افتتاحية صحيفة الأخبار:
هوكشتين لا يحمل ضمانات من إسرائيل: يجب احتواء المواجهة جنوباً بأيّ ثمن!
عاد المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين إلى بيروت، في محاولة جديدة للتوصل إلى إطار ديبلوماسي يمنع التصعيد الكبير بين لبنان وكيان الاحتلال. ولا يمكن فصل هذه العودة، وهي الثالثة له منذ عملية «طوفان الأقصى»، عن مفاوضات الهدنة في غزة، والتي تضغط الولايات المتحدة للتوصل إليها قبل بداية شهر رمضان، علماً أنها، في المضمون، لا تحمِل تغييراً جوهرياً عمّا حمله معه في المرة الماضية، منطلقاً من فكرة أن «بلاده تضغط لعقد الهدنة، وعليه يُمكن البدء منذ الآن بوضع مسوّدة اتفاق للحل جنوباً يُعلن عنه فور الإعلان عن هدنة في غزة». لكن، فُهِم ممّا بين السطور أن «هوكشتين جاء لانتزاع ضمانات من لبنان يسوّقها لدى العدو الإسرائيلي»، وهو أمر «غير قابل للبحث» وفقَ ما قالت مصادر مطّلعة، اعتبرت أن «الأهم مما قاله في الكواليس هو البيان (المكتوب) الذي تلاه من عين التينة ويحمل تهديداً واضحاً».
وتزامنت زيارة هوكشتين مع تصاعد التوتر جنوباً، بعد محاولتَي تسلل من قوتين إسرائيليتين تصدّت لهما المقاومة، كما سبقت الزيارة تحذيرات أميركية من توغُّل بري إسرائيلي في لبنان قد يبدأ في الأشهر القليلة المقبلة إذا فشلت الجهود الديبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود، علماً أن المعلومات تفيد بأن «لبنان تلقى نفياً بشأن هذه الأخبار». ورأت مصادر معنيّة بالملف أن «هوكشتين، على المستوى الشخصي، يسعى جدياً لصياغة اتفاق يرعاه على غرار ما حصل في الترسيم البحري»، وأن جزءاً من زيارته يحمِل رسالة واضحة بأن «لا دور للآخرين في هذا الاتفاق، وتحديداً الفرنسيين». وكررت المصادر أن هوكشتين لا يزال يعمل على ورقة تتضمن أفكاراً تشمل ترتيبات أمنية على جانبَي الحدود وفقاً لمندرجات القرار 1701، لجهة تأمين انتشار أوسع للجيش اللبناني في كل المنطقة الحدودية الى جانب القوات الدولية بعد تعزيز الجيش بمعدات وتجهيزات عسكرية جديدة، على أن يترافق ذلك مع اتفاق على إنهاء أي ظهور عسكري لحزب الله في المنطقة، مقابل انسحاب العدوّ من نقاط برية محل تنازع. وهو أرفق مقترحاته بأفكار تتعلق بتوفير برنامج دعم اقتصادي للمناطق الجنوبية، وتعهّدات بضمان استئناف الشركات العالمية التنقيب عن النفط والغاز.
وبحسب بعض من التقاهم الموفد الأميركي، فقد كان واضحاً أن الأخير لا يحمل جديداً من الجانب الإسرائيلي، وأنه تحدث عن سلبيات وإيجابيات تتجاذب المفاوضات حول الهدنة في غزة، وأن ما يسعى إليه في لبنان هو ألّا يحصل خلال فترة التجاذب هذه أيّ خطأ يقود الى حرب كبيرة. وقال: «نريد الوصول بأيّ ثمن الى آلية تمنع تدحرج الأمور على الجبهة اللبنانية إلى مواجهة كبيرة، لأنه في حال حصولها فإن أحداً لا يمكنه التحكم بمسار الحرب لاحقاً». وقال إن لديه «أفكاراً تتيح التوصل الى اتفاق أمني ينتج حالة من الاطمئنان على جانبَي الحدود، بما يرضي لبنان وإسرائيل معاً». ونفت المصادر أن يكون قد ناقش الأمور الداخلية، ولا سيما الملف الرئاسي، مشيرين إلى أنه مازح البعض بسؤالهم عن موعد انتخاب الرئيس الجديد.
وتضاربت التفسيرات حول مقاصد هوكشتين بما خصّ انفلات الأمور جنوباً. ورأى البعض أنه «حمل تهديداً ضمنياً للبنان حينَ قال إن الهدنة في غزة لا تعني بالضرورة هدنة في الجنوب، وأنه في حالة نشوب حرب عبر الحدود الجنوبية للبنان فإنها لن تكون قابلة للاحتواء»، بمعنى أن «الولايات المتحدة لن تكون قادرة على منعها». لكنه لم يظهر هذا الموقف في اجتماعه مع نواب المعارضة أو مع النائب السابق وليد جنبلاط، وهو ما أثار امتعاض بعض من التقوه من المعارضين لحزب الله.
لقاءات وبيان مكتوب
وكان هوكشتين قد وصل إلى لبنان صباح أمس، آتياً من كيان الاحتلال، حيث بحث مع المسؤولين في سبل خفض التصعيد. ونُقِل عنه أن السقف في إسرائيل لا يزال تصعيدياً، ولا يزال هناك من يعتبر أن إعادة المستوطنين إلى الشمال لا يُمكن أن تتحقق من دون عملية عسكرية واسعة في لبنان، والبعض يدعو الى ذلك، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تمنع ذلك، وهناك حرص على الوصول الى حل سياسي انطلاقاً من القرار 1701»، وقد سمع الموفد الأميركي من الجانب اللبناني أن «لبنان ملتزم بالقرار، وعلى الولايات المتحدة أن تُلزِم إسرائيل به».
بدأ هوكشتين جولته بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعلم أنه «انطلق في حديثه من نقطتين أساسيتين: منع التصعيد والعمل على عودة النازحين على جانبَي الحدود».
لكنه لم يحمِل من إسرائيل أيّ تعهدات في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في الجنوب أو الحديث عن وحدة الساحات، أي انسحاب الهدنة في غزة على لبنان، بل فهِم أنه «يريد الحصول على ضمانات بأن حزب الله سيوقف عملياته طالما أن الهدنة ستحصل عاجلاً أو آجلاً، كما يريد صياغة اتفاق مع لبنان ليحمله ويسوّقه لدى إسرائيل، يبدأ من وقف العمليات العسكرية، ثم الانتقال الى نقاش الترتيبات في ما يتعلق بانتشار الجيش اللبناني واليونيفيل ووضعية حزب الله العسكرية في المناطق الحدودية، وصولاً إلى الحل الشامل الذي يعني ترسيم الحدود البرية وحل النقاط العالقة، انطلاقاً من الـ B1 إلى مزارع شبعا والانسحاب من شمالي الغجر»، علماً أن لا ضمانة من العدو لـ«القبول بكل ذلك». وكانَ لافتاً في هذا الإطار ما قاله من عين التينة إن «أيّ هدنة في غزة لن تمتدّ بالضرورة تلقائياً إلى لبنان، ولذلك يجب العمل على إنجاز الحل في غزة وفي لبنان. والتصعيد أمر خطير، ولا يوجد شيء اسمه حرب محدودة. وفي حالة نشوب حرب عبر الحدود الجنوبية للبنان، فإنها لن تكون قابلة للاحتواء». وقال هوكشتين، في بيان مكتوب، إنه في لبنان «لدعم الحل الدّيبلوماسي لإنهاء التصعيد على الحدود الجنوبيّة، بما يسمح للبنانيّين بالعودة إلى منازلهم، وكذلك الأمر بالنّسبة إلى الإسرائيليّين». وأكّد أنّ «التصعيد لن يفيد أيًاً من الجانبَين الإسرائيلي واللبناني، ولا يوجد شيء اسمه حرب محدودة، والولايات المتحدة تؤمن بأن الحل الديبلوماسي هو الأفضل، ويحقّ للجميع العيش بسلام»، لافتاً إلى أنّ «الولايات المتحدة تستمر في العمل مع الحكومة اللبنانية لتأمين الرخاء والديمومة للشعب اللبناني، لأن التصعيد لن يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدّم». وقال إن بلاده تعمل «للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق الأسرى، وكي تنسحب الهدنة في غزة على الجنوب أيضاً».
كذلك التقى هوكشتين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وجنبلاط وقائد الجيش العماد جوزف عون ونائب رئيس المجلس الياس بوصعب ووزير الطاقة وليد فياض ونواباً من حزبَي الكتائب والقوات اللبنانية وحلفائهما.
بوحبيب مستبعد
كان لافتاً أمس استبعاد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب عن جدول لقاءات المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين. وعلمت «الأخبار» أن هذا الأمر أثار استياء بوحبيب، الذي اعتبر الأمر انتقاصاً له وللدولة اللبنانية. إذ لا يُعقل أن يلتقي الزائر الأميركي نواباً من المعارضة وعدداً من الشخصيات ويستثني وزارة الخارجية من جولته، بينما رأت مصادر سياسية أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتحمل جزءاً من المسؤولية، إذ كان بإمكانه دعوة بوحبيب للانضمام الى اللقاء الذي جمعه بهوكشتين.
****************************
افتتاحية صحيفة النهار
هوكشتاين يوسع دائرة “مفاوضيه” في لبنان: ليس من حرب محدودة… ونحن لحلّ ديبلوماسي
الزيارة الثالثة للموفد الأميركي كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين لبيروت منذ انفجار حرب غزة، أبرزت “تعديلات” بارزة ومفاجئة الى حد ما شكلا ومضمونا بما عكس، على الأقل، رفع منسوب الجدية والحزم اللذين شاء هوكشتاين ان يسبقهما على مضمون الرسالة الأميركية الى لبنان. في الشكل بدا لافتا ان الموفد الأميركي وسع اطار لقاءاته للمرة الأولى بحيث شملت الى الرسميين التقليديين الذين اعتاد الاجتماع بهم المعارضة المسيحية والزعيم الدرزي وليد جنبلاط الامر الذي ينطوي على كسر أحادية “المفاوضات” في شأن الملف الأمني – العسكري – الحدودي تمهيدا لما سيكون عليه الوضع لاحقا، بمعنى انه استمع أيضا الى وجهة نظر وموقف المعارضة. كما انه اعد بيانا مكتوبا ضمنه توجهات مهمته وتلاه من عين التينة الامر الذي اسبغ مزيدا من الجدية حيال ما حمله علناً وضمناً من اقتراحات حيال الوضع المتفجر على الحدود الجنوبية للبنان مع #إسرائيل.
اما في المضمون، فبدا على نحو حاسم ان هوكشتاين اعد العدة لتوظيف سريع وتلقائي للهدنة التي تتواصل الجهود بقوة لاعلانها في غزة بحيث ينطلق تواً على وقعها مسار التهدئة ووقف المواجهات الميدانية بين إسرائيل و”الح.زب” واستتباع ذلك بإعادة نشر الجيش واليونيفيل وفق #القرار 1701 في جنوب الليطاني، على ان تنطلق آلية مفاوضات يتولاها الجانب الأميركي للتوصل الى تذليل نقاط الخلاف بين لبنان وإسرائيل على النقاط المتبقية من الخط الأزرق. واللافت ان هوكشتاين، في الساعات السبع تقريبا التي أمضاها في بيروت بين محطات لقاءاته المتعاقبة، كان يكرر ان ليس هناك شيء يسمى حربا محدودة للإيحاء بخطورة التصعيد المتواصل راهناً على الحدود وخطورة تطوره في أي وقت ما لم يسلم الطرفان بالحل الديبلوماسي الكامل الذي فهم منه ان التسوية الحدودية هي شرط لديمومة الاستقرار على جانبي الحدود.
وأفادت مصادر معنية “النهار” ان المناخ الإيجابي خيم على لقاء الرئيس #نبيه بري وهوكشتاين وخرج الاثنان بجملة من المعطيات المشجعة التي في حال الالتزام بها وتطبيقها على الارض، تؤدي الى وقف الحرب في الجنوب بين اسرائيل و”الح.زب”. واكد هوكشتاين في معرض حديثه بان الحرب في غزة اخذت تشكل “عبئا على الادارة الاميركية”. وتحدث عن امور قد تساعد على التوصل الى هدنة في شهر رمضان المقبل. ولم يخف ضرورة تمدد هذه الهدنة الى #جنوب لبنان. وسأل هوكشتاين بري عن امكان تطبيق هذا الامر “اذا كان محل التزام من اصحاب “الرؤوس الحامية”. وما قصده في عبارته الاخيرة “الح.زب” من دون ان يسميه.
كذلك سأل هوكشتاين بري:” اذا كان لبنان قادرا على الالتزام بالقرار 1701 ؟ فاجاب بري “نعم نلتزم هذا القرار الاممي شرط ان يكون من الجانبين”.
وأشارت معلومات ان هوكشتاين لم ينقل ورقة خطية باقتراحاته بل اثار أفكارا قديمة وجديدة خضعت للتطوير وتتضمن العمل على وقف العمليات العسكرية، وإعادة السكان المهجرين على جانبي الحدود، ووقف الأنشطة العسكرية جنوب نهر الليطاني بما يقود الى البحث لاحقاً في اتفاق شامل للوضع الحدودي، انطلاقاً من نقطة b1 إلى مزارع شبعا. وإذ فهم من تلميحاته امام من التقاهم انه سمع في إسرائيل التي زارها قبل لبنان مواقف متشددة تنذر باتساع الحرب، شدد على استمرار الضغوط الأميركية لمنع تصعيد الأمور، مشيراً إلى أنه حريص على النجاح في مهتمه للوصول إلى حل سياسي وديبلوماسي وفق القرار 1701. اما الملف الرئاسي فأكدت المعلومات انه جرى التطرق اليه بصورة عرضية وليس بشكل مركز.
واكد هوكشتاين في بيانه: “انا هنا من أجل الحث للوصول الى حل ديبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان واسرائيل. وإن الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة العمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم والأمر نفسه على الجانب الاخر من الحدود”. وشدد على ان “التصعيد لا ينفع ولا يساعد في عودة النازحين الى منازلهم ، ولا يساعد في حل هذه الازمة وحتما ان التصعيد لا يساعد لبنان في إعاده البناء والتقدم في هذه المرحله الحساسة من تاريخه”. وأضاف “إن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار هو غير كاف والتصعيد أمر خطير ولا شيء إسمه حرب محدودة ، والحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها”، مؤكدا ان”الحل “الديبلوماسي هو المخرج الوحيد لوقف التصعيد بين لبنان وإسرائيل”.
وتلاحقت لقاءات هوكشتاين فاجتمع بوزير الطاقة والمياه وليد فياض في صالون مطار بيروت الدولي وزار قائد الجيش العماد جوزف عون، ثم زار الرئيس السابق للح.زب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، والتقاه في كليمنصو بحضور رئيس الح.زب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضوي كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور. وبعدها زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ثم توجه الى مجلس النواب حيث التقى وفداً من نواب المعارضة ضم سامي الجميل وجورج عدوان وجورج عقيص والياس حنكش وميشال معوض. وأوضح الجميل بعد اللقاء”تحدثنا عن هواجسنا والهاجس الأكبر ان أولويتنا هي لبنان وسيادة الدولة اللبنانية والشعب اللبناني لا يستطيع ان يعيش رهينة وقرارنا يجب ان يكون في يد مؤسسات الدولة الشرعية ” وذكر ان ” القرار 1701 يتضمن تأكيدنا على تطبيق القرار 1559 والذي يؤكد بدوره على ضرورة توحيد السلاح بيد الجيش وألا يكون هناك سلاح بيد ميليشيا وهذا أحد شروط الاستقرار وقيام الدولة”. كما ان النائب جورج عدوان قال: “قلنا له إنّه علينا أن نتساعد لتطبيق الـ1701 ودعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن على الحدود”. كما شدّد معوض بدوره على أنه “على رغم ما بحث به هوكشتاين اليوم عن الحرب مع الحكومة الا ان قرار السلم والحرب ليس في يدها”وقال “موقفنا المشترك اليوم هو وقف الحرب ونطالب بحلول مستدامة تحمي لبنان من لعبه دور ورقة التفاوض في كل ازمة إقليمية” ودعا الى “تطبيق القرارين 1701 و1559 لحماية لبنان واللبنانيين”. وفي طريق مغادرته من مطار بيروت التقى هوكشتاين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.
… التصعيد الميداني
ووسط هذه الأجواء تواصل التصعيد الميداني في الجنوب حيث أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة العديسة واستهدف مركز الهيئة الصحية ما ادى الى سقوط ٣ قتلى وجريح جراء الغارة على العديسة. ونعت الهيئة ثلاثة من متطوعيها هم حسين محمد إبراهيم وعلي حسن سويدان وعباس احمد حجيج. واعلن الجيش الإسرائيلي ان “طائراتنا قصفت موقعين عسكريين للح.زب في شيحين وعيتا الشعب بعد رصد عناصر من الح.زب”. وفي المقابل اعلن الإسعاف الإسرائيلي “اننا نتعامل مع 3 إصابات بعد إطلاق صاروخ من لبنان نحو مرغليوت في الجليل الأعلى” . وتحدثت وسائل إعلام اسرائيلية عن قتيل و 7 جرحى بينهم 2 بحالة خطيرة و4 متوسطة و1 طفيفة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مرغليوت.
واعلن “الح.زب” انه استهدف الأجهزة التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وموقعي الرمثا والسماقة. وكان “الح.زب” اعلن سابقا انه “أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية في منطقة وادي قطمون مقابل رميش قام مجاهدو المقاومة الإسلامية ليل الأحد باستهدافها بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة”. كما اعلن انه “أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية من لواء غولاني بالتسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية من جهة خربة زرعيت مقابل بلدة راميا اللبنانية قام مجاهدو المقاومة الإسلامية ليل يوم الأحد الاثنين بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بالقوة المتسللة ثم استهدفوها بعددٍ من قذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة”.
وليل امس نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة استهدفت بالصواريخ الثقيلة حي العويني في مدينة بنت جبيل .
****************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
بري متخوّف و”الح.زب” عبره للموفد الأميركي: “منحكي بعد غزة”
هوكشتاين يُحذّر من “تدحرج الحرب” والمعارضة ترفض “مَسخ” الـ1701
الساعات الست التي أمضاها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أمس في بيروت، حمل خلالها وفق معلومات «نداء الوطن « من أوساط ديبلوماسية رسالة مفادها: أنّ قرار الحرب ما زال خيار إسرائيل. أما قرار السلم فهو خيار لبنان، إذا ما قرّر لبنان السير في تسوية وفق مسوّدة هي في حوزة هوكشتاين نفسه. وأضاف المسؤول الأميركي الى هذه الرسالة عنصراً آخر هو أنّ واشنطن بدأت تولي الانتخابات الرئاسية اهتماماً كجزء من الحل الشامل في لبنان. كما أنه استمع الى ما تقوله المعارضة في ملفي الجنوب والرئاسة، مشدّدة على تطبيق القرار 1701 من دون «مسخ» بنوده. وفي خلاصة الرسالة أنّ المنطقة ستواجه «اسبوعاً صعباً جداً».
وقبل أن يودّع المبعوث الأميركي بيروت وينتقل الى تل ابيب، كان «الح.زب» يودِع رئيس مجلس النواب نبيه بري رسالة أخرى غير مباشرة لهوكشتاين: «لا كلام الآن قبل هدنة غزة، وبعد الهدنة منحكي». وأرفق «الح.زب» رسالته بتسجيل بالصوت والصورة يعلن فيه نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم: «من أراد أن يكون وسيطًا معنا عليه أن يتوسط أولًا لوقف العدوان على غزة».
في أي حال، ما قاله هوكشتاين في بيروت قبل ان يذهب، انطوى على صياغة ديبلوماسية فائقة الدقة لكل الخطر المحدق بلبنان. فهو قال إن «أي هدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائيا للبنان». كما أوضح: «أنّ وقفاً موقتاً لإطلاق النار غير كافٍ، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن إحتواؤها».
ماذا في لقاء هوكشتاين ممثلي المعارضة المسيحية المتمثلة بح.زبي «القوات اللبنانية» والكتائب والنائب ميشال معوّض؟
مصادر المجتمعين أبلغت «نداء الوطن « بالآتي: «إن الهدف من لقاء الموفد الأميركي مع المعارضة هو أنّ هناك وجهة نظر أخرى. وهناك فريقان في لبنان. ومن الخطيئة الاستماع الى فريق واحد، هو فريق «الح.زب». ومن هو موجود في السلطة يمثل فريق «الح.زب». وهناك أكثرية ساحقة من اللبنانيين لا يسمعون صوتها ورأيها. وهذه الأكثرية تتمتع بشعبية كونها منتخبة. وفي حين أنّ «الح.زب» يفرض إرادته من خارج الدولة، تعمل المعارضة من داخل الدولة. أما الحكومة اليوم، فهي حكومة تصريف أعمال، ولا تحوز ثقة مجلس النواب».
وحول ملف الجنوب، قال ممثلو المعارضة لهوكشتاين: «إنّ «الح.زب» يخطف قرار الدولة. والحكومة تتكلم بلسان «الح.زب»، وبالتالي، ما طرحته المعارضة هو أنّ هناك قراراً دولياً موجوداً، لكنه قرار مخطوف. إنّ من واجب المجتمع الدولي تنفيذ القرار 1701 وتقوية الجيش اللبناني كي يتحكم بالقرار الأمني على كامل الأراضي اللبنانية».
بالنسبة الى هوكشتاين، فقد أكد «أنّ أولويته، هي الأولوية الدولية المعروفة أي وقف الحرب في غزة فلا تتدحرج لتشمل لبنان. وبعد ان تتوقف هذه الحرب ستدرس المراحل لتنفيذ القرار 1701».
وبالنسبة الى رئاسة الجمهورية، «سأل هوكشتاين عن موقف المعارضة ؟ فأجابت: إنّ الانتخابات الرئاسية يجب ان تحصل في جلسة مفتوحة بدورات متتالية، ولا طريقة أخرى. لكن مشكلة الفريق الآخر، أنه يريد أن يفرض رئيسه، وهو من يعطل الانتخابات منذ سنة و4 أشهر».
وعلمت «نداء الوطن»، أن قائد الجيش العماد جوزاف عون أبلغ هوكشتاين عندما زاره في اليرزة: «نحن وراء القرار السياسي».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
هوكستين يحذر من بيروت: هدنة غزة لن تمتد تلقائياً إلى لبنان
الموفد الأميركي التقى المسؤولين وأكد العمل بالتنسيق مع الشركاء في العالم لتعزيز الاستقرار
بيروت: كارولين عاكوم
حمل الموفد الأميركي آموس هوكستين «رسالة تهديد» إلى المسؤولين اللبنانيين بأن «الهدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائياً إلى لبنان»، مؤكداً أن «التصعيد أمر خطير ولا شيء اسمه حرب محدودة».
ووصل هوكستين صباح الاثنين إلى بيروت، حيث استهل زيارته بلقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري لمدة ساعة ونصف الساعة، قبل أن يلتقي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، ورئيس الح.زب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، ونواباً في المعارضة.
وقد وصفت مصادر نيابية في «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها بري، اللقاء بـ«الأكثر جدية ووضوحاً». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «أبرز ما تطرق إليه الموفد الأميركي هو أن الجهد الذي يقوم بها ليس فقط أميركياً إنما بالتنسيق والتعاون مع شركاء دوليين»، مجددة التأكيد لأن «حجز الزاوية لكل هذه الجهود يبقى الوضع في غزة الذي يبقى المدخل لعودة الهدوء والاستقرار».
وفيما كان هوكستين واضحاً بتحذيره من أن «الهدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائياً إلى لبنان»، قال بعد اللقاء: «أنا هنا من أجل الحض على الوصول إلى حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان وإسرائيل»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول إلى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي، وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم، والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود. والتصعيد لا يساعد في حل هذه الأزمة، ولا في مساعدة لبنان في إعادة البناء والتقدم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه».
وفي ما يعكس ربط مساعدة لبنان بالحل عند الحدود الجنوبية، قال هوكستين: «سيكون هناك دعم دولي للبنان يشمل اقتصاده وجيشه، لكن هذا لا يمكن أن يبدأ إلا عندما نتمكن من التوصل إلى نقطة للمضي قدماً»، مؤكداً ضرورة تغيير «الصيغة الأمنية على طول الخط الأزرق من أجل ضمان أمن الجميع». ورأى أن «وقف إطلاق النار غير كاف، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها، مجدداً التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية تؤمن بأن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات الحربية القائمة، وبالتالي الوصول إلى الاستقرار الطويل الأمد، ومن حق الجميع العيش بأمان واستقرار».
وختم هوكستين بالقول إن «ما نقوم به ليس جهداً أميركياً منفرداً… إننا نعمل مع شركائنا في العالم لخلق فرصة تعزز الاستقرار والازدهار للبنان وشعبه ومؤسساته ولاقتصاده».
لقاء المعارضة
وبعد لقاء هوكستين مع نواب المعارضة في مجلس النواب، قال رئيس ح.زب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل: «لا نملك تفويضاً (للكشف) عمّا عرضه و(المجالس بالأمانات)، لكنه يعمل على طرح لوقف الحرب في الجنوب، ونأمل أن يصل إلى نتيجة، لكن علينا أن نذكّر الجميع بأن هذا (المعارك على الحدود بين «الح.زب» وإسرائيل) لا يجب أن يحصل على حساب الدولة وسيادتها، وأن يسلّم مستقبل الشعب اللبناني للآخرين». وذكّر الجميل أيضاً بأن «القرار 1701 يتضمن تأكيدنا على تطبيق القرار 1559 الذي يؤكد بدوره على ضرورة توحيد السلاح بيد الجيش وألا يكون هناك سلاح بيد ميليشيا، وهذا أحد شروط الاستقرار وقيام الدولة».
من جهته، قال عضو كتلة «لبنان القوي» (القوات اللبنانية) النائب جورج عدوان إن المجتمعين أبلغوا هوكستين أن «علينا أن نتعاون لتطبيق القرار 1701 ودعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن على الحدود».
من جانبه، أكد النائب ميشال معوض أن «الهدف يبقى حماية لبنان كيلا ينجرّ إلى توسّع الحرب»، مشدداً على «التأسيس لاستقرار طويل الأمد والوصول إلى حلول جدية عبر تطبيق القرار 1701».
ويأتي موقف هوكستين لجهة عدم ربط التهدئة بلبنان بوقف إطلاق النار في غزة، بينما يربط فيه «الح.زب» التهدئة في الجنوب بتأكيد الجانب الإسرائيلي على فصل الجبهتين.
وهو ما لفت إليه أخيراً وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بالقول إن «إسرائيل لن توقف عملياتها ضد (الح.زب) حتى لو توصلت لاتفاق هدنة مع حركة (ح) في قطاع غزة».
والاثنين، كرر «الح.زب» موقفه على لسان نائب الأمين العام للح.زب، نعيم قاسم، قائلاً: «من أراد أن يكون وسيطاً، عليه أن يتوسط لإيقاف العدوان، لا أن يتوسط لمنع المساعدة من قبل (الح.زب)».
وأضاف قاسم، في كلمة متلفزة خلال مؤتمر حضره عدد من القوى والأحزاب الداعمة لفلسطين: «أوقفوا العدوان على غزة، تتوقف الحرب في المنطقة. هذه المعادلة أصبحت واضحة».
كذلك كان لافتاً الموقف الذي صدر عن المكتب السياسي لـ«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، قبيل لقاء الأخير هوكستين، رافضة «فرض مناخات ضاغطة على زيارة الموفد الأميركي» من خلال التصعيد الإسرائيلي على الحدود.
وقف حرب الإبادة
وجاء في بيان صادر عن المكتب السياسي لـ«أمل» (برئاسة بري): «في ظل سياسة التدمير الممنهج للقرى الحدودية اللبنانية، وتعبيراً عن فشل جيشها على خط المواجهة مع المقاومة الباسلة، تدفع العصابات الحاكمة في الكيان الصهيوني الأمور نحو مزيد من التصعيد عبر محاولة الاستطلاع بالنار باختراق الحدود، تسللاً تحت جنح الظلام، لفرض مناخات ضاغطة على زيارة الموفد الأميركي إلى بيروت لتحصيل ما عجزت عنه في الميدان في سياسات التهويل والابتزاز».
وأضاف البيان أن «(حركة أمل)، تؤكد أن أي محاولة للاعتداء على الأراضي اللبنانية سيواجهها جميع المقاومين، ولن تجدي سياسات الإملاءات والضغوط بالنار في فرض وقائع سياسية في ما يخص وطننا لبنان، لا على الحدود ولا في الداخل». وأوضحت أن «الموقف اللبناني واضح ويتجلى بكبح جماح العدوانية الصهيونية، وإجبار العدو على الانسحاب من كل أراضينا المحتلة دون قيد أو شرط، وإلزامه بالتنفيذ الفعلي والجدي للقرار 1701، وإبقاء عناوين الملف اللبناني الداخلي شأناً لبنانياً يعالج عبر الحوار فيما بين اللبنانيين، وأن على من يبذلون الجهد من أجل الحلول السياسية، العمل على إيقاف ما يجري من حرب إبادة جماعية، وجرائم حرب، وتجويع لأهالي غزة، لكسر إرادة صمودهم ومقاومتهم الأسطورية، التي فضحت عجز آلة الحرب الإسرائيلية المستندة في إجرامها إلى التواطؤ الدولي والإقليمي، والصمت المشين الذي لن تجمله مشاهد الإنزال الاستعراضي لفتات المؤن للجائعين».
كتاب إلى هوكستين
في المقابل، وجّه «لقاء سيدة الجبل» و«المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» إثر اجتماع لهما، كتاباً مفتوحاً إلى المبعوث الأميركي، متحدثين فيه عن «احتلال لبنان من قبل جماعة مسلحة تأتمر بأوامر الحرس الثوري الإيراني، وبأن الحكومة اللبنانية الحالية والمجلس النيابي الحالي يخضعان لإرادة الهيمنة الإيرانية».
وقال المجتمعون إن «التفاوض مع (الح.زب) بالواسطة أو مباشرة، لا يساهم في تحقيق الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط. وتبادل المصالح بين الح.زب وإسرائيل لن يؤدي إلى السلام كما تأملون، بل إلى المزيد من عدم الاستقرار من خلال تقويض أسس الدولة اللبنانية ومؤسساتها التي أمعن الح.زب في تدميرها، وخير دليل نسفه كل محاولات انتخاب رئيس للجمهورية مع ما يعنيه ذلك من تعطيل لسائر المؤسسات وانتظام عملها».
ولفت الكتاب أيضاً إلى «أن الحكومة اللبنانية الحالية والمجلس النيابي الحالي يخضعان لإرادة الهيمنة الإيرانية ويعملان وفق أجندة (الح.زب) بفعل التواطؤ من جهة، والترهيب من جهة أخرى، والعجز من جهة ثالثة، ولن يكون هناك استقرار، ولا حل مستدام لأزمة لبنان التي عمل الح.زب على ربطها بأزمات المنطقة من اليمن إلى العراق مروراً بسوريا وغزة، إلا باستعادة سيادة الدول الوطنية التي رهنها الح.زب لمحور الممانعة بقيادة إيران».
وعبّر المجتمعون عن رفضهم «لما حدث ويحدث في الجنوب، من تهجير وتدمير ممنهج لمقومات العيش الكريم لأهلنا الجنوبيين، نطالب الولايات المتحدة، بوصفها دولة صديقة للبنان، وبما لها من دور رئيسي في اقتراح ورعاية القرارات الدولية المتصلة بالشأن اللبناني، 1559، و1680، و1701، بالعمل على تطبيق تلك القرارات الدولية التي تدعم الشعب اللبناني في نضاله لاستعادة استقلاله، والضغط الجدّي على إيران لتحرير القرار الوطني اللبناني».
*************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
هوكشتاين: نعمل لتمدّد هدنة غزة الى لبنان وحلّ ديبلوماسي ينهي العمليات
تندرج زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، في سياق ما تصفه اوساط ديبلوماسية اميركية بالعمل الجدّي الذي تقوم به واشنطن لوقف الكارثة في قطاع غزة، ومنع حصول كارثة اذا ما اندلعت حرب واسعة على جبهة لبنان. الزيارة، وكما هو معلوم، تتزامن مع المفاوضات الجارية لبلوغ هدنة لستة اسابيع في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة «ح»، ودافعها الأساس، وفق ما استخلصته «الجمهورية» من مطّلعين على أجواء المحادثات التي أجراها هوكشتاين، ما بدت انّها «رغبة اميركية في تجنّب انزلاق جبهة لبنان الى حرب واسعة، تخشى واشنطن من آثارها الكارثيّة على المنطقة بأسرها».
على انّ اللافت للانتباه هو التحذير الذي اطلقه هوكشتاين من أنّه في حالة نشوب حرب عبر الحدود الجنوبية للبنان لن تكون قابلة للاحتواء، مستبعداً في الوقت ذاته احتمال ان تنسحب الهدنة في غزة إن تمّ التوصل اليها، تلقائياً على لبنان، متجنّباً بذلك التعارض مع التهديدات المتتالية التي اطلقها المستويان السياسي والأمني في اسرائيل بأنّ هدنة غزة، إن حصلت، لا تعني شمولها جبهة لبنان. الّا انّه في هذا السياق، عكس الحماسة الاميركية في الدفع الحثيث الى إزالة مسببات استمرار اشتعال جبهة الجنوب، ارتكازاً على ما تعتبره واشنطن الحاجة الملحّة لخفض التصعيد وإشاعة مناخ من الهدوء والإستقرار يساهم في تمكين من تصفهم واشنطن بسكان المستوطنات الاسرائيلية، وكذلك النازحين اللبنانيّين من المناطق والبلدات الحدودية، من العودة الى بيوتهم بأمن وسلام.
حل قديم جديد؟
بحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ الوسيط الأميركي حمل في جعبته مشروعاً للحل قديماً جديداً، ينسجم مع مضمون ورقة الحلّ الفرنسيّة، ولكن من دون أن يتبنّاها، حيث انّه في جوهره لم يخرج عن مشروع الحلّ السابق الذي طرحه في زيارته السابقة، ويقوم على الحاجة والضرورة القصوى في هذه المرحلة لإزالة اسباب التصعيد لمصلحة كل الاطراف، والشروع فوراً بإجراءات (ترتيبات) تطمئن السكان على جانبي الحدود، مرتكزها الأساس التطبيق الكامل للقرار 1701. بما يعني إناطة مسؤولية الأمن في منطقة عمل قوات «اليونيفيل» للجيش اللبناني بالتعاون والتنسيق مع هذه القوات، وإخلاء المنطقة من ايّ مراكز عسكرية ومظاهر مسلحة خارج اطار الجيش، وإعادة إحياء الاجتماعات الثلاثية في الناقورة والشروع عاجلاً في مفاوضات لحسم النقاط الخلافية».
ووفق مصادر المعلومات، فإنّ هوكشتاين ركّز على الشق الأمني على الحدود، مشّدداً على الحاجة الى اجراءات في الجانب اللبناني من الحدود تؤسس للهدوء والاستقرار في المنطقة (الإجراءات يدخل من ضمنها إبعاد عناصر «الح.زب» عن الحدود). وتشير المصادر الى أنّه إلى جانب تحفّظ لبنان على طلب تطبيق اجراءات تثبيت الامن والاستقرار في الجانب اللبناني حصراً، دون أن تقابلها في الجانب الاسرائيلي أي إجراءات مماثلة على الاقل والتزامات جدّية بتطبيق كلي للقرار 1701 ووقف الاعتداءات على لبنان والخروقات لأجوائه البرية والبحرية والجوية، فإنّ من التقوا هوكشتاين لم يلمسوا تطوراً في مشروع الحلّ الاميركي، لناحية حسم الامور التي يعتبرها لبنان الركيزة الأساس لأي حل، أي حسم مصير الجزء الشمالي من بلدة الغجر ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا، لجهة الإنسحاب الاسرائيلي الكامل منها. التي أبقاها المشروع الاميركي معلّقة الى مرحلة لاحقة».
الموقف اللبناني
على انّ الموقف اللبناني في موازاة المسعى الاميركي لخفض التصعيد ووقف العمليات الحربية في الجنوب، لخّصته مصادر مطلعة على اجواء محادثات الأمس، بأنّ لبنان في موقع المعتدى عليه، ولا يسعى الى التصعيد والحرب، وملتزم كلياً بمندرجات القرار 1701، هذا هو موقفه النهائي والثابت. فيما اسرائيل تحاول دفع الامور الى حرب، بينما المقاومة لم تخرج عن قواعد الاشتباك وتتجنّب ذلك برغم الاستهداف المتتالي من قِبل اسرائيل للمدنيين. ومن هنا فإنّ الحل الذي يؤمّن الأمن والاستقرار في منطقة الجنوب هو ممارسة الضغوط، وخصوصاً من قِبل الولايات المتحدة الاميركية على اسرائيل، وحملها على وقف اعتداءاتها على لبنان، والانصياع لمندرجات القرار 1701 والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي تحتلها. وفي الخلاصة، فإنّ الخطر على الأمن والاستقرار في المنطقة ليس مصدره لبنان بل مصدره اسرائيل. فلبنان كان دائماً ولا يزال في موقع الدفاع عن نفسه، لم يكن يوماً في موقع المعتدي، بل المُعتدَى عليه من قِبل اسرائيل، ويتعرّض للخروقات والاستفزازات الاسرائيلية اليومية. واذا كان المجتمع الدولي حريصاً على أمن واستقرار لبنان، فالأولى به أن يضغط على اسرائيل».
الهدنة ستتمدّد
الى ذلك، ورداً على سؤال حول ما قاله هوكشتاين بأنّ الهدنة في غزة قد لا تنسحب بالضرورة على جبهة لبنان، قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: «حتى الآن هناك مدّ وجزر في المفاوضات الجارية للوصول الى هدنة، وفي خلاصة الامر قد يُعلن عن هذه الهدنة في أي وقت وخصوصاً انّ هناك ضغطاً اميركياً ودولياً لبلوغها. وفور اعلانها، وخلافاً لكل ما يُقال، فإنّ هذه الهدنة ستنسحب حتماً على جبهة لبنان».
ورداً على سؤال آخر، قال: «التهديد الاسرائيلي باستمرار التصعيد والحرب على «الح.زب» محاولة واضحة لفرض ما تريده اسرائيل من ترتيبات في الجانب اللبناني من الحدود تخدم مصلحتها، وعلى حساب لبنان وسيادته. وهو ما لن يحصل على الاطلاق، واكّدنا ذلك لكل الموفدين».
وعمّا يُحكى عن انسحاب «الح.زب من المنطقة الحدودية، قال: «بعض الموفدين نقلوا الينا هذا الأمر بشكل صريح، وكان جوابنا أنّ هذا كلام فارغ، واسرائيل تعرف قبل غيرها أنّ هذا الأمر لا يمكن أن يحصل لا بالحرب ولا بالمفاوضات السياسية».
حضر الملف الرئاسي
في سياق متصل، اشارت مصادر مطلعة على اجواء اللقاء بين هوكشتاين ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الى أنّ الملف الرئاسي لم يغب عن هذه محادثات، حيث اكّد الوسيط الاميركي على الحاجة الملحّة لحسم سريع لهذا الملف، بما يؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية يواكب تطورات المرحلة المقبلة.
وكشف مطلعون على الموقف الاميركي لـ«الجمهورية»، انّ واشنطن تولي موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان اهتماماً كبيراً، ورغبة في انجاز الانتخابات على وجه السرعة، وعلى هذا الاساس تحرّك واشنطن ديبلوماسيتها، سواءً عبر هوكشتاين او عبر السفيرة ليزا جونسون، كعامل مساعد للمكونات السياسية في لبنان لاختيار رئيس للجمهورية يعبّر عن تطلعات اللبنانيين».
اللقاء مع بري
وكان هوكشتاين قد عقد فور وصوله الى بيروت لقاءً مطولاً مع الرئيس بري في مقر رئاسة المجلس النيابي في عين التينة استمر لنحو ساعة ونصف، وصفته مصادر مواكبة له بالجدّي والصريح والموسّع، حيث تناول مختلف الامور من الجبهة الجنوبية الى سائر الملفات الداخلية وفي مقدّمها الملف الرئاسي.
وبعد اللقاء الذي شاركت فيه السفيرة الاميركية في لبنان ليزا جونسون، تلا هوكشتاين تصريحاً مكتوباً، وقال: «من الجيد ان أكون في بيروت، وللتو أنهيت لقائي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وسوف استكمل لقاءاتي مع عدد من المسؤولين الرسميين، وانا هنا من أجل الحث للوصول الى حل ديبلوماسي ينهي العمليات الحربيةعلى الحدود بين لبنان واسرائيل».
وأضاف: «إنّ الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي، وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود».
وقال: «الزيارة اليوم هي إثر أسابيع من التصعيد الذي لا ينفع ولا يساعد في عودة النازحين الى منازلهم، والتصعيد لا يساعد في حل هذه الأزمة، وحتماً ان التصعيد لا يساعد لبنان في إعادة البناء والتقدّم في هذه المرحلة الحساسة من تاريخه».
وتابع: «إنّ وقفاً موقتاً لإطلاق النار هو غير كافٍ، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها، وإنّ الوضع الأمني على طول الخط الازرق يجب ان يضمن أمن كل طرف. انّ الولايات المتحدة الاميركية تؤمن بأنّ الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حدّ للعمليات الحربية القائمة، وبالتالي الوصول الى الإستقرار الطويل الأمد، ومن حق الجميع العيش بأمان وإستقرار».
وختم هوكشتاين: «إنّ ما نقوم به ليس جهداً اميركياً منفرداً، اننا نعمل مع شركائنا في العالم لخلق فرصة تعزز الإستقرار والإزدهار للبنان وشعبه ومؤسساته ولاقتصاده».
ورداً على سؤال قال: «انّ الهدنة في غزة لن تمتد بالضرورة تلقائياً الى لبنان، ونحن نعمل للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة واطلاق الاسرى وكي تنسحب الهدنة من غزة الى الجنوب ايضاً».
والتقى هوكشتاين بعد ذلك، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون والرئيس السابق للح.زب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ووزير الطاقة وليد فياض، كما التقى في مجلس النواب بوفد مشترك من نواب المعارضة: النائبان جورج عدوان وجورج عقيص عن «القوات اللبنانية»، النائبان سامي الجميل والياس حنكش عن ح.زب «الكتائب» وعن «كتلة تجدد» النائب ميشال معوّض.
وقال النائب عدوان بعد اللقاء: «فهمنا من هوكشتاين انّ اولويته عدم توسيع القتال، وهم يفتشون «شو بينعمل»، وجوابنا كان تطبيق القرار 1701». اضاف: «قلنا له إنّ علينا أن نتساعد لتطبيق الـ1701 ودعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن على الحدود. واكّدنا انّ تجزئة القرار 1701 ليس لمصلحة لبنان ولا اللبنانيين، ويجب تنفيذه بحذافيره».
واما الجميل فقال: «تحدثنا عن هواجسنا والهاجس الأكبر اننا قبل أحداث غزة وبعدها وبعد بعد أحداث غزة تبقى أولويتنا هي لبنان وسيادة الدولة اللبنانية». اضاف: «أذكّر أنّ القرار 1701 يتضمن تأكيدنا على تطبيق القرار 1559، والذي يؤكّد بدوره على ضرورة توحيد السلاح بيد الجيش وألّا يكون هناك سلاح بيد ميليشيا، وهذا أحد شروط الاستقرار وقيام الدولة. وقد حذّرنا من انّ اي تسوية تضحّي بلبنان، وهذا الامر سنواجهه بكل الإمكانات المتاحة، ولا نقبل ان يكون الشعب اللبناني رهينة أجندة خارجية، وعندما تنتهي الحرب لا يمكن ان نكمل بنفس الوضع».
الوضع الميداني
وقد تزامنت زيارة هوكشتاين مع تصعيد متزايد على الجبهة الجنوبية، نفّذ خلاله الجيش الاسرائيلي غارات جوية على شيحين وام التوت وعيتا الشعب واطراف رميش ويارون وعلما الشعب، ومدينة بنت جبيل، وتواكب ذلك مع قصف مدفعي عنيف طال اطراف حولا ووادي البياض ومركبا ووادي هونين والعديسة، حيث أُفيد عن سقوط ثلاثة شهداء باستهداف مركز للهيئة الصحية الاسلامية وهم الشهيد المسعف حسين محمد ابراهيم من بلدة العديسة، والشهيد المسعف على حسين سويدان من بلدة عدشيت القصير، والشهيد المسعف عباس احمد حجيج من بلدة عدشيت القصير.
وفي المقابل، اعلن «الح.زب» انّ المقاومة الاسلامية استهدفت ثكنة زرعيت وموقعي الرمتا والسماقة والأجهزة التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا، وأحبطت تسللاً لجنود العدو من لواء غولاني مقابل بلدة رامية، بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بهم، وبالأسلحة الرشاشة والصاروخية، كما احبطت تسلّلاً ثانيا لجنود العدو في منطقة وادي قطمون مقابل بلدة رميش.
كذلك اعلنت المقاومة عن استهداف مستعمرة مرغليوت، حيث اعترف الإعلام الاسرائيلي بسقوط قتيل واصابة 7 آخرين بجروح بينهم اثنان بحال خطيرة، جراء اطلاق صاروخ مضاد للدروع أُطلق من لبنان، حيث نُقلوا الى مستفى «بيلينسون» في تل ابيب.
وأعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عن استهداف مركز لـ«الح.زب» في شيحين وايضاً في عيتا الشعب، ورصدنا اطلاق قذيفة صاروخية خرقت الحدود من الاراضي اللبنانية باتجاه مرغليوت، حيث اسفر الهجوم عن اصابة عدد من العمال الاجانب الذين تمّ نقلهم لتلقّي العلاج الطبي في المستشفى، وهاجم الجيش مصدر النيران».
وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، مساء امس، عن إطلاق صافرات الإنذار في عددٍ من المستوطنات المُحاذية للبنان إثر الإشتباه بتسلّل طائرات مسيّرة. وذكرت الصحيفة أنّ الإنذارات دوّت في مستوطنات كفار بلوم، شامير، كفار سولد، لهافوت حشان، أمير، سدي نحميا، جونين، نؤوت مرداخي. كذلك، أُفيد عن تشغيل صافرات الإنذار للتحذير من إطلاق الصواريخ في مستوطنتي جونين ولهيب باشان.
رعد: سنلوي ذراع العدو
وقال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في احتفال في بلدة الخرايب: «لقد أسقطنا عنصر المفاجأة لدى العدو وأثبتنا أننا جاهزون ومتربّصون له وبه، ونحن من خلال تصدّينا لجنون العدوّ بالجهوزية التي حسبناها جيّداً وحسِبنا مقدارها جيّداً وحرِصنا من خلالها على حماية مصالحنا الوطنية، فإننا نؤدي واجب التضامن الإنساني والميداني مع الذين يتعرّضون للذبح أمام أعين العالم وصمت الأنظمة التي تهيمن عليها أميركا في العالم».
واشار الى أنّ «هذه الحسابات تتطلّب تضحيات ودماء وآلاماً، لكن مُنتهى هذه التضحيات هي النّصر المؤزّر»، وقال: «إنّ مواجهتنا مع العدوّ الإسرائيلي في هذه المرحلة هي مواجهة دقيقة وتتّسم بحساسيّة فائقة لأنّ حساباتها معقّدة، وأيّ جموح أو جنوح أو تكاسل يمكن أن يُفضي إلى نتائج غير محسوبة وغير مرغوبة. لذلك، نحن نُضحّي ونبذل الدماء والأرواح ونعرف إلى أين نمضي وسنصل في نهاية المطاف إلى ليّ ذراع العدوّ وسننتصر عليه ونُسقط مشروعه».
«أمل»: رفض الإملاءات
الى ذلك، اعتبرت حركة «امل» التصعيد الاسرائيلي، عبر محاولة الاستطلاع بالنار واختراق الحدود تسلّلا في جنح الظلام، محاولة من قِبل العدو لفرض مناخات ضاغطة على زيارة الموفد الاميركي إلى بيروت، لتحصيل ما عجزت عنه في الميدان بسياسات التهويل والابتزاز». مؤكّدة في بيان لمكتبها السياسي «أنّ أية محاولة للإعتداء على الاراضي اللبنانية ستواجه من قبل جميع المقاومين بذات العزم والإصرار الذي ووجه به الاحتلال للجنوب في السنين الماضية».
واكّدت «أنّ سياسات الإملاءات والضغوط بالنار لن تجدي في فرض وقائع سياسية في ما يخصّ وطننا لبنان لا على الحدود ولا في الداخل، فالموقف اللبناني واضح ويتجلّى بكبح جماح العدوانية الصهيونية، وإجبار العدو على الانسحاب من كل اراضينا المحتلة دون قيد أو شرط، وإلزامه بالتنفيذ الفعلي والجدّي للقرار 1701، وإبقاء عناوين الملف اللبناني الداخلي شأناً لبنانياً يعالج عبر الحوار بين اللبنانيين».
احتياطات
في سياق متصل، ذكر موقع «حيفا مينيت» الاسرائيلي انّ سلطات مدينة حيفا لجأت مؤخّراً إلى نصب دروع ضدّ صواريخ «الح.زب»، حيث تمّ وضع 4 دروعٍ من نوع جديد ، تمثل نموذجاً جديداً للحماية طوّرته قيادة الجبهة الداخلية من أجل التحضر لسيناريوهات التهديد في مدن مثل حيفا.
واشار الموقع الى انّ حيفا هي المدينة الأولى في إسرائيل التي يتمّ فيها تركيب شبكات الأمان الجديدة، وتقول قيادة الجبهة الداخلية إنّ الملاجئ مُصمّمة لتوفير أماكن آمنة للمارة الذين يتواجدون في مناطق مفتوحة حيث لا توجد خيارات حماية أخرى. وبحسب التقرير، فإنّ هذه الشبكات ليست مُخصّصة لتقديم حماية للسكان الموجودين في منازلهم، مشيراً إلى أنّ الهدف منها هو الحماية من صواريخ «الح.زب» الدقيقة والتي لديها رؤوس حربية كبيرة.
وخلال الساعات الماضية، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هناك استعدادات في إسرائيل لسيناريوهات انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وتوقف إمدادات الغاز الطبيعي وتعطّل حركة الشاحنات والخدمات في الشبكة الخليوية، وذلك في حال اندلاع حرب شاملة ضدّ «الح.زب» في لبنان.
وتحدثت التقارير عن وجود إحتمالٍ كبير لانقطاع التيار الكهربائي على مستوى إسرائيل لمُدة تصلُ إلى 72 ساعة، في حين أنّه سيتمّ إيقاف تدفق الغاز الطبيعي إلى المصانع، فضلاً عن إضطرابات أخرى قد تحصل.
وتلفت التقارير إلى أنّه وتداركاً لحالات الطوارئ، فقد جرى التحقّق من الأنظمة الإحتياطية لإستهلاك الكهرباء أو الغاز الطبيعي، إلى جانب تخزين الوقود مثل غاز البترول المسال أو الديزل. كذلك، تحدثت التقارير الإسرائيلية عن زيادة مخزون المواد الأولية بسبب إحتمالية تعطّل الأنشطة في الموانئ البحرية، فضلاً عن توجيه نصائح بدعم أنظمة الإتصالات بالشبكات الفضائية، وذلك خشية حدوث أعطال كبيرة في الشبكة الخليوية.
وبحسب موقع «كالكيست» الإسرائيلي، فإنّ سيناريوهات انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة في أجزاء كبيرة من إسرائيل تستندُ إلى تقييم مفاده أنّه خلال حرب شاملة، سيحاول «الح.زب» استخدام الصواريخ الدقيقة و«الطائرات الانتحارية بدون طيار» لمهاجمة البنى التحتية الحيوية المستخدمة لإنتاج ونقل الكهرباء.
*********************
افتتاحية صحيفة اللواء
مهمَّة «الفصل المستحيل» في ساعات هوكشتاين: دور لبري وانفتاح على الح.زب
«الوفاء» ترجئ الجواب على «مبادرة الإعتدال» والإحتلال يقصف بنت جبيل والمقاومة تضرب «مارغليوت»
لم يُسقط المسؤول في أمن الطاقة الدولية، موفد الرئيس الاميركي جو بايدن الى لبنان آموس هوكشتاين من حساباته عدم توفر النجاح للحل الدبلوماسي، فألحَّ بطريقة دبلوماسية الى ان اندلاع الحرب في لبنان ليس بالامكان السيطرة عليها او وقفها.
الا ان الوسيط، الذي امضى 5 ساعات، ببرنامج لقاءات معدّ بإحكام بمشاركة السفيرة الأميركية في بيروت ليز جونسون، بدا بالغ الحرص على مهمته الدبلوماسية، المرتبطة بمسار غزة، حيث لمس ان محاولة الفصل التي يلجأ اليها، عبر لقاءات ومغريات، ووعود بالكهرباء واستخراج الغاز واستعادة نقاط متنازع عليها مع اسرائيل في حرب الـ2006، بدت كأنها من النوع الصعب او المستحيل، فغادر مساءً بعد لقاءات وسّعت لتشمل نواباً من المعارضة المسيحية، استجابة لحسابات تتعلق بالتوازنات الداخلية، والاعتبارات الانتخابية للمرشح الرئاسي لولاية جديدة جو بايدن، فضلاً عن لقاء النائب السابق وليد جنبلاط، ولم تقتصر اللقاءات على الجانب الرسمي، فاستهلها مع الرئيس نبيه بري، ثم الرئيس ميقاتي، وشملت قائد الجيش العماد جوزاف عون.
وحسبما نقل ان هوكشتاين، ذكّر الرئيس بري بدوره في انجاز «التفاهم البحري» وأن بإمكانه بعد وضع «اتفاق الاطار» للترسيم البحري ان يكون له دور في الترسيم البري، بدءاً من النقطة «بي وان» في الناقورة وصولاً الى الغجر، مع التوقف عند النقاط السبع، المشار اليها بالقرار 1701.
ولخصت مصادر سياسية مهمة المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في لبنان، بأنها لتبريد سخونة الجبهة الجنوبية، واحتواء كل محاولات التصعيد، في الوقت الفاصل بين تنفيذ وقت اطلاق النار في غزة، وارساء تفاهمات معينة على جانبي الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل استنادا لمضمون القرار الدولي رقم١٧٠١، لئلا ينزلق اي تصعيد غير محسوب، الى مواجهة او حرب واسعة النطاق، قد يكون لبنان المتضرر الرئيسي منها.
ووصفت المصادر طبيعة زيارة هوكشتاين، بأنها تأتي في خضم التصعيد العسكري الحاصل جنوبا، بين الح.زب وإسرائيل، ما استوجب عودته سريعا الى لبنان، لتهدئة الاوضاع، انطلاقا من سياسية الادارة الاميركية، بمنع توسيع الحرب الإسرائيلية نحو بلدان اخرى مجاورة ومنها لبنان، واعادة احياء الاتصالات والمشاورات الديبلوماسية، للتوصل إلى تفاهمات اوترتيبات امنية، على جانبي الحدود، والانطلاق قدما لاتمام مساعي ترسيم الحدود وحل المشاكل المتبقية منها.
وحسب مصادر التقت هوكشتاين، فإن زيارة الوسيط الأميركي حملت معها تأكيدا جديدا بشأن أهمية اعتماد حل ديبلوماسي بشأن التطورات في الجنوب، وهذا أمر أساسي ومنفصل عن هدنة غزة إذ أن هوكشتاين لم يشأ التأكيد ان تهدئة جبهة غزة تنسحب على جبهة الجنوب، والواضح أن المسؤول الأميركي يحاول العمل على إرساء حل ديبلوماسي متكامل في الجنوب، وفهم أن نواب المعارضة توقفوا مجددا عند تطبيق القرارات الدولية وعدم جعل لبنان ساحة حرب.
والمحت بعض مصادر المعلومات ان هوكشتاين بدا اقل حدة تجاه الح.زب، معتبرا ان على قيادة الح.زب ان تنظر بايجابية الى الحل الدائم بتهدئة طويلة ومستدامة عند الخط الازرق، لان وقف النار المؤقت ليس حلاً.
هوكشتاين الواقعي في عين التينة
ووصفت اوساط عين التينة ما نقله هوكشتاين من تصورات بأنها كانت اكثر محاكاة للواقع الحاصل على الارض.
وفهم من الاوساط ان ادارة بادين نصحت الاطراف اللبنانية وتستمر في نصحها بعدم اعطاء الفرصة لبنيامين نتنياهو ووزير يوآف غالانت للذهاب الى توسيع الحرب.
وفي ما بدا ان دعوة لفصل مستقبل الاستقرار بين غزة والجنوب اقترح هوكشتاين ان يصار خلال الشهر ونصف من عمر «الهدنة الانسانية المقترحة» الى تثبيت الاستقرار على جبهة الجنوب، بصرف النظر عن مسار ما بعد الهدنة على جبهة غزة.
وتوقف عند انتهاء الحرب عام 2006، وصولاً الى القرار 1701، الذي كان يتعين وضعه موضع التنفيذ من قبل الجانبين اللبناني والاسرائيلي، لكن هذا لم يحدث.
ومن الممكن، حسب (اي الوسيط الاميركي، وضعه على الطاولة بعد سريان هدنة غزة (6 اسابيع).
فقد تقصد المسؤول الاميركي ان يستهل زيارته الحالية من عين التينة، حيث التقى الرئيس بري، ومن هناك، اعطى الاولوية للحل الدبلوماسي الذي تفضله ادارته على اي حل آخر.. معتبراً ان هدنة غزة، واطلاق الاسرى يمكن ان ينسحبا على جنوب لبنان ايضاً.
وفي السراي اطلع هوكشتاين الرئيس ميقاتي على المستجدات الاخيرة، وجهوده للتوصل الى وقف الاعمال العسكرية.
وحول اللقاء مع الرئيس السابق للح.زب التقدمي الاشتراكي وليد جبنلاط، كرر هوكشتاين نظرته بأن غزة مسار وجنوب لبنان مسار آخر وهما مختلفان.
وتراوح وصف اللقاء بأنه لا سلبي ولا ايجابي على «نص نص».
مع المعارضة
والتطور الآخر، هو توجه هوكشتاين الى مجلس النواب مساء امس، حيث عقد بحضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون، اجتماعاً مع نواب المعارضة: جورج عدوان، جورج عقيص (القوات اللبنانية)، سامي الجميل، الياس حنكش (ح.زب الكتائب)، ميشال معوض (رئيس حركة الاستقلال).
وقال عدوان بعد اللقاء: اولوية هوكشتاين عدم توسيع القتال، «ولم يفتشوا شو بينعمل. وابلغناهم: تطبيق القرار 1701، وان تجزئة القرار 1701 ليس لمصلحة لبنان، ويجب تنفيذه بحذافيره».
كما زار هوكشتاين، ترافقه جونسون اليرزة، واجتمع الى قائد الجيش العماد جوزاف عون، وتناول البحث: التطورات على الحدود الجنوبية.
وقال النائب الجميل: حذرنا من اي تسوية تضحي بلبنان، وهذا ما سيواجه بكل الامكانيات المتاحة، لاننا لن نقبل ان يعيش ابناؤنا بالمؤقت وأن نبقى غرباء في بلدنا.
موفد في المطار
والتطور البارز، مسارعة الوسيط هوكشتاين الى مطار رفيق الحريري الدولي، ليتسنى له اللقاء مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض، في صالون الشرف، بناء لموعد حددته السفيرة جونسون، باعتبار ان فياض يغادر الى باريس للمشاركة في مؤتمر حول الطاقة في زيارة عمل، واستمر اللقاء 45 دقيقة، تطرق الى استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن عبر سوريا، ودور هوكشتاين المساعد على هذا الصعيد.
لكنه ربط دوره بالاستقرار العام في لبنان، مما ينعكس ايجاباً على زيادة التغذية بالتيار الكهربائي، والالتزام بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان.
في حارة حريك
وزار وفد من تكتل الاعتدال الوطني كتلة الوفاء للمقاومة، حيث التقى رئيسها النائب محمد رعد وفد الاعتدال.
وافادت مصادر مواكبة لحراك كتلة الاعتدال الوطني لـ«اللواء» أن نواب الكتلة شرحوا بالتفصيل لوفد من كتلة الوفاء للمقاومة نقاط المبادرة وأن الوفد أجاب: نحن لدينا مرشح، وقد نعطي الجواب على المبادرة من دون تحديد موعد لذلك. وفهم من المصادر أن اللقاء لم يكن سلبيا أو ايجابيا، ولا بد من انتظار جواب الح.زب، وموقف الح.زب لم يختلف عن موقف تيار المردة.
وكشفت أن تكتل الاعتدال الوطني يعقد اليوم أو بعد غد اجتماعا لتقييم حراكه على أن يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري لاحقا لوضعه في الأجواء، وأشارت إلى أن التكتل مصرٌّ على أن مهمته تقوم على تدوير الزوايا.
الدستوري يوقف العمل بمواد في الموازنة
مالياً، والى حين البت بالمراجعة بتاريخ 12/2/2024 قرر المجلس الدستوري في جلسته امس وقف مفعول المواد: 10 و39 و40 و56 و69 و83 و86 و87 و91 من قانون الموازنة.
الوضع الميداني
ميدانياً، استفاق اللبنانيون على معلومات عن افشال محاولتي تسلل اسرائيلية الى داخل الاراضي اللبنانية، عبر طرق برية بين رميش وراميا تصدت لها المقاومة وافشلت العملية.
واطلق مساء امس دفعة من الصواريخ على المواقع الاسرائيلية.
وليلاً، قصف الطيران الاسرائيلي بلدة السلطانية، كما استهدفت غارة اسرائيلية منزلاً في بليدا.
ونعى الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية ثلاثة شهداء متطوعين قضوا بالقصف الاسرائيلي المباشر على بلدة العديسة، وادانت وزارة الصحة العدوان الاسرائيلي على المسعفين.
واعلن الجيش الاسرائيلي ليلاً قصف بنت جبيل والسلطانية وصديقين رداً على استهداف قاعدة مرغليون، حيث قتل شخصان واصيب اخرون بجروح.
كما اعلن الح.زب استهداف مستعمرة «غرتس هازيف» الاسرائيلية القريبة من «نهاريا» بصواريخ كاتيوشا.
*************************
افتتاحية صحيفة الديار
هوكشتاين يُمهّد للهدنة بخطة من ثلاث مراحل… والمقاومة ترفض الإبتزاز
جنود وضبّاط «غولاني» في «مصيدة» الح.زب… ممنوع تجاوز الحدود !
الضغوط الأميركيّة تثير أزمة في حكومة الحرب… لا ذخائر لحرب الشمال؟ – ابراهيم ناصرالدين
وسط حديث عن تقدم حذر في المحادثات من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، ولأن البيت الابيض يحتاج الى الهدنة لاسباب انتخابية داخلية، ويريدها لتهدئة السخط العالمي على المجازر بحق المدنيين، وخوفا من توسع الحرب. ولان واشنطن تعتقد ان «اسرائيل» تتخبط عسكريا وسياسيا، وتحتاج الى من ينقذها من نفسها في ظل «تعنت» رئيس حكومة الحرب بنيامين نتانياهو، الذي يخوض معركته الشخصية التي تتعارض مع طموحات بايدن الرئاسية، تضغط الادارة الاميركية لانجاح المحادثات في القاهرة قبل شهر رمضان، وتريد ان تشمل التهدئة الحدود الجنوبية.
لا للابتزاز
ولهذا كان لا بد من ارسال الموفد الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت في زيارة استمرت 7ساعات، غادر بعدها دون ان يقدم نصا مكتوبا حول «اليوم التالي» للحرب، لكنه تحدث عن مراحل ثلاث لخطة تبدأ بوقف للنار، تزامنا مع الهدنة المفترضة في القطاع. علما انه حاول ابتزاز الجانب اللبناني بالحديث عن عدم وجود قرار «اسرائيلي» حتى الآن، بوقف المعارك تلقائيا مع دخول هدنة غزة حيذ التنفيذ، وسمع بالمقابل في «عين التينة» ان المقاومة واضحة في موقفها، وليست في وارد الرضوخ للابتزاز الميداني وهي مستعد لكافة الاحتمالات. وسمع ايضا كلاما واضحا حيال عدم استعداد لبنان لمناقشة الترتيبات لوقف مستدام لاطلاق النار، الا بحصول تهدئة ووقف الحرب على غزة، وقد ابلغ هوكشتاين رئيس مجلس النواب نبيه بري انه حين يتم الاعلان عن الهدنة، سيعود لمناقشة مسودة اتفاق حول تطبيق القرار 1701.
تجدر الاشارة الى ان لقاء المبعوث الاميركي مع نواب في المعارضة، لم يحمل اي «رسالة» اطمئنان لجهة الملف الرئاسي، او حتى بالنسبة للبحث في سلاح الح.زب، الذي لا يعتبره هوكشتاين قابلا للبحث في هذه المرحلة المعقدة والخطيرة. تجدر الاشارة الى ان قوات الاحتلال استبقت زيارة هوكشتاين بمحاولتي تسلل على الحدود الجنوبية فجرا، انتهت بفشل ذريع بعدما تعرضت «لمصيدة» معدة سلفا من قبل قوات النخبة في الح.زب، وقد اثبتت من خلالها المقاومة جهوزية عالية لمواجهة اي تطور ميداني، وارسلت رسالة واضحة لقيادة جيش الاحتلال وحكومة الحرب، بان التقدم البري ممنوع حتى لو كان لامتار قليلة.
حل على ثلاث مراحل؟!
اذا، انتهت زيارة هوكشتاين بتثبيت «قواعد الاشتباك» ودون مفاجآت، ومطالبته بان تكون الهدنة المفترضة مقدمة لوقف نار مستدام على الحدود، مطلب لبناني قبل ان يكون اميركيا، بحسب مصادر سياسية بارزة، التي لفتت الى ان المبعوث الاميركي لم يقدم اي ورقة مكتوبة، وانما طور افكاره لكيفية استعادة الهدوء، وطالب في النقاش ان تحصل خطوات عملية لكي تسري الهدنة في غزة على الحدود الجنوبية، مشددا على دور الجيش في تطبيق الـ1701.
ووفقا للمعلومات، فان هوكشتاين بات مقتنعا بتجزئة الحل الى ثلاث مراحل، تبدأ من تثبيت وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية فور إعلان وقف إطلاق النار في غزة، ومن ثم إزالة الاعتداءات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، وأخيرا العودة الى تطبيق القرار ١٧٠١.
موقف الح.زب؟
وفي هذا السياق، استبق الح.زب جولته بكلام لنائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم قال فيه صراحة «اوقفوا الحرب في غزة تتوقف الحرب في كل المنطقة»، فيما اكد عضو المجلس المركزي في الح.زب الشيخ نبيل قاووق على ان «المقاومة استعدت لكل احتمالات التصعيد لتصنع نصراً هو أعظم من نصر تموز 2006، كما أنها استعدت لرفع آثار العدوان وإعادة الإعمار حتى تعود البيوت المدمرة أجمل مما كانت.
هوكشتاين والتهويل على لبنان!
وكان هوكشتاين اعرب عقب لقائه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لنحو ساعة ونصف الساعة، عن أمله في الوصول إلى حل ديبلوماسي لإنهاء الأزمة على الحدود وعودة النازحين اللبنانيين و»الإسرائيليين» إلى منازلهم. اما كلامه عن ان الهدنة في غزة ليس بالضرورة أن تمتد تلقائياً إلى لبنان، فاعتبرته مصادر معنية بالملف تهويل لا يمكن الركون اليه، باعتبار بقاء الجبهة اللبنانية على اشتعالها يجهض الحراك الديبلوماسي الاميركي، لان المنطقة ستكون عندها امام احتمالات خطيرة للغاية. مع العلم ان احدى مهام هوكشتاين كانت التأكد من دخول وقف النار حيذ التنفيذ على الجبهة الجنوبية، تزامنا مع التهدئة في غزة.
وقال هوكشتاين بعد اللقاء : انا هنا من أجل الحث للوصول الى حل ديبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان و»اسرائيل» . وأضاف : إن الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي، وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم، والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود. واشار الى ان الزيارة اليوم هي إثر أسابيع من التصعيد، الذي لا ينفع ولا يساعد في عودة النازحين الى منازلهم، والتصعيد لا يساعد في حل هذه الازمة، وحتما ان التصعيد لا يساعد لبنان في إعاده البناء والتقدم في هذه المرحله الحساسة من تاريخه. وأضاف: إن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار هو غير كاف، وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن إحتواؤها، وأن الوضع الامني على طول الخط الازرق يجب ان يضمن أمن كل طرف، ان الولايات المتحدة الاميركية تؤمن بأن الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات الحربية القائمة، وبالتالي الوصول الى الإستقرار الطويل الأمد.
لقاءات المبعوث الاميركي
لاحقا، التقى هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزاف عون، ورئيس الح.زب «التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، كما التقى وفدا من نواب المعارضة في مجلس النواب وهم: جورج عدوان وجورج عقيص وسامي الجميّل والياس حنكش وميشال معوض. واشار عدوان بعد اللقاء الى انهم ابلغوا هوكشتاين إنّه علينا أن نتساعد لتطبيق الـ1701 ودعم الجيش اللبناني في حفظ الأمن على الحدود. من جهته، قال الجميل أن القرار 1701 يتضمن تأكيدنا على تطبيق القرار 1559، والذي يؤكد بدوره على ضرورة توحيد السلاح بيد الجيش، وألا يكون هناك سلاح بيد «ميليشيا»، حسب تعبيره.
النفط والغاز
تجدر الاشارة الى ان هوكشتاين التقى عند وصوله في المطار وزير الطاقة وليد فياض، وبحث معه امكانية استجرار الغاز من مصر والكهرياء من الاردن عبر سوريا، والدور المساعد الذي من الممكن أن يلعبه المبعوث الاميركي في هذا الاطار. ولفت هوكشتاين الى ضرورة استتباب الأمن ووقف الحرب، وما يمكن ان ينتج عن ذلك من استقرار على كافة الاصعدة، وانعكاس ايجابي في مواضيع عدة كزيادة التغذية الكهربائية والالتزام الاكبر بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان. وقبل مغادرته بيروت التقى هوكشتاين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.
لماذا تريد واشنطن الهدنة؟
ووفقا للاعلام «الاسرائيلي»، فان هوكشتاين يتحرك بالتوزاي مع الضغط الاميركي الكبير لاخرج صفقة الهدنة الرمضانية في غزة من «عنق الزجاجة»، وباتت الامور اكثر نضجا بعد ان وقف المجلس الوزراء الحربي ضد «تعنت» نتناياهو، الذي كاد يطيح بعملية التفاوض الجارية في القاهرة، عبر اصراره على الحصول على قائمة الاسرى «الاسرائيليين» الاحياء في غزة، مع علمه المسبق ان الامر غير متاح بسبب الفوضى السائدة هنا.
ووفقا للمعلومات، فان الضغط الذي يتعرض له الرئيس بايدن قد يؤدي إلى صفقة قبل رمضان. فالولايات المتحدة عادت لتطلب من «إسرائيل» تفسيرات في مواضيع مثل استخدام السلاح الأميركي وتقليل عدد المصابين الفلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة. فيما يتعرض بايدن لضغط ح.زبي شديد لتخفيف المساعدات الممنوحة لـ «إسرائيل»، وذلك بالتوازي مع التظاهرات التي تجرى ضده ووضعه المتدهور في الاستطلاعات السياسية، حيث يتعاظم التخوف في أوساط الديموقراطيين من خسارة البيت الابيض أمام دونالد ترامب.
ورقة ضغط اميركية
وبحسب صحيفة «معاريف» فان بايدن، الذي يعتبر وعن حق أكبر أصدقاء «إسرائيل» بين الديموقراطيين يحاول منع التدهور في وضعه السياسي، والضغط الأميركي على «إسرائيل» هو نتيجة لذلك. وفي هذا السياق، اشارت الصحيفة الى ان عدم تلبية المطالب الأميركية قد يؤدي إلى تأخير في تجديد توريد الذخائر اللازمة قبل حرب محتملة مع الح.زب. وهي «ورقة» ضغط مهمة للغاية تملكها واشنطن في وجه نتانياهو، الغاضب من زيارة عضو الحكومة بني غانتس الى واشنطن دون موافقته!
خلاف اميركي- «اسرائيلي»؟!
وفي هذا السياق، اتهم وزير المالية «الإسرائيلي» بتسلئيل سموتريتش، واشنطن بالسعي لـ «دق إسفين» في الحكومة، عبر دعوتها غانتس لزيارتها دون موافقة نتنياهو. وفي تعبير اكثر وضوحا عن الغضب الاميركي من نتانياهو، قال زعيم المعارضة «الإسرائيلية» يائير لبيد الذي يعتبر في «اسرائيل» انه «رجل» اميركا، إن نتنياهو لم يعد مؤهلا لإدارة الدولة، داعيا الى اجراء انتخابات على نحو فوري. واعتبر لبيد أن «إسرائيل» أمامها خياران «حكومة سيئة وخطيرة ومتفككة وسامة، أو انتخابات تؤدي إلى حكومة جيدة ستعيد الأمن لشعب إسرائيل»حسب تعبيره.
حكومة نتانياهو الكاذبة
في هذا الوقت، أكّد نائب رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» سابقاً عيران عتسيون، أنّ حكومة بنيامين نتنياهو تكذب على «الاسرائيليين»، إذ إنّه لا يوجد حلول عسكرية لمشاكل «الإسرائيليين» لا في الشمال ولا في الجنوب. وأضاف في تصريحٍ القناة لـ»13 الإسرائيلية»، أنّه ليس صدفة أنّ الحكومة لم تحل مشكلة حركة ح في قطاع غزة بعد خمسة أشهر من الحرب، موضحاً أنّها خلقت توقعات غير واقعية لمعركة الجنوب، وتواصل ذلك حيال الجبهة الشمالية مع الح.زب. وخلص عتسيون الى القول» لا يوجد حروب قصيرة، لا في الشمال ولا في الجنوب، ولا يوجد حلول عسكرية صرفة لمشاكلنا لا في الشمال ولا في الجنوب، وعلى الجمهور «الإسرائيلي» أن يدرك ذلك ويستفيق من توقعاته، على الحكومة التوقف عن الكذب على الجمهور».
لا يمكن تفكيك الح.زب
وفي السياق نفسه، اكدت «القناة 13 الاسرائيلية» أنّه ليس هناك من يخدع نفسه بأنّ «إسرائيل» قادرة على تفكيك الح.زب، وقالت « الجيش الاسرائيلي غير قادر الآن على غزو لبنان وتأسيس حزام حتى نهر الليطاني، أو إبعاد جميع عناصر الح.زب عن الحدود، لقد استيقظنا من هذا الحلم للأسف».
احباط عمليتيّ تسلل
ميدانيا، كان التطور العسكري البارز خلال الساعات الماضية هو إحباط الح.زب محاولتي تسلل لجنود الاحتلال الإسرائيلي إلى داخل الأراضي اللبنانية . المحاولة الاولى كانت محاولة للتقدم من جهة بلدة رميش واخرى عبر زرعيت.
ووفقا للمعلومات، فان جنود وحدة «غولاني» تخطوا الخط الازرق بضعة امتار، فوقعوا في كمائن محكمة للمقاومة، اضطروا بعدها للانسحاب، ويبدو ان جيش الاحتلال اراد اختبار خط دفاع المقاومة، وجمع معلومات استخباراتية من خلال نصب كمائن متقدمة، لكنه فوجىء بان جهوزية الح.زب على اعلى درجات، رغم المراقبة الجوية المكثفة للمنطقة وعمليات التمشيط المستمرة. .
وميدانيا ايضا، اقر الإسعاف «الإسرائيلي» انه تعامل مع سقوط قتيل و 7 جرحى بينهم 2 بحالة خطيرة و4 متوسطة و1 طفيفة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مستطونة «مرغليوت».
شهداء من الهيئة الصحية
ومع ساعات المساء، ادت غارة جوية على مركز الهيئة الصحية في بلدة العديسة الى سقوط ٣ شهداء وجريح، كما وقعت اضرار مادية كبيرة وتحطم زجاج نوافذ وواجهات عدد من المنازل جراء الغارة «الاسرائيلية» على منطقة رأس المصري – علما الشعب. كما أغار الطيران الحربي المعادي قرابة الثامنة وعشر دقائق من مساء امس بالصواريخ الثقيلة على مدينة بنت جبيل. وحلق طيران العدو الإسرائيلي على علوّ منخفض فوق كسروان ومناطق الشمال وعلى علو متوسط فوق البقاع الغربي وراشيا.
كما أطلقت قوات الاحتلال النار في الهواء وعلى مسافة قريبة من مزارعين كانوا يرشّون المبيدات على مزروعاتهم، في محيط بلدة الوزاني قضاء مرجعيون. وطال القصف الفوسفوري والدخاني الجهة الشرقية لبلدتي حولا ومركبا المشرفتين على وادي هونين ومستعمرة مرغليوت. كما قصفت القوات «الاسرائيلية» بالقذائف الفوسفورية منطقة بئر المصلبيات على مدخل بلدة حولا الشمالي قضاء مرجعيون. واستهدفت المدفعية العدو الاحياء السكنية لبلدة مركبا.
وأغار الطيران الحربي المعادي على خلة وردة المتاخمة لبلدة عيتا الشعب، وعلى اطراف بلدة شيحين وبلدة ام التوت بالقطاع الغربي. وهرعت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية الى مكان الغارتين، وتبين ان لا اصابات في الارواح. واعلن جيش العدو الإسرائيلي ان «طائراتنا قصفت موقعين عسكريين للح.زب في شيحين وعيتا الشعب بعد رصد عناصر من الح.زب.
الحراك الرئاسي
رئاسيا، زار تكتل «الاعتدال الوطني» كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك، عارضا مبادرته التي وصفتها مصادر الح.زب بالايجابية، ووعدت بدرسها والرد عليها لاحقا. في هذا الوقت اتهم رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع «فريق الممانعة» بانه بدأ يعطي إشاراتٍ إلى الالتفاف عليها، من خلال الكلام عن وجوب ترؤس الرئيس بري اللقاء الحواري، وعن أن الحوار ليس تَداعياً، ورفض ترْك جلسة الانتخاب مفتوحة، وقال «أن الفريق الآخَر يطرح معادلة سليمان فرنجية أو لا انتخابات».
فك مؤقت للاضراب
اقتصاديا، فك موظفو الادارات العامة ومنهم موظفو المالية اضرابهم امس، وعادوا الى اعمالهم، الا انهم اشاروا الى ان هذه العودة مؤقتة لتسيير امور المواطنين، سيما لناحية صرف رواتب موظفي «العام»، وذلك بانتظار توضيحات من الحكومة حول الزيادات التي ستعطى لهم.
*************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هوكشتاين: هدنة غزة لن تمتد تلقائياً الى لبنان
استقبل رئيس مجلس النواب الموفد الاميركي والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وللمستجدات السياسية والميدانية.
وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعة ونصف أدلى هوكشتاين بتصريح قال فيه: “من الجيد ان أكون في بيروت وللتو أنهيت لقائي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وسوف استكمل لقاءاتي مع عدد من المسؤولين الرسميين، وانا هنا من أجل الحث للوصول الى حل ديبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان واسرائيل”.
وأشار إلى “ان الولايات المتحدة الاميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم والأمر نفسه على الجانب الاخر من الحدود”.
وتابع: “الزيارة اليوم هي إثر أسابيع من التصعيد الذي لا ينفع ولا يساعد في عودة النازحين الى منازلهم، والتصعيد لا يساعد في حل هذه الازمة وحتما ان التصعيد لا يساعد لبنان في إعاده البناء والتقدم في هذه المرحله الحساسة من تاريخه”.
وأكد هوكشتاين “ان وقفاً موقتاً لإطلاق النار غير كاف وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن إحتوائها، وأن الوضع الامني على طول الخط الازرق يجب ان يضمن أمن كل طرف، ان الولايات المتحدة الاميركية تؤمن بأن الحل الديبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حد للعمليات الحربية القائمة، وبالتالي الوصول الى الإستقرار الطويل الأمد ، ومن حق الجميع العيش بأمان وإستقرار”.
وختم: “إن ما نقوم به ليس جهداً اميركياً منفرداً اننا نعمل مع شركائنا في العالم لخلق فرصة تعزز الإستقرار والإزدهار للبنان وشعبه ومؤسساته ولاقتصاده”.
السراي
وإستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي هوكشتاين في السرايا.
وشاركت في الاجتماع السفيرة جونسون، ومستشار رئيس الحكومة السيد زياد ميقاتي.
وقد اطلع اموس الرئيس ميقاتي على المستجدات الاخيرة في المنطقة والجهود التي يبذلها من أجل التوصل الى وقف الاعمال العسكرية.
كليمنصو
كما زار هوكشتاين رئيس الح.زب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو الذي استقبله بحضور رئيس الح.زب النائب تيمور جنبلاط وعضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائبين مروان حماده ووائل أبو فاعور.
وجرى خلال اللقاء البحث في آخر المستجدات ومساعي التهدئة في جنوب لبنان.
فياض
واجتمع وزير الطاقة والمياه الدكتور وليد فياض بالمبعوث الاميركي في صالون مطار بيروت الدولي بناء على موعد حددته السفارة مسبقا تلبية لطلب المستشار الاميركي الاول وكون الوزير فياض يغادر الى باريس في زيارة عمل.
حضر اللقاء السفيرة جونسون وطاقم عمل هوكشتاين وكانت جولة أُفق استمرت حوالى ٤٥ دقيقة تناول فيها الطرفان آخر المستجدات على الساحة المحلية.
وتم التباحث في مواضيع تتعلق بإمكانية استجرار الغاز من مصر والكهرياء من الاردن عبر سوريا والدور المساعد الذي من الممكن أن يلعبه المبعوث الاميركي في هذا الاطار.
ولفت هوكشتاين الى ضرورة استتباب الأمن ووقف الحرب وما يمكن ان ينتج عن ذلك من استقرار على كافة الاصعدة وانعكاس ايجابي في مواضيع عدة كزيادة التغذية الكهربائية والالتزام الاكبر بملف التنقيب عن الغاز والنفط في لبنان.
وأكّد الوزير فياض على ضرورة ايجاد حل يحفظ سيادة لبنان والاستقرار في المنطقة.
وتمنى الوزير فياض لهوكشتاين التوفيق في زيارته وجولته المكوكية على باقي المسؤولين في لبنان اليوم .
قائد الجيش
واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة كبير مستشاري الرئيس الأميركي بحضور السفيرة الأميركية وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد والتطورات على الحدود الجنوبية.
نواب
وعقد هوكشتاين في مجلس النواب، اجتماعا مع النواب: جورج عدوان، جورج عقيص، سامي الجميل، الياس حنكش، وميشال معوض، في حضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون. وقال الجميّل بعد اللقاء: تحدثنا عن هواجسنا والهاجس الأكبر اننا “قبل احداث غزة وبعدها وبعد بعد احداث غزة” تبقى أولويتنا هي لبنان وسيادة الدولة اللبنانية. اضاف: لا نملك تفويضًا عمّا عرضه هوكشتاين و”المجالس بالأمانات” لكنه يعمل على طرح لوقف الحرب في الجنوب ونأمل أن يصل إلى نتيجة لكن علينا أن نذكر الجميع أن هذا لا يجب أن يحصل على حساب الدولة وسيادتها وأن يسلّم مستقبل الشعب اللبناني للآخرين.
بوصعب
وعقد هوكشتاين لقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في صالون كبار الشخصيات في المطار قبل مغادرته بيروت.
وكان المبعوث الاميركي قد وصل قرابة الواحدة من بعد ظهر امس الى مطار رفيق الحريري الدولي.
******************************
افتتاحية صحيفة البناء:
مزيد من التفكك بتداعيات زيارة غانتس لواشنطن… والإعلام الحربي يتداعى
اليمن يستهدف سفينتين أميركية وإسرائيلية… وقلق على مصير كابلات الإنترنت
هوكشتاين يؤكد وحدة الساحات… والمقاومة ترفع وتيرة عملياتها كماً ونوعاً
امتلأت الصحف وقنوات التلفزة في كيان الاحتلال بالنقاشات والتحليلات المتصلة بزيارة عضو مجلس الحرب بني غانتس إلى واشنطن وبرنامج لقاءاته مع نائبة الرئيس كمالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، واستبعاد سفارة الكيان عن ترتيبات الزيارة، وسط إجماع على اعتبار الزيارة تحدياً للشراكة بين غانتس وبنيامين نتنياهو في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، وتمهيداً لدور سياسي قادم لغانتس على حساب هذا التحالف، ما سبب غضباً ظاهراً لنتنياهو عبرت عنه تعليماته لوزارة الخارجية بالتضييق على الزيارة وعدم تقديم أي تسهيلات للوفد المرافق لغانتس. بينما وصف مقرّبون من نتنياهو الزيارة بالخيانة في ظرف الحرب وتوجيه ضربة لمفهومي الوحدة والقرار السيادي، بينما اعتبرت تعليقات أخرى الزيارة رسالة أميركية تحذيرية لنتنياهو وسعي لإفهامه بأن خيارات واشنطن متعددة إذا لم يأخذ بالاعتبار الرغبات الأميركية سواء في العملية العسكرية أو المسار التفاوضي. وقال معهد دراسات “الأمن القومي” الإسرائيلي إنّ قرار القيادة العليا في الإدارة الأميركية لقاء عضو “كابينت الحرب”، بيني غانتس، يشير إلى “سعي واشنطن للتعبير عن خطورة تصرفات “إسرائيل” في الحرب على غزة، ولا سيما في ما يتعلق بالوضع الإنساني، واليوم التالي للحرب”..
وفي جانب موازٍ من مسارات التصدّع في مؤسسات الكيان العسكريّة، كشفت القناة 14 الإسرائيلية إعلان عدد كبير من المسؤولين في قسم المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري استقالاتهم، على الرغم من استمرار الحرب في قطاع غزة، ومن ضمنهم الرجل الثاني في القسم وضباط آخرون.
ومن أبرز المتقاعدين – وفقاً للقناة – الرجل الثاني في القسم والناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام الأجنبي والدولي ريتشارد هاكيت، كما قدّمت 3 من المسؤولات استقالاتهن بدعوى أن الأمور العملياتية والشخصية لا تسير على ما يرام، وبسبب عدم تقدّمهن في السلم الوظيفي.
على جبهة البحر الأحمر أعلن الجيش اليمني نجاحه باستهداف سفينتين جديدتين من لائحة “ممنوع من العبور”، واحدة إسرائيلية وأخرى أميركية، وقد نقلت وكالة “رويترز” عن شركة أمبري للأمن البحري، أنه “تم استهداف سفينة حاويات تابعة لـ”إسرائيل” ترفع علم ليبيريا على بعد 88 ميلاً من عدن”، بينما تزايدت المخاوف من انقطاع المزيد من كابلات الإنترنت في قاع المياه في مضيق باب المندب بعدما تأكدت إصابة ثلاثة منها، فيما نفت حركة أنصار الله نيتها استهداف الكابلات، مبدية استعدادها للتنسيق لتسهيل مهمة إصلاح أي كابلات متضرّرة بنتيجة العسكرة التي فرضها الأميركيون على منطقة البحر الأحمر.
على جبهة لبنان مزيد من العمليات النوعية للمقاومة، كان آخرها منتصف الليل برشقات صاروخيّة على منطقة الجليل الغربي أدت الى انقطاع الكهرباء، بعد استهداف مستعمرة مرغليوت أسفر عن قتلى وجرحى باعتراف إعلام جيش الاحتلال. ويتزامن التصعيد من جانب المقاومة مع وجود المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين في بيروت ، وقيامه بجولة لقاءات كان أهمها لقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأكد هوكشتاين “دعم بلاده الحل الدبلوماسي لإنهاء التصعيد على الحدود الجنوبية”، وأوضح أن “أي هدنة في غزّة ليس بالضرورة أن تمتدّ تلقائياً الى لبنان”، وتابع “نعملُ لهُدنةٍ في غزة، ونسعى لتمتد التهدئة من غزة الى لبنان، ومهمتنا هي تسويةٍ دبلوماسيةٍ في لبنان”.
وفيما تتأرجح المفاوضات على خط القاهرة – باريس بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي على وقع اشتداد حدة المواجهات الميدانية على الجبهتين الغزاوية والجنوبية، خطفت الأضواء الزيارة المفاجئة والسريعة للموفد الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين إلى لبنان، في محاولة جديدة لفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة، قبيل التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما علمت «البناء»، حيث طرح هوكشتاين عرضاً يحمل حلاً يعتمد تجزيء الملف الحدودي، أي تثبيت ما تم الاتفاق عليه من النقاط الذي يتحفظ عليها لبنان وتأجيل النقاط الأخرى ومزارع شبعا الى وقت لاحق. لكن أهم ما قاله هوكشتاين هو أن وقف إطلاق النار في غزة ليس بالضرورة وقف إطلاق النار على الجبهة الجنوبية، ما ينطوي على تهديد باستكمال العدوان الإسرائيلي على لبنانـ وفق ما لفتت أوساط سياسية لـ»البناء».
واستهل الدبلوماسي الأميركي نشاطه بزيارة عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وللمستجدات السياسية والميدانية. وبعد اللقاء الذي استمرّ زهاء ساعة ونصف قال هوكشتاين: “انا هنا من أجل الحث للوصول الى حل دبلوماسي ينهي العمليات الحربية على الحدود بين لبنان و”إسرائيل””. وأضاف: “إن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بالعمل من أجل الوصول الى حل طويل الأمد من خلال مسار سياسي. وهذا ما يمكن أن يسمح للنازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم، والأمر نفسه على الجانب الآخر من الحدود”.
وأضاف: “إن وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار هو غير كافٍ وكذلك الحرب المحدودة لا يمكن احتواؤها، وأن الوضع الأمني على طول الخط الأزرق يجب أن يضمن أمن كل طرف، أن الولايات المتحدة الأميركية تؤمن بأن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لوضع حدّ للعمليات الحربية القائمة وبالتالي الوصول الى الاستقرار الطويل الأمد، ومن حق الجميع العيش بأمان واستقرار”. وشدّد هوكشتاين على أن “ما نقوم به ليس جهداً أميركياً منفرداً. إننا نعمل مع شركائنا في العالم لخلق فرصة تعزز الاستقرار والازدهار للبنان وشعبه ومؤسساته ولاقتصاده”.
وأشارت مصادر إعلامية الى أن “هوكشتاين طرح خلال لقاءاته الرسمية توحيد الرؤية لتطبيق الـ1701 وتثبيت النقاط السبع على الخط الأزرق حالياً ليعاد لاحقاً البحث في النقاط الأخرى العالقة من نقطة الـ «B1» في الناقورة الى الغجر”.
وقبيل مغادرته لبنان، التقى هوكشتاين قائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، ثم كليمنصو والتقى رئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وانتقل الى السراي الحكومي، وبحث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأوضاع العامة وتطبيق القرار 1701، ثم توجّه الى مجلس النواب حيث التقى ممثلين عن كتل المعارضة وهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل والنائب جورج عدوان والنائب ميشال معوض.
وعلمت “البناء” أن هوكشتاين سمع من المسؤولين اللبنانيين الموقف نفسه الذي سمعه في السابق، بأن على “إسرائيل” تطبيق القرار 1701 أولاً وأن توقف عدوانها على لبنان، وتنسحب من الأراضي اللبنانية المحتلة بشكل كامل دون قيد أو شرط وفق القرارات الدولية. وشدّد المسؤولون اللبنانيون على أن الحل لضمان الأمن على الحدود وفي المنطقة هو وقف العدوان على غزة، وبالتالي إن الطلب من حزب الله وقف العمليات العسكرية وجبهة الإسناد لغزة والانسحاب من الحدود باتجاه الليطاني قبل وقف الحرب على غزة غير منطقي. والحل يكون بوقف إطلاق النار في غزة ثم باقي الجبهات.
ولفتت الأوساط السياسية لـ”البناء” الى أن “زيارة هوكشتاين الآتي من “إسرائيل” تهدف الى مزيد من الضغوط على لبنان وحزب الله لتحقيق المصالح الإسرائيلية من خلال التهديد بالحرب الشاملة على الجنوب وعلى لبنان، وليس من أجل المصالح اللبنانية».
لكن نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم حذّر من أنه “إذا ارتكب الاحتلال أي حماقة بحق لبنان فستكون هزيمته نسخة مطوّرة عن هزيمة تموز وستكون مدوّية للاحتلال وانتصارًا مدويًا للمقاومة”، مضيفاً: “أوقفوا العدوان على غزة تتوقف عندئذ الحرب في المنطقة. ومن أراد أن يكون وسيطًا معنا عليه أن يتوسط أولًا لوقف العدوان على غزة”.
وأشار الشيخ قاسم في كلمة له في احتفال حزبي، إلى أن “لدينا منطلقات من جنوب لبنان لدعم فلسطين، والمنطلق الأول هو الواجب الإنساني الديني والأخلاقي، ومنطلقنا الثاني لدعم فلسطين هو وجود مصلحة حقيقية مباشرة للبنان ولكل دول المنطقة كي لا تتوسّع “إسرائيل” لتحتل أراضينا”. ولفت إلى أن العدو لا يحتاج إلى ذريعة لكي يعتدي؛ بل يحتاج إلى الظرف المؤاتي. وعندما تكون المقاومة جاهزة تمنع عنه هذا الظرف وتردعه. وقال: “لمن لا يقتنع بما نقوم به من واجب نذكّره بمخططات الاحتلال السابقة للتوطين، وهو يواصل البحث عن الظرف المناسب لذلك”. وإذ أكّد أنّ المقاومة هي التي تمنع العدو من تنفيذ مخططاته، دعا الجميع إلى أن يكونوا في هذا الخندق، وقال: “يلوموننا لأننا في محور الشرف والكرامة والقناعة نقوم بنصرة المستضعفين وتحرير الأرض، ويهدّدوننا بالعدوان ونهدّدهم بالثبات والمقاومة”.
بدوره، أشار رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، الى انّ “تصدّينا للعدوّ الإسرائيليّ هو من أجل حماية أهلنا حتى لا يتحوّل جنونه ساعة يُريد لأنّ يُباغتنا”، معتبراً أنه “أسقطنا عنصر المفاجأة لديه وأثبتنا أننا جاهزون ومتربّصون له وبه وأعلنّا تضامننا بهذه الجهوزية مع المظلومين والمقهورين في غزة”. وخلال حفل تكريميّ في بلدة الخرايب، قال رعد: “صحيح أن هذه الحسابات تتطلّب تضحيات ودماء وآلاماً لكن مُنتهى هذه التضحيات هي النّصر المؤزّر، إن شاء الله”، معتبراً ان “مواجهتنا مع العدوّ الإسرائيلي في هذه المرحلة هي مواجهة دقيقة وتتّسم بحساسيّة فائقة لأنّ حساباتها معقّدة وأيّ جموح أو جنوح أو تكاسل يمكن أن يُفضي إلى النتائج غير المحسوبة وغير المرغوبة، لذلك نحن نُضحّي ونبذل الدماء والأرواح ونعرف إلى أين نمضي وسنصل في نهاية المطاف إلى ليّ ذراع العدوّ وسننتصر عليه بإذن الله سبحانه وتعالى”.
كما شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن “المقاومة استعدت لكل احتمالات التصعيد لتصنع نصراً هو أعظم من نصر تموز 2006، كما أنها استعدّت لرفع آثار العدوان وإعادة الإعمار حتى تعود البيوت المدمّرة أجمل مما كانت”.
وكانت الجبهة الجنوبية سجلت المزيد من الأحداث الأمنية، إذ أعلن الإعلام الحربي في حزب الله أنه “أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية التسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية في منطقة وادي قطمون مقابل رميش، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية باستهدافها بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها إصابات مباشرة”. كما أعلن انه “أثناء محاولة قوة إسرائيلية معادية من لواء غولاني بالتسلل إلى داخل الأراضي اللبنانية من جهة خربة زرعيت مقابل بلدة راميا اللبنانية قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة بالقوة المتسللة ثم استهدفوها بعددٍ من قذائف المدفعية وحققوا فيها إصابات مباشرة”. وفي بيان آخر، أعلن حزب الله قصف ثكنة زرعيت ومحيطها بأسلحة المدفعية”.
وأعلن الإسعاف الإسرائيلي “اننا نتعامل مع 3 إصابات بعد إطلاق صاروخ من لبنان نحو مرغليوت في الجليل الأعلى”، وتحدّثت وسائل إعلام اسرائيلية عن قتيل و7 جرحى بينهم 2 بحالة خطيرة و4 متوسطة و1 طفيفة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مرغليوت.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء أمس بـ”انقطاع الكهرباء على نحو واسع في الجليل الغربي عقب إطلاق رشقة صاروخية كثيفة من جنوب لبنان”.
وكانت قوات الاحتلال أطلقت النار في الهواء وعلى مسافة قريبة من مزارعين كانوا يرشّون المبيدات على مزروعاتهم في محيط بلدة الوزاني قضاء مرجعيون. وطال القصف الفوسفوري والدخاني الجهة الشرقية لبلدتي حولا ومركبا المشرفتين على وادي هونين ومستعمرة مرغليوت. كما قصفت قوات الاحتلال بالقذائف الفوسفورية منطقة بئر المصلبيات على مدخل بلدة حولا الشمالي قضاء مرجعيون. واستهدفت الأحياء السكنية لبلدة مركبا. وأغار الطيران الحربيّ على خلة وردة المتاخمة لبلدة عيتا الشعب وعلى أطراف بلدة شيحين وبلدة أم التوت بالقطاع الغربي. وهرعت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية كشافة الرسالة الإسلامية الى مكان الغارتين وتبين أن لا إصابات في الأرواح.
وزفّت المديرية العامة للدفاع المدني – الهيئة الصحية في بيان، ثلّة من عناصرِها الذين ارتقوا بعدوانٍ صهيوني مباشر استهدف مركز الدفاع المدني في بلدة العديسة الجنوبية بعد ظهر اليوم الاثنين ٤ آذار/ مارس ٢٠٢٤. والشهداء هم:
الشهيد المُسعف حسين محمد ابراهيم من بلدة العديسة – جنوب لبنان، مواليد 1970.
الشهيد المُسعف علي حسن سويدان من بلدة عدشيت القصير – جنوب لبنان، مواليد 1962.
الشهيد المُسعف عباس أحمد حجيج من بلدة عدشيت القصير – جنوب لبنان، مواليد 1993.
وتابع البيان “وقد ارتقى الشهداء الثلاثة بغارةٍ إسرائيليةٍ مباشرة على مركز الدفاع المدني – الهيئة الصحية في العديسة، تقصّد خلالها العدو إيقاع أكبر قدرٍ من الخسائر، في اعتداء هو الثالث من نوعه على مراكز الدفاع المدني خلال هذه الحرب، رغم كل المواثيق الدولية التي ترعى حماية الفرق الطبية والإسعافية حتى خلال الحروب”.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :