"تفاهم جديد بين أرسلان وجنبلاط… حماية للمجتمع الدرزي بعد أحداث السويداء"

في خطوة مفاجئة، أبرم رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط تفاهمًا سياسيًا استثنائيًا، بهدف طمأنة المجتمع الدرزي في الجبل بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها السويداء. الاتفاق يأتي وسط تحديات داخلية وخارجية، ويطرح تساؤلات حول قدرة القيادتين على ترجمة هذا التفاهم إلى استقرار فعلي على الأرض

 

Telegram

كتب رشيد حاطوم 

في خطوة مفاجئة واستثنائية لكنها مباركة، أعلن رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن تفاهم جديد، جاء كـ"برد وسلام" على طائفة الموحدين الدروز في الجبل، بعد الأحداث المؤلمة التي شهدتها السويداء وتعرض أهلها للاضطهاد.

 

هذا التفاهم يُعد استجابة مباشرة للتوترات الأخيرة، ويعكس حرص القيادتين على الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي في المنطقة، وضمان ألا تمتد تداعيات الأزمات الخارجية إلى الجبل، الذي يُعتبر قلب التوازن الدرزي في لبنان.

 

مصادر مطلعة تؤكد أن تعليمات جنبلاط كانت واضحة وحاسمة لمحازبيه وللبلديات المحسوبة عليه، بتسهيل كل مطالب أرسلان، بما يعكس رغبة صريحة في ضمان التنفيذ الفعلي للتفاهم، وطمأنة المجتمع الدرزي بأن مصالحه وأمنه السياسي والاجتماعي ستكون في مقدمة الأولويات.

 

لكن، هناك امتعاض واضح لدى قواعد أرسلان من الدور الذي يقوم به الوزير صالح الغريب، وما يُعتبر عشقه الواضح للنائب أكرم شهيب. هذا الامتعاض جاء كردة فعل على استشهاد اثنين من أبناء الطائفة على يد عناصر محسوبة على الاشتراكي، في حادثة ارتبطت بالوزير الغريب، لا سيما أن ذلك النهار المشؤوم أبلغه الوزير جبران باسيل بعدم الخروج من منزله في ظل استنفار الاشتراكي الذي كان ينذر بالانفجار. الغريب، رغم تحذير باسيل، توجه بموكبه ومرافقيه، وللأسف حدث ما حدث.

 

ويضيف المصدر أن الغريب نفسه كان قد حمل المسؤولية للنائب شهيب، وبحسب ما تم تداوله، عندما اتصل شهيب بجنبلاط كان الأخير خارج البلاد، فأجابه: "أنا مشغول، تصرف أنت بما تراه مناسبا"، ما يزيد من الإشكالية والتوتر بين قواعد أرسلان والغريب وشهيب.

 

قاعدة أرسلان ترى أن التفاهم مرحب به، لكن أن يكون المسؤول عن التسبب بالمأساة هو الغريب وشهيب، يثير التساؤلات: لماذا هذا العشق الممنوع؟ وإذا أراد أرسلان انتداب شخصية للتنسيق مع جنبلاط، فلا مانع، لكن أن يكون الغريب هو المختار فهذا يعتبر قلب المأساة التي تعرضوا لها.

 

رغم الترحيب العام بالتفاهم، إلا أن امتعاض قواعد أرسلان من دور الغريب وشهيب يضع تحديات أمام التطبيق العملي للاتفاق. يرى هؤلاء أن أي شخصية تُنتدب للتنسيق مع جنبلاط يجب أن تكون محل ثقة ولم تتورط في أحداث السويداء، لضمان توافق القاعدة مع القيادة.

 

التفاهم الحالي يواجه أيضًا اختبارًا على صعيد المجلس المذهبي، حيث يستفرد جنبلاط بالمجلس وحده، في ظل امتعاض عارم حول تعيين الشيخ سامي أبي المنى شيخًا للعقل، إضافة إلى اعتراض أرسلان، كما أن الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز لم تتلقَّ بعد أي زيارة رسمية منه بسبب عدم استقبالهم له. ويضيف مصدر مطلع أن الشيخ أبي المنى أصبح عبئًا على جنبلاط، وقد برز ذلك في العديد من المواقف والمناسبات، ما يجعل التفاهم الحالي أمام اختبار حقيقي: هل سيتمكن الطرفان من تحويله إلى خطوات عملية على صعيد المجلس المذهبي، أم ستظل الخلافات الداخلية والسيطرة الفردية تحدد مسار الأحداث؟

 

ويشير المصدر نفسه إلى أن التفاهمات السابقة بين أرسلان وجنبلاط غالبًا ما كانت تتعرض للانتكاس، إذ كان جنبلاط يتنصل من التزاماته بمجرد أن يعبر سياسياً إلى "شاطئ الأمان". هذا التساؤل يطرح نفسه اليوم: هل سيصمد هذا التفاهم الجديد، أم سيكون مثل سابقاته، عرضة للتراجع عند أول اختبار سياسي أو انتخابي؟

 

التفاهم يعكس حرص الطرفين على إدارة الخلافات الداخلية وتهدئة التوترات الطائفية، لكنه سيُختبر على الأرض قريبًا، حيث ستكشف الأيام مدى قدرة القيادة الدرزية التقليدية على تحويل الاتفاق إلى استقرار فعلي في الجبل، أم ستظل الانقسامات تهدد توازن المنطقة.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram