افتتاحية صحيفة الأخبار:
التهويل مستمرّ: مناورات في الجولان على عمليات برية واسعة | إعلام العدوّ: ميناء في قبرص تحسّباً للحرب مع لبنان
على هامش الوتيرة شبه العادية للمواجهات الدائرة بين المقاومة وقوات الاحتلال على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، صعّد العدو مواقفه وإجراءات جيشه بما يوحي بعمل عسكري كبير في حال لم تقبل المقاومة بالشروط الأميركية لهدنة تفصل جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة.وضخّت وسائل إعلام العدو مزيداً من المعلومات حول استعدادات جيش الاحتلال، آخرها ما كشف عنه أمس عن تنفيذ مناورات في الجولان السوري المحتل ووضع خطط للحرب، وتناقل فيديوهات حول المناورات الإسرائيلية، وتلميحات إلى أن اندلاع حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل لم يعد احتمالاً مستبعداً.
وأعربت جهات في إسرائيل وخارجها عن القلق من احتمال تفكير العدو بعمل كبير ضد ما يعتبره مواقع مهمة للحرس الثوري وحزب الله في سوريا. وزاد من القلق الإقليمي قرار إيران تعليق رحلاتها التجارية إلى دمشق، بما يؤكد المخاوف المتزايدة بشأن سلامة السفر الجوي إلى العاصمة السورية وسط الأنشطة العسكرية المستمرة.
ولوحظ تركيز قوات الاحتلال على الاهتمام بمرتفعات الجولان السورية، في أعقاب تدريبات عسكرية كبيرة قام بها جيش الاحتلال على «مناورات توغّل مدرّعة واسعة، مدعومة بوحدات مشاة ميكانيكية ودعم جوي شامل بطائرات الهليكوبتر»، بحسب إعلام العدو، مشيرة إلى أن التدريبات «ركّزت خصوصاً على التغلب على العقبات الطبيعية، بما في ذلك الأنهار والخطوط الدفاعية المحصّنة، ما يدل على مستوى متطور من الاستعداد العسكري والقدرات الاستراتيجية». كما تضمّنت التدريبات العسكرية استخدام معدّات هندسية لمدّ الجسور وإزالة الألغام، ما قد يشير إلى «الاستعداد لعمليات عسكرية أوسع نطاقاً».
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بدأ التحضير لعمليّة أُطلق عليها تسمية «المرساة الصلبة»، وأن قيادة جيش الاحتلال «طلبت تعزيزات للجنود الذين يقاتلون على الحدود مع لبنان، إضافة إلى إجراءات لحماية عشرات الآلاف من الإسرائيليين عبر تجهيز ملاجئ جماعيّة». وأشارت إلى أن الملاجئ «ستكون عبارة عن مواقف سيّارات تحت الأرض، مجهّزة بحوالى 80 ألف صندوق من المواد الغذائية وعبوات المياه، على أن تشرف قيادة الجبهة الداخليّة على نقل المدنيين إلى هذه الأماكن في الحالات الخطرة»، لافتة إلى أن فنادق إسرائيل ممتلئة بالنازحين من الشمال، وعدد غرف الفنادق الشاغرة لا يتجاوز 10 آلاف فقط، وهو رقم ضئيل جدّاً.
وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ جيش الاحتلال «أطلق رسالة جديدة إلى الأمين العام لحزب الله (السيد حسن نصرالله)، من خلال المناورة على إمداد مُتعدد الأذرع تحت النيران، في إطار الاستعداد للحرب ضد حزب الله في لبنان. وجاءت المناورة بعد تصريحات لقائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين، بأن قواته «تعزز استعدادها لشن هجوم في لبنان». ولفتت الصحيفة إلى أن «التمرين شمل تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها، وكذلك نقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض». وأضافت أنه تمّ أيضاً تنفيذ آلاف العمليات الأخرى من الأرض باستخدام قوافل لوجستية، مشيرة إلى أنّ الجيش الإسرائيلي مستعدّ لتنفيذ عمليات مماثلة في القطاع الشمالي أيضاً، وبكثافة عالية، وتحت إطلاق النار إذا لزم الأمر».
من جهة أخرى، نقل موقع «واللا» العبري عن مصادر عسكرية أن الأثمان التي تدفعها إسرائيل نتيجة المواجهة مع حزب الله «باهظة»، و«تتجلى في الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا أو أصيبوا، وكذلك في تشويش نسيج الحياة والضرر الاقتصادي وتدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية والأمنية». وأشار الموقع إلى «البنى التحتية العسكرية التي تضرّرت، مثل قاعدة الجيش الإسرائيلي في ميرون، ومقر قيادة المنطقة الشمالية، وفي فرقة الجليل، وغيرها من المواقع على طول خط التماس». وأضاف أن «الثمن يشمل أيضاً عبئاً ثقيلاً على الجيش الإسرائيلي، إذ يُطلب منه نشر قوات نظامية واحتياطية في البحر والجو والبر، من أجل الاستعداد لمفاجآت وسيناريوهات محتملة، بما في ذلك مناورة كثيفة في وقت لا يزال فيه الجيش غارقاً في قطاع غزة ويستعد لعملية عسكرية في الجنوب».
وفي خبر لافت نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصادر إسرائيلية أن وزيرة المواصلات ميري ريغيف أرسلت وفداً أمس إلى قبرص لإقامة ميناء إسرائيلي يحاكي سيناريوهات أمنية بكلفة تُقدّر بمئات ملايين الشواكل، وطلبت تنفيذ ذلك على الفور. وحسب الصحيفة، و«خلافاً لتقارير سابقة، فإن الهدف المركزي لإقامة هذا الميناء ليس نقل مساعدات إلى قطاع غزة، بل لمواجهة وضع يتعطّل فيه العمل في ميناء حيفا في حال وقوع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وإن إقامة الميناء الإسرائيلي في قبرص، هو استعداد إسرائيلي لنشوب حرب شاملة في الشمال، وهذا الميناء هو ضرورة ملحّة لمنع وضع يتوقف فيه وصول البضائع وإمدادات أخرى إلى إسرائيل خلال الحرب».
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس المعارضة في كيان الاحتلال يائير لابيد قوله: «إذا لم تجنّد إسرائيل الشبان الحريديم، فإنّه لا يحقّ لها إرسال مزيد من الأوامر إلى الاحتياط». وتعرّض لابيد إلى هذه النقطة في معرض حديثه عن احتمال حصول تصعيد مع لبنان بقوله: «إذا حصلت مصادمات في الشمال، فلن يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها».
**************************
افتتاحية صحيفة النهار
من “التشاور” إلى “الحوار”… طارت المبادرة؟
مع ان التصنيف القاتم الأحدث لليرة اللبنانية الذي صدر امس شكل صدمة واثار رفضاً وتحفظاً وشكوكاً باعتباره تصنيفاً “ظالما”، فان ذلك لم يحجب الدلالات القاسية الجديدة التي تحدثه تصنيفات ذات طابع متخصص عالمي للقطاعات اللبنانية كافة في ظل تمادي ازمة تغييب وغياب الدولة الإصلاحية مع تعطيل معاند متعنت ومشبوه لرئاسة الجمهورية منذ سنة وخمسة اشهر. جاء التصنيف هذا عبر “#بلومبرغ” ليجعل #الليرة اللبنانية تتصدر قائمة العملات الأسوأ أداء على مستوى العالم خلال عام 2024، حيث سجلت، بحسب هذا التصنيف، تراجعا هائلا بنسبة تفوق 83% مقابل الدولار الأميركي. وتأتي الليرة النيجيرية في المركز الثاني بتراجع 42% منذ بداية العام. وإذ فندت مصادر مصرف لبنان مكامن الظلم في هذا التصنيف ( راجع ص 5) فان أياً من المراجع والجهات السياسية المعنية مباشرة او مداورة بتبعات تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، او بالخطر الداهم الأشد الحاحاً المتصل بحرب متدحرجة في الجنوب اللبناني، لم يتطوع لتبرير ما يقدم للجهات الدولية الذرائع والوقائع التي تمعن في شد لبنان الى الوراء وانزلاقه المتواصل نحو كل مشتقات الانهيارات.
واما احدث تصنيفات المشهد السياسي الداخلي فعادت الى نقطة البدايات ونقطة المراوحة ونقطة الدوامة التي تدور حولها الازمة الرئاسية وذلك من خلال الشكوك التي أثارها “انكفاء” رئيس مجلس النواب #نبيه بري عن موقفه السابق لجهة “تنازله” عن ترؤس أي “جلسة مشاورات” يتداعى اليها النواب، كما تلحظ ذلك مبادرة “#كتلة الاعتدال الوطني”، ولكنه منذ السبت الماضي استعاد التشدد المفاجئ في اعتبار انه هو وحده رئيس المجلس وهو من يعود اليه رئاسة “جلسة الحوار” لا المشاورات ووضع آليتها بما يعني العودة الى نقطة الصفر تماما.
ما بين “القوات” وبري
وبدا واضحا ان تبديل بري لموقفه أزال تقريبا ما سمي معالم التقدم في مبادرة “كتلة الاعتدال” او معالم “المرونة” في موقف بري السابق لاجتماعه يوم السبت الماضي مع وفد “كتلة الاعتدال”، ولو ان الأخيرة لا تزال تصر على التأكيد بانها ماضية في مبادرتها، وأنها ستقوم بجولة ثانية على الكتل النيابية. ولكن ما توقعه المراقبون في ان يعيد إصرار بري على ترؤسه جلسة المشاورات وتوصيفها بجلسة حوار، اثارة رفض الكتل والقوى المعارضة أساسا للحوار كما طرحه رئيس المجلس مرات عدة خصوصا بعد موافقة معظم هذه الكتل والقوى على إعطاء مبادرة “الاعتدال” فرصتها الكاملة، قد صح امس بدليل الموقف الانتقادي الحاد الذي سجله “#القوات اللبنانية” على بري. واعتبر ح.زب “القوات” ان ” الأمر اختلط على الرئيس نبيه بري، فاعتبر ان رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة في مجلس النواب ويترأسها الرئيس بري يعني أنّ كل الاستحقاقات الدستورية، بدءًا برئاسة الجمهورية، مرورًا بتكليف رئيس حكومة، وصولا إلى تأليف الحكومة، تمرّ عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد”. ورأى ان “ما يطرحه الرئيس بري يعني وكأن الكتل النيابية ليس لديها حرية الاجتماع بعضها مع بعض، الأمر غير الصحيح إطلاقًا، فيما مهمة الرئيس بري والأمانة العامة لمجلس النواب محصورة بالدعوات إلى جلسات الهيئة العامة والعمل المجلسي، ولا علاقة لهم بتلاقي الكتل النيابية أو عدمه بالحوارات الجانبية، أو التشاور في أي موضوع أو خطوة تراها الكتل النيابية مناسبة” . واتهم “القوات” بري بانه “سخّف ومزّق وتلاعب مئات لا بل آلاف المرات بمفهوم الحوار الذي يمكن ان يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومعلوم ان الحوار الجدي يتم خارج الإعلام وفي الغرف المغلقة، وهذا الحوار بالذات لم يتوقّف لحظة واحدة بين الكتل النيابية في محاولة للتوافق على رئيس جديد للجمهورية، ولكن من دون نتيجة حتى الآن بسبب إصرار الممانعة على آلية غير دستورية، أي طاولة حوار (بِريّة)، ورفضها للآلية الدستورية بالذهاب إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية “. وقال “القوات” ان بري “يهدِّد مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” التي تنص على التداعي والتشاور لجلسة واحدة وليس على الحوار المعلّب مسبقًا بهدف إيصال الوزير السابق سليمان فرنجية “.
ولكن بري قال مساء في حديث تلفزيوني ان ” اجواء الاتصال الذي اجراه به الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الساعات الماضية كان جيدا، وانه ابلغه ان هناك مبادرة لتكتل الاعتدال تحظى بدعمه ودعم الخماسية وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف”. وردا على سؤال عما اذا كانت مبادرة “الاعتدال” قد انتهت، قال بري: “بالعكس، بعدها بعز شبابها “، مشيرا الى انه “اكد للتكتل في زيارته الاخيرة لعين التينة استعداده للمساعدة والتسهيل”.
وفي ظل جولة جديدة سيقوم بها سفراء مجموعة الدول الخماسية على القيادات، زارت امس السفيرة الأميركية ايزا جونسون رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية في بنشعي. كما التقى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.
الجنوب
اما في ملف الجنوب فأكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عقب زيارته لدار الفتوى في اول أيام رمضان “اننا نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محليا ودوليا لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن ، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لارواحهم، وباذن الله فان الامور لن تتطور أكثر من ذلك”. وتمنى ان تجري الانتخابات الرئاسية “في أسرع وقت، واليوم قبل الغد، لان الانتخاب ضروري لكي تستقيم المؤسسات الدستورية وتبدأ ورشة الإصلاح المطلوبة”. وقال “انتخاب الرئيس ليس نهاية المطاف، بل هو بداية أمل من اجل الاصلاح والحل في البلد”.
على الصعيد الميداني في الجنوب لجأ الجيش ال#إسرائيلي مجددا الى استعمال الأسلوب الدعائي فألقى بواسطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني. وجاء فيها: “يا ابن الجنوب، “الح.زب” يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام”.
واستمر التوتر على حاله على الحدود، اذ شن الطـيران الحربي الاسرائيلي غارة على اطراف بلدة الجبين استهدفت منزلا. واعلن الجيش الإسرائيلي ان “طائراتنا الحربية قصفت موقعا عسكريا للح.زب في الجبين وهاجمنا موقعاً عسكرياً في الطيبة خلال الليل”. وتعرضت تلة حمامص لقصف مدفعي. وسقطت مسيرة معادية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا.
من جانبه، اعلن “الح.زب” عن سلسلة عمليات فاستهدف موقع جل العلام كما “شن هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع وأصابت أهدافها بدقة”. واعلن انه تصدى لمسيرة إسرائيلية في أجواء المناطق الحدودية وأجبرها على العودة للأراضي الفلسطينية المحتلة كما استهدف مجموعة للجنود الإسرائيليين عند قيامها بتركيب تجهيزات تجسسية جديدة في موقع المرج بالصواريخ . ونعى الح.زب علي محمد زين من بلدة سحمر في البقاع الغربي.
وفي سياق المواقف من الوضع مع لبنان داخل إسرائيل لفت ما اعلنه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد من أنه “اذا حصلت مصادمات في الشمال، فلن يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها” .وقال لابيد: “إذا لم يتجند “الحريديم” ليس لدينا الحق في إصدار المزيد من الأوامر إلى الاحتياط”.
***************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
أربع غارات ليلية على بعلبك… “الح.زب” يُهدّد: “العين بالعين”
“القوات” تتّهم بري بـ”تسخيف” الحوار… فيردّ: مبادرة “الإعتدال” في عزّ شبابها
سقطت هدنة حرب غزة واستمرت تالياً مشاغلة الجنوب، وكادت أن تسقط محاولة إنجاز الاستحقاق الرئاسي بعد كلام الرئيس نبيه بري الذي نعى مبادرة تكتل «الاعتدال» النيابي، وإعلانه تمسّكه بحصرية الدعوة الى الحوار، وذلك قبل أن يتراجع عن هذا الكلام بكلام مخالف له تماماً، عقب ردٍّ هو الأعنف تصدره «القوات اللبنانية « ضد رئيس البرلمان.
وجاء في ردّ الدائرة الإعلامية في ح.زب «القوات اللبنانية»: «اختلط الأمر على الرئيس نبيه بري فاعتبر أن رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ في أن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية». وأضافت «القوات»: «هذا مخالف للدستور، ويتناقض وميثاق العيش المشترك، ولن يسير به أحد». وتابعت: «سخّف الرئيس بري ومزّق وتلاعب مئات، بل آلاف المرات بمفهوم الحوار». وختمت: «مرتا مرتا تطرحين أموراً كثيرة يميناً ويساراً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسيّة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية».
ماذا في كلام بري الجديد؟ ففي حديث الى قناة «أو تي في» مساء أمس وصف الاتصال الذي تلقاه من المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان مساء الأحد بأنه كان «جيداً، وأبلغناه أنّ هناك مبادرة من تكتل «الاعتدال» ندعمها، وكذلك «الخماسية» وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف».
وهل انتهت مبادرة «الاعتدال»؟ أجاب: «بالعكس بعدا بعز شبابها» .
وعن اتهامه باحباط المبادرة قال: انا كنت وراء المبادرة وطلبت منهم عدم ذكر اسمي بداية لئلا تفشّل، لكن في الجولة الثانية من لقاءاتهم أبديت استعدادي للمساعدة وترؤس «التشاور» بعدما نصحت بعدم استخدام مصطلح «حوار».
وأضاف: «الدعوات للتشاور توجهها الأمانة العامة لمجلس النواب الى رؤساء الكتل. واقترحنا إمكان ان يختار كل رئيس كتلة نائباً ليكون موجوداً الى طاولة التشاور، وأبديت استعدادي لجلسات متتالية».
و رداً على بيان «القوات»، قال: «هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس للجمهورية». وأضاف ممازحاً: «هلأ ناطر العونيين».
وأشار الى أنّ «ملاحظات لبنان على الورقة الفرنسية سلّمها الرئيس ميقاتي للمعنيين وقد تخطاها الزمن». ولفت الى أنه في الطرح الأخير الذي قدمه هوكشتاين (الموفد الرئاسي الأميركي)، هناك نقاط ايجابية يمكن الاتفاق عليها في ما خص الـ1701 لكن كل شيء مرتبط بوقف العدوان على غزة».
وبالنسبة الى موضوع التفاوض على الـ 1701، قال: «لا نفاوض باسم رئيس الجمهورية، بل كل ما يحكى هو تحت سقف تنفيذ الـ1701 لا 1701 جديداً».
وفي قراءة لأوساط المعارضة عبر «نداء الوطن» لما يشهده الاستحقاق الرئاسي حالياً، قالت: «إنّ موقف بكركي مؤيد لمبادرة «الاعتدال» ، وأنّ المسيحيين بمرجعياتهم الروحية وكتلهم النيابية هم مع الخيار الثالث وضد ما يحصل من تشبيح على الدستور».
ومن السياسة الداخلية الى الأحداث الجنوبية، وفي ردٍ على التهديدات الإسرائيلية بشن حرب موسعة على لبنان، قال نائب الأمين العام لـ»الح.زب» الشيخ نعيم قاسم، إنّ هذه التهديدات «إما من باب التهويل وهو الأرجح، وإما أنّ الإسرائيليين جادون، لكننا حاسمون بأننا على أتم الاستعداد. لو حصل أي توسع في العدوان جهوزيتنا عالية، ولن ينفع التهويل وليعلموا أن العين بالعين والسن بالسن».
بدوره ، قال رئيس المجلس التنفيذي في «الح.زب» أنّ «ردَّ المقاومة على استهداف المدنيين في القرى الجنوبية سيكون وسيبقى في عمق المستعمرات». وحذر من «أنّ صواريخ بركان التي تزن 500 كلغ ستسقط بين بيوت المستوطنين».
وذكر أنَّ «المقاومة لم تستخدم (حتى) الآن عدداً كبيراً من صواريخها وهي جاهزة وحاضرة».
وليلاً، شن الطيران الحربي الاسرائيلي أربع غارات على شمسطار ودورس قرب بعلبك.
****************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
منشورات إسرائيلية في جنوب لبنان تحمّل «الح.زب» مسؤولية التصعيد
اتصالات دولية مع الحكومة… وتلويح إسرائيلي باجتياح بري
تتابع الحكومة اللبنانية الاتصالات مع جميع المعنيين، محلياً ودولياً، لإبعاد الحرب عن لبنان، الذي يطالب بتطبيق كامل للقرار الأممي 1701، وسط تصاعد الأصوات الإسرائيلية لاجتياح بري في لبنان، فيما تحافظ الجبهة الجنوبية على سخونتها، ويتواصل فيها تبادل إطلاق النار بين «الح.زب» والجيش الإسرائيلي الذي ألقى مناشير في جنوب لبنان، يحمل فيها الح.زب تداعيات الحرب القائمة.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية محلية بأن الجيش الإسرائيلي ألقى بواسطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني. وجاء فيها: «يا ابن الجنوب، (الح.زب) يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام».
اتصالات دولية
ولم تهدأ جبهة لبنان الجنوبية منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع انخراط «الح.زب» في الحرب، وتتواصل المساعي الدولية لتثبيت استقرار أمني في المنطقة الحدودية، ومنع توسع الحرب إلى الداخل اللبناني، وكان آخرها زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت في الأسبوع الماضي.
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في «دار الفتوى»: «إننا نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محلياً ودولياً لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لأرواحهم، وبإذن الله فإن الأمور لن تتطور أكثر من ذلك».
كذلك، أشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب خلال لقائه سفير تركيا علي باريش أولوصوي، إلى أن «لبنان يبحث عن استقرار الحدود، والهدوء المستدام من خلال تطبيق متكامل للقرار 1701».
لكن الحراك اللبناني يصطدم برفض «الح.زب» وقف القتال قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، كما يصطدم بتصعيد إسرائيلي وتهديدات بلغت خلال الأسابيع الأخيرة تهديدات باجتياح بري للبنان. وتخطت تلك التلويحات الإسرائيلية الإطار العسكري والحكومي المباشر، حيث وصل تصاعد الأصوات إلى المستوى السياسي والح.زبي، وعبّر عنه زعيم ح.زب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، بالقول خلال اجتماع كتلة ح.زبه في الكنيست، إنه «بدون توغل بري إلى لبنان لن نتمكن من ضمان سلامة سكان الشمال». وأضاف: «من يعتقد أن التصور القديم انتهى في 7 أكتوبر فإنه مخطئ. وذاك التصور مستمر في السيطرة على كل ما يتعلق بالقرارات المتعلقة بشمالي البلاد».
استهداف منظومة دفاع جوي
ويقلل «الح.زب» من تلك التهديدات، لكنه يكرر على لسان مسؤوليه أن مقاتليه مستعدون لكل الاحتمالات، بما فيها الحرب الموسعة وضرب أهداف في عمق إسرائيل. والاثنين، أعلن عن استهداف منظومة دفاع جوي إسرائيلية في الجليل الأعلى، وقال في بيان إن مقاتليه «نفذوا هجوماً جوياً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع وأصابت أهدافها بدقة».
وتبعد «ثكنة كيلع» عن الحدود اللبنانية مسافة 15 كيلو متر تقريباً، وتقع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، علماً بأن إعلان الح.زب عن استهداف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية ليس الأول من نوعه، فقد تم ذلك مرتين، إحداهما بطائرات مسيرة، كما قال الح.زب في الشهر الماضي.
وبعدما دوّت صافرات الإنذار في عدة بلدات في الجولان السوري المحتل، بينها مجدل شمس ومسعدة وعين قينيا وبقعاثا، وذلك إثر الاشتباه بتسلل طائرة مسيّرة، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن قصف موقعين عسكريين لـ«الح.زب»، كما أشار إلى سقوط «هدفين جويين» من لبنان في الجولان، في إشارة إلى المسيّرات التي أطلقها الح.زب صباحاً. ولم يدلِ بمزيد من التفاصيل حول طبيعة الاستهداف.
ويواظب «الح.زب» على إطلاق دفعات صاروخية من طراز «كاتيوشا» باتجاه إسرائيل، وتحاول القبة الحدودية اعتراضها، وفقاً لما يظهر في مقاطع فيديو تنشرها وسائل إعلام إسرائيلية. وغداة إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، تحدثت وسائل إعلامها بعد ظهر الاثنين باستهداف منطقة معالوت ترشيحا بـ22 صاروخاً من لبنان، وجرى اعتراض 4 منها، فيما سقطت الصواريخ الأخرى في مناطق مفتوحة.
في غضون ذلك، شن الطـيران الحربي الإسرائيلي غارةً على أطراف بلدة الجبين استهدفت منزلاً، كما تعرضت تلة حمامص قرب مدينة الخيام لقصف مدفعي طال أيضاً أطراف بلدة عيتا الشعب. وسقطت مسيرة إسرائيلية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا، فيما فجّر الجيش اللبناني جسماً مشبوهاً في خراج بلدة برج الملوك.
***************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الملفات الداخلية: لا حوارات ولا انفراجات .. والحدود غارات وتهديدات ومناورات
الملف الاجتماعي وما يدور في فلكه من أولويات وضروريات وأساسيات حياتية تضغط بصورة هائلة اقتصادياً ومالياً على كل مفاصل حياة اللبنانيين، والملفان الرئاسي والجنوبي يتقاطعان عند نقطة اساسية، هي أن لا انفراج وشيكاً يلوح في أفق ملفات مفخخة تتناسل منها عوامل الخوف من الحاضر وويلاته، والقلق على المستقبل من ان يكون اكثر سوءاً وتعقيداً.
في صدارة هذا المشهد الموبوء، تتموضع مكوّنات سياسيّة لا مثيل لها في أي دولة في العالم، حتى في الدول المصنّفة متخلّفة. مكونات رافضة لبعضها البعض، لا بل معادية لبعضها البعض، تندفع بين حين وآخر الى سجالات ومناوشات واتهامات وتجريح وتخوين وتشكيك بالوطنية والانتماء، كثيراً ما تتّسم هذه الاشتباكات بالحدّة والصراخ. الاّ أنّ ذلك لا يغيّر في حقيقة انّها سجالات فارغة، حول امور وملفات لا تستطيع هذه المكونات ان تقرّر في ايّ منها.
الرئاسة ميؤوس منها
فالملف الرئاسي، وفق ما يقول مسؤول كبير لـ”الجمهورية: “صار ميؤوساً منه.. إننا كمن يخدع نفسه عندما نحاول أن نقنع أنفسنا بأنّ الحراكات والوساطات ستؤدّي الى توافق على رئيس للجمهورية”.
اضاف: “يجب أن نرى الصّورة كما هي. فالأمر منتهٍ منذ بدايته، هناك في الداخل من لا يريد رئيساً للجمهورية، ويصرّ على ترشيحات خلافية، ويرفض التوافق عليها او على خيارات رئاسية غيرها. وفي المقابل، فإنّ اصدقاء لبنان في دول الخارج الذين يستعجلون انتخاب رئيس الجمهورية، يتجنّبون بدورهم، او بمعنى أدقّ يرفضون في الوقت نفسه، ممارسة ايّ ضغوط على أصدقائهم في لبنان لكي يتوافقوا ويلبّوا الدعوات المتكرّرة الى التعجيل في انتخاب الرئيس، وفي اللقاءات مع الموفدين الأجانب، كان التأكيد عليهم اكثر من مرّة لبذل جهودهم مع حلفائهم المباشرين وإقناعهم بجدوى التوافق وضرورته، وحتى الآن لم نلمس شيئاً من هذا القبيل”.’
محاولات متتالية فاشلة
وعلى الرغم من هذا الانسداد، يؤكّد رافعو لواء التوافق، وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، على الّا يتوقف العزف على الوتر حتى يفك اللحام. ففي قناعته انّه لا مفرّ من هذا التوافق في نهاية المطاف. وعلى هذا الأساس تحرّك بمبادرات سابقة، وتفاعل ايجاباً مع محاولات الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان، وبعدها مع حراكات “اللجنة الخماسيّة” من ثم أيّد بالكامل تحرّك نوّاب “كتلة الاعتدال الوطني” لبلوغ التوافق المنشود. إلّا انّ كلّ تلك الحراكات والوساطات التي تقاطعت عند الحاجة الملحّة الى توافق لبناني- لبناني على رئيس، اصطدمت بالمنطق الرافض لهذا التوافق، ما يعني اننا ما زلنا في مربّع الفشل.
معارك جانبية
وقالت مصادر في “كتلة التنمية والتحرير” لـ”الجمهورية”: “انّ بلوغ انتخابات رئاسة الجمهورية يوجب سلوك خط مستقيم يبدأ بالحوار والنقاش وينتهي بالتوافق. هذا هو المعبر الإلزامي للحل الرئاسي. وضمن هذا المسار فقط يمكن القول إنّ في الإمكان انتخاب الرئيس، ودون ذلك سنبقى ندور في الدوامة ذاتها. وامر طبيعي جداً أن يقود رئيس مجلس النواب هذا الحوار، والمعارك الجانبيّة التي يحاول بعض الاطراف افتعالها على هذا الامر لا تعدو اكثر من تأكيد متجدّد من قِبلها على رفض انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي ابقاء الوضع على ما هو عليه من خلل وشواذ”.
المعارضة: مسرحيات
وقالت مصادر معارضة لـ”الجمهورية”: “الحوار الذي يريدونه مضيعة للوقت، ولو أنّهم جدّيون في حسم الملف الرئاسي، لكانوا دعوا الى جلسة انتخاب بدورات متتالية لننتهي من هذا الامر”.
اضافت: “يحاولون ان يخدعونا بمسرحيات الحوار، حيث انّهم يقولون بضرورة التوافق، وفي الوقت نفسه يُفشل “الح.زب” علناً مبادرة “كتلة الاعتدال” بإعلان تمسكه بترشيح سليمان فرنجية. وموقفنا واضح لهذه الناحية بأننا لا يمكن ان نسلّم البلد لمحور الممانعة، ولن نذهب الى حوار لا يريدون منه سوى ان يفرضوا مرشحهم علينا”.
“الخماسية” تحرّك جديد
وسط هذه الأجواء المقفلة، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، عن أنّ سفراء “اللجنة الخماسية” سيواصلون تحرّكهم وجهودهم لتوفير المناخات التي يمكن ان تعجّل في تلاقي المكونات السياسية والتوافق في ما بينها على رئيس للجمهورية. وقالت انّ ثمة تحضيرات لتحرّك جديد لسفراء الدول الخمس في المدى المنظور، مرجحة ان يكون هذا التحرّك في اتجاه اللقاء من جديد بينهم وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.
الحضور الفرنسي
على انّ اللافت للانتباه في موازاة ذلك، كان الاتصال الهاتفي الذي اجراء الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان بالرئيس بري، وناقش معه الوضع الرئاسي وتطورات الوضع في الجنوب. وفيما قالت المصادر الديبلوماسية انّها تقرأ حضور لودريان بشكل مباشر على هذا الخط، بأنّه عامل مساعد لا يخرج عن حراك وهدف “اللجنة الخماسية”، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”: “انّ السفارة الفرنسية في بيروت كان لها دور في حصول هذا الاتصال، ومحاولات تأمينه خلال منتصف الاسبوع الماضي، عبر اتصالات مع عين التينة، حيث تمّ التوافق على موعد هذا الاتصال في الساعة السادسة والربع من مساء الأحد. وهذا ما حصل بالفعل”.
اما في الجانب الآخر لهذا الإتصال، كما تقول المصادر، فإنّ لودريان سبق له ان تعرّض لمداخلات من داخل “اللجنة الخماسية” تناولت دوره، وهو أمر لا يريح الفرنسيين، ومغزى الاتصال، وإن كان يكمل او يتناغم مع حراك “الخماسية”، فإنّه في جانبه الأساسي ايضاً قد يبدو رسالة فرنسية تعكس إصرار باريس على تأكيد حضورها وفعالية دورها في كلّ الملفات الداخلية، سواءً كدولة يمثل لها لبنان رمزية تاريخية، او كدولة عضو في “اللجنة الخماسية”. واولويتها كما اكّدها الرئيس ايمانويل ماكرون إنهاء عاجل لأزمته الرئاسية ومنع تمدّد الحرب الى لبنان.
بري: الاتصال جيد
وكشف الرئيس بري انّ “الاتصال الذي تلقّاه من لودريان كان جيداً” وقال انّه أبلغ الى الوسيط الفرنسي انّ هناك مبادرة لـ”تكتل الاعتدال” تحظى بدعمه ودعم “الخماسية” وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت مبادرة الاعتدال قد انتهت، قال بري: “بالعكس، بعدها بعز شبابا”، مشيراً الى انّه اكّد للتكتل في زيارته الاخيرة لعين التينة استعداده للمساعدة والتسهيل.
وعلى الخط الجنوبي، جدّد رئيس المجلس التأكيد انّ كل شيء مرتبط بوقف العدوان على غزة، كاشفاً عن نقاط عدة يمكن الاتفاق عليها في ما خصّ القرار 1701.
الى ذلك، كانت لافتة امس، زيارة السفيرة الاميركية ليزا جونسون الى بنشعي ولقاؤها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حيث جرى بحث في آخر المستجدات السياسية والاقليمية.
الوقت يضيق أمنياً
من جهة ثانية، وفي موازاة التصعيد المتفاقم على الجبهة الجنوبية، كشفت معلومات موثوقة لـ”الجمهورية” عن اشارات دولية تتوالى في اتجاه لبنان، تنطوي على مخاوف من تطورات خطيرة محتملة على هذه الجبهة، وتحذّر من أنّ الوقت يضيق على الصعيد الأمني، وتدعو الى الانخراط السريع في حل سياسي يجنّب المنطقة مخاطر الحرب والمواجهة الواسعة.
وبحسب المعلومات، فإنّ تلك المخاوف متأتية من أنّ احتمالات بلوغ الهدنة في قطاع غزة تتضاءل، ما قد يجعل الامور تتدحرج في اي لحظة الى مستويات تصعيدية خطيرة، ما يوجب على لبنان أن ينأى بنفسه عن دائرتها. ويبرز في هذا السياق ما نقله ديبلوماسيون اوروبيون من مخاوف من انّ اسرائيل بدأت تحضّر لمواجهات شاملة، وتمهّد لتهديدات متتالية عبر مستوياتها السياسية والأمنية، وبمناورات عسكرية وميدانية يجريها الجيش الاسرائيلي تحاكي حرباً واسعة.
“الح.زب”: جاهزون
وفيما تبلّغ الديبلوماسيون الاوروبيون موقف لبنان بالتزام القرار 1701 وتطبيقه بكل مندرجاته، ومقاومة اي عدوان تشنّه اسرائيل على لبنان، اعلن “الح.زب” انّه غير معني بالتعامل مع التهديدات الاسرائيلية، وما اذا كانت جدّية او للتهويل، وقال نائب الامين العام للح.زب الشيخ نعيم قاسم: الح.زب مستعد بجهوزية عالية للردّ على اي عدوان. العين بالعين والسن بالسن ..ولنترك الميدان يحسم الخيارات”.
مناورة اسرائيلية
الى ذلك، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي أطلق رسالة جديدة باتجاه الأمين العام لـ”الح.زب” السيد نصرالله، وذلك إثر إعلانه إنهاء مناورة على إمداد مُتعدّد الأذرع تحت النيران، وذلك في إطار الإستعداد للحرب ضدّ “الح.زب” في لبنان. وتأتي تلك التدريبات العسكرية بعدما قال قائد القيادة الشمالية، اللواء أوري غوردين، قبل يومين، إنّ الجيش الإسرائيلي يعزز استعداده لشن هجوم في لبنان.
وبحسب الصحيفة، “فإنّه في إطار التمرين الذي نفّذه الجيش الإسرائيلي، فقد تدرّبت القوات على نقل المعدات والمياه والوقود وأنواع الذخيرة خلال الطوارئ إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية، وشمل التمرين ايضاً تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها، وأيضاً نقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض”.
وفي تقرير آخر، انتقدت الصحيفة “عدم تغيّر الوضع عند جبهة لبنان، مشيرةً إلى أنّ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يُطلق تهديدات ضدّ لبنان منذ 5 أشهر، لكن الأمور ما زالت على حالها، خصوصاً أنّ “قوة الرضوان” التابعة لـ”الح.زب” ما زالت موجودة عند الحدود.
وقال التقرير إنّ “الح.زب” أطلقَ 35 صاروخاً على مُستعمرة ميرون خلال بضع دقائق، الأحد (امس الاول) ، وذلك رداً على هجومٍ إسرائيلي طال منزلاً في بلدة خربة سلم. وأضاف: “كذلك، تمّ إطلاق سلسلة من الإنذارات في كل أنحاء أصبع الجليل خوفاً من تسلّل الطائرات الآتية من لبنان، لكن ما تبين في ما بعد أنّ الإنذارات كاذبة”. ويلفت التقرير إلى أنَّ أيام المعركة عند الحدود مع لبنان لا تتوقف، مؤكّداً أنّ “صبر سكان المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان بدأ ينفد، وذلك رغم التصريحات المتكرّرة لكبار المسؤولين الإسرائيليين وخصوصاً وزير الدفاع يوآف غالانت”.
وفي موازاة ذلك، كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم”، أنّ “إسرائيل” تهدف إلى إنجاز ميناء لها في قبرص (لارنكا) خلال 60 يوماً، لفتح طريق إمداد آخر لها في حال قصف “الح.زب” ميناء حيفا”.
وتحدثت أيضاً عن “استعدادات شاملة مشتركة بين الوزارات”، تهدف إلى إعداد “إسرائيل” لحرب من الشمال، وفي هذه الحالة قد يشكّل ميناء لارنكا حاجة ملحّة لها، من أجل منع وضع يتمّ فيه عزلها تجارياً، وقطعها عن الإمداد خلال الحرب
وقال رئيس ح.زب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان: “ما يحصل في الشمال خزي وانكفاء ومسّ قاتل بالردع الإسرائيلي”.
وبحسب الاعلام الاسرائيلي، فإنّ الجيش الاسرائيلي أدرك في الأشهر الأربعة الأخيرة أنّ ترسانة أسلحة “الح.زب” تتضمن العديد من الذخائر الدقيقة، بعضها بمسار مسطح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدروع والتي يصل مداها إلى حوالى 10 كيلومترات، كما أنّ بعضها لا يحتاج إلى خطّ رؤية متواصل بين منصّة الإطلاق والهدف، إذ تجاوزت الصواريخ الدقيقة التلال وانفجرت على أهداف في كريات شمونة ومحيطها”.
واشار موقع “واللا” الإسرائيلي، الى إنّ هذه “الأثمان تتجلّى في الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا أو أصيبوا، وكذلك في تشويش نسيج الحياة والضرر الاقتصادي وتدمير البنى التحتية المدنية والعسكرية والأمنية”.
وقال: “إنّ من بين البنى التحتية العسكرية التي تضرّرت حتى الآن قاعدة الجيش الإسرائيلي في “ميرون”، ومقرّ قيادة المنطقة الشمالية، وفي فرقة الجليل، وغيرها من المواقع على طول “خط التماس. والثمن يشمل أيضاً عبئاً ثقيلاً على الجيش الإسرائيلي، إذ يُطلب منه نشر قوات نظامية واحتياطية في البحر والجو والبر، من أجل الاستعداد لمفاجآت وسيناريوهات محتملة، بما في ذلك مناورة كثيفة، في وقت لا يزال فيه الجيش الإسرائيلي غارقاً في قطاع غزة ويستعد لعملية عسكرية في الجنوب.
الوضع الميداني
وكانت منطقة الحدود الجنوبية قد شهدت تصعيداً ملحوظاً في العمليات العدوانية التي يشنّها الجيش الاسرائيلي على المناطق والبلدات اللبنانية، حيث نفّذ غارة جوية على بلدة الجبين وغارة على الناقورة وعيتا الشعب، بالتزامن مع قصف مدفعي طال مختلف البلدات المحاذية للحدود. والقى مناشير يحرّض على “الح.زب” فوق منطقة الوزاني.
وفي المقابل، اعلن “الح.زب” انّ المقاومة الاسلامية استهدفت موقع السماقة في تلال كفر شوبا، وموقع جل العلام، ومجموعة من الجنود الاسرائيليين كانت تحاول إعادة تركيب اجهزة تجسسية في موقع المرج، ومربض مدفعية الجيش الاسرائيلي في خربة ماعر، وانتشاراً لجنود العدو في موقع الراهب، كما نفّذت هجوماً بأربع مسيّرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع.
***********************
افتتاحية صحيفة اللواء
توازن الحسابات يتحكّم بـ«جبهة الجنوب».. وغارات ليلاً على البقاع
المعارضة تستعد للتحرُّك بوجه بري.. وقرارات مالية بعد تصنيفات الليرة
فيما مضى بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الحرب في «دولة الاحتلال» إلى كيده الحربي ممنياً النفس بإكمال تحقيق بعض من أهدافه في إضعاف حركة «ح» مسقطاً الآمال التي كانت معلقة على «هدنة رمضان» ، خرج المشهد اللبناني عن دائرة التبصير والتنجيم، ومضى الح.زب إلى رسم الخيارات بالمواجهة، إذا حدث ما حدث من تهديدات أي ان الحرب من نتنياهو إلى وزير الدفاع ورئيس الاركان، وقائد المنطقة الشمالية، في كشف ان «تل ابيب» تأخذ في الحسبان إمكان تعرض ميناء حيفا للقصف المدفعي والصاروخي ، فسعت إلى التفاهم مع قبرص لاستحداث مرفأ هناك يسمح لها بتصدير الطاقة.
وفي السياق، أكد مصدر دبلوماسي مطلع أن توازن الحسابات، سواء لجهة المواجهة وكلفتها وتوقيتها بين اسرائيل والح.زب تتحكم ربطاً بمجريات المواجهة، وليس فقط ما يجري على جبهة غزة.
ومع المشهد الرمضاني، الذي سجّل أول أيامه بارتفاع غير مسبوق لأسعار الخضار والفواكه والدواجن واللحوم على اختلافها، سجلت لقاءات التهنئة بحلول الشهر الكريم تأكيدات على أهمية السعي الدؤوب لابعاد شبح الحرب واحتواء التوترات الداخلية.
ومن دار الفتوى، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي، بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان:
المعنيين محليا ودوليا لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن ، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لارواحهم، وباذن الله فان الامور لن تتطور أكثر من ذلك».
وعما إذا كان يتوقع انتخاب رئيس الجمهورية قريبا،أجاب الرئيس ميقاتي «أتمنى ان تجري الانتخابات في أسرع وقت، واليوم قبل الغد، لان الانتخاب ضروري لكي تستقيم المؤسسات الدستورية وتبدأ ورشة الإصلاح المطلوبة»
وختم ميقاتي «انتخاب الرئيس ليس نهاية المطاف، بل هو بداية أمل من اجل الاصلاح والحل في البلد».
بري: لودريان يدعم الاعتدال»
رئاسياً، نقل عن الرئيس نبيه بري وصفه الاتصال الذي أجراه معه الوسيط الفرنسي جان ايف- لودريان بالجيد، وأنه أبلغه، بأن هناك مبادرة تكتل الاعتدال تحظى بدعمه ودعم الخماسية.
وقال بري، حول ما إذا كانت المبادرة انتهت: لا بعدها بأول شبابها، وكشف أنه يوم السبت الماضي استعداده للمساعدة والتسهيل معتبراً أن كل شيء في هذه المرحلة يرتبط بما يجري في غزة، وأن هناك نقاطاً في القرار 1701 يمكن التفاهم حولها.
وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن موقف الرئيس نبيه بري بشأن ترؤسه الحوار من دون شروط مسبقة أعاد خلط الأمور بالنسبة إلى مسعى تكتل الاعتدال الوطني، واعتبرت أن هذا الموقف يستتبع ردود فعل ، ما قد يؤخر تقدم هذا المسعى.
واوضحت أنه في المقابل لا يمكن الحديث عن انتهاء هذا المسعى، ومن هنا فإن الأيام النقبلة تحمل معها اجوبة بشأن ما قد يحصل حول تفاعلها ، معتبرة أن قوى المعارضة تتدارس الخطوة المقبلة ومن المرتقب أن يصدر عنها موقف ، لافتة إلى أن هناك إمكانية في أن يتم تجاوز كلام الرئيس بري بأعتبار ات الهدف انعقاد جلسة الأنتخاب، ولذلك لا بد مت انتظار الوقت لمعرفة ما يمكن أن يحل بهذا المسعى.
القوات ترد
ولم تتأخر «القوات اللبنانية» عن الرد على ما نقل عن الرئيس بري لجهة أن «الامانة العامة لمجلس النواب هي التي توجه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في «الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة» فصدر عن الدائرة الاعلامية في «الح.زب» :اختلط على الرئيس نبيه بري، فاعتبر ان رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة في مجلس النواب ويترأسها الرئيس بري يعني أنّ كل الاستحقاقات الدستورية، بدءًا برئاسة الجمهورية، مرورًا بتكليف رئيس حكومة، وصولا إلى تأليف الحكومة، تمرّ عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد. وما يطرحه الرئيس بري يعني وكأن الكتل النيابية ليس لديها حرية الاجتماع بعضها مع بعض، الأمر غير الصحيح إطلاقًا، فيما مهمة الرئيس بري والأمانة العامة لمجلس النواب محصورة بالدعوات إلى جلسات الهيئة العامة والعمل المجلسي، ولا علاقة لهم بتلاقي الكتل النيابية أو عدمه بالحوارات الجانبية، أو التشاور في أي موضوع أو خطوة تراها الكتل النيابية مناسبة. لقد سخّف الرئيس بري ومزّق وتلاعب مئات لا بل آلاف المرات بمفهوم الحوار الذي يمكن ان يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ليزا في بنشعي
دبلوماسياً، وفي اطار جولاتها على الشخصيات النيابية، زارت السفيرة الاميركية ليزا جونسون المرشح الرئاسي سليمان فرنجية في دارته في بنشعي وناقشت معه المواضيع الراهنة، سواء في الجنوب أو في غزة، واستمعت إلى وجهة نظره إزاء ما يجري.
نفي..ومخاوف
مالياً، تعيش الاوساط المالية والمصرفية انتظارات محفوفة بالمخاطر من دول الارتكاز إلى خيارات قاطعة.
ونفى وزير المالية تحديد سعر الصرف للسحوبات على الـ 2500 ليرة للدولار الواحد، وقال في بيان «البت في هذا الموضوع أصبح أمراً ملحاً لتفادي اتضليل والاستنسابية والاطاحة بحق المودعين».
وفي السياق المالي، انشعلت الاوساط المالية والنقدية بتقدير وكالة بلومبورغ، حول الاداء الأسوأ لليرة اللبنانية، وتراجعها ازاء الدولار بأكثر من 83%، وانعكاسات ذلك على التعاملات أو على وضعية استقرار صرف الدولار في الاسواق الداخلية.
في هذا الوقت، كانت المعلومات تتحدث عن أجواء وصفت بالإيجابية خلال لقاء وفد الخزانة الاميركية مع حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري لجهة ما تردد عن حرص بعدم إلمامها بتحويل أموال من لبنان إلى حركة ح .
قضية الراهبة
وتفاعلت قضية الراهبة «مايا زيادة» التي عوقبت بإبعادها عن المدرسة التي كانت تدرس فيها، لأنها طلبت من التلامذة أن يصلوا للجنوب ، رجاله ونسائه وأطفاله وشهدائه»
وأعرب النائب جبران باسيل عن تقديره وتضامنه مع زيادة التي كانت تطبق بذلك تعاليم السيد المسيح.
وقف الدوريات المشتركة
ولم تنتهِ قضية استهداف اسرائيل دورية مشتركة من قبل يومين في منطقة عيتا الشعب، كانت تضم جنودا لبنانيين ومن اليونيفيل (قوات الطوارئ الدولية) ، فأبلغت قيادة منطقة جنوب الليطاني في الجيش بموجب رسالة إلى اليونيفيل وقف الجيش اللبناني الدوريات المشتركة جنوبي النهر.
استهدافات المقاومة
ميدانياً، استهدفت المقاومة الاسلامية مجموعة جنود الاحتلال عند قيامها بتركيب تجهيزات تجسسية جديدة، في موقع المرج بالاسلحة الصاروخية كما استهدفت المقاومة انتشاراً لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع الراهب، كما قصفت المقاومة الاسلامية موقع جل العلام بالاسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة.
وكانت بليدا شيعت شهداء الغارة المعادية على بلدة خربة سلم وأدت إلى استشهاد عائلة حسين مرجي، المؤلفة من أم وشابين، بموكب حاشد، على بعد أمتار قليلة من الحدود حيث جنود الاحتلال.
بدوره، زعم الجيش الاسرائيلي في بيان له أنه قصف «بنية تحتية ومنشآت عسكرية لـ «الح.زب» في عيتا الشعب والناقورة».
ونقل عن زعيم المعارضة في اسرائيل يائير لابيد قوله: إذا حصلت مصادمات في الشمال عند جبهة لبنان وفقاً لرئيس المعارضة، فإنه لن «يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها مشيراً إلى أنه «الجيش صغير، والتحديات كبيرة».
وفي محاولة مكشوفة رمت مسيرة اسرائيلية مناشير فوق منطقة الوزاني في الجنوب، تحرّض الاهالي على الح.زب.
البقاع
وليلاً استهدفت اربع غارات اسرائيلية ليلاً مدارس المهدي في شمسطار، ومخازن السجاد في جرود طاريا – بعلبك ومحطة دار الامل في بعلبك، وغارة رابعة على منطقة دوروس.
وأدت الغارات إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.
************************
افتتاحية صحيفة الديار
جبهة الشمال تربك «إسرائيل»… تهويل وإقرار بالعجز… وجهوزيّة الح.زب عالية!
تحذيرات من حرب استنزاف طويلة… المسيّرات تخترق دفاعات «كيلع» المتطوّرة
مُبادرة «الاعتدال» الرئاسيّة تترنح وبري لا ينعاها.. والليرة تتصدّر كأسوأ العملات – ابراهيم ناصرالدين
على وقع تصدر «الليرة» اللبنانية قائمة اسوأ العملات مقابل الدولار، تفرمل الحراك الرئاسي ومعه ايضا التحرك الاميركي حول الحدود الجنوبية، لان مَن ظن بان الفصل بينها وبين الحرب على غزة لا يفقه «الف باء» السياسة والديبلوماسية. وبانتظار اتصالات تجري بعيدا عن الاضواء للتوصل الى هدنة مؤقتة في القطاع، تتضاءل فرصها وان لم تكن معدومة، يغرق لبنان في تجاذبات «مخجلة» حول ما يجري جنوبا، وتنقسم البلاد حول خطاب وطني لاحدى الراهبات، فيما «تترنح» مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» الرئاسية على وقع خلافات شكلية، تكشف حقيقة زيف الرغبة في انجاز الاستحقاق داخليا وخارجيا، بعد ان ثبت ايضا عن حراك سفراء «الخماسية»، لا «يسمن ولا يغني عن جوع».
اذا،التعقيدات الميدانية، وغياب المفهوم الحقيقي للانتصار «اسرائيليا»، والنفاق الاميركي، وغياب الوزن العربي والاسلامي في التأثير بالاحداث، وتواطؤ البعض مع الاهداف «الاسرائيلية»، كل هذا اسقط هدنة رمضان «المزعومة». وفي انتظار تطور من خارج التوقعات، فان حرب الابادة على غزة مستمرة، وجبهات المساندة مستمرة ، ومنها الجبهة الجنوبية . فلا تراجع عن هذه الاستراتيجية، كما اكد الح.زب امس رافضا اي ضغوط، ومؤكدا الجاهزية العالية للرد على اي توسع للعدوان.
اما الترجمة العملية فكانت عمليات نوعية بالامس، ابرزها هجوم باربع مسيرات انقضاضية على موقع «كيلع» في الجولان، والذي يبعد 15 كلم عن الاراضي اللبنانية، وباعتراف وسائل اعلام العدو، فقد تعرضت «اسرائيل» لضربة نوعية، لان هذا الموقع يؤدي في الاصل دورا مركزيا في حماية التشكيلات الدفاعية والمعسكرات في المنطقة الشمالية، لكنه فشل في حماية نفسه، مع العلم انه محصن بتكنولوجيا متقدمة لم تنجح في اعتراض المسيرات؟!
ارباك «اسرائيلي» في الشمال ؟
وعلى الرغم من الخلاف بين الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو حول من يحمي «اسرائيل» اكثر، فان بايدن الغاضب من نتانياهو اكد ان فرض قيود على المساعدات العسكرية «لاسرائيل» ليس الوسيلة الأكثر فعالية!
في هذا الوقت، يسود الارباك المستويين السياسي والعسكري في كيان الاحتلال حيال كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية، فبعد ساعات على التهويل بالاعلان عن رسم خطط لهجوم بري على لبنان، اعلن زعيم المعارضة «الاسرائيلية» يائير لابيد انه إذا حصلت صدامات في الشمال، فلن يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها. وقال انه إذا لم يتجند «الحريديم»، ليس لدينا الحق في إصدار المزيد من الأوامر إلى الاحتياط .
فيما اعلنت القناة 13 العبرية ان الجنود «الإسرائيليين» مُتعبون، والألوية الثلاثة «جفعاتي» و «الكوماندوس» و «السابع» مستنزفون من القتال الصعب.
في المقابل، كرر نتانياهو تهديداته للح.زب، وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان «اسرائيل» تسعى لاستئجار مرفأ في قبرص كبديل عن مرفأ حيفا، الذي سيتعرض للقصف في حال اندلاع حرب مع الح.زب. وتجهيزًا لحربٍ في الشمال، قالت الصحيفة ان الجبهة الداخلية اطلقت عملية «المرساة الصلبة»، حيث تم توفير وتجهيز مواقف السيارات أسفل الأرض لتوفير الحماية لعشرات الآلاف من «الإسرائيليين»، الذين لا تتوافر لديهم ملاجئ أو غرف آمنة؟!
جهوزية الح.زب
في المقابل، اعلن نائب الامين العام للح.زب الشيخ نعيم قاسم ان الح.زب مستعد للرد، ولو حصل أي توسع في العدوان، فإن المقاومة هي في جاهزية عالية ، ولن تتراجع عن مساندة غزة. وقال: ان المقاومة مستمرة في المساندة والدفاع ، ومصممة على ردع «إسرائيل» وإرباكها ولن يؤثر فيها التهويل، فـ «العين بالعين والسن بالسن».
لا فصل بين الجبهتين
وازاء هذه «المراوحة»، اكدت مصادر سياسية بارزة، ان كل من التقى الموفد الاميركي اموس هوكشتاين، بات مقتنعا بان واشنطن سلمت بالترابط بين جبهتي جنوب لبنان وغزة، وربط كل حديث عن تهدئة جبهة الجنوب لن يحدث، الا بتحقيق انجاز في مسار التهدئة على جبهة غزة، والحديث عن وجود احتمال لفصل المسارين لم يعد ممكنا، بعد حصوله على اجوبة حاسمة في بيروت.
وهكذا لا جديد رئاسيا، ولا على صعيد وقف النار في الجنوب، فالرهان الآن على حدث من خارج التوقعات في الاقليم، الذي يشهد «ولادة» شرق اوسط جديد بموزاين قوى مختلفة يفرضه الميدان في غزة ولبنان والبحر الاحمر، ولم يكن ينقص هذا المشهد الا المناورة البحرية الايرانية- الروسية- الصينية في بحر عمان، لكي تزداد تعقيدات المشهد الدولي، ويدرك البعض ان ما يجري كبير جدا، ولا يمكن التعامل معه بنقاشات عقيمة في الداخل، وبنظرة تكتيكية ضيقة لا تفقه الابعاد الاستراتيجية لما يحصل.
صراع بايدن – نتانياهو!
ووصلت تحذيرات الى بيروت، من خطر ان يدفع لبنان والمنطقة ثمن الصراع بين بايدن ونتانياهو، الذي يقاتل الآن للحفاظ على وجوده السياسي، بعد ان بلور مستشارو الرئيس الاميركي استراتيجية جديدة للحرب على غزة في فترة انتخابات الرئاسة، وعنوانها: «بيبي إلى البيت»… فهو قد يفعل اي شيء للبقاء.
اما بالنسبة للاميركيين، فان نتانياهو يمنع اميركا و «اسرائيل» من تحقيق أهدافهما في ميدان المعركة ضد حركة ح وكذلك الح.زب. كما يرفض الأميركيون سياسة بلادهم حيال عدوان «إسرائيل» على قطاع غزة، حيث أظهر استطلاع أجرته مؤسسة «يوغوف»، أنّ 52% من الأميركيين يتفقون على أنّ الحكومة الأميركية يجب أن توقف شحنات الأسلحة إلى «إسرائيل»، لوقف هجماتها على قطاع غزة.
تحذير من حرب استزاف طويلة!
وفي هذا السياق، اكدت اوساط ديبلوماسية، انه ربما تطول حرب الاستنزاف على الجبهتين 8 اشهر اخرى، بانتظار الاستحقاق الانتخابي الاميركي. فتهديدات نتنياهو للح.زب بتوسيع الحرب تبدو فارغة، لكن هذا لا يعني الارتقاء اكثر في التصعيد، مع نصائح من مستشارين عسكريين باستهداف البنية التحتية اللبنانية ، دون الذهاب الى حرب واسعة. اما وعده لتحقيق «النصر المطلق» على حركة ح فيظهر بدون أي غطاء الآن.
وبحسب «هارتس» فانه من المشكوك فيه البدء بفتح عملية هجومية لاحتلال رفح، التي يكرر نتنياهو التهديد بها. فثمة حاجة للمزيد من القوات العسكرية لاحتلال المدينة الواقعة على الحدود مع مصر، بما في ذلك تجنيد الاحتياط بشكل كبير، وامتلاك خطة معقدة لإخلاء السكان من المنطقة، التي يمكن أن تستغرق الجيش أسابيع. فالجيش يفضل الآن فترة راحة وإعادة تنظيم سيناريوهات التصعيد المحتمل في لبنان.
استهداف البنية التحتية
وفي هذا السياق، قال مدير العمليات السابق في وزارة الحرب «الإسرائيلية» الجنرال المتقاعد يسرائيل زيف إن «إسرائيل» غرقت في اعتبارات عسكرية تكتيكية في قطاع غزة، «دون أي تصور استراتيجي عكس حركة ح التي تمتلك هذا التصور، وانتقلت من مرحلة الصدام العسكري المباشر إلى حرب عصابات تلحق أضرارا بالجيش الإسرائيلي».
وقال: «إن حرب العصابات (وبينها تكتيكات الفخاخ المتفجرة)، التي باتت تشبه حرب العصابات التي كان يخوضها الح.زب، تناسب الحركة وتلحق خسائر بـ «إسرائيل»، لأن جيشها في صورته الحالية ليس مُصمَّما لتبقى فرقه في كل بقعة من غزة».
وفي ما يتعلق بلبنان، دعا الجنرال زيف إلى عدم الاكتفاء بتوجيه الضربات إلى الح.زب في الجنوب، وإنما أيضا إلى استغلال الوضع الهش للحكومة اللبنانية للضغط عليها، بما في ذلك التلويح باستهداف البنية التحتية»!.
اغتيال نصرالله؟!
في هذا الوقت، وامام العجز «الاسرائيلي» عن اجتراح الانجازات، نقل موقع «يونت الاسرائيلي» عن مصادر امنية، تأكيدها انه وعلى الرغم من الملاحقة المكثفّة للسيّد
نصر الله بهدف اغتياله، ما زالت مستمرّةً دون توقفٍ، إلّا انها أقرّت واعترفت أنّ الفرصة الوحيدة التي كان من الممكن تنفيذ عملية الاغتيال الأخيرة والوحيدة، كانت عندما قام الح.زب باختطاف الجنود «الإسرائيليين» قُبيل حرب لبنان الثانية في العام 2006، حينذاك عقد السيّد مؤتمرًا صحافيًا علنيًا، وأكّد فيه عملية الاختطاف وتحمل المسؤولية، لكن لأسبابٍ لم تُفصِح عنها المصادر، لن تخرج عملية الاغتيال إلى حيّز التنفيذ، بحسب الجنرال في الاحتياط رونين كوهين، الذي شغل منصب نائب قائد وحدة البحث في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان).
وكشف الموقع العبريّ النقاب عن أنّه بعدها قامت «إسرائيل» بصرف مبالغ كبيرةٍ جدًا، وبذلت جهودًا جبارّةً للتوصل الى معلوماتٍ عن مكان وجود الأمين العام للح.زب، إلّا أنّها فشلت حتى اللحظة في العثور عليه.
الاغتيال يعني الحرب!
وفي السياق نفسه، اكد الجنرال المقاعد غرشون هكوهين، إنّه من غير المستبعد أنْ تقوم «إسرائيل» باغتيال نصر الله فجأةً، «بيد أنّ النتيجة ستكون اندلاع الحرب»، لكنه اكد إنّ «تصفية زعيم الح.زب لن تؤدي الى اختفاء التنظيم»، وقال : «ان الح.زب لا يقوم بين الفينة والأخرى بتغيير سياساته، واليوم الح.زب معنيٌّ بشلّ شمال «إسرائيل» وقتل الجنود من الجيش في كلّ فرصةٍ تسنح له، لذا فإنّه على الرغم من أنّ الجيش يقوم بمهاجمة أهدافٍ تابعةٍ للح.زب في العمق اللبنانيّ، فإنّ ذلك لا يردع الح.زب، بل على العكس، يقوم بالردّ بقصف جبل الجرمق، وحيفا ومدينة الخضيرة»….
يوم المسيّرات الانقضاضية
ميدانيا، شن الح.زب هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة «كيلع»، وأصابت أهدافها بدقة. كما اعلن انه استهدف موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة، وأصابه إصابةً مباشرة. فيما امطرت الجليل الغربي ب22 صاروخا تزامن مع صواريخ اطلقت من اليمن على «ايلات».
وفيما نعى الح.زب الشهيد على طريق القدسعلي محمد زين «بلال» مواليد عام 1991 من بلدة سحمر في البقاع الغربي، جرى تشييع شهداء بلدة بليدا بمأتم مهيب.
في هذا الوقت تواصلت الاعتداءات «الاسرائيلية»، حيث شن الطـيران الحربي عدة غارات على البدات الجنوبية، منها غارة على اطراف بلدة الجبين استهدفت منزلا قبل ظهر امس. وتعرضت تلة حمامص لقصف مدفعي. كما سقطت مسيّرة معادية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا – قضاء حاصبيا.
وفي اطار الحرب النفسية الفاشلة، ألقى جيش العدو الإسرائيلي بواسطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني تحرّض على المقاومة.
الانقسام «العار»
وفي واحدة من مشاهد «العار» اللبنانية، جاءت دعوة اهالي الطلاب في إحدى مدارس كسروان إلى الاضراب، احتجاجاً على قيام الراهبة مايا زيادة بدعوة طلاب المدرسة إلى الصلاة لرجال المقاومة الذين يتعبون لحماية الوطن، مضيفة «إذا ما كنا معهن منكون خونة بحق أرضنا ووطننا».
وقد زادت الامور سوءا، بعد الضجة التي أثارها «فيديو» الراهبة ، حيث اصدرت ادارة المدرسة بياناً نفت فيه علمها بما أقدمت عليه الراهبة وفصلتها عن الهيئة التعليمية. وجاء في البيان الموجّه من ادارة المدرسة إلى الاهالي «أن الاخت مايا تكلمت بحركة ح س من دون أن تعي أبعاد كلامها، وكانت مبادرتها شخصية ونشرتها دون علم المسؤولين عن المدرسة».
باسيل «يتضامن»
وفي موقف لافت، أشار رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل إلى أنه «بغض النظر عن أي خلاف بالسياسة، هناك ثوابت لا نحيد عنها: من يستشهد في سبيل لبنان هو شهيد للوطن. شهداؤنا في الجنوب هم شهداء لبنانيون رغم معارضتنا لشعار «شهداء على طريق القدس. وأضاف على «إكس»: «أن تطلب الأخت مايا زيادة من تلامذتها أن يصلّوا للجنوب برجاله ونسائه وأطفاله وشهدائه، إنما هي تطبق تعاليم السيد المسيح. للأخت مايا زيادة كل التقدير والتضامن».
المبادرة الرئاسية «تترنح»
رئاسيا، وبعد زيارة النائب علي حسن خليل الى قطر، ينتظر ان يزور اكثر من مسؤول لبناني الدوحة، لاستعراض المستجدات سياسيا وامنيا، في ظل جولة جديدة سيقوم بها «سفراء الخماسي» على القيادات، لكن دون اوهام كبيرة بتحقيق اختراق، بحسب مصادر مطلعة التي اكدت ان مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» هي اصلا «لملء الفراغ» وهي «تترنح»، ولم تسقط شكلا على الاقل، على الرغم من ردود الفعل السلبية من المعارضة على مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، التي اعلن فيها ان «الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار، الذي سيترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، قائلا ان المبادرة لا تزال في «عز شبابها».
وقد ردت «القوات اللبنانية» ببيان هاجمت فيه بري، وقالت «ان الامر اختلط عليه لانه اعتبر ان رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحقّ في أن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية»، واشارت الى «انه يهدِّد بإصراره على حواره مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» التي تنص على التداعي والتشاور لجلسة واحدة، وليس على الحوار المعلّب مسبقًا بهدف إيصال الوزير السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، والمرفوض تحويله أيضًا إلى عرف يسبق كل استحقاق دستوري».
جونسون في «بنشعي؟!
في هذا الوقت، كان لافتا بالامس زيارة السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان ليزا جونسون رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، وفيما لفتت السفارة الاميركية الى ان الزيارة للتعارف بعد توليها مهامها كسفيرة لبلادها في لبنان، لفتت مصادر سياسية الى ان اهميتها تكمن في توقيتها، حيث جاءت عقب «تهليل» المعارضة لاجتماع وفدها مع المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين، ليتبين ان الاميركيين لا يضعون «فيتو» سياسي على احد، وهم منفتحون على الجميع، بعيدا عن الحسابات اللبنانية الضيقة.
الليرة الاسوأ
وفيما نفى وزير المال تحديد سعر الصرف للسحوبات على الـ 25000 ليرة للدولار الواحد، احتلّت الليرة اللبنانية صدارة قائمة العملات الأسوأ أداء هذا العام، إذ تراجعت أمام الدولار بأكثر من 83%، وتلتها الليرة النيجيرية بتراجع يناهز 42% منذ بداية 2024.
وبحسب بيانات «بلومبيرغ»، حل الجنيه المصري ثالثاً بين أسوأ العملات أداء هذا العام ، بعد تراجعه بنسبة 38.3% أمام الدولار منذ بداية العام الجاري. وحلّ البيزو التشيلي في المرتبة الرابعة مسجّلا تراجعا بنسبة 10.2% مقابل الدولار، بينما حلت الليرة التركية في المركز الخامس عالمياً بتراجع نسبته 7% مقابل الدولار.
************************
افتتاحية صحيفة الشرق
أول أيام رمضان: 7 مجازر في غزة وحصار عسكري للمسجد الأقصى
في اليوم الـ157 من حربه على قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال قصفه المكثف على مدن وبلدات في كامل أنحاء القطاع، حيث قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال ارتكب، خلال الساعات الـ24 الماضية، سبع مجازر راح ضحيتها 67 شهيدا و106 مصابين.
وأفادت الوزارة بأن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي ارتفع إلى 31 ألفا و122 شهيدا و72 ألفا و760 مصابا منذ السابع من تشرين الأول الماضي، وأوضحت أن 72% من ضحايا العدوان الإسرائيلي أطفال ونساء.
وقالت إن عددا من الضحايا ما زالوا “تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم”.
وفي مدينة غزة، ذكر أن 16 شخصا استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة أبو شمالة في حي الزيتون.
وأفيد عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شرقي مدينة رفح جنوبي القطاع. كما قصفت قوات الاحتلال منزلا في حي الصبرة جنوبي القطاع ما أسفر عن إصابات.
و استشهد 4 أشخاص -بينهم 3 شقيقات- وإصيب آخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة بركات في منطقة خربة العدس شرقي رفح. وقد جاء القصف قبل سحور أول أيام شهر رمضان المبارك بدقائق.
ونسفت قوات الاحتلال أحياء سكنية كاملة بمنطقة القرارة في خان يونس، في حين استهدف قصف مدفعي إسرائيلي شرق دير البلح وسط القطاع غزة.
من جانب آخر، أفاد مدير مستشفى كمال عدوان باستشهاد 3 أطفال بسبب سوء التغذية ما يرفع عدد الأطفال المتوفين في المستشفى إلى 21، في حين بلغ عدد شهداء سوء التغذية والجفاف في كافة مناطق غزة 28 ضحية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) – الأحد- إن الجوع بات في كل مكان بقطاع غزة، وذكرت -عبر حسابها على منصة إكس- أن الوضع في شمالي القطاع مأسوي، حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة.
وفي الفترة الأخيرة قال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن نصف مليون شخص في القطاع على حافة المجاعة، ويفتقرون إلى أبسط الحاجات الأساسية من غذاء وماء ورعاية صحية.
وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع، وتخوض معها معارك ضارية في المحاور كافة، مكبّدةً إياها خسائر فادحة.
ونشرت كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة ح، مشاهد لعملية إسقاط قذيفتين مضادتين للأفراد عبر طائرة مُسيّرة، استهدفت فيها نقطةً عسكرية وخيام قيادةٍ تابعة لـ”جيش” الاحتلال، شرقي بلدة بيت حانون، شمالي قطاع غزة.
وتأتي عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال في شمالي القطاع، تأكيداً على وجود وقوة المقاومة، وتكذيباً للادعاءات الإسرائيلية بفرض سيطرة “الجيش” على محافظة شمال القطاع، وانسحاب قواته منه.
وأعلنت كتائب القسّام،، تمكن مجاهديها من قنص جندي إسرائيلي ببندقية “الغول” القسّامية جنوبي حي تل الهوا في مدينة غزة، موثقةّ ذلك بمشاهد نشرتها.
وخلال مشهد قنص الجندي الإسرائيلي في غزة، توجّه أحد قناصة كتائب القسّام برسالةٍ للاحتلال، قائلاً: “حنصيدكم زي البط، وغزة ستكون مقبرتكم، وعملية القنص هذه إهداء للمقاومة اليمنية وقائد أنصار الله، السيد عبد الملك الحو ”.
ومن جانبها، أكدت كتائب المجاهدين استهدافها تجمعاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي بصواريخ قصيرة المدى في جباليا شمالي قطاع غزة.
واستهدفت كتائب المجاهدين تجمعاً وانتشاراً لآليات وجنود العدو الصهيوني بعدد من قذائف الهاون من العيار الثقيل شرق بيت حانون شمال قطاع غزة.
وصباح الأحد، أعلنت كتائب القسام، تفجير منزل جرى تفخيخه
بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إسقاط طائرة مسيرة يستخدمها “جيش” الاحتلال في مهمّات استخباراتية، شمالي شرقي البريج، وسط قطاع غزة.
أمّا كتائب شهداء الأقصى فأكّدت أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية ضد جنود الاحتلال، بالأسلحة الملائمة، في محور التقدم، جنوبي حي الزيتون، كما قصف مجاهدوها تجمعاً لجنود الاحتلال في شارع 10 جنوبي الحي أيضاً.
وفي محور التقدم غربي خان يونس، قصفت كتائب شهداء الأقصى أيضاً جنود الاحتلال وآلياته، بوابل من قذائف الهاون العيار الثقيل. كما استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” بقذائف “R.P.G” في محور التقدم ذاته.
وبالتزامن مع عمليات المقاومة المستمرة، أقرّ “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، ، بمقتل جندي إضافي في صفوف قواته المتوغّلة في قطاع غزة، وهو الرقيب ميخائيل غال، من لواء “غفعاتي”.
ورسميا أعلن جيش الاحتلال عن تقسيم قطاع غزة إلى جزأين واحد في الشمال وآخر في الجنوب، من خلال اكتمال إقامته لطريق جديد، يمتد من مستوطنة “بئيري” الواقعة على مقربة من الحدود الشرقية لوسط القطاع، حتى شارع البحر في مدينة غزة غربا.
**************************
افتتاحية صحيفة البناء:
غارات إسرائيلية على بعلبك وغارات أميركية على الحُديدة ومعارك في غزة
تساؤلات حول وظيفة الرصيف البحري الأميركي وإخراج مصر من معادلة غزة
مطالبات لوزارة التربية بتكريم الراهبة اللبنانية مايا زيادة بعد تعرّضها لحملة تشهير
مع سقوط أوهام التفاؤل بقرب التوصل لاتفاق حول غزة، بعدما بات واضحاً أن الأميركي والإسرائيلي متفقان على رفض أي صيغة اتفاق تنص على إيقاف الحرب بصورة نهائيّة، وحصر البحث باتفاق تبادل الأسرى بمساعدات إنسانية وهدنة مؤقتة؛ فيما المقاومة متمسكة بربط أي تبادل بحل نهائي يوقف الحرب ويسحب الاحتلال ويفك الحصار ويُعيد النازحين، اندفع الأميركي والإسرائيلي نحو جولة تصعيد لمنح المصداقية للحديث عن مفاجآت عسكرية يملكان القدرة على السير بها وتستطيع تغيير معادلة الفشل التي حكمت مسار حربهما.
في لبنان، كانت غارات إسرائيلية على جوار مدينة بعلبك قرب مستشفى الحكمة وأطراف بلدة شمسطار، وأشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أنه تعرّضت محافظة بعلبك الهرمل لعدد من الغارات الإسرائيلية، استهدفت دورس وطاريا وشمسطار، ولا معلومات دقيقة حتى اللحظة عن شهداء.
بالتوازي، شهدت مدينة الحُديدة اليمنية عدة غارات أميركية استهدفت منشآت مدنية. وقال الأميركيون إنهم استهدفوا مواقع إطلاق صواريخ لأنصار الله، كما في كل غارة تشنها القوات الأميركية والبريطانية، ويعود بعدها أنصار الله والجيش اليمني إلى مواصلة إطلاق الصواريخ.
في الضفة الغربيّة، تصاعدت المواجهات بين قوات الاحتلال والنشطاء الفلسطينيين ودارت مواجهات في طولكرم مع شباب المقاومة، بينما نجحت المقاومة في غزة وخصوصاً في الشمال وخان يونس بتسجيل المزيد من الإنجازات عبر استهداف قوات الاحتلال وتدمير المزيد من آلياتها وقتل المزيد من ضباطها وجنودها خصوصاً في عمليات النقص والتفخيخ.
في المنطقة أسئلة كبرى حول سبب الحماس الأميركي الأوروبي لمشروع الرصيف البحريّ رغم إجماع الخبراء على محدوديّة مساهمته في تأمين المساعدات لسكان قطاع غزة، ورغم وجود آلاف الشاحنات التي تنتظر عند معبر رفح، والتساؤل حول أسباب المسعى الأميركي لإخراج مصر من معادلة غزة؟
لبنانياً، تواصل السجال حول الراهبة اللبنانية مايا زيادة التي دعت الطلاب في درس ديني للصلاة لأجل لبنان وجنوبه ورجال الجنوب والمقاومة لأنهم يدافعون عن بلدهم بوجه العدو، بعدما نظّم متطرّفون معادون للمقاومة حملة استهداف وتشويه بحقها، ما دفع عدداً من النشطاء في الحقل التربويّ إلى مطالبة وزارة التربية بتكريمها، باعتبار ما قالته في كلمتها للطلاب أبجدية الهوية الوطنية وكتاب التربية الوطنية.
لم يحصل أي اتصال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين بعد مغادرته لبنان، ويبدو أن معاودة تحرّكه رهن بالمفاوضات حول غزّة، وحتى الساعة لم يطرأ أي جديد. فكل المعطيات التي كانت تشير إلى حدوث هدنة قبل رمضان تبدلت وسقطت مفاوضات الهدنة. وفي هذا الوقت وبينما تهدد حكومة بنيامين نتنياهو بحرب على لبنان واجتياح بري، أعلن زعيم المعارضة “الإسرائيلية” يائير لابيد أنه “إذا حصلت مصادمات في الشمال، فلن يكون هناك ما يكفي من الجنود لخوضها». وقال لابيد: “إذا لم يتجنّد “الحريديم” ليس لدينا الحق في إصدار المزيد من الأوامر إلى الاحتياط».
أما نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم فعلّق على تصريحات رئيس أركان العدو وقائد المنطقة الشمالية المتعلقة باستعدادات جيش الاحتلال للدخول البري إلى لبنان، مؤكداً أن “حزب الله غير معني بالتعامل مع تصريحات مسؤولي العدو ما إذا كانت من باب التهويل أو الجدّية”.
وشدّد على أن الحزب “مستعدّ للرد والمقاومة لو حصل أي توسع في العدوان، وأن جهوزية المقاومة عالية ولن تتراجع عن مساندة غزة إلى حين توقف العدوان”.
وشنّ الطـيران الحربي الإسرائيلي غارة على أطراف بلدة الجبين استهدفت منزلاً. وأعلن جيش العدو الإسرائيلي ان “طائراتنا الحربية قصفت موقعاً عسكرياً لحزب الله في الجبين وهاجمنا موقعاً عسكرياً في الطيبة خلال الليل”. وتعرّضت تلة حمامص لقصف مدفعي. وسقطت مسيّرة معادية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا. أما صباحاً، فألقى الجيش الإسرائيلي بواسطة مسيّرة مناشير فوق منطقة الوزاني.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه استهدف “موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابةً مباشرة”. واعلن انه شن “هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقرّ الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع وأصابت أهدافها بدقة”. ونعى الحزب “علي محمد زين “بلال” مواليد عام 1991 من بلدة سحمر في البقاع الغربي”.
إلى ذلك، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اللواء Aroldo Lázaro، وتناول البحث التعاون والتنسيق بين الجيش واليونيفيل في ظل الوضع الراهن في الجنوب.
إلى ذلك، يتجه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى توجيه دعوة الى جلسة لمجلس الوزراء نهار الثلثاء المقبل بجدول أعمال سيُصار إلى توزيعه لاحقاً.
وتوجّه ميقاتي برسالة للوزراء لتأكيد وجودهم في لبنان والحضور في التاريخ المذكور تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبيّن أن النصاب مؤمن. وأكد ميقاتي أمس، “اننا نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محلياً ودولياً لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجّه التحية لأرواحهم، وباذن الله فإن الأمور لن تتطور أكثر من ذلك”. موقف ميقاتي جاء اثر زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وهل يتوقع انتخاب رئيس الجمهورية قريباً؟ قال “أتمنى ان تجري الانتخابات في أسرع وقت، واليوم قبل الغد، لأن الانتخاب ضروري لكي تستقيم المؤسسات الدستورية وتبدأ ورشة الإصلاح المطلوبة”. وختم ميقاتي “انتخاب الرئيس ليس نهاية المطاف، بل هو بداية أمل من أجل الإصلاح والحل في البلد”.
سياسياً، كشف رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن “أجواء الاتصال الذي اجراه به الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في الساعات الماضية كان جيداً، وأنه أبلغه ان هناك مبادرة لتكتل الاعتدال تحظى بدعمه ودعم الخماسية وعندما يستجدّ جديد نعود للتهاتف”.
ورداً على سؤال عما اذا كانت مبادرة الاعتدال قد انتهت، قال بري: “بالعكس، بعدها بعز شبابا”، مشيراً الى أنه أكد للتكتل في زيارته الأخيرة لعين التينة استعداده للمساعدة والتسهيل. وقال الرئيس بري إن “الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة للكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة، لعل التلاقي على طاولة مستديرة يؤدي إلى التوافق على اسم مرشح معيَّن من شأنه أن يسهّل انتخابه، لأن الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان تتطلب منا اليوم قبل الغد وضع حدّ لاستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية.
وفي إطار آخر، أعلن عن اجتماع عُقِد في مجلس النواب مع وفد من وزارة الخزانة الأميركية بعيداً من الإعلام، ضمّ إلى رئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان، النواب فؤاد مخزومي، غسان حاصباني وغادة أيوب. كما اجتمع الوفد بحاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري في مكتبه.
مالياً أيضاً، احتلّت الليرة اللبنانية صدارة قائمة العملات الأسوأ أداء هذا العام، إذ تراجعت أمام الدولار بأكثر من 83%، وتلتها الليرة النيجيرية بتراجع يناهز 42% منذ بداية 2024. وبحسب بيانات بلومبيرغ، حل الجنيه المصريّ ثالثاً بين أسوأ العملات أداء هذا العام وذلك بعد تراجعه بنسبة 38.3% أمام الدولار منذ بداية العام الحالي. وحلّ البيزو التشيلي في المرتبة الرابعة مسجّلاً تراجعاً بنسبة 10.2% مقابل الدولار، بينما حلت الليرة التركية في المركز الخامس عالمياً بتراجع نسبته 7% مقابل الدولار.
وكان وزير المالية نفى تحديد سعر الصرف للسحوبات على الـ 25000 ليرة للدولار الواحد، وقال في بيان “البتّ في هذا الموضوع أصبح أمراً ملحّاً لتفادي التضليل والاستنسابية والإطاحة بحقّ المودعين”.
نسخ الرابط :