افتتاحية صحيفة الأخبار:
نصرالله: ملتزمون إسناد غزة مهما طال الوقت
في الشكل واللغة، بدا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في تناوله أمس، لواقع العدو وغزة والمقاومة على كلّ الجبهات، أن جبهة جنوب لبنان جزء لا يتجزّأ من معركة غزة، من موقع الإسناد، وكما لو أنها محور من محاورها تتكامل معها في مفاقمة الضغوط الأمنية والسياسية والشعبية والاقتصادية وصولاً إلى الأهداف المنشودة. وفي المضمون كانت مواقف نصرالله ترجمة لهذه الحقيقة، متوجّهاً إلى بيئة المقاومة وإلى العدو. فكرّر التزام المقاومة في لبنان بمواصلة إسناد المقاومة في غزة، مهما طال الوقت، وهو موقف يبدّد أي رهانات يمكن أن تراود تل أبيب وواشنطن، ويضعهما أمام تحدّي القرار، في ضوء إدراكهما بأن عليهما التسليم بواقع الجبهات المفتوحة من لبنان إلى اليمن، أو اتخاذ قرار مفصلي بهذا الاتجاه أو ذاك. كما كان واضحاً بأن النصر يحتاج إلى مزيد من الصبر والتحمل، في مقابل مؤشرات التعب التي بدأت تظهر جلياً في كيان العدو، والتي ستجبره على التراجع أمام صمود المقاومة وأهل غزة.وتوقّف نصرالله عند الرسائل التي تكمن في ارتداع العدو حتى الآن عن خيار الحرب مع لبنان، بعد دخول الحرب على غزة شهرها السادس، وتحديداً ما يتصل بموقع حزب الله في معادلة الردع التي لا تزال تحكم السياسة العملياتية لجيش العدو. وشدّد على أن كل سياسات التعتيم الإعلامي التي يتّبعها العدو إزاء خسائره بفعل عمليات المقاومة لم تنجح لا في ثني المقاومين ولا في تراجع الضغط على جبهة لبنان، خصوصاً أنه لم ينجح في إخفاء بعض النتائج الاستراتيجية لهذه الجبهة، سواء لجهة تهجير عشرات آلاف المستوطنين من مستوطناتهم، أو لجهة الحزام الأمني الذي تشكّل داخل فلسطين المحتلة من دون أن يضطر المقاومون للدخول برياً إلى هناك.
وفي كلمة له في افتتاح الأمسيات القرآنية الرمضانية مساء أمس، أكّد الأمين العام لحزب الله أن الجبهة في الجنوب تؤدي دورها في الضغط على العدو الإسرائيلي، وأن «جبهة المساندة ستبقى في موقع المساندة أياً يكن الوقت». وأشار نصرالله إلى أن العدو «في الجبهة الشمالية يعتمد تكتّماً شديداً على الخسائر البشرية وفي الآليات (...) لكنّ وزير حرب العدو ورئيس الأركان قالا إن جنود الجيش الإسرائيلي يقاتلون في غزة والجبهة الشمالية ويتكبّدون أثماناً باهظة»، مؤكداً أن «الجيش الإسرائيلي اليوم مستنزف في غزة والجبهة الشمالية والضفة الغربية، ومجتمع العدو بدأت مظاهر التعب عليه، وجيشه وسياسيوه تعبوا والمشكل الداخلي كبير».
وحول جبهة غزة، قال السيد نصرالله، إن «غزة ما زالت تقاوم بشجاعة وبصلابة وتصمد عبر مقاومتها وشعبها صموداً أقرب إلى المعجزة». وأشار إلى «خسارات استراتيجية في ما يجري بغزة منذ 7 تشرين الأول (...) العدو خسر الحرب حتى ولو ذهب إلى رفح لأنه لم يقدّم مشهد نصر ولم يحقق أي هدف من الأهداف التي أعلن عنها». ورأى أن «واحدة من علامة النصر للمقاومة والهزيمة للعدو الإسرائيلي، عدم تحقق أول هدف أعلنه العدو هو القضاء على حركة حماس. اليوم، في الشهر السادس، حماس تفاوض عن كل المقاومة الفلسطينية وعن كل جبهات المقاومة (...) وهذا يؤكد أن حماس ما زالت قوية وقادرة وتضع الشروط»، و«أهل غزة ما زالوا يحتضنون المقاومة، ورغم كل الأدوار التي تقوم بها قنوات عربية لم يتمكنوا من لحمة وصلابة الموقف في قطاع غزة».
وتحدّث نصرالله عن «النفاق الأميركي»، مؤكداً أن الرئيس الأميركي جو بايدن «قادر بشحطة قلم أن يوقف العدوان على غزة، سواء في مجلس الأمن أو في غيره». وإذ أكّد أن «المطلوب من الإدارة الأميركية وقف العدوان على غزة»، أكّد أنه «لم يتمكن الأميركي ولا البريطاني ولا من لحق بهما من أوروبيين من منع الإخوة اليمنيين عن ضرب السفن المتجهة إلى فلسطين المحتلة»، فيما «المقاومة الإسلامية في العراق مستمرة في إرسال المُسيّرات والصواريخ إلى الكيان».
ميدانياً، تابع العدو اعتداءاته على لبنان أمس، واستهدفت مُسيّرة إسرائيلية القيادي في حركة حماس هادي مصطفى في مدينة صور، وقصفت مدفعية العدو سهل مرجعيون وبلدات يارين والضهيرة وأطراف الناقورة وراشيا الفخار، وشنّ الطيران الحربي المعادي غارات استهدفت أطراف علما الشعب - الناقورة، وبلدات القنطرة وياطر وميس الجبل. فيما واصل حزب الله عملياته مستهدفاً تجمعاً لجنود العدو شرق موقع حانيتا، وثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وثكنة راميم.
وبعد توسيع إسرائيل اعتداءاتها في اليومين الماضيين إلى منطقة البقاع، وردّ حزب الله بزيادة ملحوظة في عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقها على المواقع والأهداف الإسرائيلية، كتب عاموس هرئيل في «هآرتس» أن «توسيع إسرائيل عملياتها نحو بعلبك خطوة تعبّر عن زيادة المخاطرة الإسرائيلية، على أمل أن تتراجع قيادة حزب الله تحت وطأة الضغط العسكري»، بعدما كان الأمل بأن يتمكن موفد الرئيس الأميركي عاموس هوكشتين من «التوصل إلى حل يُبعد عناصر حزب الله عن الحدود، ويعيد الهدوء إلى الجبهة، ويُرجع سكان الشمال إلى منازلهم». وأشار إلى أن «الحقيقة الواضحة هي أن منطقة الحدود خلت من سكانها بأوامر من الجيش والحكومة منذ الأسبوع الأول للحرب. وتسعى إسرائيل إلى تصحيح هذا الانطباع، ربما بواسطة التصعيد، وعدة أيام من القتال تزيد فيها عدد هجماتها، وعدد الأهداف. لكن ليس هناك ما يضمن أن تحقق هذه الخطوة هدفها وتؤدي إلى تراجُع حزب الله. وفي الوقت عينه، تزداد احتمالات خروج الأمور عن السيطرة، والدخول في مواجهة شاملة».
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
الذكرى الـ 19 لـ 14 آذار: “وصاية” الحرب والفراغ
يصادف اليوم، 14 آذار 2024، الذكرى الـ 19 لـ”انتفاضة الأرز” التي تجسدت في ثورة سيادية لبنانية على عصر الوصاية السورية واستباحتها للدولة والأرض والمؤسسات طوال حقبة مديدة أدت بعد تفجر حرب الاغتيالات الى تفجير ثورة اللبنانيين، بمعظم فئاتهم وطوائفهم باستثناء الفئات المرتبطة بالنظام السوري الاسدي والنظام الإيراني، الى ثورة خارقة اقتلعت الوصاية السورية الأسدية من لبنان. تفرض الذكرى وقعها التاريخي الثقيل بعد 19 عاما في واقع صادم يبدو معه لبنان كأنه تقهقر وتراجع تراجعات مذهلة، ان لم يكن الى عصر وصاية خارجي، فإلى وصاية مركبة داخلية – إقليمية شديدة الوطأة تتمثل راهنا بوصاية كابوس الحرب المفروضة على لبنان قسراً بقرار احادي من “الح.زب” وهاجس اتساعها المدمر من جهة، ووصاية الفراغ الرئاسي المتمادي منذ زهاء سنة وخمسة اشهر أدى خلالها الى تراكم ونشوء تداعيات بالغة الخطورة على مسار الدولة والمؤسسات الدستورية بما فاقم أزمات الانهيار التي يرزح تحتها لبنان منذ العام 2019. تبعا لذلك تحل الذكرى الـ 19 لثورة الأرز كحنين وجداني يتردد في كل جنباتها قسم جبران تويني الذي غدا اقرب الى نشيد الوحدة الوطنية في مقارعة الوصاية والاحتلال والتحرر، والذي قضى غيلة مع سائر شهداء الانتفاضة السيادية على درب انعتاق لبنان من الوصاية، فاذا بالزمن الراهن يعيد اللبنانيين الى تشرذم وخلل وتمزق وفراغ وقلق متعاظم مخيف من حرب لا احد يملك ضمانات لطمأنة اللبنانيين الى انها لن تحصل. واما الواقع السياسي الداخلي فحدث ولا حرج امام خلل خطير في ميزان القوى تترجمه سلطة أحادية لا توازن فيها وتفرق للقوى المعارضة والسيادية وتشبث بضرب الدستور والأصول من خلال الإمعان في الفراغ تحت شعارات ومناورات هدفها اما السيطرة بفرض رئيس لفريق التعطيل وأما إطالة الفراغ الرئاسي الى امد غير منظور .
#الخماسية وباريس وواشنطن
وبالعودة الى المشهد السياسي الراهن أفيد ان سفراء مجموعة الدول الخماسية سيلتقون الاثنين المقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي رحب بتحرك السفراء ومبادرة “#كتلة الاعتدال” كما سيلتقون مجددا رئيس مجلس النواب نبيه بري في اطار البحث في دعم مبادرة “الاعتدال ” سعيا الى عقد جلسة انتخابية مفتوحة.
وفي سياق المتابعة الفرنسية الأميركية للوضع في لبنان أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين، انه على رغم التباين حول النهج الاميركي والفرنسي إزاء لبنان، فان الدولتين تدفعان الى حل مشكلة الفراغ الرئاسي في لبنان حسب مصادر ديبلوماسية غربية وفرنسية . ففرنسا مصرة على ان يكمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مبادرته ولو اتخذ القرار بتأجيل زيارته للبنان في الوقت الراهن من اجل الإفساح في المجال للمبادرات المحلية لان عودته للقاء الأشخاص انفسهم والاستماع الى المواقف نفسها غير مفيد لدفع مهمته. فحاليا هناك تحركات من الخماسية محليا وأيضا من “كتلة الاعتدال” النيابية على الصعيد اللبناني الداخلي. وترى المصادر الديبلوماسية الفرنسية انه من الأفضل ان تنضج كل هذه التحركات قبل عودة لودريان. وكان الاخير قد عقد لقاء مع رئيس الوزراء القطري في قصر الاليزيه حول مهمته في لبنان وموضوع المسعى لملء الفراغ الرئاسي على هامش زيارة الدولة التي قام بها امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى فرنسا حيث تناول مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون موضوع لبنان . وتلفت المصادر الديبلوماسية الفرنسية الى ان السفير السعودي في لبنان #وليد بخاري ناشط جدا بالنسبة الى دفع مسعى حل مشكلة الرئاسة. ورغم ان الديبلوماسية الاميركي تعطي الانطباع بأنها تتحرك حيال لبنان وحدها لحل المشكلة، لكن باريس ترى انه من المهم انها تريد دفع مسعى ملء الفراغ الرئاسي والتقدم نحو الحل وهذا مفيد جدا رغم مظهر التنافس بين الديبلوماسيتين خصوصا ان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين عندما زار لبنان ثم #إسرائيل اتصل قبل ذلك بالمسؤولين الفرنسيين لكنه في النهاية يقود مسعاه دون وضع الآخرين في صورة نتيجة مهمته، وباريس مدركة للنهج الديبلوماسي الأميركي، ولا ترى المصادر الفرنسية اساءة في ذلك بل بالعكس فكل ما يدفع لإيجاد حل لمشكلة الرئاسة مرحب به. وترى المصادر ان احتمال التقدم نحو اسم ثالث للمرشح الرئاسي وارد اذا أنشئت ديناميكية لم تصفها المصادر. وترى باريس ان جميع اعضاء الخماسية يعتبرون انه ينبغي التقدم حاليا في الملف الرئاسي، والديبلوماسية الاميركية تدفع أيضا للتقدم على هذا الصعيد لانها تعتبر انه في حال تم وقف النار في #غزة هناك مجال لايجاد اتفاق. وبالنسبة لفرنسا فمبادرة لودريان ستستمر. اما بالنسبة للخطة الفرنسية لمنع توسع الحرب في لبنان فهي أيضا تعتمد على القرار اللبناني لان التفكير الإسرائيلي بالنسبة للبنان ما زال يرتكزعلى خيارين اما توسيع الحرب واما التفاوض اذا تمكن سكان الشمال الإسرائيلي من العودة الى منازلهم أي اذا توقف القصف. وترى المصادر ان الانطباع السائد ان الأمور لا تتحرك في لبنان مرتبط باستمرار القتال في غزة .
اغتيال
على صعيد التطورات الميدانية في الجنوب تمثل التطور الأبرز امس باغتيال إسرائيل كادرا بارزا في “حركة ح ” على أبواب مخيم الرشيدية في صور حيث استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة عند مفترق طرق قانا – الحوش عند المدخل الشمالي لمدنية صور صباح امس. على الاثر أعلنت حركة “ح” عن مقتل أحد عناصرها هادي مصطفى من مخيم الرشيدية للاجئين، وهو قيادي في “القسام “ومسؤول عن الدعم اللوجستي. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا قتلنا القيادي في حركة ح هادي علي مصطفى بقصف سيارة كانت تقله في لبنان”، مضيفا: “سنواصل استهداف حركة ح في كل ساحة تنشط فيها”. وقد افيد عن سقوط ضحية اخرى من التابعية السورية كان على متن دراجة نارية، وصودف مروره لحظة الهجوم، كما سقط جريحان.
كذلك اعلن الجيش الإسرائيلي انه قصف بالطائرات مجمعا عسكريا لـ”الح.زب” بمنطقة القنطرة وموقعا آخر بمنطقة #ياطر.
في المقابل، اعلن “الح.زب” انه استهدف تجمعاً لجنود إسرائيليين شرق موقع حانيتا بالقذائف المدفعية . كما أعلن أنّه استهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بصاروخ “فلق” كما استهدف موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، كما اعلن انه “تصدى لمسيرة إسرائيلية في أجواء المناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة بالأسلحة المناسبة مما اجبرها على التراجع والعودة الى داخل الأراضي المحتلة”.
كذلك، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان تجاه هضبة الجولان.
وأوعز وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، الى الدوائر المختصة في الوزارة بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، بتاريخ ١١ و١٢ آذار ٢٠٢٤، استهدفت المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، مما ادى الى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين والآمنين العزل.
#نصرالله
وفي اول كلمة له خلال شهر رمضان اعتبر الأمين العام لـ”الح.زب” السيد نصرالله انه “اليوم في الشهر السادس يقف نتنياهو ليقول إن لم نذهب إلى رفح سنخسر الحرب. وأقول لنتنياهو حتى لو ذهبت إلى رفح خسرت الحرب لأنّك لم تستطع أن تقدّم صورة نصر واحدة في الأشهر الستة”. وقال ان “انفعال العدو وغضب المستوطنين ازداد في الأسابيع الأخيرة بفعل تواصل وتصاعد الجبهة في لبنان”، معتبرا ان “جبهتنا اللبنانية تؤدي واجبها وتقوم بدورها بشكل كامل في هذه المعركة وصراخ المستوطنين يعلو من عمليات المقاومة”. ورد على “الهجمة المتجددة التي تقول ان كل ما تقوم به المقاومة في الجنوب لم يساعد غزة” قائلا “ليت هؤلاء يستمعون الى المسؤولين الإسرائيليين عما يجري في الجبهة”. وقال”اذا كان ما نقوم به غير مفيد عندها يأخذ الإسرائيلي العسكر الى غزة”
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نصرالله يعتبر أنّ هزيمة إسرائيل تتطلّب “بعض الوقت”
حركة بري تحت سقف “الح.زب”: الخيار الثالث مقابل تشريع السلاح
بعيداً من الضوضاء التي أثارتها المواقف الأخيرة لرئيس مجلس النواب نبيه بري، كان كلام هادئ يدور في الأروقة الديبلوماسية يتمحور على السؤال: هل يريد «الح.زب» فعلاً الذهاب الآن الى الانتخابات الرئاسية التي عطّلها منذ نهاية تشرين الاول عام 2022؟ وإذا كان الجواب «نعم»، فلماذا على سبيل المثال لا الحصر، لم يعطِ «الح.زب» جواباً حتى الآن على المبادرة التي حملها إليه وفد تكتل «الاعتدال» النيابي في الرابع من الجاري؟
ويقول ديبلوماسي عربي لـ»نداء الوطن» يشارك في اللقاءات الجارية بين السفراء العرب والأجانب إنه لمس «امتعاضاً» من اسلوب التسويف الذي يعتمده الرئيس بري في ادارة الاتصالات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، ما يشير الى أنه يحاول أن يظهر قدر المستطاع «الاستقلالية» في مواقفه، فلا يبدو لصيقاً بـ»الح.زب»، الا أنّ الأمور في نهاية المطاف أظهرت بوضوح أن الرئاسة الثانية هي عملياً تحت سقف «الح.زب».
ويضيف الديبلوماسي العربي: «سمع معظم الديبلوماسيين من مراجع مسيحية عليا أنّ هناك تطاولاً مكشوفاً يمارسه «الح.زب» على المواقع المسيحية وفي مقدمها استحقاق الرئاسة الاولى، وهو أمر لا يساعد على حل الأزمة وواجب الرئيس بري معالجته». ويستدرك: «هذا لا يعني أن كلمة «الح.زب» ستكون هي النافذة. والسبب الأول هو أنّ الوضع المسيحي لا يمكن تهميشه. وما يحصل في موضوع الرئاسة الأولى سيجعله أكثر تماسكاً وتشدداً».
ويشدّد الديبلوماسي العربي على أنّ «أي حل أو تصور أو مشروع كي يترجم، يتطلب وجود رئيس للجمهورية ورئيس حكومة وحكومة. وإذا ما بقي البلد في هذا الفراغ، فسيواجه تداعيات أصعب مما مرّ به لبنان حتى الآن».
ويعود الديبلوماسي نفسه الى المداولات الجارية بين السفراء المعتمدين في لبنان، فيشير الى أن هناك «شكوكاً في الأهداف المبيّتة لـ»الح.زب»، فهل يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية؟ والمعطيات تشير الى أن «الح.زب» يريد تغيير النظام السياسي، ما يؤدي الى قوننة سلاحه؟ بصرف النظر عما إذا كان في مستطاعه ان يصل الى ما يريد». ويتساءل الديبلوماسي: «هل من المعقول تعطيل الانتخابات الرئاسية في مرحلة حرب تهدد لبنان وسط انهيار يكاد ان يدفع لبنان الى المجهول؟».
ويخلص الديبلوماسي العربي الى القول: «إنّ «الح.زب» جاهز فعلاً لتسوية رئاسية، لكن شرط تعديل النظام، ما يؤدي الى مزيد من إمساكه بمفاصل هذه الدولة دستورياً. وفي المقابل، كل المعطيات تشير الى أنّ كل المكونات الطائفية في لبنان باستثناء المكوّن الشيعي المرتبط بإيران، يرفض النيل من دستور الطائف الذي صار في جوهره صنو بقاء الكيان، والذي بفضله حظي لبنان بتوازن العيش المشترك».
في موازاة الانشغال الديبلوماسي بالملف الرئاسي، أدت أمس غارة إسرائيلية في منطقة صور على سيارة الى مقتل قيادي في حركة «ح» هو علي محمّد مصطفى من مخيم الرشيدية. كما أدت الغارة الى مقتل سوري كان على متن دراجة نارية وصودف مروره لحظة الغارة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن إحدى طائراته استهدفت «عنصراً رئيسياً» في «حركة ح» يعمل لصالح «القسم المسؤول عن أنشطتها الارهابية حول العالم»، على حدّ تعبير تل ابيب.
ومساءً أطلّ الأمين العام لـ»الح.زب» نصر الله، خلال الأمسية القرآنية الرمضانية في مجمع السيدة زينب في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال في كلمته التي نقلت عبر الشاشة «إنّ خسائر شمال إسرائيل أكثر مما هي خسائر الجنوب في المواجهة الدائرة، والسبب أنّ الجنوب «مهمل فلا سياحة فيه ولا مصانع ولا مشاريع ضخمة». وإذ لفت الى وصول الغارات الإسرائيلية الى البقاع قال إنّ الرهان هو على «عض الأصابع»، وأنّ الأمر يحتاج الى «بعض الوقت كي يوقف العدو عدوانه وأن يُهزم ويعترف بفشله».
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
نصر الله: إسرائيل تتكتم على خسائرها البشرية والمادية في الجبهة الشمالية
قال الأمين العام لـ«الح.زب» اللبناني، نصر الله، اليوم (الأربعاء)، إن الجبهة اللبنانية مستمرة في تأدية دورها بالمواجهة مع إسرائيل، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».
وفي كلمة بمناسبة حلول شهر رمضان، قال نصر الله: «من جبهتنا اللبنانية المساندة نؤكد وقوفنا مع كل الفصائل الفلسطينية، ومع قيادة (حركة ح)، ومع شروط (حركة ح) المحقة» لوقف الحرب.
وأضاف نصر الله: «ازداد انفعال العدو وغضب المستوطنين بفعل تواصل عمليات المقاومة… هذه الجبهة (اللبنانية) تقوم بدورها بالكامل».
وتابع: «حركة (ح) تتفاوض اليوم نيابة عن المقاومة، وليس من موقع الضعف، وهي تضع الشروط».
وأشار نصر الله إلى أن «كل الفصائل الفلسطينية وإرادة أهل غزة تجمع على وقف العدوان، وليس وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار». وأضاف: «كبار خبراء العدو يسلمون بالخسارات الاستراتيجية».
وقال إنه «في الأسابيع الأخيرة، كانت هناك هجمة إعلامية وسياسية في لبنان للقول إنه لا فائدة لما نقوم به في الجنوب، وهو تضليل».
وذكر نصر الله أن 100 ألف جندي إسرائيلي ينتشرون على الحدود منذ 5 أشهر «فإذا كانت جبهتنا غير مفيدة؛ فلماذا يبقيهم هنا؟».
وأضاف: «هناك تكتم على الخسائر البشرية والمادية في الجبهة الشمالية لإسرائيل… الجيش الإسرائيلي متعَب ومستنزَف في كل الجبهات، وأعداد الجرحى والقتلى أكثر مما يعلنه الإسرائيلي، وهناك نقص في الضباط والجنود».
وانتقد نصر الله موقف الإدارة الأميركية من الحرب، وقال: «الإدارة الأميركية من خلال إسقاط المساعدات بالجو تعتقد أنها ستقنع العالم بأن هذا سيغير موقف الشعوب منها».
كما عبَّر عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي جو بايدن يخشى أن يخسر الانتخابات الرئاسية نتيجة سياسته في غزة. وختم: «مَن يصدق أن بايدن لا يستطيع أن يوقف الحرب على قطاع غزة؟! بجرة قلم يستطيع بايدن أن يوقف الحرب على قطاع غزة وأن يوقف العدوان».
**************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
إسرائيل ترفع وتيرة التصعيد والاغتيالات .. وتحذير من الرهانات .. ومخاوف على الاستقرار
المشهد الداخلي الحالي، معلوم بكلّ مشكلاته وأعبائه الضاغطة على كل اللبنانيين، وتفاصيله المقلقة سياسياً واقتصادياً ومالياً وامنياً وحربياً. ولكن في موازاة وضوح صورة البلد بكل تعقيداتها واوجاعها، يصعب العثور على تحليل او تقدير يتسمّ بالمعرفة والدقّة، يستشرف مستقبل هذا البلد ومصيره ويحدّد الى اين تقوده كل هذه الضغوط؟ ويجيب بصراحة: هل سيبقى بلد؟ وكيف سيصمد إن كلّ أسسه ومفاصله واسباب نهوضه واستمراره إن لم تكن معدومة، فمخلّعة.
على الخط الرئاسي، لعبة عبث متواصلة، تتبارى فيها مكونات أثبتت للقاصي والداني، وبما لا يقبل ادنى شك، انّها غير قابلة للشفاء من أمراضها السياسية والشعبوية، وفي أفق هذه اللعبة لا يلوح اي مؤشر حول إمكان تحرّر ملف رئاسة الجمهورية، من الأسر السياسي، حيث أنّ كلّ المحاولات والجهود التي بُذلت لتحريره، وآخرها من قِبل «اللجنة الخماسية»، مُنيت بالخيبة والفشل ولم تتقدّم بهذا الملف ولو خطوة واحدة إلى الأمام.
عصفورية!
هذا التعقيد الرئاسي، إضافة الى الكمّ الهائل من الأزمات المتراكمة في الداخل، يقاربها مصدر وسطي بارز بنظرة سوداويّة. حيث أبلغ الى «الجمهوريّة» قوله: «بكل صراحة، اقول في هذه العصفوريّة، صار خوفي كبيراً على الدولة وعلى الطائف وعلى النظام وعلى الاستقرار العام، إنّ استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي الى نسف كل شيء».
حلبة استثمار جديدة
ما بات مسلّماً به في غياب التفاعل الايجابي مع المبادرات والجهود على الخط الرئاسي، هو لا مكان لتوافقات وانفراجات، ولا أمل يُرجى من مبادرات، ولا رهان على مفاجآت. واللافت في هذا السياق، ما كشفته معلومات موثوقة لـ«الجمهورية» عن نصائح أسدتها دولة عربية في الايام الاخيرة، اكّدت فيها «انّ على اللبنانيين ان يدركوا جيداً انّ ثمّة مخاطر كبيرة جداً قد تترتب على ربط الملفين الأمني والرئاسي ببعضهما البعض، والعامل الزمني قد يلعب دوراً يفاقم السلبيات والأعباء القائمة، ما يوجب المسارعة الى محاولة فك هذا الارتباط بالسرعة الكلية».
واقترنت هذه النصائح بتحذير «من اي محاولة للانتقال بالملف الرئاسي الى حلبات استثمار جديدة»، معتبرةً « انّ هذا الامر قد تترتب عليه عواقب غير محدودة». وبحسب المعلومات، فإنّ ما أوجب هذا التحذير هو مضمون تقارير تفيد عن انّ بعض المكونات المعنية بالملف الرئاسي، (تمنى مصدر المعلومات عدم ذكر هويتها)، بدأت تراهن على متغيّرات في مرحلة ما بعد الحرب، ووقائع جديدة في المنطقة وفي لبنان، قد تتيح لها ما تعتبره حسم الانتخابات الرئاسية لمصلحتها».
نتائج الحرب كارثية
وفي هذا المجال، نُقل عن مسؤول عربي كبير قوله خلال جلسة نقاش حول الوضع الرئاسي في لبنان: «الحرب صعبة، وظالمة للشعب الفلسطيني، واكبر محرقة في التاريخ للشعب الفلسطيني في غزة. يجب ان تتوقف هذه الحرب، وخصوصاً انّ نتائجها اياً كانت فهي كارثية. نحن الى جانب الشعب الفلسطيني، ونقف مع الاخوة في لبنان ونسعى مع الدول الصديقة الى احتواء التصعيد في جنوب لبنان وإعادة احلال الامن والاستقرار في هذه المنطقة. ونؤكّد في هذه المناسبة على اخوتنا في لبنان أن يراهنوا فقط على مصلحة لبنان، فالحرب اياً كانت نتائجها، فهي كارثية».
وحول الملف الرئاسي نُقل عن المسؤول العربي قوله ايضاً: «لقد تواصلنا مع كل الاطراف، واكّدنا للأخوة اللبنانيين أنّ الحل الرئاسي بأيديهم، ولا احد في الخارج يستطيع ان يفرض عليهم رئيسهم، ولا احد يمكن ان ينوب عنهم في اختياره، وذلك يتحقق بتوسيع ساحات التشاور والنقاش، ونحن من جهتنا سنبذل كل جهد ممكن لتقريب وجهات النظر بين السياسيين، توصلاً لإتمام استحقاق رئاسي بقدرٍ عالٍ من التوافق في بينهم. ولكن حتى الآن ما زالت هناك عقبات لا يُستهان بها. واؤكّد انّها عقبات من الداخل اللبناني، وليست من اي مصدر في الخارج».
اضاف: «نحن نعي حجم ما يتهدّد المنطقة من مخاطر، وبالأخص لبنان. ولذلك سنستمر بهذا التواصل مع كل الاطراف في لبنان، من موقعنا سواءً في اللجنة الخماسية، او في مجالات اخرى، وما نأمله هو ان تثمر مساعدتنا تجاوزاً لكل العقبات وبتّاً بصورة عاجلة لملف رئاسة الجمهورية برضا كل الاطراف».
مبادرة «الاعتدال»
الى ذلك، وعلى ما يؤكّد العاملون على أن لا حراك فعلياً لأيّ مبادرات في الوقت الحالي، فأنّ حركة اتصالات مكثفة مرتبطة بالحراك الاخير للجنة الخماسية تجري على خطوط عدة محورها عين التينة، سواءً في الداخل او على مستوى «الخماسية»، او على مستوى مواكبة مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» التي يحرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على التأكيد المتواصل على انّ هذه المبادرة «ما زالت في عز شبابها». مبقياً بذلك الباب الرئاسي مفتوحاً على احتمال حصول خرق وانفراجات او مفاجآت ايجابية في اي لحظة، تقنع اطراف الداخل بسلوك باب التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
ما معنى الخيار الثالث؟
وبحسب المعلومات الموثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّه في موازاة تأكيد اصحاب المبادرات، ولاسيما اللجنة الخماسية على عدم تبنّي اي مرشح لرئاسة الجمهورية، او وضع «فيتو» على أي مرشح، فإنّ النقاشات الداخلية المرتبطة بهذه المبادرات تتداول في مجموعة قليلة من الأسماء (رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، قائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري والعميد جورج خوري) دون التطرّق الى اسماء اخرى مثل الوزير جهاد ازعور.
وتشير مصادر المعلومات، الى انّ هذه النقاشات أبرزت استمرار تمسّك ثنائي حركة «أمل» و«الح.زب» بالوزير فرنجية، في موازاة نقاشات تركّز على تحديد ما هو «الخيار الثالث» الذي يدعو اليه بعض الاطراف، ويلقى حماسة من داخل اللجنة الخماسية، اي هل هو الخيار الثالث شخصية غير جهاد ازعور على اعتبار انّه كان مرشح تقاطعات وليس مرشحاً ثابتاً، ووضعه قد حُسم وخرج من نادي المرشحين بعد جلسة الانتخاب الاخيرة؟ ، هل هو خيار ثالث غير فرنجية وعون، او هل هو خيار ثالث خارج كل الاسماء المطروحة؟.. حتى الآن ما يُسمّى بالخيار الثالث، ليس محل توافق، بل لا يوجد تعريف او توصيف له، وليس موجوداً في قاموس الثنائي».
التدحرج الأمني
وعلى الخط الأمني، فخلافاً لكل التقديرات التي رجحت انخفاض وتيرة التصعيد خلال شهر رمضان، فإنّ هذا التصعيد ارتفع الى مستويات أعلى، سواءً في قطاع غزة حيث فشلت كل المحاولات والوساطات لبلوغ هدنة، بالتزامن مع تلويح اسرائيلي بتوسيع دائرة حرب الإبادة واجتياح رفح، أو على جبهة لبنان التي استعصت بدورها على محاولات تبريدها، فإنّها بدأت في الفترة الأخيرة تشهد تدرجاً متسارعاً في العمليات الحربية، نحو فتحها على مواجهات أقسى وأوسع.
وفيما أكّد مصدر رفيع لـ»الجمهورية» انّ الوضع خطير للغاية، وهذا التدرّج في العمليات الحربية وتوسيع دائرة استهدافاتها العدوانية يؤشّر الى أنّ اسرائيل تمهّد الأجواء لحرب واسعة، والموفدون الاجانب ينقلون كلاماً واضحاً بأنّ التهديدات التي يطلقها قادة العدو جدّية».
وفي السياق نفسه، يؤكّد خبراء عسكريون انّ التهديدات الاسرائيلية بحرب واسعة على لبنان تندرج في اطار التهويل، الاّ انّ هؤلاء يقرأون في تعمّد توسيع اسرائيل لدائرة اعتداءاتها على كل منطقة الجنوب وصولاً الى صيدا وكذلك على منطقة الشوف وصولاً الى منطقة البقاع وبعلبك، بأنّها تحاول ان تفرض من خلاله وقائع جديدة، تمكّنها من شنّ اعتداءات يومية استناداً على الطيران الحربي، دون ان تنزلق الى حرب برية تعترف انّها ستكلّفها. الّا انّ هذا الامر قد يتطور وينحدر في اي لحظة».
واشنطن لا تريد الحرب
الى ذلك، وفيما اكّدت مختلف المراجع الدولية على انّ على لبنان الانخراط في حل سياسي لإعادة الامن والاستقرار الى المنطقة الجنوبية، قالت مصادر ديبلوماسية رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «انّ جبهة جنوب لبنان مرتبطة بما سيؤول اليه الوضع في غزة. ومن هنا تنتظر المبادرات المرتبطة بالجنوب ريثما تنجلي صورة الهدنة في غزة. ويبدو انّها مستعصية، واسرائيل تهدّد بتصعيد حرب الإبادة وتهدّد بشمول الإبادة مدينة رفح».
واشارت المصادر الى انّها لا ترى حلاً في المدى المنظور، حيث انّ الحل السياسي الذي يُطرح على لبنان، لا يمكن للبنان ان يقبل به، كونه لا ينطبق على تطبيق كامل وشامل للقرار 1701، ولقد قدّم لبنان اجوبة عن هذه الطروحات، سواءً ما يتعلق بالورقة الفرنسية التي قدّمها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، او مشروع الحل الذي قدّمه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين.
ورداً على سؤال حول التهديدات الاسرائيلية بالحرب على لبنان قالت المصادر: «أي عملية عسكرية اسرائيلية على لبنان تتطلّب تغطية من الاميركيين، والاميركيون لا يريدون الحرب، وهذا ما اكّدوه لنا».
نصر الله: جبهة الجنوب «تردع» إسرائيل
قال الأمين العام لـ«الح.زب» السيد نصر الله في كلمة له خلال افتتاح الأمسيات القرآنية الرمضانية «غزة ما زالت تقاوم بشجاعة وبصلابة وتصمد عبر مقاومتها وشعبها وهو صمود أقرب الى المعجزة»، لافتاً الى أنّ «هناك خسارات استراتيجية في ما يجري بغزة منذ 7 تشرين الاول».
وقال: «العدو خسر الحرب حتى ولو ذهب الى رفح لأنّه لم يقدّم مشهد نصر ولم يحقّق أي هدف من الأهداف التي اعلن عنها»، مضيفاً: «واحدة من علامات النصر للمقاومة والهزيمة للعدو الاسرائيلي، انّ اول هدف اعلنه العدو هو القضاء على حركة «ح»، ونحن اليوم في الشهر السادس من تفاوضون؟ «حركة ح»، القطري والمصري مع من يجلس بالنيابة عن الاميركي والاسرائيلي: «حركة ح» التي تفاوض عن كل المقاومة الفلسطينية وعن كل جبهات المقاومة»، واشار الى انّ «هذا يؤكّد انّ «حركة ح» ما زالت قوية وقادرة وهي ترفض وتقول لا وتضع الشروط».
وعن جبهة الجنوب، قال نصرالله: «جبهتنا اللبنانية تؤدي واجبها وتقوم بدورها بشكلٍ كامل بهذه المعركة. وصراخ المستوطنين يعلو من عمليات المقاومة، واضح أنّ هناك تكتماً على الخسائر في الجبهة الشمالية، وكم من الدبابات والآليات شاهدنا تمّ تدميرها، لكن العدو لم يعترف بشيء من خسائره، الجيش الإسرائيلي اليوم مُتعب ومُستنزف في كل الجبهات وعدد قتلاه كبير جداً وأكبر بكثير من المُعلن».
وشدّد نصرالله: «إسرائيل لا تجرؤ على التقدّم خطوة داخل الجنوب اللبناني، والخسائر الاقتصادية في جنوب لبنان لا تُقارن بخسائر الاحتلال الكبيرة في الجبهة الشمالية، والجبهة الجنوبية «تردع» إسرائيل على الحرب مع لبنان».
اسرائيل والحرب
إلى ذلك، حذّر الإعلام الاسرائيلي من انّ توسيع اسرائيل لهجماتها في لبنان قد يقود لحرب شاملة. ووفق تقرير نشرته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، فإنّ «إسرائيل وسّعت هجماتها إلى عمق الأراضي اللبنانية لتصل إلى منطقة بعلبك في البقاع، في «رهان» على أن يبعد «الح.زب» قواته عن الحدود، بعد أن فرغت البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود من سكانها. وتأمل إسرائيل بتصحيح هذا الانطباع، ربما بواسطة تصعيد لعدة «أيام قتالية» متسارعة، تشتد خلالها الهجمات ويتسع حجم الأهداف التي ستُقصف».
وأضافت الصحيفة، انّه «ليس مؤكّداً أن يحقق تصعيد كهذا هدفه وأن يؤدي إلى تراجع «الح.زب». وفي الوقت نفسه، تتزايد إمكانية أن تخرج الأمور عن السيطرة لتصل إلى درجة مواجهة شاملة». واشارت الى أنّ اتساع الهجمات الإسرائيلية إلى عمق الأراضي اللبنانية، قوبل بزيادة «الح.زب» لكمية القذائف الصاروخية التي يطلقها، لكن ليس باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية. وهذا التصعيد الأخير، وهو مبادرة إسرائيلية بالأساس، يعود ليقرّب الجانبين إلى سقف حرب شاملة، وهذه نتيجة سعى الجانبان إلى الامتناع عنها، منذ بداية الحرب على غزة في 7 تشرين الأول الماضي».
ورأت الصحيفة «أنّ هذا التصعيد يعبّر عن زيادة كبيرة في الرهان الإسرائيلي، على أمل أن تتراجع قيادة «الح.زب» تحت تشديد الضغط العسكري. وهذا كله يحدث في إثر الجمود في الجبهة الجنوبية، وفي ظل عدم التقدّم نحو صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحركة «ح». وفي هذه الأثناء، تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من جانب اليمين المتطرّف فيها ورؤساء سلطات محلية في شمالي إسرائيل، من أجل تشديد الهجمات ضدّ لبنان وحتى شنّ اجتياح بري في الأراضي اللبنانية، في الوقت الذي بدأ فيه سكان «غلاف غزة» بالعودة إليه، بينما «في شمالي البلاد بقي عشرات آلاف اللاجئين بعيداً عن بيوتهم، والحكومة تتعرّض لضغط عام للعمل كي تزيل الخطر».
وقالت: إنّ «الح.زب» لم يوسّع نطاق صواريخه وقذائفه التي يطلقها باتجاه إسرائيل، وإنما زاد كمياتها فقط، ولكن من الجائز أنّ «الح.زب» يمهّد لأساليب عمل أخرى، كي يُدفّع إسرائيل ثمناً باهظاً أكثر».
واشارت الصحيفة الى أنّ إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن تتحفّظ على سيناريو كهذا، مثلما تتحفظ على عملية عسكرية في رفح. والرئيس بايدن ومستشاروه يهتمون بإصدار بيانات لوسائل الإعلام، بشكل يومي تقريباً، تتضمن تحذيرات من خطوات إسرائيلية وأوصافاً سلبية حيال أداء نتنياهو. كما أنّ تقدير أجهزة الاستخبارات الأميركية السنوي، الذي صدر أول من أمس، متشائم للغاية بشأن وضع إسرائيل الإستراتيجي»، واعتبرت أنّ «تصاعد انتقادات البيت الأبيض على الخطوات الإسرائيلية والتهديدات بدخول رفح، وتوسيع نطاق الهجمات في لبنان قد يؤدي أن تدفع إسرائيل ثمناً، بالتوقف عن استخدام الفيتو الأميركي لإحباط قرارات ضدّ إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، وربما بفرض قيود على نقل أسلحة وذخيرة أميركية أيضاً».
الميدان العسكري
وكان الوضع الأمني في المنطقة الجنوبية قد حافظ على نسبة عالية من التوتر، حيث واصل الجيش الاسرائيلي اعتداءاته على المناطق اللبنانية، وتابع بالأمس مسلسل الاغتيالات حيث استهدف احد كوادر حركة «حركة ح» في مخيم الرشيدية هادي على محمد مصطفى، بصاروخ اطلقته مسيّرة اسرائيلية على سيارته على مفرق قانا – الحوش في منطقة صور، ما ادّى الى استشهاده مع شخص آخر لم تُعرف هويته، وتردّد انّه سوري الجنسية. وقد أُصيب الزميل المصور محمود الزيات بجروح اثناء تغطية الغارة.
كما شنّ الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات جوية شملت منطقة مروج الحميض في علما الشعب، وبلدة ياطر، حيث سُجّل سقوط اصابات مدنية، وسهل الخيام، القنطرة وعدشيت القصير، اللبونة. وتواكب ذلك مع قصف مدفعي طال مزرعة الخريبة في خراج راشيا الفخار، اطراف حولا، ومركبا، والوزاني، اطراف منطقة حامول، والضهيرة.
وأعلن «الح.زب» في المقابل انّ المقاومة الاسلامية نفّذت سلسلة عمليات ضدّ جيش العدو، حيث استهدفت ثكنة راميم، ثكنة زبدين وموقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا، وتجمعاً لجنود العدو شرق موقع حانيتا، وتصدّت لمسيّرة اسرائيلية في اجواء المنطقة الحدودية.
شكوى لبنانية
وفي موازاة الاعتداءات الاسرائيلية، أوعز وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب بتقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي ضدّ اسرائيل. وتدعو الشكوى المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية»، كما تطالب «بضرورة إدانة أعضاء مجلس الأمن مجتمعين الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (1701) عام 2006 بالكامل، من أجل الوصول إلى استقرار دائم وطمأنينة على حدود لبنان الجنوبية».
إحياء مرفأ بيروت
أقيم في مرفأ بيروت امس احتفال لمناسبة اطلاق مخطط إعمار وتطوير المرفأ، الذي أعدّته فرنسا، وفي كلمة له توجّه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بالشكر الى فرنسا، متعهداً بأنّ المشروع المرتبط بإعمار وتطوير المرفأ سيأخذ طريقه الى التنفيذ في أسرع وقت، سواءً من خلال مساهمات خارجية نتطلع الى توافرها، أو من إيرادات المرفأ. وقال: «إنّ ورشة النهوض بمرفأ بيروت من جديد وإعادة إعماره ونفض غبار الحرب عنه، تبقى أولوية وطنية واقتصادية، لكون هذا المرفأ هو الشريان الحيوي الأبرز على البحر الأبيض المتوسط وإلى العمق العربي». مؤكّداً في الوقت نفسه على أهمية «استئناف التحقيق في ملف تفجير المرفأ لإحقاق الحق والعدالة».
بدوره قال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور علي حميه «إعادة إعمار وتطوير المرفأ سيكون مرتكزه الأساس من الإيرادات التي أصبح يحصّلها»، فيما اعتبر السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، أنّ «مرفأ بيروت مصدر دخل للدولة اللبنانية، ولهذا السبب أراد رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون أن تدعم فرنسا تعافيه. وهو اليوم إحدى أولوياتنا في دعمنا للبنان ومحور رئيسي لتعاوننا».
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
الاحتلال يُحمِّل برِّي وميقاتي مسؤولية دعم جبهة الجنوب
الخماسية والاعتدال «تضامن وتكافل» لإجراء الانتخابات.. ونصرالله: لن نتراجع مهما طال الوقت
بدا الحديث الرئاسي في البلاد طاغياً على ما عداه في الشأن السياسي العام، وسط الكشف عن مخطط لإعادة اعمار مرفأ بيروت بتعاون فرنسي – لبناني، في حين ان الجبهة الاصلية في غزة، وكذلك جبهات الاسناد هي في حالة تحفز لضربات وصدامات مع الاحتلال من ساحات المواجهة الى المسجد الاقصى الشريف.. مع ضخ تهويلات اسرائيلية، تخطت وزير الدفاع الى جنرالات «الكابينت الحربي» من ان لا تراجع عن حرب رفح، غير عابئين بموقف ادارة الرئيس جون بايدن الرافض لتوسيع جغرافيا الحرب، والبحث عن اطار لوقف اطلاق النار.
ويتزايد التحريض في اسرائيل ضد لبنان الدولة، وليس المواجهة فقط مع الح.زب على الارض، وذلك من اجل الضغط على الدولة، لا سيما الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لعدم السير في دعم الح.زب.
أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الى الدوائر المختصة في الوزارة بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، بتاريخ ١١ و١٢ آذار ٢٠٢٤ طالت المدنيين في محيط مدينة بعلبك والقرى المجاورة.
تحرك الخماسية
رئاسياً، ووفقاً لما اشارت اليه «اللواء» امس فإن اللجنة الخماسية على مستوى السفراء ستزور عين التينة الاسبوع المقبل.
وقالت أوساط نيابية لـ«اللواء» إن أي تطور جديد بالنسبة إلى مسعى تكتل الاعتدال الوطني الرئاسي لم يسجل بإستثناء مواقف بشأن التشاور المنشود وإعادة تأكيد كل فريق مقاربته، وبالتالي لم ينضج المناخ المناسب من أجل وضع المسعى على سكة التطبيق.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن نواب التكتل لم يتحدثوا عن انكفاء المسعى إنما عن جولة من المشاورات بشأن التوجه المقبل، معلنة أن الأجوبة التي كان قد حصل عليها من الكتل النيابية لم يكن قد طرأ عليها تعديل رسمي مؤخرا بأستثناء تعليق نواب المعارضة على موقف الرئيس بري الأخير.
واوضحت هذه الأوساط أن حالة من الترقب تسود اجواء التكتل لما يمكن أن يصدر من معطيات محلية وخارجية جديدة مع العلم أن الموقف الأميركي بشأن الخيار الثالث في الملف الرئاسي يتوافق مع روحية المسعى.
واستقبل المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان وفد تكتل «الاعتدال الوطني» الذي وضعه في طبيعة مبادرة التكتل حول عقد جلسات تفضي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وقال النائب احمد الخير ان المفتي اعطى التكتل الدعم، وان المبادرة مستمرة.
واضاف: ان المبادرة اخذت موافقة غالبية الاطراف اللبنانية ولا شيء يمنع الاستمرار.
إعادة إعمار المرفأ
وفي خطوة، على درجة من الاهمية اطلق في بيروت امس مخطط لبناني – فرنسي لاعادة اعمار مرفأ بيروت بعد 4 اعوام على انفجاره.. بكلفة لا تقل عن ستين ومئة مليون دولار، سيتم تغطيتها من ايرادات المرفأ للخزينة.
وكانت وزارة الاشغال العامة والنقل وإدارة واستثمار مرفأ بيروت اطلقت «الإعلان عن العرض الخاص لمخطط إعادة إعمار وتطوير مرفأ بيروت» في قاعة المرفأ، برعاية وحضور الرئيس ميقاتي الذي القى كلمة، حيّا في بدايتها «أرواح ضحايا انفجار المرفأ، متمنيا أن يتغمدهم الله برحمته ويبلسم جراح ذويهم وأهلهم».
واعتبر الرئيس ميقاتي ان المرفأ يمثل شرياناً حيوياً بارزاً على البحر الابيض المتوسط، ويربطنا بالعمق العربي.
ونوه ميقاتي بالدور الفرنسي، وقال: «إن الترجمة العملية لدعم فرنسا عملية النهوض بالمرفأ اطّلعنا عليها اليوم (أمس)، مؤكدين أن المشروع الذي نحن في صدده والذي اعدته فرنسا دعما للبنان، سيأخذ طريقه الى التنفيذ في اسرع وقت ، سواء من خلال مساهمات خارجية نتطلع الى توافرها، او من إيرادات المرفأ، كما تفضل وقال معالي وزير الاشغال. وفي الحالتين فان هذا المشروع باذن الله سيسلك طريقه الى التنفيذ».
الى ذلك، ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعا شارك فيه وزير الاتصالات جوني القرم، المدير الاقليمي للبنك الدولي في الشرق الأوسط جان كريستوف كاريه، المدير العام لهيئة «اوجيرو»، عماد كريدية، ومستشار رئيس الحكومة سمير الضاهر، في السراي.
وقال الوزير القرم بعد الاجتماع: اجتمعنا مع ممثلي البنك الدولي، وهناك توجه لدى البنك بتحويل المساعدات أو القروض التي يود منحها للبنان الى مواضيع انتاجية وليس استهلاكية، فلديه ميزانية قدرها نحو 250 مليون دولار ستوزع على قطاعات الطاقة والمياه والاتصالات. ونحن بدورنا لدينا عدة مشاريع سنقوم بدرسها وسنتقدم بطلبات من أجل الحصول على حصة من هذه المساعدات والقروض لتطوير الشبكة وتحسينها، من اجل تقديم خدمة أفضل مما سيكون له اثر إيجابي على الاقتصاد اللبناني.
نصر الله: كلمة لجبهات المساندة في رمضان
ووسط الغموض الذي يحيط بالعمليات والعمليات العسكرية في غزة والجنوب، اعلن الامين العام للح.زب السيد نصر الله ان جبهات الاسناد في لبنان واليمن، سيكون لها كلمتها ايضاً في شهر رمضان.
وقال نصر الله: مسؤوليتنا جميعاً مواجهة هذا الاحتلال الاسرائيلي، مشيراً الى الآلام والمعاناة من سقوط الشهداء، الى تدمير المنازل وحرق الحقول.
واعتبر ان ما يجري في غزة هو حجة إلهية على كل شعوب العالم، متحدثاً عن انجازات استراتجية حققها طوفان الاقصى.
وقال: حركة ح تفاوض اليوم عن كل جبهات المقاومة.
وأكد نصر الله ان الصمود وبالصبر سيفرض على العدو وقف العدوان وينسحب بعد التعب والانقسام الذي يعاني منه.
وأكد الوقوف الى جانب قيادة حركة ح، وكل فصائل المقاومة وستبقى جبهات المساندة مساندة مهما طال الوقت وكانت التضحيات.
واعتبر ان حركة ح تريد وقفاً للعدوان الاسرائيلي على غزة، وليس فقط وقف النار او تبادل الاسرى، وحين تفاوض «حركة ح» بشأن غزة فهذا دليل على قوة المقاومة وبقائها وثباتها وعلامة من علامات النصر.. مشيراً الى ان اهالي غزة ما زالوا يحتضنون المقاومة رغم كل المجازر والتجويع..
وقال ان جبهة لبنان تؤدي دورها بالضغط على العدوان..
ولاحظ نصر الله ان لا احد يصدق ان بايدن لا يملك القدرة على وقف العدوان في غزة وارسال بعض المساعدات جواً.
الوضع الميداني
ميدانياً، استهل جيش الاحتلال نشاطه، بقصف وسط سهل مرجعيون بقذيفتين. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منطقة اللبونة في الناقورة. كما شُنت غارة على علما الشعب فهرعت سيارات الإسعاف الى المكان، وشُنت غارة ثانية استهدفت منطقة اللبونة في الناقورة. وشن الطيران غارة استهدفت احد المنازل في بلدة كفرا. كما اغار على منزل في بلدة ياطر، ما ادى الى وقوع عدد من الاصابات الطفيفة. وشن غارة ثالثة على بلدة القنطرة استهدفت منزلا بصاروخ. وتعرضت اطراف بلدة يارين الحدودية، وبلدة الضهيرة، لقصف مدفعي.
واستهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة عند مفترق طرق قانا – الحوش عند المدخل الشمالي لمدنية صور صباح أمس. على الاثر أعلنت حركة «ح» عن مقتل أحد عناصرها في الغارة، ويدعى هادي مصطفى من مخيم الرشيدية للاجئين، وهو قيادي في القسام ومسؤول عن الدعم اللوجستي. واعلن الجيش الإسرائيلي «اننا قتلنا القيادي في حركة ح هادي علي مصطفى بقصف سيارة كانت تقله في لبنان»، مضيفا: سنواصل استهداف حركة ح في كل ساحة تنشط فيها. وقد افيد عن سقوط ضحية فلسطينية واخرى من التابعية السورية كان على متن دراجة نارية، وصودف مروره لحظة الاعتداء، كما سقط جريحان.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
بيروت مقابل تل ابيب تمنع الحرب الشاملة… أين الرقابة على جنون الاسعار؟
الحرب طويلة ونتنياهو يفتش عن نصر بأي ثمن وحركة ح: وقف النار اولا
مساع قطرية لترتيب حلول على خطي الرئاسة ووزير الدفاع وقائد الجيش – رضوان الذيب
نقل عن وفد حركة ح المفاوض الذي زار بيروت خلال الايام الماضية ان «اسرائيل غير جاهزة للتسوية» ونتنياهو ما زال يفتش عن نصر يريد تحقيقه مهما كان الثمن، والاميركيين ضد الوقف الشامل لاطلاق النار ويطرحون هدنة ل٦ اسابيع يتم خلالها اطلاق الاسرى المسنين وادخال المواد الغذائية، كل هذه المواقف تساهم في استمرار حرب الابادة خلال شهر رمضان وسط صمت عربي لم يصل الى هذا المستوى منذ نكبة فلسطين، بالمقابل فان الحركة على موقفها الحازم «وقف النار اولا»، والهدنة الاميركية خديعة لن تمر، وبالتالي المفاوضات عالقة والاقتراحات المتبادلة لم تصل الى نتيجة، وبالتالي لا وقف للنار ولا هدن في الشهر الفضيل.
اما بالنسبة لزيارة حركة ح الى بيروت ولقاء الامين العام للح.زب السيد نصرالله، فالامر طبيعي جدا، وسبقتها زيارات بعيدة عن الاعلام عند كل جولة تفاوضية، ومن الطبيعي ان تطلع حركة ح الح.زب على ما يدور في القاهرة وقطر، وسط تقدير عال لدور الح.زب وتضحياته ومواقفه الى جانب الشعب الفلسطيني، كما ان العلاقة بين الحركة والح.زب ممتازة على كل المستويات. بالمقابل، ابلغ الح.زب حركة ح وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني واستمرار حرب الاسناد حتى تتوقف الة القتل الاسرائيلية في غزة.
وفي ظل هذه الاجواء، تتواصل الاتصالات في مصر بشان الوصول الى وقف للنار، لكنها تدور في حلقة مفرغة ودون نتائج، والكلام للميدان الى اجل غير مسمى، رغم محاولات مصر اقناع حركة ح بالحل المتدرج على ٣ مراحل، وهو حل اميركي _ اسرائيلي، يقوم على هدنة ل٦ اسابيع واطلاق ٤٠ اسيرا من المسنين الاسرى لدى حركة ح والبدء بالمفاوضات بشان وقف اطلاق النار.
اما المرحلة الثانية فيتم فيها اطلاق الاسرى الجنود الاسرائيليين مقابل اسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات والتخفيف من الوجود الاسرائيلي في غزة، والمرحلة الثالثة تكثيف الاتصالات بشان الوصول الى وقف لاطلاق النار بشكل نهائي مع بقاء القوات الاسرائيلية في المناطق الاساسية، هذا الحل رفضته حركة ح.
ويؤكد المطلعون على الاتصالات، ان ملف غزة ولبنان بات واحدا، وقبل انقشاع الصورة في غزة لن يسلك اي ملف داخلي طريقه الى الحل وتحديدا الرئاسي، حتى الح.زب يعتبر البحث في الملف الرئاسي حاليا ليس اولوية، نتيجة الاوضاع في الجنوب وحرب غزة، وتبقى الجهود القطرية وحدها الجدية في الفترة الاخيرة، وظهر ذلك من خلال جولات السفير القطري على القيادات السياسية، من ضمنهم وليد جنبلاط وجبران باسيل وسمير جعجع ونواب المجتمع المدني وكتلة الاعتدال الوطني ومستقلون، وكان قد سبقتها زيارة للوزير السابق علي حسن خليل الى الدوحة، وجوهر المبادرة القطرية الخيار الثالث واقتراح اسمي مدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري والعميد السابق جورج خوري سفير لبنان في الفاتيكان، وتصر قطر على تمرير الاستحقاق حاليا وخلال فترة الهدنة اذا نجحت في غزة، لكن الطرح قوبل بتمسك الثنائي الشيعي باسم سليمان فرنجية، وما زالت الامور تراوح مكانها، فيما حراك الاعتدال تراجع نسبيا بعد تصويره من قبل المتضررين بانه موجه ضد الح.زب.
وحسب المطلعين في بيروت، فان الحراك الرئاسي ما زال اسير «البازارات الداخلية» والتسريبات واخرها تبلغ الوزيرين السابقين وائل ابو فاعور وملحم رياشي رفض المملكة لسليمان فرنجية اثناء زيارتهما الاخيرة للرياض.
وحسب اخر الاتصالات، اقتنع بعض الكبار، ان الولادة ليست محلية بل عبر اتصالات اميركية ايرانية وموافقة سعودية لم تنضج معالمها بعد كون الاولوية لغزة، فاذا تم التوافق على وقف النار ونجحت التسوية فان الخيار الثالث يتقدم حتما، واذا اصر نتنياهو على معركته ضد حركة ح الى النهاية فان المعادلة تصبح سليمان فرنجية «حتما» وبالتالي الكلام الجدي تفرضه تطورات الاوضاع في غزة وليس المبادرات المحلية، فالرئيس ليس صناعة داخلية.
عمليات المقاومة الاسلامية
معادلة الح.زب «بيروت مقابل تل ابيب» تمنع الحرب الشاملة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وحملات التهويل لا مكان لها في حارة حريك، ورسائل الموفدين التهديدية «كلام بكلام» وما دامت الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة فان جبهة الجنوب مفتوحة.
وفي هذا الاطار، واصل مجاهدو المقاومة الاسلامية منذ ٨ تشرين الاول ٢٠٢٣ دك المواقع الاسرائيلية بريا وجويا بمختلف انواع الاسلحة على امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة، واوقعوا عشرات القتلى والجرحى في جنود الاحتلال وهجروا اكثر من ١٠٠ الف مستوطن ودمروا مواقع عسكرية ومحطات كهربائية وعطلوا كل مظاهر الحياة في المستوطنات، وامس، تصدى مجاهدو المقاومة لمسيرة اسرائيلية واجبروها على التراجع من اجواء القرى الحدودية، كما قصفوا مواقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وثكنة زبدين في مزارع شبعا المحتلة واستهدفوا تجمعا للعدو شرق موقع حانيتا بالقذائف المدفعية، بدوره واصل العدو الاسرائيلي قصفه للقرى الحدودية بالطيران والقذائف المدفعية والصاروخية، كما استهدفت مسيرة قياديا من حركة ح قرب مفرق قانا مما ادى الى استشهاده على الفور وهو هادي علي مصطفى.
تكسير رؤوس بين ميقاتي وباسيل
العلاقة بين رئيس الحكومة وجبران باسيل في اسوأ مراحلها، فرئيس الحكومة ذهب الى حد المطالبة بمحاكمة باسيل، فيما رئيس التيار لا يرحم «نجيب العجيب» في مجالسه، هذا الوصف يردده تلفزيون التيار في كل نشراته الاخبارية، وفشلت مؤخرا كل جهود سعاة الخير من اصدقاء الطرفين لترتيب لقاء او الوصول الى هدنة، وامتد الخلاف العنيف بين الرجلين الى المؤسسة العسكرية مع تفاقم الصراع بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش حول الصلاحيات، وما زال رئيس الاركان العميد حسان عودة الذي عينته حكومة ميقاتي لا يمارس اعماله وصلاحياته ويحضر الى مكتبه للديكور، بسبب اعتراض وزير الدفاع وعدم التوقيع على القرار، ولم تنجح كل الاتصالات مع باسيل لاقناعه بعدم الطعن في قرار تعيين العميد حسان عودة رئيسا للاركان، كما جرت اتصالات ايضا مع الرئيس ميشال عون لحل الموضوع دون جدوى، حتى ان نتائج دورة الضباط الاخيرة لم تصدر بعد بسبب عدم توقيع الوزير سليم عليها لاعتراضه على نتائج اختبارات الدخول، رغم ان اسماء الفائزين تم تسريبها والاهالي ينتظرون، وبالتالي الامور مرهونة بتسوية بين ميقاتي وباسيل مستحيلة حاليا، وعلم ان مسؤولين قطريين دخلوا على خط ترتيب الامور في موضوع الخلافات بين الوزير سليم وقائد الجيش دون اي نتائج حتى الان.
معاناة اللبنانيين في رمضان
«جنون الاسعار» في شهر رمضان المبارك وصل الى مستويات قياسية وفاقم هموم اللبنانيين المحاصرين بكم هائل من الازمات والمشاكل، خصوصا اهالي الجنوب والبقاع مع تصاعد الغارات الاسرائيلية ضد المدنيين و ترك اكثر من ١٠٠ الف مواطن منازلهم مؤقتا، وحسب مراكز الاحصاءات، سجل ارتفاع في اسعار اللحوم والاجبان والخضر بنسب عالية اقرت بها دوائر وزارة الاقتصاد وسط غياب شبه كامل لدوريات حماية المستهلك والتذرع بعدم وجود الموظفين مما حرم الكثير من اللبنانيين من اطباق افطارات رمضان، وتبقى الطامة الكبرى ندرة الحجوزات في نسب العائدين من المغتربين لقضاء الاعياد في لبنان، وهي النسبة الاقل منذ سنوات.
***********************
افتتاحية صحيفة الشرق
إسرائيل تغتال قيادياً حمساوياً ولبنان يشكو تل أبيب
سفراء «الخماسية» إلى عين التينة وبكركي الإثنين
من بعلبك اول من امس الى صور امس، وجهت اسرائيل بوصلة استهدافاتها في الداخل اللبناني. ومن مسؤولي الح.زب عادت الى اغتيال قادة حركة ح. وقبل ان يطل الامين العام للح.زب السيد نصرالله مساء في مناسبة رمضانية، وعند مفترق طرق قانا – الحوش قتلت هادي علي مصطفى، في حين بقيت القرى الحدودية بما تبقى من منازلها تحت مرمى الصواريخ.
اما لبنان الرسمي فـ”يبكي ويشكي” ولسان حاله “اننا نجري اتصالات لتجنيب البلاد الحرب الشاملة” ونقطة عالسطر.
يوم اول من امس سقط صاروخ اسرائيلي عن عمد او عن غير قصد في بلدة حراجل الكسروانية، اتخذ الجيش اللبناني الاجراءات اللازمة ميدانياً في صدده. لكن ماذا لو كان الصاروخ رسالة من تل ابيب التي توسع تدريجيا رقعة استهدافاتها في لبنان بعد غارات الامس على قرى قرب بعلبك؟ هل ثمة من قرأ في الدولة اللبنانية؟
اما في السياسة، فترقب وانتظار، تارة لمبادرة رئاسية نسفها الثنائي، يحاول مُعِدوها انعاشها من دون طائل، واخرى لحراك تقوده اللجنة الخماسية الديبلوماسية لم ينتج اي ثمار بعد عام ونيف على انطلاقه، سيستكمله السفراء الخمسة يوم الاثنين المقبل في اتجاه عين التينة وبكركي، فيما يتردد ان الخماسية الوزارية ستجتمع في بيروت إن تم التوصل الى هدنة في غزة، ولكن في المحصّلة، لا رئيس جمهورية في لبنان بعد عام وخمسة اشهر من الشغور.
شكوى لبنانية
ليس بعيدا، أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الى الدوائر المختصة في الوزارة بتقديم شكوى امام مجلس الامن الدولي، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، بتاريخ ١١ و١٢ آذار ٢٠٢٤، استهدفت المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، ما ادى الى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين والآمنين العزل.
تحويل الانظار؟
في المواقف، وضع عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حماده جولة التصعيد الإسرائيلية وتوسيع دائرة الحرب في سياق الخروج عن قواعد الاشتباك. وقال حماده، في حديث اذاعي “ان القرار الإسرائيلي واضح فحرب لبنان قد تكون البديل لما لا تستطيع اسرائيل اقترافه في رفح تحديدا، وتعمل على تحويل الانظار”.
المبادرة مستمرة
سياسيا، اكدت كتلة الاعتدال الوطني من دار الفتوى “أن وجودنا عند سماحة المفتي والدفع والدعم اللذين أعطانا إياهما، والدعم الذي تلقته المبادرة من خلال دعم المجموعة الخماسية وغبطة البطريرك الماروني ومجلس المطارنة الموارنة، تؤكد أن هذه المبادرة مستمرة”.
المبادرة تترنح
ايضا، وفي وقت يحكى عن تقارب رئاسي – سياسي بين التيار الوطني الحر ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون أن “الصورة لا تزال ضبابية رئاسيا ومبادرة الاعتدال تترنح”. واعتبر في حديث اذاعي ان “لقاء الرئيس بري بسفراء اللجنة الخماسية سيحدد مصير الحراك الرئاسي”.
خطة قواتية
في الغضون، زار وفد من القوات اللبنانية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، وقال النائب فادي كرم على الاثر: وضعنا بين يدي البطريرك خطة سياسية إنقاذية قابلة للتعديل من أجل توحيد الأفرقاء الحرصاء على السيادة ويعتبرون ان اليوم الافضلية في التركيز على الامور السيادية ومنها انتخاب رأس للبلد”.
تطوير التعاون
ماليا، صدر عن مصرف لبنان بيان اعلن فيه انه “بناءً على سياسة الانفتاح وتطوير العلاقات الخارجية لمصرف لبنان، زار مصرف لبنان المدير المسؤول عن الأسواق الناشئة في مورغن ستانلي لندن رالف الراهب، وعقد اجتماعاً مع الحاكم بالإنابة الدكتور وسيم منصوري. وبحث الطرفان في كيفية تطوير التعاون والتنسيق بما يخدم مصرف لبنان وزيادة انفتاحه على الأسواق العالمية”.
***************************
افتتاحية صحيفة البناء:
عشائر ووجهاء غزة يؤيدون المقاومة ويتمسكون بـ شروطها التفاوضية لأي حل
السيد نصرالله: لن يغير هجوم رفح من هزيمة الكيان والمقاومة في غزة قادرة
لن نصرخ في عضّ الأصابع وحماس تفاوض باسم المقاومة وبالنيابة عن المحور
أسقطت عشائر غزة ووجهاؤها الرهان الأميركي الإسرائيلي الذي يشارك فيه بعض العرب على خلق بديل أو رديف للمقاومة، وحركة حماس بصورة خاصة، او لخلق شرخ بينها وبين هذه البيئة الاجتماعية الوازنة. فقد أعلنت العشائر والوجهاء في غزة أمام منظمات أممية وفي بيان بعد اللقاء أنها متمسكة بالمقاومة ومتماسكة معها، وأنها تؤيّد شروطها التفاوضية، وأنها ليست بديلاً ولا رديفاً لمؤسسات المقاومة ولا تستطيع ان تلعب دوراً إدارياً أو سياسياً، بل هي الظهير الشعبي المساند والمؤيد والداعم للمقاومة وحكومتها وأجهزتها حتى نيل الحقوق الفلسطينية، وأن قضية الناس في غزة واحدة وهي وقف المجازر والعدوان وإنهاء حرب التجويع والحصار، وأن الطريق الى ذلك ليس الإنزالات الجوية ولا بالطريق البحري بل بفتح المعابر وعلى رأسها معبر رفح.
في لبنان تحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شارحاً المشهد الذي ترسمه الحرب في شهرها السادس، معتبراً أن المواجهة بلغت مرحلة عض الأصابع وسلاحها الصبر والتحمل، وأن المقاومة في غزة مقتدرة وتواجه وتحقق الإنجازات، وجيش الاحتلال يتهالك وينزف، وأن الهجوم على رفح لن يغيّر واقع الهزيمة التي لحقت بكيان الاحتلال وجيشه، وتحدّث السيد نصرالله بالتفصيل عن المقارنة بين واقع قوى المقاومة وواقع الكيان وحليفه الأميركي الذي يتولى قيادة الحرب، حيث المقاومة تحظى بدعم وتأييد شعبها بصورة تصل حدّ المعجزة، بينما التشققات والانقسامات تتسع في كيان الاحتلال، والخسائر البشرية التي لحقت بجيشه تجعله عاجزاً عن ترجمة تهديداته بالذهاب إلى الحرب التي يلوح بها، بينما الشارع العالمي، وخصوصاً الأميركي، يشكل عاملاً هاماً في سنة الانتخابات في الضغط على مواقف إدارة الرئيس جو بايدن الذي بدأ يفقد الكثير انتخابياً، وليس أمامه المزيد من الوقت لمحاولة استعادة زخم حملته الانتخابية.
تحدّث السيد نصرالله بالتفصيل عن شروط المقاومة في غزة لقبول أي اتفاق، معتبراً أنها شروط منصفة وإنسانية وعاقلة، مضيفاً أن كل قوى المقاومة في غزة مجمعة وراء حركة حماس على هذه الشروط، معلناً بالنيابة عن محور المقاومة أن حماس تفاوض أيضاً بالنيابة عن المحور، وأن كل جبهات الإسناد ومنها لبنان مستعدّة لتحمّل الوقت والثمن اللازمين حتى تحقق هذه الشروط، جازماً أن الكيان ومن خلفه أميركا سوف يكتشفان عقم المكابرة وأن لا طريق أمامهما إلا الرضوخ لشروط المقاومة.
وأكد السيد نصر الله أن جبهات الإسناد لقطاع غزة ستكون حاضرة في شهر رمضان المبارك، كما أنّه يجب أن تكون حاضرة وبقوة. ولفت خلال الأمسية القرآنية الرمضانية في الضاحية الجنوبية، على أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، «يقول إن لم يدخل إلى رفح فقد خسر الحرب، وأنا أقول له حتى لو ذهبت إلى رفح أنت خسرت الحرب»، موضحًا أنّه «بعد 6 أشهر لم يستطع أن يقدم صورة نصر من كل الأهداف التي أُعلنت»، مضيفاً: «الأميركيون والأوروبيون يقولون للإسرائيليين إنه لا يمكنكم القضاء على المقاومة في غزة».
وتوجّه لنتنياهو، بالقول: “إذا كنت تطمع أن يرفع لك أهل غزة الأعلام البيضاء لرفعوها في وقت سابق، ورغم المجازر والجوع أهل غزة لا يزالون يحتضنون المقاومة”. وأكّد السيد نصر الله أنّ “إحدى علامات الهزيمة عند العدو أن حماس لا تزال تفاوض عن المقاومة الفلسطينية، بل وعن كل محور المقاومة، وليس من موقع الضعف بل وتضع الشروط على العدو”، مضيفًا “المقاومة الفلسطينية تريد وقف العدوان على غزة، وهذا أمر عُقلائي وإنساني وشرعي”، مشيرًا إلى أنّ “موقف المقاومة عندما تصرّ على وقف العدوان هو الموقف الإنساني الأخلاقي الشريف الصحيح بنسبة 100%، ويجب أن نقف جميعًا إلى جانبها”، موضحًا أنّ “المسألة هنا ليست راحة بضعة أيام للموافقة على هدنة فقط، بل المسألة أن تتوقف المجازر والقتل”.
وقال: “جبهتنا المساندة تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية وقيادة حماس، وشروطهم محقّة، وسنبقى في موقع المساندة أيًا تكن التبعات والوقت الذي ستأخذه هذه المعركة”. وتساءل السيد نصر الله: “من يصدّق أن بايدن لا يستطيع وقف الحرب على غزة؟ لو أوقف بايدن فقط الذخائر إلى “إسرائيل” ستتوقف الحرب”، موضحًا أنّ “بايدن يريد من رمي المواد الغذائية في غزة خداع العالم، ولكن هذا دليل على أن الإدارة الأميركية الحالية غبية، لأنها تستطيع خداع معارضيها داخل الولايات المتحدة”.
ولفت إلى أنّ “في اليمن لم يتمكن العدوان الأميركي البريطاني من منع مجاهدي اليمن من استهداف السفن الإسرائيلية، رغم الغارات شبه اليومية على اليمن”.
وتابع: “كل “إسرائيل” تعلم أن هناك تكتمًا شديدًا على الخسائر البشرية والمالية رغم توثيقنا لاستهداف الجنود والآليات والدبابات”، مشيرًا إلى أنّ وزير الحرب (يوآف غالانت) ورئيس الأركان (هرتسي هاليفي) قالا في مناسبتين مختلفتين إن “جنودنا يقاتلون في جبهة غزة وفي الجبهة الشمالية ويتكبّدون أثمانًا باهظة”.
وشدّد الأمين العام لحزب الله في هذا الصدد، على أنّ “أعداد القتلى الصهاينة أعلى بكثير مما يعلنه الجيش الإسرائيلي”. مبيناً أنّ “غزة تصمد وتقاوم، والجنوب جبهته مفتوحة والعراق كذلك، وإيران وسورية تتعرّضان لضغوط كبيرة وهنا النصر لمن يصبر ويتحمّل والعدو ومجتمعه ظهرت عليهما علامات التعب”، مشددًا على أنّ “وظيفتنا ومسؤوليتنا جميعًا المثابرة والصمود، ومحور المقاومة في موضع القوة والعدو في موضع الضعف”.
وأكّد السيد نصرالله أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن، “خائف من السقوط في الانتخابات الرئاسية بسبب موقفه من غزة، وإذا استمرّ هذا الموقف الضاغط والمعارض داخل الولايات المتحدة يمكن أن يفتح بابًا للأمل”.
في غضون ذلك، حافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها، فقد استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة عند مفترق طرق قانا – الحوش عند المدخل الشمالي لمدنية صور. وأعلنت حركة “حماس” عن استشهاد أحد عناصرها في الغارة، ويُدعى هادي مصطفى من مخيم الرشيدية للاجئين، وهو قيادي في القسام ومسؤول عن الدعم اللوجستيّ. وأدّت الغارة الى سقوط شهيد فلسطيني وآخر من التابعية السورية كان على متن دراجة نارية، وصودف مروره لحظة الاعتداء، كما سقط جريحان.
كما شنّ طيران الاحتلال غارة استهدفت منطقة اللبونة في الناقورة. كما شُنّت غارة على علما الشعب فهرعت سيارات الإسعاف الى المكان، وشُنت غارة ثانية استهدفت منطقة اللبونة في الناقورة. وشنّ الطيران غارة استهدفت أحد المنازل في بلدة كفرا. كما أغار على منزل في بلدة ياطر، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات الطفيفة. وشن غارة ثالثة على بلدة القنطرة استهدفت منزلاً بصاروخ.
في المقابل استهدفت المقاومة الإسلامية تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي شرق موقع “حانيتا” بالقذائف المدفعية وأصابته إصابةً مباشرة. كما استهدفت ثكنة “زبدين” في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بصاروخ فلق وأصابتها إصابةً مباشرة. ودكّت موقع “رويسات العلم” في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابةً مباشرة. وتصدَّت المقاومة لمُسيّرة إسرائيليّة في أجواء المناطق الحدوديّة مع فلسطين المحتلّة بالأسلحة المناسبة مما أجبرها على التراجع والعودة إلى داخل الأراضي المحتلّة.
الى ذلك، توصل تحقيق للأمم المتحدة إلى أن دبابة إسرائيلية قتلت مصوّر تلفزيون “رويترز” عصام عبد الله في لبنان في 13 تشرين الأول الماضي بإطلاق قذيفتين من عيار 120 ملليمتراً على مجموعة من “الصحافيين يمكن التعرف عليهم بوضوح” في انتهاك للقانون الدولي. وذكر التحقيق الذي أجرته قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” أن أفرادها لم يسجلوا أي تبادل لإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان لأكثر من 40 دقيقة قبل أن تفتح دبابة إسرائيلية من طراز “ميركافا” النار.
وأوضح تقرير “اليونيفيل” بأن “إطلاق النار على المدنيين، وهم في هذه الحالة صحافيون يمكن التعرف عليهم بوضوح، يشكل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 لعام 2006 والقانون الدولي”.
وأردف التقرير المؤلف من سبع صفحات بتاريخ 27 شباط “تشير التقديرات إلى أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار عبر الخط الأزرق وقت وقوع الحادث. ولا سبب معروفاً للضربات على الصحافيين”.
على الصعيد الدبلوماسي، أوعز وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، الى الدوائر المختصة في الوزارة بتقديم شكوى امام مجلس الأمن الدولي، بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عقب سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، بتاريخ ١١ و١٢ آذار ٢٠٢٤، استهدفت المدنيين في مناطق سكنيّة في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، مما أدّى إلى سقوط ضحايا وجرحى من المدنيين والآمنين العزل.
واعتبر بوحبيب أن “الأمر الذي يدعو إلى المزيد من القلق، هو أن يأتي هذا التصعيد في مناطق بعيدة عن الحدود الجنوبية اللبنانية، مما يدل على رغبة “إسرائيل” بتوسيع الصراع وجرّ المنطقة بأكملها الى حرب قد تبدأ شرارتها من هكذا أعمال عدوانية، وتتحول الى حرب إقليمية تسعى وراءها الحكومة الإسرائيلية كحبل نجاة للخروج من مأزقها الداخلي”. وختم: “بناء على ما تقدم، تحث وزارة الخارجية والمغتربين المجتمع الدولي للضغط على “إسرائيل” لوقف اعتداءاتها المستمرّة بوتيرة تصاعدية، وتطالب مجدداً بضرورة إدانة أعضاء مجلس الأمن مجتمعين الاعتداءات الإسرائيلية ضدّ لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006) بالكامل من أجل الوصول إلى استقرار دائم وطمأنينة على حدود لبنان الجنوبية”.
ولم يسجل الملف الرئاسي أي جديد، بانتظار الخطوة المقبلة المرتقبة لكتلة الاعتدال الوطني التي ستستمر بحراكها على المرجعيات والقوى السياسية لبلورة مبادرتها، وفق ما أكدت مصادر الكتلة لـ”البناء”. والتي أشارت إلى أن “المبادرة تحظى بموافقة مروحة واسعة من الكتل النيابية لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث ننسق معه تفاصيل المبادرة وتأمين ظروف نجاحها”، كاشفة أن “مبادرة الكتلة تحظى بموافقة قوى خارجية أساسية في اللجنة الخماسية”، موضحة أن المبادرة تفضل الخيار الثالث لكنها لا تلغي بقية الاحتمالات ولا تضع فيتو على أي مرشح، وتسعى لتأمين الإجماع حولها تمهيداً لفتح أبواب المجلس النيابي لعقد جلسات متتالية، لكن لكي نصل الى هذه المرحلة يجب أن نجمع الكتل النيابية على طاولة تشاور للتوافق على خارطة طريق لانتخاب الرئيس”.
وواصلت كتلة الاعتدال الوطني حراكها أمس، وزارت دار الفتوى والتقت المفتي عبد اللطيف دريان.
وقال النائب أحمد الخير باسم الكتلة: “أكدنا لسماحته أننا نعمل تحت كنف هذه الدار ومع كل الوطنيين في هذا البلد على معالجة هذه العقد التي تواجه هذه المبادرة، على أمل الوصول إلى النقطة المرجوة من خلال اجتماع النواب تحت كنف المجلس النيابي وانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن”. وتابع “الكتلة اليوم نقطة التقاء بين كل اللبنانيين من خلال هذا اللقاء التشاوري الذي يجب أن يحصل تحت كنف المجلس النيابي ويؤدي بطبيعة الحال للذهاب للمجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية من خلال ممارسة النواب واجبهم الدستوري”.
وعلمت “البناء” أن اللجنة الخماسية سيتفعل حراكها خلال الأسبوع المقبل توازياً مع حراك الاعتدال الوطني، وسيقوم السفير السعودي بسلسلة اتصالات ولقاءات، وكذلك الأمر السفير القطري فيما سيعلن الفرنسيون عن تحرك جديد. والهدف وفق ما تقول مصادر سياسية لـ”البناء” هو استغلال أي هدنة رمضانية مرتقبة في غزة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بالتوازي مع الحراك الأميركي للتوصل الى صيغة لتطبيق القرار 1701 في إطار الجهود الأميركية – الدولية للحؤول دون توسيع الحرب بين حزب الله و”إسرائيل”. ولفتت المصادر الى أن الجهود الداخلية والخارجية تتركز على فصل الملف الرئاسي عن الجبهة الجنوبية طالما لا يمكن فصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة.
وفيما علمت “البناء” أن قنوات التواصل الرئاسي تفعلت بين الثنائي حركة أمل وحزب الله وبين التيار الوطني الحر، رأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون أن “الصورة لا تزال ضبابية رئاسياً ومبادرة الاعتدال تترنّح”. واعتبر في حديث إذاعي أن “لقاء الرئيس بري بسفراء اللجنة الخماسية سيحدد مصير الحراك الرئاسي، وان أي ترجمة للمبادرات ستتم عبر الرئيس بري لكونه أولاً رئيسًا للمجلس وثانياً احد مكونات الثنائي”. ووصف مواقف الرئيس بري بأنها “تتسم بالليونة وأن ذلك قد يحسم الأمور”.
وعن المخارج الممكنة والتسويات وما إذا كانت ضمن صيغة فرنجيه رئيساً ورئيس حكومة للمعارضة، اعتبر أن “هذه الصيغة سقطت وان المطلوب الوصول إلى مرشح رئاسي لا يشكل تحدياً لأي فريق”، مشيرا الى ان “الرئيس بري يلاقي الباقين في منتصف الطريق اليوم لإيجاد الحلول”. ورأى ان “العلاقة بين الرئيس بري والتيار الوطني الحر تقع ضمن دائرة التعاطي بواقعية ومنطق”. وأكد أن الاتصالات لم تنقطع يوماً مع الرئيس بري وان “هناك لقاءات وتواصلاً حالياً ليست موجهة ضد أحد، بل هي للخروج من الأزمة”.
نسخ الرابط :