلاقاً من نقاشات تشكيل الحكومة ليصف هذه الفرضيات بالفزاعة المفتعلة، حيث لا يمكن الحديث عن ثلاث ثمانيات في الحكومة إلا بصورة مجافية للواقع بهدف زرع الشكوك والمخاوف، وإلا كيف يستقيم احتساب وزراء مسيحيين في حصص الشيعة والسنة، متوقفاً أمام محاولة التهشيم التي لحقت بالنائب جبران باسيل بعد دعوته للسيد نصرالله للتدخل كصديق في مسعى حلحلة الملف الحكومي، خصوصاً الكلام الذي وصف هذه الاستعانة كتفويض مصير طائفة لطائفة أخرى، بصورة منافية لما ورد في دعوة باسيل.
في تداعيات الأزمة الاجتماعية كاشف السيد نصرالله اللبنانيين بأننا ذاهبون الى رفع الدعم بقرار أو بدون قرار، بحكومة أو من دون حكومة، وأن المعاناة ستزداد والصعوبات ستتفاقم، محذراً من الفوضى، والفتن، داعياً لتجنّب قطع الطرقات كوصفة سريعة للخلل الأمني، عدا عن كونها عقاباً جماعياً للبنانيين وليس لمسبيي الأزمات.
في الملف الحكوميّ أكد السيد نصرالله تلقفه لنداء النائب جبران باسيل، وفق مضمونه الحقيقيّ كدعوة من صديق لصديق للمساعدة في حلحلة الأزمة الحكوميّة، مشيراً إلى أن المساعي بدأت وستستمر، مضيفاً أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري تبقى هي إطار الحل وأن الهدف سيبقى تقريب المواقف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري.
عن وعده بالسير باستيراد المحروقات بالليرة اللبنانية من إيران، عندما تغلق الأبواب وتعجز الدولة، قال السيد نصرالله إن حزب الله أنجز كل الترتيبات الإجرائية والإدارية واللوجستية للعملية بما في ذلك أماكن التخزين وآلية التوزيع وصيغة الاستيراد، ولم يتبق إلا إصدار أمر التنفيذ عندما يتخذ القرار، داعياً المعترضين والمنتقدين إلى فعل المثل بالذهاب الى أصدقائهم ومطالبتهم بمنح لبنان مساعدة تشبه ما جاء به السيد نصرالله من إيران كصديق، بدلاً من الانتقادات العبثية والعدمية والتي لا تعبر إلا عن حقد أصحابها وعدم اكتراثهم لمعاناة الناس بمن فيهم الناس الذين يزعمون أنّهم يهتمون لأمرهم ويمثلونهم.
وأشار السيد نصرالله خلال كلمته إلى أننا «أمام تحريض أميركي مكشوف في وسائل الإعلام، تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض»، مؤكدًا «أننا نرى أن الجيش اللبناني الضمانة الحقيقية للأمن والاستقرار في لبنان وأيضًا لوحدة لبنان، كما أنه جزء أساسيّ من المعادلة الذهبية لقوة لبنان أي الجيش والشعب والمقاومة». وأكد أن الذي يعيق تقوية الجيش اللبناني هي الإدارة الأميركية، لأنها تخشى من هذا الجيش لأنه لو تمّ تسليحه وبما يمتلك من عقيدة ومن ثقافة ترفض العدوان من أن يكون بمواجهة ربيبتها «إسرائيل»، وهي تمنع من أن تصل إليه الكثير من المساعدات الحقيقية من دول المنطقة ومن دول العالم».
ولفت السيد نصرالله الى أن “مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري أدّت مع الأطراف المختلفة للوصول إلى نقطة مهمة، وهي الاتفاق على عدد وزراء الحكومة أي 24 وزيراً وتم الاتفاق أيضاً على توزيع الحقائب كأعداد على الأحزاب والطوائف”، مؤكدًا “لم نفكر أبدًا في الطائفة الشيعيّة بالمثالثة ولم نطرحها بل غيّرنا طرحها علينا ولم نقبل”.
وفي رده على كلام النائب جبران باسيل أوضح الأمين العام لحزب الله أن “عبارة حَكَم هي عبارة عن الثقة وليس المقصود منها المعنى الدقيق لها”، وأن “الحَكَم يحتاج إلى قبول الطرفين وتسليمهما وهذا غير مطروح وأنا لست في وارد هذه المسألة”. ونوّه إلى أن “حزب الله موقعه وأولوياته مختلفة ويقبل لنفسه ما لا يقبله الآخرون من أغلب القوى السياسيّة في لبنان لأنفسهم”، وأن “الوزير جبران باسيل استعان بي بصديق وأنا استعنت بالرئيس بري كصديق، وهذا الإطار هو الإطار الوحيد المنطقي والطبيعي الذي يمكن أن نصل من خلاله إلى نتيجة”. وأَضاف: “قدّمنا أفكاراً جديدة والهدف هو الوصول إلى مكان مرضٍ للرئيس عون والحريري حتى إذا توافقا أمكن تشكيل الحكومة”، وتابع “يجب دائمًا التحلي بالأمل والحل بإيجاد حكومة قادرة على اتخاذ القرارات”.
وكشف السيد نصرالله أن “كل المقدّمات الإدارية واللوجستية بخصوص استيراد البنزين والمازوت من إيران إلى لبنان وتوزيعه قد أنجزناها. وهذا الوعد ما زال قائمًا”، مشيرًا إلى أن “الأمر يحتاج إلى إذن حركة فقط فالمقدّمات كلها أنجزت”. وسأل لماذا لا تلجأ الدولة إلى خيار إنشاء مصافٍ للمشتقات النفطية وتأمين جزء كبير من حاجات السوق اللبناني بكلفة أقل، وهناك شركة جاهزة لهذا المشروع فقط تحتاج إلى التوقيع”.
وأشار إلى أن البلد يتجه إلى رفع الدعم تلقائيًا، داعيًا لتشكيل لجنة من كل الشركاء في الحكومات السابقة لمناقشة ترشيد الدعم أو رفعه لأن المفروض من الكل أن يتحمّل المسؤولية، ولفت إلى أن البطاقة التمويلية تستطيع مساعدة العائلات اللبنانية في الصمود في مواجهة الأزمة. وشدّد على “الناس الانتباه في هذه المرحلة، وأن تخريب المنشآت العامة وقطع الطرقات يؤدي إلى أذية الناس ويزيد من وجعها، وأن استمرار قطع الطرق سيؤدي إلى طابور ذلّ جديد إضافة الى طابور البنزين والدواء”. وأضاف “نحن نحتاج إلى السلام الداخلي حتى نحلّ مشاكل البلد فيما هناك من يريد تفجير البلد. فهؤلاء مُفسِدون في الأرض”، ولفت إلى أن “أيّ كلام في هذا الظرف يؤدي إلى الفتنة حرام ومن الكبائر، والذي يتصوّر أنه في ظل الفتنة يستطيع معالجة أزمة هو واهم ويخرّب ويدمّر البلد”.
وبعد بيان قيادتي حركة أمل وحزب الله بضبط جمهور الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، عقد مسؤولو الإعلام في التيار الوطني الحر وحزب الله لقاء تنسيقياً في مقر التيار في ميرنا الشالوحي. “وكان اللقاء إيجابياً جداً وبحث في سبل تعزيز التنسيق والتعاون الإعلامي في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ظل كمّ الشائعات التي تطاول العلاقة بين ثنائي تفاهم مار مخايل وهي إشاعات مغرضة ومعروفة الأهداف”. وشدّدا على “ضرورة التزام المحازبين والمؤيدين على وسائل التواصل الاجتماعي بأعلى معايير الانضباط والتحلّي بروحيّة التفاهم والعلاقة الوطيدة بين الطرفين”.
وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ”البناء” إلى أن “خطاب السيد نصرالله حمل العديد من الرسائل إلى مختلف الأطراف لكن جوهر الخطاب نقطتان الأولى هي التحذير من تداعيات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على الوضع الأمني والسلم والاستقرار الداخلي في ظل محاولات خارجية للعبث بالأمن الداخلي، لا سيما أن السيّد بدأ خطابه بالأمن بالإشارة الى محاولة أميركية لزرع الشقاق والتحريض بين الجيش والمقاومة. وأنهى الخطاب بتحذير السياسيّين واللبنانيين عموماً من جر البلد الى مستنقع الحرب والفتنة الداخلية”. أما النقطة الثانية بحسب المصادر فهي “شرح موقف الحزب من كلام باسيل وتهدئة الشارع المسيحي – الشيعي الذي يتفاعل مع أي خلاف بين الطرفين. وكذلك الأمر أعاد التمسك بمبادرة الرئيس بري وسدّ أية ثغرة يمكن أن ينفذ منها المصطادون بالمياه العكرة بين حركة أمل وحزب الله”، ولفتت المصادر الى أن السيد نصرالله كان واضحاً بالتحذير من جر البلد الى التقسيم نتيجة تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية، حيث ستتزداد الأحداث والتوترات الأمنية ما سيدفع المجتمعات اللبنانية الى إقامة شبه استقلال ذاتي على المستوى الغذائي والخدمي والمالي”.
ورغم تأكيده على صعوبة المرحلة التي نمرّ بها والتي سيطول أمدها طويلاً، إلا أن السيد بحسب المصادر ترك باب أمل تمثّل بحل أزمة المحروقات التي تنعكس على كافة مجالات الحياة الاقتصادية والمعيشية اليومية للمواطن، وذلك من خلال إعلان السيد نصرالله بأن استيراد المحروقات ينتظر اشارة نهائية للتنفيذ.
ورأت المصادر أن الحصار الخارجي الاقتصادي على لبنان مستمرّ ويزداد خنقاً من الأميركيين وحلفائهم في المنطقة. وفي هذا الصدد تشير معلومات “البناء” الى أن هناك “ضغوطاً أميركية خليجية على الحكومة العراقية لعرقلة استيراد النفط الى لبنان مرجّحة أن يكون تأخير إنجاز الأمر سياسياً وليس تقنياً”.
واشارت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر رداً على كلام السيد نصرالله بالقول لـ “البناء” إلى أنّ الخطاب اتسم بالإيجابية ووضع الامور في نصابها ونحن دائما ننظر الى الأمور مع حلفائنا الى النصف الملآن من الكأس ومنفتحون على النقاش والحوار مع الحزب في كافة الصعد لا سيما الحكومة”. ولفتت المصادر ان “خطاب السيد نصرالله أعاد التأكيد على روحيّة التفاهم والتحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله واسقطت أحلام البعض بأن هناك خلافاً بين الطرفين أو سقوط التفاهم”. وأكدت المصادر أن “باسيل مستعدّ للانفتاح على كافة الاقتراحات والأفكار وملاقاة ما طرحه السيد نصرالله حتى تأليف الحكومة وإنقاذ البلد من الانهيارات مع التشديد على ضرورة وضع خريطة إصلاحيّة واضحة على رأسها التدقيق الجنائي”.
وأشارت أوساط مطلعة على الملف الحكومي لـ”البناء” الى أن “لا حكومة في المدى المنظور، رغم الوساطات التي تحصل كون طرفين الخلاف متمسكين بموقفهما، إضافة إلى التعقيدات والضغوط الخارجية”. وكشفت الأوساط الى أن “الحل الحكومي توقف على عقدتي تسمية الوزيرين المسيحيين وثقة التيار الوطني الحرّ بالحكومة”، وشكّكت الأوساط بقدرة وصدقيّة الحريري بالتأليف إذا حلت هذه العقد، وكشفت أن الرئيس المكلّف لم يُجِب على سؤال أحد أطراف التفاوض مفاده إذا حلت عقدتا الوزيرين المسيحيين والثقة هل سيؤلف الحكومة؟ ما دفع بالمصادر لـ”التشكيك في أن الحريري يهدف الى تضييع الوقت واستنزاف العهد لاعتبارات خارجيّة فضلاً عن أنه يتهرّب من الانفجار الاجتماعيّ المقبل المتأتي من رفع الدعم عن أغلب السلع الأساسية والمحروقات والأدوية”.
على المستوى الخارجي، قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال استقباله نظيره الأميركي انطوني بليكن في باريس: “قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف مَن هم الذين يتسببون بالأزمة”. وأضاف “تجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم”. من جهته، قال بلينكن: ناقشت مع لودريان الأزمة في لبنان والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسيّة. وأضاف “نبحث عن قيادة حقيقة في لبنان لمساعدته”. وأردف “فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها وتجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين”.
وبرزت مواقف السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا في حديث تلفزيوني، حيث قال: “زرت واشنطن منذ أسبوع تقريبًا والتقيت كبار المسؤولين الذين يحرصون على لبنان بشدّة ولاحظت في كلامهم مدى خطورة الوضع أكثر ممّا ألاحظه في بيروت”. وأكدت أننا “سنضاعف المساعدات المقدّمة للجيش اللبناني لهذا العام بـ15 مليون دولار من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع لوزارة الخارجيّة وبالتالي سنستثمر في 120 مليون دولار مع شركائنا في المعدّات والتدريب”.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وافق على تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية الذي تمّ التوافق عليه في اجتماع بعبدا أمس الأول. وأوضح المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء في بيان أنه “بالتوافق مع فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على صيغة جديدة، أعطى دولة الرئيس حسان دياب الموافقة الاستثنائية على اقتراح معالي وزير المال بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلاً من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استناداً للمادة 91 من قانون النقد والتسليف”.
واستمرت طوابير السيارات أمام محطات الوقود مع تفاقم الأزمات بشكل يومي وارتفاع قياسي بسعر صرف الدولار منذ بدء الأزمة في 17 تشرين 2019 حيث كسر حاجز الـ16 الف ليرة أمس، ما ينذر بالأسوأ بحسب خبراء ماليين واقتصاديين وتمهيد لارتفاع إضافي بأسعار السلع ما سيخلق حالات جوع حقيقيّة لدى فئة كبيرة من المواطنين.
وتمنّى ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا أن “يحلّ قرار الـ3900 ليرة مشكلة المحروقات وأن يعود كل شيء إلى طبيعته والمواطن سيرتاح، ولكن الأهم هو وقف التهريب”. بدوره، رأى عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، أن “على المسؤولين المعنيين بإيجاد الحلول لاستيراد المحروقات والذين يدرسون آلية تطبيق اقتراح تعديل سعر صرف الدولار لدعم هذا الاستيراد على 3900 ليرة، الإسراع في اتخاذ قرار حاسم وواضح يوقف معاناة المواطنين في الطوابير، ومعاناة أصحاب المحطات الذين هم في مواجهة مباشرة مع المستهلك”.
ورأت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار أن المشكلة الأساسية هي تهريب المحروقات كاشفة أن الادعاءات في هذا الموضوع بدأت. ولفتت في حديث تلفزيوني إلى أن “المشكلة كبرت ولا يمكن تلبية حاجة السوق من المحروقات، والتهريب أكبر من التخزين”. وفي سياق ذلك، يؤكد أمنيّون وأصحاب محطّات وقود أن الأحزاب في مناطق محدّدة من الشمال وبيروت وبعض مناطق الجنوب تسيطر بشكل كامل على هذه المحطات، وهي تتحكم بتوزيع المادة إنْ لناحية حجم التوزيع او لناحية المستفيدين”.
أما اتحاد نقابات المخابز والأفران في لبنان، فأشار في بيان الى أن “أزمة كبيرة قد تؤدي إلى توقف العديد من الأفران والمخابز في كل المناطق اللبنانية، وهي نقص حاد في مادة المازوت التي باتت مادة بعيدة المنال. لقد استنفدت الأفران والمخابز كل الاحتياط لديها من هذه المادة، وما هو متوفر لا يكفي، مما قد يؤثر على انتاج الأفران والمخابز ولا سيما على تلك الكبيرة منها التي توزّع على كل المناطق اللبنانية”.
ورفعت نقابة أصحاب السوبرماركت الصوت “حيال ما يجري على أرض الواقع من شح شديد في مادة المازوت، وعدم تمكن السوبرماركت من تسلم كميات تكفي لمواصلة عملها”. وطالبت السلطات المعنية في بيان بـ “تأمين مادة المازوت بشكل متواصل للسوبرماركت تفادياً لإقفالها”.
وسأل رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر “ماذا تنتظرون حتى تؤلفوا الحكومة؟ الانهيار الكبير قد بدأت ملامحه، الفوضى الاجتماعية، الفوضى الأمنية، الفلتان والثورة، بادروا قبل فوات الأوان حيث لا نفع بعدها لأي شيء”، ودعا رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس، الى اجتماع الاثنين في مقر الاتحاد العمالي قائلاً “بركان المحروقات شرارة تؤسس الى ما لا تُحمد عقباه بعد قرار رفع الدعم التدريجي”، فيما المستشفيات تعاني من التقنين ومن نقص المسلتزمات الطبية فيما غاب الكثير من الأدوية عن رفوف الصيدليات.
الى ذلك، نقل أمين الصندوق في جمعية المصارف تنال الصبّاح عن حاكم مصرف لبنان أن “المصارف كافة من دون استثناء ملزَمة بتطبيق التعميم 158 اعتباراً من أول تموز، على أن يبدأ التحضير منذ اليوم (أمس)، أما سرعة الجهوزية فتختلف بين مصرف وآخر”. وكان التعميم الرقم 158 بتفاصيله محور اللقاء الذي جَمَع مساء أمس الأول المجلس المركزي لمصرف لبنان برئاسة سلامة، ومجلس إدارة جمعية المصارف برئاسة رئيسها سليم صفير. وخَلص اللقاء إلى تقديم كل الإيضاحات حول كيفية تطبيق التعميم وآليّته، مع التشديد على وجوب المباشرة به بداية تموز المقبل.
وأعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في بيان ان “البنك المركزي قام بعمليات بيع للدولار الأميركي للمصارف المشاركة على منصة “Sayrafa” بسعر 12,000 ليرة للدولار الواحد. ومجمل عمليات هذا الاسبوع هو 28 مليون دولار أميركي بمعدل 12,200 ليرة للدولار الواحد”.
على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ووزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية والوزير السابق صالح الغريب، وأجرى معهم جولة أفق تناولت التطورات السياسيّة الراهنة والمستجدّات الحكومية. وقال ارسلان بعد اللقاء: وضعنا فخامة الرئيس في أجواء الاجتماع الذي سيُعقد اليوم في خلدة، وكلنا مرحّبون ومنفتحون ومؤيدون للحوار بين كل الفئات اللبنانية، وداخل البيت الدرزي. هناك عدد من الأمور والمشاكل والخلافات والتباينات في الوضع الدرزي الداخلي يجب أن تعالج بروحيّة منفتحة وإيجابيّة. وكان فخامته مشجعاً ومتفهماً وداعماً لأي لقاء يتم لتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين بشكل عام، وبيننا بشكل خاص”.
******************************************************************
سلامة يدفن الـ 1515 ويُطلق موجة جديدة من ارتفاع الأسعار: السلطة تسلّم الدولة إلى مشتبه فيه
قرار جديد تُصدره السلطة اللبنانية يسمح بإطلاق يد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وفرض رؤيته على الاقتصاد والناس. الحاكم لا يُحدّد حصراً السياسة النقدية للدولة، بل يتحكّم بوجهتها المالية والاقتصادية والاجتماعية. يُريد رفع الأسعار ليحدّ بذلك من استهلاك السكان. يريد التوقّف عن دعم السلع الرئيسية. يريد التنصّل من تحمّل أيّ مسؤولية، فتُجيز له الدولة بحُكم "حالة الطوارئ" رفع سعر المحروقات على أساس سعر صرف 3900 ليرة، ليكون ذلك مُقدّمة لرفع أسعار كلّ السلع والخدمات، وفرض سعر صرف جديد في التعاملات. الأسوأ أنّ الخطوة تُكرّس سطوة الاحتكارات على السوق، ولا تتزامن مع إقرار استراتيجية اجتماعية وتسبق البطاقة التمويلية
المشهد يصلح لفيلم سينمائي وليس لإدارة أخطر أزمة تمرّ في تاريخ لبنان. الدولة رئاسة الجمهورية ومجلسا النواب والوزراء ــــ وقّعت مرّة جديدة على قرار تسليم البلد وناسه لموظّف تشتبه فيه سلطات سويسرا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا... ولبنان بارتكابه جرائم اختلاس وتبييض الأموال والاستغلال الوظيفي. عِوض أن تجتمع هذه السلطات لبتّ مصير حاكم البنك المركزي، تٌقرّر الخضوع لضغوط رياض سلامة، وتنفيذ ما يطلبه منها، بحجّة "الطوارئ". فأجازت له "استعمال الاحتياطي الإلزامي لفتح اعتمادات لشراء المحروقات من بنزين ومازوت وغاز منزلي لمدّة ثلاثة أشهر على سعر صرف 3900 ليرة بدلاً من 1500 ليرة للدولار الواحد". تُسوّق الدولة اللبنانية لقرارها بأنّ سلامة يُهدّد بالتوقّف نهائياً عن دعم استيراد السلع الرئيسية، وإذا لم تٌوقّع على قرار الاستيراد وفق 3900 ليرة فسينقطع المازوت والبنزين من السوق بداية الأسبوع المقبل.
حالة الطوارئ هذه التي يُريد أركان الدولة تهديد الناس بها عند كلّ قرار يتّخذونه، تُخيّم فوق لبنان منذ ما قبل لحظة الانفجار في تشرين الأول 2019. كانت يومها الظروف مؤاتية لتغيير السياسات الاقتصادية وآليات العمل بـ"هدوء" وبأقل كلفة ممكنة على المجتمع. حتى مع بداية الأزمة، لو تعاملت الحكومة والمسؤولون مع الأزمة على قدر خطورتها، لكان يُمكن معالجة التداعيات وفق سعر صرف 4000 ليرة للدولار وليس 16 ألف ليرة، كما وصل إليه في السوق الحرّة، حيث بات ارتفاعه من دون سقف. ولكنّ السلطة السياسية تمتهن إيصال الناس إلى خطّ اللاعودة، وتخييرهم دائماً بين رميهم في النار أو إحراق أرجلهم بالجمر. المصيبة الحقيقية ليست في وقوع الانهيار، بل في أنّ أحداً لا يُريد إيجاد حلّ له، ولا يزالون يُراهنون على ضخّ الروح في نظام انتهى. وإلا كيف يُبرّرون إعطاء "الحاكم الزومبي" مسؤولية مُطلقة في تحديد نوعية وكمية استهلاك الناس، وحاجات الاستيراد للدولة، والدواء الذي يجب أن يُدعم، وتبذير الدولارات، والسياسات الاقتصادية؟
القرار الذي صدر أمس عن رئاسة مجلس الوزراء والموجّه إلى مصرف لبنان، هو عملياً التمهيد الرسمي الأول للسكّان لربط الأحزمة، والتهيّؤ لرفع الأسعار التي ستؤدّي إلى موجة تضخّم مفرطة تأكل ما تبقّى من قدراتهم المعيشية، وبغياب أيّ استراتيجية حماية اجتماعية تقيهم شرّ السقوط. وارتفاع الأسعار لن يبقى محصوراً بالمحروقات، بل سيتعدّاه إلى سلعٍ وخدماتٍ مُرتبطة بها. وهذا ما سيُثلج قلب رياض سلامة. فحاكم مصرف لبنان يُطبّق منذ سنوات سياسة تصحيح ميزان المدفوعات عن طريق خفض الاستهلاك والحدّ من الاستيراد، من دون أن يشمل ذلك تحويله الدولارات إلى الخارج (التحقيق سيكشف كم حوّل إلى حساباته وحسابات شقيقه ومساعدته ومديري المصارف والسياسيين ورجال الأعمال والتجّار وكلّ المحظيين لديه). يرى سلامة أنّ وقف دعم الاستيراد وارتفاع الأسعار سيدفعان الشريحة الأكبر من الناس إلى اقتصار استهلاكها على الأساسيات، وحتى التقنين في ذلك. فأتت السلطة الحالية لتُسهّل له مهمّته بورقة رسمية صادرة عنها، ولكن يتمّ تسويقها على أنّها "خدمة" للناس في الأشهر الثلاثة المُقبلة. وتُفيد المعلومات بأنّ استيراد المحروقات وفق سعر صرف 3900 ليرة سيكون البداية، "لأنّ سلامة يسعى ليُصبح هذا السعر بديل الـ 1500 ليرة في كلّ عمليات الاستيراد والتعاملات الرسمية".
الشرك الأكبر الذي أوقعت السلطة نفسها به، هو توريطها من قِبَل سلامة في تحميلها مسؤولية كلّ دولارٍ يخرج من حسابات مصرف لبنان لينفض يديه من المساءلة. منذ تولّيه وظيفته، يطلّ سلامة في مقابلات وخطابات ليؤكّد على "استقلالية قرار المصرف المركزي". ولكن بعد انهيار الليرة، والاشتباه فيه قضائياً في عواصم أساسية، وانكشاف مخالفاته المُرتكبة في مصرف لبنان، أصبح سلامة يُريد أن تُحدّد له الحكومة كيف يصرف أموال حساب "التوظيفات الإلزامية"، علماً بأنّ سلامة كان يحجب معلومات هذا الحساب عن أعضاء المجلس المركزي لمصرف لبنان، ويمنعهم من معرفة الرقم الذي يتضمّنه وكيفية التصرّف به، رغم أنّه يندرج في صلب صلاحياتهم. يكذب حين يُروّج ــــ وأعضاء حزب المصرف الآخرين ــــ بأنّ هذه "أموال المودعين" ولا يستطيع التصرّف بها من دون غطاء قانوني. هل أموال المودعين هي عبارة عن 14 مليار دولار فقط؟ أين ذهبت الـ 90 مليار دولار الأخرى؟ وما الذي يمنع المصارف من ردّها إلى أصحابها؟ ومن أجبرها على إيداع كلّ المبالغ ــــ بما يفوق نسبة "التوظيفات الإلزامية" المفروضة عليها، لدى مصرف لبنان؟ سلامة لم يُبالِ يوماً بـ"حماية أموال المودعين"، ولطالما اعتبرها توظيفات يستطيع التصرّف بها كما يشاء من دون مراقبة. ولكن اليوم كلّ هدفه نزع المسؤولية عنه، وتسجيل دَين على الدولة اللبنانية، يسمح له بتعزيز ادّعاءاته السابقة بأنّ "الدولة صرفت الأموال".
يُشير القرار الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء إلى أنّ استيراد المحروقات سيتم على سعر صرف 3900 ليرة، وتأمين التغطية القانونية للحاكم حتى يستخدم جزءاً من أموال التوظيفات الإلزامية، واعتبار تأمين المحروقات لفترة ثلاثة أشهر بمثابة حلّ مؤقت ريثما يتمّ إعداد البطاقة التمويلية التي ستُقدَّم كبديل من الدعم. يوم الخميس المقبل، ستُعقد جلسة تشريعية ليُقرّ مجلس النواب مشروع البطاقة. ولكن ما هي آلية عمل قرار مجلس الوزراء؟ سيوفّر مصرف لبنان الدولارات لشركات استيراد المحروقات، التي ستدفع ثمنها وفق سعر صرف 3900 ليرة لكلّ دولار. هذه الليرات يودعها مصرف لبنان في حساب الخزينة العامة، ويٌسجّلها كدينٍ على الدولة. أما وزارة الطاقة، فتُحدّد سعر المازوت والبنزين وفق تسعيرة مصرف لبنان. إذاً، قرّرت الحكومة الاستدانة لمصلحة الشركات الاحتكارية، وتحمّل الأعباء عنها، عِوض أن تأخذ قراراً جريئاً بالاستيراد المُباشر، بما يخفف الأسعار ونزف الدولارات.
أما وبعد انطلاق حكومة حسّان دياب في إنجاز "الأعمال القذرة" لرفع الدعم، بالنيابة عن المُتسبّبين بها وأحدهم رئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري، فهل سيُسهّل ذلك تأليف الحكومة؟ صحيحٌ أنّ هذا السبب ليس المُعرقل الوحيد للتأليف، لكنّه أحد الملفات التي لا يُريد الحريري أن يتولّاها.
******************************************************************
لودريان وبلينكن: جرس الإنذار الأخطر لبنانيا!
كان يمكن ان يشكل احتلال الملف اللبناني أولوية لدى منتديين دوليين بارزين كباريس والفاتيكان خبرا مفرحا او تطورا باعثا على التفاؤل ، لكن المفارقة المؤلمة ان ذلك لم يكن اكثر من اثارة مزيد ومزيد من القلق والخوف على لبنان . فمما لا شك فيه ان “وحدة الحال” بين الولايات المتحدة وفرنسا حول الوضع في لبنان تشكل عاملا بارزا جدا لجهة البحث عن “قيادة لبنانية حقيقية” كما اسناد الاهتزازات اللبنانية برافعة الموقف الأميركي الفرنسي الثنائي الداعم بقوة للاستقرار في لبنان . ولكن ذلك لم يحجب في المقابل التقويم المشترك القاتم جدا حيال لبنان على ما ظهر من التصريحات الصادمة لوزيري الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن والفرنسي جان ايف لودريان عقب محادثاتهما أمس في باريس التي شكل الملف اللبناني أولوية متقدمة فيها . وبازاء القلق اللافت الذي عبرا عنه الى حدود التحذير من “زوال” لبنان أفاد مراسل “النهار” في باريس سمير تويني ان الوزيرين اللذين لمحا الى مبادرة لعدم ترك الشعب اللبناني وحيدا بحثا في البدائل السريعة والفعالة وسط انتظار الية العقوبات الأوروبية على المسؤولين اللبنانيين الذين يعطلون تشكيل الحكومة الإصلاحية المنتظرة من اللبنانيين والمجتمع الدولي وأنهما توافقا على انخراط بلديهما كما بريطانيا في ممارسة الضغوط الثلاثية على المسؤولين والسياسيين اللبنانيين في عمل منسق دفعا للامور نحو تشكيل حكومة .
وقد حذر الوزيران لودريان وبلينكن خلال مؤتمر صحافي مشترك في الكي دورسيه في باريس من “زوال لبنان” فقال لودريان عن لبنان “تحققت ووزير الخارجيةالاميركي من امكان زوال هذا البلد”. واعلنا تعاونهما لحل الازمة اللبنانية والضغط على الطبقة السياسية التي تعطل تشكيل حكومة، محذرين من ان انهيار البلد قد يشكل وضعا دراماتيكيا .
وقال لودريان “تحققنا ايضا ان انهيار البلد قد يشكل وضعا دراماتيكيا. ان تقييمنا لوضع لبنان هو نفسه وقد اتخذنا قرارا بالعمل معا للضغط على المسؤولين عن التعطيل ، نحن نعرف من هم”.
اما بلينكن فأكد “ان باريس وواشنطن “تعملان معا لحل ازمة الحوكمة في لبنان.” واعتبر ان “الشعب اللبناني يطالب بالشفافية .. اننا بحاجة الى قيادة حقيقية في لبنان ونحن نعمل من اجل ذلك.”.
…والفاتيكان
وليس بعيدا من هذه الأجواء والاتجاهات عُقد في الفاتيكان امس مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، ووزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. وكان عرض لبرنامج اللقاء في 1 تموز مع الطوائف المسيحية العشر في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما وستكون في ختام اللقاء كلمة للبابا فرنسيس . وأكد المسؤولون الثلاثة “أهمية اللقاء الذي سوف لا يقتصر على الصلاة بل ستتبعه سلسلة من المبادرات التضامنية”. وأكد كاليغر ردا على سؤال عما اذا كان بإمكان الفاتيكان مساعدة لبنان بمفرده، للخروج من أزمته، أن “الفاتيكان ليس بمقدوره وحده مساعدة لبنان، لذلك يرى أن على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد. أردنا، من لقاء الاول من تموز، تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرك كما يجب”.
يشار الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اكد امس “ان اللبنانيين ينظرون بكثير من الامل والرجاء الى اللقاء الذي دعا اليه البابا فرنسيس القيادات الروحية المسيحية اللبنانية في الأول من تموز المقبل في حاضرة الفاتيكان، لاسيما وان لبنان يعيش في ظروف صعبة يحتاج فيها الى دعم الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمها دولة الفاتيكان، بالنظر الى القيمة الكبيرة التي تمثلها في العالم والدور الذي يلعبه البابا فرنسيس على اكثر من صعيد”.
نصرالله حمال أوجه
اما على الصعيد الداخلي فبدا من الكلمة التي القاها الأمين العام ل”حزب الله ” السيد حسن نصرالله في الملف الحكومي انه حافظ على الغموض المتعمد في مواقفه التي جاءت حمالة أوجه بين دفاعه عن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من جهة وقوله انه لا يريد ان يكون حكما من جهة أخرى . اذ انه في طلب باسيل المساعدة انتقد من هاجم الاخير على خلفية ما سموه تفويض الحزب ، وأوضح “ان فهمي لما طلبه رئيس التيار انه من الطبيعي ان يستعين بصديق ونحن سبقناه بالاستعانة بصديق ونحن حلفاء وبدأنا نلبي تلك الدعوة وندافع عن حقوق كل لبناني”. ولفت الى ان “باسيل لا يريد الايقاع بين حزب الله وامل وهذا الامر تناقشنا مطولاً فيه “. وعن طلب باسيل منه ان يكون حكماً اجاب ” انا لا استطيع ان اكون حكماً”. وتابع ” انا لا انصح احد بأن يقبل بما نقبل به لانفسنا لأن ظروف الحزب مختلفة وله سياسات وسلوك معين بما يتعلق بالانتخابات والتمثيل بالحكومة وبالسلطة عموماً في البلد”.
وخلص الى “ان مساعدة صديق قد بدأت وان السجال الذي حصل في الاونة الاخيرة انعكس سلباً على الملف الحكومي وكشف عن لقاءات مع باسيل وان الحزب سيناقش الامر مع الرئيس نبيه بري. ودعا الى ” التحلي بالامل من دون تحديد سقف زمني وانه يجب ايجاد حكومة قادرة على اتخاذ القرارات حتى لو كانت غير شعبية”.
وعن الازمة المعيشية اعاد تأكيد الاتجاه لاستيراد البنزين من ايران الى لبنان حتى ” لو كان هذا سيحدث اشكالاً مع الدولة، ونحن نبذل جهدا مع الدولة لمعالجة هذه المسألة ، وان كل المقدمات اللوجستية بالنسبة لاستيراد البنزين والمازوت اصبحت منجزة ، وفي حال عجزت الدولةعندها سننفذ وعدنا”. وطلب من اصدقاء السعودية ان يطلبوا منها استيراد البنزين منهال وهؤلاء اصدقاء اميركا في اشارة الى العلاقة المميزة بين الرياض وواشنطن.
“استجابة” دياب
تزامن ذلك مع اعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إقرار ألية استيراد المحروقات وفق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في أجتماع قصر بعبدا اول من امس . وقال انه “انطلاقا من مسؤولياته الوطنية، وبالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيدا لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، وفي سياق المساهمة بتخطي الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي ستساعد في ضبط عملية شراء الدولار الأميركي في السوق الموازية وفقا لما ورد في كتاب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية. وبهدف تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، خصوصا وأننا على أبواب موسم صيفي سيسمح بزيادة قيمة العملات الصعبة التي ستأتي إلى لبنان مع قدوم المغتربين والسياح، مع ما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية. وبالتوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على صيغة جديدة، أعطى الرئيس حسان دياب الموافقة الاستثنائية على اقتراح وزير المال بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلا من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استنادا للمادة 91 من قانون النقد والتسليف”
*******************************************************************************
تعاون فرنسي – أميركي في لبنان: نعرف المعرقلين
نصر الله ردّ على عون وأخذ باسيل “عالبحر وردّو عطشان”!
في الموقف العام، تجلّت “التفليسة” بمختلف أوجهها، الرئاسية والسياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، على عناوين ومضامين إطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” أمس، ولم يجد أمام فشل الأكثرية الحاكمة وعجزها عن إنقاذ البلد وشعبه، سوى أن يتمظهر بصورة العاقل والداعي إلى التعقّل في مقاربة الأزمة، فصارح اللبنانيين بأنّ المرحلة المقبلة ستكون “صعبة” عليهم وليس أمامهم سوى أن “يتحمّلوا” و”يشدّوا الأحزمة”… أما من ينفد صبره من الناس أو يفقد عقله في “طوابير الذل” بحثاً عن بنزين أو دواء أو غذاء أو حليب أطفال مفقود، فما عليه سوى أن يصبر على مصيبته والاختيار من بين مروحة خيارات وضعها أمامه السيد حسن نصرالله للتنفيس عن غضبه والتعبير عن جوعه وعوزه، تبدأ من الاعتصام السلمي وتنتهي بالعصيان المدني، لكن تحت سقف عدم التظاهر وقطع الطرق و”خدمة العدو” بهزّ الاستقرار العام.
أما في الموقف من طلب “اللجوء الحكومي” الذي رفعه إليه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، فلم يكسر نصرالله بخاطره وتعامل معه على مستويين، الأول شكلي شكره فيه على “الثقة والمحبة” مؤكداً الاستعداد لتلبية نداء “الاستعانة بصديق”، بينما في الجوهر أخذ نصرالله باسيل “عالبحر وردّو عطشان”، بعدما أعاد “ترجمة وفهرسة” عباراته بشكل فرّغ نداءه من كل ركائزه ومرتكزاته.
كما كان لأمين عام “حزب الله” ردّ منمّق وغير مباشر على اتهام رئيس الجمهورية ميشال عون الحزب بمناصرة “الباطل” في معركة العهد الحكومية حين استشهد أخيراً بقول الإمام علي: “المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل”. فذكّر نصرالله عون، من دون أن يسمّيه، بوقوفه شخصياً إلى جانبه في مواجهة هجمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومساندته في إجهاض تشكيلة السفير مصطفى أديب، مروراً بمجاراته في عدم تسمية الرئيس المكلف سعد الحريري، ووصولاً إلى دعم حقه بالشراكة في التأليف ورفض نيله وتياره 4 وزراء فقط في الحكومة العتيدة.
وبالعودة إلى “نداء” باسيل، بدا واضحاً حرص نصرالله على إبقاء أي حراك أو مسعى يقوم به “حزب الله” في اتجاه مساعدته، تحت سقف مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري حصراً، مقابل إبداء رفضه الصريح للعب دور “الحَكَم” بين الطرفين على اعتبار أنّ باسيل “أذكى” من أن يفكّر بمحاولة الإيقاع بين الثنائي الشيعي… فكان نصرالله عملياً “أذكى” من باسيل حينما أوجد لندائه مخارج لغوية نزعت منه مفاعيل “التفويض” من أساسه، مع تأكيد رفضه أيضاً مجرد المقارنة بين ما يرتضيه كل من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لنفسه حكومياً، نظراً لتفاوت الأحجام والدور والأولويات والموقع بين “حزب الله” بما يمثله من “قوة سياسية وغير سياسية” وبين “التيار الوطني” وسائر الأفرقاء والأحزاب في البلد.
باختصار، أعاد الأمين العام لـ”حزب الله” صياغة مفردات رئيس “التيار الوطني” تحت عنوان “مبادرة بري”، فذكّر بأنه كان قد سبقه إلى “الاستعانة بالصديق” رئيس المجلس ووعده بمساندة المبادرة التي “قام ولا يزال يقوم بها مشكوراً”، ناسفاً في الوقت عينه فكرة “المثالثة” المذهبية التي عابها باسيل على مبادرة بري، ربطاً بكون الحصة الشيعية لم تتجاوز 5 وزراء في الحكومة وكذلك الحصة السنية، بينما المطروح على بساط البحث يبيّن أن عون وتياره سيحصلان على حصة من 8 وزراء من بينهم وزيران للطاشناق وطلال أرسلان… ليخلص نصرالله في محصلة موقفه إلى إبقاء الباب مفتوحاً على “مناقشة أفكار جديدة مع باسيل في سبيل معالجة القضايا العالقة” بشكل يتيح استكمال النقاش بين “حزب الله” وبري، وبين بري والحريري، باعتبار ذلك هو “الإطار الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى نتيجة”.
في الغضون، وبينما كان عون يراسل البابا فرنسيس سعياً إلى إدخال بعض “الإسقاطات العونية” على فحوى اللقاء الفاتيكاني للقيادات الروحية المسيحية اللبنانية في الأول من تموز، وكان باسيل يراسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس سعياً إلى تسويق فكرة العمل على “تسهيل تشكيل حكومة تلتزم الإصلاحات” في الأروقة الأممية… كان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يؤكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن أنّ المجتمع الدولي “يعرف المعرقلين والمتسببين بأزمة لبنان”، مؤكداً الاتفاق على خطة تعاون فرنسية – أميركية حيال الملف اللبناني تقوم على “الضغط على السياسيين لإنهاء معاناة اللبنانيين”.
وبدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي “استعداد واشنطن لمساعدة لبنان على التغيير لكنها تحتاج إلى قيادة حقيقية في بيروت”، موضحاً أنّ “اللبنانيين يعانون من فساد السياسيين ونحن نريد المساعدة في إنهاء الأزمة”.
*****************************************************************************
أميركا وفرنسا للضغط على المسؤولين عن أزمة لبنان
الغلاء يجبر اللبنانيين على تغيير عاداتهم الشرائية
باريس: ميشال أبو نجم بيروت: بولا أسطيح
تداول وزيرا خارجية فرنسا والولايات المتحدة جان – إيف لودريان وأنتوني بلينكن، الملف اللبناني، خلال لقائهما في باريس أمس، وكعادته هاجم الأول «عجز المسؤولين اللبنانيين عن مواجهة أصغر تحد أو إحراز أي تقدم» للجم الأزمة. وعبر عن «اغتباطه» لأن لباريس وواشنطن «المقاربة نفسها» إزاء الوضع اللبناني.
وإزاء غياب الحلول رغم الجهود التي تبذلها باريس، أعلن لو دريان أن فرنسا والولايات المتحدة «قررتا التحرك معاً من أجل ممارسة الضغوط على المسؤولين الذين يعطلون الحل»، مضيفاً: «نحن نعرف من هم».
من جانبه، أعلن بلينكن أن باريس وواشنطن «تعملان معاً من أجل مواجهة أزمة الحوكمة في لبنان»، وأشار إلى أن الشعب اللبناني «يطالب منذ عام ونصف العام بالشفافية وبالمساءلة، ووضع حد للفساد المستديم»، مشيراً إلى أن فرنسا والأسرة الدولية مستعدتان لمساعدة لبنان «شرط أن ينخرط في عملية تغيير حقيقية».
وخلص بلينكن إلى القول: «نحن بحاجة إلى أن نرى قيادة حقيقية في بيروت».
وعلى صعيد الأزمة المعيشية المستفحلة، بات واضحاً أن الغلاء أخذ يغير من نمط عيش اللبنانيين ومن عاداتهم الشرائية.
فكثير من العائلات ما عادت تشتري اللحوم، ولم تشتر اللحم منذ نحو شهر ولا تفكر في شرائه إلا في المناسبات، كما أخذت تخفف من استهلاك الزيوت والأرز والخضار، وأصبح تناول الأجبان والألبان والحليب والبيض نوعاً من الرفاهية مع ارتفاع أسعارها خلال عامين 3 أو 4 مرات عما كانت عليه. حتى منقوشة الزعتر، التي عادة ما كانت تعتبر من الأطعمة التي يلجأ إليها الفقراء، فقد زاد سعرها 10 مرات، فبعدما كان 500 ليرة وصل أخيراً إلى 5 آلاف ليرة.
… المزيد
*******************************************************************************
“الجمهورية”: واشنطن وباريس تستعجلان الحكومة.. نصرالله لباسيل: لست حكماً
صفة واحدة تختصر السلطة القابضة على الدولة والقرار، هي اللصوصيّة، التي تتبدّى بكل وقاحة في الادارة العبثية لبلد اغتالته وتمعن في شعبه قهراً وإذلالاً. والسؤال البديهي الذي يفرض نفسه امام هذه اللصوصية: كيف يمكن لسلطة كهذه أن تؤتَمن على وطن وشعب؟
سلطة كهذه لو كانت تحترم نفسها لَسترت عوراتها، وكفّت عن موبقاتها، ولطَمرت نفسها بالوحل، واعترفت انها هي أصل البلاء وعنوان الخراب للبنان واللبنانيين. ولكنّها مع الأسف ما اعتادت هذا الاحترام، كل يوم تثبت انها ليست أهلاً لقيادة البلد، بل هي عبء عليه، وراعية ومديرة لإفلاس اللبنانيين وحرمانهم جنى العمر.
ها هي هذه السلطة تمارس لصوصيتها بكل وقاحة وفجور على أموال المودعين، وبدل ان تقدّم نفسها سلطة بما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وتفرض هيبتها وتردع المحتكرين والمهرّبين والمتلاعبين والمتاجرين بلقمة الناس وأساسياتهم من غذاء ودواء ومحروقات، تقدّم نفسها شريكاً لهؤلاء بالاعتداء على ما ليس ملكاً لها، واستِسهال مدّ يدها على جيوب الناس وإهدار أموال المودعين.
فهذه السلطة لا تكتفي بحرمان المودعين مدّخراتهم، بل تغطي عجزها وعدم أهليتها في ادارة شؤون البلد، بأن تبيح لنفسها حقّ الاقتطاع من اموال المودعين لسد ثغرات هي افتعلتها. ففي الأمس بدّدت السلطة اموال المودعين في ما سمّيت السلع الغذائية المدعومة، وفي النتيجة كانت تلك التجربة دعماً للمهرّبين وبيعت االسلع المدعومة في كل دول العالم الّا لبنان. امّا اليوم فتتكرّر البدعة نفسها، وعلى مستوى أخطر، يتصل بقطاع المحروقات والبنزين والمازوت، لاستيراده على دولار 3900 ليرة.
الواضح من هذا الاجراء، تهديد اضافي لما تبقّى من اموال المودعين. والواضح أكثر ليس إيجاد حل لأزمة البنزين والمازوت، بل استيراد كميات اضافية من البنزين والمازوت للمهرّبين. هل تعلم هذه السلطة انها بقرارها هذا فاقمت أزمة المحروقات اكثر، مع قرار كثير من المحطات التوقّف عن بيع البنزين بالسعر الحالي، طمعاً بالاستفادة من ارتفاع الاسعار لما فوق الـ60 ألف ليرة لصفيحة البنزين.
لا تستطيع السلطة أن تفاخر بأنّها أوجدت حلاً لأزمة المحروقات، فما قامت به هو جريمة إضافية ترتكبها بحق اللبنانيين. ألا تستطيع ان تمنّن اللبنانيين لأنها سبق لها ان استقالت من هيبتها ولم تسلك السبيل الواجب عليها سلوكه في الاقتصاص من مهرّبي البنزين الى سوريا ومافيا المواد الاغذائية وإخفاء الدواء. بهذه الحالة تثبت السلطة انها سلطة، وليس كما هو حالها اليوم، سلطة لا تحسن سوى التسرّع والاخفاق، ولا تسمع سوى مديح شعراء بلاطها، ولا ينشرح صدرها إلا لأفكار مستشاري المكائد والتخريب. مع هذه السلطة وصل لبنان الى ما قبل العصر الحجري، فهل يُلام المواطن اللبناني إذا قرف منها، وقال بالخلاص منها ورحيلها؟
القرار
وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قد أعلن امس أنه بهدف تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، وبالتوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على صيغة جديدة، أعطيت صباح أمس الموافقة الاستثنائية على اقتراح وزير المالية بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلاً من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، إستناداً للمادة 91 من قانون النقد والتسليف».
المشهد الداخلي
هذا العبء المتجدّد على المودعين، يتزامَن مع حال تَفلّت رهيبة على كل المستويات المرتبطة بمعيشة المواطن، فمافيا الدولار حرّكت السوق السوداء بشكل عنيف في الساعات الماضية دفعت بالدولار أمس الى ملامسة عتبة الـ17 ألف ليرة، في وقت يبتزّ فيه المواطن باحتكار السلع الغذائية والاستهلاكية، وما يتوفّر منها يكوي المواطن بنار الاسعار المرتفعة بصورة جنونية. امّا الطامة الكبرى فتتبدّى في طوابير الذل امام محطات المحروقات، والتي لوحظ بالأمس انّ عدداً كبيراً من المحطات قد رفعت خراطيمها وامتنعت عن بيع البنزين طمعاً ببَيعه على سعر أعلى بعد فترة ربطاً بقرار استيراد البنزين والمشتقات النفطية على سعر 3900 ليرة للدولار بدل 1500 ليرة. ويأتي ذلك في الوقت التي تشهد معابر تهريب البنزين ومواد اخرى الى سوريا حركة ناشطة وبطريقة مكشوفة ومفضوحة، ولا من حسيب ولا من رقيب.
امّا على المقلب السياسي، فالمراوحة السلبية هي الطاغية على المشهد الحكومي، فيما برزت إشارات من مستويات سياسية معنية بهذا الملف تؤشّر الى رغبة في وضع هذا الملف على نار حامية من جديد.
وكشفت مصادر معنية بملف تأليف الحكومة لـ»الجمهورية» انّ حركة اتصالات مكثفة جرت في الساعات الأخيرة لإعادة تحريك الاتصالات بجدية اكبر هذه المرة، بُغية تذليل العقد القليلة المتبقية امام تشكيل الحكومة. وتحدثت المصادر عن عودة وشيكة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت (ربما مساء اليوم)، مشيرة الى انّ اتصالات في هذا الشأن جرت معه خلال الأيام القليلة الماضية.
الّا انّ اللافت للانتباه في كلام المصادر ترجيحها، بناء على الاتصالات التي جرت خلال اليومين الماضيين وخصوصاً على خط «حزب الله» والتيار الوطني الحر، اعتماد ليونة اكبر من قبل الاطراف في مقاربة نقاط الخلاف المحدودة، وصولاً الى حل وسط حول عقدة الوزيرين المسيحيين، يحظى بموافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، خصوصاً انّ عدة افكار مطروحة في هذا الشأن، الا انّ المصادر آثرت إبقاءها طَي الكتمان. وقالت: اكثر من 90 % من النقاط الخلافية قد اصبحت محلولة ومتّفقاً عليها، وتبقى هذه النسبة القليلة جداً، وإن اعتمدت الواقعية والموضوعية اللتان نتوقعهما، فلا شيء يمنع ان تظهر الايجابيات ضمن ايام قليلة لا تتجاوز نهاية الاسبوع المقبل.
واشنطن – باريس
على انّ الوضع اللبناني كان حاضراً أمس على الخط الاميركي – الفرنسي من زاوية حرص البلدين على استقرار لبنان، والتعجيل بتشكيل حكومة وإجراء اصلاحات ومكافحة الفساد.
وقال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بليكن في باريس أمس: «قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص الازمة التي يغرق فيها لبنان منذ أشهر». وأضاف: «يجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم. نلاحظ معاً المأساة التي يمكن أن تحصل في حال تفتّت هذا البلد أو زال، وقررنا أن نتحرك معاً للضغط على المسؤولين عن الأزمة ونحن نعرفهم».
بدوره، قال بلينكن: «ناقشتُ مع الوزير لودريان الأزمة في لبنان، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية». وأضاف: «نبحث عن قيادة حقيقية في لبنان لمساعدته».
وأردف قائلاً: «فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها، ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين».
وفي موقف لافت للسفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا، بعد عودتها من زيارة الى واشنطن، أكدت انّ «لبنان بأمسّ الحاجة إلى حكومة متمكّنة تماماً تلتزم بإجراء الإصلاحات» واشارت الى أنها مع الرؤية التي عبّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مبادرته، عندما قال إنّ ما يحتاجه لبنان فعلاً هو حكومة مَهمّة.
وحول الثلث المعطّل، قالت شيا: «لا أعلم ما هو الدافع وراء الثلث المعطّل، وقد سمعت ادعاءات بأن لا أحد يسعى إليه وإن كان ذلك صحيحاً فهو رائع، لكن حين أقوم بالحسابات غالباً ما أتوصّل إلى هذا «الرقم السحري». ولفتت إلى أنّ الثلث المعطل يتعارض مع حكومة المَهمّة ومع الرؤية التي عبّر عنها الرئيس ماكرون.
وأوضحت أنّ «الولايات المتحدة تنظر إلى أي محاولة لتعطيل الحكومة على أنها معارضة لنوع الحكومة التي يحتاجها لبنان خلال هذه الأزمة».
وعن تقييم عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، قالت: «تعاملتُ كثيراً مع فخامة رئيس الجمهورية وهذا دوري كسفيرة فهو رئيس دولتكم، لكن سأترك هذا السؤال للشعب اللبناني لكي يقيّم أداءه». وأضافت: «أتعامل مع قائد الجيش جوزف عون بمنصبه الحالي، ولا أمتلك أي رأي عمّا إذا من الممكن أن يكون مرشحاً مناسباً لرئاسة الجمهورية لكنّه شريك جيّد لنا في منصبه الحالي كقائد للجيش».
وعن تفريغ شحنات نفط إيرانيّة في مرفأ بيروت، اعتبرت أنّ «هذا ليس حلاً بالفعل، وإذا تخلّصتم من الفساد المستشري في قطاعي الطاقة والكهرباء فستُحلّ نصف المشكلة على الفور».
الفاتيكان
الى ذلك، أكد وزير خارجية الفاتيكان بياترو كاليغر «أنّ الكرسي الرسولي ليس بمقدوره وحده مساعدة لبنان، لذلك يرى أنه على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد».
وقال: «أردنا من لقاء 1 تموز تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف، ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرّك كما يجب».
وقد شارك كلّ من أمين السر في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمّع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، ووزير خارجية الفاتيكان، في مؤتمر صحافي عن لبنان، وأكد المسؤولون الثلاثة أهمية اللقاء في 1 تموز، بأنه لن يقتصر على الصلاة فقط بل ستتبعه سلسلة من المبادرات التضامنية.
وفي هذا الاطار، سلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور جيوسيبي فرانكوني رسالة الى قداسة البابا فرنسيس، واكد انّ «اللبنانيين ينظرون بكثير من الامل والرجاء الى اللقاء الذي دعا اليه قداسته القيادات الروحية المسيحية اللبنانية في 1 تموز المقبل، لا سيما انّ لبنان يعيش في ظروف صعبة يحتاج فيها الى دعم الدول الشقيقة والصديقة وفي مقدمها دولة الفاتيكان». واكد المونسنيور فرانكوني انّ البابا فرنسيس «يولي اهتماماً خاصاً بلبنان، وانّ اللقاء المرتقب في 1 تموز المقبل سيكون فرصة لتأكيد موقف الكرسي الرسولي حيال لبنان واللبنانيين».
نصرالله
جَدّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله دعوته إلى تشكيل حكومة بأسرع وقتٍ ممكن، وذلك لإنقاذ البلد من الانهيار الذي وصلنا إليه.
وأكد نصرالله، في إطلالة متلفزة، اننا «نرفض الفراغ الحكومي، وكل الاتهامات لنا بالتعطيل هي ظلم وافتراء وتضليل وعدوان».
واذ اكد «رفض المثالثة»، و»اننا لا نسعى اليها»، قال: «يجب ألا ننتظر مساعدة من الخارج، بل يجب أن تتكاتف جهود الداخل للخروج بصيغة حكومية مقبولة وفاعلة»، مشيراً الى «انني أوّل من دعا الى الاستعانة بصديق لمحاولة حلحلة الملف الحكومي وهو رئيس مجلس النواب نبيه بري، فتوصّلنا الى اتفاق على عدد وزراء الحكومة وتم الاتفاق على توزيع الحقائب على الجهات المختلفة».
وردّ على طلب باسيل اليه، وقال: «ليس في ما طلبه الوزير باسيل تفويض أو تسليم أمر، وقد بدأنا بتلبية دعوته ونمدّ يد المساعدة. ونحن وحريصون على حقوق كلّ اللبنانيّين الذين لديهم حق»، لافتاً إلى «أنّنا سمعنا ردود فعل سريعة بعد خطاب باسيل، وضَجّت مواقع التواصل بالتكفير السياسي واللغة الطائفيّة والعنصريّة، واتهموه بتفويضي على حقوق المسيحيين وهو لم يستخدم هذه العبارة، باسيل لم يفوّض ولم يسلّم أمر المسيحيين، وكل كلام غير ذلك هو دليل انّ المنتقدين لا يفهمون».
ورأى نصرالله أنّ «باسيل أذكى من أن يُقدِم على خطوة من نوع محاولة خَلق مشاكل بيننا وبين «حركة أمل». باسيل استعانَ بي كصديق وأنا كنت قد استعنتُ برئيس مجلس النواب نبيه بري كصديق، وسنعمل للوصول إلى صيغة مقبولة لرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية. أنا لست في موقع الحَكَم في الملف الحكومي وهذه العبارة أثارت الالتباس عند الناس، وأنا لا أنصح أن يقبل أحد بما نحن نقبل به لأنفسنا لأنّ لـ»حزب الله» حسابات أخرى وأوليات مختلفة؛ ولا أعتقد أنّ أحداً يمتلك القوة السياسية والشعبية وغير السياسيّة التي يمتلكها «حزب الله».
ولفت الى أنّ «ما نشاهده بموضوع البنزين والكهرباء والغذاء والدواء، يجب أن يكون ضاغطاً أخلاقيّاً على المعنيّين للذهاب الى تشكيل الحكومة»، وأفاد بأنّ «البلد ذاهب نحو رفع الدعم ومن دون قرار لأيّ حكومة. فلتشكّل لجنة من كلّ الشركاء في الحكومات السابقة لمناقشة ترشيد الدعم أو رفعه، لأنّ المفروض أن يتحمّل الكل المسؤوليّة».
وفي ملف دعم الجيش، أكد نصرالله على أهمية حماية المؤسسة العسكرية باعتباره صمّام الأمان للبنان واللبنانيين، وقال: «يجب مساندة الجيش ودعمه محلياً، ونحن نرى في مؤسسة الجيش الضمانة الحقيقية للاستقرار الأمني في لبنان».
************************************************************************************
بلينكن في الأليزيه: تقاطع على مواجهة الفساد في لبنان والنفوذ الإيراني!
نصر الله يرفض تحكيم باسيل ويتمسك ببري .. والاحتكار يلهب الأسعار بعد الدولار
أهم ما في الصورة ان اللبناني بات لا يصدق الا ما ترى عيناه.. فعيناه ترى اسعاراً تتغير بين الثانية والثانية، وان أصحاب «الحوانيت الصغيرة»، باتوا يتفوقون على أصحاب «المولات» أو «السوبر ماركات» فهم جاهزون لإعادة النظر مع «رنة» أي تطبيق، تجبر إلى جنوح الدولار، بات أشبه «بالثور الهائج»، لا يقف عند حدّ، وكأن الدولار، والمعنيين بتثبيت سعره، أو التلاعب به، أصبح بمثابة «الجلاد» الذي لا يرحم الشعب اللبناني العاجز..
وعيناه لا ترى الا طوابير من السيّارات، تمتد وتمتد على «مدّ عينك والنظر» كما يقال، طمعاً بالحصول على نتف من البنزين، لوفرة بسيطة ما دام سعر الصفيحة سيرتفع إلى ما فوق الـ70 ألف ليرة لبنانية بين ليلة وضحاها، أي بدءاً من الأسبوع المقبل.
وعينا اللبناني تصدق ما شاهد، «البرادات» في المنازل، مع سائر الأدوات الكهربائية، معرضة للتلف، ودوران «موتورات الكهرباء» آخذ بالتراجع، فمن أين المازوت، وماذا عن اسعاره..
على الجهة السياسية، أهم من كل ما قيل أو يقال.. ما جاء في المؤتمر الصحفي المشترك لوزير الخارجية الأميركي انتوني ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان حول لبنان، لجهة احياء الشراكة، بدءاً من لبنان.
وقال: يجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية الحاكمة.
وأكّد لودريان ان باريس وواشنطن ستتحركان معا للضغط على المسؤولين عن عرقلة حول الأزمة في لبنان، معلنا في المؤتمر الصحفي المشترك: نعم، نعلم من هؤلاء..
وفي تطوّر يعكس حجم التقاطع الأميركي- الفرنسي حول لبنان، لجهة مواجهة الفساد والضغط على الطبقة السياسية لتأليف الحكومة، بعيدا عن الضغوط والتأثيرات الإيرانية.
فقد التقى بلينكن الرئيس ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه حيث تمّ البحث في كيفية التعامل مع النفوذ الروسي في المنطقة، والأزمة المستفحلة في لبنان.
واعتبرت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان إطلالة السيد حسن نصر الله بالامس لم تحمل معها مؤشرات واعدة لاخراج عملية تشكيل الحكومة من دوامة التعطيل المتعمد، بل أعطت انطباعا تشاؤميا باستمرار الدوران فى الحلقة نفسها الى امد غير معروف. ومن وجهة نظر المصادر فإن ما استوجب كلام نصرالله في هذا الظرف بالذات، هو للرد على موقف رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل الذي خاطب فيه الامين العام مباشرة ورمى في ملعبه كرة التشكيل بالكامل، بكل ما تختزنه من مكنونات العرقلة والتعطيل وانعكاساتها السلبية بالداخل والخارج على حد سواء.
وشددت على ان نصرالله الذي استعمل لغة تقاربية بالشكل وليست صدامية، رد كرة النار الى باسيل، باسلوب هادىء يحمل في طياته، رفضا قاطعا لهذا الاسلوب بالتعاطي معه، مبررا بأن اولويات وحسابات الحزب تختلف عن حسابات رئيس التيار الوطني الحر بالنسبة لملف تشكيل الحكومة الجديدة. ولكن بالمقابل لوحظ ان نصرالله حاول تنفيس الحملة التي استهدفت باسيل بعد تفويضه لنصرالله بتحصيل حقوق المسيحيين في تركيبة الحكومة الجديدة، ولا سيما بالوسط المسيحي، وفاقت نقمتها ما اضر برئيس التيار الوطني خلال انتفاضة ١٧ تشرين الاول عام٢٠١٩، وتمددت لتطال العديد من رجال الدين المسيحيين هذه المرة.. وخلصت المصادر الى القول بأن كلام الأمين العام لحزب الله ابقى علاقات الحزب مع سائر الاطراف الأساسيين المعنيين بعملية التشكيل متوازنة وفي موقع متقارب من بعضهم البعض. كما تضمن كلام نصراللة، حيزا من القلق جراء تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية وبدا متهيبا لما يمكن ان يتسبب فيه من تداعيات خطيرة على الوضع العام بالبلد. والملاحظ ان اطلالة نصرالله كان سبقها بساعات صدور بيان مشترك أميركي فرنسي، يتناول ازمة تشكيل الحكومة وتعقيداتها ويحمّل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية مباشرة عن تعطيل تشكيل الجديدة، وما يعنيه، وما يمكن ان يتسبب به سلبا او ايجابا على لبنان.
نصر الله على خط التجاذب
وبدا التجاذب الاميركي- الإيراني على الأرض من خلال إعطاء الأولوية في اطلالته عند الخامسة والنصف من بعد ظهر أمس لما يجري على صعيد الحرب الإعلامية الأميركية، والدعم الأميركي اللوجستي للجيش، من أجل مواجهة حزب الله، متهما الولايات المتحدة بأنها تخاف من جيش لبناني قوي، لذا تمنع تسليح الجيش.
وتأكيدا لما قالته «اللواء» في عدد الاثنين الماضي 21 حزيران، من ان السيّد حسن نصر الله لن يكون حكماً، وفقا لما طالب به النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحفي الأحد الماضي. موضحاً جملة من الالتباسات تتعلق بالثلاث ثمانيات (8+8+8)».
وقال السيّد نصر الله: انا لست في موقع الحكم في الملف الحكومي، وهذه العبارة أثارت الالتباس عند النّاس. وأنا لا انصح ان يقبل أحد بما نحن نقبل به لانفسنا، لأن لحزب الله حسابات أخرى واولويات أخرى.
وقال: ان ليس في ما طلبه النائب جبران باسيل تفويضاً أو تسليمَ أمر، وبدأنا بتلبية دعوته ونمد يد المساعدة. سمعنا ردود فعل سريعة بعد خطاب الوزير باسيل وضجت مواقع التواصل بالتكفير السياسي واللغة الطائفية والعنصرية، واتهموه بتفويضي على حقوق المسيحيين وهو لم يستخدم هذه العبارة، باسيل لم يفوض ولم يسلم أمر المسيحيين، وكل كلام غير ذلك هو دليل ان المنتقدين لا يفهمون.
واضاف: باسيل أذكى من أن يقدم على خطوة من نوع محاولة خلق مشاكل بيننا وبين حركة امل. باسيل استعان بي كصديق وأنا كنت استعنت بالرئيس بري كصديق ونحن سنعمل للوصول إلى صيغة مقبولة.
اضاف: نتكلم دائما بالحق، لذا رفضنا أن يحصل أي فريق على ثلث معطل ولكن في نفس الوقت رفضنا الانتقاص من حقوق رئيس الجمهورية وصلاحياته. نحن لسنا على الحياد في ملف تشكيل الحكومة كما يزعم بعض الأشخاص في التيار الوطني الحر، وموقفنا منذ البدء هو رفض سلب صلاحيات رئيس الجمهورية مثل صلاحية المشاركة في تشكيل الحكومة وهذا ما قلته في خطاباتي ، الوقت ضيق والمدخل الطبيعي للخروج من الأزمة هو إيجاد حكومة قادرة على مواجهة كل مشاكل شعبنا وأهلنا.
وأكد السيّد نصر الله: إنجاز كل المقدمات الإدارية واللوجستية للمجيء بالبنزين والمازوت من إيران، ومتى عجزت الدولة أو قصرت عن تأمينها فإن حزب الله سيبدأ بالاستيراد مهما كلف الثمن..
ولاحظت، أوساط مراقبة أن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الملف الحكومي لم يخرج عما اعلنه سابقا حول آلية التأليف في حين أن جوابه على النائب جبران باسيل بدا وكأنه تأكيد على أهمية مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري ملاحظة أنه في قراءة ما بين السطور عن كلامه ابقى على التمسك بثوابت علاقاته مع الحلفاء.
وبإنتظار المساعي التي يقوم بها حزب الله مع المعنيين بتشكيل الحكومة، وبعد توضحيات الامين العام لحزب الله امس حول استعانة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل به كصديق لمعالجة العقدالحكومية الباقية، انتقل الملف اللبناني الى باريس والفاتيكان من بابين مختلفين، باب تحذيري فرنسي –اميركي للطبقة السياسية اللبنانية، وباب تضامن وتعاطف فاتيكاني.
فقد قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بلينكن في باريس: قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف من هم الذين يتسببون بالأزمة. تجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم.
من جهته، قال بلينكن: ناقشت مع لودريان الأزمة في لبنان، والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية، ونحن نبحث عن قيادة حقيقة في لبنان لمساعدته.
واردف قائلاً: فرنسا حليف تاريخي، وسنعيد الشراكة معها ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين.
وعُقد في حاضرة الفاتيكان امس، مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. جرى خلاله عرض لبرنامج اللقاء في اول تموز مع الطوائف المسيحية العشر في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما.
وأكد المسؤولون الثلاثة «أهمية اللقاء الذي سوف لا يقتصر على الصلاة بل ستتبعه سلسلة من المبادرات التضامنية». وقال كاليغر ردا على سؤال عما اذا كان بإمكان الفاتيكان مساعدة لبنان بمفرده، للخروج من أزمته أن «الفاتيكان ليس بمقدوره لوحده مساعدة لبنان، لذلك يرى أن على الأسرة الدولية كلها أن تقف إلى جانب هذا البلد. أردنا، من لقاء الاول من تموز، تكوين رؤية مشتركة مع رؤساء الطوائف ليكون لدينا وضوح في الرؤية ولنتحرك كما يجب».
شيا
وفي السياق، قالت السفيرة الأميركية دوروثي شيا في حديث عبر «الجديد»: ان حكومة المَهمّة التي تحدث عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى اطلاق مبادرته، تركّزت على معالجة تداعيات الانفجار والتصدي لوباء كورونا والبدء بتنفيذ بعض الإصلاحات الرئيسية الضرورية لإحداث استقرار اقتصادي واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وتابعت «أدرك أنّ اللوم يقع على أكثر من حزب واحد، لكنّ حجم المسؤولية يختلف من جهة إلى أخرى، واللبنانيون أجدر منّي بالإجابة عن من يُعطّل لكن أعتقد أن هذا الأمر واضح».
واضافت: لا أعلم ما هو الدافع وراء الثلث المعطل، وقد سمعت إداعاءات بأنّ لا أحد يسعى إليه، وإذا كان ذلك صحيحًا فهو رائع لكن حين أقوم بالحسابات غالباً ما أتوصّل إلى هذا الرقم السحري.
وتابعت شيا: لا نعرف إلى متى سيستمر الدعم على المواد الغذائية وغيرها من المواد ،ونحن لا نقدم المساعدة من خلال الحكومة بسبب مشكلة الفساد لديكم.
وقالت: سنضاعف المساعدات المقدمة للجيش اللبناني لهذا العام بـ 15 مليون دولار من خلال برنامج التمويل العسكري الأجنبي التابع لوزارة الخارجيّة، وبالتالي سنستثمر في 120 مليون دولار مع شركائنا في المعدّات والتدريب.وقدّمنا حوالي 59 مليون دولار من المبالغ المسدّدة لتغطية النفقات التي تكبدّها الجيش اللبناني لتعزيز أمن الحدود.
واضافت شيا: أن الولايات المتحدة كانت وستظل إلى جانب الشعب اللبناني، لكن إيران تنظر إلى لبنان كدولة تمكنها من تنفيذ أجندتها، وأقول لكم إن كان بالإمكان التخلص من الفساد والهدر في قطاع الطاقة فنكون قد قطعنا نصف المسافة.
وعن امكانية تفريغ شحنات نفط إيرانيّة في مرفأ بيروت قالت: هذا ليس حلاً بالفعل، وإن تخلّصتم من الفساد المستشري في قطاعي الطاقة والكهرباء فستُحلّ نصف المشكلة على الفور.
كيف يبيح عون الاستدانة
مالياً، سألت مصادر سياسية كيف يبيح رئيس الجمهورية ميشال عون الاستدانة من المصرف المركزي لتمويل شراء المحروقات بسعر مدعوم، في حين كان يرفض هذا الاسلوب ويعتبره تجاوزا يضر بالدولة. وذكّرت المصادر بالحملات المنظمة التي شنها عون وتياره على الحكومات السابقة التي استدانت من المركزي لتمويل نفقات الدولة، محملة اياها مسؤولية الديون والفساد وهدر الموارد. وتعتبر المصادر ان اخطر ما في القرار المتخذ للاستدانة هذه المرة، هو البدء باستعمال الاحتياطي الالزامي لأموال المواطنين، ومخاطر صرف هذه الاموال، وهو ما يحصل لاول مرة بلبنان.
صيرفة
وفي السياق، أعلن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان البنك المركزي قام بعمليات بيع الدولار الأميركي للمصارف المشاركة على منصة «صيرفة» بسعر 12000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وان مجمل عمليات الأسبوع المنصرم هو 28 مليون دولار أميركي بمعدل 12،200 ليرة للدولار الواحد..
إشكالات البطاقة
إلى ذلك، ومع تفاقم الأزمات الحياتية، أكدت مصادر سياسية مطلعة عبر لـ«اللواء» أن غياب معايير واضحة تتصل بعمل البطاقة التمويلية سيؤدي إلى إشكالات ولذلك لا بد من أن تتوضح بعض التفاصيل فور اقرارها والبدء بعملها مشيرة إلى أن هناك خشية أن توزع وفق محاصصة حزبية أو نيابية أو غير ذلك.
وقالت المصادر إن ثمة استفسارات أيضا عن مسألة الشمولية بشأنها ولذلك لا بد من انتظار ما قد يطرأ إليها أو تعديلات طفيفة.
علاج مكلف للمحروقات
مع تفاقم الاوضاع المعيشي بسبب تجاوز الدولار سقف 16000 ليرة في السوق السوداء. بدأ تنفيذ القرار الذي اتخذ في قصر بعبدا امس في شأن تأمين المحروقات ودعمها على اساس سعر3900 ليرة بدلا من 1500 ليرة، ما يعني رفع سعر صفيحة البنزين والمازوت الى ما فوق 60 الف ليرة وهو ما سيضاعف كلفة النقل واسعار البضائع على اختلافها بعد رفع سعر الخبز والغاء الدعم نهائياً بصورة عملية وبلا قرار رسمي عن كل المواد الغذائية.
فقد صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب بيان جاء فيه: «انطلاقا من مسؤولياته الوطنية، وبالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيدا لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، وبما ينسجم مع توجه الرئيس الدكتور حسان دياب بهذا الخصوص، وفي سياق المساهمة بتخطي الأزمة التي تمر بها البلاد، والتي ستساعد في ضبط عملية شراء الدولار الأميركي في السوق الموازية وفقا لما ورد في كتاب المديرية العامة لرئاسة الجمهورية.
وبهدف تأمين المحروقات للمواطنين لفترة الثلاثة أشهر المقبلة، خصوصا وأننا على أبواب موسم صيفي سيسمح بزيادة قيمة العملات الصعبة التي ستأتي إلى لبنان مع قدوم المغتربين والسياح، مع ما يترتب على ذلك من نتائج إيجابية.
وبالتوافق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على صيغة جديدة، أعطى دولة الرئيس دياب صباح (امس) الموافقة الاستثنائية على اقتراح وزير المالية بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلا من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استنادا للمادة 91 من قانون النقد والتسليف».
وبعد صدور موافقة دياب وقبيل صدور المرسوم بصرف السلفة، فقط علمت «اللواء» ان الاتصالات بوشرت بين وزير المال غازي وزنة والمعنيين في الوزارة وبين حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، لترتيب آلية دفع الاموال من المصرف لمستوردي المحروقات ليتمكنوا من الاستيراد على السعر الجديد اعتباراً من الاسبوع المقبل، وبما يؤدي حسب المتوقع إلى بدء توزيع المحروقات المخزّنة لدى الشركات في المستودعات وبيعها بالسعر القديم، ومن ثم توفير المادة على الاسعار الجديدة بعد إتمام عملية الاستيراد الجديدة.
وعمّا اذا كان هناك احتمال لعدم تسليم الشركات البضاعة الموجودة لديها للمحطات او احتمال بيعها على السعر الجديد المرتفع؟ قالت مصادر وزارة المالية: الوزارات المعنية ستراقب الوضع وتتخذ الموقف المناسب.
وحول مصير اموال الشركات التي سبق وقدمت فواتيرها ومستنداتها عن البضاعة القديمة الى المصرف المركزي قبل اسابيع ولم تقبض مستحقاتها؟ قالت المصادر هذا الامر بين المصرف المركزي وبين الشركات ولا علاقة لوزارة المالية به.
وحول هذه النقطة، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه: إلى وزارة الطاقة وزارة الاقتصاد القضاء القوى الأمنية… عليكم إلزام شركات النفط ومحطات الوقود بيع مادّتي البنزين والمازوت على سعر 1500 ليرة للدولار حتى نفاد المخزون. أي تلاعب بالأسعار يوُجب تغريم المرتكب وإيداعه السجن.ليست وظيفة اللبنانيين مضاعفة ثروات المحتكرين على حساب فقرهم وشقائهم.
وفي السياق، اعلنت قيادة الجيش– مديرية التوجيه ان «وحدات الجيش المنتشرة في البقاع والشمال اوقفت من تاريخ 22/ 6/ 2021 ولغاية 24/ 6/ 2021، ثمانية وعشرين شخصاً (لبنانيين وسوريين وفلسطينيين وأتراكاً)، كما أحبطت عملية تهريب كميات من المحروقات قُدِّرت بـ 14.350 ليتراً من مادة المازوت، و13.577 ليتراً من مادة البنزين و 246 قارورة غاز وكميات من الدخان والتنباك المعسل، وقد ضُبطت محملة في 3 شاحنات وصهريجين وسيارتين وسبع آليات صغيرة نوع بيك اب، و3 آليات نوع فان، ودراجتين ناريتين.
544165 إصابة
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 163 إصابة جديدة بفايروس كورونا و4 حالات وفاة، خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 544165 اصابة مثبتة مخبرياً، منذ 21 شباط 2020.
*********************************************************************************
السيد نصرالله: الجهود التي نبذلها هي لمساعدة الرئيسين عون والحريري على تأليف حكومة قادرة
ميوعة لبنانية واوروبية في مقاربة ازمة لبنان والمواطن في طوابير الإذلال – نور نعمة
توجه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة صريحة ومباشرة للبنانيين اثنى فيها على دور الجيش اللبناني قائلا انه في ثقافتنا وهو في صلب معادلتنا الذهبية الجيش والشعب والمقاومة فضباط وابناء الجيش اللبناني هم ابناء هذا الشعب ونحن ننتمي الى نفس الشعب، وهذه المؤسسة لن تقبل باي تحريض من هذا النوع. وفي ملف الحكومة، كشف سماحة السيد حسن نصرالله ان المقاومة ستلبي طلب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالمساعدة وهي قدمت أفكارا جديدة بهدف الوصول الى مكان مرض للرئيس عون والحريري حتى اذا توافقا أمكن تشكيل الحكومة مذكرا ان حزب الله لطالما قال ان رئيس الجمهورية هو شريك في تشكيل الحكومة وهذا موقف ليس حياديا.
ميوعة المسؤولين اللبنانيين
بموازاة ذلك، لم يسبق ان شهد لبنان ميوعة لدى المسؤولين اللبنانين في التعامل مع القضايا المصيرية كما يحصل اليوم حيث لا قرار حازما وحكيما حيال اي من الازمات التي تعصف بمؤسسات الدولة ولا موقف وطنيا صريحا حيال تعطيل الحكومة ولا خطة واضحة المعالم لمعالجة المستلزمات التي يحتاجها المواطن كالدواء والخبز والبنزين وغيرها من مواد اساسية. ذلك ان المسؤولين اللبنانيين يعذبون ويضطهدون ويدفنون المواطن اللبناني وهو حي بشتى الطرق والاساليب ومن ثم يتحايلون عليه ويجعلونه يدفع وحده ثمن الخطيئة التي قاموا بها من سرقة المال العام واستئثار واستغلال مرافق الدولة لمصالحهم . فما هي هذه الحالة السيئة التي وصل اليها الشعب اللبناني؟ ما يعيشه اليوم المواطن اللبناني هو الجحيم بحد ذاته لانه عندما يصل الدولارالى 16000 ليرة لبنانية في السوق السوداء دون اي مؤشر لاحتوائه وعندما يحرم المرضى من الادوية لامراضهم المزمنة وعندما يفقد الحليب للاطفال ويرفع الدعم عن المواد الغذائية فتحلق الاسعار الى مستوى لا يعود المواطن قادرا على تامين مستلزماته الاساسية وعندما تستغيث المستشفيات فيصبح وضعها مزريا يكون لبنان اصبح فعلا في الجحيم. ورغم كل هذه المآسي، لا يوجد مسؤول لبناني يتعامل مع الازمة اللبنانية على قدر مستوى خطورتها وفقا لاوساط مطلعة.
وهذه الميوعة اللبنانية تلاقيها ميوعة اوروبية في مقاربة الازمة اللبنانية حيث ان اللبناني ما ان يتأمل بان الدول الاوروبية ستأخذ تدابير لمعاقبة المسؤولين اللبنانيين منها تجميد حساباتهم في دولهم حتى يخيب ظنه من المسؤولين الاوروبيين الذين يتضح ان تصاريحهم كلام بكلام. بيد ان الدول الاوروبية تلوح بالعقوبات ولكن سرعان ما تتراجع عن تطبيقها وهذا امر اضعف من هيبتها وقرارها. وتقول مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى للديار ان اسباب الميوعة الاوروبية هو تحول الاتحاد الاوروبي في الاونة الاخيرة الى اتحاد لا يملك توجها واضحا وتخبطا في القرار السياسي اضافة الى عدم قدرته على ضبط سياسته وخير دليل على ذلك الفوضى التي احدثتها حركة السترات الصفراء ورغم ذلك لم يكن هناك قرار واضح في وقف هذه الحركة التي خربت كثيرا والحفاظ على استقرار البلاد. وترى المصادر الديبلوماسية ان السياسة الداخلية الاوروبية او الخارجية باتت تفتقد الى الحزم واتخاذ القرارات الصعبة اي نية لاحداث تغيير في بلدان لهم تأثير عليها. وبرحيل الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب ومجيء رئيس قريب للسياسة الاوروبية وهو الرئيس جو بايدن، لم تستفد الدول الاوروبية من هذا التغيير الذي اتى لصالحها ولم تستخدمه في اي اطار دولي. وعليه، بدت الدول الاوروبية ضعيفة الى حد ما في سياستها الخارجية وفقا للاوساط الدبلوماسية وظهر ان روسيا والولايات المتحدة هما الدولتان الوحيدتان اللتان فرضتا ميزان قوى في المنطقة.
تعاون فرنسي – اميركي للضغط على المسؤولين اللبنانيين
في غضون ذلك، برز تعاون فرنسي – اميركي ظهر من خلال اعلان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان خلال مؤتمر مع نظيره الاميركي انتوني بلينكن امس ان باريس وواشنطن ستتحركان معا للضغط على المسؤولين عن الازمة التي يغرق فيها لبنان منذ مدة. وقال لودريان في باريس: «نلاحظ معا المأساة التي يمكن ان تحصل في حال تفتت هذا البلد او زال» مضيفا «قررنا ان نتحرك معا للضغط على المسؤولين. نحن نعرفهم.» ومن جهته، اكد وزير الخارجية الاميركي على استعداد بلاده لمساعدة لبنان قائلا «لكننا نحن بحاجة إلى قيادة حقيقية في بيروت».
وفي نطاق متصل، هناك محاولة خارجية ايضا لحلحة الازمة اللبنانية وهي دعوة الفاتيكان لرؤساء الطوائف في لبنان للحوار حيث قال رئيس الجمهورية ان اللبنانيين يتطلعون بأمل وايجابية لاجتماع الفاتيكان الذي سيعقد في الاول من تموز المقبل. وتعليقا على هذه الجهود الخارجية لمساعدة لبنان، شددت اوساط سياسية ان كل هذه المساعي لن تؤد الى نتيجة طالما ان مقاربة الازمة اللبنانية ستكون من خلال المسؤولين الذين سببوا هذه الازمة قائلة : هل ستحرك دعوة الفاتيكان ضمائر المسؤولين اللبنانيين الذين هم «شياطين» باعوا انفسهم للمال وللسلطة وذلوا شعبهم؟
الخبير الاقتصادي نادر: استعادة الاموال المنهوبة تبدأ بوقف التهريب
بدوره ،قال الخبير الاقتصادي سامي نادر للديار ان استرجاع المال المنهوب يبدأ من خلال وقف التهريب لان هذا الامر يشكل ايضا نهبا لمال المواطن اللبناني. واشار الى ان رفع الدعم جزئيا عن البنزين لن يوقف الطوابير على محطات الوقود بما ان التهريب قائم وفرق السعر بين لبنان وبلدان اخرى حاصل وهذا الحل لن يمتص هذه الازمة محذرا انه في المستقبل القريب لن يكون هناك سيولة كافية حتى على 3900 ليرة لبنانية.
المشهد اللبناني اسود واقع دون مظلة والانهيار يتسارع ولا قعر لتخفيف الارتطام وبالتالي لا اشارة واحدة لوقف زوال لبنان ونزيفه عبر تشكيل الحكومة. ولبنان ينزف وممنوع ان يضمد جراحه وقيمة الودائع في المصارف فقدت 80% بسبب تفاقم الازمة وتحليق الدولار الى 16000 ليرة لبنانية. مظاهرات تشرين 2019 كانت من الطبقة الوسطى ومعظهم هاجروا وبالتالي الفقراء غير قادرين على القيام بثورة انما لبنان مقبل على تدهور الوضع الامني والفوضى الاجتماعية. واعتبر نادر ان الصراع الداخلي حاصل انما القرار الخارجي لتسيير الامور في لبنان لم «يصدر» بعد.
النائب جورج عطالله للديار: الحريري انهى كل المساعي لتشكيل الحكومة
من جهته، قال النائب في تكتل لبنان القوي جورج عطالله للديار بأن الرئيس المكلف سعد الحريري هو من انهى المسعى لتشكيل الحكومة بعدم اعطائه جوابا كان ينتظره الجميع منه بعد اللقاء الايجابي الذي حصل بين الوزير جبران باسيل والخليلين ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا مشيرا الى ان الحريري سافر منذ ذلك الحين ولا يرد على احد.
وكشف ان اللقاء الاخير الذي حصل بين باسيل والخليلين ووفيق صفا كان لقاء بناء وعمليا حيث وضعت خارطة الطريق للحكومة وكانوا متوافقين عليها. ولفت النائب جورج عطالله الى ان اوساط تيار المستقبل تشن هجوما سياسيا كلما عمل التيار الوطني الحر على التسهيل لملف الحكومة وفي الوقت ذاته شدد ان لا يحق لتيار المستقبل او لاي فريق اخر ان يشترط على التيار الوطني الحر منح الثقة مسبقا للحكومة في البرلمان علما ان هذه المسألة مرتبطة بكيفية تشكيل الحكومة واحترام دور رئيس الجمهورية كشريك في التاليف ضمن المعيار الواحد والميثاقية. اما من يتعامل مع رئيس الجمهورية على انه ان لا يحق له بهذا العدد من الوزراء عندها حتما سيكون لدى التيار الوطني الحر موقف متحفظ حول هذه الحكومة.
وردا على بعض التسريبات والتحليلات التي تهدف الى الاصطياد في الماء العكر وتروج ان التيار الوطني الحر يريد ابعاد حزب الله عن حركة امل، اكد النائب جورج عطالله للديار بان احدا في تكتل لبنان القوي واهم ان خلافا سيقع بين الثنائي الشيعي انما ما نريده ان يأخذ حزب الله في ملف الحكومة الموقف الصائب بما انه دائما مع الحق. واضاف عطالله ان اتفاق مار مخائيل الذي ابرمناه مع حزب الله اردنا ايضا ان نكرره مع اطراف لبنانية اخرى وعليه اقدمنا على مصالحة مع القوات اللبنانية واتفاق معراب كما ارسينا تفاهما مع الرئيس سعد الحريري الا ان الاخير هو من انقلب على العهد واستقال دون سابق انذار متخليا عن مسؤوليته واضعا البلد امام مصير مجهول. وهنا، اراد عطالله التذكير بالدور الذي كان العهد يلعبه في تخفيف التوتر بين حزب الله وتيار المستقبل حيث ان مسؤولي تيار المستقبل كانوا دوما يتهمون المقاومة وسوريا باغتيال الشهيد رفيق الحريري في حين ان العهد ورئيس التيارالوطني الحر عملا على نزع فتيل الفتنة وعلى تقليص نسبة الشرخ بين الطرفين.
اما عن علاقة التيار الوطني الحر بالمقاومة، أوضح النائب جورج عطالله ان اعظم دليل على ثقة الوطني الحر بالمقاومة هو قيام الوزير جبران باسيل بتفويض امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لانه الوسيط النزيه في موضوع الحكومة. انما في الوقت ذاته، اعتبر عطالله ان التفاهم الذي حصل بين الوطني الحر وحزب الله وتوج باتفاق مار مخائيل لا يعني ذوبان اي طرف وعلى مدار السنوات لم نتفق على كل المسائل مئة بالمئة وقد حصل تباين حول عدة مواضيع ولذلك دعا حزب الله والوطني الحر الى تشكيل لجان لتطوير هذا التفاهم. وفي هذا المسار، قال النائب عطالله ان اجواء الاجتماعات ايجابية وقابلة للتعاون والتنسيق بين الطرفين.
القوات اللبنانية: مؤتمر الفاتيكان يؤكد ان لبنان في عقله وقلبه
بدورها، اعتبرت القوات اللبنانية ان اهمية مؤتمر الفاتيكان هي ان لبنان في عقله وقلبه وهو معني بالازمة اللبنانية وبالتالي لا يريد ترك لبنان وحيدا. ويريد الفاتياكان توجيه رسالة للداخل وللخارج بانه مهتم بالموضوع اللبناني ولن يسمح باي مقايضة على حساب لبنان كما انه حريص على انقاذه لاسباب متعددة منها قول البابا يوحنا بولس الثاني ان لبنان رسالة ونموذج العيش المشترك كما ان لبنان يشكل اخر مساحة للمسيحيين في هذا الشرق وفقا لمصادر القوات اللبنانية. اضف الى ذلك، يشكل لبنان وطنا تفاعليا بين كل ابنائه ويريد الفاتيكان ابقاء هذا البلد على سيادته ونمطه ولذلك ترى القوات اللبنانية ان هذا المؤتمر الذي دعا له الفاتيكان له تأثير معنوي مهم خاصة على دول القرار.
اما حول الدور الاميركي والفرنسي حيال الازمة اللبنانية، رأت مصادر القوات اللبنانية ان باريس وواشنطن حريصتان على متابعة الشأن اللبناني الا ان هناك حدودا لهذا التأثير على الساحة اللبنانية. وعلى سبيل المثال، فرنسا قامت بجهود جبارة حيث زار رئيسها ايمانويل ماكرون بيروت بعد انفجار مرفا بيروت وبزيارة اخرى ايضا الى لبنان ومن خلال الموفدين الفرنسيين الذين اتوا الى البلد حيث وضعت فرنسا لبنان بندا اول في مرحلة من المراحل على روزنامتها الدولية الا ان النتائج بقيت محدودة لان الازمة في الداخل اكبر من ان تحل. اما الولايات المتحدة فقد لفتت مصادر القوات اللبنانية الى انها تعاملت مع الملف اللبناني الا ان اولوية واشنطن هي المفاوضات حول برنامج ايران النووي.
المجتمع الدولي لا يرى حاجة لتسوية في لبنان
في المقابل، لا ينظر المجتمع الدولي وفقا لاوساط سياسية مطلعة الى الاحداث التي تحصل في لبنان بانها تستدعي تسوية او حاجة لتدخل دولي مباشر على غرار اتفاق الطائف او اتفاق الدوحة حيث تعتبر الدول العظمى ان ازمة لبنان لا تنعكس سلبا على المنطقة ولم تحدث حتى اللحظة تداعيات سلبية وخيمة على اوضاع الدول المجاورة. اما لغاية هذا التاريخ، لا يبدو ان الولايات المتحدة ودول عظمى اخرى تريد تقديم اي تنازلات لايران على الساحة اللبنانية ولذلك لا تزال هذه الدول تتعامل ببرودة مع الاوضاع اللبنانية رغم تفاقمها داخليا.
*************************************************************************
بلينكن يفوّض لودريان بملف لبنان
بين الاروقة الدولية تنقل ملف لبنان امس.من باريس الى الفاتيكان شكل الطبق الرئيسي على طاولات الكبار، بين الاميركي والفرنسي وفي دوائر الكرسي الرسولي، بعدما استعصى الحل لبنانيا ونفض سعاة الخير يدهم من مهمات اخذوها على عاتقهم فاصطدموا بجدار ممانعة المسؤولين غير الآبهين بالبلد ومصير شعبه.
ضغط اميركي – فرنسي
على الاجندة الاميركية – الفرنسية فرض لبنان نفسه امس، حيث برز اتفاق على تعاون بين الدولتين في المرحلة المقبلة لدفع اهل السلطة الى تسهيل الحل. فقد قال وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان خلال استقباله نظيره الاميركي انطوني بليكن في باريس: قررنا التعاون مع الولايات المتحدة بخصوص أزمة لبنان ونعرف من هم الذين يتسببون بالأزمة. واضاف «تجب ممارسة الضغوط على السياسيين اللبنانيين لإنهاء المأساة التي تعيشها بلادهم». من جهته، قال بلينكن: ناقشت مع لودريان الأزمة في لبنان والشعب اللبناني يطالب بإنهاء الفساد الذي تمارسه الطبقة السياسية. واضاف «نبحث عن قيادة حقيقة في لبنان لمساعدته». واردف «فرنسا حليف تاريخي وسنعيد الشراكة معها ويجب ممارسة المزيد من الضغوط على المسؤولين اللبنانيين».
لبنان في الفاتيكان
دوليا ايضا، وفي انتظار مفاعيل هذا الموقف الجديد على الساحة المحلية الحكومية، عُقد في حاضرة الفاتيكان امس، مؤتمر صحافي عن لبنان، شارك فيه امين السر في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، وزير خارجية الفاتيكان المطران بياترو كاليغر. وكان عرض لبرنامج اللقاء في 1 تموز مع الطوائف المسيحية العشرة في لبنان بالاضافة إلى الرهبانيات الموجودة في روما وفي ختام اللقاء كلمة لقداسة البابا.
اللبنانيون يأملون
ليس بعيدا، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان اللبنانيين ينظرون بكثير من الامل والرجاء الى اللقاء الذي دعا اليه البابا فرنسيس القيادات الروحية المسيحية اللبنانية في الأول من تموز المقبل في حاضرة الفاتيكان، في حين اكد القائم باعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور جيوسيبي فرانكوني من قصر بعبدا ان البابا فرنسيس يولي اهتماما خاصا بلبنان، وان اللقاء المرتقب في الأول من تموز المقبل سيكون فرصة للتأكيد على موقف الكرسي الرسولي حيال لبنان واللبنانيين.
كلمة نصرالله
على الصعيد السياسي الداخلي، لم ير الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في دعوة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل له اي تفويض لحقوق المسيحيين، واكد ان باسيل طلب المساعدة من صديق ونحن بصدد تلبية هذه الدعوة من خلال بذل المزيد من الجهد مع الرئيس نبيه بري ومع التيار الحر من اجل تسهيل تشكيل الحكومة.
وجدد نصرالله الوعد باستيراد المحروقات من ايران كاشفا ان الحزب انجز كل المقدمات والترتيبيات اللوجستية من اجل ذلك.
الدولار يحلّق
وفي حين لايزال الرئيس المكلف سعد الحريري خارج البلاد، الاوضاع المعيشية تزداد صعوبة سيما مع ملامسة الدولار سقوفا جديدة تقارب الـ16000 ليرة. ولم تظهر على الارض بعد اي مفاعيل للقرار الذي اتخذ في قصر بعبدا امس في شأن تأمين المحروقات ودعمها على اساس الـ3900 ليرة بدلا من الـ1500.
دياب يوقّع: في السياق، وبعد «ترّدد»، اعلن المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ان «انطلاقا من مسؤولياته الوطنية، وبالتزامن مع إقرار البطاقة التمويلية في اللجان النيابية المشتركة تمهيدا لإقرارها في جلسة نيابية عامة الأسبوع المقبل، أعطى دولة الرئيس حسان دياب صباح اليوم الموافقة الاستثنائية على اقتراح معالي وزير المالية بما يسمح بتأمين تمويل استيراد المحروقات على أساس تسعيرة 3900 ليرة لبنانية، بدلا من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، استنادا للمادة 91 من قانون النقد والتسليف».
الطوابير على حالها
في المقابل، وبينما استمرت الطوابير امام محطات البنزين على حالها، قال ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا للـmtv: نتمنّى أن يحلّ قرار الـ3900 ليرة مشكلة المحروقات وأن يعود كل شيء إلى طبيعته والمواطن سيرتاح ولكن الأهم هو وقف التهريب.
الافران مهددة
والحال ان الشح في المحروقات بات يتهدد كل القطاعات. فامس، صدر عن اتحاد نقابات المخابز والأفران في لبنان بيان اشار الى ان « ازمة كبيرة قد تؤدي الى توقف العديد من الافران والمخابز في كل المناطق اللبنانية، وهي نقص حاد في مادة المازوت التي باتت مادة بعيدة المنال.لقد استنفدت الافران والمخابز كل الاحتياط لديها من هذه المادة، وما هو متوفر لا يكفي، مما قد يؤثر على انتاج الافران والمخابز لاسيما على تلك الكبيرة منها التي توزّع على كل المناطق اللبنانية. كذلك تعاني المطاحن من الازمة ذاتها.ان اتحاد المخابز والافران يحذر كل المسؤولين من مغبّة عدم استدراك هذا الامر ومعالجته اليوم قبل الغد، لأنه سيؤدي الى ازمة رغيف قسرياً، ويناشد الاتحاد المسؤولين كافة المسارعة الى تأمين مادة المازوت للافران من أجل الاستمرار في تزويد المواطنين بحاجتهم اليومية من الخبز.»
السوبرماركت تستغيث
بدورها، رفعت نقابة أصحاب السوبرماركت الصوت «حيال ما يجري على أرض الواقع من شح شديد في مادة المازوت، وعدم تمكن السوبرماركت من تسلم كميات تكفي لمواصلة عملها». وطالبت السلطات المعنية في بيان بـ»تأمين مادة المازوت بشكل متواصل للسوبرماركت تفادياً لإقفالها»، مشيرة الى ان «بعض السوبرماركت قد تضطر مرغمة في المرحلة الراهنة الى خفض دوام عملها».
لا دواء
كل ذلك فيما المستشفيات تعاني من التقنين ومن نقص المسلتزمات الطبية فيما يغيب الدواء ايضا عن رفوف الصيدليات.
************************************************************************
لبنان ليس بمنأى عن سلالات كورونا الجديدة والأرقام مقلقة.. المطلوب تفعيل أجهزة الترصد
بحث عن التهدئة تحسباً لتداعيات الإنهيار... وشخصيات لبنانية غير مرغوب بها أوروبياً
يسير لبنان على إيقاعات مختلفة. في الخارج المستجد هو الموقف المشترك لوزيرَي خارجية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، أنطوني بلينكن وجان إيف لودريان، حول ضرورة التنسيق والتكامل في المواقف لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته، وتأكيد على دعم خيارات الشعب الذي يريد التخلص من الفساد، بالإضافة إلى البحث في فرض عقوبات على مسؤولين يتحملون مسؤولية التعطيل والانهيار، وهذا ما كانت قد كشفته "الأنباء" قبل أيام، حول استعداد دول الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على بعض الشخصيات اللبنانية.
وفي هذا السياق، تكشف معلومات جريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ شخصيات بارزة تبلغت رسائل فرنسية بشكل مباشر وغير مباشر، بأنّه لم يعد مرغوب بهم بالدخول إلى الأراضي الفرنسية، وأنّ هناك دولاً أوروبية أخرى ستأخذ نفس الإجراءات بحقهم.
داخلياً، مختلف القوى السياسية تبحث عن التهدئة وإجراء مصالحات تحسباً للأسوأ الذي سيأتي على وقع زيادة منسوب الانهيار، والتوجّه إلى رفع الدعم بفعل الأمر الواقع، وبدون اتّخاذ قرار واضح من قِبل الحكومة أو السلطة السياسية بالدعم. لكن من الواضح أن البلد قد سلك طريق رفع الدعم مع ما يعنيه ذلك من مخاطر ستنعكس على الواقع الاجتماعي والإنساني، وقد تؤدي إلى إشكالات وتوترات، أو إلى مفاقمة الأزمات المعيشية.
تحت هذا العنوان حاول أمين عام حزب الله أن يتوجه إلى اللبنانيين بضرورة ضبط النفس وتحمّل المسؤوليات، والإسراع في سبيل تشكيل الحكومة لمواكبة كل هذه المخاطر، كما أنّه دعا إلى التهدئة السياسية. ولكن كلام نصر اللّه لم يخلُ من توجيه الرسائل المباشرة وغير المباشرة إلى حلفائه، وخصوصاً رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، في مسائل متعددة، رداً على ما قاله عون عن حياد حزب اللّه، ورداً على ما قاله باسيل أيضاً حين طالب الحزب بأن يكون حَكَماً، فأعلن نصر اللّه رفضه لذلك، وأعلن مجدداً دعمه لمبادرة الرئيس نبيه بري.
تزامناً، علّقت أوساط سياسية عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية بالقول: "كل ما تُجمع عليه القوى السياسية اللبنانية كان وليد جنبلاط أول من دعا إليه، وكل المخاطر المحدقة كان جنبلاط الأول في التقاطها والتحذير منها، منذ صرخاته الأساسية حول ضرورة مراقبة العدّاد، إلى الإشارة لملف رفع الدعم وما سينجم عنه، وضرورة تشكيل حكومة تكون قادرة على مواكبة هذه التطورات، ومسار المصالحات، وتكريس التهدئة، وغالباً ما يكون وليد جنبلاط في طليعته سعياً إلى إغلاق الجراح والبحث عن فرص التعاون مع الجميع لا لأهدافٍ سياسية على الإطلاق، إنّما لمواكبة الناس في مواجهة الأزمات المعيشية التي تتهدّدهم".
على صعيد آخر، ورغم تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، إلّا أنّ تحذيرات عدة من أهل الاختصاص عادت لتصدر خوفاً من وصول المتحوّرات إلى لبنان، وتحديداً عبر الوافدين إلى مطار بيروت، وكان سبق لجنبلاط أن حذّر بدوره أيضاً عبر تغريدة له منذ يومين.
وفي هذا السياق، طالب النائب فؤاد علامة عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية بمراقبة أرقام المصابين رغم قلّتهم، كاشفاً أنّ نسبة الإصابات لدى الوافدين من الخارج، ومن دولٍ ما زال الوضع الصحي فيها غير سليم هي بحدود 15 إلى 20 في المئة، وهذا ما يدعو إلى للقلق، محذّراً من وجود سلالات جديدة تؤدي إلى انتقال العدوى، وداعياً إلى تفعيل أجهزة الترصّد بعد إجراء فحوص الـ PCR، ومتابعتهم ومنعهم من الاختلاط مع الآخرين إلى حين التأكد من عدم إصابتهم بكورونا.
ولفت علامة إلى أنّ السلالة الجديدة سريعة انتقال العدوى بمعدل كل مصاب ينقل العدوى إلى ثمانية أشخاص، وهذا ما يدعو إلى الحذر، وضرورة تفعيل نظام الترصّد. ولو أنّنا استخدمنا هذا النظام منذ البداية لما وصل عدد المصابين في لبنان إلى هذا الحجم.
نسخ الرابط :