افتتاحية صحيفة الأخبار:
أوروبا تعمّم التهويل الإسرائيلي: 15 آذار آخر مهلة للمسعى الدبلوماسي
بينَ لبنان ومصر وكيان العدو، توزّعت الأنظار في اليومين الماضييْن لمراقبة المفاوضات المُضنية حول «هدنة رمضان» ومحاولة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين أن تشمل أي تهدئة الجبهة الجنوبية تمهيداً لاتفاق شامل مع لبنان، ورصد الموقف الإسرائيلي المتأرجِح بين الحل السياسي والتصعيد العسكري، الأمر الذي يجعل الجانب الأميركي حذراً من أن يتحول اليوم التالي في الجنوب إلى الفتيل الذي يفجّر المنطقة برمّتها. ومع أن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت أبلغَ هوكشتين (خلال زيارة الأخير لتل أبيب) التزام إسرائيل بالجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لتجنّب التصعيد على الحدود مع لبنان، مؤكداً أن بلاده لا تسعى إلى الحرب، علمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية غربية أن «المسار السياسي غير كافٍ للاطمئنان، رغم إصرار الجانب الأميركي على صياغة الأحرف الأولى من الاتفاق بين بيروت وتل أبيب، والذي يتمحور حول تثبيت وقف إطلاق النار وبتّ الخلاف على النقاط المتنازع عليها وإيجاد صيغة لمزارع شبعا وكفرشوبا وصياغة حل مستدام يمنع الاصطدام الكبير»، كاشفة أن الدول الغربية «تبلّغت من إسرائيل أن الأخيرة حدّدت مهلة حتى 15 آذار الجاري موعداً للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان، وإلا فإنها مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق».زادَ هذا الأمر من قلق الدول الغربية التي تعتبر أنه «ينبغي بذل كل الجهود لدعم المساعي المستمرة للولايات المتحدة وفرنسا لتنفيذ القرار 1701 والشروع في تسوية حدودية توفّر الأمن على المدى الطويل وتضمن عودة النازحين على طرفَي الحدود». وينسحب هذا القلق أيضاً على الداخل اللبناني الذي انقسم في تحليله لوقائع زيارة هوكشتين الأخيرة. ففي مقابل إبداء البعض ارتياحاً للمسار الأميركي الذي يضغط لتجنب التصعيد، هناك رأي آخر لا يزال يبدي تخوفاً من احتمال تدهور الأوضاع ربطاً بما قاله الموفد الأميركي عن أن «هدنة غزة ليست بالضرورة أن تشمل لبنان». أما التقديرات بشأن الزيارة فقد تقاطعت حول أن «التطورات كلها رهن ما سيحصل في غزة وما سيتم التوصل إليه في المفاوضات الجارية في القاهرة، لأن أي نقاش حول ترتيبات سياسية في لبنان وحلّ لوقف إطلاق النار لن يكون قابلاً للترجمة ما دامَ إطلاق النار مستمراً في القطاع».
وقد باتت هذه المعادلة قناعة عند الجانب الأميركي، بحسب ما نقل مسؤولون غربيون عن هوكشتين نفسه، وفق المصادر الدبلوماسية. وقالت المصادر إن «هوكشتين بات على قناعة بصعوبة وقف القتال في لبنان قبل توقفه في غزة، وهو مقتنع أيضاً بأن حزب الله لا يريد التصعيد»، مشيرة إلى أن «المبعوث الأميركي يعتبر أن الهدنة في غزة ستكون بمثابة ساعة الصفر التي تنطلق منها مسارات متوازية، أولها العمل على تسوية الخلاف على النقاط الحدودية مع لبنان، من دون أن يشمل الحل مزارع شبعا، بالتوازي مع انتشار قوات من الجيش اللبناني في الجنوب بموافقة الأطراف المعنية». وتابعت المصادر أن «هناك قناعة أيضاً بأن فترة الـ 45 يوماً للهدنة ستكون فرصة لجمع المساعدات للجيش وحشد الموارد وتأمين المعدات اللوجستية المطلوبة وتأمين الأموال اللازمة».
أما في ما يتعلق بالمساعي الفرنسية، فتقول المصادر إن «الأوروبيين، وتحديداً البريطانيين، يعتبرون أن على فرنسا التنسيق مع الأميركيين بشأن الترتيبات السياسية، لأن الجانب الأميركي ينوي إطلاق المسار ساعة سريان الهدنة في غزة»، مشيرة إلى أن «عملية نشر أبراج المراقبة التي اقترح البريطانيون تشييدها على الحدود الجنوبية ستكون ضمن الإجراءات المتّخذة ويجري التنسيق بشأنها مع الجيش اللبناني والجانب الأميركي».توقّعات بأن يشهد الميدان «تصعيداً كبيراً» ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها
في سياق متصل، علمت «الأخبار» أن مساعد هوكشتين الذي استبقاه الأخير لمواصلة الاجتماعات مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي غادرَ بيروت أمس لارتباطه ببعض الالتزامات. وعليه، فإن الأيام المقبلة ستكون بيروت في موقع المنتظر لما ستؤول إليه المحادثات المنعقدة في القاهرة، في وقت توقّعت فيه مصادر مطّلعة أن يشهد الميدان «تصعيداً كبيراً»، لكن ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها، خصوصاً أن العدو الإسرائيلي سيحاول الضغط على المقاومة لدفعها للقبول بفصل المسارات السياسية بين الجنوب وغزة.
إلى ذلك، نفت مصادر في الحزب التقدمي الإشتراكي المعلومات التي أفادت أن النائب السابق وليد جنبلاط هو من طلب اللقاء بهوكشتين خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت.
من جهة أخرى، واصل حزب الله تصدّيه للاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين، وشنّ عمليات المساندة للمقاومة الفلسطينية في غزة. واستهدف أمس موقَعي زبدين ورويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابهما إصابة مباشرة.
ورداً على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية والمنازل المدنية، استهدف حزب الله مبنى في مستعمرة أفيفيم بـ«الأسلحة المناسبة وأصابه إصابة مباشرة». كما شنّ هجوماً جوياً بواسطة مُسيّرة انقضاضية على موقع المطلة «أصابت هدفها بدقّة».
في المقابل، استهدف القصف المدفعي المعادي أطراف بلدة الفرديس وراشيا الفخار والمرتفعات الشمالية لبلدة شبعا. وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منزل خالٍ في محيط تلة الحقبان في بلدة ياطر، وبلدات يارون والضهيرة ومروحين، ومنزلاً كان قد استُهدف لأكثر من مرة بقذائف الدبابات في أطراف بلدة طير حرفا.
ونعى حزب الله علي حسن حسين من بلدة حولا الجنوبية.
*************************
افتتاحية صحيفة النهار
لبنان إلى “السادس” أسير ربط الساحات والأزمات
ما بين ذكرى مرور خمسة اشهر اليوم على عملية “#طوفان الأقصى” التي اطلقتها حركة “ح” في غلاف غزة واندلاع احدى أشرس حرب إبادة إسرائيلية عقبها على قطاع غزة بشرا وأرضا، وذكرى مرور خمسة اشهر غدا على “حرب المشاغلة” التي أعلنها “الح.زب” انطلاقا من المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، يبدو لبنان كأنه ارتبط ارتباطا لا فكاك منه بكل ما يتصل بتطورات حرب غزة وارتداداتها ميدانيا على المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وحتى ديبلوماسيا وسياسيا في ما يتصل بأفق احتمالات التهدئة في الجنوب او اتساع الحرب نحو لبنان بأسره. لم يكن أدل على اشتداد “عرى” هذا الربط الذي حصل ميدانيا وقتاليا تحت شعار “وحدة الساحات” الذي رفعه “الح.زب” تبريرا لإطلاق مواجهات “المشاغلة” من المهمة الأخيرة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين اذ بدا واضحا، ان كل ما طرح بينه وبين المسؤولين الرسميين ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يفاوضه بالأصالة عن نفسه والوكالة عن شريكه “الح.زب”، لم يقفز فوق واقع الربط بين غزة والجنوب، ولو ان هوكشتاين شغل الجميع بالاجتهادات والتفسيرات حول ما قصده في بيانه المكتوب والمعد سلفا عن استبعاد انسحاب هدنة غزة تلقائيا على الجنوب اللبناني. وبذلك، وفي انتظار ما لمح اليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الى ان الجانب اللبناني ينتظر تواصلا جديدا مع الموفد الأميركي بعد زيارته تل ابيب، تعبر الذكرى الخمسة المزدوجة اليوم وغدا، لحرب غزة ومواجهات الجنوب، الى بداية الشهر السادس، وسط واقع لبناني متعاظم يرفض كثيرون الاعتراف في ظله بان كل ازماته الداخلية صارت على ارتباط قسري بالوضع المتفجر جنوبا وما سيستتبعه من تداعيات سواء نجا لبنان من قطوع الانزلاق الى حرب شاملة ام تمادى واقع الاستنزاف الراهن او اتجهت الأمور نحو هدنة. فلم يكن خافياً ابداً ان الازمة الرئاسية أيضا جرى ويجري استدراج الجانب الأميركي اليها كما جرى سابقا مع سواه، على يد أطراف “الممانعة” لجعلها من بين البنود المطروحة على المساومات وهو الأمر الذي يفسر تصاعد مواقف التحذير والريبة لدى الافرقاء المسيحيين في ملفي الجنوب والرئاسة سواء بسواء. وتجدر الإشارة في هذا السياق الى ان “كتلة الاعتدال الوطني” ستزور السبت المقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري لنقل خلاصة جولتها الأولى على الكتل النيابية في شأن مبادرتها لانتخاب رئيس الجمهورية .
مواقف
ولعل الموقف الأبرز من تطورات الجنوب في الساعات الأخيرة سجله مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اذ اعلن “رفضه رفضا قاطعا زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها”، وطالب “الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية”. واضاف في بيانه “يُحذِّر الآباء من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية. ويلفتون نظر أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه”.
وتبين تكرارا ان نواب قوى المعارضة المسيحية الذين التقوا الموفد الأميركي في مجلس النواب ابلغوه موقفا حاسما ومتشددا من ضرورة حصر الحل في الجنوب بالقرار 1701 فقط . وكشف نائب رئيس ح.زب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان لـ”النهار” إنّ “نواب المعارضة أعربوا للموفد الأميركي عن تأييدهم تطبيق القرار الدولي 1701 من دون تجزئة باعتباره قراراً صادراً عن الأمم المتحدة بعيداً عن الطروحات المحصورة أو المحدودة”. ولفت الى ان “نواب المعارضة اكدوا انهم لا يوافقون على تقسيم مضامين القرار 1701 كمسألة أساسيّة، على أن تأخذ الحكومة اللبنانية قراراً واضحاً في وجود الجيش اللبناني حصراً على مساحة المنطقة الحدودية. وأوصى نواب المعارضة بأهمية أن يتحدّث المستشار الأميركي إلى تل أبيب بهدف التوصّل للالتزام الكليّ من الجانب الاسرائيلي أيضاً تنفيذاً للقرار 1701”.
اما عن استحقاق رئاسة الجمهورية، فاوضح عدوان “أننا لن نقبل أن يتأثّر الاستحقاق بالحرب المندلعة في قطاع غزّة أو بأي تفصيل آخر، فيما لا بدّ أن يحصل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في الداخل اللبناني وأن يتبلور انتخابه من النواب اللبنانيين الذين يعملون من أجل مصلحة البلد في اعتباره استحقاقاً داخليّاً. في حال كان الخارج يسعى للمساعدة في موضوع الانتخابات الرئاسية، لا بدّ أن يساند في منع التدخلات غير اللبنانية في الاستحقاق”.
وكانت صدرت امس مواقف أخرى لافتة من الأزمة الرئاسية اذ اعتبر رئيس ح.زب “القوات اللبنانية” سمير جعجع انه “مع كل مبادرة رئاسية جديدة يسقط القناع ويتأكّد بالدليل الحسّي والملموس ما تعلنه المعارضة تباعاً وتكراراً بأن محور الممانعة لا يريد حواراُ ولا من يحزنون، بل كل ما يبتغيه بالدعوات المتكرّرة للحوار, هو محاولة تفريق صفوف الذين لا يريدون مرشحه، من خلال السعي لإقناع البعض، ببعض المكتسبات مقابل تأييد مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية”. ورأى “إن كتلة الوفاء للمقاومة قد بقّت البحصة مرة لكل المرات: مرشحنا الأول والأخير والنهائي هو رئيس تيار المرده ولا مجال لأي بحث آخر. وهكذا أسقط محور الممانعة محاولة تكتل “الاعتدال الوطني” ومحاولاتنا جميعاً لإنهاء الشغور الرئاسي”. وقال ” الأسوأ أن هذا المحور يعطِّل على خلفية أنه لم يتمكّن منذ أكثر من سنة وأربعة أشهر من تأمين الأصوات اللازمة لإنجاح مرشحه الرئاسي، وهو من هذا المنطلق يستمر في عرقلة الإنتخابات، مراهناً على تعب الجميع وتسليمهم بإنتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية، وهذا ما لن يحصل هذه المرة. وقد أدّت مبادرة “الاعتدال الوطني” إلى حشر الممانعة، لدرجة أن مصادرها اضطرت لتكرار مقولتها المعروفة بانها تصرّ على “انتخاب رئيس يحمي ظهر المقاومة”.
اما المجلس السياسي في “التيار الوطني الحر” فاعتبر بعد اجتماعه الدوري “أن ترجمة الفصل بين الإستحقاق الرئاسي وحرب غزة تكون بالإسراع في إنتخاب رئيس توافقي إصلاحي يعكس بشخصه الشراكة المتوازنة ويحظى بدعم وازن من الكتل النيابية، أما عكس ذلك فيطرح علامات إستفهام حول وجود نوايا فعليّة للبعض بضرب الشراكة وعدم الإستعجال بإنتخاب رئيس للجمهورية وحكم البلاد من دونه وبالتالي إقصاء المسيحيين عن الحكم”. واعلن ان “التيار المنفتح الى اقصى الحدود للتشاور وللتحاور في إستحقاق رئاسة الجمهورية يرفض الى الحد الأقصى ممارسات الحكومة المبتورة بضرب الميثاق والدستور والشراكة المتكافئة من خلال الإعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وعلى صلاحيات الوزراء إفرادياً ومجلس الوزراء مجتمعاً وموقعه في ظل الفراغ الرئاسي. ويحذّر من أن التمادي في كسر الشراكة الوطنية قد تنتج عنه ردّات فعلٍ ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين”.
يشار الى ان وفدا من “كتلة الوفاء للمقاومة” برئاسة النائب #محمد رعد يزور اليوم الرئيس السابق ميشال عون في دارته في الرابية .
الوضع الميداني
على صعيد الوضع الميداني جنوبا شن الطيران الحربي الاسرائيلي بعد الظهر، غارة على دفعتين مستهدفا اطراف بلدتي كفرا وياطر ملقيا صاروخين لم ينفجرا. وتعرضت أطراف بلدة الفرديس- قضاء حاصبيا لقصف مدفعي اسرائيلي. واستهدفت غارة إسرائيلية بلدة يارون في القطاع الأوسط واستهدفت غارة اخرى منطقة الخراريب في كفرا، كما استهدفت اخرى تلة الحقبان في بلدة ياطر. كما افيد عصرا عن غارة استهدفت بلدة الظهيرة في القطاع الغربي، وعن غارة من مسيرة استهدفت أطراف مروحين. ومساء تكثفت الغارات فاستهدفت طيرحرفا والضهيرة ومروحين .
في المقابل، اعلن “الح.زب” انه “شن هجومًا جويًا بمسيرة انقضاضية على موقع المطلة وأصابت هدفها بدقة”. كما اعلن استهدافه موقع زبدين في مزارع شبعا ومن ثم موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا .
**************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
المطارنة الموارنة يرفضون «”الحرب التي نأى عنها جميع العرب”
آلية هوكشتاين: الأولوية لوقف النار بـ”أي ثمن”
أفادت المعلومات الديبلوماسية التي توافرت لـ»نداء الوطن» أمس، أنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يسعى «فعلياً إلى فصل لبنان عن غزة وفرض الهدوء على الحدود الجنوبية، ولكن هذه المرّة بأقل التكاليف والشروط الممكنة». وقالت هذه المعلومات: «إنّ ما يشهده لبنان حالياً هو لعبة عضّ الأصابع في الوقت المحموم، فالإدارة الأميركية تضغط لتحقيق إنجاز قبل الانخراط في الحملات الانتخابية، فيما إسرائيل تخوض معركة مصيرية. وفي المقابل، يلعب «الح.زب» على حافة هاوية الحرب التي تلوّح إسرائيل بشنّها على لبنان كي تنهي تهديد «الح.زب» لحدودها الشمالية».
وفي التفاصيل المتصلة بزيارة هوكشتاين الأخيرة للبنان، تبيّن استناداً الى اللقاءات التي عقدها أنه «تراجع في آخر نسخة من العروض التي تقدّم بها، عن مطالبه وشروطه السابقة، في محاولة جديدة لإغراء «الح.زب» للقبول بما هو معروض عليه، مقابل التهديد الذي تمارسه إسرائيل بتصعيد عملياتها العسكرية، حتى لو حصلت الهدنة في غزة».
وتفيد المعلومات ايضاً أنّ الموفد الأميركي «تراجع عن شروط إنسحاب «الح.زب» ولم يذكر هذا الأمر في لقاءاته، بحيث صار كل مطلبه حصول وقف لإطلاق النار، بضمانات من الفريقين، على أن يصار في مرحلة لاحقة إلى البحث في حلّ النقاط الحدودية الست العالقة ضمن إطار اللجنة الثلاثية غير المباشرة برعاية «اليونيفيل»، بالتوازي مع البحث عن صيغة معالجة للنقطة B1 المهمة استراتيحياً بالنسبة للإسرائيلي».
وبالنتيجة، يُفهم أنّ جلّ ما يريده هوكشتاين فوراً هو «فرض وقف لإطلاق النار في الجنوب لفصل لبنان عن غزة، على أن يصار في مرحلة لاحقة الى البحث في ملف الحدود البرية مقابل إعادة إعمار الجنوب»، وفق المعلومات التي رجّحت أنّ «الح.زب» اقتنع بأنّ الإدارة الأميركية بدأت تتراجع في مطالبها، لدرجة تجاهل الـ1701، فراح يصوب على مهمة موفدها، لدفعه إلى مزيد من التنازل».
في مقابل ذلك، أوضح مصدر ديبلوماسي لـ»نداء الوطن» أنّ زيارة هوكشتاين لبيروت لم تقتصر على مطلب «نزع فتيل العبوة» بل «تضمّنت آلية متابعة اتفق عليها مع الجهات الرسمية، تمهيداً لجهوزية عملانية عند إعلان وقف إطلاق النار الموقت في غزة، والذي يُفترض ان ينسحب على لبنان من خلال المباشرة في التفاوض على تطبيق القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته».
وكشف المصدر عن أن «هوكشتاين شكّل فريق عمل أميركياً برئاسة السفيرة الأميركية ليزا جونسون، يعقد اجتماعات في السفارة وينكب على وضع ورقة عمل سياسية لتنفيذ القرار 1701، أي أنّ عملية تنفيذ القرار هذه المرة لن تكون لوجستية وميدانية فقط، انما ستكون مقرونة بخارطة طريق سياسية تتضمن استجابة مطالبات لبنانية ذات علاقة باعادة تزخيم ملف التنقيب عن النفط والغاز وبجدية بعيداً عن الممنوعات المستترة، واستثناء لبنان من قانون قيصر لجرّ الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا، الى مشاريع استثمارية منتجة ومنها إجراء مناقصة لإعادة تلزيم واستثمار مصفاة الزهراني، مع ضمانات حقيقية تتصل بتثبيت الحدود من رأس الناقورة الى تخوم مزارع شبعا اللبنانية على ان يترك مصير المزارع الى مرحلة لاحقة».
وأشار المصدر الى أنه «عند إنجاز الورقة الأميركية التي تُصاغ وفق عناوين عريضة طرحها هوكشتاين، سيعود الى لبنان لبدء البحث في كيفية التنفيذ وآلياته والملاحظات على الورقة قبل المباشرة في وضعها موضع التنفيذ، وأنّ الأمر لن يكون مفتوحاً إنما بسقف زمني يضمن عدم انفلات الأمور مجدداً في حال انهيار الهدنة في غزة».
ومن المعطيات الديبلوماسية الى المعطيات السياسية، فقد رفض المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري في بكركي أمس، «رفضاً قاطعاً زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها»، وطالبوا «الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية».
وفي التحركات، علم أنّ وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد سيزور الرئيس ميشال عون اليوم في الرابية. واعتبرت أوساط متابعة أنّ سبب الزيارة إعادة تطبيع العلاقات بين «الح.زب» وبين «التيار الوطني الحر» بعد موقفه المعترض على المواجهات التي يخوضها «الح.زب» في الجنوب.
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
إسرائيل تدمّر منازل جنوب لبنان لتحويل الحدود ساحة مكشوفة أمنياً
مع فشل إبعاد مقاتلي «الح.زب» بالسياسة
بيروت: نذير رضا
تمضي إسرائيل في تطبيق خطة تدمير المنازل في جنوب لبنان على طول الواجهة الحدودية، في ما يبدو أنه يهدف إلى تحويل المنطقة الحدودية ساحة مكشوفة، ودفع السكان المدنيين إلى إخلاء المنطقة بالكامل.
من يجول على المنطقة الحدودية في هذا الوقت، يلاحظ الدمار الهائل على طول الشريط الحدودي، حيث تحولت الكثير من المنازل كومة من الركام، وتقول مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن معظم المنازل في هذه المنطقة، لم تكن مأهولة لحظة استهدافها، وليس بالضرورة أنها عائدة إلى أشخاص ينتمون إلى «الح.زب» أو يناصرونه؛ ما يشير إلى «خطة ممنهجة لتدمير تلك المساحات المشيدة على طول الحدود، بغرض انكشافها».
وتشير الصور التي تبثها مواقع محلية في الجنوب، إلى دمار هائل في الممتلكات يرصد بعد الغارات الجوية التي لا تنقطع منذ ثلاثة أشهر، وبات الجيش الإسرائيلي يعتمد عليها بشكل أساسي في استهدافه للمنازل، بعدما كانت المدفعية في البداية السلاح الأبرز، وبعدما كانت غارات المسيرة لا تتسبب بتدمير كامل المنشآت. وإثر الغارات، تتحول المنازل ركاماً، مهما كان عدد طبقاتها؛ ما يجعل أي مشهد خلفها مكشوفاً للمواقع الإسرائيلية.
هذا المشهد، بات واقعاً بالفعل في كفركلا. يقول مصدر من البلدة زارها في الأسبوع الماضي: «إن الأحياء الداخلية تقريباً باتت مكشوفة، بعدما تم تدمير المنطقة المحيطة بها من جهة مستعمرة المطلة». ويضيف: «وسع القصف المساحة الحيوية أمام المستوطنات، وتقلص إلى حد كبير عدد المنازل القائمة قرب الشريط الحدودي، أو محاذية له.
ويتخطى عدد المنازل المدمرة بالكامل أو بشكل كبير في بلدتي العديسة وكفركلا الـ270 وحدة سكنية، حسبما تقول المصادر، ويتكرر المشهد في بليدا ويارون وميس الجبل وعيتا الشعب.
موقع جغرافي… وواقع أمني
الموقع الجغرافي للبلدات الحدودية، خلق هذا الواقع الأمني. فبلدة كفركلا مثلاً، تقع على خط المواجهة المباشرة مع المطلة، ولا تبعد عن المنازل في المستعمرة الإسرائيلية أكثر من عشرات الأمتار، حيث تظهر تفاصيل حياة الناس على جانبي الحدود بشكل واضح. أما العديسة فتقع على مقابل مسكاف عام، كما تحاذي بلدة حولا مستعمر المنارة، وتقع بليدا قبالة مستعمرة يفتاح. وتعرّض الخط الممتد من كفركلا وحتى عيتا الشعب مروراً بأكثر من عشر قرى حدودية، إلى تدمير ممنهج، حيث لم تعد الغارات وقذائف المدفعية تتسبب بأضرار فقط، بل باتت تؤدي إلى كامل لها.
وتقول المصادر إن نتائج القصف الإسرائيلي «تشير إلى أن الإسرائيليين يحاولون تحويل المنطقة بالكامل منطقة مكشوفة، وإفراغ المنطقة الحدودية من السكان وإبعاد المدنيين بشكل كامل منها؛ لجعل المنطقة تشبه المستوطنات الشمالية لديهم الخالية من السكان المدنيين»، لافتة إلى «مخاوف لدى السكان من أن يكون الإسرائيليون يسعون إلى تطبيق استراتيجية فرض منطقة عازلة بالنار، أو منطقة خالية من السكان ومكشوفة أمامهم، بالنار والتدمير»؛ وذلك لأغراض أمنية تسعى إسرائيل إلى تطبيقها.
وتطالب إسرائيل عبر موفدين دوليين يحملون رسائلها إلى بيروت، بإخلاء المنطقة الحدودية من مقاتلي «الح.زب» وتراجع مقاتليه إلى مسافات تتراوح بين 7 و10 كيلومترات، وهي مساحة حيوية تحاول فيها تل أبيب ضمانة عدم انطلاق عمليات مفاجئة في حال قرر «الح.زب» اقتحام المستوطنات، كما تسعى إلى تخفيف تأثير الصواريخ الموجّهة التي يستخدمها الح.زب لاستهداف مشاة وآليات ومواقع إسرائيلية، حيث يضطر إلى استخدام الصواريخ المنحنية، وهي صواريخ ذات تأثير أقل من الموجهة والمباشرة، حسبما يقول خبراء عسكريون.
وفي حين أبلغ لبنان الموفدين رفض الح.زب إخلاء المنطقة، ويطالبون بتطبيق القرار 1701 من الجهتين بالتزامن، تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن مسؤولين من المستوى الأمني في تل أبيب يتخوفون من تكرار سيناريو اقتحام مستوطنات غزة في الشمال؛ ما يوضح طبيعة الاستهدافات الإسرائيلية التي تحاول تدمير وإحراق أي شيء يمكن أن يتوارى المقاتلون فيه، وهو ما يفسر التدمير الممنهج للمنشآت المدنية، وإحراق البساتين والأحراش في الحدود بقذائف الفوسفور.
سيناريو غزة
ويتوجس السكان في الجنوب من تكرار الاستراتيجية المتبعة في غزة، في منطقة جنوب لبنان، لجهة «أن يساهم التدمير الممنهج في إفقاد المنطقة سبل العيش في المستقبل؛ ما يدفهم إلى نزوح قسري في حال واصلت إسرائيل تدمير المنازل بشكل كامل، واستهداف المنشآت الصناعية والزراعية والمزارع، واستهداف المنشآت الحيوية، مثل محطات ضخ المياه ولوحات الطاقة الشمسية وشبكات الكهرباء».
ويقول السكان في الجنوب إن بعض القرى «باتت معزولة بالقصف والعتمة؛ كون شركات الصيانة لا تستطيع الوصول إلى البلدات لإصلاح أعطال الكهرباء»، أو أن الجرافات تتأخر لفتح طرقات نتيجة القصف. أما محطات ضخ المياه، فقد تضرر العشرات منها، كما تضررت مئات محطات ألواح الطاقة الشمسية على المنازل جراء القصف والاستهدافات المتواصلة.
**********************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
واشنطن تحذّر من عواقب الحرب وتستعجل الحل.. لبنان يرفض “التسوية المنقوصة”
الوضع في منطقة الحدود الجنوبية في سباق مع التصعيد الذي شهد ارتفاعاً في وتيرته في الايام الأخيرة، ومحاولات تبريده التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية، بالتزامن مع الجهود المكثفة لبلوغ هدنة لستة اسابيع في قطاع غزة.
وإذا كان بلوغ الهدنة في غزة قد تأخّر ربطاً بالسقف العالي للمطالب والشروط الذي ترفعه إسرائيل وحركة «ح»، إلاّ انّ واشنطن التي وضعت ثقلها في هذا السبيل، واثقة من بلوغ هذه الهدنة في نهاية المطاف، إن لم يكن قبل شهر رمضان ففي بداياته، على أن تشمل هذه الهدنة جبهة الجنوب في لبنان، وهو ما اكّد عليه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين داخل الغرف المغلقة، خلال زيارته الأخيرة الى بيروت مطلع الاسبوع الجاري.
جبهة الجنوب مقلقة
الواضح حتى الآن، أنّ هدنة غزة تصطدم بتعقيدات، وكذلك الحل السياسي المرتبط بجبهة الجنوب، حيث يؤكّد المتابعون للحركة الديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ هذا المسار صعب وطويل، ونضوج هذا الحل يتطلّب وقتاً طويلاً وجهداً خارقاً، وخصوصاً انّ مندرجاته، وكما يطرحها الاميركيون، لا تلقى قبولاً من كل الاطراف، وخصوصاً من جانب لبنان، الذي لا يقبل تسويات منقوصة او أي صيغة حل تناقض مصلحته وتمسّ سيادته».
وعلى ما يقول مواكبون لحركة الديبلوماسية الاميركية لـ«الجمهورية»، فإنّ اولوية واشنطن هي أن تفصل ما بين جبهة غزة وجبهة الجنوب اللبناني، ألّا أنّها في مقارباتها لهاتين الجبهتين، تنطلق من كونهما جبهتين مترابطتين، فإسرائيل تهدّد باستمرار المواجهة مع «الح.زب» حتى ولو تمّ التوصل الى هدنة في غزة، وفي المقابل يؤكّد الح.زب استمراره في التصعيد ضدّ اسرائيل حتى وقف العدوان الاسرائيلي على غزة.
امام هذا الوضع الساخن، وكما يؤكّد هؤلاء المواكبون، تصبّ واشنطن جهدها لتبريد الجبهتين في آن معاً. فجبهة غزة، التي تدخل الحرب فيها اليوم شهرها السادس، وإن كانت قد وفّرت لاسرائيل كلّ ما يلزمها من دعم عسكري وسياسي وحشد دولي لإلحاق الهزيمة القاتلة بحركة «ح»، اصبحت عبئاً عليها، ومن هنا باتت تدفع بقوة الى هدنة الستة اسابيع. وفي المقابل، باتت جبهة لبنان تشكّل بالنسبة اليها مصدر قلق كبير من أن تشعل فتيل حرب واسعة، فهي حتى الآن استطاعت ان تُلزم اسرائيل بتغليب الحل السياسي على الحل العسكري الذي تهدّد به، وفي الوقت نفسه تنتظر مبادرات عاجلة من الجانب اللبناني لكبح جماح «الح.زب»، بما يعطي فرصة جدّية للحل السياسي».
وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ واشنطن وجّهت بصورة مباشرة وغير مباشرة، تحذيرات واضحة الى كل الاطراف، تفيد بأنّ استمرار التوتر والتصعيد على الجبهة الجنوبية، قد يشيع تفاقمه مناخات حربيّة خطيرة، وصرّحت علناً بأنّ أيّ خطأ في التقدير من شأنه أن يُسقط المنطقة بأسرها في حرب واسعة غير قابلة للاحتواء، قد تترتب عليها تداعيات دراماتيكية وعواقب وخيمة على كل الاطراف، وربما تحوّلات صعبة، غير محسوبة تهدّد خريطة المنطقة ومصالح كلّ الدول».
هوكشتاين سيعود
ضمن هذه الأجواء، اعطت واشنطن زخماً اضافياً لوساطتها على الجانب اللبناني، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ هذه الوساطة لا تنشد خفض التصعيد، بل وقف التصعيد ووقف العمليات العسكرية بصورة نهائية من الجانبين اللبناني والاسرائيلي، ومشروع الحل الذي حمله آموس هوكشتاين يلاقي ما تؤكّد عليه كل الاطراف لناحية عدم رغبتها بالانجرار الى حرب، وفي جوهره ينص على أنّ ما يسري في غزة (لجهة الهدنة التي يُعمل لبلوغها)، ترى واشنطن ضرورة كبرى في أن يسري على جبهة لبنان، وفق معادلة جديدة تطمئن جميع الاطراف، وتؤسّس بالتالي لوضع طويل الأمد من الهدوء والاستقرار على جانبي الحدود، يمكّن السكان على جانبي الحدود من العودة إلى بيوتهم بسلام وأمان على حدّ تعبير هوكشتاين».
وتؤكّد مصادر المعلومات «أنّ هوكشتاين الذي حطّ لساعات في بيروت الاثنين الماضي، سيعود إليها في وقت لاحق. ولكنْ لا موعد محدداً حتى الآن. وذلك لتلقّي ردّ الجانب اللبناني على مشروع الحلّ الذي عرضه. علماً أنّ بنود هذه التسوية، لم تكن جميعها محل تفاهم حولها مع من التقاهم من مسؤولين».
تسوية قاصرة
وفضّل مصدر سياسي مطلع على النقاشات مع هوكشتاين، عدم الغوص في تفاصيل ما جرى بحثه، او الكشف عن مضمون ورقة التسوية التي قدّمها الوسيط الاميركي، وابلغ إلى «الجمهورية» قوله: «أي حديث عن تفاؤل سابق لأوانه، ولا نقول ايضاً اننا متشائمون، ولكن ما يمكن قوله هو أنّ ورقة التسوية المطروحة قاصرة، ولا نستطيع أن نقول بأنّه في الإمكان أنْ يبنى عليه لبلوغ الحل الذي نتوخاه، وسيتمّ الردّ عليها بصورة رسمية في وقت ليس بعيداً».
ورداً على سؤال، قال المصدر عينه: «اننا ندرك تماماً أنّ التسوية بالشكل الذي يطرحه هوكشتاين تلبّي في جوهرها ما تطالب به اسرائيل، ولا تستجيب بشكل كامل لما يطالب به لبنان. فالعلامة الايجابية فيها، والتي هي الوحيدة التي استخلصناها، هي ما يتصل بحسم النقاط الخلافية على الخط الازرق، فيما تؤجّل البت بمصير مزارع وتلال كفر شوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر الى مرحلة لاحقة. وتشدّد ايضاً على تطبيق القرار 1701 من الجانب اللبناني حصراً، بما يعني خلو منطقة عمله من المسلحين والمظاهر المسلحة غير الجيش اللبناني وقوات «اليونيفيل»، دون أن تلحظ أيّ إجراءات في الجانب الاسرائيلي او ضمانات بعدم استمرار اسرائيل بخرقها لهذا القرار ووقف اعتداءاتها على لبنان».
الردّ اللبناني
وإذ اكّد المصدر عينه انّه «لا يمكن السير بتسوية منقوصة، او تسوية تراعي المصلحة الاسرائيلية، وتخلق واقعاً مطمئناً لها على حساب لبنان»، لفت إلى انّ الردّ اللبناني على ورقة هوكشتاين، سيتضّمن التأكيد على الثوابت اللبنانية التي سبق وعبّرت عنها كل المستويات السياسية، وخلاصتها: اولاً، عودة المهجّرين اللبنانيين الى بلداتهم في الجنوب. ثانياً، الالتزام الكامل بالقرار 1701 ونشر الجيش في منطقة عمله وتوفير الدعم الكامل له للقيام بهذه المهمّة الى جانب قوات «اليونيفيل». ثالثاً، انّ لبنان لا يريد الحرب، ولا يسعى اليها. وحقه مشروع في الدفاع عن ارضه ومقاومة اي عدوان عليه من قِبل اسرائيل. رابعاً، إلزام اسرائيل بتطبيق القرار 1701 ومنعها من خرقه وردعها عن القيام بأي عدوان على لبنان. خامساً، إلزام اسرائيل بالانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية التي تحتلها بدءاً من نقطة الـ«b1» والنقاط الخلافية الـ«13» على الخط الازرق (حسمت منها خمس او ست نقاط) وصولاً الى الجزء الشمالي من بلدة الغجر وتلال كفر شوبا ومزارع شبعا».
«الح.زب» أخذ علماً
الى ذلك، وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ «الح.زب» اخذ علماً، بصورة غير رسمية بمشروع هوكشتاين، ولم يبدر عنه اي موقف لا سلباً ولا ايجاباً حيالها، انسجاماً مع موقفه الذي سبق واعلنه لناحية عدم الاستعداد للبحث في اي آلية حل او تسوية او ترتيبات في منطقة عمل القرار 1701 قبل وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
وقالت مصادر قريبة من «الح.زب» رداً على سؤال لـ«الجمهورية» قولها: «طالما انّ العدوان مستمر على غزة، فلا بحث في تسويات».
ورداً على سؤال آخر، قالت المصادر عينها: «الاسرائيلي يريد أن يحقّق في السياسة ما لا يستطيع أن يحقّقه حتى في الحرب. وإن كان الاسرائيلي يعتقد انّه يستطيع أن يحصل على جوائز ترضية او جوائز مجانية او اي مكتسبات مهما كان شكلها، فهو واهم».
التسوية بعين إسرائيلية
الى ذلك، كان لافتاً بالأمس ما اوردته صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية حول مقترح اميركي لوقف إطلاق النار بين اسرائيل و«الح.زب»، مرتبط بشكل أساسي بالاتفاق في قطاع غزة.
واشارت الصحيفة، الى انّ هذا المقترح أعدّه هوكشتاين وسيتمّ طرحه في حال تمّ التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف القتال في قطاع غزة». وقالت: «إذا ما حدثت معجزة، وتمّ التوصل إلى اتفاق في غزة، ستبدأ الإدارة الأميركية العمل الإضافي في لبنان، وتقدّم مقترحاً يدعو إلى انسحاب «وحدة الرضوان» الخاصة التابعة لـ»الح.زب» خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات، وليس انسحاب جميع أفراد «الح.زب» من الجنوب اللبناني». مشيرةً الى أنّ الكثير منهم يعيش في القرى الحدودية، وسيتمّ منعهم من التحرّك حاملين الأسلحة، لكن تواجدهم في المنطقة لن يتمّ حظره بالكامل». كما يتضمن المقترح تعزيز انتشار الجيش اللبناني وتعزيز قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل».
وبحسب الصحيفة، فإنّ الاميركيين يأملون أن يكون المقترح كافياً لإقناع المستوطنين في العودة للمستوطنات القريبة من حدود لبنان، ويعتبرونه الأفضل المطروح على الطاولة بالنظر إلى البدائل الأخرى.
وإذ اشارت الصحيفة الى أنّ «المدى الفعّال لصواريخ «الح.زب» المضادة للدبابات، يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي حماية الحدود من داخل الأراضي الإسرائيلية»، قالت: «انّ الاميركيين يدركون جيداً أنّ هناك في إسرائيل و«الح.زب» من يدعو إلى الحرب، معتقدين أنّهم قادرون على تحويلها إلى مكسب استراتيجي، ولهذا السبب حذّر الرئيس الاميركي جو بايدن مراراً من حرب محتملة، لا يمكن أن تؤدي في نظر الأميركيين إلّا إلى الدمار والقتل، وليس بالضرورة أن تنتهي لمصلحة إسرائيل».
الوضع الميداني
ميدانياً، حافظت جبهة الحدود الجنوبية على وتيرة عالية من التصعيد، فيما برز امس تحرك القائد العام لقوات «اليونيفيل» في لبنان الجنرال ارولدو لازارو في اتجاه الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي. وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ البحث تركّز على تطورات الوضع في المنطقة الجنوبية، وسط مخاوف جدّية تبديها قيادة «اليونيفيل» من انّ العمليات العسكرية بدأت تأخذ منحى خطيراً، ما يضع المنطقة امام احتمالات صعبة، وتشّدد على كل الاطراف العمل على خفض مستويات التصعيد، ومشدّدة على الحاجة الملحّة لاعادة تثبيت الامن والاستقرار، وتجنيب المدنيين مخاطر كبيرة تتهدّدهم».
وشهد الوضع في الجنوب قصفاً مدفعياً، تخلّلته سلسلة غارات جوية اسرائيلية بالطيران الحربي والمسيّر شمل بلدات طير حرفا، والجبين، وياطر – تلة الحقبان، ويارون، والضهيرة، واطراف الناقورة، وتزامن مع قصف مدفعي شمل بصورة خاصة اطراف بلدة شبعا، ومع تحليق مكثف للطيران الحربي والمسيّر فوق حاصبيا ومزارع شبعا وصولاً الى البقاع الغربي واقليم التفاح واقليم الخروب ومدينة صيدا واجواء الزهراني، ونفّذ غارات وهمية في اجواء بلدة الخيام.
وفي المقابل، اعلن «الح.زب» عن استهداف موقع للجيش الاسرائيلي في السماقة، وموقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا، وموقع زبدين في مزارع شبعا، ونفّذ هجوماً بمسيّرة انقضاضية على موقع المطلة، اشار الاعلام الاسرائيلي الى انّها استهدفت موقعاً عسكرياً.
ونعى الح.زب الشهيد علي حسن حسين من بلدة حولا الذي استشهد مع والده حسن علي حسن وزوجته رويدا مصطفى في غارة معادية على بلدة حولا.
حراك «الاعتدال»
رئاسياً، افيد بأنّ «كتلة الاعتدال» ستلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري يوم السبت المقبل، لجوجلة ما انتهت اليه الكتلة في تحرّكها الأخير حول الملف الرئاسي، حيث بدا جلياً انّها لم تحقّق خرقاً يُذكر في جدار مواقف بعض الاطراف المتصلبة حيال هذا الملف.
وكان لافتاً بالأمس، تحميل رئيس ح.زب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «الح.زب» مسؤولية تعطيل مبادرة الاعتدال، حيث قال في بيان له: «إنّ كتلة «الوفاء للمقاومة» قد بقّت البحصة : مرشحنا الأول والأخير والنهائي هو رئيس تيار «المردة» ولا مجال لأي بحث آخر. وهكذا أسقط محور الممانعة محاولة تكتل «الاعتدال الوطني» ومحاولاتنا جميعاً لإنهاء الشغور الرئاسي… وعلى طريقة «من فمك أدينك»، دانت الممانعة نفسها للمرّة الألف بأنّها المسؤولة عن الشغور الرئاسي عبر رفضها الآلية الدستورية التي تنصّ على جلسة مفتوحة بدورات متتالية، وإبقاء البلد مشرّعاً أمام الشغور والفوضى الدستورية والإنهيار المالي وعدم الاستقرار السياسي. إنّ محور الممانعة بكل مكوّناته وتلاوينه يتحمّل مسؤولية تعطيل البلاد وشلّها، خصوصاً في خضم هذه الظروف الصعبة والخطيرة، والحل الوحيد، أمس واليوم يكمن في دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري، انطلاقاً من واجباته الدستورية، إلى جلسة انتخابات رئاسية بدورات متتالية حتى إنتخاب رئيس جديد للبلاد».
المطارنة الموارنة
في المواقف، سجّل مجلس المطارنة الموارنة في بيانه الشهري امس «ارتياحًا مبدئيًا إلى التحرُّك الخيِّر الذي يقوم به نّوّابٌ وكتل نيّابّة وأشخاصٌ ذوو إرادة حسنة، آملين أن يعقد المجلس النيابيّ جلساتٍ مفتوحة متتاليّة حتى انتخابِ رئيسٍ جديد للدولة، وأن يتلاقى هذا التحرّك مع المساعي الديبلوماسية الخارجية التي تصبّ في الاتجاه نفسه». وجدّد المجلس «رفضه القاطع زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها». وطالب الأطراف المحليين المعنيين «بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية». وحذّر «من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية»، ولفت نظر «أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد»، إلى «أنّ أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأنّ ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه».
التيار يدين التهديد
ودان «التيار الوطني الحر»، «التهديد الإسرائيلي بمواصلة الحرب ضدّ لبنان حتى لو توقفت في غزّة». ورأى في بيان لمجلسه السياسي امس «أنّ الرسائل بهذا الإتجاه تؤشر الى أنّ إسرائيل المأزومة في غزة تفتش عن أمل بتحقيق فوز عسكري يمحي صورة فشلها منذ 5 أشهر، وهذا ما يفسّر كسرها لقواعد الإشتباك مع لبنان عدّة مرّات».
واشار الى «أنّ ترجمة الفصل بين الإستحقاق الرئاسي وحرب غزة تكون بالإسراع في إنتخاب رئيس توافقي إصلاحي يعكس بشخصه الشراكة المتوازنة ويحظى بدعم وازن من الكتل النيابية، أما عكس ذلك فيطرح علامات إستفهام حول وجود نوايا فعليّة للبعض بضرب الشراكة وعدم الإستعجال بإنتخاب رئيس للجمهورية وحكم البلاد من دونه، وبالتالي إقصاء المسيحيين عن الحكم». مبدياً «انفتاحه الى اقصى الحدود للتشاور وللتحاور في إستحقاق رئاسة الجمهورية»، وحذّر من كسر الشراكة، رافضاً الى الحدّ الأقصى «ممارسات الحكومة المبتورة بضرب الميثاق والدستور والشراكة المتكافئة من خلال الإعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية».
************************
افتتاحية صحيفة اللواء
لبنان ينتظر ما سمعه هوكشتاين في إسرائيل حول التهدئة
مواجهة بالبيانات بين مجلس المطارنة والمجلس الشيعي.. ووفد الح.زب إلى الرابية
إنصبَّ اهتمام المسؤولين اللبنانيين على متابعة ما يجري في نيويورك على صعيد مشروع القرار الذي اعدته الولايات المتحدة الاميركية لاعلان وقف نار مؤقت، يسمح بتحرير الاسرى والرهائن، واحتمالات انعكاساته على التهدئة على جبهة الجنوب، والمحكومة ليس فقط بـ«هدنة غزة» بل ايضاً بطبيعة ما يسوّقه الموفد الرئاسي الاميركي كبير خبراء ملف أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، والذي نقل الى اسرائيل مقترحه، وما سمعه في بيروت من خلال لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش في ما خص الوضع في الجنوب، والتهدئة المطلوبة، لاعادة المستوطنين الى المستوطنات في الشمال.
وحسب مصادر شبه رسمية فإن اتصالات ستجري مع هوكشتاين لمعرفة الاجوبة الاسرائيلية، والمسار الذي ستسلكه التطورات في حال التوصل الى هدنة في غزة، او لم تتوصل الى اي وقف للنار في القطاع.
وحسب تسريبات مصادر «عبرية» فإن الاساس في المفاوضات اقناع المستوطنين بالعودة الى المستوطنات الشمالية، عبر تكوين شبكة سيطرة في مناطق اطلاق الصواريخ، تتمكن قوة من اليونيفيل، بمؤازرة الجيش اللبناني من بسط سيطرتها عليها.
وحضر الوضع الجنوبي، خلال جولة قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو الذي زار الرئيس بري ثم الرئيس ميقاتي وعرض معهما الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و»اليونيفيل». وقد اطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.
الاعتدال في عين التينة السبت
واشارت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن تكتل الاعتدال الوطني يحاذر الحديث عن فشل مسعاه الرئاسي حتى وإن عكست المعطيات المتعلقة بلقاء التكتل مع كتلة الوفاء للمقاومة مناخا غير مسهل لمسعاه، وقالت إن نواب التكتل ذهبوا إلى القول أنه ينتظر جواب الح.زب مع العلم انه كان في امكانه الإشارة إلى رأيه من هذا المسعى من دون تأخير، معتبرة أن لقاء تكتل الاعتدال مع الرئيس بري مجددا من شأنه تحديد البوصلة.
وفهم من المصادر أن زيارة موفد اللجنة الخماسية ليست من شأنها نسف المسعى المحلي، وأكدت أنه مع مرور الوقت بدأ زخم المبادرة يخف حتى وإن قامت محاولات لأحيائه، معربة عن اعتقادها أن الأيام المقبلة تعطي الجواب، علما أنه يكون البلد قد دخل في فترة شهر رمضان المبارك.
وفيما رحبت بكركي بالحراك النيابي من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية حطت مبادرة الاعتدال الوطني في السراي الكبير، والتقى الرئيس ميقاتي وفداً من التكتل والنائب السابق هادي حبيش بحضور النائب بلال الحشيمي.
وكشف البعريني ان التكتل سيلتقي الرئيس نبيه بري يوم السبت للتشاور في النتائج التي توصل اليها التكتل خلال لقاءاته.
وشدد التكتل على ان مبادرته مستمرة، واذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل.. كاشفاً عن ايجابيات قابلة للتطوير..
السجال السلبي
على ان التطور السلبي تمثل امس، ببروز اشتباك في المواقف بين مجلس المطارنة والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى حول ما يجري في الجنوب.
فقد جدد مجلس المطارنة الموارنة رفضه القاطع زج لبنان في الحرب الاسرائيلية – الفلسطينية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها، وطالب الاطراف المحليين المعنيين (الح.زب) بإبعاد الاذى الذي يعانيه اهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية.
وحذر الآباء من مغضبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسويات تمس سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية، وما يعود اليه من حقوق جغرافية ويلفتون نظر افرقاء الخارج العاملين على هذا الصعيد، ان اي تفاوض لبناني في هذه الشؤون يعود الى رئيس الجمهورية، وان ذلك يخضع لتجميد حتمي حتى انتخابه.
ولم يتأخر الرد الشيعي على بيان مجلس المطارنة، فعقد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بهئته الشرعية والتنفيذية اجتماعاً، ادان خلاله العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفسطيني، وحيا المقاوملين الصامدين في غزة.
واعتبر المجلس ان المقاومة اصبحت ضمانة وطنية لحفظ سيادة لبنان وثرواته وردع العدوان عنه، وان التحريض عليها يخدم اهداف العدو الاسرائيلي المتربص شراً بلبنان.
ويزور وفد الح.زب برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الرابية للقاء رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، في اطار مهمة لا ترتبط بالتباينات مع التيار الوطني الحر.
التيار يحذّر
رئاسياً، حذر المجلس السياسي في التيار الوطني الحر من التمادي في كسر الشراكة الوطنية، وقد تنتج عنه ردات فعل ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين.
وشدد التيار على انفتاحه الى اقصى الحدود للتشاور وللتحاور في الإستحقاق الرئاسي، مشيراً الى ان الترجمة للفصل بين الاستحقاق الرئاسي وحرب غزة فإنها ستكون بالاسراع في انتخاب رئيس توافقي اصلاحي، وعكس ذلك ضرب للشراكة وسعي لحكم البلد من دون المسيحيين..
وانضم رئيس ح.زب الكتائب النائب سامي الجميل الى الحملة على الح.زب والحكومة وقال ان الرئيس ميقاتي حليف الح.زب ونقول 8 آذار التي سمته لرئاسة الحكومة، وبالتالي رئيس الحكومة جزء من السطو القائم على البلد، وميقاتي يستطيع القيام بأكثر مما يقوم به في ملف الجنوب ، فهو رئيس حكومة لبنان.
الوضع الميداني
ميدانياً، اعلن الح.زب عن استهداف موقع زبدين في مزارع شبعا بالاسلحة الصاروخية، محققاً اصابات. كما شنت المقاومة الاسلامية هجوماً جوياً بمسيرة انقضاضية على موقع المطلة، واصابت هدفها بدقة.
وليلاً، أغارت الطائرات الاسرائيلية على بلدة يارون الحدودية.
افتتاح القرية الرمضانية في الأسواق
مع اقتراب بدء شهر رمضان المبارك، افتتحت في اسواق بيروت «القرية الرمضانية» بالزينة المعروفة، لإقامة النشاطات في المناسبة، المسائية والسحورية.
شارك في حفل الافتتاح، الذي نظمته شركة «سوليدير» وجمعية «أجيالنا» وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، ومحافظ بيروت مروان عبود ورئيس بلدية بيروت عبد الله درويش ورئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير ورئيسة مؤسسة «أجيالنا» الدكتورة لينا الزعيم الدادا.
*********************
افتتاحية صحيفة الديار
الرئاسة على” الرف” “وحراك الاعتدال” بين دعم المطارنة ورفض ٨ آذار
هوكشتاين كرر المطالبة بانضمام واشنطن الى ” ثلاثية الناقورة “
المقاومة تهاجم جويا وارضيا… وحركة ح : اتفاق وقف النار يشمل لبنان – رضوان الذيب
واجه الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي الموفد الاميركي هوكشتاين بموقف لبناني رسمي صلب وحاسم : المدخل للحل في الجنوب يبدا بوقف اطلاق النار في غزة اولا، هذا هو المسار للتهدئة ودون ذلك ستبقى الحرب مفتوحة مهما بلغت النصائح الاميركية والتهديدات العربية والاوروبية، هذا الرد الرسمي على مقترحات هوكشتاين يعده الرئيس بري بالتنسيق مع ميقاتي لتسليمه الى مساعد هوكشتاين المقيم في بيروت حتى اشعار اخر.
وحسب المتابعين لجولة هوكشتاين، لم تحمل جديدا، وزيارته لزوم ما لايلزم، ولم يطلق اية تهديدات داخل الاجتماعات، ولم يحذر من عملية عسكرية اسرائيلية واسعة، بل على العكس سمع من بري وجنبلاط انتقادات عنيفة للسياسات الاميركية من الحرب على غزة وتغطية الجرائم الاسرائيلية.
وعلم ان الموفد الاميركي ربط استئناف مباحثاته بنجاح مفاوضات التهدئة في مصر، مؤكدا انه سيعود بعد اعلان الهدنة، مجددا الدعوة لانضمام بلاده الى اللجنة الثلاثية في الناقورة ومعاودة اجتماعاتها، واللافت ان هوكشتاين حاول تجزئة الحل والبحث اولا في موضوع الغجر والنقاط الـ١٣ و عودة الامور على جانبي الحدود الى ما كانت عليه قبل ٧ تشرين الاول عبر ترتيبات تضمن الامن الدائم للاهالي، وبعدها النقاش في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ثم الغاز وباقي الملفات، اما في الموضوع الرئاسي، فان هوكشتاين تطرق الى الملف مع نواب المعارضة فقط، وأكد ان الاولوية حاليا للوضع الأمني في الجنوب وغزة، وحاول طمانة المعارضين الى عدم وجود صفقة رئاسية، مركزا على الجهد الأميركي دون غيره لانتخاب رئيس للجمهورية، مقللا من نشاط الخماسية والدور الفرنسي ونشاط لودريان.
وحسب المتابعين، فان زيارة هوكشتاين، كانت محكومة بقلق ادارته الديموقراطية من نتائج الانتخابات الاميركية التمهيدية في ميشغن وعدد من الولايات، بعد ان لبى اللبنانيون وتحديدا ابناء الطائفة الشيعية وعموم اللبنانيين والجاليات العربية والمسلمة والمتعاطفين الاميركيين مع غزة ومعظمهم من الشباب نداء حركة ” انصتوا الى ميشغن ” ووصل عدد المحتجين على سياسات بايدن الى ١٣ بالماية من اصوات الناخبين، ولايمكن لاي مرشح ديموقراطي خسارة ميشغن، وعلى بايدن ان يخلع نتنياهو اذا كان يريد ان يبقى رئيسا، هذه المعادلة ياخذها الديموقراطيون في حساباتهم ولذلك تمسك هوكشتاين ” بالعصا والجزرة في زيارته الى بيروت، ” فتارة يهدد بفلتان الامور وتنفيذ اسرائيل عملية شاملة وتارة اخرى يؤكد على نجاح التهدئة والتنويه بضبط الاعصاب من قبل الح.زب. وعلم من ابناء الجالية اللبنانية في ميشغن، ان عددا من النشطاء اللبنانيين في الولاية جرى التحقيق معهم، والبعض الاخر استقبلوا في البيت الابيض وتم ترتيب لقاءات لهم مع مسؤولين اميركيين، وقدم النشطاء اللبنانيون تقريرا مفصلا مدعوما بالوثائق والصور عن الخروقات الاسرائيلية وحجم الدمار في الجنوب ومعاناة غزة، كما تعرض بعض النشطاء لمضايقات من المتطرفين الاميركيين واليهود، علما ان الصوت العربي والمسلم دائما ما يكون حاسما في ولايات ميشغن، واوهايو، وبنسلفايا، واريزونا، ويصل الفارق بين الجمهوريين والديموقراطيين الى عشرات الاصوات فقط في هذه الولايات.
ولذلك وحسب المعلومات المؤكدة، فان الاحاديث عن ضربة اسرائيلية للبنان وتوسيع دائرة الحرب ” صناعة لبنانية” ورغبات محلية، فاسرائيل المنهكة في غزة لاتستطيع خوض حرب في جنوب لبنان ضد الح.زب القادر على التدمير وتهجير الاسرائيليين من جميع المستوطنات في شمال فلسطين، واسرائيل تعرف ذلك، اما الاحاديث ايضا عن تعزيزات اسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة لاتستند الى اية وقائع، وما زال انتشار الجيش الاسرائيلي دفاعيا والقوات التي انسحبت من غزة اعطيت اجازات مفتوحة ولم ينقل اي جندي الى جنوب لبنان.
عملية نوعية جوية للح.زب
وفي تطور لافت، شنت المقاومة الإسلامية في لبنان هجوما جويا بمسيرة انقضاضية على موقع المطلة واصابت هدفها بدقة، ردا على اعتداءات العدو على القرى الحدودية، وابرزت وسائل الإعلام الاسرائيلية العملية الجوية واعتبرتها تطورا في عمليات الح.زب الجوية، كما اعلنت القناة الـ ١٢ الاسرائيلية، بان المسيرة استهدفت موقعا للجيش الاسرائيلي في المطلة، بالمقابل، هاجم مجاهدو المقاومة الاسلامية سلسلة من المواقع العسكرية الاسرائيلية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالاسلحة الصاروخية واوقعوا فيها اصابات، فيما شنت الطائرات المعادية غارات على عدد من القرى التي تعرضت ايضا لقصف مدفعي طال الاحياء السكنية.
مفاوضات القاهرة
وفي المعلومات ايضا، وخلافا لما يروج في بيروت، فقد اكد مسؤول في حركة ح زار بيروت مؤخرا وهو من اعضاء الوفد المشارك في مفاوضات مصر، ان وقف النار في غزة يشمل جنوب لبنان، و سيتم الاعلان عن ذلك اذا تم التوصل الى اتفاق لوقف النار في غزة خلال مفاوضات القاهرة.
وبالنسبة للمفاوضات، وحسب قيادي في حركة ح، فان الصورة غير واضحة، والنقاشات مكانك راوح، والـ ٢٤ ساعة القادمة ستكون حاسمة مع اعلان اسرائيل تسليم ردودها على ورقة حركة ح للمفاوضين القطريين
والمصريين، وبالتالي، فان المفاوضات وصلت الى منعطف خطير، وحركة ح باتت مقتنعة ان الاسرائيلي لن يعطي اجوبة واضحة على مطالب المقاومة رغم تاكيد الوسيطان القطري والمصري ان المطالب مقبولة اسرائيليا لكن حركة ح تريد ان يكون ذلك منصوصا عليه في الاتفاق وليس مجرد اعطاء ضمانات شفهية كما اكدت حركة ح، ان الاتفاق غامض بشان الانسحاب وملتبس وغير واضح، وتعرض اسرائيل ان يكون الانسحاب من شرق القطاع من دون تحديد الاماكن، وحركة ح تطالب ان يكون من خلال خرائط واضحة.
واكد القيادي في حركة ح التمسك بوقف اطلاق النار اولا، وعدم تقييد ادخال المساعدات وتفتيشها من الاسرائيليين، وعودة النازحين، والاعلان عن بدء الاعمار وبعدها يتم حل ملفات الاسرى واعدادهم، اما نتنياهو لن يتراجع عن ابادة غزة وسحق المقاومين والافراج عن الاسرى اولا، وحتى الهدنة الشاملة يرفضها ويصر على ضرب اي هدف متحرك داخل غزة، فيما بايدن يرفض اي بحث بازاحة نتنياهو قبل خروج قيادات حركة ح من غزة وفي مقدمهم يحي السنوار ومحمد الضيف وابو عبيدة مع الاسرى الذين سيفرج عنهم الى قطر، وهذا ما يجعل مصير هدنة رمضان غامضا واستمرار المجازر بحق الفلسطينيين.
المطارنة الموارنة وتأييد مبادرة الاعتدال
جدد المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رفض زج لبنان في الحرب الاسرائيلية الفلسطينية التي نات عنها الدول العربية وطالبوا بابعاد الاذى الذي يعانيه اهلنا في الجنوب، كما اكدوا قلقهم من بعض الاوضاع في معظم المناطق بسبب النازحين السوريين ودعوا الى ضبط هذا الوجود واخضاعه للقوانين، وحذروا من مغبة المساس بسيادة لبنان وثروته النفطية وابدوا اسفهم من الدرك الذي بلغته الحكومة في اصدارها الموازنة، واملوا خيرا من الحراك الذي يقوم به عدد من النواب من اجل ان يعقد المجلس جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية.
مبادرة الاعتدال ورد الح.زب
وفيما يتعلق بمبادرة كتلة الاعتدال وانتخاب رئيس للجمهورية، اعلن احد نواب المبادرة انهم ينتظرون رد الح.زب المتوقع وصوله الاثنين.، مشيرا الى متابعة الزيارات على القوى السياسية الاسبوع المقبل، واشار الى ان معظم القوى المؤيدة لـ ٨ اذار والح.زب لم تبد اية ايجابيات تجاه تحرك كتلة الاعتدال واعلنوا تمسكهم بسليمان فرنجية، لكن من المبكر الحديث عن الوصول الى طريق مسدود بشان المبادرة.
وفي اطار اخر، يزور وفد من الح.زب برئاسة النائب محمد رعد الر ئيس ميشال عون في الرابية للبحث في اخر المستجدات السياسية والعلاقة بين ّالح.زب والتيار الوطني الحر وما اعتراها مؤخرا من فتور على خلفية الملف الرئاسي.
الرواتب للعسكريين والمتقاعدين اليوم
اعلنت وزارة المالية، ان دفع الرواتب لجميع العسكريين والمتقاعدين يبدأ اليوم، والاسبوع القادم لموظفي القطاع العام، بعد ان رفع موظفو الوزارة اضرابهم مؤقتا لاعداد الجداول المالية وانجاز الرواتب، على ان يعودوا الى الاضراب بعدها حتى عودة الحكومة عن قرارها بتجميد الحوافز المالية، بالمقابل هدد موظفو القطاع العام بالعودة الى الاضرابات اوائل حزيران في حال عدم اعطائهم كامل حقوقهم، وقد رفع الموظفون اضرابهم كبادرة حسن نية واعطاء الحكومة المزيد من الوقت لدرس مطالبهم، علما ان الضرائب الجديدة سيبدا تنفيذها غدا وتصل في بعض القطاعات الى مستويات جنونية وتحديدا على دفاتر السوق والافادات الطبية واخراجات القيد الفردية والعائلية وصولا الى المواد الغذائية والمشروبات الروحية والحلويات وحاجات الناس مما يهدد بكارثة اجتماعية.
تاجيل الانتخابات البلدية لسنة
بات محسوما تاجيل الانتخابات البلدية لسنة، على ان يصدر قرار التاجيل اوائل نيسان، وعلم ان جميع القوى السياسية دون استثناء مع تاجيل الانتخابات بحجج مختلفة، فيما القوى المسيحية ترفض اجرائها في غياب رئيس الجمهورية، والثنائي الشيعي اعلن عدم معارضته لاجرائها.
وكشفت قيادات سياسية معنية في هذا الاستحقاق، ان الاوضاع الامنية في الجنوب لاتسمح بانجاز الاستحقاق البلدي، ولايمكن التاجيل في محافظة محددة وبالتالي تم التوافق على التمديد لسنة، علما ان ٧٥ بالماية من البلديات متوقفة عن العمل وتعاني اوضاعا مالية صعبة ولاتملك رواتب للموظفين، فيما العشرات من رؤساء البلديات خارج لبنان.
**********************
افتتاحية صحيفة الشرق
«الهدنة » .. بايدن بين النجاح والفشل
قالت مصادر ديبلوماسية إن الولايات المتحدة وزعت مشروع قرار معدلا للمرة الثالثة على أعضاء مجلس الأمن الدولي يؤيد الجهود الديبلوماسية لإبرام اتفاق سريع وعاجل لوقف إطلاق النار الفوري لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح جميع “الرهائن” بمجرد موافقة الأطراف.
وأضافت المصادر أن مشروع القرار الأميركي المعدل يؤكد دعم المجلس الكامل لاستخدام الفرصة السانحة التي يتيحها وقف إطلاق النار لتكثيف جهود تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية، ولإحلال سلام دائم وفق القرار 2720.
وقالت واشنطن إنها تخطط لإتاحة الوقت للمفاوضات الخاصة بمشروع القرار ولن تتعجل في التصويت عليه.
ويحتاج مشروع القرار إلى تأييد 9 دول على الأقل لإقراره، فضلا عن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (أميركا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
من جهتها، قالت وكالة رويترز إن النسخة التي عرضتها واشنطن لأول مرة قبل أسبوعين كانت تدعو إلى وقف موقت لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أن مشروع القرار المعدل المعروض حاليا على مجلس الأمن يعكس تصريحات أدلت بها كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي.
وأضافت الوكالة أن الإدارة الأميركية تريد ربط وقف إطلاق النار بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة، الذين تقدر إسرائيل عددهم بنحو 130.
وعرضت الولايات المتحدة مشروع القرار المعدل في مجلس الأمن، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إن مقترح وقف إطلاق النار بات بيد (حركة ح) الآن بعدما وافق الإسرائيليون على مقترح وصفه بالمعقول. وتوقع بايدن أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بحلول شهر رمضان. كما قالت الخارجية الأميركية إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة والتغلب على العقبات أمر ممكن.
وفي السياق ذاته، قال مستشار اتصالات الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن إسرائيل تفاوضت “بحسن نية” من أجل التوصل لاتفاق، داعيا حركة ح إلى قبوله. وحتى الآن ترفض واشنطن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتقول إن ذلك يخدم مصلحة حركة ح. وفي مقابل دعوة واشنطن لهدنة موقتة، لا تزال حركة ح تشدد على أن يفضي أي اتفاق إلى وقف نهائي للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
يذكر أن واشنطن استخدمت الفيتو ضد 3 مشاريع قرارات في مجلس الأمن، آخرها مشروع قرار جزائري يطالب بوقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
************************
افتتاحية صحيفة البناء:
البحر الأحمر يشتعل مع صواريخ أنصار الله… وفقدان بحارة… وقصف أميركي
حماس: لا تعامل مع أي مبادرة لا تتضمن وقف الحرب والانسحاب وفك الحصار
ارتباك أميركي إسرائيلي أمام استعصاء التفاوض واقتراب رمضان ولا خطة!
تقترب واشنطن كل يوم أكثر من التوقيت الحرج للانتخابات الرئاسية التي تأخذ اهتمامها إدارة ورأياً عاماً عن اهتمامات أخرى، وتفرض على المتنافسين قياس مواقفهم من العناوين السياسية الداخلية والخارجية بصفتها أصواتاً مع أو ضد تنزل في الصناديق. وهذا فارق كبير عن النظرة الإسرائيلية المعنية بميدان الصراع واستئخار أي بحث بفك وتركيب المشهد الحكومي، سواء عبر دمج فريق رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو بالمعارضة التي يقودها يائير لبيد، او الذهاب الى انتخابات مبكرة لما بعد نهاية الحرب، تحت شعار مستلزمات النصر كما قال نتنياهو للناخبين، متهماً دعاة الانتخابات المبكرة بدعاة حرب أهلية محمّلاً لهم مسؤولية أي فشل في الحرب مع المقاومة، لكن هذا التفاوت في النظرة لن يتحول الى ضغوط أميركية بالمال والسلاح على نتنياهو. وهذا ما يلمسه المشاركون في مسار التفاوض من ضعف في المبادرة الأميركية وإمساك فعلي لنتنياهو بهذا الملف. والمشهد كما يصفه خبير بالشؤون الأميركية هو غياب للاستراتيجية، وتمسك بعنوان دعم «إسرائيل»، ودعوة لتقديم التنازلات لها، وانتظار تحسين الأداء الإسرائيلي بصورة لا تتسبّب لواشنطن بأزمات لا تستطيع إدارتها ولا تملك مقومات حسمها، مثل قضية المسجد الأقصى عشية شهر رمضان.
في البحر الأحمر مزيد من الاستهدافات للسفن المحظورة، وقد اشتعل البحر الأحمر أمس، بصواريخ أنصار الله حيث اشار مصدر ملاحي لـ«رويترز» إلى أن ثلاثة من أفراد طاقم سفينة البضائع السائبة «ترو كونفيدنس» التي ترفع علم بربادوس فقدوا وأصيب أربعة آخرون بحروق شديدة بعد أن لحقت أضرار بالسفينة قبالة سواحل اليمن. وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد ذكرت في وقت سابق أن سفينة تجارية تعرّضت لأضرار في هجوم جنوبي اليمن، وأن قوات التحالف تقدّم الدعم. وقال مالك السفينة إنها أصيبت بصاروخ يعتقد أنه أطلقه أنصار الله في اليمن. بينما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن ستواصل محاسبة جماعة الحوثي اليمنية على هجماتها على حركة الشحن الدولية، بعد مقتل اثنين من البحارة في هجوم صاروخي. وأحجم ميلر خلال إفادة صحافية عن تحديد إذا ما كان الهجوم سيؤدي إلى جولة جديدة من الردود الأميركية. وفي وقت سابق، أكد مسؤول أميركي أن اثنين على الأقل من البحارة قُتلا في هجوم شنه الحوثيون على سفينة الشحن ترو كونفيدانس في خليج عدن، وهي أول حالة وفاة يتمّ الإبلاغ عنها منذ أن بدأ أنصار الله بتوجيه الضربات ضد حركة الشحن المحظورة وفق لوائح اليمن.
في غزة مزيد من العمليات الناجحة للمقاومة، ومزيد من أفعال القتل يرتكبها الاحتلال، وكل طرف يفعل ما يتقن فعله. بينما مسار التفاوض مجمّد بعدما تبين أن الترويج لقرب الاتفاق جزء من محاولة إنتاج مناخ يضغط على المقاومة لتقديم تنازلات عن موقفها المبدئي. وهو ما ردت عليه حركة حماس بلسان أحد أعضاء مكتبها السياسي أحمد أبو زهري الذي قال إن الحركة أبدت مرونة عالية وروحاً إيجابية في المفاوضات بهدف وقف العدوان على شعبنا، وأكد بأن الحركة مع أي فرصة حقيقية لخلق الراحة والأمان، وتحقيق مطالب شعبنا الفلسطيني. ولفت أبو زهري في حديث، الى اننا «ندعم أي مشروع قرار بمجلس الأمن يدعو لوقف القتال دون ربطه باشتراطات أخرى، ولا يمكن أن نتعامل مع أي اتفاق لا يضمن وقف العدوان بشكل كامل وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين».
وفيما نقل كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة الدولية أموس هوكشتاين للمسؤولين الإسرائيليين نتائج زيارته الى لبنان بشأن الملف الحدودي، لم تشهد الجبهة الجنوبية تراجعاً في حدة المواجهة، إذ واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدوانها على لبنان، فبعد ارتكابها مجزرة في حولا منذ يومين، استهدفت مدفعية جيش الإحتلال بعد منتصف الليل، أطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل بأكثر من 20 قذيفة من عيار 155 ملم. وأغارت طائرات الاحتلال على بلدة كفرا ما أدّى الى سقوط عدد من الجرحى، عرف منهم الطفلة لين زاهر عبادي ووالدتها مريم عطوي وهي حامل، والفتى محمد زاهر عبادي ونقلوا الى مستشفى تبنين الحكومي. كما أدّت الغارة الى أضرار جسيمة في الممتلكات والبنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه. كما أغار طيران العدو على منزل في بلدة الضهيرة.
في المقابل شنّت المقاومة في لبنان هجومًا جويًا بمسيّرة انقضاضية على موقع «المطلّة» وأصابت هدفها بدقة، كما استهدفت موقع «زبدين» في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة، واستهدفت أيضًا موقع «رويسات العلم» في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابته إصابة مباشرة.
وأشارت مصادر في فريق المقاومة لـ«البناء» الى أن «تصعيد الاحتلال العشوائي لا سيما ضد أهداف مدنية يعكس حجم المأزق والإرباك الذي يواجهه على صعيد جبهته الداخلية لا سيما في مستوطنات الشمال، وإن على المستويين العسكري والسياسي، ولذلك يغطي فشله في الميداني في دفع حزب الله لوقف جبهة الإسناد لغزة وكذلك على عجز الاحتلال على توسيع العدوان على لبنان خشية ردة فعل المقاومة ومعادلة الردع القائمة». ولفتت الى أن «التصعيد الإسرائيلي يهدف الى تزويد الوسيط الأميركي بورقة ضغط تفاوضية خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين في محاولة لفصل المسارات والجبهات بين الجنوب وغزة». وشدّدت المصادر على أن «المقاومة في لبنان لن توقف العمليات ضد قوات الاحتلال بل ماضية بتنفيذ العمليات النوعية التي تلحق الخسائر في صفوف جيش العدو ومستوطنيه رداً على الاعتداءات على الجنوب، واي ضغوط وإغراءات أميركية ودولية لن تثني المقاومة في القيام بواجباتها في إسناد غزة والدفاع عن لبنان مهما غلت التضحيات وحتى لو اندلعت الحرب الكبرى».
وفي سياق ذلك، توجّه عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، خلال تشييع «حزب الله» لشهداء مجزرة حولا الحدودية، للإسرائيلي بالقول «عليك أن لا تخطئ في خياراتك، وأن تفكّر ألف مرة ومرة قبل أن ترتكب أي حماقة، لأننا سنزجّ بكل الوسائل والأدوات، ولدينا كل الحق في أن ندافع عن هذا الوطن فيما لو أراد هذا العدو أن يمضي في عدوانه باتجاه هذه الحرب المفتوحة التي يهدّد بها». وأشار فياض، إلى أن «هذا العدو بإمكانه أن يطلق التهديدات يميناً ويساراً، وبإمكانه ليلا ونهاراً أن يطلق الوعود الفارغة، وهو يستطيع فعل شيء كثير، ولكنه سيبقى عاجزاً عن فعل الشيء الأساسي، ألا وهو الانتصار في هذه الحرب، لأن المقاومة هي التي ستنتصر وهذا العدو هو الذي سينهزم. وقد هزمناه مراراً، في العام 1993 وفي العام 1996، وفي العام 2006، وبإذنه تعالى سنهزمه في العام 2024».
إلى ذلك بقيت أصداء نتائج زيارة الوسيط الأميركي الى لبنان تسيطر على المشهد الداخلي، لا سيما أنها قطعت الطريق على الجهود الفرنسية والمقترح الفرنسي الذي جاء به وزير خارجية فرنسا خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701، خصوصاً أن السفيرة الأميركية في لبنان أكدت أمام المسؤولين اللبنانيين وفق ما علمت «البناء» رفض بلادها للمبادرة الفرنسية.
وأشارت أوساط مطلعة على جولة هوكشتاين لـ«البناء» الى أن هوكشتاين استفسر من المسؤولين اللبنانيين عن موقف حزب الله من الهدنة في غزة وما بعد الهدنة، وما إذا كان مستعداً لمناقشة أفكار لترتيبات على الحدود تضمن الأمن للطرفين، بحال حصلت هدنة في غزة. ووفق ما علمت «البناء» فإن الوسيط الأميركي وخلال لقاءاته قدّم عرضاً يقضي بأن تعمل الولايات المتحدة على تسهيل الملف الرئاسي وتقديم مساعدات للجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب ومساعدات مالية ونقدية بحال تعاونت الحكومة اللبنانية للتوصل الى اتفاق على الحدود يوقف الحرب مع ضمانات بأن لا يعود حزب الله الى الجبهة بمعزل عن مسار الوضع الميداني والتفاوضي والسياسي في غزة.
لكن حزب الله، وفق ما أكدت مصادر معنية لـ«البناء» لم يُجب على الرسائل ولم يعلق على العروض ورفض النقاش بأي طرح أو اقتراحات في الملف الحدودي قبل وقف العدوان على غزة. وتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرد على طروحات هوكشتاين بالتأكيد على الطلب من «إسرائيل» وقف خروقاتها وعدوانها على الجنوب ولبنان والانسحاب من الأراضي المحتلة، عارضين سجل الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات للقرار 1701. وأكد الرئيس بري أنه لا يمكن الطلب من المقاومة وقف إطلاق النار من دون إجبار «إسرائيل» على وقف عدوانها على لبنان وعلى غزة أيضاً لكون القضية الفلسطينية هي أصل المشكلة ولا يمكن فرض الاستقرار على الحدود مع لبنان أو في المنطقة من دون وقف الحرب على غزة والتوصل الى حل يعيد حقوق الفلسطينيين.
ونقل هوكشتاين وفق معلومات «البناء» استعداد إسرائيل للانسحاب من النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان، ومن الجزء الشمالي من قرية الغجر وإطلاق مفاوضات على بعض النقاط محل نزاع مثل نقطة الـ بـ1، كما لفت الى أن «إسرائيل» لم تعد تطلب تعديل القرار 1701 بل تطبيقه، كما التراجع عن مطلبها بانسحاب حزب الله مسافة 10 كلم والاكتفاء بسحب الصواريخ الثقيلة من الحدود. وخلصت المصادر الى أن التصريحات الإسرائيلية العالية السقف ضد لبنان ورسائل التهديد الخارجية، تهدف للضغط على لبنان لا أكثر ولا أقل، مشيرة الى أن الحلول الدبلوماسية هي التي تتقدّم على فرص الحرب المستبعدة في الوقت الراهن.
على الصعيد الدبلوماسي والرسمي، جال قائد قوات اليونيفل العاملة في الجنوب اللواء آرولدو لازارو على المسؤولين، حيث زار عين التينة وتابع معه رئيس المجلس المستجدات السياسية والميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على قطاع غزة ولبنان. أيضاً، استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجنرال لازارو وعرض معه الوضع في الجنوب والتعاون بين الجيش و«اليونيفيل». وقد أطلع لازارو رئيس الحكومة على مضمون التقرير الدوري لمجلس الامن الدولي بشأن تطبيق القرار 1701.
الى ذلك، أشار ميقاتي خلال لقاء تشاوريّ مع سفراء الدول المانحة في إطار شرح موقف لبنان من أهمية استمرار تمويل «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الاونروا»، إلى أنه «لمن دواعي سرورنا أن نرحّب بكم اليوم ونقدر انضمامكم إلينا لمناقشة أمر يمثل أولوية قصوى بالنسبة للحكومة في هذا الوقت، وهو حماية الأونروا من الجهود الخطيرة لقطع تمويلها وتعطيل خدماتها». وتابع: «إننا نجتمع هنا لنقول إن الدعم للأونروا أمر بالغ الأهمية، وسيكون لوقف تمويل الأونروا تداعيات لا يمكن توقعها، ونحض المجتمع الدولي على الاستمرار في دعم الأونروا للحفاظ على الاستقرار في البلاد».
في المواقف الداخلية، رفض المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري في بكركي، «رفضاً قاطعاً زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها»، وطالبوا «الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية». وتابعوا في بيان «يُحذِّر الآباء من مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية. ويلفتون نظر أفرقاء الخارج تكرارًا، العاملين على هذا الصعيد، إلى أن أيَّ تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه».
على الخط الرئاسي، واصل نواب «تكتل الاعتدال الوطني» جولتهم على القوى السياسية حاملين مبادرتهم الرئاسية، وزار وفد منهم ضمّ النواب وليد البعريني، احمد الخير واحمد رستم وامين سر التكتل هادي حبيش الرئيس ميقاتي في حضور النائب بلال الحشيمي.
وبعد اللقاء قال البعريني: «زيارتنا الى دولة الرئيس تضمنت موضوعين الأول، يتعلق بالمبادرة التي نقوم بها، ووضعناه في مجمل الأجواء التي رافقت جولاتنا من بدايتها حتى نهايتها، وسنلتقي يوم السبت المقبل الرئيس نبيه بري لنتشاور معه في النتائج التي توصلنا اليها».
ورداً على سؤال عما اذا كانت مبادرة التكتل مستمرة قال: «المبادرة مستمرة ولا يأس مع العمل والحياة، ونحن سنكمل عملنا والرأي العام سيحكم على ما نقوم به، واذا حصلت عرقلة لمبادرتنا سيظهر من هو المعرقل، وحتى الآن الأبواب لا تزال مفتوحة وهناك بعض الإيجابيات التي نعمل على أساسها ونحاول تطويرها وتنميتها ولكن لنتحدث بصراحة فليس «تكتل الاعتدال» وحده من سيأتي برئيس للجمهورية، فالمطلوب هو التعاون بين جميع النواب والمجتمع الداخلي والدولي اضافة الى القوى السياسية ككل لنكون يداً واحدة لنصل الى انتخاب رئيس للجمهورية. الجميع مسؤولون عن هذا الأمر وما نقوم به هو لوضع النقاط على الحروف».
من جهته، اعتبر المجلس السياسي في التيار الوطني الحر بعد اجتماعه الدوري «أن ترجمة الفصل بين الاستحقاق الرئاسي وحرب غزة تكون بالإسراع في انتخاب رئيس توافقي إصلاحي يعكس بشخصه الشراكة المتوازنة ويحظى بدعم وازن من الكتل النيابية، أما عكس ذلك فيطرح علامات استفهام حول وجود نيات فعليّة للبعض بضرب الشراكة وعدم الاستعجال بانتخاب رئيس للجمهورية وحكم البلاد من دونه وبالتالي إقصاء المسيحيين عن الحكم». وشدد على أن «التيار المنفتح الى اقصى الحدود للتشاور وللتحاور في استحقاق رئاسة الجمهورية يرفض الى الحد الأقصى ممارسات الحكومة المبتورة بضرب الميثاق والدستور والشراكة المتكافئة من خلال الاعتداء على صلاحيات رئيس الجمهورية وعلى صلاحيات الوزراء إفرادياً ومجلس الوزراء مجتمعاً وموقعه في ظل الفراغ الرئاسي. ويحذّر التيار من أن التمادي في كسر الشراكة الوطنية قد تنتج عنه ردّات فعلٍ ليست في مصلحة وحدة اللبنانيين».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :