في التطور السياسي الأبرز المتعلق بالوساطة الألمانية بين لبنان وإسرائيل، بدأت المؤشرات الأولى بالظهور، لكنها ليست إيجابية على الإطلاق. فمصادر ديبلوماسية مطلعة تشير إلى أن الموقف الإسرائيلي حمل تصعيداً واضحاً، ترجمته الرسائل العلنية التي خرجت بها تل أبيب تجاه بيروت.
وزير الخارجية الإسرائيلي أبلغ نظيره الألماني، الآتي مباشرة من بيروت، بأن “إعادة تسليح حزب الله في لبنان ستكون لها تداعيات خطيرة على أمن إسرائيل ومستقبل لبنان”، مضيفاً أن “الإرهاب ترسّخ في غزة ولبنان واليمن على مدى العقود الماضية… واقتلاعه بات ضرورياً لاستقرار المنطقة”.
وفي موازاة ذلك، رفع وزير الدفاع الإسرائيلي مستوى التهديد بشكل أكثر وضوحاً، محذّراً من أنّ “حزب الله يلعب بالنار”، ومصعّداً باتجاه الدولة اللبنانية التي “تُماطل”، على حدّ قوله، مطالباً إيّاها بالوفاء بالتزاماتها، ونزع سلاح الحزب وإخراجه من الجنوب.
الوزير نفسه ختم برسالة مباشرة لا تحتمل التأويل: إسرائيل لن تسمح بأي تهديد على سكان الشمال، وجيشها “سيذهب إلى أقصى الحدود” في لبنان إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
في المحصلة، ليست إسرائيل في وارد تهدئة ولا تسوية، بل في محاولة فرض شروطها بالقوة والتهديد. فجوهر المعركة لم يتغيّر: أطماع العدو في الأرض والقرار اللبناني مستمرة، والاعتداءات لم تتوقف يوماً، وما يجري اليوم ليس سوى فصل جديد في مشروع يستهدف لبنان منذ عقود.
| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا
نسخ الرابط :