خطاب التيار انقلابي على ذاته وتكويعة جبران تدل الى انه يجهل لعبة الامم- نسيم بو سمرا
مشهد سريالي ما يحصل اليوم لدى معظم التيارات والأحزاب اللبنانية، وبخاصة لدى التيار الوطني الحر، الذي يسأل أكثر من غيره، لأنه انتقل من ضفة الى أخرى، والدليل ان مناصري التيار يبذلون جهودا جبارة لاقناع جمهورهم بالخطاب المستجد لرئيسهم، لا بل يحاولون تبرير تكويعة جبران في خطابه الأخير، الغريب عن أدبيات التيار وتاريخه المناضل، والذي إن اعتقد انها ستحقق له أهدافه، فهو يجهل لعبة الامم؛
الحق يا رفاق بيحكي عن نفسو ولا يحتاج الى حملات تفسير ليفهمه الناس، فكلام الرئيس العماد ميشال عون كان دائمآ واضحا ووقعه كالسيف لدى خصومه كما حلفائه، وبالتالي لم يحتج يوما لتفسير؛
فأين انتم اليوم من قول ميشال عون؟ "حرب سنوات مع الخارج ولا حرب ساعات في الداخل".
سأذكر حجة واحدة من الحجج التي يدعي التيار انها السبب لخطابه الانقلابي على نفسه، فصحيح ان الحزب أخطأ بعدم مجاراة عهد ميشال عون ببناء دولة ومحاربة الفساد، (بس نحنا بالتيار ايضا أخطأنا ولم نكن على قدر المسؤولية التاريخية في عهد استثنائي، كان يعول عليه شعب لبنان العظيم لانقاذ لبنان) وصحيح ان الحزب اخطأ استراتيجيا بحرب الاسناد، (ربما كان يجب ان يستنفر ويتحضر لهجوم اسرائيلي محتمل ليدافع عن نفسه، بدل ان يبدو وكأنه المعتدي)، ولكن الحزب بالنهاية، دفع الثمن الأكبر، باغتيال قادته وعلى رأسهم القائد التاريخي سماحة السيد، فسقط خيرة شبابه وشباب الوطن شهداء، (يعني وقفو شماتة، مش شغلتكن تحاسبو الآخرين، فلتقوموا بجردة حساب للفرص العديدة التي أضعتموها في عهد ميشال عون)، لان لبنان اليوم دخل في فم العدو ولا ينفع ان نجلد انفسنا وان ننسى العدو المتربص بنا من النقاط الخمسة والتي صارت سبعة... لاننا كلنا سندفع الثمن لا فقط الحزب وبيئته، اذا انخرطنا في مخطط اميركي- صهيوني بنزع اوراق القوة التي يملكها لبنان، واولها وحدتنا الوطنية لمواجهة الاخطار الوجودية، وآخرها السلاح؛
فلتفيقوا، اليوم ليس وقت تصفية حسابات سياسية مع الحزب، اما خطابكم فهو نسخة طبق الاصل عن خطاب القوات، وما بعتقد المسيحيين بعدن أغبياء وبيصدقو خطاب، أدى الى قتل أبناءهم وهجرهم من الجبل ومن ثم فرض عليهم خوات، فهشلهم من المنطقة الشرقية الى قبرص عبر البحر؛
نحنا مشينا ورا قائد قال يومآ: "إذا حكيت خطاب طائفي، انبذوني"؛ فهل ستنبذون اليوم خطاب التيار، لصالح خطاب وطني لا فئوي، يمنع الفتنة بدل تشجيعها؟ خطاب يجمع لا يفرق؟ خطاب منفتح لا انعزالي؟ خطاب يوحد لا يشرذم؟ خطاب مشرقي لا مسيحي؟ خطاب يقوي المناعة الوطنية بدل اضعافها؟ خطاب يمنع العدو من استكمال تنفيذ مخططه الشيطاني للبنان، فلا يشجعه على احتلال مزيد من النقاط والاراضي، التي كلفت آلاف الشهداء لتحريرها؛
بالمحصلة، خطاب التيار هذا، لن يضيف شيئا على الساحة السياسية، سوى المزيد من التشجنج والشحن الطائفي وزيادة الشعور لدى بيئة المقاومة بالاستهداف والعزل، ولكن الشيئ الوحيد الذي يمكن ان يقدمه، هو المزيد من الانكشاف الامني امام أس..رائي.ل، وتشجيعها على المضي قدما في مخططاتها القضاء على فكرة المق..اومة في لبنان، كي تخلو لها الساحة الجنوبية، وربما كل لبنان، لتحقيق حلمها التلمودي بإقامة اس..رائ.يل الكبرى على ركام أوطاننا المدمرة في المشرق.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :