افتتاحية صحيفة الأخبار:
الإفلاس مبرّر للكثير من الخصخصة الآتية | رسامني يفتتح مزاد البيع: المرافق الجوية والبحرية أولاً
يتوقع أن يدرس مجلس الوزراء اقتراحاً من وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، يهدف إلى تنفيذ عمليات خصخصة واسعة في بنية قطاع النقل الجوي والبحري، عبر عقود التشييد والتشغيل ونقل الملكية (B.O.T) التي ستنفّذ بواسطة وزارة الأشغال مباشرة. دوافع اللجوء إلى هذه الخطوة هو "إفلاس" الدولة، ما يعني أن بيع أملاكها صار يروّج كوسيلة وحيدة للتعامل مع نتائج الإفلاس. هذا النهج سبق أن اختبر نتائجه لبنان وتبيّن أنه ليس مجدياً كما يسوّق، بل العكس، إن تخلّي الدولة عن أملاكها في قطاع النقل الجوي والبحري سيكون مقدمة للتخلّي عن المزيد، بعدما تخلّت عما تبقى من أدوار في الرعاية الاجتماعية مثل إعادة الإعمار، موظفي القطاع العام، والضمان الاجتماعي، وتعويضات نهاية الخدمة والتسويات المترتبة على أصحاب العمل... اللائحة التي تستعدّ السلطة للتخلّي عنها طويلة، وقد يكون على رأسها الذهب الذي سيتم تبديده من أجل إعادة إنتاج مصارف تسرق الودائع وتقدّمها للدولة كأنها هبة، ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك، إذ إن خطوة كهذه لبيع المرافق الجوية والبحرية بالجملة، ستُطلق يد العهد وحكوماته في الخصخصة بخطوات متلاحقة، وفقاً لمنطق يقضي بأن ضرورات الإفلاس تبيح التخلّي عن الملكية العامة.
صفحة وأربع مواد
في 12 أيار، رفع رسامني ملفاً إلى مجلس الوزراء هو عبارة عن مشروع قانون "يرمي إلى الإجازة للحكومة بواسطة وزارة الأشغال العامة والنقل، تصميم وإنشاء وتأهيل وتطوير المطارات الجوية والمرافئ البحرية، وبشكل عام مرافق النقل الجوي والبحري على اختلاف أنواعها وطبيعتها ونطاق عملها، وذلك بنظام عقود التشييد والتشغيل ونقل الملكية أو عقود التصميم والتشييد والتشغيل ونقل الملكية".
يتألف الملف، من ثلاث صفحات، تشير بوضوح إلى أن "الإمكانات لدى الخزينة العامة غير متوافرة حالياً لقيام الدولة بتأمين التمويل اللازم"، فيما تتبدى هناك ضرورة لتطوير وتحديث مرافق النقل الجوي والبحري في لبنان، وهذا يشمل مطار بيروت الذي تجاوز قدراته الاستيعابية في 2019 "ما يوجب جدياً البحث في مشاريع توسيعية وتأهيلية له". وأيضاً هناك مشروع "إطلاق مطار رنيه معوض في القليعات الذي يحتاج إلى ورشة عمل كبرى". كما يجب "تأهيل وتطوير وتوسعة مرفأ بيروت وإعادته إلى خارطة المنافسة العالمية"، والأمر نفسه ينطبق على "مرفأي طرابلس وصيدا نظراً إلى أهميتهما الحيوية في قطاع النقل البحري".
إذاً، الدولة مفلسة وليس لديها الأموال اللازمة، ما يعني أن القطاع الخاص هو "الملجأ". لذا، يشير رسامني في اقتراحه إلى أن "القطاع الخاص يبدي اهتماماً متواصلاً لتأمين أعمال الإنشاءات والتطوير والتشغيل للمطارات الجوية والمرافئ البحرية في لبنان، كما لديه الإمكانات المالية والتقنية والخبرات الدولية المطلوبة".
أيضاً يلفت الوزير إلى ضرورة البتّ بالملف سريعاً "نظراً إلى ما ينجم من أضرار بسبب تأخير تنفيذ مشاريع البنية الأساسية لضخامة تمويلها وعدم توافر التمويل اللازم في موازنات الدولة بصفة عامة...".
أما البنية القانونية للمشروع، فهي عبارة عن مشروع قانون يفترض أن تقرّه الحكومة، يتألف من صفحة واحدة وأربع مواد؛ الأولى تشير إلى أنه يجوز للحكومة بواسطة وزارة الأشغال العامة والنقل القيام بأعمال تصميم وإنشاء وتأهيل وتطوير وتشغيل المطارات الجوية والمرافئ البحرية، وبشكل عام مرافق النقل الجوي والبحري على اختلاف أنواعها وطبيعتها على أساس التمويل الذاتي بنظام (B.O.T) أو (D.B.O.T). والمادة الثانية، تنص على أن الوزارة ستقوم بهذه الخطوة عبر قانون الشراء العام. وتنصّ المادة الثالثة على أن مدّة العقود تمتدّ لـ 25 سنة بنهايتها تعود المنشآت والتجهيزات والموجودات إلى وزارة الأشغال.
لا تمويل ذاتياً؟
يثير هذا الاقتراح الكثير من التساؤلات بمعزل عن أي نقاش في تعريف الخصخصة والنتائج المترتبة على اللجوء إليها كأداة تدميرية لاقتصاد منهار يعتمد بشكل مفرط على تدفقات المغتربين بشكل أساسي لتمويل استهلاك مستورد، ولمجتمع باتت خياراته محصورة بالهجرة أو الفقر؛ فمن جهة لماذا ستعمد السلطة إلى الخصخصة بمشروع قانون منفصل عن الإطار الذي جرى الترويج له على مدى السنوات الماضية في المجلس الأعلى للخصخصة وقانون الشراكة مع القطاع الخاص؟
ومن جهة ثانية لماذا يكون الأمر شاملاً لكل المرافق الجوية والبحرية القائمة أو التي ستُنشأ؟ وما هي دوافع الإسراع الظاهر في مشروع القانون الذي رفعه رسامني إلى مجلس الوزراء والمؤلف من بضعة أسطر، ما دامت مشاريع توسعة مطار بيروت ومرفأ بيروت تعود إلى سنوات ما قبل الانهيار، ويمكن دراستها بشكل أكثر عمقاً للوصول إلى جدوى أكبر؟
فقد بدا من المشروع المطروح، أن هناك رغبة في تسليم المرافق الجوية والبحرية لجهات أخرى غير الدولة على وجه السرعة بذريعة أن الدولة ليست كفؤة، عدا عن أنها غير قادرة مالياً. فالأبعاد التنموية ليست واضحة في هذا المشروع الذي قد يختبئ وراءه ما يمكن تسميته مكاسب اقتصادية لدول ترغب في الاستحواذ على حصّة، وما يمكن اعتباره دواعي أمنية.
الدوافع الأمنية صارت معروفة، سواء في مطار بيروت أو مطار القليعات، أو في مرفأ بيروت أيضاً، لأنها لا تخدم سوى جهات خارجية. لكن المسألة المتعلقة بتسليم المرافق الجوية والبحرية لجهات خارجية هي أيضاً تندرج في إطار الصفقات التي واظبت السلطة على محاولة تنفيذها في السنوات الماضية. في عام 2009 حاول وزير الأشغال العامة في حينه غازي العريضي تلزيم توسعة المرفأ بصفقة قيمتها 120 مليون دولار لشركة دانماركية مع شركة حورية (مقرّبة من وليد جنبلاط).
يومها كان تمويل الصفقة "ذاتياً" من إيرادات المرفأ، وهو أمر متاح تكراره اليوم لو أرادت السلطة. لكن ما "خربط" الصفقة أنه تشابكت مصالح المستوردين مع الاستقطاب الطائفي بين المسيحيين والمسلمين لتوقف هذه الصفقة وكل الصفقات اللاحقة التي كان آخرها في عهد الوزير علي حمية الذي استند إلى قانون رسوم المطارات لإجراء توسعة بقيمة 147 مليون دولار، أي إن التمويل كان ذاتياً أيضاً. طبعاً في هذه المدة حصل الانفجار وما تلاه من محاولات ألمانية وفرنسية وسواها للسيطرة على المطار عبر مخططات ومشاريع عرضت على الملأ. في كل الفترات كان المحفّز كلاماً قاله وليد جنبلاط عن فساد المرفأ وتهريب السلاح عبره.
أما مشروع توسعة مطار بيروت، فقد أتى في السياق نفسه، إذ إن مشروع التوسعة معروض منذ سنوات عدّة سبقت الانهيار، ولكن لم تتخذ أي خطوات في اتجاه إطلاق هذا المشروع لأنه لم يكن يشكّل أي توازن طائفي. المسألة الطائفية كانت عاملاً أساسياً في أي مشروع للمرافق الجوية والبحرية، بعيداً من كل التخطيط الاقتصادي والإنمائي. فهذه المرافق لها جدوى مرتبطة بالاقتصاد العالمي والمحلّي لم يتم تقديم أي منها كمبرّر لأي صفقة، وهو ما يحصل اليوم أيضاً، سواء أكان الدافع الأمني يتحكّم في هذه الصفقات أم الدافع الطائفي.
تحويل الملكيّة العامة إلى ريوع
لم تكن الخصخصة خياراً مُستحدثاً في هذه الحكومة، إنما بات يتم التّرويج لها بعد الانهيار من باب بيع أصول الدولة لتغطية خسائر القطاع المصرفي، لأن الدولة مفلسة. الهدف يكمن في الاستحواذ على القطاعات الأكثر إدراراً للعائدات المالية للانتفاع منها على شكل ريوع. فالدولة في لبنان لم تعمد إلى تطوير قطاع الكهرباء، على سبيل المثال، رغم توافر التمويل لديها في سنوات ما قبل الانهيار، لأن اللاعبين السياسيّين لم يتّفقوا على تحديد شكل الريع المتأتّي عن ذلك وحصّتهم منه.
والأمر نفسه ينطبق على كثير من القطاعات الأخرى، لا سيما تلك التي تندرج في إطار ما يسمّى بـ"اقتصاد الشبكات"، مثل المرفأ والمطار، والنّقل، والكهرباء وسواها. فالتّطوير في هذه القطاعات بتمويل من الخزينة العامة وبإدارة وإشراف القطاع العام، يسهم في تعزيز جوهر الملكية العامة ويضيف إلى إيرادات الدولة التي تسعى الطبقة الحاكمة إلى تحويلها إلى ريوع والاقتطاع منها.
عقود من نوع الـBOT قد تسهم في هذا الريع، أو على الأقل هي محاولة للتّرويج بأنه يمكن تحويل هذه الإيرادات المستقبلية في هذه القطاعات إلى ريوع قابلة للتوزيع. فالريوع لا تحتاج إلى إدارة، بل إلى قنوات سالكة يمكن تأمينها ما دام الإطار العام والقانوني والسياسي متوافراً.
وفي هذا السّياق، إن إقرار قوانين، يفترض من يسمّيها، أنها لا تندرج في إطار الخصخصة لكنها تلبّي رغبته في تحويلها إلى ريوع، هو قمة الفساد. هذه الحكومة، تروّج لهذا الهدف القابل للتّحقيق بأدوات مثل عقود الـBOT أو الشراكة مع القطاع الخاص، أو حتى الخصخصة، ولكنها تركّز على التّسمية كي تحرف الأنظار عن كل المساوئ التي قِيلت عن الخصخصة أو عن التّجارب الفاشلة في لبنان، مثل خصخصة التشغيل والصيانة والجباية في كهرباء لبنان على يد مقدّمي الخدمات. في فرنسا قبل مدّة، قرّرت الحكومة تأميم قطاع الكهرباء وإعادة الاستحواذ على 16% من ملكية المؤسّسة هناك، بسبب اتّساع فجوة إعادة توزيع الثّروة ربطاً بنتائج الخصخصة.
النقاش الغائب
ثمة نقاش غائب عن أي مرافق جوية وبحرية تتناسب مع الاقتصاد اللبناني. فما هو الدور الإقليمي الذي يفترض أن يلعبه مرفأ بيروت أو مطار بيروت؟ للبنان موقع في منطقة تغلي "على جمر"، لذا يبدو أن التسليم بأن القناعات المسبقة مثل الإفلاس وانعدام قدرة الدولة على التمويل، هي التي ستفرض هذا النقاش، تبدو مسطّحة وتافهة إلى حدّ ما.
فعلى سبيل المثال، لم يشهد مرفأ بيروت أي أزمة فعلية في انتقال البضائع منه وإليه بعد الانفجار في آب 2020، والمرفأ قد يكون خطاً أساسياً بين بيروت ودمشق إذا قدّر لهذه الأخيرة الاستقرار وبدء إعادة الإعمار.
ومرفأ بيروت هو المنافس لمرفأ حيفا منذ أن أنشئ الأخير على يدي البريطانيين في مواجهة الفرنسيين. وينافسه أيضاً مرفآ طرطوس واللاذقية المربوطان بشبكة مواصلات تربطهما بحلب... ورغم كل ما يقال ويتردد عن السيطرة الأمنية لحزب الله على مطار بيروت، ثمة واقع أساسي هناك وهو أن شركة ميدل إيست هي من يسيطر على المطار بكل تفاصيله، ومن أبرزها احتكار تحوزه بوصفها شركة نقل وطنية في لبنان.
هي من يحدّد الأدوار للشركات الأخرى ومواقيت الإقلاع والهبوط، وهي من يقدّم الأولويات، وهي التي تسيطر على الهنغارات، وهي من كان يدفع رواتب إضافية لكل من يعمل في المطار إثر تدهور الأجور، ولا سيما أجور القطاع العام. هذا الاحتكار أتاح لهذه الشركة أن تحقق الأرباح في أوقات كانت فيه شركات الطيران العالمية تعاني من إفلاسات وخسائر ضخمة. مطار بيروت كان مطار دمشق وكل سوريا أثناء العقوبات، واليوم ما سيكون عليه بعد رفع العقوبات عن سوريا؟
أي سوريا ستكون عليه؟ طبعاً، في مشروع القانون المعروض على مجلس الوزراء يختزل كل هذا النقاش بضرورة توقيع عقود (B.O.T) وسيتمحور النقاش حول ما إذا كانت خصخصة أم لا!
*********************************************
افتتاحية صحيفة البناء:
الاحتلال يعلن بدء العملية البرية الكبرى ويحدّد 24 أيار لبدء آلية المساعدات
قطر وعمان في الوساطة مع إيران لبدائل وسطيّة للخلاف حول تخصيب اليورانيوم
الثنائي رافعة لائحة بيروت وفوز كاسح في البقاع والقوات تهزم العائلات في زحلة
أعلن كيان الاحتلال البدء بعملياته العسكرية الكبرى في قطاع غزة، وسط تشكيك من الأوساط العسكرية المعنية بالقدرة على تحقيق نتائج جدّية في ملف القضاء على المقاومة المحدّد كهدف للعمليات، بسبب العجز عن تأمين أعداد كافية من الضباط والجنود للعمليات، مع تمرّد الاحتياط والعجز عن التطويع وتراجع الروح القتالية في وحدات النخبة، في ظل كفاءة عالية تظهرها وحدات المقاومة تنظيمياً وقتالياً وتعبوياً في مواجهاتها التي خاضتها منذ استئناف الحرب على غزة قبل شهرين، وبينما يتقدّم الملف الإنساني في غزة ويستنهض حركة شعبية وسياسية وإعلامية عالمية تضغط على الحكومات التي اضطرها المشهد المتوحش للحرب إلى رفع صوتها بالدعوة إلى وقف الحرب، وتسعى حكومة الاحتلال إلى احتواء هذه الضغوط عبر الحديث عن آليّة جديدة لإدخال المساعدات بالتعاون مع واشنطن، يفترض أن تبدأ في 24 من الشهر الحالي.
في المنطقة عاد الحراك لكسر الجمود في مفاوضات الملف النووي الإيراني بين واشنطن وطهران، بعد مغادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المنطقة، حيث ظهرت نتائج مباحثات ترامب مع أمير قطر وحديثه عن دور قطر في المفاوضات مع إيران، من خلال زيارة مشتركة لرئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري والوسيط العماني إلى طهران، وفيما بقيت المباحثات ونتائجها طي الكتمان طرحت بعض المصادر المتابعة الحديث عن فرضية تقديم مقترح قطري لإيران بموافقة أميركية على إقامة منشأة إيرانية للتخصيب في قطر تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عبر بروتوكول قطري إيراني يضمن السيادة الإيرانية على المنشأة التي تنال الصفة الدبلوماسية والحصانة الكاملة، لكنها توفر ضمانة بعدم تطوير منتجاتها لصالح برنامج عسكري نووي.
في لبنان، انتهت الانتخابات البلدية في بيروت والبقاع، وفيما نجحت القوات اللبنانية بتحقيق انتصار في زحلة على لائحة العائلات، بعد كلام عن تعاون قواتي مع التيار الوطني الحر والكتلة الشعبية، كان الأبرز غياب مرشحي القوى التغييرية وجمعيات المجتمع المدني عن ضفة الرابحين انتخابياً، وشكلت انتخابات بيروت صفعة لنواب التغيير مقارنة بنتائج عام 2016 عندما فازت لائحة بيروت مدينتي بـ 40% من أصوات الناخبين، ومهدت الطريق لنتائج الانتخابات النيابية في 2022، وكان الفوز المؤكد حسب التوقعات للائحة الأحزاب، طلباً لضمان المناصفة الطائفية، قد ترافق مع التسليم بأن الثنائي وحده يستطيع أن يشكل ضمانة المناصفة بغياب تيار المستقبل عن الانتخابات، وقد وفر الثنائي رافعة 20 ألف صوت تقريباً لللائحة الموحدة التي اشتركت فيها القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب، بتجاوز القوات والكتائب لدعواتهم لنزع سلاح المقاومة.
وفيما تترقب الساحة المحلية ارتدادات وتداعيات القمم الأميركية - الخليجية - السورية على لبنان والمنطقة ومساراتها التنفيذية، انشغل الداخل اللبناني بالانتخابات البلدية والاختيارية بجولتها الثالثة في مدينة بيروت والبقاع، حيث سارت العملية الانتخابية بأجواء من الهدوء والديمقراطية والروح التنافسية الرياضية، مسجلة نسبة متدنية من الإشكالات الأمنية واللوجستية والشكاوى.
وبينما شكلت انتخابات البقاع لا سيما في بعلبك - الهرمل والبقاع الغربي استفتاءً على خيار المقاومة وتجديد البيعة للثنائي حركة أمل وحزب الله وللمقاومين وللشهداء وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفق ما تشير مصادر في فريق المقاومة لــ"البناء" والتي أشارت الى أن أهل البقاع وبعلبك - الهرمل أثبتوا مرة جديدة تمسكهم بالمقاومة رغم كل حملات التحريض والتشويه الخارجية التي تتعرّض لها المقاومة، وكما أجهضوا بالميدان وبالمواجهات العسكرية المشاريع الإسرائيلية والإرهابية وحموا الحدود الشرقية اللبنانية، أسقطوا أمس، بأصواتهم في صناديق الاقتراع كل الرهانات الداخلية والخارجية على تراجع حضور المقاومة وإبعاد بيئتها عنها، وكانت إشارة بالغة الدلالة حضور أهالي شهداء المقاومة الإسلامية في محافظة بعلبك الهرمل للإدلاء بأصواتهم للوائح "تنمية ووفاء"، تأكيدًا على الثبات على نهج المقاومة، واستكمالًا لمسيرة الشهداء الذين قدّموا دماءهم دفاعًا عن لبنان.
وأوضحت المصادر أنه وكما كانت انتخابات جبل لبنان خصوصاً في الضاحية الجنوبية كانت انتخابات البقاع تجديداً للبيعة لخيار المقاومة، وكانت بيروت إثباتاً للحضور الشعبي الكبير لثنائي حركة أمل وحزب الله ودورهما في ضمان المناصفة المسيحية - الإسلامية في تمثيل بلدية بيروت، استكمالاً لدور الثنائي الوطني المقاوم في تثبيت السلم والاستقرار في الجنوب عبر اتفاق وقف إطلاق النار وتسليم الجيش منطقة جنوب الليطاني وإعادة بناء الدولة والمؤسسات عبر انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإطلاق مسار الإصلاحات واستعادة النهوض الاقتصادي.
وحققت لوائح حزب الله وحركة أمل فوزاً كاملاً وهي لوائح "التنمية والوفاء" في 19 بلدة في محافظة بعلبك الهرمل. والبلدات هي علي النهري، رياق، إيعات، الهرمل، حزرتا، تمنين، تعلبايا، العين، اللبوة، النبي عثمان، بدنايل، بيت شاما، بريتال، عين بورضاي، بوداي، سرعين، النبي شيت، قصرنبا وشمسطار.
وأعلنت الماكينة الانتخابية المركزية لحزب الله في البقاع فوز لائحة التنمية والوفاء بكامل أعضائها في مدينة بعلبك.
وفازت لائحتا "التنمية والوفاء" في بلدة سحمر وفي بلدة مشغرة في البقاع الغربي. وفازت اللائحة البلدية المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة أكرم عربي في بلدة كفرقوق.
وأشار النائب حسين الحاج حسن، في حديث لـ"المنار"، الى أن "مؤشرات الانتخابات إيجابية وقوية وتثبت أن حزب اللّه وحركة أمل حاضرون شعبياً بشكل كبير وواسع"، لافتاً إلى أن "الذي يفكر بحصار أي منطقة أو بلدية هو يحاصر كل البلد والدولة معنية بكل أبنائها".
وأعلنت ماكينة حركة أمل في بيروت بأنه حتى منتصف ليل أمس، تمّ فرز أكثر من 35% من الأصوات والنتائج تظهر تقدم لائحة بيروت بتجمعنا وضمانها الفوز بالمقاعد كافة حتى الساعة.
وفي سياق ذلك، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب أمين شري بعد الإدلاء بصوته في بيروت: "حافظوا على المناصفة في المدينة ورؤيتنا إنمائيّة".
بدورها، أعلنت الماكينة الانتخابية للتيار الوطني الحر، عن فوز عدد من المخاتير في الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتَي بعلبك الهرمل والهرمل.
ووفق خبراء في الشأن الانتخابي فإن الأرقام تشير الى أن ثنائي حركة أمل وحزب الله ثبت حضوره في مناطق انتشاره في البقاع وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي وبيروت، فيما توزّعت الحصص في المناطق السنية على قوى وأحزاب ومتعدّدة مع تراجع تصويت تيار المستقبل، فيما الحزب الاشتراكي نال عدداً من البلديات ولم تتغير حصته عن السابق، أما النتائج النهائية في قضاء زحلة ستفرز أحجام القوى والعائلات المسيحية لا سيما القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وميريام سكاف. ووفق ما يشير الخبراء لـ"البناء" فإنه ورغم الطابع الإنمائي والتحالفات التكتيكية بين القوى والأحزاب المتخاصمة لا سيما في بيروت وزحلة، إلا أن لها طابعاً سياسياً، أما في البقاع فلها طابع سياسي بامتياز، وتحمل مؤشرات على ما ستكون عليه نتائج الانتخابات النيابية المقبلة.
ولفت وزير الداخلية والبلديات أحند الحجار إلى أن العملية الانتخابية سارت بشكل جيد، رغم وقوع بعض الإشكالات الأمنية في أماكن محددة، مع متابعة حالات الرشوة التي تمّ ضبط إحداها في منطقة المعلقة - زحلة، حيث تمّ توقيف شخص على خلفيتها. مشدداً على أن "الدولة وجّهت رسالة مفادها إعادة احترام الاستحقاقات الدستورية وإعطاء الفرصة للتعبير عن الرأي".
وأشار الحجار إلى أن "عمليات فرز الأصوات في بيروت تتمّ على أحسن ما يرام وهناك رضى تام من المندوبين على سير العملية الانتخابية". وقال: "سنواكب العملية الانتخابية في جنوب لبنان قبل إجرائها وبعده ولن نتخلى عن هذه المنطقة العزيزة على قلبنا".
الى ذلك، تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل غرفة العمليات المركزية في قيادة منطقة بيروت وغرفة العمليات الفرعية وقيادة فوج التدخل الرابع في ثكنة هنري شهاب - بيروت، حيث اطّلع على الإجراءات الأمنية التي تنفذها الوحدات العسكرية المنتشرة بهدف حفظ أمن العملية الانتخابية. كما أكد أن نجاح هذه العملية يعكس فاعلية عمل المؤسسات المعنية، ويرتكز على أداء الجيش لحفظ الأمن.
وشدّد هيكل، على أن "المسّ بالأمن ممنوع"، مشيرًا إلى "توقيف عدد كبير من مطلقي النار والمخلّين بالأمن في المراحل السابقة من الانتخابات، وهو ما سوف يتواصل حتى توقيف جميع المتورّطين".
وتوجّه إلى العسكريين بالقول "أنتم تقومون بواجبكم على أكمل وجه، وهذا أمر أساسيّ لضمان ممارسة المواطنين حقهم في الانتخاب"، وأشاد باحتراف العناصر وانضباطهم رغم تشعُّب المهمات.
وفيما تتحضر القرى والمدن الجنوبية للاستحقاق البلدي في جولته الرابعة والأخيرة، فازت لوائح "التنمية والوفاء" البلديّة في بلدة الطيبة في قضاء مرجعيون بالتزكية، وكذلك الأمر في حاروف - النبطية، حبوش - النبطية وفي باريش - صور، ومخاتير في عربصاليم وحبوش.
في غضون ذلك، عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى بيروت آتيًا من روما، بعدما شارك والسيدة الأولى في القدّاس الحبري الأوّل للبابا لاوون الرابع عشر، وقدّما له التهاني بانتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ومن المقرّر أن يغادر الرئيس عون بيروت اليوم إلى القاهرة، في زيارة رسميّة إلى مصر، تلبيةً لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويضمّ الوفد الرسمي وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجي، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعددًا من المستشارين.
وشدّد رئيس الجمهورية في مقابلة مع قناة "ON TV" المصرية قبيل زيارته إلى القاهرة، إلى أنّ "مصر تلعب دورًا قياديًا في المنطقة وهي تتفهّم ظروف لبنان". ولفت إلى أن "مصر شريك أساسي في المحافظة على الاستقرار"، مضيفًا "سنبحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة وسنبحث في ملف إعادة الإعمار وملف الطاقة ودعم الجيش وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وأشار عون إلى "أننا بدأنا في خطوات إصلاحيّة واقتصاديّة"، موضحًا أنّه "لا يمكن حصر موضوع السلاح ضمن مدة زمنية ولا يجب العمل بتسرّع".
وفي وقت سابق، أشار رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال لقائه البابا لاوون الرابع عشر في الفاتيكان، إلى "أننا ننتظر زيارتكم إلى لبنان، ونثمن عاليًا إعلانكم القيام بكل ما يلزم للسلام في لبنان".
بدوره، أكّد البابا لاوون للرئيس عون "أنني أصلي دائمًا لأمن لبنان واستقراره وسعادة شعبه، وسأستمر في العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة".
وكانت القمة العربية للدورة الـ34 انعقدت في بغداد السبت الماضي، وأكد رئيس الحكومة نواف سلام الذي رأس وفد لبنان إلى القمة أن "لبنان افتتح صفحة جديدة بتاريخه عبر فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها وامتلاك قرار الحرب والسلم". وأضاف: "الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ القرار 1701 بشكلٍ كامل حرصًا على الشرعية الدولية وإعادة الإعمار وندعو إلى ضغط دولي على إسرائيل للانسحاب من أراضينا". وتابع سلام: "ندين بشدة السياسة الإسرائيلية التي تتمادى بسبب غياب المحاسبة ونؤكد دعمنا الثابت لفلسطين ولمبادرة السلام العربية ونؤكد رفض أي محاولات لتهجير أو توطين الفلسطينيين في بلد آخر". وأشار الى ان "رفع العقوبات عن سورية سينعكس إيجاباً على لبنان". أضاف: "مستعدون للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم ونسعى الى ضبط الحدود مع سورية ونكرر ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع العقوبات عن سورية".
كما شدّد رئيس الحكومة على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان والعراق، واصفًا إياها بـ"الكبيرة والراسخة"، قائلاً: "لطالما وقف العراق إلى جانب لبنان في أصعب الظروف". وفي مقابلة على "تلفزيون السومرية" العراقي، أضاف سلام: "الضوء الذي يُنار في بيروت اليوم هو دليل على كرم العراق. نشكر الحكومة والشعب العراقي على الدعم المستمر". كما أعرب عن أمله في أن ترفع باقي الدول الخليجية الأخرى الحظر المفروض على سفر رعاياها الى لبنان. وأشار إلى تطلّع لبنان أيضاً إلى رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى دول الخليج. وكان سلام التقى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبحث معه في سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي، خصوصاً في ميادين الطاقة، الاقتصاد، والتبادل الثقافي، بما يساهم في تحقيق المصالح المشتركة.
وخلال القمة أعلن رئيس الوزراء العراقي، "تقديم مبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، و20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة". وشدّد السوداني على "أننا ندعم وقف إطلاق النار في لبنان وكل ما يؤدي إلى استقرار هذا البلد العربي الشقيق".
أمنياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة على طريق الزرارية - أبو الأسود. وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن "الغارة أدّت إلى سقوط ضحية". من جهته، زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن "الجيش الإسرائيلي قضى على قائد في حزب الله كان يعمل على ترميم بنية تحتية عسكرية للحزب".
وأفاد مراسل "المنار"، بأن "قوات إسرائيلية ألقت قذائف مضيئة بشكل منخفض في منطقة الشحل جنوب بلدة شبعا الجنوبيّة بهدف إشعال حريق".
على صعيد آخر، أشار وزير الخارجية السوري أسعد شيباني إلى أنه التقى رئيس الحكومة نواف سلام، على هامش القمة العربية في بغداد، حيث ناقشنا ضرورة التسريع في إنهاء معاناة السوريين الموقوفين في سجن رومية. وقد اتفقنا على بعض الخطوات العملية بهذا الخصوص.
ولفت شيباني في تصريح له، إلى أننا نؤكد في الحكومة السورية حرصنا الكامل على إنهاء هذا الملف في أقرب وقت ممكن، ومن الطبيعي أن تستمر بعض تداعيات سنوات الحرب لفترة من الزمن، إلا أن ما يمكن ضمانه هو أن السوريين والسوريات سيبقون دائمًا على رأس قائمة أولوياتنا.
وعلمت "البناء" أن الاتصالات ستتفعل بين الحكومتين اللبنانية والسورية في وقت قريب لإعادة إحياء عدد من الملفات الأساسية بين الدولتين ولا سيما ملف النازحين السوريين في ضوء إعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سورية.
*******************************************
افتتاحية صحيفة النهار:
النسب المتراجعة لم تعكس النتائج "المفاجئة"... بيروت نحو المناصفة و"القوات" تتقدم في زحلة
سلام: بيروت بحاجة إلى الإنماء وحيادية الحكومة في الانتخابات تأمّنت وخياري كمواطن هو لإنماء المدينة
على نحو عام وضمن الخط البياني الذي يحكم استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، لم تختلف صورة المشهد الانتخابي في الجولة الثالثة ما قبل الأخيرة التي أجريت أمس في بيروت والبقاع عن الجولتين السابقتين لجهة الجوانب الإجرائية أو معايير نسب الإقبال ولو تفاوتت بين الاقضية. فإذا كانت الأنظار تركزت بشكل خاص على بيروت نظراً للخشية من "تراثها" التقليدي في عدم الاقبال الكثيف على الاقتراع، فإن نسبة الـ21 في المئة التي بلغتها المشاركة في بيروت أمس جاءت معقولة قياساً بالسوابق وتجاوزت نسبة انتخابات 2016 البلدية، بما شكل عاملاً مشجعاً على توقّع نتائج تحفظ المناصفة أو على الاقل تحول دون صدمة كبيرة وخلل في التوازن الميثاقي يستعيد نتائج انتخابات طرابلس الأسبوع الماضي التي انتهت إلى مجلس بلدي سنيّ بالكامل مع عضو علوي فقط ومن دون تمثيل مسيحي. ولعل المفارقة اللافتة التي سُجلت تمثلت في أن بيروت التي كانت نسبة الاقبال فيها الأضعف بين الأقضية البقاعية أمس سجلت الارتفاع الوحيد في نسب المشاركة قياساً بانتخابات 2016، فيما تراجعت النسب في الأقضية البقاعية كافة مقارنة بتلك السنة. وتبين أن الإقبال الذي كان يعوّل عليه في المناطق ذات الغالبية المسيحية، كالاشرفية والرميل والصيفي، لم يكن بالحجم المأمول، إذ لم يتجاوز الـ16 في المئة أي بما يوازي النسب السنيّة. ومع أن أرقاماً أولية لماكينات انتخابية سجلت بعد انطلاق الفرز رقماً مهماً أولياً للائحة "بيروت تجمعنا" قُّدر بخمسة وأربعين في المئة من الأصوات لمصلحتها، فإن ذلك لم يسقط الحذر الشديد في ترقب الفرز الشائك نظراً لتبيّن وجود تشطيب واسع يصعب معه نهاية سريعة للفرز وتبيّن النتائج النهائية قبل الساعات المقبلة. ومع ذلك، سادت أجواء متفائلة ليلاً بأن لائحة ائتلاف بيروت تجمعنا" تتقدم بما يعني الفوز بالمناصفة.
أما في زحلة التي كانت نقطة الرصد الثانية الأساسية، فإن المواجهة بين لائحة أسعد زغيب مدعوماً بمروحة واسعة من القوى والأحزاب والعائلات ولائحة "القوات اللبنانية" منفردة، بدت أول الأمر متجهة إلى خليط من النتائج المتداخلة بمعنى تقاسم المقاعد بنسب متفاوتة. ولكن النتائج الأولية لدى ماكينة "القوات" بدأت تطلق الإشارات ليلاً إلى تقدم لائحتها برئاسة سليم غزالة على لائحة أسعد زغيب في أكثر من عشرة أقلام، لكن النتيجة الحاسمة لم تظهر لكون أقلام الكرك كانت لا تزال بلا فرز كامل بعد، علماً أن "التصويت الشيعي" سجل بكثافة في ساعات بعد الظهر. وفي أحد الأقلام المحسوب على آل سكاف في سيدة النجاة سُجل تقدم لائحة القوات. وفي القاع فازت لائحة المحامي بشير مطر بكامل أعضائها المدعومة من القوات اللبنانية.
وأما في بعلبك - الهرمل، وبدءاً من مدينة بعلبك، فإن مناصري الثنائي الشيعي بدأوا الاحتفالات المبكرة، مؤكدين فوز لوائح "امل - حزب الله" بما يعني في حال ثبوت النتائج الرسمية بأن أي تبديل لم يحصل في الواقع البلدي والاختياري في الجانب الشيعي من بعلبك - الهرمل.
وقد بلغ آخر تحديث لنسب الإقتراع في الأقضية: بيروت: 21%، زحلة: 44,57%، البقاع الغربي: 41,11%، راشيا: 37,70%، الهرمل34,15%، بعلبك: 48,88%.
أما عدد الشكاوى، فبلغ 387 معظمها إداري.
وبرزت الجولات الكثيفة التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام على مراكز الاقتراع في بيروت وحضّه أهلها على الاقتراع، إذ أنّ "الانتخابات البلدية والاختيارية هي عملية إنماء لبيروت". وقال بعد الإدلاء بصوته في بئر حسن: "أنا واثق أنّ أهلي في المدينة سيضمنون تمثيل الجميع في المجلس البلدي"، لافتاً إلى أنّ "بيروت بحاجة إلى الإنماء وحيادية الحكومة في الانتخابات تأمّنت وخياري كمواطن هو لإنماء المدينة". وشدد على أنّه "يجب أن نتعلّم من الأخطاء التي ارتكبت في طرابلس والشمال"، معتبراً أنّ "تأخّر عملية الفرز في بيروت أمر وارد لكن ليس كثيرًا".
ولدى سؤاله عن سبب عدم بحث القوانين التي تتعلق بتسيير الانتخابات في بيروت قبل الانتخاب؟ أجاب: "لأنها أتت متأخرة، ويجب بعد انتهاء العملية الانتخابية إعادة النظر بكل آليات الانتخابات البلدية عموماً لا سيما في بيروت".
كما أن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، أمل مراراً في "أن يندفع المواطنون للمشاركة في الاقتراع في بيروت"، معلناً أننا "أمنا كل الاجراءات لتسريع عملية إصدار النتائج". وأكد أن "الملاحقات مستمرة في حق مطلقي النار"، داعياً إلى "عدم تكرار ذلك في البقاع وبيروت"، وأمل بأن ننتهي من هذه الظاهرة.
أضاف: "الدولة تؤكد اليوم احترام الاستحقاقات الدستورية وحق الشعب اللبناني بالتعبير عن رأيه والعملية تسير بكل ديموقراطية وإن حصلت بعض الإشكالات فالقوى الأمنية كانت حاضرة ولكن الصورة العامة كانت جيدة".
عون والبابا
وسط هذه الاجواء، حضر رئيس الجمهورية جوزف عون وزوجته السيدة نعمت عون قبل ظهر أمس القداس الحبري الأول للبابا لاوون الرابع عشر. وكان الرئيس عون وزوجته وصلا إلى كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان حيث كان في استقبالهما ممثل عن المراسم الفاتيكانية ورافقهما إلى المقعد المخصص لهما في المقدمة مع عدد من رؤساء وملوك وأمراء عدد من الدول الحاضرين في القداس. وهنّأ رئيس الجمهورية وزوجته البابا لاوون الرابع عشر بعد انتهاء القداس الحبري الأول الذي ترأسه في باحة القديس بطرس في الفاتيكان.
وخلال مصافحته البابا، تمنى له الرئيس عون "التوفيق والنجاح في رسالته" وأمل "بان يزور لبنان في أقرب وقت ممكن"، لافتاً إلى أنه سيقوم بزيارة رسمية للكرسي الرسولي ويوجه له الدعوة رسمياً.
وأكد الرئيس عون للبابا أنه "يتابع المواقف التي أعلنها منذ انتخابه، ونثمّن عالياً كلامكم أمام وفد الكنائس الشرقية قبل يومين عندما أعلن الأب الأقدس عن نيته القيام بكل ما يلزم للسلام في لبنان، وقوله خصوصاً أن "الكرسي الرسولي في الخدمة".
وشكر البابا لاوون الرابع عشر الرئيس عون وزوجته على حضورهما القداس الحبري الأول، وأكد أنه "يتابع عن قرب الأوضاع في لبنان وأنه يصلي دائماً لأمنه واستقراره وسعادة شعبه، وأنه سيواصل العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة".
وكان الرئيس عون وزوجته التقيا أمين سر الدولة البابوية الكاردينال بييترو بارولين وشكراه على دعمه الدائم للبنان وشعبه.
اسرائيل و"حزب الله"
إلى ذلك، وبالتزامن مع الجولة الثالثة الانتخابية، اعتبر مصدر إسرائيلي عبر قناة "سكاي نيوز عربية" أن "وضع حزب الله السياسي هو الأصعب منذ عقود"، وأن "ذلك عرقل استعداده للانتخابات البلدية". وأضاف المصدر أن "حزب الله يحاول أن ينحني أمام الرياح، لذا هو يسكت على الضربات التي يتلقاها، وينتظر فرصة للعودة إلى ما كان عليه"، واعتبر أنه "مع الضربات التي تلقاها الحزب، هناك فرصة تاريخية للدولة اللبنانية لتفكيك حزب الله كتنظيم عسكري". وتابع المصدر قائلاً: "إذا انهار النظام الإيراني سينهار حزب الله، والذي يواجه مشكلة حقيقية في الحصول على الأموال الإيرانية". وأوضح المصدر أن "انهيار النظام السوري، وخطوات الحكومة اللبنانية، وزيادة مصاريف الحزب نتيجة الحرب، يصعّب من وضعه الاقتصادي". وأكمل المصدر: "حزب الله يعاني من أزمة ثقة ضخمة مع جمهوره، لذا فأغلب جهوده الآن منصبة على تعويض جمهوره وهي أولويته الأولى، لكن هذا لا يعني أنه يحاول إعادة التسلح".
وحذر من أن "حزب الله يريد من إعادة الإعمار، إعادة بناء بيوت ناشطيه وليس البنى التحتية للدولة، لذا لا يجب أن يكون حزب الله جزءاً من إعادة الإعمار.
ويقوم الحزب بحسب المصدر بإعاقة "قوانين الإصلاح المالي في البرلمان، وهي قوانين ضرورية للحكومة للتعامل مع الدول والمؤسسات الدولية لإعادة الإعمار".
واختتم بالقول: "حزب الله خسر إلى حد بعيد المنافسة على الجمهور الشيعي لصالح حركة أمل".
*******************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية:
الكتائب تخسر في زحلة والمناصفة تفوز في بيروت... ترقبٌ لبنانيّ لترجمة نتائج اجتماعات الرياض
على وقع الجولة الثالثة وما قبل الأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي شملت بيروت والبقاع، استمرت الأوساط السياسية في تتبّع نتائج جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخليجية، وما يمكن أن يليها على مستوى تعاطيه مع قضايا المنطقة، وذلك على وقع انتظار ما يمكن الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس أن تحمله لدى زيارتها لبنان في وقت لاحق من هذا الأسبوع، وسيكون مرتبطاً على الأرجح بخلفيات المواقف التي أعلنها الرئيس الأميركي من الرياض.
وتلقى حزب الكتائب هزيمة قاسية في الانتخابات البلدية في مدينة زحلة، بعد خسارته في معظم المناطق اللبنانية، ممّا أضعف رصيده التمثيلي على المستوى المحلي عن دورة العام 2016 الأخيرة. وكانت خسارته الكتائب في زحلة صبّت في صالح حزب القوات اللبنانية الذي فاز بلائحة مكتملة في المدينة البقاعية.
تترقّب الأوساط السياسية ما سيتلقفه لبنان من نتائج، بعد اللقاءات الأميركية – السعودية – السورية، بمشاركة تركية في الرياض. وتبدي خشيتها من تداعيات سلبية على الوضع اللبناني إذا لم تحسم الحكومة اللبنانية خياراتها في ما يتعلق بالملفات التي تطرحها إدارة دونالد ترامب، بدءاً برؤيتها لتطبيق قرار وقف النار، وصولاً إلى خيارات التسوية والحلول السلمية مع إسرائيل.
وتتوقف مصادر سياسية عبر «الجمهورية»، عند مؤشر ظهر قبل يومين وربما يكون ذا مغزى سياسياً خاصاً، وهو فرض واشنطن عقوبات جديدة على «حزب الله» وبيئته. فتوقيت هذه العقوبات، في نظر المصادر، مدروس لتوجيه رسالة إلى «الحزب»، ومن خلاله إلى الحكومة اللبنانية، مفادها أنّ مسار الانفراج الذي يبديه عدد من الأطراف الإقليميين استعدادهم للانخراط فيه، لا تسري مفاعيله على لبنان بالضرورة، وعلى العكس قد يؤدي إلى رفع مستوى الضغط على الحكومة اللبنانية و«الحزب» اللذين عليهما أن يتلقفا الرسالة الأميركية على محمل الجدّ.
المعادلة الزمنية
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية»، إنّ الموقف الإقليمي والدولي في التعاطي مع لبنان يركّز على المقايضة بين حصرية السلاح وإعادة الإعمار، وذلك وفق معادلة زمنية. ويرى أصحاب هذا الموقف انّه يجب أن يتمّ الضغط على «حزب الله» لكي يبادر إلى القبول بهذه الحصرية، لأنّه إذا ماطل ربما يكون يراهن على الوقت لحصول متغيّرات في الظروف الداخلية والإقليمية والدولية، تمكّنه من التملّص من أي التزام في هذا الصدد.
وأضافت هذه المصادر، انّ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يتعاطى مع هذا الملف بهدوء بما لا يؤدي إلى حصول أي صدام حوله. لكن قسماً من السلطة وقوى سياسية يقاربون هذا الملف بطريقة مختلفة، ويعتبرون أنّ الظروف في المنطقة تغيّرت، وأنّه يجب الاستفادة من الدعم الأميركي لإقفال هذا الملف ووضع حدّ للتفلّت الإسرائيلي.
ولكن المصادر نفسها أكّدت أنّ «حزب الله» أبدى مرونة وانفتاحاً لمعالجة هذا الامر، كذلك أكّد الانفتاح على العرب وتشجيع حضورهم إلى لبنان، بدليل ما أعلنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة، مؤكّداً «الحرص على مصالح العرب في مقابل حرصهم على مصالحنا». وأشارت إلى انّ «حزب الله» هو في موقع المعتدى عليه وهناك قسم من الارض ما زال محتلاً ويعمل الإسرائيلي على تحويله منطقة عازلة، ما يدلّ إلى انّه سيستمر في احتلاله خلافاً لوقف النار وللقرار الدولي 1701.
لا يجب التسرّع
وأكّد الرئيس عون العائد من الفاتيكان بعد مشاركته في الاحتفال بانطلاق البابا لاوون الجديد في عمله الحبري، أنّه «لا يمكن حصر موضوع السلاح ضمن مدة زمنية، ولا يجب العمل بتسرّع»، مشدّدًا على «أنّ الحوار يحلّ كل المشكلات وليس فقط موضوع السلاح».
وعن زيارة أورتاغوس للبنان، قال عون: «نتواصل مع أميركا دائمًا من أجل الضغط على إسرائيل»، مشيرًا إلى «أننا نتوقع زيارة من أورتاغوس إلى لبنان». وقال إنّ «رفع العقوبات عن سوريا خطوة جبّارة ومقدّرة ولها تبعات إيجابية على سوريا ولبنان»، أضاف: «أزيلت الأسباب التي فرضت على السوريين النزوح إلى لبنان، ونحن نعمل مع الدولة السورية وبالتعاون مع المنظمات الدولية من أجل عودة النازحين إلى سوريا، ويجب العمل على إعادتهم». وأكّد أنّ «الحدود اللبنانية ـ السورية تحت سيطرة الجيش اللبناني بالكامل».
وقال عون في مقابلة مع قناة «ON TV» المصرية عشية زيارته إلى القاهرة، إنّ «مصر تلعب دورًا قياديًا في المنطقة، وهي تتفهم ظروف لبنان». وأشار إلى أنّ «مصر شريك أساسي في المحافظة على الاستقرار»، مضيفًا: «سنبحث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة، وسنبحث في ملف إعادة الإعمار وملف الطاقة ودعم الجيش وزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
إلى ذلك، شدّد عون على «أننا عدنا إلى العالم العربي»، موضحًا أنّ الدول تريد الإصلاحات الاقتصادية والاستقرار الأمني لعودة الاستثمارات. وكشف «أننا نتوقع رفع حظر السفر عن السعوديين قريبًا».
وعن العلاقة مع إيران، أوضح أنّه «لدينا علاقة ديبلوماسية جيدة مع إيران. وإذا وصلت المفاوضات الأميركية- الإيرانية إلى نتيجة فإنّ ذلك سيؤثر على المنطقة ولبنان»، وقال: «طلبنا من الإيرانيين أن يكون تواصلهم مع الدولة. ولا نقبل بتدخّل أي دولة بالشؤون الداخلية».
وأكّد عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى استمرار الاتصالات الديبلوماسية من أجل الضغط على إسرائيل. مشددًا على أنّ احتلال إسرائيل للنقاط الخمس يمنع انتشار الجيش اللبناني على الحدود. وقال إنّ «مسألة التطبيع مع إسرائيل غير موجودة، ونسعى إلى اتفاقية هدنة»، لافتًا إلى «أننا طالبنا بمفاوضات غير مباشرة برعاية أميركية في شأن الحدود البرية كما حصل في الحدود البحرية»، موضحًا أنّ التركيز على السلاح يتركّز على جنوب الليطاني. وأضاف: «حزب الله يمثل شريحة لبنانية، وهناك رسائل تُنقل بيننا في إطار موضوع السلاح»، مشيرًا إلى أنّ وضع «حزب الله» الأمني لا يسمح بعقد لقاءات، مضيفًا: «من حق حزب الله المشاركة السياسية لكن السلاح بيد الدولة». وأشار إلى أنّه سيتمّ البحث في موضوع سلاح المخيمات الفلسطينية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقد عاد عون واللبنانية الاولى السيدة نعمت عون من روما مساء أمس، بعدما حضرا القداس الحبري الاول للحبر الأعظم البابا لاوون الرابع عشر، كما قدّما إليه التهاني بانتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ومن المقرّر أن يغادر عون اليوم إلى القاهرة في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره المصري.
الانتخابات البلدية
على صعيد الانتخابات البلدية، أُقفلت صناديق الاقتراع في محافظات بيروت، البقاع، وبعلبك – الهرمل، بعد يوم انتخابيّ طويل لاختيار المجالس البلدية والاختيارية، اتّسم بأجواء تنافسية تفاوت خلالها الإقبال بين المناطق، وسُجّلت فيه بعض الإشكالات الإدارية المحدودة، فيما غابت الحوادث الأمنية الجدّية. وبلغ عدد الشكاوى الواردة إلى وزارة الداخلية 387 معظمها شكاوى إدارية تمّت معالجتها.
ووفق النسب الأولية، بلغ عدد المقترعين في محافظات بيروت، البقاع وبعلبك – الهرمل، في الإنتخابات البلدية والاختيارية، بحسب أرقام وزارة الداخلية والبلديات: بيروت: 21.03%، زحلة: 46.25%، البقاع الغربي: 42.95%، راشيا: 37.06%، الهرمل 35.70%، بعلبك: 48.81%.
وفيما بدأت نتائج الانتخابات بالظهور ابتداءً من ليل أمس، يُنتظر ان تصدر نتائج بلدية بيروت ومختاريها اليوم، في وقت ستصدر نتائج بلديات المدن الكبرى والبلدات البقاعية ايضاً وتباعاً. وقد دلّت النتائج الاولية في بيروت التي جاءت نتائج الاقتراع فيها متدنية، إلى تقدّم للائحة «بيروت بتجمعنا» التي ترفع شعار المناصفة في المجلس البلدي الجديد على بقية اللوائح، وهي لائحة يدعمها النائب فؤاد مخزومي وثنائي حركة «أمل» و«حزب الله» و«التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي». فيما فازت لائحة «قلب زحلة» التي تدعمها «القوات اللبنانية» على اللائحة المنافسة «رؤيا وقرار» التي يدعمها رئيس حزب الكتائب سامي الجميل.
سلام واثق
وأكّد رئيس الحكومة نواف سلام أنّ «الانتخابات البلدية والاختيارية هي عملية إنماء لبيروت». وقال، بعد الإدلاء بصوته في بئر حسن ومن ثم جولته على عدد من مراكز الاقتراع حاضاً على كثافة الاقتراع: «أنا واثق أنّ أهلي في المدينة سيضمنون تمثيل الجميع في المجلس البلدي»، لافتاً إلى أنّ «بيروت بحاجة إلى الإنماء، وحيادية الحكومة في الانتخابات تأمّنت وخياري كمواطن هو لإنماء المدينة».
وأضاف: «أحضّ الجميع على الإقبال على الاقتراع»، مشدّداً على أنّه «يجب أن نتعلّم من الأخطاء التي ارتُكبت في طرابلس والشمال»، معتبراً أنّ «تأخّر عملية الفرز في بيروت أمر وارد لكن ليس كثيرًا».
وقال عن نسبة الاقتراع المنخفضة: «هذا واقع، ولكن لا نزال في فترة قبل الظهر، نأمل أن ترتفع نسبة الاقبال، فهذه الفرصة الوحيدة لأهالي بيروت كي يعبّروا عن خياراتهم الإنمائية. وأناشدهم مرّة ثانية الإقبال على التصويت بكثافة، فبيروت في حاجة إلى إنماء كبير في كل ما يتعلق بشؤونها الحياتية، من زحمة السير إلى الحفر إلى النفايات وغيرها من القضايا التي تدخل في نطاق العمل البلدي».
وعن المحافظة على التنوع في بيروت أشار سلام إلى أنّ «تاريخ المدينة يشير إلى محافظتها على التنوع وما يهمّه هو أن يتمثل الجميع في المجلس البلدي كما يجب»، معتبراً أنّ «بيروت كانت تاريخياً حاضنة للجميع وستبقى كذلك، وأنا على ثقة بأنّ الجميع سيتمثل في المجلس البلدي».
وعن الفيديوهات الاستفزازية التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تدعو إلى عدم السير بالمناصفة، اجاب سلام: «هذه فيديوهات استفزازية وهدفها مغرض».
سئل: هل التحدّي تأمين المناصفة او إنماء حقيقي وفاعل لبيروت؟
فأجاب: «لماذا يجب ان يتناقض هذان الهدفان؟ لا تناقض بينهما ابداً».
وزير الداخلية
وفي ختام المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية التي جرت امس في البقاع وبعلبك الهرمل وبيروت، اكّد وزير الداخلية أحمد الحجار «اننا لم ننهِ بعد توزيع مراكز الاقتراع في الجنوب»، مشدّداً على «انّ تأكيد السيادة يكون بإنجاز العملية الانتخابية في الجنوب كله». واضاف: «سنواكب العملية الانتخابية في الجنوب قبل وأثناء وبعد ولن نترك أهلنا». وقال: « اليوم الانتخابي كان جيداً، وهناك مركز اقتراع واحد لا تزال العملية الانتخابية مستمرة فيه». ولفت إلى انّ عمليات فرز الأصوات في بيروت تتمّ على أحسن ما يرام، وهناك رضى تام من المندوبين. كما انّ الاشكالات تمّت معالجتها وتمّ ضبط عمليات رشاوى وتوقيف عدد من الاشخاص.
بيروت والمناصفة
وأكّدت أوساط سياسية بيروتية لـ«الجمهورية»، انّ المحك الأساسي بالنسبة إلى انتخابات بيروت هو إيصال مجلس بلدي على أساس المناصفة التي شكّلت هاجساً ضاغطاً رافق العملية الانتخابية حتى إقفال صناديق الاقتراع.
وأشارت الأوساط إلى «انّ تحقيق المناصفة اذا حصل سيشكّل انتصاراً وطنياً وسيغطي على نسبة الاقتراع المنخفضة، علماً انّ هذه النسبة قريبة من تلك التي سُجّلت عام 2016 حين كان تيار «المستقبل» لا يزال حاضراً في المعادلتين السياسية والانتخابية».
ونبّهت الاوساط إلى «انّ أي إخفاق في ضمان المناصفة سيؤدي إلى تسعير الجمر الطائفي وسيعزز الهواجس المشروعة وغير المشروعة وسيؤجج الخطاب المتطرّف وسيعطي الداعين إلى تقسيم العاصمة بلدياً ذريعة للتمسك بطرحهم ولمحاولة تشريعه من خلال الدفع نحو تعديل قانون الانتخابات البلدية». واعتبرت «انّ نتائج معركة العاصمة وسياقاتها ستخضع إلى التشريح لدى القوى السياسية، للبناء على المؤشرات والاستنتاجات المستقاة، في إطار الاستعداد للاستحقاق النيابي في ايار 2026».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الديار:
الإقبال الضعيف على انتخابات بيروت يُهدّد المناصفة
محمود عباس في لبنان الأربعاء لتحديد أطر سحب السلاح الفلسطيني
اقترب التأهب الرسمي اللبناني المتواصل منذ مطلع شهر أيار الحالي، لمواكبة الانتخابات البلدية والاختيارية من نهايته، بعد انجاز 3 جولات من أصل 4. وانشغل اللبنانيون أمس الأحد بانتخابات محافظتي البقاع وبيروت، حيث شهدت عدة مدن وبلدات معارك شرسة، اتخذت بعضها طابعا سياسيا محضا، واخرى طابعا طائفيا، ما ادى لاشكالات متنقلة تم احتواؤها.
معارك المدن
ففيما خاضت معظم الاحزاب معركة بيروت على لائحة واحدة، تحت عنوان تثبيت المناصفة في المجلس البلدي، بوجه لوائح متعددة ابرزها "بيروت مدينتي" المدعومة من قوى "التغيير"، أظهرت المعطيات ان النتائج لن تكون مرضية لجهة تثبيت المناصفة ، باعتبار ان ليس تعدد اللوائح وحده ما عمل ضد المناصفة، انما ايضا نسبة الاقتراع المتدنية، والتي لم تتجاوز الـ 20.78%
وفي زحلة، خاضت "القوات اللبنانية" وحدها المعركة بوجه احزاب المدينة وفعالياتها ، ولتجييش الناخبين اوعزت بقرع أجراس الكنائس، لتصوير المعركة سياسية- طائفية بينها وبين حزب الله.
واشارت مصادر واكبت الانتخابات في المنطقة لـ"الديار" الى ان "معراب خاضت من خلال معركة زحلة امتحانا كبيرا، تحت عنوان تثبيت نفسها مرجعية مسيحية اولى، وانها "قد الكل" لكنها كانت تعي ان المجازفة كبيرة وقررت خوضها، لانها اعدت جيدا لخطابها في حال الخسارة، وهو نفسه الذي اعتمده "التيار الوطني الحر" في معركة جونيه، لجهة ان كل القوى تكتلت لإقصائه".
وفي المناطق ذات الغالبية الشيعية بقاعا، وبالتحديد في بعلبك والهرمل، حيث لم يتمكن "الثنائي الشيعي" من تشكيل لوائح ائتلافية، شهدت هذه المناطق معارك قاسية. ففيما وضع "الثنائي" كل ثقله لابقاء تمثيلها تحت جناحيه حصرا، تكتلت عائلات وعشائر وقوى من المجتمع المدني، بمحاولة لتصوير انه بات هناك مجموعات شيعية لا تؤيد "الثنائي" وخياراته.
وبلغت نسبة الإقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت 20.78% وفي بعلبك - الهرمل 46.12% ، وفي البقاع 43.53% حسب أرقام وزارة الداخلية والبلديات، بعد إقفال صناديق الاقتراع.
وقد توزّعت النسب على الشكل التالي: راشيا: 36.53% الهرمل: 35.06% البقاع الغربي: 42.63% زحلة: 45.86% بعلبك: 48.08% وبيروت: 20.78%
زيارة مصيرية لعباس
وبعيدا عن ضجيج الانتخابات، تتجه الانظار هذا الاسبوع الى الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الاربعاء الى بيروت، بحيث تؤكد مصادر لبنانية معنية بالملف الفلسطيني، ان "قرار سحب السلاح من داخل المخيمات اتُخذ، وان زيارة عباس ستكون حاسمة في هذا المجال، لوضع الخطط والأطر التنفيذية".
واضافت المصادر لـ"الديار":"لبنان الرسمي يفضل ان تكون الخطط الموضوعة فلسطينية، وتتم مشاركة الطرف اللبناني بها، بحيث انه يدفع لتكون عملية سحب السلاح وتسلمه بين الفلسطينيين انفسهم، وتقودها حركة فتح".
واوضحت المصادر ان "حركة حماس من جهتها، ارسلت اشارات ايجابية لاستعدادها تسليم السلاح ، اذا كان هناك قرار لبناني- فلسطيني كبير بهذا الشأن، لتبقى الأنظار متجهة الى التنظيمات المتشددة داخل المخيمات، واذا كانت ستتجاوب ام سيستدعي الامر عمليات قيصرية تتولاها "فتح" وحلفائها".
العدو يواصل قتل اللبنانيين
امنيا ايضا، أعلنت قيادة الجيش اللبناني امس الاحد عن "تعرُّض أحد العسكريّين إلى إصابة متوسّطة، نتيجة استهداف العدو "الإسرائيلي" آليّةً من نوع "رابيد" عند حاجز بيت ياحون- بنت جبيل".
واعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن" غارة العدو "الإسرائيلي" بمسيرة، استهدفت سيارة على طريق بيت ياحون قضاء بنت جبيل، أدت إلى إصابة شخصين بجروح أحدهما عسكري في الجيش".
المرحلة الاصعب في غزة!
في هذا الوقت، وبتكتم وصمت مريب، دخلت الابادة في غزة فصلا جديدا قد يكون الاصعب والابشع، مع اعلان جيش الاحتلال امس الاحد عن بدء "عملية برية في عدة مناطق داخل قطاع غزة، في إطار عملية عربات غدعون"، مع استمرار القصف المكثف على القطاع.
يأتي ذلك، بعدما كان الجيش "الإسرائيلي" اعلن في السادس عشر من الشهر الجاري، أنه بدأ "شن ضربات واسعة، ونقل قوات للاستيلاء على مناطق داخل غزة، ضمن حملة "عربات جدعون" وتوسيع المعركة في القطاع".
وذكرت صحيفة "معاريف الإسرائيلية" أن معدل غارات الجيش "الإسرائيلي" على قطاع غزة يوم الجمعة الماضية بلغ غارة كل 4 دقائق، وأشارت إلى أن وتيرة الغارات أعلى حتى من تلك التي سجلت عشية العملية البرية في تشرين الأول 2023.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية امس، عن سقوط 97 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة، منذ فجر اليوم نفسه. وقالت مصادر فلسطينية لـ "الديار" ان "الابادة في القطاع بلغت مرحلة متقدمة، وسط صمت عربي ودولي مريب"، معتبرة ان "المخطط "الاسرائيلي" بات معلنا، وهو يقضي بتهجير كل ابناء غزة، وقتل من يرفض الرحيل".
*************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء:
بيروت تربح معركة المناصفة... والإنماء أولاً
«القوات» تقصي أسعد زغيب عن بلدية زحلة... و«الثنائي» يختبر شعبيته بعد الحرب
انتصرت إرادة البيارتة وعموم أبناء محافظتي البقاع في الانحياز الى صناديق الاقتراع لإعادة تكوين السلطات البلدية والاختيارية، ضمن عملية غلب عليها التنافس الشديد في العاصمة بيروت، وفي عاصمة البقاع زحلة، من دون ما يعكّر صفو الاستقرار، وسير العملية، ضمن اجراءات ادارية وأمنية، سعت الداخلية والقوى الأمنية لتوفيرها لضمان نجاح عملية الاقتراع، التي سارت سيراً هادئاً من السابعة صباحاً الى السابعة مساءً، بصرف النظر عن نسبة المشاركة والاقتراع، وفازت لائحة بيروت تجمعنا بكامل المقاعد والمكونات .
ولئن بدا الاقتراع ضئيلاً حتى منتصف النهار، فإنه عاد وسجّل ارتفاعاً، اذ بلغت نسبة المشاركة في حي المزرعة 26٪، من اصل النسبة العامة للاقتراع التي تجاوزت الـ20،8٪.
ومنتصف الليل، تفقد الرئيس سلام قصر العدل والداخلية لمعاينة عمل لجان القيد.
والأبرز على هذا الصعيد، أن ناخبي بيروت، التزموا بالبرنامج المعلن للائحة «بيروت تجمعنا»، لاسيما لجهة احترام اصل المعركة، الممثل بضمان المناصفة في المجلس البلدي الجديد، على أن تكون المهمة الأبرز التوجُّه الى برنامج الانماء لاعادة النهوض ببيروت عاصمة الوحدة الوطنية والهوية اللبنانية الخالصة.
وتمكنت في النتائج «القوات اللبنانية» من إقصاء رئيس البلدية الحالي لزحلة، وفازت اللائحة المدعومة منها، على ان ينجلي غبار المعركة وملابسات التصويت والتحالفات اليوم.
ولعلَّ الأبرز ايضاً، تمكن «الثنائي الشيعي» من اعادة اختبار قواعده الشعبية، وقدرته على الحفاظ على هذه القواعد، في اول اختبار انتخابي بعد الحرب التي شارك فيها حزب لله، ففاز في الهرمل، وعدد من بلدات البقاع الشمالي التي شهدت معارك بلدية مع خصومه.
وليلاً، اعلن عن فوز لوائح «الثنائي» للبلديات في بعلبك ودورس وبريتال حسب ماكينة الثنائي.
ومهما قيل في الطابع العائلي- الانمائي، فإن الحضور الحزبي والنيابي ميّز الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية.
وفي العاصمة، تنافست 6 لوائح من اجل مجلس بلدي قوامه 24 عضواً (مناصفة بين المسلمين والمسيحيين)، وعبرت لائحة «بيروت تجمعنا» عن هذا التوجُّه، بجمع الاحزاب من امل وحزب لله والحزب التقدمي الاشتراكي وجمعية المشاريع، وحزب الحوار والوزير السابق محمد شقير والعائلات البيروتية، مع الاحزاب المسيحية والارمنية.
ووصفت انتخابات بلدية زحلة بأم المعارك بين لائحة القوات «زحلة في القلب» ولائحة اسعد زغيب «زحلة رؤية وقرار»، وانحصر التنافس بين لائحتين رئيسيتين، واحدة مدعومة من الكتلة الشعبية والكتائب والنائب ميشال الضاهر والنائب السابق سيزار معلوف، والثانية قوامها «القوات اللبنانية» بعدما ترك التيار الوطني الحر حرية الاقتراع لمحازبيه ومؤيديه.
سياسياً، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» انه مع زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الى القاهرة يكون رئيس الجمهورية قد استكمل جولاته على الدول العربية التي شاركت في اللجنة الخماسية، شاكرا إياها على وفوقها الى جانب لبنان ودعمها له في كل المجالات ولا سيما في الاستحقاق الرئاسي،ولفتت الى ان حضور مصر لطالما كان مميزا في مجال نصرة القضايا اللبنانية وكانت من أوائل الدول التي ابدت استعدادها للمبادرات تجاه حل الأزمات في لبنان والتأكيد على استقراره وسيادة أراضيه وأهمية تنفيذ القرارات الدولية.
واوضحت المصادر ان حراك رئيس الجمهورية تجاه الدول العربية ينسجم مع رؤيته ببناء افضل العلاقات معهم، وسيكون لبنان على موعد مع زيارة الرئيس الفلسطيني حيث يحل السلاح الفلسطيني طبقا اساسيا في المناقشات.
وكان الرئيس عون عاد من الفاتيكان، حيث شارك مع اللبنانية الاولى في القداس الحبري الاول للبابا لاوون الرابع عشر، على ان يغادر اليوم الى القاهرة، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويضم الوفد الرسمي وزير الخارجية يوسف رجي، وسفير لبنان في القاهرة علي الحلبي، وعدد من المستشارين.
وتابع الرئيس عون، من الفاتيكان، وقال: آمل ان يُقبل ابناء البقاع وبيروت على صناديق الاقتراع، ليختاروا ممثلهم عن قناعة وحرية ومسؤولية.
اقتراع سلام والدعوة الى رفع نسبة الاقتراع
وقال الرئيس نواف سلام، بعد الادلاء بصوته في بئر حسن: انا واثق من أن اهلي في المدينة يضمنون تمثيل الجميع في المجلس البلدي، وبيروت بحاجة الى الانهاء، والحكومة محايدة، في الانتخابات، وخياري كمواطن انماء المدينة.. مشددا على ضرورة التعلم من الاخطاء التي ارتكبت في طرابلس والشمال.
وجال الرئيس سلام في مراكز الاقتراع في مدرسة الفرير، الجميزة، ودعا الى رفع نسبة الاقتراع في بيروت، باعتبار الانتخابات فرصة وحيدة لاهاليها للتعبير عن خياراتهم الانمائية من زحمة السير الى الحفر، الى النفايات، وغيرها التي تدخل في نطاق العمل البلدي.
واعتبر ان لا تنافس بين هدف تأمين المناصفة، وتوفير انماء حقيقي وفاعل لبيروت.
وتفقد رئيس الحكومة ايضا غرفة العمليات في وزارة الداخلية، وتأكد من الجهوزية وسلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، وعدم تدخل الحكومة فيها.
وكان الرئيس سلام ترأس وفد لبنان الى القمة العربية في العراق، في دورتها الـ34، مؤكدا في كلمته على حرص الدولة على حصر السلاح وامتلاك قرار الحرب والسلم، مؤكدا على تنفيذ القرار 1701 مؤكدا على الالتزام بمبادرة السلام العربية، معربا عن استعداد لبنان للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين، والسعي لضبط الحدود مع سوريا.
واكد وزير الداخلية احمد الحجار، ان الوزارة لا تتدخل في العملية الانتخابية، والحكومة على مسافة واحدة من الجميع، وخاطب اهل بيروت بالقول: خلي بلديتكن تتمثل بشكل صحيح، واصفا العملية في البقاع بأنها سارت بشكل ممتاز.
نسب الاقتراع
وبلغت نسب الاقتراع:
• بيروت 20.78%
• بعلبك الهرمل 48.08%
• البقاع: 43.53%
• راشيا: 36,53%
• الهرمل:35.06 %
• البقاع الغربي: 42,63%
• زحلة: 45,80%
وبلغت الشكاوى 387 شكوى، اكثرها اداري، والأمن قليل جداً.
الاقتراع الكبير
انتهى يوم الاقتراع الكبير للانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك– الهرمل على خير، برغم الكثير من الاشكالات الامنية والادارية لا سيما في البقاع، بينما كانت نسبة الاقبال في بيروت متدنية كالعادة، وسط صراع حاد بين اللوائح الاساسية في العاصمة وفي زحلة وبعلبك وبعض قرى البقاع الغربي وراشيا. وقد واكب رئيس الحكومة نواف سلام ووزيريّ الدفاع والداخلية ميشال منسى واحمد الحجار العملية الانتخابية من غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية.وتنقل الحجار بين بيروت وزحلة وبعلبك للمواكبة على الارض ومعالجة الاشكالات والشكاوى الامنية والادارية. وأكد ان «السبت المقبل ستجري الانتخابات البلدية في الجنوب والاتصالات أجريت بشكل مكثف مع المراجع المعنية، وخصوصاً اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة ووزارة الداخلية» .
وأشار إلى «أن الخريطة الانتخابية لمراكز الاقتراع في الجنوب ليست نهائية بعد، والنقطة الأولى هي سلامة العملية الانتخابية، والنقطة الثانية سلامة الناس والموظفين والقضاة، والانتصار للبنان هو إجراء الانتخابات بسلامة واصدار النتائج خصوصاً في الجنوب».
شهدت الانتخابات في البقاع وبعلبك الهرمل إشكالات متفرقة، وتدخل الجيش اللبناني لفضّها وإعادة الهدوء الى مراكز الاقتراع.
وسجل تدافع بين أهالي عرسال والجيش اللبناني بسبب الاكتظاظ الكبير في مراكز الاقتراع، وعمل الجيش على تنظيم الوضع. وحصل كذلك تدافع واشتباك بالايدي في قلم الاقتراع في عين عطا قضاء راشيا الوادي سرعان ما جرى حله بعد تدخل الجيش اللبناني. وانطلقت مجددا العملية الانتخابية دون أي ذيول او تأثيرات جوهرية على مسارها.
وكما هو معلوم خاضت الانتخابات في بيروت ست لوائح احداها تدعمها القوى السياسية المؤتلفة في لائحة «بيروت بتجمعنا»، والثانية «بيروت بتحبك» تدعمها الجماعة الاسلامية والنائب نبيل بدر، والثالثة تدعمها قوى التغيير «بيروت مدينتي»، ولم تخلُ المعركة من تشطيب في اللوائح حسب اختيار الناخبين لن يرونه الانسب والافضل.
انتهت الانتخابات في منطقتي الصيفي والرميل على نسبة اقتراع تراوحت بين 14 و16 بالمئة، وتميزت العملية الانتخابية بالتنظيم والسلاسة الامنية. أما في مراكز الاقتراع في زقاق البلاط والباشورة والمصيطبة، فقد جرت العملية الانتخابية بهدوء تام، ولم يسجل اي حادث امني يذكر.وفي رأس بيروت ودار المريسة، تخطت نسب الإقتراع قبل نصف ساعة من موعد إقفال الصناديق الـ20%، وهي مشابهة لتلك التي شهدتها انتخابات العام 2016. وقد سجل إقبال ملحوظ من الناخبين مما ساهم في رفع نسب التصويت لتتخطى في بعض الاقلام الـ40%، في حين أنها لم تتعد خلال ساعات قبل الظهر الـ12% كحد أقصى.
واتسم اليوم الانتخابي في منطقتي المرفأ والمدوّر بالهدوء وغياب الإشكالات الأمنية والتوترات، وسط نسبة اقتراع متدنية.
وكان رؤساء أقلام وموظفون شكوا من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي واعتماد التهوئة على مبادرات فردية. إلا أن ذلك لم يحل دون إجراء الاستحقاق بسلاسة تنظيمية وأمنية.
وأثنى وزير العدل عادل نصار "على الجهد الذي بذله وزير الداخلية لإنجاز هذا الاستحقاق والتحضير له بفترة وجيزة، وقال: اما بالنسبة الى لجان القيد، فإن المهم ان تكون النتائج صحيحة ويبذل القضاة جهدهم بعدما تكون الانتخابات قد انتهت، فيراجعون ويقومون بالتصحيح بحضور المندوبين، أي أن أهم شيء أن تكون النتائج صحيحة.
البقاع
أما في مدينة بعلبك التي يبلغ عدد ناخبيها 37142 ناخبا فالمعركة الانتخابية بين لائحتين مكتملتين (21 عضوا) هما لائحة «التنمية والوفاء»، ولائحة «بعلبك مدينتي»، ومساء اعلنت الماكينة الانتخابية المركزية لـحركة «امل». فوز لوائح «التنمية والوفاء» بكامل أعضائها في بعلبك والهرمل.
ودارت معارك في القرى المسيحية لا سيما راس بعلبك ودورس ودير الاحمر، بين لوائح مدعومة من القوات اللبنانية مقابل لوائح مدعومة من التيار الحر وحزب الكتائب والعائلات.
وفي زحلة شهدت المدينة تنافسًا حادًا بين لائحة «قلب زحلة» التي يرأسها المهندس سليم غزالي والمدعومة من القوات اللبنانية في مقابل لائحة «زحلة رؤية وقرار» التي يرأسها رئيس البلدية الحالي المهندس اسعد زغيب وهي مدعومه من النائب ميشال ضاهر الكتائب اللبنانية النائب السابق سيزار المعلوف الكتلة الشعبية والعائلات.. وضمناً من الثنائي الشيعي.
وقال المرشح سليم غزالة لدى ادلائه بصوته في مركز الاقتراع «ان المنافسة ديمقراطية والامور هادئة ومنظمة».
بدوره، اكد النائب جورج عقيص بعد ادلائه بصوته في بلدته رياق ان «لائحة قلب زحلة» ستفوز كاملة من دون اي خرق.
اما المرشح اسعد زغيب بعد خروجه من مركز الاقتراع، فقال: أتوقع صفر اشكالات.وعن مشاركة المكون الشيعي، قال: هو مكون من الوطن مثله مثل المسيحي. وعليكم إحترامه نحن نريد بناء الدولة والعمل للإنمائي.
وفي قضاء راشيا، انحصرت المعارك السياسية بين الاحزاب التي طالما كانت في موقع خصومة وتراها في صيغة تحالفية بوجه التغييريين كما هو حاصل في مركز القضاء راشيا حيث لائحة راشيا احلى المؤلفة من ١٥ عضوا المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي بالتحالف مع التيار الوطني الحر وايلي الفرزلي بوجه لائحة التغييريين: (راشيا تستحق) غير المكتملة وتضم ١٣ عضوا بسبب انسحاب عضوين مسيحيين وقد وُفِّق الطرفان باختيار مرشحين من النخب في اختصاصات مختلفة ومكانيات متعددة لجذب الناخبين.
أما المعركة السياسية الثانية في قضاء راشيا، فكانت بين تحالف القومي والاشتراكي في عين عطا بوجه لائحة التغييريين.
في قرى البقاع الغربي، غابت المعارك التقليدية بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لا بل تحالف الطرفان مع القومي والكتائب ضد لائحة شكلها احد القواتيين في صغبين، أما بقية القرى من عيتنيت مرورا بباب مارع وعين زبدة وخربة قنافار وعانا وعميق فإن البعد العائلي التنافسي احتل كامل المشهد.
اعتداءات الجنوب
وفي الجنوب، شنت مسيّرة اسرائيلية غارة على سيارة رابيد (Rapide) قرب حاجز للجيش اللبناني في منطقة بنت جبيل، ادى الاعتداء الى سقوط جريحين احدهما عسكري في الجيش.
*****************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط:
الحكومة اللبنانية تنجز المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية بـ«حيادية»
العاصمة تقترع وسط تحديَي تأمين المناصفة وتوفير الإنماء
توجَّه الناخبون في العاصمة اللبنانية إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات البلدية والاختيارية، الأحد، وسط تحديات تأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلسها البلدي، والتطلع إلى «إنماء حقيقي وفاعل لبيروت»، حسبما قال رئيس الحكومة نواف سلام، الذي اقترع في العاصمة، وأكد منها «حيادية الحكومة»، وذلك في المرحلة الثالثة من الانتخابات المحلية التي جرت في بيروت والبقاع بشرق لبنان، تمهيداً لإنهاء هذا الاستحقاق، السبت المقبل، في محافظتَي الجنوب والنبطية.
وخاضت العاصمة اللبنانية معركة الانتخابات البلدية وسط قلق كبير على حماية المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وتجنب تكرار تجربة طرابلس، حيث أسفرت النتائج عن غياب المسيحيين والعلويين مرة أخرى عن التمثيل في المجلس البلدي للعاصمة.
وتابع الرئيس اللبناني جوزيف عون مسار الانتخابات في مرحلتها الثالثة، وقال: «آمل بأن يُقبل أبناء البقاع وبيروت على صناديق الاقتراع ليختاروا ممثليهم عن قناعة وحرية ومسؤولية».
ورغم أن المناصفة في المجلس البلدي لبيروت الذي يتألف من 24 عضوا (12 عضواً مسلماً و12 عضواً مسيحياً) ليس منصوصاً عليها صراحة في الدستور، فإنها تُعدُّ من الأعراف التي تكرَّست بفعل التوازنات الطائفية التي تحكم الوضع اللبناني، لذلك سعت أكثرية القوى والتيارات والهيئات إلى نسج تحالفات دقيقة لضمان عدم الإخلال بهذا التوازن الطائفي في المدينة.
وينقسم الأعضاء المسيحيون في المجلس البلدي لمدينة بيروت، حسب العرف، إلى أربعة يمثلون الروم الأرثوذكس بينهم نائب رئيس البلدية، و3 يمثلون الأرمن، وعضو واحد لكل من الموارنة، والكاثوليك، والإنجيليين، والأقليات والسريان.
وتنافست في الانتخابات البلدية 6 لوائح حملت طابع المنافسة السياسية والمحلية، وهي: لائحة «بيروت تجمعنا» المدعومة من تحالف الأحزاب والقوى التقليدية («القوات اللبنانية»، و«الكتائب»، و«التيار الوطني الحر»، و«حزب الله»، و«حركة أمل»، و«جمعية المشاريع»، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، و«الطاشناق»، والنائب فؤاد مخزومي).
اللائحة الثانية «بيروت مدينتي» وتحظى بدعم عدد من نواب التغيير وجمعيات وناشطي المجتمع المدني. أما اللائحة الثالثة، «بيروت بتحبك» فمدعومة من النائبين نبيل بدر وعماد الحوت (الجماعة الإسلامية) وفاعليات بيروتية.
وخاضت 3 لوائح أخرى، هي «أولاد البلد»، و«مواطنون ومواطنات في بيروت»، و«بيروت عاصمتنا»، الانتخابات بمرشحين مدعومين من قوى محلية وبعض قوى اليسار والمجتمع المدني وتغيريين.
سلام يقترع
وأكّد رئيس الحكومة نواف سلام، أنّ «الانتخابات البلدية والاختيارية هي عملية إنماء لبيروت». وقال، بعد الإدلاء بصوته في بئر حسن: «أنا واثق من أنّ أهلي في المدينة سيضمنون تمثيل الجميع في المجلس البلدي»، لافتاً إلى أنّ «بيروت بحاجة إلى الإنماء... وحيادية الحكومة في الانتخابات تأمَّنت، وخياري بصفتي مواطناً هو لإنماء المدينة».
وتابع: «أحضُّ الجميع على الإقبال على الاقتراع»، مشدِّداً على أنّه «يجب أن نتعلّم من الأخطاء التي ارتُكبت في طرابلس والشمال»، عاداً أنّ «تأخّر عملية الفرز في بيروت أمر وارد، لكن ليس كثيراً».
كما جال سلام في مراكز الاقتراع في «مدرسة الفرير- الجميزة»، وتفقد سير العملية الانتخابية. وأمل «أن ترتفع نسبة الإقبال، فهذه الفرصة الوحيدة لأهالي بيروت كي يعبِّروا عن خياراتهم الإنمائية». وناشد الناخبين «الإقبال على التصويت بكثافة، فبيروت بحاجة إلى إنماء كبير في كل ما يتعلق بأمورها الحياتية، من زحمة السير إلى الحفر إلى النفايات وغيرها من الأمور التي تدخل في نطاق العمل البلدي».
وأكد سلام «ألا تنافس بين هدفَي تأمين المناصفة، وتوفير إنماء حقيقي وفاعل لبيروت».
وزارة الداخلية
وكان سلام قال من وزارة الداخلية، حيث تفقَّد غرفة العمليات: «تأكّدت من جهوزية غرفة العمليات في وزارة الداخلية، ويهمّنا سلامة العملية الانتخابية ونزاهتها، وعدم تدخّل الحكومة فيها».
من جهته، أكد وزير الداخلية أحمد الحجار أن «الوزارة لا تتدخل في العملية الانتخابية، والحكومة على مسافة واحدة من الجميع، والنتائج رهن خيار أهالي بيروت». وتمنَّى «أن تكون بيروت دائماً الوجه المشرق للبنان، وأقول لأهالي بيروت خلّي بلديتكن تتمثّل بشكل صحيح».
وتفقَّد الحجار مراكز اقتراع في بيروت والبقاع. وقال رداً على سؤال حول محاولة البعض إضفاء الطابع السياسي على الانتخابات: «العمل السياسي عمل طبيعي في أي بلد، والعمل السياسي بهدف الإنماء هو عمل ممتاز طبعاً. التنافس هو تنافس سياسي ولكن الهدف إنمائي بامتياز. العمل البلدي والاختياري له خصوصية فيه تداخل ببن التنافس السياسي والتنافس العائلي، وبين التنافس المحلي. حتى الآن الأمور جيدة جداً».
وفي البقاع، أشار وزير الداخلية والبلديات إلى أن «العملية الانتخابية تجري بشكل ممتاز، والإشكالات الأمنية التي حصلت في بعض المناطق بسيطة جداً، والقوى الأمنية سيطرت عليها، ونأمل أن تستمر العملية بهذا الشكل».
وأكد الحجار أن «الاتصالات أُجريت بشكل مكثف مع المراجع المعنية، خصوصاً اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار، من قبل رئيسَي الجمهورية والحكومة، ووزارة الداخلية».
وأشار إلى أن «الخريطة الانتخابية لمراكز الاقتراع في الجنوب ليست نهائية بعد، والنقطة الأولى هي سلامة العملية الانتخابية، والنقطة الثانية سلامة الناس والموظفين والقضاة، والانتصار للبنان هو إجراء الانتخابات بسلامة وإصدار النتائج، خصوصاً في الجنوب».
**********************************************
افتتاحية صحيفة الشرق:
الانتخابات البلدية: نسبة مشاركة هزيلة في بيروت ومتوسطة في البقاع
من ساحة القديس بطرس في الفاتيكان حيث سيصلي رئيس الجمهورية جوزاف عون وعقيلته للبنان، في القداس الحبري الأوّل للبابا لاون الرابع عشر غداً، الى العراق التي تمد يد العون لاعادة اعمار ما هدمته آلة الحرب الاسرائيلية بتبرعها بـ 20 مليون دولار خلال القمة العربية، تنقل الحدث اللبناني- العربي، بعدما انحصرت اهتمامات الايام الماضية بجولة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في المنطقة ومفاعيلها طويلة الأمد.
بيد ان الحدث كان ايضا في لبنان في المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية في بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل حيث سجلت نسبة مشاركة متدنية في بيروت ومتوسطة في سائر المناطق.
امتلاك القرار
ففي الجلسة الافتتاحية للدورة الـ34 للقمة العربية المنعقدة في بغداد والتي انتهت بعد الظهر، أكد رئيس الحكومة نواف سلام الذي رأس وفد لبنان الى القمة ان “لبنان افتتح صفحة جديدة بتاريخه عبر فرض سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيدها وامتلاك قرار الحرب والسلم”. وأضاف: “الدولة اللبنانية تعمل على تنفيذ القرار 1701 بشكلٍ كامل حرصًا على الشرعية الدولية وإعادة الإعمار وندعو إلى ضغط دولي على إسرائيل للانسحاب من أراضينا”.
وتابع سلام: “ندين بشدة السياسة الإسرائيلية التي تتمادى بسبب غياب المحاسبة ونؤكد دعمنا الثابت لفلسطين ولمبادرة السلام العربية ونؤكد رفض أي محاولات لتهجير أو توطين الفلسطينيين في بلد آخر”. وأشار الى ان “رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجاباً على لبنان”. أضاف: “مستعدون للتعاون مع السلطات السورية لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم ونسعى الى ضبط الحدود مع سوريا ونكرر ترحيب لبنان بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رفع العقوبات عن سوريا”.
رفع الحظر
كما شدّد رئيس الحكومة على عمق العلاقات التاريخية بين لبنان والعراق، واصفًا إياها بـ”الكبيرة والراسخة”، قائلاً: “لطالما وقف العراق إلى جانب لبنان في أصعب الظروف”. وفي مقابلة على “تلفزيون السومرية” العراقي، أضاف سلام: “الضوء الذي يُنار في بيروت اليوم هو دليل على كرم العراق. نشكر الحكومة والشعب العراقي على الدعم المستمر”. كما أعرب عن أمله في أن ترفع باقي الدول الخليجية الأخرى الحظر المفروض على سفر رعاياها الى لبنان. وأشار إلى تطلّع لبنان أيضاً إلى رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية إلى دول الخليج.
لقاءات على الهامش
وكان سلام التقى نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبحث معه في سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي، خصوصاً في ميادين الطاقة، الاقتصاد، والتبادل الثقافي، بما يساهم في تحقيق المصالح المشتركة. وعقد ايضاً، اجتماعًا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تمّ خلاله البحث في تطورات الوضع في لبنان والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي اللبنانية.وشدد الرئيس سلام على رفض لبنان القاطع لهذه الاعتداءات وعلى ضرورة الوقف الفوري لها، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية يشكل انتهاكًا فاضحًا لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها القرار 1701. كما جدّد الرئيس سلام تأكيد لبنان على أهمية الدور الذي تضطلع به قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، وعلى التزام الحكومة اللبنانية بالتعاون الكامل معها، بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار على طول الخط الأزرق. كما التقى سلام، برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.
20 مليون دولار
وخلال قمة بغداد أعلن رئيس الوزراء العراقي، “تقديم مبلغ 20 مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، و20 مليون دولار لإعادة إعمار غزة”. وشدد السوداني على “أننا ندعم وقف إطلاق النار في لبنان وكل ما يؤدي إلى استقرار هذا البلد العربي الشقيق”.
كما أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في الجلسة الافتتاحية للقمة، أن “لا يمكن تجزئة أمننا العربي المشترك، وعلينا العمل معاً من أجل الحفاظ عليه”. وقال رشيد: “نرفض أي تدخل خارجي يمس سيادة الدول الشقيقة أو يهدد أمنها، وندعو لتغليب لغة الحوار والمنطق على لغة القوة”.
تحدٍ تاريخي: من جهته، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ان “لبنان يخوض تحدياً تاريخياً يتمثل بحصر السلاح بيد الدولة وسياسة إسرائيل في فلسطين وسوريا ولبنان ستدخل المنطقة بحلقات لا تنتهي من المواجهة”.
حصر السلاح
بدوره، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بالتزام المسؤولين اللبنانيين بحصر السلاح بيد الدولة وسلامة الأراضي اللبنانية يجب أن تحترم”.
من جهته، قال وزير الدولة السعودي عادل الجبير: “ندعم جهود لبنان لحصر السلاح بيد الدولة، ونُجدّد التأكيد على ضرورة حماية أمن الممرات البحرية”.
مصر
أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي فاعتبر ان السبيل الأوحد لاستقرار لبنان هو تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701 وانسحاب إسرائيل وتمكين الجيش اللبناني من القيام بمسؤولياته”. كما رأى السيسي أن الحل الوحيد لإنهاء دوامة العنف التي تعصف بالشرق الأوسط يكمن في قيام دولة فلسطينية، معتبرًا أن تحقيق هذا الهدف هو الطريق إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة.
…والاردن
وأكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان أننا “ندعم جهود لبنان لدعم سيادته وتفعيل مؤسسات الدولة ونقف مع سوريا بمسيرة إعادة البناء”.
نسب الاقتراع
اقفلت صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثالثة في محافظات بيروت والبقاع وبعلبك الهرمل، وقد سمح للمقترعين الموجودين داخل الاقلام بالادلاء بأصواتهم، قبل البدء بعملية الفرز.
وجاءت نسبة الاقتراع على النحو الآتي: بيروت 20.00%.
بعلبك الهرمل 44.60%.
البقاع: 42.94%.
***************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن:
رغم الحماسة المفقودة في العاصمة
المناصفة تفوز في بيروت وعاصفة القوات تهبّ في البقاع
أثبتت "القوات اللبنانية" أنها الرقم الصعب، وأعادت إلى الأذهان معركة زحلة 1981، حين كانت وحدها وخرجت من المعركة ويُحسَب لها ألف حساب. وكما خاض بشير الجميل معركة عسكرية في زحلة، وحصد انتصاراً وطنياً، في مواجهة نظام حافظ الأسد، هذه المرة خاض سمير جعجع معركة انتخابية في زحلة، تزيد من رصيد "القوات اللبنانية" في المواجهة المفتوحة ضد قوى الممانعة المدعومة من إيران.
ليس تفصيلاً أن يُقال "فازت القوات" أو "خسرت القوات"، وكأن المعركة لم تعد انتخابات بلدية، بل معركة وطنية، وبهذا المعنى فإن الرسائل السياسية من معركة زحلة أعمق بكثير من الرسائل التي صدرت عن انتخابات جونيه وساحل المتن الشمالي وبشري، فزحلة بعيدة في الجغرافيا، ومنذ العام 1981، في زمن الشيخ بشير الجميل، كان يُقال: "وماذا تفعل "القوات اللبنانية" في زحلة"؟ أصحاب هذه السردية كانوا ينطلقون من "واقع" أن زحلة تدخل في نطاق "العمق الاستراتيجي السوري"، إلى أن جاءت حرب زحلة فقلبت المعادلة.
اليوم يكاد البعض أن يقول: "وماذا تفعل "القوات" في زحلة"؟ فجاء الجواب في صناديق الاقتراع.
نتائج تعكس مؤشرات
وهناك بلديات تعتبَر النتائج فيها من المؤشرات، ومن أبرزها:
فوز لائحة "شتورا تستحق" برئاسة ميشال مطران بكامل أعضائها.
فوز لائحة المحامي بشير مطر في القاع، المدعومة من "القوات اللبنانية"، بكامل أعضائها.
جعجع: زحلة ليست قوات بل القوات زحلة
وليلاً، أطل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من معراب ليوجه تحية لزحلة وأهلها قائلاً: "زحلة، القلب النابض، اختارت التغيير واختارت لبنان وطلعت قد الكلّ. وأضاف جعجع: "زحلة ليست قوات بل القوات زحلة وع زحلة ما بفوتوا لا هلأ ولا بعدين".
"بيروت بتجمعنا" تحمي المناصفة
في العاصمة، وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس أظهرت الأرقام أن "بيروت بتجمعنا" كسبت الرهان، وأسقطت المخاوف من أن تكون "طرابلس الثانية"، واستطاعت الأحزاب والشخصيات البيروتية أن تحافظ على التوازن والمناصفة في قلب العاصمة.
ومن النتائج التي ظهرت مع ساعات الليل الأولى:
فوز لوائح "الصيفي بتجمعنا" و"المدور بيجمعنا" و"الرميل بتجمعنا" و"الأشرفية بتجمعنا"، في المقاعد الاختيارية.
وبعد النهار الانتخابي الطويل في بيروت والبقاع، يمكن الخروج بسلسلة استنتاجات أبرزها:
في البقاع، وتحديداً في زحلة، أثبتت "القوات" أنها حجر الزاوية الذي لا يمكن تجاوزه بأي ظرف من الظروف.
في بيروت ثبت أن بالإمكان المحافظة على المناصفة إذا ما تضافرت الجهود.
عون في الفاتيكان
رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، هنَّآ البابا لاوون الرابع عشر بعد انتهاء القداس الحبري الأول الذي ترأسه قبل ظهر أمس في باحة القديس بطرس في الفاتيكان .
وخلال مصافحته البابا، تمنى له الرئيس عون التوفيق والنجاح في رسالته، متمنياً أن يزور لبنان في أقرب وقت ممكن ، لافتاً إلى أنه "سيقوم بزيارة رسمية للكرسي الرسولي ويوجه له الدعوة رسمياً".
وأكد الرئيس عون للبابا أنه يتابع المواقف التي أعلنها منذ انتخابه "ونثمن عالياً كلامكم أمام وفد الكنائس الشرقية" قبل يومين عندما أعلن الأب الأقدس عن نيته القيام بكل ما يلزم للسلام في لبنان، وقوله خصوصاً أن "الكرسي الرسولي في الخدمة".
الشيخ طريف والتباس الصورة
مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، أوضح أن الرئيس عون لا يعرف الشيخ موفق طريف والصورة وزعها الإعلام الإسرائيلي الرسمي لغايات مشبوهة لا تنطلي على أحد، وشرح أنه خلال توجه رئيس الجمهورية إلى مقعده في القداس الحبري الأول للبابا لاوون الرابع عشر، تقدم منه أحد رجال الدين الدروز المشاركين في القداس وصافحه علماً أن رئيس الجمهورية لا يعرفه ولم يسبق أن التقاه. وتبين أنه الشيخ موفق طريف ممثل الدروز في إسرائيل.
وقد تعمدت هيئة البث الإسرائيلية توزيع الصورة مع تعليق يجافي الحقيقة. وأشار مكتب الإعلام إلى أن مثل هذه الممارسات المشبوهة تتخصص بها وسائل الإعلام الإسرائيلية في لقاءات دولية مماثلة، وهي لا تلغي حقيقة الموقف اللبناني الرسمي عموماً وموقف الرئيس عون خصوصاً. وبالتالي لا حاجة للترويج لمثل هذه الأكاذيب وخدمة العدو الإسرائيلي فاقتضى التوضيح.
عون من بيروت إلى القاهرة
الرئيس عون يغادر بيروت اليوم إلى القاهرة تلبية لدعوة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وأكد الرئيس عون، في مقابلة مع قناة "ON TV" المصرية قبيل زيارته القاهرة، أنّ "مصر تلعب دوراً قيادياً في المنطقة وهي تتفهم ظروف لبنان". وقال: "بدأنا خطوات إصلاحية واقتصادية"، موضحاً أنّه "لا يمكن حصر موضوع السلاح ضمن مدة زمنية ولا يجب العمل بتسرّع"، ومشدداً على أن الحوار يحل جميع المشاكل وليس فقط موضوع السلاح.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :