افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الإثنين 11 آذار 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة  اليوم الإثنين 11 آذار 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

نقاط هوكشتين مؤجّلة إلى ما بعد غزة

 

 تترقّب بيروت عن بُعد لون الدخان الذي سيتصاعد من القاهرة والدوحة، حيث تدار المفاوضات بشأن الهدنة في غزة بشقّ الأنفس. وتكثر السيناريوات حيال ما ينتظر جبهة الجنوب التي باتَ ثابتاً أنها ستبقى على اشتعالها ما دامت حظوظ وقف إطلاق النار في القطاع شبه معدومة، فيما بقيت الترجيحات متفاوتة بين استمرار حرب الاستنزاف أو الانفجار الكامل من دون سقوف. لذا تحجب الخشية من شبح الحرب كل المشهد السياسي، بحيث تغيب تماماً القضايا الداخلية، وسطَ تقاطع كل المعنيين والمراقبين على خلاصة واحدة، وهي أن «كل شيء معلّق بانتظار غزة».وبعد أسبوع على مغادرة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين بيروت، تراجعت مفاعيل الزيارة التي، وفق المصادر نفسها، «لا يُمكن أن تكون لها أيّ مفاعيل قبل أن تعلن المقاومة الفلسطينية (وليس غيرها) التوصل الى هدنة. ودون هذا السقف، يبقى ما حمله هوكشتين كلاماً في الهواء وحبراً على ورق». لذلك، لم يطرأ أي تطور على المشهد في بيروت، باستثناء الزيارة التي قامَ بها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل للدوحة (موفداً من رئيس المجلس)، حيث عقد لقاءات مع كبار المسؤولين القطريين. وكان لافتاً إحاطة الزيارة بسرية تامة، ولم يرشح عنها سوى أن «هدفها الرئيسي مناقشة الوضع في جنوب لبنان، إذ عبّر الجانب القطري عن تخوف كبير مما قد تؤول إليه الأوضاع». ولفتت المصادر إلى أن «القطريين كما كل الجهات الدولية والعربية يعتبرون أن الساحة اللبنانية هي الأكثر تأثراً بالوضع الذي نشأ في غزة، ويظهرون مستوى عالياً من الاهتمام حيال أخطار أيّ انزلاق الى الحرب»، مشيرة إلى أن «الدوحة تعمل على خط موازٍ مع الأميركيين بشأن التهدئة في الجنوب وفصل المسارات والجبهات، وتصاعد الخوف لديها مردّه إلى أنها لمست، كما الأميركيين وغيرهم، استحالة التوصل إلى أي اتفاق في ما خص الجبهة الجنوبية بمعزل عن الهدنة في غزة بسبب موقف المقاومة في لبنان». وكشف القطريون أن «المسار في غزة طويل وأن عملية التفاوض مستمرة، وهناك جهود من أجل التوصل الى هدنة، لكن لا شيء يؤكد أن الأمور ستكون متاحة في شهر رمضان»، مع التشديد على «ضرورة تجنب التصعيد في لبنان والعمل على ضبط النفس». وأضافت أن «الملف الرئاسي الذي كان ولا يزال محطّ اهتمام القطريين، كان أيضاً من النقاط التي نوقشت في العموم في اجتماعات خليل مع المسؤولين القطريين، إذ أكد الجانب القطري على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لأن المنطقة ذاهبة نحو تحولات كبيرة لن يكون لبنان بمنأى عنها، وهناك ملفات تحتاج الى وجود رئيس، من دون أن يدخلوا في أيّ تفاصيل حول الأسماء ولم يطرحوا أي مبادرة».

وفيما أشارت معلومات إلى أن النائب السابق وليد جنبلاط قد يزور الدوحة هذا الأسبوع، قالت مصادر مطلعة إن «كل ما يُحكى ويناقش ويطرح عديم القيمة، وأي زيارة لن تحمل في جوهرها ما هو جدّي أو قابل لأن يأخذ مساراً تنفيذياً»، إذ إن «لبنان في حال ترقّب لما يجري في فلسطين. وحتى زيارة هوكشتين الأخيرة، سواء أعلِن عن ذلك أو لم يُعلن، كانت مرتبطة بالمسار الغزاوي علماً أنه كان هناك اقتناع لدى الموفد الأميركي بأن الأمور ذاهبة حتماً الى الهدنة أو على الأقل الى خفض التصعيد»، كاشفة أن «ملف الوساطة كلّه معلّق. فليس لدى هوكشتين حالياً ما يضيفه وخاصة بعدَ تعثّر مفاوضات هدنة رمضان، وليس لدى لبنان ما يقدّمه الى الموفدين الغربيين»، مع التأكيد أن «النقاط التي ناقشها هوكشتين يُمكن البناء عليها في ما بعد».

«الخماسية» رباعية عند فرنجية وباسيل

أبلغ السفير السعودي في بيروت وليد البخاري زملاءه سفراء الدول الأعضاء في «الخماسية» بأنه لن يحضر لقاءهم مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في إطار الجولة التي ينوي هؤلاء القيام بها على القوى السياسية، فيما أبلغت السفيرة الأميركية ليزا جونسون السفراء الأربعة الآخرين بأنها لن تشارك في لقائهم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بسبب إدراجه في لائحة العقوبات الأميركية.

**********************

افتتاحية صحيفة النهار


رمضان بلا هدنة والجنوب فريسة التصعيد المفتوح

 

مع انضمام لبنان الى الدول العربية والإسلامية التي بدأ فيها اليوم شهر رمضان، لم تختلف الانطباعات والوقائع المتصلة بمصير المواجهات الحربية الشرسة الجارية على حدوده الجنوبية مع إسرائيل، عن تلك المتصلة بحرب غزة ولو بالتفاوت الكبير الذي لا يزال قائما بين الحربين وحجم الخسائر البشرية والمادية الذي خلفته كل منهما. ذلك ان المعطيات الماثلة لدى مختلف الجهات المعنية برصد المشهد الحربي والتحركات الديبلوماسية التي لا تنقطع سعيا الى إحلال هدنة في غزة ولو بعد بدء شهر رمضان اليوم، تميل الى منتهى التشاؤم في إمكانات تحقيق اختراق سلمي بالوسائل الديبلوماسية لتبريد جبهة غزة ومن ثم تلقائيا جبهة الجنوب اللبناني بعدما عكست تحركات الأيام الأخيرة اخفاق الجهود الديبلوماسية في إحلال “هدنة رمضان” التي يبدو ان بلوغها صار اشد تعقيدا من قبل، وتاليا فان واقع النزف المتواصل الذي يشهده الجنوب اللبناني يبدو مرشحا للاستمرار طويلا. حتى ان احد المعنيين تخوف من ان يشكل هذا الإخفاق الديبلوماسي محفزا محرضا لإسرائيل على مزيد من الإجراءات التفريغية لغزة من جهة وتوسيع رقعة الدمار والشلل في مناطق المواجهة في #جنوب لبنان، وهو امر لم يعد يحتاج الى اجتهادات وتقديرات ما دامت إسرائيل ماضية بلا هوادة الى اعتماد التصعيد المتدحرج، وكان من آخر مآثرها في جنوب لبنان ارتكاب مجزرة جديدة في خربة سلم أودت بأربعة أفراد من عائلة واحدة وتسببت بجروح محتلفة لتسعة مواطنين اخرين.

 

ولم يكن أعلان الجيش الإسرائيلي امس أنه “يتمرّن على الإمداد متعدد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية” سوى تصعيد لحرب التهويل على لبنان. وأشار في بيان الى انه: “خلال الأسبوع الماضي أقيم تمرين عملياتي شمل تزويد الإمدادات اللوجستية جوا وبرا بقيادة هيئة التكنولوجيات واللوجستيات وبالتعاون مع قيادة المنطقة الشمالية، وسلاح الجو وغيرها من الوحدات التابعة لذراع البر. تدربت القوات خلال التمرين على نقل المعدات، والمياه، والوقود، وأنواع الذخيرة خلال الطوارئ إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية. شمل التمرين تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها ونقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض”. وكشف انه “منذ نشوب الحرب تم إنجاز سبع عمليات تزويد بإمدادات لوجستية جوًا من قبل وحدة الإمدادات الجوية التابعة للواء “هماروم”، والتي تم خلالها إدخال حوالى 110 أطنان من الإمدادات لصالح القوات المناوِرة في غزة. أما برًا فتم إنجاز آلاف العمليات اللوجستية الأخرى بواسطة قوافل لوجستية. الجيش جاهز لتنفيذ عمليات مشابهة على الجبهة الشمالية أيضا، بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر”.

في غضون ذلك احتدمت الجبهة الجنوبية على نطاق واسع غداة المجزرة التي أرتكبتها إسرائيل في بلدة خربة سلم وأودت بأربعة شهداء من عائلة واحدة ونحو تسعة جرحى. وأعلن الجيش الإسرائيلي امس إطلاق 35 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل واعتراض عدد منها. وعصرا اشارت وسائل إعلام إسرائيلية الى إطلاق 30 صاروخًا من لبنان باتجاه مزارع شبعا وإطلاق صفارات الإنذار في مناطق عدة في الشمال .

 

ورد “الح.زب” امس على هذه المجزرة بعدد كثيف جدا من العمليات ضد المواقع الإسرائيلي. وبدأ ‏بقصف مستوطنة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما ‏شنّ هجوماً جوياً بمسيرتين ‏انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر، كذلك ‏استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين شرق موقع بركة ريشا .ولاحقا اعلن الح.زب استهدافه آلية عسكرية إسرائيلية من نوع “نمير” في موقع المالكية ‏ومن ثم التجهيزات التجسسية في موقع الرادار في مزارع شبعا كما استهدف الح.زب ثكنة معاليه غولان بالأسلحة الصاروخية كما استهدف عصرا موقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا. واعلن مساء انه عاود استهداف ثكنة معاليه غولان للمرة الثانية بعشرات صواريخ الكاتيوشا .

 

ومساء امس نعت “الجماعة الإسلامية – قوات الفجر” ثلاثة من مقاتليها سقطوا في غارة إسرائيلية .

 

مكافحة التمويل

ولعل ما كان لافتا في تداعيات المواجهات الجارية في الجنوب الكشف السبت الماضي عن مهمة قام بها في بيروت نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون الارهاب والجرائم المالية في آسيا والشرق الأوسط جيسي بايكر حيث التقى مسؤولين ماليين لبنانيين يومي الخميس والجمعة الماضيين، وحضّهم على اتّخاذ إجراءات صارمة ضدّ شركات ماليّة غير قانونيّة تحوّل الأموال الى حركة “ح”. واثار الكشف عن الخبر استغرابا واسعا لجهة تكتم السلطة اللبنانية وإخفاء خبر مهمة المسؤول الأميركي رغم الدلالات السلبية لاي تستر على هذا التطور. وكان مسؤول في الخزانة الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، كشف ان بايكر عبّر في لقاءاته عن مخاوف محدّدة لدى الإدارة الأميركية بشأن “حركة أموال حركة ح عبر لبنان، وأموال الح.زب القادمة من إيران إلى لبنان ثم إلى مناطق إقليمية أخرى”، داعياً إلى “إجراءات استباقية” لمكافحتها. وقال المسؤول إن “الجماعات تحتاج إلى تدفق الأموال لدفع رواتب مقاتليها والقيام بعمليات عسكرية ولا يمكنها تحقيق أهدافها بطريقة أخرى”. وذكر أن “امتثال لبنان للمعايير العالمية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، هو ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات من الولايات المتحدة وباقي دول العالم وإخراج البلاد من أزمتها التي طال أمدها”. وأضاف أنّ بايكر “طالب لبنان باتخاذ إجراءات صارمة ضد القطاع الكبير من شركات الخدمات المالية غير المشروعة التي ازدهرت مع انهيار النظام المصرفي الرسمي في البلاد على مدى أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية، بما في ذلك الصرافة غير القانونيّة وعمليات تحويل الأموال غير المرخصة”.

 

المفتي والبطريرك

وعشية بدء شهر رمضان توجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان من اللبنانيين قائلاً: “لبنان في دائرة الخطر، والسبب الأول هو الشغور الرئاسي، فانتخاب رئيس للجمهورية، هو الخطوة الأولى نحو بناء الدولة، والطريق الصحيح القويم، في تفعيل عمل مؤسسات الدولة المترهلة”. وقال: “مهما اختلفت الرؤى السياسية. علينا بالتوافق والتعاون للاستقرار والاستمرار في وطننا، الذي هو بحاجة إلينا جميعا لحسن إدارة البلد بهمة أبنائه، إن الأولوية المطلقة اليوم، هي إجراء انتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكن أن نخرج من أزماتنا إلا بإنجاز هذا الاستحقاق، لنحافظ على وحدتنا الوطنية، فلبنان لا يعيش إلا بجناحيه، المسلم والمسيحي، ولا نرضى إلا بالمساواة التي نص عليها اتفاق الطائف، ولا يساس لبنان بمنطق الرابح والخاسر، أو القوي على الضعيف، بل كلنا أقوياء بكلمة الحق، ومنتصرين لوطننا ولشعبنا”.

 

بدوره دان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي مجددا المجازر الإسرائيلية في غزة وقال : “نرفض صمت دول العالم خوفًا على مصالحهم، مضحّين بشعب محروم من أرضه، ومن حقّه بدولة خاصّة به وفقًا لقرار 181 لمنظمّة الأمم المتّحدة المصوّت عليه في 29 تشرين الثاني 1947 بشأن قسمة فلسطين إلى دولتين: عبريّة وعربيّة وتحديد حدودهما. إنّا نشجب بشدّة حرب الإبادة الجارية في غزّة ونطالب العالم بإيقافها. ونحن في لبنان نبتغي عدم الإنزلاق في هذه الحرب العمياء والحقود، وحماية الجنوب والمواطنين، والذهاب على الفور إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة من أجل إنتظام المجلس النيابيّ والحكومة وسائر المؤسّسات الدستوريّة. من هذا المنطلق ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة “تكتّل الإعتدال الوطني”، وإلى مساعي “لجنة السفراء الخماسيّة” راجين للإثنين النجاح، وشاكرين لهم على الجهود والتضحيات.

 

بري وكتلة “الاعتدال”

 

اما في المشهد السياسي الداخلي فتميزت زيارة “كتلة الاعتدال الوطني” السبت ل#عين التينة بحرص الكتلة على تبديد الانطباعات السلبية التي تحدثت عن فشل وإخفاق مبادرتها بل تعمدت تعميم أجواء إيجابية في وقت استمرت التساؤلات والشكوك الأساسية حيال مصير هذه المبادرة في ظل امتناع “الح.زب” عن إبلاغ الكتلة، اسوة بكل الكتل الأخرى، موقفه من مبادرتها بما يبقي الشك كبيرا جدا حيال إمكانات تحقيقها اختراقا إيجابيا عمليا. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري عن لقائه بكتلة الإعتدال “اللقاء كان إيجابياً وانا اللي بحط آلية للمبادرة وما في رئيس غير رئيس المجلس”.

 

وقال النائب وليد البعريني عن اللقاء: ” الذين كانوا يعولون بأن المبادرة قد نسفت نبشرهم ونطمئنهم أنه بالعكس تماماً المبادرة الآن قد أخذت دفعاً قوياً والجولة الثانية قد لا تكون اعلامية صحيح ولكن سنثبت للرأي العام في الداخل والخارج وكذلك الرأي العام الإعلامي، أن المبادرة بإذن الله ناجحة وسنكمل بها”.

 

ورداً على سؤال حول الاسس التي ترتكز عليها المبادرة والياتها وموقف “الح.زب” منها، اجاب البعريني: “لقد وضعنا الآلية ولا ننكر أن للح.زب رأيا أساسيا ونحن بإنتظار جوابه، والآلية التي رسمناها مع الرئيس بري آلية ايجابية جداً، وسوف نوضحها من خلال عملنا وتواصلنا مع كافة الكتل التى زرناها وسوف نعود لزيارتها”.

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

“جثة” التشاور في “برّاد” بري وموفده إلى قطر “بلا ولا شي”

مناورات إسرائيلية تُحاكي الغزو وسقوط 3 من “الجماعة الإسلامية”

 

بعد مقتل عائلة بالقصف الإسرائيلي على خربة سلم في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وقد نعى «الح.زب» ثلاثة منهم، سقط أمس 3 عناصر من «قوات الفجر» الجناح العسكري لـ»الجماعة الاسلامية» في غارة استهدفت أطراف بلدة الهبارية في منطقة العرقوب الجنوبية. وهذه الحصيلة من الخسائر البشرية التي تمنى بها «الجماعة» أتت بعد مرور أكثر من شهرين على إعلانها «تنفيذ عمليتين عسكريتين تضمّنتا توجيه صليتين صاروخيتين» استهدفتا كريات شمونة في شمال إسرائيل.

 

كذلك أعلن «الح.زب» إطلاق عشرات صواريخ «الكاتيوشا» أمس على بلدة ميرون في شمال إسرائيل غداة غارة خربة سلم.

 

وفي هذا الإطار، أبلغ مصدر ديبلوماسي «نداء الوطن» أنّ «ما ورد من رسائل وتقارير ديبلوماسية يفيد بأنّ التوجه الإسرائيلي الشعبي والسياسي وحتى العسكري يؤيد الحرب على لبنان، والإصرار على توسيع الحرب كونها ستتحول حرباً اقليمية ستكون الولايات المتحدة الأميركية والغرب مضطرين ان يكونوا شركاء الى جانب إسرائيل فيها، على الرغم من أنه داخل المستوى العسكري الإسرائيلي هناك من لا يزال يعمل على منع الدخول في هكذا حرب ضد لبنان، ما دامت الجبهة معه ما زالت مضبوطة ضمن قواعد الاشتباك التي لم يتجاوزها «الح.زب» منذ الثامن من تشرين الأول».

 

وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه أجرى تدريبات عسكرية على تنفيذ عمليات إمداد لقواته البرية خلال عملية اجتياح محتملة تتوغل في الأراضي اللبنانية. وشدّد على أنه «جاهز لتنفيذ عمليات إمداد للقوات على الجبهة الشمالية – بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر».

 

ولوّح قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، بشن هجوم بري على الأراضي اللبنانية بهدف «تغيير الواقع الأمني» في المنطقة الحدودية شمال البلاد، بهدف إعادة سكان المنطقة التي نزحوا منها. وخلال اجتماع عقده مع «منسقي الأمن في قرى وبلدات الجليل الغربي» قال غوردين: «نحن نعزّز باستمرار الاستعدادات للانطلاق إلى هجوم في لبنان. إننا ملتزمون تغيير الوضع الأمني لإعادة السكان إلى ديارهم».

 

ومن أحوال الميدان الجنوبي الى ملف الرئاسة الأولى، قالت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه تلقى أمس اتصالاً من الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بحث في الحراك المتعلق بالاستحقاق الرئاسي وتطورات المنطقة.

 

وبعدما أجهز «الثنائي الشيعي» عملياً على مبادرة التشاور التي انطلق بها تكتل «الاعتدال» النيابي، تحدث مصدر واسع الاطلاع لـ»نداء الوطن» عن «محاولات تبذل من أجل إمرار الاستحقاق الرئاسي في العام الحالي». وبرّر المصدر هذه المحاولات بأنها تأتي من أجل الاستفادة من الانشغال الأميركي بالمعارك الرئاسية بين الح.زبين الديموقراطي والجمهوري، وإلا «فإن الانتظار سيعني ان الرئاسة مؤجلة الى منتصف العام المقبل (2025)».

 

وقال المصدر إنّ «كل ما يطرح حتى الآن رئاسياً هو عملياً أشبه بطبخة بحص لن تنضج أبداً، والمطلوب استبدال مكوّنات الطبخة بطروحات عملية قابلة للتحقق، لأنّ الفرقاء ما زال كلّ منهم على موقفه من الترشيح والانتخاب، من دون النظر الى المخاطر التي تحيق بلبنان».

 

وكشف المصدر أنّ «الحركة اللبنانية في اتجاه الخارج، وآخرها زيارة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل الى الدوحة، لم تحمل جديداً على الاطلاق في الملف الرئاسي، فكل فترة يُخرج الثنائي الشيعي طرحاً جديداً يكون المتغيّر فيه رئيس الحكومة والثابت رئيس الجمهورية، بمعنى أن ما رشح من طرح جديد يقول بمعادلة سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية وتمام سلام رئيساً للحكومة، ومن البديهي أن يلقى هذا الطرح رفضاً، إلا أنّ مكمن الخطر هو وصول الدول الصديقة والشقيقة الى مرحلة من عدم المبالاة، بحيث يقال للبنانيين انتخبوا ما تشاؤون، ولكن لا تنتظروا منا أي مساعدة مالية أو اقتصادية».

 

وأوضح المصدر أنّ «هناك قناعة بدأت تتولد لدى الدول الشقيقة تقول إننا لن نمانع انتخاب أي رئيس، وفي المقابل على اللبنانيين ان يتكلوا على أنفسهم، فنحن لسنا في وارد أن نتحمل أعباء وأخطاء خيارات اللبنانيين، والفريق المصر على فرض إرادته الرئاسية فليتحمل تبعات المرحلة المقبلة، ولينهض بالواقع اللبناني المنهار إذا استطاع الى ذلك سبيلاً».

******************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الراعي: ننظر بإيجابية إلى مبادرة «الاعتدال» و«اللجنة الخماسية» لانتخاب رئيس لبناني

تشكيك نيابي بانخراط «الح.زب» في «نقاش جدي» قبل انتهاء حرب غزة

 

قال البطريرك الماروني بشارة الراعي «إننا ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة (تكتّل الاعتدال الوطني)، وإلى مساعي (لجنة السفراء الخماسيّة)» اللتين تسعيان لتقريب وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية لإنهاء الشغور الرئاسي المتواصل منذ خريف 2022، وسط استبعاد سياسي لتحقيق خرق كبير في المدى المنظور.

 

وإلى جانب اتصالات واجتماعات لجنة سفراء الدول الخمس (الولايات المتحدة والسعودية وفرنسا ومصر وقطر) المعروفة باسم «اللجنة الخماسية»، تصدرت مبادرة كتلة «الاعتدال الوطني» (يغلب عليها النواب السنّة من شمال لبنان)، الاتصالات السياسية الداخلية في محاولة لإحداث خرق في جدار الجمود الرئاسي، وتذليل العقبات التي تعرقل حوارا لبنانيا ينهي الشغور المتواصل منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

 

ويحتاج انتخاب الرئيس إلى توافقات بين القوى السياسية الداخلية لتأمين تأييد ثلثي أعضاء مجلس النواب في الدورة الانتخابية الأولى، ونصاب قانوني يبلغ ثلثي أعضاء المجلس لانتخاب الرئيس في الدورة الثانية بأصوات أغلبية «النصف+1». وفشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس للجمهورية، في حين يتعثر حل الملفات المعيشية التي يحتاجها المواطنون بسبب الشغور الرئاسي.

 

وقال الراعي في عظة الأحد: «نحن في لبنان نبتغي عدم الانزلاق في حرب غزة العمياء والحقود، كما نبتغي حماية الجنوب والمواطنين، والذهاب على الفور إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة من أجل انتظام المجلس النيابيّ والحكومة وسائر المؤسّسات الدستوريّة».

 

وتابع: «من هذا المنطلق ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة (تكتّل الاعتدال الوطني)، وإلى مساعي (لجنة السفراء الخماسيّة) راجين للاثنين النجاح، وشاكرين لهم على الجهود والتضحيات».

 

 

من جهته، دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة الناخبين اللبنانيين لمحاسبة نوابهم. وقال في عظة الأحد: «المواطن يئن وذوو السلطة يعيشون في عالم بعيد عن الواقع، في غياب رئيس لم ير النواب ضرورة لانتخابه»، معتبراً أن «ما شجعهم على ذلك تقاعس المواطنين عن القيام بواجب مساءلتهم ومحاسبتهم».

 

وقال: «عندما يقترع إنسان لنائب فلأنه اقتنع ببرنامجه وصدق وعوده. أليس من واجبه بعد حين مساءلته حول ما وعد به؟ أليس هذا من صميم الحياة الديمقراطية؟»، وتابع: «لذلك، حاسبوا نوابكم لتقويم أدائهم. حاسبوهم على تقاعسهم في أداء واجباتهم التي يفرضها الدستور. وأول هذه الواجبات انتخاب رئيس للبلاد».

 

الأمور لم تنضج بعد

ولم يصل الحراك السياسي، وحراك الدول الصديقة للبنان بعد إلى إنهاء الأزمة المتواصلة. ورأى عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أن «كل المبادرات لخرق الجمود حققت نجاحاً نسبياً ولكن الأمور لم تنضج بعد لانتخاب الرئيس»، مشيراً، في تصريح إذاعي، إلى أن «اللجنة الخماسية تتعامل مع الخلافات اللبنانية». كما أكد أن «الكنيسة تبقى مرجعاً مهماً وتحديدا البطريركية».

 

حرب غزة

ويسود اعتقاد واسع في لبنان أن اندلاع حرب غزة، وانخراط «الح.زب» فيها، عرقل المبادرات وخلط الأوراق، ما ساهم في تمديد الأزمة، وذلك في ظل إصرار «الح.زب» وحليفه رئيس البرلمان نبيه بري، على دعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية للرئاسة، وإقفال الباب على البحث في مرشح ثالث يطالب به «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، وهما الح.زبان الأكثر تمثيلاً للشارع المسيحي في البرلمان.

 

وتسعى مبادرة «الاعتدال الوطني» إلى تذليل العقبات أمام الحوار بين البنانيين. ومع أن الح.زب قال الأحد، على لسان عضو كتلته البرلمانية النائب حسين الحاج حسن، «إننا منفتحون على أي حوار جدي وموضوعي»، يشكك آخرون بذلك.

 

وقال النائب في كتلة «التغيير» إبراهيم منيمنة إن «(الح.زب) يرفض النقاش الجدي إلّا بعد وقف الحرب على غزة، وفقاً لمبدأ وحدة الساحات»، وقال منيمنة: «كان من الأجدى أن نصل إلى مقاربة توحّد اللبنانيين حول القضية الفلسطينية بدل الذهاب باتجاه الانخراط في الحرب».

 

ورداً على سؤال حول مصير مبادرة كتلة الاعتدال الوطني الرئاسية، استبعد منيمنة «أي حلّ قريب لأن الحسابات السياسية لم تتغير، خاصةً أن (الح.زب) لا يبدو مستعداً للبحث في الملف الرئاسي قبل الانتهاء من الحرب».

 

وتعليقاً على مواقف الرئيس نبيه بري الأخيرة، قال منيمنة: «إذا كانت الأجندة السياسية لرئيس مجلس النواب هي النقاط الأساسية للحوار، فيمكن الوصول إلى نتيجة، وهنا قد تُيسّر اللجنة الخماسية هذا النقاش فيصبح حينها اختيار اسم المرشح أسهل».

***************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الجمهورية : “الاعتدال” الى جولة لاستنقاذ مبادرته… والخماسية إلى حراك جديد

هَلّ هلال رمضان الكريم غروب أمس، لكنّ هلال الهدنة في غزة وتالياً في الجنوب اللبناني لم يهل بعد حتى يكون إيذاناً بعودة الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين كما وعد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارته الاخيرة للبنان مطلع الاسبوع الفائت، ليتابع مهمته في شأن تطبيق القرار 1701 وكذلك في شقها السياسي المرتبط بالاستحقاق الرئاسي والسلطة الجديدة المطلوب إقامتها لتتولى المسؤولية عن المنطقة الحدودية والاضطلاع بمهمة إنقاذ البلاد على كل المستويات.

حَسَمها رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال عطلة نهاية الاسبوع بالقول «ما في حلول طالما الهدنة (في غزة) مش ماشية، وليصير في هدنة بيصير لهوكشتاين دور، وحتى اللحظة ما في شي». أضاف: «هوكشتاين قَدّملنا أفكار في مِنها إيجابية ومِنها في إنّ». وتابع: «نحن ملتزمون بتطبيق القرار 1701 بالكامل و«غير الله ما بيجبرني وافِق على بنود فيها إنّ». ولفت الى انّ «القطريين مهتمون بملف غزة وربطاً جبهة الجنوب حيث يدعمون الحل ويشجّعون على البحث في الافكار التي طرحها هوكشتاين».

وعلمت «الجمهورية» انّ بري تلقّى بعد ظهر أمس اتصالاً هاتفياً من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جرى خلاله البحث في ضرورة الحوار والتوافق من اجل انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن لمواجهة التحديات المتراكمة على اكثر من صعيد. وقد وصف الاتصال بأنه في إطار مواكبة المساعي الديبلوماسية لإيجاد حل رئاسي.

 

تكتل الاعتدال

 

وفي انتظار التحرك الجديد المُرتقَب لسفراء المحموعة الخماسية العربية ـ الدولية في بيروت، والتحرك المنتظر لتكتل «الاعتدال الوطني» في جولته الثانية لشرح آليات مبادرته الرئاسية وتفاصيلها والمرتقب هذا الاسبوع او الذي يليه، قالت مصادر نيابية مستقلة لـ«الجمهورية» انّ «المبادرة في الشكل الذي طرحت فيه لا تؤدي الى انتخاب رئيس للبلاد، بدليل موقفَي رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الاعلام زياد مكاري منها، وعدم رَد «حالح.زب» حتى امس على المبادرة». واضافت المصادر: «لا نتوقّع نجاح المبادرة بل لعلها انتهت عملياً، حتى الذين أعلنوا موافقتهم عليها من حيث المضمون العام اعترضوا على الآلية التنفيذية المطروحة».

 

لكنّ عضو تكتّل «الاعتدال الوطني» النائب وليد البعريني قال امس، خلال استقباله وفوداً شعبية وشخصيات وهيئات عكارية وشمالية في مكتبه في المحمرة، انّ «مبادرة التكتل الرئاسية مستمرة وقد خلقت دينامية كان يحتاجها لبنان، وأعادت الروح إلى الحياة السياسية، وفتحت أبواب أملٍ لدى اللبنانيين بإمكانية الحلّ السياسي الذي يُخرج البلاد من عنق الزجاجة». واضاف: «انّ إطلاق البعض النار على المبادرة أو نَعيها ليس هو الواقع، وهو بطبيعة الحال لا يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، فالمؤسف أن يكون أصدقاء لبنان في الخارج يسعون إلى إنهاء الشغور وحلّ الأزمة، وهناك في الداخل من يسعى لعرقلة الحل أو يتمنّى أن لا يكون هناك حل يُنهي مأساة لبنان ويضعه على سكّة التعافي». وسأل «ما البديل من الحوار والتّلاقي وكلنا يعلم أنه مهما رفعنا السقوف السياسية في وجه بعضنا البعض، سنجلس في النهاية إلى طاولة ونتحاور؟ فلماذا لا نوفّر كل هذا العناء وكل هذا الوقت على المواطن». وأضاف: «نحن سنتلاقى تحت سقف المؤسسات الدستورية التي تحكم عملنا السياسي، وهي الإطار الأنسَب للوصول إلى نتيجة سياسية ووطنية جامعة، تُراعي وفاقنا الوطني وعيشنا المشترك».

كذلك اكد عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب محمد سليمان لوفود زارَته في وادي خالد، أن «مبادرة التكتل تُحاكي هواجس جميع اللبنانيين لأنها تعمل على التلاقي بين كل المكونات السياسية لإنهاء الشغور، وتسعى لتقريب وجهات النظر بين كل الكتل لإنهاء الفراغ الحاصل في المؤسسات». وقال: «إنّ المسعى الداخلي الذي يقوم به التكتل يُلاقي اليوم المبادرة الخماسية ويذلّل العقبات للوصول الى حل يجمع اللبنانيين ويحمي لبنان».

 

وكان بري قد قال السبت عن لقائه بكتلة «الإعتدال»: «اللقاء كان إيجابياً. وأنا اللي بحطّ آلية للمبادرة، وما في رئيس غير رئيس المجلس» (لرئاسة الجلسة التشاورية التي تضمنتها مبادرة الاعتدال) .

 

وفي هذا السياق، وعلى وقع الاجتماعات المتجددة للخماسية العربية والدولية، أفيد انّ سفير قطر في بيروت الشيخ سعود بن عبد الرحمن بن فيصل ثاني آل ثاني يقوم بحركة بعيداً عن الاعلام باتجاه مجموعة من النواب، من ضمن التحرك الفردي للسفراء الخمسة، وسط معلومات عن احتمال زيارتهم لبري قريباً. وقد بدأ آل ثاني حركته بزيارة البترون حيث التقى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل وتناول اللقاء العلاقات اللبنانية – القطرية والأوضاع في لبنان، لا سيما منها الاستحقاق الرئاسي وتحركات المجموعة الخماسية في شأنه، والتطورات الجارية في المنطقة وما ينجم من الحرب الاسرائيلية على غزة.

إنتخاب الرئيس

وفي المواقف، أكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي أمس، أننا «ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة «تكتّل الإعتدال الوطني»، وإلى مساعي «لجنة السفراء الخماسيّة» راجين للإثنين النجاح، وشاكرين لهم الجهود والتضحيات».

 

ووجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة الى اللبنانيين لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، حذّر فيها من انّ «لبنانُ فِي دَائرَةِ الخَطَر، وَالسَّبَبُ الأَوَّل هُوَ الشُّغُور الرِّئَاسِيّ…». وقال: «إنَّ الأولَوِيَّة المُطْلَقَة اليَوْم هي إِجْرَاءُ انتخابِ رَئيسٍ لِلجُمهُورِيَّة، ولا يُمْكِنُ أن نَخْرُجَ مِن أَزَمَاتِنَا إلا بِإِنجَازِ هذا الاسْتِحْقَاق، لِنُحَافِظَ على وَحْدَتِنَا الوَطَنِيَّة، فلُبنان لا يَعِيشُ إلا بِجَنَاحَيْه، المُسْلِمِ وَالمَسِيحِيّ، ولا نَرضَى إلا بِالمُسَاوَاة التي نَصَّ عليها اتِّفَاقُ الطّائف، ولا يُسَاسُ لُبنان بِمَنْطِق الرَّابِح وَالخَاسِر، أوِ القَوِيّ على الضَّعِيف، بل كُلُّنَا أَقوِيَاء بِكَلِمَة الحَقّ، وَمُنْتَصِرُون لِوَطَنِنَا وَلِشَعْبِنا».

 

إنفراج ولَو مشروط

ومن جهة ثانية، وفي الوقت التي تواصلت مظاهر التوتر وارتفاع منسوب العمليات العسكرية في مختلف مناطق قطاع غزة نتيجة الفشل في ترتيب اي اتفاق لوقف اطلاق النار أو أي هدنة انسانية جديدة، شهدت عطلة نهاية الأسبوع مجموعة من اللقاءات والتحركات التي يمكن ان تؤدي الى انفراج ولو مشروط في وقت قريب.

 

وتقاطعت مصادر ديبلوماسية عربية ولبنانية على التأكيد لـ«الجمهورية» انّ حراك الساعات الماضية يبحث عن ثغرة يمكن ان تجمع الحد الادنى ممّا هو مطلوب للتوفيق بين مطالب إسرائيل وحركة «ح»، خصوصاً على مستوى اعادة النظر في البرنامج المقترح لتبادل الاسرى والرهائن لدى «حركة ح» بالمعتقلين في السجون الاسرائيلية وفق جدول جديد تجري صياغته بين الدوحة وواشنطن وتل أبيب، وهو ما كان موضع بحث في العاصمة القطرية ما بين مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز الذي أنهى جولته على كل من مصر وقطر وتل أبيب بلقاءٍ جَمعه برئيس الموساد الاسرائيلي دافيد برنياع في سياق المساعي الأميركية الهادفة الى وقف النار وتوفير حاجات القطاع من المواد الغذائية والانسانية والمحروقات على انواعها.

 

وقالت المصادر انّ هذا اللقاء شكّل المناسبة شبه الاخيرة في هذه الساعات الحرجة التي يمكن ان تُفضي الى اي تفاهم يمكن ترتيبه في الأيام الاولى من شهر رمضان الذي بدأ اليوم كما كان متوقعاً. وفيما لم تدخل المصادر في تفاصيل الخلافات التي عبّرت عنها الشروط والشروط المضادة بين اسرائيل وحركة ح، توقّعت في المقابل ان توفّر واشنطن والقاهرة والدوحة ضمانات محددة للطرفين قد تؤدي الى التوصّل الى هدنة في الأيام القليلة المقبلة.

لقاءات الرياض

 

وفي هذه الاجواء توجّهت الأنظار الى لقاءات الرياض التي جمعت الأحد ممثلين عن 6 دول عربية وخليجية لمواصلة مساعيها لوقف اطلاق النار في غزة، بعدما رفعت المملكة من شروطها لإحياء البحث في تفاصيل مرحلة التطبيع مقابل وقف نار شامل، كذلك رفعت مصر من ضغوطها على الجانب الاميركي ممثّلاً بمدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز الذي لم يتمكن من إحضار نظيره الاسرائيلي الى مفاوضات القاهرة قبل أن يوافيه الى الدوحة. وكلّ ذلك لضرورة إنهاء الحرب على غزة والتوصّل إلى وقفٍ فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي، ورفع كل القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

 

سخونة جبهة الجنوب

 

وعلى الجبهة الجنوبية ارتكبَ العدو الاسرائيلي مجزرة بكل معنى الكلمة ليل أمس الاول، حيث أغار طيرانه على عدد من المنازل في بلدة خربة سلم، ودمّر مبنى من طبقات عدة ما أدى الى استشهاد عائلة بكاملها نازحة من بلدة بليدا، وتضمّ: الاب جعفر علي مرجي، وزوجته احلام حسن فقيه وولديه علي جعفر مرجي وحسن جعفر مرجي. كذلك اصيب 8 اشخاص بجروح نقلوا إلى مستشفى تبنبن الحكومي، وتضرّر عدد من المنازل في البلدة وفي الصوانة المجاورة.

 

واغار الطيران الحربي المعادي فجر امس على مرتفعات إقليم التفاح، وكذلك على الاحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب. واستهدف الصاروخ سيارة «كرافان» على الطريق بين الهبارية و«سدانة» ونقل المسعفون جريحاً كان بالقرب منها.

 

وبعد الظهر إستهَدف القصف الاسرائيلي كفركلا وأطراف بلدة برغز في قضاء حاصبيا، ومنطقة «هورا» بين أطراف كفركلا وديرميماس، وتلة العزية، وأطراف بلدتي الهبارية والفرديس. وقبَيل السادسة مساء، أغار الطيران الحربي المعادي على اطراف بلدتي الهبارية وراشيا الفخار وعلى الوادي بين كونين وبرعشيت.

 

في المقابل، نفّذت المقاومة الاسلامية عمليات نوعية مكثفة رداً على هذا القصف باستهداف مستعمرة جبل «ميرون» (الجرمق) بعشرات صواريخ الكاتيوشا.

 

وهاجمت بمسيّرتين ‏انقضاضيتين مرابض المدفعية في عرعر (الجولان المحتل)، وموقع رامية وتجمّعاً لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا، وآلية عسكرية ‏من نوع «نمير» في موقع المالكية. ‏

واكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «وقوع أضرار بآلية عسكرية إسرائيلية في موقع المالكية بعد استهدافها بصاروخ عند الحدود مع لبنان». كذلك اعلن عن سقوط طائرة انتحارية تابعة لـ«الح.زب» في منطقة حرمون».

 

واستهدف المقاومون ‌موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع ‏الراهب وانتشار جنود في محيطه بصواريخ «البركان» وثكنة «‏معاليه غولان» (بالجولان) وموقعي ‏الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا.‌‏

 

وعاوَدت ‏المقاومة الاسلامية ‏عند الساعة الخامسة عصراً استهداف ثكنة «معاليه ‏غولان» ‏للمرة الثانية بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏
 

دقة الصواريخ

 

قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس، تعليقاً على ما يجري في جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة: «أدرك الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأربعة الأخيرة أنّ ترسانة أسلحة «الح.زب» تتضمّن أيضاً عدداً من الذخائر الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطّح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدروع، والتي يصل مداها إلى نحو عشرة كيلومترات، كما أنّ بعضها لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الإطلاق والهدف، إذ تجاوزت الصواريخ الدقيقة التلال وانفجرت على أهداف في كريات شمونة ومحيطها».

 

الجيش يتمرّن

 

لكنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي اعلن أمس أنه «يتمرّن على الإمداد متعدّد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية». وقال في بيان: «خلال الأسبوع الماضي أقيم تمرين عملياتي شَملَ تزويد الإمدادات اللوجستية جواً وبراً بقيادة هيئة التكنولوجيات واللوجستيات وبالتعاون مع قيادة المنطقة الشمالية وسلاح الجو وغيرها من الوحدات التابعة لذراع البر. تدرّبت القوات خلال التمرين على نقل المعدات، والمياه، والوقود، وأنواع الذخيرة خلال الطوارئ إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية. شَمل التمرين تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها ونقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض.

 

واشار الى انه منذ نشوب الحرب تمّ إنجاز سبع عمليات تزويد بإمدادات لوجستية جواً من قبل وحدة الإمدادات الجوية التابعة للواء «هماروم»، والتي تمّ خلالها إدخال نحو 110 أطنان من الإمدادات لمصلحة القوات المناوِرة في غزة. أما برّاً فتم إنجاز آلاف العمليات اللوجستية الأخرى بواسطة قوافل لوجستية. الجيش جاهز لتنفيذ عمليات مشابهة على الجبهة الشمالية أيضاً، بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر».

***********************

افتتاحية صحيفة اللواء

برّي يستجمع «الخيوط الرئاسية».. و لودريان يسأل عن «إمكان حدوث خرق»

مفتي الجمهورية لتدارك الخطر بانتخاب الرئيس.. ومصير المواجهة في الجنوب في إطلالة لنصر الله

 

اليوم أول أيام شهر رمضان المبارك، يمضي اللبنانيون إلى يومهم، عين على الجنوب، وعين على الجهود الجارية لإنهاء الشغور الرئاسي، من دون إغفال الجهود الجارية لوقف العدوان المجرم والحرب الاسرائيلية الآثمة على قطاع غزة والشعب الفلسطيني، الذي يسجل صموداً تاريخياً، ومقاومة باسلة في مواجهة الاجرام الاسرائيلي غير المسبوق.

ولم يحجب الاهتمام بالشأن العام، الفرحة اللبنانية العارمة في نجاح ياسمينا زيتون، ابنة كفرشوبا الرابضة على خط النار في الجنوب، من أن تحتل مرتبة الوصيفة الاولى لملكة جمال الكون.

 

وإذا كانت الاسئلة مشروعة حول متى تنتهي الحرب الاهلية، والحروب المتصلة بها، فإن مسار ما يجري يتحكم بالحصيلة، بعد ان يتزايد الضغط على دولة الاحتلال، وتستمر المقاومة بصمودها، وقتالها، وإلحاق الأذى والإحباط بالمشروع الانتحاري لبنيامين نتنياهو وأركان حربه.

بري والاعتدال

رئاسياً، فالرئيس نبيه بري الذي التقى وفد تكتل الاعتدال، الذي ضم النواب: وليد البعريني، سجيع عطية، احمد الخير، محمد سليمان، احمد نسيم، عبد العزيز الصمد والنائب السابق هادي حبيش، و وصف البعريني ما دار باللقاء بأنه اعطى دفعا قويا للمبادرة، وسنكمل بالمبادرة.. معلنا عن انتظار التكتل جواب الح.زب، وان الرئيس بري ابلغهم كل الخير، وان المبادرة ستنجح..

وقالت  مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الوقت لا يزال متاحا من أجل معرفة مصير مسعى تكتل «الاعتدال الوطني» الذي لم يصبح في دائرة الخطر لكنه ينتظر اكتمال التوافق على طرح التشاور ثم جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بدورات متتالية.

 

واعتبرت أن  الطرح متواصل وقد لا ينتقل إلى المرحلة التالية ما لم ينل الأجوبة بشأنه، ومعلوم أنه يفترض أن تسمي كل كتلة نائبا أو اثنين للمشاركة في  التشاور، معربة عن اعتقادها أن « التكتل» يشيع اجواء إيجابية وإنما ترجمتها لم تتم بعد، على أن اللقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يخرج  بجو أوحى بالتراجع عن المسعى ولذلك فإن هناك اتصالات قد تشق طريقها قبل بلورة الخطوة الثانية.

ولفتت المصادر إلى أن لا موعد محددا لجلسة التشاور بعد وما من تفاصيل عن شكله، لأن  المهم هو المضمون والخروج بما يمكن أن يسهل الانتقال إلى جلسة الانتخاب بالنصاب الدستوري اللازم.

إلى ذلك قالت الأوساط أن أي موقف من الكتل التي سبق وايدت المسعى ينمّ عن التراجع عن ذلك يعني وقوع الطرح في المحظور.

 

وحسب نائب في التكتل، فإن النواب خرجوا بانطباع بايجابية استمرار المبادرة.

والجديد، هو تلقي الرئيس بري اتصالا هاتفيا من الموفد الرئاسي الفرنسي جان- ايف لودريان، جرى خلاله البحث في تطور الحراك الرئاسي والوضع في جنوب لبنان.

ومن المتوقع ان يبلّغ الح.زب تكتل الاعتدال جوابه على المبادرة التي نقلها اليها نواب الاعتدال الوطني، من زاوية التمسك بالحوار وفقا للمنهجية التي اقترحها الرئيس نبيه بري.

وليلاً، عاد السفير السعودي وليد بخاري من الرياض، وسط اهتمام اللجنة الخماسية، وسعيها الى تفعيل الدور الذي من شأنه ان يخلق أجواء ملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية.

وفي الملومات ان قطر، من جانبها، تسعى الى تفعيل النشاط لانهاء الشغور الرئاسي، عبر لقاءات مع القيادات اللبنانية، من الدرجة الاولى.

وفي هذا الاطار، زار المعاون السياسي للرئيس بري الدوحة، موفدا من رئيس المجلس، حيث اجرى لقاءات بقيت في الكتمان.

وتردد ان الدعوة كانت موجهة بالاساس الى الرئيس بري على ان تليها دعوات لرؤساء الكتل والاحزاب.

واوضح السفير المصري في لبنان علاء موسى ان الخماسية تعمل على إحداث خرق في ملف الرئاسية، وأن خطواتها مستمرة ومدروسة.

وكشف موسى عن اشارات نيابية مشجعة، وتشير الى ان الخماسية لمست ذلك، وقررت المضي في خطواتها، وخاصة من الرئيس نبيه بري، وان رئيس المجلس عبّر عن الذهاب الى أبعد مدى لانتخاب رئيس الجمهورية، والتوجه نفسه، سمعه اعضاء اللجنة من كل الاطراف.

وهذا من شأنه ان يشجع اللجنة على المضي في مساعيها.

وكشف موسى عن جولة اخرى من اللقاءات مع الاطراف اللبنانية.

وقال ان الاتفاق على خارطة طريق سيؤدي الى انتخاب رئيس، مؤكداً ان التواصل وثيق مع كتلة الاعتدال وهذا من شأنه ان يزخم الحركة باتجاه انتخاب رئيس الجمهورية، مؤكدا ان الخماسية لا تتناول الاسماء، والتوصل الى اسم يكون بالتوافق بين الكتل النيابية.

المفتي لتدراك الخطر بالانتخاب

وفي اطار المواقف، وفي مستهل شهر الصيام، وفي رسالة حلول الشهر الفضيل، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان ان لبنان في دائرة الخطر، والسبب الأول هو الشغور الرئاسي، فانتخاب رئيس للجمهورية، هو الخطوة الأولى نحو بناء الدولة، والطريق الصحيح القويم، في تفعيل عمل مؤسسات الدولة المترهلة».

وختم: «مهما اختلفت الرؤى السياسية. علينا بالتوافق والتعاون للاستقرار والاستمرار في وطننا، الذي هو بحاجة إلينا جميعا لحسن إدارة البلد بهمة أبنائه، إن الأولوية المطلقة اليوم، هي إجراء انتخاب رئيس للجمهورية، ولا يمكن أن نخرج من أزماتنا إلا بإنجاز هذا الاستحقاق، لنحافظ على وحدتنا الوطنية، فلبنان لا يعيش إلا بجناحيه، المسلم والمسيحي، ولا نرضى إلا بالمساواة التي نص عليها اتفاق الطائف، ولا يُساس لبنان بمنطق الرابح والخاسر، أو القوي على الضعيف، بل كلنا أقوياء بكلمة الحق، ومنتصرين لوطننا ولشعبنا».

ولاحظ ان تحديات العيش والنظام في لبنان بدأت بحرب غزة، لكنها تعاظمت بعشرات القتلى وبتهجير الناس من الجنوب اللبناني، لقد ظننا أن القرار الدولي رقم 1701 سيحمي لبنان، لكن ذلك لم يكن صحيحا لأن الكيان الاسرائيلي لا يلتزمه، ويخالف كل القرارات الدولية بعدوانه على لبنان، ويقتل أبناءنا، ويدمر بيوتنا، فالاعتداء على أي منطقة في لبنان، هو اعتداء على كل لبنان، لا نفرق ولا نميز بين منطقة وأخرى، وما يحصل من عدوان على الجنوب، هو برسم صنّاع القرار في المجتمع الدولي، ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الحرة، وعاصمتها القدس الشريف».

واكد المفتي في رسالته: منذ سنوات ما يزال السياسيون يمضغون الكلام بشأن جريمة المرفأ، واحتجاز أموال الناس في المصارف، والمؤسسات متهالكة، والهجرات متوالية، كأنما الوطن ينتهي، وتنتهي عهوده بالعزة والرفعة والمنعة والتقدم. إن أول الأمراض التي أصابتنا مرض فقدان المحاسبة. يستطيع كل أحد أن يفعل ما يشاء، ويظل آمنا وماضيا في عبثه، كأنما هو غير مسؤول أمام الله وأمام الناس».

الراعي: الذهاب فوراً للانتخاب

وبعد ان أدان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حرب الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مطالباً بإيقافها، ومعلناً ان لبنان يبتغي عدم الانزلاق بهدف الحرب الحقود، وحماية الجنوب، والذهاب على الفور الى انتخاب رئيس للجمهورية، من اجل انتظام المجلس النيابي والحكومة وسائر المؤسسات الدستورية، معلنا ان بكركي تنظر بكثير من الايجابية الى مبادرة الاعتدال الوطني ومساعي لجنة السفراء الخماسية، راجين للاثنين النجاح..

واكتملت الاستعدادات لبدء الصيام في شهر رمضان المبارك، سواء على مستوى توفير الحاجات الضرورية او زيارة الاماكن المتعلقة بالمناسبة، حيث تقاطر المواطنون الى اسواق بيروت، لتلمس معالم الزينة والروح الرمضانية، وسط بيروت.

ودعت الهيئات البيروتية، والجمعيات المعنية بمواجهة الغلاء الى الحد من التلاعب بالاسعار وزيادتها من دون اسباب موجبة لتمكين المواطنين والصائمين من الصيام بتوفير الامكانات الكفيلة بصيام الشهر الفضيل.

الوضع الميداني

على الارض، اعلنت المقاومة الاسلامية انها استهدفت ثكنة معاليه غولان للمرة الثانية بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت المقاومة الاسلامية موقع الراهب وانتشار جنود العدو في محيطه بصاروخ بركان.

واستفاق الجنوب على مجزرة اسرائيلية مسائية بحق عائلة نزحت من قرية بليدا الى بلدة مجدل سلم المجاورة، فيما كانت  مسيرة تابعة لاسرائيل هاجمت المنزل الذي لجأت اليه العائلة، ودمرته وسقط الاب والام ووالدان من آل مرجي، نعاهم الح.زب، والذي يشيعهم اليوم في بلدتهم بليدا بمهرجان حاشد، يتحدى فيه جيش الاحتلال.

وعلى الفور، رد الح.زب باستهداف مستعمرة ميرون بعشرات الصواريخ، ودخلت المسيرات الانقضاضية المعركة، مع صواريخ البركان حيث قضت مضاجع المستوطنين في الشمال.

وفي اولى الامسيات الرمضانية، يتحدث الامين العام للح.زب السيد نصر الله مساء بعد غد الاربعاء، حول بدء الصيام، والتطورات المتعلقة بمسار المواجهة في الجنوب.

********************

افتتاحية صحيفة الشرق

 

رمضان غزة: مجازر ومجاعة والعالم العربي والإسلامي يتفرّج  

 

أشارت “وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينيّة- وفا”، إلى “مقتل وإصابة عشرات المواطنين أغلبيّتهم أطفال ونساء، في أنحاء متفرّقة من ​قطاع غزة​، الّذي شهد قصفًا عنيفًا جوًّا وبرًّا، وسلسلة أحزمة ناريّة من قبل الطائرات الحربيّة الإسرائيلية، في اليوم الـ156 على التّوالي من العدوان الإسرائيلي على القطاع”.

 

وأفادت بـ”مقتل وجرح عدد من المواطنين، نتيجة قصف القوّات الإسرائيليّة لمنزل قرب مسجد أبو القمصان بمشروع ​بيت لاهيا​“، مبيّنةً أنّ “المناطق الشّرقيّة لمنطقة الفخاري جنوب ​خان يونس​ شهدت قصفًا مدفعيًّا إسرائيليًّا، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين”.

 

وأوضحت “وفا” أنّ “​الجيش الإسرائيلي​ استهدف أيضًا عددًا من المنازل في مخيم النصيرات وسط القطاع، ووسط بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع”. ولفتت مصادر محليّة للوكالة، إلى “انقطاع الاتصالات عن مخيم النصيرات، بينما اندلعت النّيران قرب سوق النصيرات وسط قطاع غزة، جرّاء غارة إسرائيليّة”.

 

وواصلت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع، وخاضت معها معارك ضارية في المحاور كافةً، مكبّدةً إياها خسائر كبيرة في صفوفها وآلياتها.

 

وفي هذا الإطار، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة ح، تفجير منزل جرى تفخيخه مسبقاً، في قوة إسرائيلية راجلة في بني سهيلا في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، مشيرةً إلى إيقاع أفرادها بين قتيل وجريح.

 

وتخلل عملية بني سهيلا في خان يونس قتل جندي إسرائيلي من سلاح الهندسة، بطلق ناري في رأسه، وفق كتائب القسام.

 

بدورها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إسقاط طائرة مسيرة يستخدمها “جيش” الاحتلال في مهمّات استخباراتية، شمالي شرقي البريج، وسط قطاع غزة.

 

ونشرت السرايا مشاهد عن حمم الهاون التي دكّت بها مواقع وحشود الاحتلال في محور التصدي للتقدم في حي الزيتون، شرقي مدينة غزة.

 

أمّا كتائب شهداء الأقصى فأكّدت أنّ مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية ضد جنود الاحتلال، بالأسلحة الملائمة، في محور التقدم، جنوبي حي الزيتون.

 

وأضافت أنّ مقاتليها قصفوا، بقذائف الهاون، تجمعاً لجنود الاحتلال في شارع 10، جنوبي حي الزيتون.

 

وفي محور التقدم غربي خان يونس، قصفت كتائب شهداء الأقصى أيضاً جنود الاحتلال وآلياته، بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل. كما استهدفت دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا” بقذائف “R.P.G” في محور التقدم ذاته. وشهدت خان يونس، في الأيام الماضية، كمائن واستهدافات نوعية ضد الجنود الإسرائيليين. ونشرت كتائب القسّام، أمس، مشاهد مصوّرة عن بقايا ومخلفات لآليات “جيش” الاحتلال إثر استهدافها في محاور المدينة.

 

وضمن عملية مشتركة أول من أمس، أكدت سرايا القدس، ومعها كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، بالاشتراك مع مجموعات عبد القادر الحسيني، استهدافها تجمعات جنود الاحتلال وآلياته في منطقة أرض “أبو عريبان” في حي الزيتون برشقات من صواريخ “107”.

 

وعرض الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد توثّق الاستحكام المدفعي والصاروخي لمجاهدي السرايا ضد تجمعات جنود “جيش” الاحتلال، شرقي المحافظة الوسطى من قطاع غزة.

 

وفي وقت تواصل المقاومة الفلسطينية معاركها، أقرّ “جيش” الاحتلال  بمقتل ضابط إضافي في صفوف قواته المتوغّلة في القطاع. وتحت بند “سُمح بالنشر”، ذكر أنّ الضابط القتيل هو عمشير بن داوود، كاشفاً أنّه برتبة رائد، ويعمل في القوات الخاصة، “الكوماندوس”.

 

وحتى اليوم، أقرّ “جيش” الاحتلال رسمياً بسقوط 589 ضابطاً وجندياً قتلى في صفوفه، منذ 7 تشرين الأول 2023، بينهم 247 قتيلاً سقطوا في المعارك البرية.

 

ونعى وزير المالية الإسرائيلي ​بتسلئيل سموتريش​ ابن خاله الذي قتل في معارك ​قطاع غزة​، لافتاً الى أننا “كبرنا معا والخسارة لا توصف”.

 

وأعلنت “حركة ح” أسماء 4 من الرهائن قالت إنهم قتلوا في غارات على قطاع غزة.

************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

غزة تحت وطأة القصف والجوع في رمضان… لا مُؤشرات لهدنة قريبة

 تصاعد المواجهات على الجبهة الجنوبيّة… و11 عمليّة تنفذها المقاومة ضدّ العدو – بولا مراد

 

يحل شهر رمضان ثقيلا جدا على اهل غزة الجوعى، بعد فشل كل المساعي التي بذلت في الاسابيع القليلة الماضية، لارساء هدنة مع انطلاقة الشهر الكريم. وتؤكد المعطيات ان ما فشل به الوسطاء خلال الفترة الماضية وفي ظل وجود مهلة زمنية، لن ينجحوا به قريبا، خاصة في ظل التناقض الكبير في شروط حركة ح من جهة، والعدو الاسرائيلي من جهة اخرى. ما يعني انه لن يكون امام اهل القطاع الا انتظار فتات مساعدات تأتيهم من السماء او البحر.

 

تعثر المفاوضات انعكس تلقائيا على جبهة لبنان، التي شهدت في الساعات الماضية تصعيدا كبيرا يُرتقب ان يتواصل في الايام المقبلة، بعدما باتت مرتبطة ارتباطا كليا بجبهة غزة. هذا الواقع سينعكس مزيدا من المراوحة على صعيد الملف الرئاسي، مع تحول حراك «اللجنة الخماسية» المعنية بالشأن اللبناني، كما حراك تكتل «الاعتدال الوطني» ، الى حراكيْن شكليين مع فشل كل المحاولات لفصل المسار الرئاسي عن مسار الحرب في غزة وامتداداتها في المنطقة.

العدو يواصل مجازره

 

وبالعودة الى غزة، واصل جيش العدو الإسرائيلي مجازره، فألقى وابلاً من القنابل على القطاع ما تسبّب بمقتل العشرات، فيما أفادت وزارة الصحة بارتفاع عدد القتلى جراء القصف «الإسرائيلي» على القطاع إلى 31045 والمصابين إلى 72654 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

 

وقال عضو المكتب السياسي لحركة ح حسام بدران انه لم يتحدد بعد موعد عودة وفد مفاوضي الحركة إلى القاهرة، لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار. وأضاف في حديث لشبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية: «لا يوجد جديد».  وأشار الى ان رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو يرفض الاستجابة للمطالب الفلسطينية العادلة، فيما يتعلق باحتياجات غزة الأساسية، مشددا على ان هناك عوامل يجب وضعها في الاعتبار، هي: «إيقاف عمليات القتل، الانسحاب من غزة، السماح بدخول المعونات الإنسانية، وعودة النازحين دون قيد أو شرط».

 

وأوضحت مصادر مواكبة لمسار التفاوض لـ «الديار» ان «العدو الاسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الاميركية، كانوا يعتقدون ان حركة ح ستتراجع وترضخ لشروطهما قبل ساعات من موعد انطلاق شهر رمضان ، خاصة بعد اعتمادهما سياسة التجويع، الا ان قيادة الحركة ورغم كل الضغوط، بقيت صامدة ومتمسكة بشروطها لعلمها بأن تنازلها عن ورقة الاسرى مقابل شهر او شهرين من الهدنة، سيعني عودة آلة القتل والدمار «الاسرائيلية» بشراسة اكبر بعد ذلك»، لافتة الى ان «ورقة الضغط هذه هي التي ستؤدي لإجبار «الاسرائيلي» على وقف الحرب، لذلك كان شرط الحركة واضحا بوجوب ان تكون اي هدنة اليوم بوابة من خلال ضمانات دولية واضحة لوقف دائم لاطلاق النار.. وهي ضمانات لم تحصل عليها، بل قابلها استفزازات مباشرة من نتنياهو، الذي وخلال المفاوضات كان يخرج ليعلن انه سيجتاح رفح بعد الهدنة» .

 

واضافت المصادر «لا شك ان الوضع الانساني صعب جدا في غزة، لكن الوضع صعب جدا ايضا في «اسرائيل»، حيث تتعرض حكومة العدو لكل انواع الضغوط، ما يفرض عودتها الى المفاوضات بشروط المقاومة».

«أونروا»: الجوع في كل مكان بغزة

 

ويوم امس الأحد، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن «الجوع في كل مكان بغزة»، والوضع في الشمال «مأساوي»، حيث يجري منع دخول المساعدات عن طريق الشاحنات، رغم النداءات المتكررة».

 

وأضافت الوكالة على منصة «إكس» أن «عدد القتلى يواصل الارتفاع في قطاع غزة». وطالبت «بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى جميع أرجاء القطاع، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل إنقاذ الأرواح».

كاتس: اميركا تدعم أهداف الحرب

 

من جهته، قال وزير خارجية العدو الاسرائيلي يسرائيل كاتس، إن بلاده ستنقل سكان رفح إلى الغرب أو إلى مناطق أخرى في قطاع غزة، قبل بدء عملية برية في المدينة. وأضاف في تصريحات نقلتها «هيئة البث الإسرائيلية» امس، أن «إسرائيل لا تنوي المساس بالمدنيين»، واشار الى ان الولايات المتحدة «تدعم أهداف الحرب» على غزة، لكن الرئيس جو بايدن «يريد وضع خطة لإجلاء السكان قبل دخول رفح» .

 

وأوردت الهيئة، نقلاً عن كاتس قوله: «بايدن يريد أن يرى خطة منتظمة لإخلاء رفح من السكان، «الجيش الإسرائيلي» قام بذلك في شمال القطاع، وسينفذ ذلك في رفح أيضاً».

تصعيد جنوب لبنان

 

وبالتوازي مع فشل التوصل لهدنة في غزة، تصاعدت وتيرة المواجهات عند الحدود الجنوبية للبنان، فنفذت المقاومة 11 عمليّة ضدّ العدو. فقد ردت بالالسلحة المناسبة على تصعيد ليل اول من امس، الذي استهدف  منزلا في بلدة خربة سلم، ما ادى الى ارتقاء ثلاثة شهداء من عائلة واحدة.

 

وتحدثت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن إطلاق 30 صاروخًا من لبنان باتجاه مزارع شبعا، وإطلاق صفارات الإنذار في مناطق عدة في الشمال، فيما اعلنت المقاومة الإسلامية قصف مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما قصف مجاهدو المقاومة تجمعا لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا ،وآلية عسكرية صهيونية من نوع «نمير» في موقع المالكية، كما موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية. كذلك نفذت هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر.

 

بالمقابل، قصف العدو حرج بلدة كونين في قضاء بنت جبيل، كما هورا الواقعة بين ديرميماس وكفركلا. كذلك استهدف القصف المدفعي المعادي أطراف كفركلا وديرميماس، وتلة العزية وثكنة معاليه غولان وموقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة. واستهدف صاروخ اطلقته طائرة مسيّرة على أطراف بلدة الهبارية سيارة «كرافان».

 

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ «الديار» ، ان التصعيد الميداني جنوب لبنان متوقع مع فشل الهدنة، لافتة الى ان الح.زب «كان واضحا بربط مصير جبهة الجنوب بجبهة غزة، ولا تراجع عن هذا الربط ايا كانت التهديدات والضغوط». واكدت المصادر ان الح.زب«يستعد لكل الاحتمالات ومنها الحرب الموسعة، وان كان لا يزال يستبعدها».

لغم ينفجر بالمبادرة؟

 

سياسيا، لا تزال الانظار تتجه الى خرق، قد تحققه مبادرة تكتل «الاعتدال الوطني» في جدار الأزمة الرئاسية. وقالت مصادر التكتل لـ «الديار» ان «اعضاءه سيتفرغون خلال الساعات القليلة المقبلة، لوضع آلية عملية للانتقال لمرحلة جديدة من تطبيق المبادرة»، لافتة الى ان «وضع الآلية سيتم على اساس ما تم التفاهم عليه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري».

 

واضافت: «بعد ذلك سنقوم بجولة جديدة على القوى السياسية لوضعها في جو الآلية، لنحدد بعدها موعدا للاجتماع التشاوري استعدادا لجلسة مفتوحة لانتخاب رئيس بدورات متتالية».

 

الا ان مصادر سياسية مواكبة للمبادرة استبعدت نجاحها بتحقيق هدفها، لافتة الى «ان افخاخا كثيرة تحيط بها». وقالت: «من المرجح ان ينفجر فيها اول لغم في الجولة الجديدة على القوى التي لن ترضخ لشروط بري».

***************************


افتتاحية صحيفة البناء:

نتنياهو لـ «بوليتيكو»: معركة رفح مقبلة وإعادة مهجّري الشمال بالسياسة أو القوة

سجال التجنيد تحوّل أزمة كبرى… وحاخام السفارديم: التجنيد يعني الهجرة
هنية: أبدينا كل المرونة لاتفاق يُنهي الحرب ويسحب الاحتلال ويفكّ الحصار

 

 كالعادة توزّع العالم الإسلامي في رؤية هلال شهر رمضان بين يومين هما اليوم وغداً، لكن فلسطين ومعاناة شعبها في غزة سوف تبقى عامل الوحدة بين الصائمين خلال شهر رمضان على مساحة العواصم والمدن الإسلامية والجاليات المسلمة في المهاجر. وقد دعتها المقاومة في غزة بلسان أبو عبيدة المتحدّث باسم قوات القسام، ثم بكلام رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لإحياءات تكون فلسطين وغزة محورها.

هنية الذي توجّه بكلمة متلفزة للحديث عن مسار التفاوض قال “إن حماس وضعت منذ بداية المسار التفاوضي 3 ضوابط من أجل التوصل لاتفاق”. وقال إنّها تتمثل في وقف النار وضمان انسحاب قوات الاحتلال وفك الحصار عن غزة، لأن الهدف هو قطع الطريق على كل المخططات المشبوهة التي تستهدف غزة. وأكد أن الحركة تحلّت بمسؤولية عالية وإيجابية ومرونة واسعة في مسار التفاوض برعاية قطر ومصر، كاشفاً عن أنه تواصل مع الوسطاء – حتى قبل ساعات من إلقاء الكلمة – و”لم يتلقَ التزاماً من الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب على غزة”.

بالتوازي مع كلام هنية، كان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتحدّث لصحيفة “بوليتيكو” الأميركية مؤكداً التوصل الى استعصاء في مسار التفاوض محمّلاً حماس المسؤولية، مؤكداً أن معركة رفح مقبلة، وأن إعادة مهجري مستوطنات الشمال سوف تتحقق بالطرق السياسيّة وإلا فعن طريق استخدام القوة.

كلام نتنياهو يأتي في توقيت تزداد صدوع الحرب التي تهزّ كيان الاحتلال، بعدما أصبحت قضية الأسرى وقضية مهجّري الشمال، عنوانين حاضرين في المسرح السياسي والإعلامي اليومي داخل الكيان. وجاءت قضية السجال حول التجنيد لتفتح صدعاً آخر أصاب مباشرة وحدة الكيان الاجتماعية، حيث تسبب الحديث عن إلزام الحريديم بالتجنيد باندلاع سجالات انتهت بكلام لحاخام السفارديم يعقوب يوسف هدّد خلاله بالردّ على التجنيد بالهجرة.

تتواصل تحذيرات كيان العدو المتصاعدة الوتيرة وتكثيف جيشه استعداداته لإمكانية تنفيذ عملية برية في لبنان. وأعلن جيش العدو أنه «يتمرّن على الإمداد متعدّد الأذرع تحت النيران في إطار الاستعداد للمناورة البرية في الجبهة الشمالية». والجمعة، كشفت وسائل إعلام العدو أن جيش «إسرائيل» يُعدّ خطة لعملية برية محتملة في لبنان، في خضم التصعيد العسكري مع حزب الله المستمرّ منذ أشهر. وقالت القناة 13 الإسرائيلية إنه «في إطار الاستعدادات لاحتمال نشوب حرب في الشمال، كلف الجيش العميد موشيه تمير بمسؤولية إعداد عدّة خطط محتملة لعملية برية في لبنان بمستويات مختلفة».

الى ذلك استهدفت الغارة الإسرائيلية بلدة الهبارية جنوبي لبنان وأسفرت عن استشهاد 4 أشخاص من “الجماعة الإسلامية”. وأغار الطيران المسيّر المعادي صباحاً، على الأحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب، واستهدف الصاروخ سيارة “كرافان” على الطريق بين بلدة الهبارية – ومنطقة “سدانة” ونقل المسعفون جريحاً كان بالقرب منها.

وحلّق الطيران على علو مرتفع فوق مدينة الهرمل، وقرى قضاء جبيل والبترون ومنطقة ساحل المتن.

وتعرّض حرج بلدة كونين في قضاء بنت جبيل لقصف مدفعيّ مركّز مصدره مرابض جيش العدو الإسرائيلي المنصوبة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما استهدف العدو الإسرائيلي بالقصف المدفعي هورا بين ديرميماس وكفركلا وأطراف كفركلا وديرميماس، وتلة العزية.

ورداً على ‏الاعتداءات المعادية على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على بلدة خربة ‏سلم واستشهاد عائلة بأكملها، ‏قصف حزب الله مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا. كما ‏شنّ هجوماً جوياً بمسيرتين ‏انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر. وأصاب أهدافها بدقة. كذلك، ‏استهدف حزب الله تجمّعاً لجنود العدو شرق موقع بركة ريشا بالأسلحة الصاروخية وأصابه إصابةً مباشرة، كما استهدف آلية عسكرية صهيونية من نوع “نمير” في موقع المالكية ‏وأصابها إصابةً مباشرة، واستهدف ‏التجهيزات التجسسيّة في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وثكنة معاليه غولان بالأسلحة الصاروخية وموقعي السماقة والرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية.

سياسياً، يعاود سفراء الخماسية جولاتهم على القيادات السياسية هذا الأسبوع، وأفيد أنهم سيزورون الرئيس نبيه بري مرة جديدة للبحث في مدى إمكانية الدعوة الى جلسات انتخابية ممتالية، ربطاً بمبادرة كتلة الاعتدال الوطني التي سيلتقي أعضاؤها سفراء الخماسية لمواكبة المبادرة خارجياً وفق التطورات الإقليمية، على أن تزور بعد ذلك مجدداً الكتل السياسية خاصة وأن هناك أجواء أشيعت من قبل مسؤولين سياسيين أطاحت بالمبادرة. وتلفت مصادر دبلوماسية لـ”البناء” إلى أن سفراء الخماسية يتواصلون مع مختلف القوى السياسية من خلال زيارات يقوم بها السفراء كل على حدة. وهناك رغبة من الجميع في إنهاء الفراغ الرئاسي إلا أن الخلافات لا تزال قائمة حيال شخص الرئيس، ولذلك لا يمكن الإفراط في الإيجابية. مع تشديد المصادر على أن الخماسية لا تتدخل في الأسماء وما تقوم به يأتي في سياق رسم خريطة طريق لتوافق القوى السياسية على انتخاب رئيس.

وكان الرئيس بري تلقى في الساعات الماضية اتصالاً من الموفد الفرنسي جان إيف لودريان عبر عن المناخ داخل الخماسية لجهة أهمية انتخاب رئيس للجمهورية وعدم تضييع الفرص. ويأتي الاتصال بعد زيارة قام بها النائب علي حسن خليل إلى قطر حيث بحث مع المسؤولين القطريين في الملف الرئاسي والوضع في الجنوب وسط معلومات تشير إلى طلب بري من قطر التحرك مجدداً على الخط الرئاسي في لبنان.

وقالت مصادر كتلة الاعتدال لـ”البناء” إن الأجواء التي انتهى اليها اللقاء مع الرئيس نبيه بري كانت إيجابية، مشيرة الى ان الكتلة ستواصل العمل على تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء، لكن في الوقت نفسه وبعد الجولة الثانية التي سنقوم بها والتي سوف تتظهّر خلال المواقف الحقيقية للقوى السياسية سوف نوضح للرأي العام مَن عطّل المبادرة، بخاصة أن هناك مَن تعمّد إطلاق النار على المبادرة من دون أي سبب.

وتنصّ المبادرة على نقاط ثلاث:

– يتداعى النواب الذين يمثلون أكثر من ٨٦ نائباً للتشاور في مجلس النواب ولم يُحكَ عن دعوة توجّه من أي طرف أو ترؤس للتشاور.

– يطلب هؤلاء النواب من رئيس المجلس الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس تطبيقاً للدستور.

– يلتزم النواب بعدم تطيير النصاب.

وشجب البطريرك الماروني بشارة الراعي بشدّة “حرب الإبادة الجارية في غزّة ونطالب العالم بإيقافها”. ونحن في لبنان نبتغي عدم الانزلاق في هذه الحرب العمياء والحقود، وحماية الجنوب والمواطنين، والذهاب على الفور إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة من أجل انتظام المجلس النيابيّ والحكومة وسائر المؤسّسات الدستوريّة. من هذا المنطلق ننظر بكثير من الإيجابيّة إلى مبادرة “تكتّل الاعتدال الوطني”، وإلى مساعي “لجنة السفراء الخماسيّة.»

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram