افتتاحية صحيفة الأخبار:
العدوّ يوسّع بقاعاً رداً على قصف المقاومة دفاعاته الجوية | حزب الله يتجاهل التهويل: جبهة الإسناد قائمة
عكست اعتداءات العدوّ التي طاولت البقاع اللبناني، بعد استهداف المقاومة مقارّ الدفاع الجوي والصاروخي في الجولان المحتل ومنطقة الجليل، تصعيداً نوعياً، ما يضع المعركة على حافة التدحرج الى سيناريو أشدّ خطورة. في المقابل، عكس تصعيد حزب الله ردوده على العدوان الذي توسّع مدى وعمقاً إصراره على عدم فصل جبهة لبنان عن جبهة غزة. وعدم الخضوع لضغط توسيع مدى المواجهة. وهو ما أشار إليه أمس رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي مانويل تراغتنبرغ، في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر السنوي السابع عشر للمعهد، بقوله إنه «في نهاية المطاف، لن يستسلم حزب الله ما دامت الحرب في غزة مستمرّة. ويتعيّن على أولئك الذين يصرّون على تنفيذ ضربة عسكرية إسرائيلية حاسمة في لبنان، بينما لا نزال منخرطين في غزة، أن يفكروا بعناية في احتمال إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ على إسرائيل». فيما رأى رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى غيورا سالتس أن «إسرائيل فقدت قوتها الرادعة»، بعد إطلاق المقاومة أمس 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل والجولان.ولليوم الثاني على التوالي، استهدف العدو البقاع، بغارة جوية على مبنى سكني على الطريق الدولي بين بلدتَي السفري وسرعين، حيث سقط شهيد وثمانية جرحى. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية مبنى في بلدة النبي شيت. وادّعى الجيش الإسرائيلي أنه استهدف «مجمعات مهمة» لحزب الله. وقد جاءت الغارات غداة عدوان نفذته مقاتلات العدو ليل الاثنين – الثلاثاء استهدف مبنى في بلدة أنصار خلف مستشفى دار الأمل الجامعي، ومستودعاً بين شمسطار وطاريا.
وتؤكد طبيعة الحدث وساحة تنفيذه ورسائله وتداعياته المحتملة، أن القرار صدر عن المستويات العليا في المؤسستين السياسية والأمنية في كيان الاحتلال، إذ إن الحدث أكبر من أن تتفرّد به مستويات ميدانية ولو على مستوى قيادة المنطقة الشمالية. والعمق الجغرافي للاعتداءات وتوزّعها وتكرارها، على وقع ردود حزب الله، يكشف عن رسائلها الاستراتيجية وعن حجم الضغوط على العدو على جبهته الشمالية، كما لا يمكن فصلها عن الخيارات التي يلوّح بها العدو.
هذا التصعيد جاء بعد فشل محاولات واشنطن تفكيك جبهات الإسناد، ورفض حزب الله التعاطي مع أيٍّ من المطالب التي حملها الموفد الأميركي عاموس هوكشتين قبل إنهاء الحرب على غزة. كما يندرج في سياق تصاعد تبادل النيران الذي فاقم الضغوط على كيان العدو وعلى المستوطنين. فبحسب «القناة 12» في التلفزيون الإسرائيلي، «بدأت الصورة في الأسابيع الأخيرة تتغيّر… عندما انتقل حزب الله الى إطلاق صليات ثقيلة باتجاه الجليل والجولان»، في إشارة الى تصاعد ضربات المقاومة، في المبادرة والرد على تجاوز العدوّ خطوطاً رسمت الإطار الجغرافي ووتيرة المعركة، عبر توسيع نطاق اعتداءاته لتشمل منازل ومدنيين في قرى خارج الخط الأمامي للجبهة.
مع ذلك، لم تكن مفاجئةً محاولة العدو توسيع نطاق ردوده واعتداءاته. بل إن حصر المعركة ضمن نطاق جغرافي ملاصق لفلسطين طوال خمسة أشهر، مع خروقات محدودة، هو إنجاز للمقاومة وفَّر لها هامشاً أوسع في إسناد غزة، وأفشل المحاولات الإسرائيلية لفرض معادلة تتصل بالمرحلة التي تلي، مع إصرار حزب الله على مواصلة الضربات المدروسة بدقة.
لذلك، يسعى العدو، عبر رفع مستوى اعتداءاته التي تأخذ طابع الرد – لأسباب استراتيجية وردعية – الى محاولة إرساء معادلة فشل في تحقيقها في الأشهر الخمسة الماضية برفع منسوب الأثمان التي يدفعها حزب الله وبيئته، ومحاولة تقييد ردود حزب الله في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن الواضح أيضاً، أن من ضمن الرسائل الرئيسية لهذه الاعتداءات، محاولة العدو إضفاء مزيد من الجدية والمصداقية على تهديداته بأنه لن يسلِّم بالمعادلة التي تحكم المعركة القائمة، وأنه في حال عدم تلبية مطالبه التي حملها المبعوث الأميركي، فإنه مستعد للمخاطرة برفع منسوب اعتداءاته حتى لو انطوت على إمكانية التدحرج إلى مواجهة عسكرية أشد. وهو يراهن في ذلك على أن حزب الله لن يردّ على هذه الاعتداءات، استناداً إلى تقديره بأن أولوية الحزب هي عدم توسيع نطاق المعركة لتشمل بقية المناطق اللبنانية.
في المقابل، يمكن التأكيد أن حزب الله لن يسمح للعدو بفرض معادلته، ولا استغلال أولويته في منع استباحة المدنيين، ولا ثنيه عن مواصلة إسناد غزة، مهما بلغت الضغوط. لذلك ستبقى القاعدة التي تحكم أداءه هي فرض قيود على ردود العدو واعتداءاته، وفق تقديره للوضع الميداني ومتطلباته، وبما يخدم مجموعة أهداف: مواصلة الضغط على العدو، تقييد اعتداءاته وتحييد المدنيين بأقصى ما يمكن، وعدم التدحرج الى حرب.
ميدانياً، استهدفت المقاومة الإسلامية صباح أمس، مجدداً، مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا، وآخرها في محيط مدينة بعلبك».
وفي سلسلة بيانات متلاحقة، أعلن الإعلام الحربي في المقاومة الإسلامية استهداف مواقع: الراهب، الجرداح، جل العلام، حدب يارين، بركة ريشا وثكنة زرعبت بصواريخ «بركان». كما استهدف الأجهزة التجسسية في مواقع بركة ريشا وجل العلام، رويسات العلم، زبدين وثكنة برانيت. وتصدّت المقاومة لمسيّرة إسرائيليّة في أجواء المناطق الحدوديّة مع فلسطين المحتلّة، ما أجبرها على التراجع.
ونعى حزب الله اثنين من مقاوميه هما: محمد علي جمال يعقوب من مدينة بعلبك، وصادق حسين جعفر من بلدة جرماش في البقاع.
تحضيرات «المرساة الصلبة»
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، أن جيش العدو بدأ التحضير لعمليّة «المرساة الصلبة»، وطلب تعزيزات للجنود الذين يقاتلون على الحدود مع لبنان، إضافة إلى توفير ملاجئ جماعية لعشرات الآلاف من الإسرائيليين. وذكرت قناة «كان» العبرية أن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين عقد مناقشة طارئة تحضيراً لسيناريو إمكانية انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في إسرائيل في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، وسط «تقديرات بإمكان انقطاع التيار الكهربائي عن «60% من أنحاء البلاد لمدة لا تقل عن 24 – 48 ساعة»، مشيرة إلى أن «شركة الكهرباء زادت من احتياطاتها من الفحم والوقود البديل استعداداً لذلك، كما تواصل المسؤولون المختصون مع نظرائهم الأوكرانيين لأخذ دروس من التجربة الأوكرانية في الحرب مع روسيا».
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان يلهب التطرف الإسرائيلي وبعلبك خط استهداف
دفعت إسرائيل امس بالتصعيد على “الجبهة اللبنانية” الى مستوى غير مسبوق ان عبر تحويل #بعلبك في عمق #البقاع الشمالي خط استهداف يبعد عشرات الكيلومترات عن محاور المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وان عبر تسعير حرب التهويل بحيث تبارى رموز اليمين المتطرف بالمزايدات في شأن الهجوم على لبنان. ومع ان هذه الجولة المحمومة الجديدة من التصعيد لا تخرج كثيرا عن سوابق اختراق “قواعد الاشتباك ” التي لا تزال تطبع المواجهات بين إسرائيل و”الح.زب” باطر لم تبلغ بعد حدود السقوط في محظور الحرب الشاملة ، فان مجريات الساعات الأخيرة رفعت الى سقف خطير منسوب المخاوف من الجرعة الكبيرة للتصعيد الذي تمثل في قصف “الح.زب” الجولان بصليات كثيفة جدا من الصواريخ، فيما اغارت المقاتلات الحربية الإسرائيلية على البقاع الشمالي على دفعتين للمرة الثانية في اقل من أربع وعشرين ساعة للمرة الثالثة منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل و”الح.زب” في الثامن من تشرين الأول الماضي.
بلوغ الاحتدام هذا المستوى ترجمته مبارزة بين صقور التطرف في إسرائيل حول لبنان واكبت التصعيد الميداني اذ “افتتحها” وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير متوجهاً الى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بقوله : “الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن”. وأضاف: “توقّفوا عن نشر الفيديوهات وابدأوا بالرد والهجوم الآن”.
وسرعان ما زايد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي #بنيامين نتنياهو الذي نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية قوله: “سنهاجم لبنان بقوة كبيرة”.
بعلبك مجدداً
وفي التطورات الميدانية أعلن الدفاع المدني مقتل شخصين وإصابة 10 أشخاص إثر تعرّض بلدتي السفري والنبي شيت في قضاء بعلبك لغارتين إسرائيليتين، في حين قال الجيش الإسرائيلي انه قصف مركزين للقيادة العسكرية ل”الح.زب” في منطقة بعلبك، استخدمهما الح.زب لتخزين وتطوير أسلحة. وقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على مبنى سكني في محلة “ضهر العيرون” على طريق بعلبك- رياق الدولية، بين بلدتي السفري وسرعين ، بالقرب من مؤسسة الموسوي، ما أدى إلى تدميره وسقوط شهيد و8 جرحى. وبعد نحو 5 دقائق استهدفت مسيرة إسرائيلية مزرعة عند أطراف بلدة النبي شيت، حيث استهدفت مبنى مؤلفا من 3 طوابق وسط البلدة قرب مرقد السيد عباس الموسوي وسقط فيه شهيد وجريحان .
وجاء ذلك عقب اعلان “الح.زب” صباحا انه “رداً على الاعتداءات على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك ، قصفنا مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا”. وأشارت اذاعة #الجيش الاسرائيلي الى سقوط 70 صاروخاً في هضبة الجولان من لبنان. ولفتت الى “انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القرى الحدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان”.. كذلك، تم إطلاق رشقة صاروخية باتجاه مواقع الجيش الاسرائيلي في تلال كفرشوبا والسماقة وزبدين. واغار الطيران الحربي الاسرائيلي على وادي بلدة برغز والدلافة في قضاء حاصبيا، كما أغار على خراج بلدة السريرة . وقال المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي ان طائرات حربية اغارت على ثلاث منصات إطلاق القذائف الصاروخيّة التي تم استخدامها في عمليات الإطلاق نحو منطقة هضبة الجولان. ايضا، اغار الطيران الحربي على اطراف بلدة عيتا الشعب وعلى بلدة الخيام وعلى بنت جبيل . ومساء قصف “الح.زب” ثكنة برانيت.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف نحو 4500 هدف لـ “الح.زب” خلال الأشهر الخمسة الماضية في لبنان وفي سوريا، وأوقع 300 قتيل بين مقاتلي الح.زب و750 إصابة.وقال في بيان إن الأهداف ضُربت من الجو ومن الأرض، وشملت “منشآت تخزين أسلحة ومنشآت عسكرية مخصصة للأنشطة الهجومية للح.زب ومراكز قيادة وسيطرة عملياتية” وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد الظهر، عثرت وحدات الجيش على مسيرة إسرئيلية تحمل صاروخا سقطت وتحطمت تحت الطريق العام عند مدخل بلدة حراجل الكسروانية كانت تحلق متجهة الى البقاع وسارعت الى المكان القوى الأمنية والخبير العسكري الذي عمل على معاينة الصاروخ . ومنعت القوى الامنية الاقتراب من مكان سقوط الصاروخ لمدة ثلاثة ايام حتى نفاد طاقة بطاريته للتمكن من تفكيكه.
وسط هذه الاجواء، إلتقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في صورة الاحاطة الدورية لمجلس الامن بشأن القرار 1701 وأبلغته انها في صدد المغادرة الى نيويورك لمناقشة هذا الملف. واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري فرونتسكا للغاية نفسها وكان بحث في المستجدات السياسية والميدانية.
تسوية “الخيار الثالث”
في ما يتعلق بالمشهد السياسي بدا لافتا ما اعلنه امس عضو “اللقاء الديمقراطي” #النائب وائل أبو فاعور من “أن الأوان لم يحن للتسوية السياسية، وكل جدل حالي عن شكليات الحوار لا معنى له فالخلاف الفعلي هو هل سيكون هناك سلة اسماء تستبعد الاسماء التي لا تعتبر وفاقية ام لا؟”. وإذ اكد أن الخماسية توافق على مبادرة “كتلة الاعتدال” شدد على انه “لن يكون هناك انتخاب رئيس من دون الوصول الى فكرة الخيار الثالث، وعندما ستتم الدعوة لجلسة انتخاب رئيس لن تكون الا على أساس توافق مسبق”. واضاف: “أولى المكاسب التي حققتها مبادرة كتلة الاعتدال هي الاتفاق على فكرة الجلوس الى الطاولة والتصوّر الأساسي كان بأن يحصل حوار ويتم استبعاد كل الأسماء التي لا تحظى بموافقة الطرفين، والمبادرة لم تنتهِ”.
كذلك طرح الملف الرئاسي في لقاء مفتي الجمهورية اللبنانية #الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى مع وفد من “القوات اللبنانية” برئاسة النائب غسان حاصباني الذي قال “نحن منفتحون للتشاور مع الأفرقاء في المجلس النيابي ما دمنا ضمن الدستور، والتشاور قائم حالياً على مستوى ثنائي ومتعدد الأطراف، لوضع مواصفات رئيس الجمهورية، لكن لا نريد الخروج عن إطار الدستور، الدستور ينص على أنه وجب أن يتداعى النواب لجلسات مفتوحة مع دورات متتالية، وأن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية حتى قبل شغور سدة الرئاسة، وبعد شغورها علينا أن نتداعى حكماً بحكم القانون وأن ننتخب رئيس جمهورية”. وقال “اليوم هناك مبادرات خيّرة يقوم بها بعض الزملاء، نتلقّفها بإيجابية مادامت ضمن الدستور. التشاور أمر مرحّب به، ولكنَّ الأهم هو انعقاد جلسة مجلس النواب المفتوحة بدورات متتالية”.
************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
إسرائيل تُغير لليوم الثاني على البقاع وبن غفير يطالب بـ”الحرب الآن”
بري يُخطّط لتقاطع مع باسيل: “الاعتدال” حصان طروادة وخوري “فافوري”
لم يتأخر الوقت حتى بانت خلفيات هذه التبدلات المفاجئة الأخيرة في مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من الاستحقاق الرئاسي. فمن رفض مبادرة تكتل «الاعتدال» النيابي الى القبول بها، ومن إطلاق العنان مجدداً لفكرة «الحوار» الى العودة لفكرة «التشاور»، ومن رفض الإمرة لغيره الى الانفتاح على مناقشة نيابية بلا أوامر.
هذا ما كان عليه بري في بداية هذا الأسبوع، لكن هناك تتمة لهذه التبدلات في سلوك رئيس البرلمان. ومن هنا البداية.
بحسب معلومات أوساط نيابية مواكبة للاستحقاق الرئاسي تحدثت اليها «نداء الوطن»، تبيّن أنّ تكتل «الاعتدال» الذي جرى البناء على مبادرته في الاسبوعَين الماضيَين، انطلق في مهمته بدفع من الرئيس سعد الحريري الذي بعدما تشاور معه أمين سر «الاعتدال» النائب السابق هادي حبيش طلب منه التواصل مع عين التينة، قائلاً: «روح شوف بري».
وهكذا كان. وبدأت رحلة التكتل التي رافقتها تقديرات مختلفة بلغت ذروتها السبت الماضي عندما ظهر الدخان الأسود بعد اجتماع بري بوفد «الاعتدال». وبين تأكيد فشل مبادرة التكتل وبين القول إنها لا تزال على قيد الحياة، أطل بري متفائلاً على شاشة «أو تي في» التابعة لـ»التيار الوطني الحر». ولم يكتفِ بري باختيار المحطة البرتقالية منصّة لتفاؤله، إنما بعث برسالة مشفّرة الى «التيار» لم يَخفَ مضمونها على الراسخين في معرفة بري، وذلك عندما قال: «هلأ ناطر العونيين».
ماذا ينتظر رئيس مجلس النواب من «التيار»؟ تجيب الأوساط النيابية، أنّ بري حاول إخفاء ما هو أبعد من التظاهر بـ»الانتظار»، لأنه فعلياً قطع شوطاً على طريق التقاطع مع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل من أجل اعتماد العميد السابق في الجيش جورج خوري كي يكون «المرشح الثالث»، بدلاً من رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون. وأتى هذا التقاطع، وفق معلومات الأوساط نفسها، بعدما اقتنع بري بأنّ فرنجية لم يعد المرشح الذي يمكن اعتماده خارج القرار المسيحي. كما صار أيضاً على اقتناع بأنّ خوري هو الحصان المفضل الذي يمكن المراهنة على تخطيه الشوط الأخير (favori)، وهو سفير لبنان السابق لدى الفاتيكان يمتلك سجلاً من العلاقات الطيبة مع نظام الوصاية السوري عندما كان مديراً للمخابرات في عهد الرئيس أميل لحود (1998-2007)، ثم بعد رحيل الجيش السوري عام 2005 مع فريق الممانعة. وفوق كل ذلك، يحظى خوري الذي قد لا تمانع بكركي بوصوله، بترشيح باسيل.
لكل ما سبق، كان لا بدّ من إخراج ما، فكانت الحبكة في مبادرة «الاعتدال». وفي الحسابات الأولية لما جرى، سيكون بري مطمئناً، إذا كانت هناك فرصة لإجراء انتخابات رئاسية، الى أنّ هناك أكثرية مضمونة لانتخاب خوري بعد تقاطع نواب «التيار» و»الاعتدال» مع معسكر الممانعة.
وفي انتظار جلاء الخيط الأبيض الرئاسي من الخيط الأسود لهذا التقاطع الجديد، هناك «الح.زب» الذي عليه أن يتدبر أمر حليفه الزغرتاوي و»وعده الصادق» له بأنه مرشح «الح.زب» ولا أحد غيره. كما سيكون على عاتق عين التينة اقناع بنشعي بهذه الاستدارة. وهناك أيضاً افرقاء آخرون سيأتي الوقت لمعرفة مواقفهم من هذه التحولات.
ومن أحوال البرلمان الى شجون الميدان. فبعدما كانت الحدود الجنوبية المسرح الرئيسي لـ»المُشاغلة» التي فتحها «الح.زب» في 8 تشرين الأول الماضي، صار البقاع الشمالي في اليومين الماضيين جهة موازية بقرار إسرائيلي. وبعد غارات إسرائيل ليل الاثنين على مراكز «الح.زب في بعلبك»، قتل أمس شخصان على الأقل وأصيب 12 آخرون في ضربات إسرائيلية طالت وفق مصدر أمني مبنى عند مدخل بلدة سرعين، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً من مدينة بعلبك، ما أدّى الى تدميره بالكامل. وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة إسرائيلية ثانية، وفق المصدر ذاته، مبنى في بلدة النبي شيت المجاورة التي تعدّ مركز ثقل لـ»الح.زب».
ونُقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله: «سنهاجم لبنان بقوة كبيرة».
بدوره انتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وزير الدفاع يوآف غالانت، إذ قال له: «الجيش هو مسؤوليتك. ماذا تنتظر؟ أكثر من 100 صاروخ أطلقت على دولة إسرائيل، وأنت تجلس بهدوء؟ علينا أن نبدأ الردّ، والهجوم – الحرب، الآن».
وفي وقت لاحق أمس، قال مصدر في «الح.زب» لقناة «العربي الجديد» القطرية، إنّ «المقاومة في لبنان لن تسكت عن الهجمات الإسرائيلية، سواء في الجنوب أو البقاع أو بعلبك أو أي منطقة لبنانية، وسيكون الردّ واحداً وأقوى».
ونعى «الح.زب» مساء أمس محمد علي جمال يعقوب «ياسر زغيب» مواليد عام 1988 من مدينة بعلبك، وصادق حسين جعفر «كفاح» مواليد عام 1970 من بلدة جرماش في البقاع.
وكان الأمين العام لـ»الح.زب» نصرالله التقى وفداً من حركة «ح» برئاسة نائب رئيسها في غزة خليل الحية. ومن المقرر أن يطل نصرالله مساء اليوم ليلقي كلمة في أمسية رمضانية.
وفي واشنطن، صرّح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أنّ الولايات المتحدة «تريد أن ترى نهاية للهجمات عبر الحدود بين «الح.زب» وإسرائيل».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل توسع «ساحات الاشتباك» في لبنان
غارات متتالية على بعلبك… والأهالي يخشون إشراكها في الحرب
وسّعت إسرائيل ساحات اشتباكها مع «الح.زب» إلى منطقة بعلبك في شرق لبنان، حيث استهدفت البلدات المحيطة بها بغارات جوية متتالية، ليل الاثنين – الثلاثاء، أسفرت عن سقوط قتيلين على الأقل، وأكثر من 15 جريحاً، رداً على إطلاق «الح.زب» عشرات الصواريخ، وطائرات مسيّرة ضد أهداف إسرائيلية في الجولان.
وحملت الغارات الجديدة نهاية لقواعد الاشتباك التي واظب «الح.زب» على الإعلان عنها، حيث لم تعد منطقة الحدود الجنوبية ميدان الاشتباك بين الطرفين، بل توسعت إلى مسافة تبعد 100 كيلومتر عن الجنوب. واستهدفت الغارات منازل وإنشاءات مدنية، وفقاً لما يقول السكان، وتقع في 4 قرى على الأقل في غرب بعلبك، وبمحاذاة الأوتوستراد المؤدي إلى المدينة، وتركزت في دورس وطاريا وسرعين والنبي شيت.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارات استهدفت موقعين تابعين لـ«القوات الجوية» في «الح.زب»، «رداً على هجمات جوية شنها الح.زب في الأيام الأخيرة باتجاه الجولان». كما قال إن مقاتلاته شنت ضربات على «مقري قيادة لـ(الح.زب) في منطقة بعلبك في عمق لبنان»، وإن الح.زب يخزّن داخلهما «وسائل بارزة يستخدمها لتعزيز ترسانة أسلحته».
وأثارت الغارات مخاوف السكان من أن تكون هناك خطة إسرائيلية لإفراغ المنطقة «بالنظر إلى أن الح.زب أخلى مواقعه في المنطقة منذ بدء الحرب، وبات القصف يستهدف المدنيين وأماكن سكنهم»، وفق ما يقول سكان في بعلبك. وجرى رصد نشاط جوي لسلاح الجو الإسرائيلي والمسيّرات التي لم تتوقف عن التحليق منذ الاثنين حتى مساء الثلاثاء.
وأحصى الجيش الإسرائيلي أكثر من 4000 هدف لـ«الح.زب» استهدفه منذ نشوب الحرب، بينها 450 هدفاً يخص البنى التحتية التابعة لخطة الهجوم التابعة لقوة الرضوان، و50 بنية تحتية لإطلاق القذائف الصاروخية ثقيلة الوزن، و 70 مقر قيادة مأهولاً بعناصر الح.زب.
وعلى أثر إطلاق الح.زب عشرات الصواريخ باتجاه الجولان وشمال إسرائيل، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أمس (الثلاثاء)، وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ببدء الحرب على لبنان. وقال: «توقّفوا عن نشر الفيديوهات، وابدأوا بالرد والهجوم الآن».
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الجمهورية : إمساك رئاسي والتفاوض جنوبي… وصياغات هوكشتاين على الطاولة
إرتفع منسوب التوقعات حول احتمال توسّع دائرة الحرب مع معاودة اسرائيل قصفها لمناطق في العمق اللبناني حيث استهدفت أمس مجدداً مناطق في غرب بعلبك، ليرد «الح.زب» عليها بقصف قواعد لها في عمق الجولان السوري المحتل ومواقعها في شمال الاراضي الفلسطينية المحتلة من القطاع الشرقي نزولاً حتى القطاع الغربي، في وقت قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مساء امس: «نريد أن نرى نهاية للهجمات عبر الحدود بين «الح.زب» وإسرائيل».
دخلت البلاد شهر الصيام إلاّ عن لهيب الحرب القائمة والمخاوف من تمددها وتوسّعها بعدما ضَم العدو الاسرائيلي الى جبهة الجنوب ساحة البقاع بنفس قواعد الاستهداف المُمنهج وغير الراغب بالتوسّع.
وأكد مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية» انّ المفاوضات حول الحل في غزة والجنوب «قائمة وغير صحيح انها نسفت او تترنّح»، وقال: «لا يزال المفتاح الكبير في غزة ونحن في لبنان لسنا سوى جبهة متصلة نعمل على تحضير ترتيبات لمواكبة الحلول». وكشف المصدر انّ «ملف الجنوب على الطاولة والشغل قائم على الصياغات الجديدة التي أتى بها الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين عطفاً على الاجتماعين اللذين عقدهما في المرتين الاولى والثانية». ووصف المصدر طروحات هوكشتاين الاخيرة بأنها «كانت متناسقة اكثر ويمكن وصفها بأنها توطئة جدية لتطبيق القرار١٧٠١، وهذا كله مبنيّ على إبرام الصفقة في غزة، فجميع يعلم انّ الوضع في غزة يجب ان يتغير حتى يمكن البدء عملياً بتطبيق ما يتم الاتفاق عليه جنوباً».
أمّا رئاسياً فقد وصف المصدر الوضع بأنه في حالة إمساك عن الرئاسة حتى مع استمرار التعاطي الايجابي مع مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني». وسأل: هل أن تكتل الاعتدال هو من سيختار الرئيس؟ بالطبع لا، المبادرة لا تنفع ولا تضر، بمعنى آخر انّ المبادرة غير نافعة اذا بقي التعنت المسيحي قائماً على الشكل ورفض آلية الحوار والتشاور المنطقية ولا تضر كونها تُحدِث نشاطا سياسيا ودينامية في المحاولات لتقريب وجهات النظر»… وختم بالقَول: «الاهتمام كله مشدود حالياً نحو غزة للوصول الى صفقة وقف اطلاق النار والّا ستبقى كل الاحتمالات مفتوحة والامور معلقة».
لقاءات ومواقف
وعلى الجبهة الرئاسية لم يسجل اي تطور بارز امس في انتظار جديد على مستوى حراك سفراء المجموعة الخماسية العربية والدولية او على مستوى مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني»، الذي يستعد لجولة جديدة على الكتل النيابية والسياسية.
وفي هذه الغضون التقى أمس رئيس تيّار «المردة» سليمان فرنجية، في دارته في بنشعي، السّفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، في حضور الوزير السّابق روني عريجي. وكانت مناسبة لعرض آخر التطوّرات في لبنان والمنطقة، بالإضافة إلى شؤون كنسيّة ووطنيّة.
وفي هذه الاثناء استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفداً من «القوات اللبنانية» برئاسة النائب غسان حاصباني، الذي قال: «نتمنى أن نعود إلى الأولويات الوطنية اليوم، إلى انتخاب رئيس جمهورية من دون الاضطرار ومن دون الخروج عن قواعد الدستور، واختلاق قواعد وأعراف جديدة».
الى ذلك، قالت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر، في بيان لها أمس، بعد اجتماعها برئاسة النائب جبران باسيل، «انّ الإستحقاق الرئاسي لا يزال في دائرة الغموض ممّا يؤكد ضرورة حصول التشاور بين الكتل النيابية يُفضي الى الإتفاق على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، وإلّا فالذهاب الى جلسات مفتوحة ودورات متتالية تؤدي الى فوز من يحصل النسبة المطلوبة من الأصوات».
لا تنازل
وقالت مطلعة على موقف الثنائي الشيعي لـ«الجمهورية» ان اسرائيل تخطىء اذا كانت تظنّ انّ تصعيدها العسكري على الجبهة الجنوبية او في اتجاه العمق اللبناني سيُجبر لبنان على القبول بإدخال تعديلات على القرار الدولي 1701 وفقاً لمصلحتها، فما يطلبه لبنان ويتمسك به هو تنفيذ هذا القرار على جانبي الحدود فضلاً عن انسحاب اسرائيل من النقاط الـ 13 التي تعتدي عليها من الـ b1 صعودا الى مزارع شبعا التي عليها ان تنسحب منها، ومن تلال كفرشوبا وخراج بلدة الماري.
وكان ميقاتي قد التقى أمس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في صورة الاحاطة الدورية لمجلس الامن في شأن القرار 1701، وأبلغته انها في صدد المغادرة الى نيويورك لمناقشة هذا الملف. وايضاً استقبلها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان بحث في المستجدات السياسية والميدانية.
ووسط هذه الاجواء استقبل الأمين العام لـ«الح.زب» السيد نصرالله وفداً قيادياً من حركة «ح» برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة الدكتور خليل الحية. وتم خلال اللقاء، بحسب بيان، عرض التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة.
ومن المقرر ان يتحدّث السيد نصرالله مساء اليوم في امسية قرآنية رمضانية، تقام في مجمع السيدة زينيب في حارة حريك.
الموقف القبرصي
في غضون ذلك، زار وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس لبنان أمس، وجالَ على كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وشدّد كوبوس، خلال محادثاته مع ميقاتي على التعاون القائم والمستقبلي بين لبنان وقبرص في المجالات كافة. وتمنّى تكثيف الجهود المشتركة لحل أزمة الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين الى اوروبا عبر قبرص انطلاقاً من السواحل اللبنانية. وعرضَ كوبوس للجهود التي تقوم بها قبرص لتأمين المساعدات لغزة عبر المعبر الانساني البحري، وتمنى أن تنعم منطقة شرق المتوسط بالامن والاستقرار في القريب العاجل.
أمّا ميقاتي فأكد «أن هناك أكثر من قطاع يمكن للبنان وقبرص التعاون في شأنهما تجارياً واقتصادياً وسياحياً وفي مجال الطاقة». وقال: «نحن نتطلّع الى التعاون الوطيد بين البلدين في ما يخص مجالات التنمية، كما يهمّ لبنان أن تكون قبرص داعمة ضمن الاتحاد الاوروبي لطلبه دعم واغاثة النازحين السوريين في بلادهم».
اما بوحبيب فقال بعد لقائه كوبوس: «تحدثنا في ازمة اللاجئين وهذه مسألة يجب حلها مع ضرورة حَث الدول الأخرى على مساعدتنا، ونتوافق حولها مع دول أخرى تعاني نفس الازمة، كاليونان مثلاً. كما أطلعتُ الوزير كوبوس على رؤيتنا تجاه الامن والسلام على حدودنا الجنوبية ومطالبتنا بتطبيق القرار 1701. على ان السلام الكامل مع اسرائيل يأتي بعد السلام مع الفلسطينيين لأنّ لاسرائيل اتفاقيات مع مصر والاردن والمغرب والامارات العربية المتحدة والبحرين لكنها لا تجلب السلام الكامل، لأنه لن يكون هناك سلام كامل قبل السلام مع الفلسطينيين لكن يمكننا ان ننعم بالامن والسلام على حدودنا».
كوبوس قال من جهته: «هذه هي المرة الثالثة التي ألتقي بها الوزير بو حبيب خلال الأشهر القليلة الماضية، وقد اجرينا محادثات حول عدد من المسائل الإقليمية والثنائية والتي تحظى باهتمامنا المشترك وذلك ضمن اطار عمل موجه بناء على علاقة الشعبين الممتازة والعلاقات التاريخية والتواصل المتين بين البلدين». واضاف: «انّ الامن والاستقرار هما عاملان مهمان لمصلحة قبرص ولبنان على حد سواء. ونرحّب بالمحادثات لتسوية سلمية للخلاف على الحدود الجنوبية، ونشجّع كل الأطراف على الانخراط في حوار ديبلوماسي. كما تناولنا الوضع في سوريا وارتباطه بمشكلة اللجوء الذي أصبح مصدر قلق لكلينا ويجب معالجته بطريقة فعّالة عبر معالجة جذور المشكلة، لكن ايضا عبر العمل معاً بشكل اكبر وتعزيز التعاون في هذا المجال لأنّ الوضع يسوء يومياً وعلى الاتحاد الاوروبي ان يكون جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة».
وعلّق كوبوس على الممر الانساني الى غزة، وقال: «اليوم أبحرت من ميناء لارنكا أول سفينة تحمل مساعدات عبر الممر البحري إلى قطاع غزة بحسب ما هو مقرر، نأمل ان نعزّز قدرة المجتمع الدولي على الاستجابة للتخفيف من المأساة الانسانية».
تصعيد خارج الحدود
وعلى الصعيد العسكري، اغار الطيران الحربي المعادي مرة اخرى قبل ظهر امس،على منطقة بعلبك بالبقاع اللبناني، مستهدفاً بالصواريخ مبنى مؤلفاً من 3 طوابق في منطقة «ضهور العيرون» على طريق السفري بين بلدتي سرعين والنبي شيث، بعد بلدة رياق جنوب شرق بعلبك، بالقرب من مؤسسة الموسوي، ما أدى إلى تدميره وسقوط شهيدين وما لا يقلّ عن 10 جرحى… كما نفّذ غارة اخرى ظهراً على مدخل بلدة النبي شيث استهدفت مبنى مؤلفاً من 3 طبقات وسط البلدة قرب مرقد الشهيد السيد عباس الموسوي.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، انّ طائرات حربيّة أغارت قبل قليل (أمس)على مقرَّين للقيادة تابعَين لـ«الح.زب« في منطقة بعلبك في عمق لبنان، حيث تمّ تخزين وسائل مهمّة يستخدمها «الح.زب» في مجال تعاظم قدراته بالأسلحة». وأشار في تصريح إلى أنّ «الغارات جاءت ردًّا على عمليّات إطلاق القذائف الصّاروخيّة التي نفّذها «الح.زب» نحو شمال إسرائيل صباح اليوم (أمس)»، وادّعى أنّ «الجيش هاجم في وقت سابق اليوم مبنى عسكريًّا في منطقة الخيام، وبنية للح.زب في منطقة بنت جبيل».
وردّت المقاومة صباح امس على الاعتداء الاسرائيلي الذي استهدف منطقة غربي بعلبك ليل امس الاول، فقصفت بعشرات الصواريخ معسكرات التدريب الاسرائيلية في هضبة الجولان السوري المحتل. وأعلنت انها «رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك واستشهاد مواطنين»، قصفت مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في «ثكنة كيلع» والقاعدة الصاروخية والمدفعية في «يوآف» ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية إطلاق 100 صاروخ من جنوب لبنان في اتجاه مرتفعات الجولان على دفعتين، فيما تحدثت قناة «الجزيرة» عن «إطلاق أكثر من 30 صاروخا من جنوب لبنان في اتجاه مواقع إسرائيلية في إصبع الجليل والجولان المحتل»، في حين أشارت اذاعة الجيش الاسرائيلي الى سقوط 70 صاروخا في هضبة الجولان أطلقت من لبنان. وقالت: «طائراتنا هاجمت ثلاث منصات أنطلقت منها صواريخ في اتجاه هضبة الجولان صباح اليوم (أمس)».
وأشارت المعلومات الى انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القرى الحدودية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
الى ذلك، تواصلَ صباح امس قصف قرى الجنوب الحدودية، واستهدفَ أطراف بلدتي حولا لجهة وادي السلوقي ومركبا. كما سقطت قذيفتان في البساتين في خراج سردا. فيما اغار الطيران الحربي على وادي برغز في قضاء حاصبي، وعلى أطراف بلدة حولا لجهة وادي السلوقي وعلى منزلٍ في مدينة بنت جبيل قبالة مفترق الطيري وعلى مدينة الخيام.
وفي تطوّر لاحق، اعلنت «المقاومة الاسلامية» في العراق مساء امس «استهداف مطار بن غوريون في عمق الكيان الغاصب بواسطة الطيران المسيّر»، وأكدت «استمرارنا في دكّ معاقل الأعداء، استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال، ونصرة اهلنا في غزة، وردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل».
واغار الطيران الحربي الاسرائيلي عصر امس على اطراف منطقة الناقورة والأطراف الشمالية لبلدة عيتا الشعب وعلى بلدة العديسة، وقصفت المدفعية الاسرائيلية عصراً الضهيرة وعلما الشعب وأطراف رامية والناقورة.
واستهدف رجال المقاومة بصواريخ بركان نقطة الجرداح وجل العلام وموقع حدب يارين وبركة ريشة وثكنة زرعيتـ وتصدّوا لمسيّرة بالأسلحة المناسبة. وكذلك استهدفوا ثكنة برانيت وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وموقع زبدين في مزارع شبعا المحتلة.
ونعى «الح.زب» شهيدين له سقطا في القصف امس، وهما محمد علي جمال يعقوب («ياسر زغيب») مواليد عام 1988 من مدينة بعلبك، وسادق حسين جعفر («كفاح») مواليد عام 1970 من بلدة جرماش في البقاع.
واعلن الجيش الإسرائيلي مساءً أمس «انّ مدفعيتنا ردت على مصادر إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على زرعيت وشتولا ومواقع أخرى».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: «قد يعرف نصرالله «دفاعنا الجوي» في الشمال أفضل من القيادة العليا للجيش الإسرائيلي».
ونقلت هذه الوسائل عن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قوله: «سنهاجم لبنان بقوة كبيرة». فيما توجّه وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير الى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، قائلاً: «الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن». وأضاف: «توقّفوا عن نشر الفيديوهات وابدأوا بالرد والهجوم الآن!».
**********************
افتتاحية صحيفة اللواء
«بروفة» متوسّعة لخيار الحرب.. وواشنطن تعارض التصعيد
الخماسية لمعاودة اللقاءات مع برِّي وميقاتي.. ومناقشة حول القرار 1701 في مجلس الأمن
تصاعد تبادل الرسائل بين اسرائيل والح.زب، في وقت بقيت الحرب على أشدها في خان يونس ومناطق اخرى في قطاع غزة، فاعتمدت «دولة العدوان» طريقة توسيع جغرافيا الغارات، والتركيز على البقاع الشمالي، وبعلبك بصورة خاصة، الامر الذي دفع الح.زب الى توسيع جغرافيا «المواقع المحتلة» من ثكنات عسكرية في الجليل البعيد وصولاً الى الجولان السوري المحتل.
ولم يقتصر الوضع الميداني على العمليات والقصف والغارات والمسيّرات، فعثر امس على صاروخ اسرائيلي عند مدخل بلدة حراجل في كسروان، في محاولة لتحريض المسيحيين على المقاومة، وسط مطالبة رمز اليمين المتطرف في «كابينت الحرب» في اسرائيل الوزير بن غفير الى البدء بالحرب فوراً في لبنان، في خطاب وجهه الى وزير الدفاع يوآف غالانت، مشجعاً اياه على تجاوز قرار الكابينت ورئيس الحكومة نتنياهو.
ولم تغب الحرب النفسية عن المسار الحربي عبر الصواريخ والغارات والمسيَّرات. فكثرت التكهنات حول ما يمكن ان يحصل في ظل جنوح نتنياهو الى الحرب، بوصفها خياراً مراً، قرر ان يتجرعه ليس وحده، بل اسرائيل ككل.
وفي سياق تبدُّل السير العسكري للحرب لجهة التركيز على المسيَّرات والصواريخ القوية الانفجار، والبعيدة المدى، وملاحقة مواقع الاحتلال، التي تتولى تنظيم الغارات والضربات على لبنان.
لكن الادارة الاميركية ما تزال متمسكة بخيار عدم توسيع الصراع، ونقل عن مستشار الامن القومي الاميركي جيك سوليفان قوله: نعمل بدبلوماسية هادئة لنؤمن استقراراً مستداماً بين بيروت وتل ابيب.
وأفادت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن التهدئة على الساحة الجنوبية صارت بعيدة المنال بعد تطور الميدان وتعمد جيش الاحتلال قصف بعلبك، وأشارت إلى أن مواصلة إسرائيل تهديداتها للبنان باتت مسألة متواصلة والخشية قائمة من تنفيذها في الوقت الذي يتوقع فيه أن تتحرك القنوات الرسمية والديبلوماسية حيال هذا التصعيد.
ورأت أن هذه الوقائع الجديدة ترسم علامة استفهام عن المشهد المقبل والمتأتي عن هذه التطورات، مشيرة إلى أن خطة الطوارىء التي سبق وأن وافقت عليها الحكومة في سياق الإحاطة بهذه التطورات لا تزال قائمة ولكن قد يصار إلى تفعيلها عند الحاجة.
إلى ذلك اعتبرت أن مواقف نواب المعارضة من كلام رئيس مجلس التواب بشأن الحوار بات يوحي أن المطلوب هو تصويب التوجه المطلوب بشأن مبادرة تكتل الاعتدال التشاورية.
الخماسية.. جولة جديدة من المشاورات
وبقي الوضع السياسي متأرجحاً بين الرغبات والطلبات والبيانات، لجهة كيفية كسر الجمود الذي يلف الملف الرئاسي.
وجدّد التيار الوطني الحر دعوته الى توافق الكتل على رئيس يقبله الجميع، وإلا الاحتكام الى المجلس النيابي عبر دورات متتالية.
وعلى هذا الصعيد، ستعاود اللجنة الخماسية نشاطها، في ضوء ما انتهت اليه جولات تكتل «الاعتدال الوطني» على الكتل النيابية على اختلافها، عبر طلب لقاءات جديدة مع كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
ومن دار الفتوى، اعلن النائب غسان حاصباني، الذي التقى المفتي عبد اللطيف دريان مع وفد من «القوات اللبنانية» ان هناك مبادرات خيِّرة يقوم بها بعض الزملاء نتلقفها بايجابية والتشاور مرحب به، والاهم انعقاد جلسة مجلس النواب المفتوحة بدروات متتالية. وان يلتزم النواب عدم تطيير النصاب لأن انتخاب رئيس للجمهورية مدخل لاستقرارها على لبنان.
الوزير القبرصي
وعلى صعيد الحركة الدبلوماسية تجاه لبنان، زار وزير الخارجية القبرصي كونستانيتوس كوبوس الرئيسين بري وميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، ثم قائد الجيش العماد جوزاف عون، وجرى البحث في السراي بالتعاون بين لبنان وقبرص، وطالب الوزير الزائر بتدخل السلطات اللبنانية لمنع الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين الى اوروبا عبر قبرص، انطلاقاً من السواحل اللبنانية. ورد ميقاتي بالطلب ان تدعم قبرص طلب لبنان بدعم واغاثة النازحين في بلدهم وليس في لبنان.
فرونتسكا الى نيويورك
وابلغت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا كلاً من الرئيسين بري وميقاتي، انها ستغادر الى نيويورك، لمناقشة التقرير الذي وضعته بشأن القرار 1701.
صاروخ حراجل
وحسب المعلومات، فإن صاروخ حراجل، كانت تحمله مسيَّرة اسرائيلية وهي في الطريق الى البقاع لكنها سقطت وتحطمت تحت الطريق العام عند مدخل بلدة حراجل.
وجاء في بيان للجيش اللبناني انه عثر في بلدة حراجل – فتوح كسروان على صاروخ غير منفجر قد سقط اثناء عدوان اسرائيلي وتجري الوحدة المختصة الكشف اللازم ليصار الى معالجته بأمان.
ومنعت القوى الامنية الاقتراب من مكان سقوط الصاروخ، لمدة ثلاثة ايام، حتى نفاد طاقة بطاريته للتمكن من تفكيكه.
نصر الله والوضع الميداني
وحضر الوضع الميداني في غزة وعلى جبهات المساندة بين الامين العام للح.زب السيد نصر الله ووفداً من قيادة حركة ح برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، الذي مثل «حركة ح» في مفاوضات وقف النار في القاهرة والتي لم تصل الى نتيجة بعد.
وحسب بيان رسمي فإن المحادثات تناولت «مجريات المفاوضات القائمة من اجل التوصل الى وقف العدوان وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم الشعب الفلسطيني وقضيته».
ويتطرق السيد نصر الله للوضع الميداني في كلمة له مساء اليوم، في اولى اطلالته في مناسبة الليالي الرمضانية.
مفاجآت.. واعتداءات
ميدانياً، فاجأ رد المقاومة العدو، حيث اطلقت بأقل من ساعة اكثر من مائة صاروخ كاتيوشا على ثكنة كيلع وقاعدة يوآف ومرابض مدفعية منتشرة في النقاط القريبة.
كما استهدفت صواريخ المقاومة الجولان المحتل.
ووصلت الصواريخ المناسبة الى موقعي بركة ريشا وجل العلام وثكنة برانيت.
ونفذ طيران العدو غارة جوية بين العديسة والطيبة، وكانت الطائرات المعادية استكملت غاراتها على البقاع وبعلبك وجوارها بصورة خاصة، بعد عدوان ليلي ادى الى سقوط شهيد رياضي هو الكابتن مصطفى غريب.
فقد نفذ الطيران الحربي غارتين على بلدة النبي شيت ومحيط سرعين حيث ادت الغارات الى سقوط شهيدين، هما: محمد يعقوب وشخص من آل جعفر، والحاق اضرار كبيرة في المنازل والممتلكات المدنية والبنية التحتية.
واستهدفت الغارة معمل بلاستيك على طريق السفري – سرعين.
وحسب المعلومات فإن العدوان على النبي شيت استهدف مبنى من ثلاث طوابق قرب مرقد السيد عباس الموسوي.
وفي المعلومات فإن بعض المدارس الخاصة قررت اقفال ابوابها اليوم بسبب الاوضاع اللبنانية.
***********************
افتتاحية صحيفة الديار
بري لـ«الديار»: لا نفاوض باسم رئيس الجمهورية وكلامنا تحت سقف تنفيذ الـ1701!
يريدون التطبيق على مراحل ونحن نطالب «بالشمولية»!
كواليس مبادرة «الاعتدال» ــ «بري يعلنها: انا وراء المبادرة وبعدا بعز شبابا… وعن ترشيح فرنجية: جدّي انا عمل رئيس؟! – جويل بو يونس
لو تمكنت هذه الايام ان تجالس رئيس مجلس النواب نبيه بري وتمشي معه ذهابا وايابا اما في صالون عين التينة الكبير او في الحديقة، مشاطرا اياه الرياضة المحببة الى قلبه، والتي اعتاد ممارستها يوميا في ساعات المساء الاولى، لاكتشفت رجلا يملك من الفكاهة السياسية المحنكة ما يكفي لايصال رسائله السياسية بالطف طريقة، وللمست ان الرجل المعروف عنه دهاءه السياسي، والمخضرم الذي عايش ولا يزال اكثرية حقبات تاريخ لبنان، يملك ايضا من الهدوء السياسي ما يكفيه للتعايش مع كل الازمات وتلقي كل ما يكتب او يقال بحقه مرة بضحكة العارف جيدا خلفيات «القيل والقال» ومرة اخرى برد كل اتهام لصاحبه.
سواء كنت تشاطره مواقفه السياسية او تعارضه، سواء كنت من محبي سياساته او معارضيها، لا يمكن لاي عاقل الا يعترف بان نبيه بري أحد أذكى رجالات السياسة اللبنانية، الذي عرف على مر السنوات كيف يضبط ايقاع البرلمان ويدوزن الازمات حتى بات معه مقر الرئاسة الثانية المحطة الاولى في زيارات اهم الموفدين العرب والاجانب، كيف لا ومطبخ التسويات الكبرى يحاك داخل اروقة عين التينة واكبر دليل هو وقت اللقاء الذي خصصه الموفد الاميركي اموس هوكشتاين لبري والذي تخطى الساعة بعدما القى الضيف على المضيف التحية بالقول:
هكذا وصف هوكشتاين بري!، اي باختصار انه الرئيس الذي يملك القرار!
ولانه الرئيس الذي يملك القرار وخبايا المعلومات والاسرار، قصدنا عين التينة، حاملين بجعبتنا الف سؤال وسؤال فكانت بداية الدردشة بالسؤال عن الاتصال الذي تلقاه بالساعات الماضية الرئيس بري من الموفد الفرنسي جان ايف لورديان، حيث وصف رئيس مجلس النواب جو الاتصال بالجيد، حيث حاول لودريان الاستفسار عن الحركة الرئاسية وكذلك الوضع جنوبا، وقد اكد رئيس مجلس النواب للودريان ان هناك مبادرة «ندعمها» وهي مبادرة تكتل الاعتدال الوطني وعندما يستجد اي جديد نعود للتهاتف. وردا على سؤال حول الملف الرئاسي، شدد بري على وجوب انتخاب رئيس سريعا، مجددا الفصل بين ملف استحقاق رئاسة الجمهورية والحرب على غزة وجبهة الجنوب قائلا : ما يحصل يجب ان يكون محفزا للاسراع بانجاز هذا الاستحقاق باسرع وقت ممكن.
وردا على سؤال حول ورقة الملاحظات اللبنانية على مسودة الورقة الفرنسية التي كان سلمها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه الى المعنيين في لبنان حول موضوع الاستقرار جنوبا وتطبيق الـ 1701، وما اذا كان لبنان قد سلم الجانب الفرنسي ملاحظاته، كشف بري في دردشته مع الديار، بانه كان هناك ورقتان اولى أعدّت من قبل وزير الخارجية عبد الله بو حبيب واخرى من الرئيس نجيب ميقاتي لكنه (اي بري) نصح بان يتم توحيد الورقتين وتسليم ورقة واحدة و «هكذا حصل وقد سلمها ميقاتي للمعنيين» وقد تخطاها الزمن بحسب الرئيس بري.
ومن الحراك الفرنسي الى الاميركي بعد زيارة هوكشتاين الاخيرة، والطرح الذي قدمه، هنا كشف الرئيس بري عن نقاط عدة يمكن الاتفاق حولها في ما خص الـ1701 بورقة هوكشتاين الاخيرة لانه كان هناك اوراق عدة سابقا بحيث كل مرة كانت الافكار تتبدل ،كما قال، لكنه شدد في الوقت نفسه على ان «الامور مرتبطة بوقف العدوان على غزة اولا».
وللمرة الاولى يشير الرئيس بري، ردا على سؤال حول ماهية هذه النقاط التي قد تشكل محور تلاق بين الجانب اللبناني والاميركي في ما خص تنفيذ 1701، على انها كثيرة وقد تصل لـ 13 او 14 بندا، ويكشف في المقابل، ان من بين النقاط المختلف عليها هو الطلب الاميركي بتطبيق الـ 1701 على مراحل فيما لبنان يصر على «شمولية التطبيق»، بحسب تأكيد رئيس مجلس النواب.
وردا على سؤال عما اذا كانت الورقة الاخيرة التي قدمها هوكشتاين لا تشمل وجوب تراجع الح.زب ولو بضع كلمترات شمال الليطاني، قال بري : «لا في الورقة الاخيرة هذه النقطة غير موجودة»!، وهذا ما قرأت فيه مصادر متابعة تطورا لصالح لبنان.
يحرص رئيس مجلس النواب في دردشته، على التشديد على «اننا لا نفاوض مكان رئيس الجمهورية ولا باسم رئيس الجمهورية فنحن نتحدث عن تنفيذ الـ 1701، وكلامنا هو تحت سقف هذا التنفيذ جازما لا نتحدث عن 1701 جديد».
ومن الـ1701 الى الحركة الرئاسية لتكتل الاعتدال الوطني بعدما كثرت اتهامات البعض للرئيس بري بافشال مبادرة تكتل الاعتدال عبر حديثه عن ترؤس الحوار، سريعا يرد بري على كل هذه الاتهامات بالقول: «كل هذا الكلام غير صحيح فانا كنت وراء هذه المبادرة كيف بدي فشّلا»!ولكن الم تنته المبادرة نسال بري فيسارع للقول: «بعدا بعز شبابها».
ويتابع الرئيس بري كاشفا انه هو من طلب من تكتل الاعتدال بداية عدم ذكر اسمه في جولتهم الاولى على المعنيين حرصا على عدم افشال المبادرة ناصحا اياهم بعدم استخدام مصطلح «حوار» بل «تشاور» وعندما لم يأتهم جواب من الح.زب وبدأ البعض يفسر المبادرة كما يحلو له، عاد وفد التكتل لزيارته حيث قال لهم بري انه سيظهر هذه المرة للعلن مؤكدا للتكتل انه مستعد للمساعدة وترؤس «التشاور» على ان توجه الدعوات من قبل الامانة العامة لمجلس النواب لرؤساء الكتل على ان تترك الدعوة مفتوحة لكل رئيس كتلة باصطحاب نائب يختاره معه على طاولة التشاور. وتابع بري انه اكد ايضا استعداده لجلسات متتالية ولو استغرق الامر اسبوعا.
عندما وصل بيان القوات اللبنانية الذي توجهت فيه لبري بالقول: « مرتا مرتا تطرحين أمورا كثيرة يمينا وشمالا والمطلوب واحد الدعوة الى جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة»، الى ايادي الرئيس بري الذي قراه مستغربا سطوره، اكتفى بالتعليق : هذا هو التعطيل، فهم لا يريدون انتخاب رئيس فنبادر لسؤاله : لكن المشكلة تكمن بان البعض يرفض ان تترأس انت دولة الرئيس الحوار فيرد سريعا : «يعني ما بدّنش رئيس» ويتابع ممازحا فيقول ضاحكا : «هلّأ ناطر العونيين».
لا يمكن للدردشة مع رئيس مجلس النواب ان تمر دون السؤال عن هدف الزيارة التي قام بها معاونه السياسي النائب علي حسن خليل للدوحة والتي وصفت بالسرية، الا ان الرئيس بري لم يفصح عن طبيعة مهمة حسن خليل حتى انه رد على سؤال عما اذا كانت الدعوة وجهتها قطر له شخصيا فأرتأى هو ايفاد معاونه علي حسن خليل بالقول: «ما بعرف». واللبيب هنا من الاشارة يفهم يقول مصدر موثوق لـ«الديار».
وفي عز «حماوة» الاسئلة السياسية، ولان «الشهيد اولا»، يستأذننا الرئيس بري ويسارع باتجاه زائر عزيز على قلبه، وصل الى عين التينة، عائلة الطفلة الشهيدة الشاهدة على وحشية العدو الاسرائيلي امل حسن الدر، فوقف رئيس مجلس النواب ورئيس حركة امل، ابن الجنوب المقاوم، مستمعا لوالد واخوات امل ووالدتها التي حرصت على تسليمه «مسبحة عداد»، كانت تحملها الطفلة امل بيدها عندما استشهدت وكانت في كل مرة تشعر فيها بالخوف تلجأ لها فتضغط عليها سائلة الله حمايتها ليتوجه بعدها لهم بري وقد استلم «الامانة» بالقول: «الشهيد الله بيحبّو».
وبعد مغادرة عائلة الشهيدة الطفلة امل، يعود الرئيس بري باتجاهنا وقبل أن يهمّ بالمغادرة، نسارعه للسؤال: متى تتخلون عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟، فيستدير صوبنا ليرد السؤال بسؤال: جدّي انا كان رئيس؟ او خي جدي ترشّح؟ قاصدا كلا من الرئيس الراحل سليمان فرنجية واخيه حميد فرنجية في رسالة سياسية واضحة مفادها: «اخترنا احد قادة الموارنة الاربع الذين اجتمعوا ذات يوم في بكركي»!
وغادر بعدها رئيس مجلس النواب لاستقبال ضيوفه واضعا بذلك نقطة على سطر ترشيح فرنجية… اقله حتى الساعة!
حاولنا جاهدين ان نمارس «المشي السريع» على ايقاع الرئيس بري علنا نلتقط ما أمكن من معلومات موثوقة من المصدر الاساس، لم نفلح بتجميع كل الاجوبة لاسئلتنا الكثيرة، فالدردشة مع رئيس مجلس النواب تحمل ساعات وساعات ولعل اكثر من ذلك بكثير نظرا لما يكتنزه من «اسرار» ومعطيات، غادرنا وبجعبتنا ما حصلنا عليه، وغادر بري مكملا نهاره ومستقبلا ضيوفه حتى ساعات المساء!
************************
افتتاحية صحيفة الشرق
المواجهة تبلغ قرى بعلبك و «الح.زب» يكرّر قصف الجولان
«حركة ح » عند نصرالله وأبو فاعور: لم يحن أوان التسوية
“توقّفوا عن نشر الفيديوات وابدأوا بالرد والهجوم الآن”. الدعوة وجهها امس وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير لوزير الدفاع يوآف غالانت قائلا: “الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن”.
مجمل المواقف الاسرائيلية والاستعدادات والسيناريوات والتدريبات التي تحاكي الحرب مع لبنان تؤشر الى قرار اسرائيلي متقدم في هذا الاتجاه، ولكن… ماذا عن ظروفها وحسابات الربح والخسارة لتل ابيب التي تخوض مواجهات عنيفة مع حركة ح في غزة وتستعد لمهاجمة رفح؟ وماذا عن الرفض الاميركي لتوسيع بيكار الحرب مع لبنان، علما ان اسرائيل كسرت كل قواعد الاشتباك وتمددت بقاعا مستهدفة على دفعات مراكز للح.زب في عدد من القرى قرب مدينة بعلبك؟
من يقرأ في ظروف الميدان يستبعد حتى الساعة اقدام اسرائيل على مهاجمة لبنان ويدرج تهويلاتها وكل استعداداتها في اطار الترويج الاعلامي لدفع الح.زب الى تطبيق القرار 1701 والتراجع على الاقل نحو 7 كيلومترات عن الخط الازرق ليتسنى للاسرائيليين العودة الى منازلهم في المناطق الحدودية وتخفيف الضغط على رئيس حكومتهم بنيامين نتانياهو المحاصر بالضغوطات من الداخل الاسرائيلي والخارج الدولي والاميركي .
جولة فرونتسكا
وسط هذه الاجواء، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في صورة الاحاطة الدورية لمجلس الامن بشأن القرار 1701 وأبلغته انها في صدد المغادرة الى نيويورك لمناقشة هذا الملف. ايضا استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري فرونتسكا، وكان بحث في المستجدات السياسية والميدانية.
وزير خارجية قبرص
ديبلوماسيا ايضا، جال وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس على المسؤولين اللبنانيين، واستهل لقاءاته من السراي حيث استقبله ميقاتي. خلال الاجتماع، شدد الوزير القبرصي على التعاون القائم والمستقبلي بين لبنان وقبرص في المجالات كافة. كما تمنى تكثيف الجهود المشتركة لحل أزمة الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين الى اوروبا عبر قبرص انطلاقا من السواحل اللبنانية.
نصرالله – حركة ح
في المقابل، استقبل الأمين العام لـ”الح.زب” السيد نصر الله، وفدا قياديا من حركة “ح” برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة الدكتور خليل الحية. وتم خلال اللقاء، بحسب بيان، عرض التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة، وكذلك “مجريات المفاوضات القائمة من أجل التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
دعم فرنسي
في الاثناء، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المدير العام لإدارة الصحة في الجيوش الفرنسية MGA Jacques Margery بحضور السفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro. وتناول البحث التعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، وسبل دعم المؤسسة العسكرية في ظل الوضع الراهن والتحديات الاستثنائية التي تواجهها. ووقّع رئيس الطبابة العسكرية والمدير العام لإدارة الصحة في الجيوش الفرنسية بروتوكول تعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، تضمن دعم الطبابة العسكرية في مجالات تدريب الطواقم الطبية، وتأمين مواد ومعدات طبية، وتطوير المستوصفات العسكرية.
تشاور ضمن الدستور
سياسيا، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفدا من “القوات اللبنانية” برئاسة النائب غسان حاصباني الذي قال “نتمنى أن نعود إلى الأولويات الوطنية اليوم، إلى انتخاب رئيس جمهورية من دون الاضطرار ومن دون الخروج عن قواعد الدستور، واختلاق قواعد وأعراف جديدة. نحن منفتحون للتشاور مع الأفرقاء في المجلس النيابي ما دمنا ضمن الدستور، والتشاور قائم حالياً على مستوى ثنائي ومتعدد الأطراف، لوضع مواصفات رئيس الجمهورية وبعض الأسماء التي كانت مطروحة، لكن لا نريد الخروج عن إطار الدستور، الدستور ينص على أنه وجب أن يتداعى النواب لجلسات مفتوحة مع دورات متتالية، وأن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية حتى قبل شغور سدة الرئاسة، وبعد شغورها علينا أن نتداعى حكماً بحكم القانون وأن ننتخب رئيس جمهورية”. وقال “اليوم هناك مبادرات خيّرة يقوم بها بعض الزملاء، نتلقّفها بإيجابية ما دامت ضمن الدستور. التشاور أمر مرحّب به، ولكنَّ الأهم هو انعقاد جلسة مجلس النواب المفتوحة بدورات متتالية وأن يلتزم جميع النواب عدم الخروج من هذه الجلسة، وتطيير النصاب إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، لأنَّ هذا مدخل لاستقرار لبنان وبخاصة في الأوضاع الصعبة التي سنمر بها في المرحلة القادمة التي تتطلب أن يكون هناك حضور فاعل للبنان في المنتديات الدولية، وكل المفاوضات والمناقشات الدولية التي تحصل حول الوضع في المنطقة”.
أبوفاعور
في المواقف ايضا، كشف عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أن الأوان لم يحن للتسوية السياسية، وكل جدل حالي عن شكليات الحوار لا معنى له، فالخلاف الفعلي هو “هل سيكون هناك سلة اسماء تستبعد الاسماء التي لا تعتبر وفاقية ام لا؟”، واضاف: “لا افهم لم فتح النار والاشتباك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كونه مفتاح اي تسوية، فالتمديد الضروري لقائد الجيش لم يكن ليحصل من دونه”. وأعلن في حديث تلفزيوني أن الخماسية توافق على مبادرة كتلة الاعتدال، ولن يكون هناك انتخاب رئيس من دون الوصول الى فكرة الخيار الثالث، وعندما ستتم الدعوة لجلسة انتخاب رئيس لن تكون الا على أساس توافق مسبق. واضاف: “أولى المكاسب التي حققتها مبادرة كتلة الاعتدال هي الاتفاق على فكرة الجلوس الى الطاولة والتصوّر الأساسي كان بأن يحصل حوار ويتم استبعاد كل الأسماء التي لا تحظى بموافقة الطرفين، والمبادرة لم تنتهِ”.
****************************
افتتاحية صحيفة البناء:
نتنياهو يسعى لمعركة رفح بين حربين وبايدن يسعى لهدنة رمضان بين حربين
اليمن يستهدف السفينة الأميركية بينوكيو… ومواجهات رمضان في القدس والضفة
التصعيد الإسرائيلي يتركّز خارج الجنوب… والمقاومة: 100 صاروخ إلى الجولان
لا تكفي متابعة عناوين التجاذب الأميركي الإسرائيلي التي شكّل تقرير المجمع الاستخباري الأميركي أحد محاورها في حديثه عن أن «قدرة نتنياهو على البقاء كزعيم وكذلك ائتلافه الحاكم المكوّن من أحزاب يمينية ودينية اتبعت سياسات متشددة بشأن القضايا الفلسطينية والأمنية قد تكون معرّضة للخطر»، لفهم ما يجري بين واشنطن وتل أبيب. وفي التجاذب متعدد الوجوه والعناوين التزام مشترك تحت سقف خطين أحمرين، الأول أن القرار بمواصلة الحرب متفق عليه، والثاني أن لا اتفاق ينتهي بما يمكن أن يتسبّب بهزيمة كيان الاحتلال وجيشه. وفيما يستند بنيامين نتنياهو الى الشعور بدعم غالبية المستوطنين لخيار الحرب، وعدم تجرؤ خصومه ومناوئيه على المجاهرة بمعارضة هذا الخيار، فإنه يسعى لصرف وتسييل هذا الدعم عبر خوض معركة رفح، التي لا يراها القادة العسكريون نهاية الحرب، خصوصاً مع تجارب سابقة في خان يونس وقبلها في شمال غزة ومجمع الشفاء الطبي. ويطلق قادة الجيش على معركة رفح المعركة بين حربين، أسوة بالعمليات التي ينفذها الطيران الإسرائيلي في الغارات على سورية، بينما تخشى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من نتائج سلبية لمعركة رفح ليس بسبب الخشية من حجم الكلفة البشرية لنتائجها بين المدنيين الفلسطينيين وتأثير ذلك على الشارع العربي وربما على الشارع العربي والإسلامي في شهر رمضان، بل أيضاً للخشية من أن تؤدي نتائج هزيلة عسكرياً للعملية الى خلق ميزان قوى تفاوضي في غير صالح الثنائي الأميركي الإسرائيلي، لذلك تسعى واشنطن الى هدنة بين الحربين وليس الى معركة. وهو ما يتحدث عنه رموز إدارة بايدن من مستشار الأمن القومي ووزارة الخارجية ومدير المخابرات الذي يرعى التفاوض. وهدنة رمضان التي تشكل النسخة الأخيرة من المسعى الأميركي تتجاوز المعادلات العددية في تبادل الأسرى وتتحدّث عن صفقة منفصلة لتبادل المسنين والمرضى والنساء والأطفال وتهدئة في شهر رمضان تتخللها عملية إدخال كميات كبيرة من المساعدات، حيث رمضان بنظر واشنطن شهر حساس يجب تفادي مخاطر اشتعال الشارع العالمي والإسلامي تحت وطأة حرب يسقط فيها آلاف المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال.
في المواجهات التي يُديرها محور المقاومة سجّل اليمن استهداف السفينة الأميركية بينوكيو متوعداً بالمزيد من التصعيد، بينما حملت أيام رمضان الأولى إشارات لاتجاه المواجهات في الضفة الغربية والقدس نحو المزيد من التصعيد، بينما في لبنان ترجم جيش الاحتلال حديثه التصعيدي بتوسيع نطاق استهدافاته خارج الجنوب، فيما سجلت المقاومة معادلة الردّ مرة أخرى بإرسال الصواريخ نحو مواقع الاحتلال في الجولان السوري المحتل، بصورة تحدّث عنها الخبراء العسكريون في الكيان وبيان جيش الاحتلال عن مرحلة جديدة سوف يكون الجولان خلالها جبهة جديدة.
وفيما يجمع الخبراء في الشؤون السياسية والعسكرية والاستراتيجية على أن المنطقة دخلت في مرحلة جديدة من التصعيد أشد خطورة من السابق في مختلف الجبهات بعد تعثر مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، وسّع العدو الإسرائيلي اعتداءاته نحو البقاع مجدداً، فشنت طائراته غارة على مبنى سكني في محلة «ضهر العيرون» على طريق بعلبك – رياق الدولية، بين بلدتي السفري وسرعين، بالقرب من مؤسسة الموسوي، ما أدّى إلى تدميره وسقوط شهيد و8 جرحى. وبعد نحو 5 دقائق استهدفت مسيرة إسرائيلية مزرعة عند أطراف بلدة النبي شيت، استهدفت وفق المعلومات مبنى مؤلفاً من 3 طوابق وسط البلدة قرب مرقد السيد عباس الموسوي. وزعم جيش الاحتلال «أننا نفذنا غارات على مجمعات مهمة لحزب الله في بعلبك بالعمق اللبناني ومقرين في بعلبك يستخدمهما «حزب الله» في تطوير الأسلحة».
وأعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في تصريح، أنّ «حصيلة الغارة الّتي استهدفت منزلًا مهجورًا في النبي شيت ومستودعًا للسّجاد في سرعين، هي شهيدان وستة جرحى».
وأشار خبراء عسكريون لـ«البناء» الى أن الاحتلال الإسرائيلي وفي كل مرة يشعر بمأزق يعمد الى توسيع عدوانه الى خارج منطقة العمليات ويخرق قواعد الاشتباك لإظهار امتلاكه للقوة وللتغطية على الانهيار الحاصل في الجبهة العسكرية والسياسية لإرسال تطمينات للمجتمع الاستيطاني في الكيان الإسرائيلي، ويهدف أيضاً لإرسال رسائل لحزب الله بأن «إسرائيل» مستعدّة لـ«توسيع الحرب وجاهزة لتنفيذ تهديداتها بشنّ عملية جوية ضد أهداف للحزب بحال لم يوقف الحرب وينسحب مسافة عن الحدود لضمان أمن الشمال وبالتالي إعادة المستوطنين». لكن الضربات الإسرائيلية على البقاع لن تثني المقاومة وفق الخبراء عن «الاستمرار بعملياتها في الجنوب حتى وقف العدوان على غزة». كما أكدت أوساط مطلعة على موقف الحزب لـ«البناء» الى أن «التهديدات الإسرائيلية التي ينقلها الوسطاء الأميركيون والغربيون لن تدفع المقاومة في لبنان للتراجع عن حماية الجنوب ولبنان وإسناد غزة، وبناء عليه فإن الجبهة الجنوبيّة أصبحت مرتبطة بجبهة غزة، وبالتالي الورقة الفرنسيّة غير مقبولة كما الطرح الذي جاء به الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين». كما جزمت بأن لبنان لن يُقدّم أي ضمانات أمنية لـ«إسرائيل» ولا إضافة أي تعديل على القرار 1701 لصالح «إسرائيل»، مشيرة الى أن الحل هو بوقف العدوان على لبنان وانسحاب إسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وفق القرارات الدولية ثم وقف العمليات العسكرية على جانبي الحدود، لكن بالتوازي وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
وكانت المقاومة واصلت عملياتها النوعية، وأعلنت أن مجاهديها استهدفوا مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة «كيلع» والقاعدة الصاروخية والمدفعية في «يوآف» ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا.، ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك واستشهاد مواطن.
واستهدف مجاهدو المقاومة موقع »الراهب» بصاروخ «بركان»، وأصابوه إصابة مباشرة.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية عن استهداف الأجهزة التجسسيّة في موقعي بركة ريشا وجل العلام. ودكت نقطة الجرداح بصواريخ بركان وأصابتها إصابة مباشرة وموقع جل العلام وانتشارًا لجنود العدو الإسرائيلي خلفه بصواريخ بركان، كما أكّدت استهداف موقعي حدب يارين وبركة ريشة بصواريخ بركان.
وفي السياق، تصدّت المقاومة الإسلامية لمسيّرة إسرائيلية وأجبرتها على التراجع والعودة إلى داخل الأراضي المحتلة، فيما أعلنت المقاومة عن استهداف ثكنة زرعيت بصواريخ بركان.
كما أعلنت المقاومة الإسلامية استهداف موقعي رويسات العلم في تلال كفرشوبا، وموقع زبدين في مزارع شبعا، في الأراضي اللبنانية المحتلّة.
وأشارت إذاعة جيش الاحتلال الى سقوط 70 صاروخاً في هضبة الجولان من لبنان. ولفتت الى «انفجار صواريخ اعتراضيّة إسرائيلية في أجواء القرى الحدوديّة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان».
عثرت وحدات الجيش اللبناني على مسيرة إسرائيلية تحمل صاروخا سقطت وتحطّمت تحت الطريق العام عند مدخل بلدة حراجل الكسروانيّة كانت تحلق متجهة الى البقاع لتنفيذ غارة وسارعت إلى المكان القوى الأمنية والخبير العسكري الذي عمل على تفكيك الصاروخ بينما عملت وحدات الجيش على نقل المسيّرة المحطمة من المكان.
الى ذلك، استقبل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وفداً قيادياً من حركة «حماس» برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة الدكتور خليل الحية. تمّ خلال اللقاء، بحسب بيان، عرض التطورات الميدانيّة في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعدّدة، وكذلك «مجريات المفاوضات القائمة من أجل التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني».
على الصعيد الدبلوماسيّ، جال وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس على المسؤولين اللبنانيين، واستهل لقاءاته من السراي، حيث استقبله ميقاتي.
وشدّد الوزير القبرصي خلال الاجتماع على التعاون القائم والمستقبلي بين لبنان وقبرص في المجالات كافة. كما تمنّى تكثيف الجهود المشتركة لحل أزمة الهجرة غير الشرعيّة للنازحين السوريين الى أوروبا عبر قبرص انطلاقاً من السواحل اللبنانية. وعرض للجهود التي تقوم بها قبرص لتأمين المساعدات إلى غزة عبر المعبر الإنساني البحري، وتمنى أن تنعم منطقة شرق المتوسط بالأمن والاستقرار في القريب العاجل. أما رئيس الحكومة، فأكد أن هناك أكثر من قطاع يمكن للبنان وقبرص التعاون بشأنهما تجارياً واقتصادياً وسياحياً وفي مجال الطاقة.
ولم يسجل الملف الرئاسي أي جديد، بانتظار تبلور مبادرة كتلة الاعتدال الوطني والمواقف النهائية للأطراف السياسية، في ظل تضارب بالمعلومات والآراء حول آليات المبادرة لا سيما لجهة موعد الحوار وشكلة ومن يترأسه وأهدافه.
ووفق معلومات «البناء» فإن كتلة الاعتدال ستجتمع خلال الأيام القليلة المقبلة لتقييم الوضع وحسم الموقف حيال المبادرة ومدى مقبوليّتها من الكتل النيابية وذلك للبناء على الشيء مقتضاه. لكن أوساطاً سياسياً أقرّت لـ«البناء» بصعوبة التوافق على مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسيّة، في ظل خريطة المواقف والتحالفات القائمة والتي لم تتزحزح قيد أنملة منذ بدء الشغور الرئاسي حتى الآن، متسائلة: إذا كانت اللجنة الخماسية والقوى الدوليّة والاقليميّة الكبرى لم تستطع حل الأزمة الرئاسيّة رغم كل الجولات التي قام بها الموفدون الفرنسيّون وأعضاء وسفراء الخماسية، فهل سينجح نواب الاعتدال بذلك؟ ما يوحي بأن الملف الرئاسي مؤجل ولا رئيس للجمهورية لأشهر وربما للعام المقبل.
وكشف عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور أن الأوان لم يحن للتسوية السياسية، وكل جدل حالي عن شكليّات الحوار لا معنى له. فالخلاف الفعلي هو «هل ستكون هناك سلة أسماء تستبعد الاسماء التي لا تُعتبر وفاقية ام لا؟»، واضاف: «لا افهم لمَ فتح النار والاشتباك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لكونه مفتاح أي تسوية، فالتمديد الضروري لقائد الجيش لم يكن ليحصل من دونه». وأعلن في حديث تلفزيوني أن الخماسية توافق على مبادرة كتلة الاعتدال، ولن يكون هناك انتخاب رئيس من دون الوصول الى فكرة الخيار الثالث، وعندما ستتمّ الدعوة لجلسة انتخاب رئيس لن تكون إلا على أساس توافق مسبق.
وعلمت «البناء» أن الثنائي حركة أمل وحزب الله غير متحمّس لمبادرة الاعتدال في ظل الغموض الذي يعتري آليات المبادرة. كما أن القوات اللبنانيّة أبلغت كتلة الاعتدال بعض الملاحظات حول المبادرة، فيما لا يزال موقف التيار الوطني الحر غامضاً حيال المبادرة.
واعتبرت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر أن الاستحقاق الرئاسي لا يزال في دائرة الغموض ممّا يؤكد ضرورة حصول التشاور بين الكتل النيابية يفضي الى الاتفاق على مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية، وإلّا فالذهاب الى جلسات مفتوحة ودورات متتالية تؤدي إلى فوز من يحصّل النسبة المطلوبة من الأصوات.
واستنكرت الهيئة في بيان بعد اجتماع برئاسة النائب جبران باسيل، استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وتدين توسيع مدى الاعتداءات الى البقاع وسقوط صاروخ في أعالي كسروان بما يؤشر الى وجود نيّات عدائية إسرائيلية ضد لبنان عكستها تهديدات علنية على لسان مسؤولين سياسيين وعسكريين في الكيان الإسرائيلي.
وعرضت الهيئة برنامج المؤتمر السنوي العام الذي يعقده التيار الوطني الحر نهار الأحد 17 آذار الحالي ويتمّ خلاله الإعلان عن الورقة السياسية التي تحدّد خيارات التيار وأهدافه للسنة الحزبية الآتية؛ كذلك للعشاء السنوي التمويلي المقرّر مساء الجمعة في 15 الحالي.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :