جوزيف عون رئيسًا… حين تصبح الرئاسة ملاذًا للتسويات لا للمواقف

جوزيف عون رئيسًا… حين تصبح الرئاسة ملاذًا للتسويات لا للمواقف

 

Telegram

 

بقلم سومر أمان الدين

في قصر بعبدا اليوم رجل اسمه جوزيف عون.
عسكري سابق، تسلّق بهدوء السلالم الدبلوماسية، وصل إلى الرئاسة بأصوات الخارج لا بوجدان الداخل.
هو نفسه الذي قال يومًا أمام لجنة الدفاع النيابية:
“نعم، هناك تدخلات دولية تمارس على الجيش.”
واليوم وقد أصبح رئيسًا، لم يقاوم هذه التدخلات… بل يبدو أنه بات جزءًا منها.

من إميل لحود السيادي… إلى جوزيف عون الرمادي

المقارنة ليست مزاجًا، بل ضرورة وطنية.
إميل لحود، حين كان في الرئاسة، وقف في وجه المشروع الأميركي الفرنسي.
قال: “سلاح المقاومة خط أحمر.”
رفض إدخال لبنان في لعبة “الحياد” و”الوصايات”، لأنه كان يعرف أن العدو لا يزال متربصًا، وأن المقاومة هي الجدار الأخير. 
وعندما كان في بعبدا أقفل هاتفه في وجه وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت. 
وعندما كان الرئيس ميشال عون في بعبدا جعل وزير الخارجية الأمريكي ينتظره في صالون القصر لأكثر من خمس دقائق ويتجاهل مصافحة المبعوث الأمريكي إلى لبنان ديفيد هيل.
السيادة تحتاج إلى رجال!

أما جوزيف عون؟
صامت.
أو بالأحرى… محسوب.
لا موقف من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، لا دفاع عن المقاومة حين تُهاجَم، لا انحياز للمشروع الوطني المقاوم، حتى في أخطر المراحل.

رفيق الحريري… حقيقة الموقف

للتاريخ:
رفيق الحريري لم يكن ضد المقاومة حين كان الجنوب محتلًا.
لم يُطالب بنزع السلاح ولا بحله، وكان يدرك أن “السلام” مع العدو غير وارد، وأن المقاومة واقع لبناني مشروع.

لكن بعد انسحاب العدو عام 2000، بدأ فريقه السياسي يتبدّل.
ثم، بعد اغتياله، تحوّل تياره بالكامل إلى جزء من مشروع دولي كبير هدفه نزع سلاح حزب الله، تحت شعار الدولة الواحدة والسلاح الواحد، متجاهلين وجود عدو لا يعترف بالدولة أصلًا.

واليوم، يعود المشهد نفسه بوجوه جديدة…
نواف سلام، مشروع استكمال خطة 1559، مغلفة هذه المرة بالقانون والدستور والإنقاذ المالي.

لبنان في مرحلة فكّ الارتباط: بين رئاسة بلا لون… ومقاومة ما بتساوم

جوزيف عون، رئيس الجمهورية الحالي، لم يخطُ خطوة واحدة تُشبه المواقف السيادية.
بل على العكس، يسير بخطى ثابتة نحو إرضاء الخارج، والتماهي مع منطق “النأي بالنفس” و”ضبط السلاح”، وكأن لبنان يعيش في السويد وليس على حدود فلسطين المحتلة.

لكن هذا الشعب ليس غبيًا.
يعرف الفارق بين رجل دولة، وبين رجل سلطة.
يعرف أن من يحمي لبنان ليس “التفاهم مع المجتمع الدولي”، بل المعادلة الذهبية:
جيش، شعب، مقاومة.

كلمة أخيرة

نقولها باسم كل لبناني حر:
إذا كان الرئيس يساير الخارج، فالشعب لن يساير.
إذا كانت السفارات تريد بلدًا بلا مقاومة، فنحن نريد مقاومة بلا سفارات.
وإذا تحوّلت الرئاسة إلى صندوق بريد للتعليمات، فلبنان سيبقى صندوق بارود بوجه الاحتلال

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram