توجنا مناسبة قطع رأس الخيانة وانسحاب العدو من بيروت والجبل بتأسيس عيد المقاومة والتحرير ذكرى الانسحاب من الجنوب

توجنا مناسبة قطع رأس الخيانة وانسحاب العدو من بيروت والجبل  بتأسيس عيد المقاومة والتحرير ذكرى الانسحاب من الجنوب

 

Telegram

 

توجنا مناسبة قطع رأس الخيانة وانسحاب العدو من بيروت والجبل 
بتأسيس عيد المقاومة والتحرير ذكرى الانسحاب من الجنوب 
كانت السماء صافية ، نسيم  الهواء يُنعش الروح ،الطقس ربيعي ،واليوم  الخامس والعشرون من شهر أيار بدايات تدفق المواسم في بلادنا بعدما  أنضحتها بداية انتشار الدفء في ربوعنا، لم يكن في الأجواء ما يشير الى تعديلات مهمة في الخرائط المرسومة على الأرض بفعل الأمر الواقع ، ولم يكن أحد يدري أن عمليات المقاومة تقطع جذور وجود الاحتلال التي بقيت على السطح ولم تستطع أن تحفر مسالكا في العمق ،لأن الأرض بالنسبة لها كانت جلاميد صخر صوان يصعب اختراقها ، لذلك اقتنع الاحتلال بضرورة الانسحاب من معظم الجنوب ولم يقتنع بعض اللبنانيين بوقائع الانسحاب الذي شكّل  خسارة كبيرة لهم، وصدمة أفقدتهم قراءة بوصلة الاتجاهات .
استيقظ اللبنانيون ومعهم الأمة على خبر مفاده انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان ، وبعفوية تامة نزل اللبنانيون الى الشوارع يحتفلون بخروج العدو من أرضهم المحتلة على اختلاف ألوانهم وأحجاهم  وميولهم الفكرية ، فتحرير الأرض أمر يُفرح كل أبناء الكيان .
اعتقد بعضنا أن حدث الانسحاب يشبه تلك الأحداث الخطيرة والمهمة التي شهدتها الامة منذ انتقلت معركتها من العثماني الذي بقي عدوا الى الصهيوني اليهودي المدعوم من الولايات المتحدة والغرب وبعض دول العرب والتي في معظمها تحمل معنى الخسارة أو الإخفاق والخيبة ، من ذكرى التقسيم الى ذكرى حرب النكبة وإعلان دولة العدو وحرب النكسة وحرب تشرين وإبرام الاتفاقات والمعاهدات ،وقد نحتاج الى عشرات الصفحات إذا أردنا تعداد المناسبات ، ولكن القاسم المشترك بين جميعها هو التأريخ للهزيمة .
 لم نستطع نحن أبناء النهضة القومية الاجتماعية من تحويل مناسبة القضاء على الخيانة عيدا وطنيا ولا من ذكرى خروج العدو من بيروت ومن ثم من الجبل ولا من ذكرى انطلاقة المقاومة الوطنية وذكرى الفرار الكبير من سجن الخيام  أعيادا وطنية  مع أنها أعياد حقيقية أسست لعيد المقاومة والتحرير في الخامس والعشرين من شهر أيار ذكرى انسحاب العدو من جنوب لبنان . فهزائم العدو قبل عيد المقاومة والتحرير لا تقل أهمية عن انسحابه من جنوب لبنان .
فنحن لا نستطيع اعتماد انسحاب عام الفين كمناسبة تأريخية للتاريخ الحديث في بلادنا فمنهجية البحث التاريخي تفرض علينا اعتماد أول عملية أصابت العدو بمقتل كعيد للمقاومة والتحرير و هي عملية القضاء على رأس الخيانة  لأنه لو لم تقطع رأس الحية  لم تكن عملية الويمبي التي كانت الشرارة الأولى للمقاومة التي أجبرت العدو على الانسحاب من بيروت ومن ثم من معظم الأراضي اللبنانية .
بيت القصيد هو أن وجود عيد المقاومة والتحرير نتاج أرادتنا نحن أبناء القضية السورية القومية الاجتماعية إذا لم يكن بالعقل الظاهر فهو بالعقل الباطن ، فالمقاومة والتحرير عمل قومي بامتياز مهما كانت اتجاهات المقاومين .
أهمية عيد التحرير والمقاومة أنه كان خيارنا وصناعتنا وناتج فعل إرادتنا ، فنحن من اختار الزمن والاسم والمعنى ، وأنه تتويج لنضالنا ضد العدو .
في عيد المقاومة والتحرير ترحل عيوننا الى فلسطين ، فلسطين التي تشهد ابشع مجزرة في التاريخ الماضي والحديث من حيث بشاعة الفعل وطول الزمن ، فالكيان الذي قام على ارتكاب المجازر والذي يعتبر أن حياته تقوم على سواقي الدم ، لم يتعظ من مجازر صبرا وشاتيلا التي أشبعت غليله، لكنها لم تُبعد عنه مصير الانسحاب والهزيمة ، وهو لا يحاول قراءة  عيد المقاومة والتحرير على أنه تتويج لخساراته ، وما زال لا يعلم أن بقدر بشاعة المجزرة يكون لمعان النصر .
هولا يعرف ان الاحتلال لا يعني الاستمرار والاستقرار ، وأن احتلال بيروت كان بداية تسجيل الانتصارات على مشروعه من الفرات الى النيل . 
يستطيع هذا الكيان الغاصب تدمير المنزل واحتلال الأرض لكنه لا يستطيع كسر الإرادة واحتلال العقول والقضاء على شعب بكامل أجياله ، فقد احتل شمال غزة وهو اليوم يحتل ثلتي 
رفح ويلغي قانون فك الارتباط  وهذا يعني أنه يلعب جميع أوراقه دفعة واحدة ، يلعبها وكأنه يعرف أنه يعيش في الحلقة الأخيرة من حلقات  وجوده ،وهو يقاتل فيها قتال الموت والحياة ،يقاتل وهو يفكر باليوم التالي وكأنه غير مطمئن لمصيره ، ولا يعلم أن شعبنا المقاوم والمؤمن بالقضية السورية القومية  يقاتله على امتداد فلسطين وكيانات الأمة .
ان الاحتفال  الحقيقي بعيد المقاومة والتحرير هو ببعث النهضة التي تحقق وحدة المجتمع وإنشاء المؤسسات التي تضمن وحدة العمل والاتجاه ، هو بالانتماء الى الوطن والأمة وليس الى الطائفة والمذهب والعشيرة والعائلة ، هو بالانتفاض على قوى الفساد أي كانت هذه القوى وأينما كانت ، وقوى الارتباط بمشاريع الغرب والولايات المتحدة وعرب التطبيع .
في يوم المقاومة والتحرير تقاتل الامة العدو والولايات المتحدة والغرب وعرب التطبيع الذين يصلون ليل نهار لأن تخسر المقاومة وتخسر الامة المعركة كي يستطيعوا  لعب الأدوار المشبوهة ويستفردوا  بأوراق المنطقة ، ويرتاحوا  من الهم الفلسطيني الضاغط على أنفسهم غصبا عن إراداتهم.
عرب التطبيع ينتظرون بفارغ الصبر خبر استسلام المقاومة في فلسطين كي يسيرون في مشروع الديانة الابراهيمية وابرام الاتفاقات التي تفسح المجال للكيان الغاصب كي يمتد الى خارج فلسطين الى دول الخليج حيث يعتقد انه من هناك يستطيع السيطرة على الأمة السورية والعالم العربي .
في عيد المقاومة والتحرير نستحضر كلام  أنطون سعادة :ان الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن أن يكون فقط في فلسطين بل في كل مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود .
إن مصير العالم مرتبط بمصير المعركة في فلسطين .
سامي سماحة 
قي 24/5/2024

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram