افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 24 كانون الأول 2022

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم السبت 24 كانون الأول 2022

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفةالبناء:

باريس تنزف من الخاصرة الكردية… وترجيح الرسائل الأميركية للانضباط بوجه روسيا بوحبيب يبشر بإيجابية أميركية في ملفي النازحين والكهرباء… والعقدة أوروبية!
باسيل يقطف ثمار الموقف من الحكومة على جبهة جنبلاط… فمن يوقع المراسيم؟

 

 


 ثلاثة قتلى حصيلة المشهد الدموي الباريسي الذي استهدف مركزاً لجمعية كردية، الذي جاء من خارج السياق التقليدي للعمليات التي كانت تصنف هجمات إرهابية كان تنظيم داعش صاحب التوقيع الحصري عليها منذ سنوات. وتضع مصادر دبلوماسية وأمنية العملية في إطار رسالة موجهة للسلطات الفرنسية، يرجح أنها تأتي على خلفية الاعتراض الأميركي والبريطاني على مساعي التفلت الفرنسي من السقوف الغربية في الحرب الأوكرانية، وكان لافتاً التحفظ الفرنسي الرسمي في التحدث عن العملية خارج إطار اعلان الاستنكار والبدء بالتحقيق.


لبنانياً، مؤشرات انفراج في تمويل شراء الفيول لكهرباء لبنان، لكن بالتنقيط، حيث كشفت مصادر مالية عن توافق وزيري الطاقة وليد فياض والمالية يوسف خليل وحاكم مصرف لبنان على فتح اعتماد بقيمة ستين مليون دولار تعادل كميات الفيول المحملة على الباخرتين اللتين تنتظران التفريغ في الزهراني ودير عمار، بينما كان الرقم الذي طلبته وزارة الطاقة هو ستمئة مليون دولار لضمان سلسلة بواخر تؤمن الحاجة التشغيلية لإنتاج عشر ساعات يومياً لستة شهور، فيما كان مصرف لبنان يفاوض على ثلاثمئة مليون دولار فقط تكفي لأربع ساعات يومياً لستة شهور، وإذا بالمبلغ المقرر هو 10% من المطلوب يمكن أن يؤدي إلى عرقلة التفاهم مع الشركات الموردة ووقف عملية التوريد عند حدود السفينتين المحملتين بانتظار التفاهم الواضح على المرحلة المقبلة.


كهربائياً أيضاً نقل وزير الخارجية عبد الله بوحبيب عن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين الذي التقاه في واشنطن، إشارات إيجابية لتنفيذ اتفاقات استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر، بعدما خطت وزارة الطاقة خطوات عملية نحو تعيين الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء وزيادة تعرفة الكهرباء، وقالت مصادر متابعة لملف الكهرباء إن تراجع مصرف لبنان عن فتح اعتماد بالمبلغ المتفق عليه كحد أدنى بثلاثمئة مليون دولار يعود الى هذه المعلومات الأميركية.
نقل أبو حبيب عن المسؤولين الأميركيين أيضاً تغييراً ايجابياً في موقفهم من عودة النازحين السوريين الى سورية، وحصر المشكلة بالموقفين الأممي الأوروبي، ودعوة الحكومة اللبنانية لمعالجته مع الحكومات الأوروبية والأمم المتحدة، ووفقاً لأبو حبيب تكمن خلفية الموقف الأوروبي في الخشية من أن يترتب على عودة النازحين الى سورية نزوح لاحق باتجاه أوروبا، بينما تقول مصادر على صلة بملف النزوح إن هذه المخاوف كاذبة، وجوهر الموقف الأوروبي سياسي كانت الحكومات الأوروبية لا تخفيه بالتشجيع على دمج النازحين بالمجتمع اللبناني، وما بدل في المواقف الأميركية برأي هذه المصادر وسوف يبدل في المواقف الأوروبية والأممية، هو أولوية الإنفاق على اللاجئين الأوكرانيين وغياب الموازنات اللازمة، وهو ما ظهر بإعلان الهيئات الأوروبية والأممية المعنية العجز عن تمويل حاجات أكثر من ثلث عدد النازحين في لبنان قياساً بالسنوات السابقة.


سياسياً، جاء اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ليسجل أول نجاح لباسيل بتوظيف الموقف من حكومة تصريف الأعمال لصالح كسر الجليد السياسي الذي أراد خصومه إحاطته به. واللقاء استدعى من جنبلاط استقبال المرشح النائب ميشال معوض لتطمينه بأن اللقاء مع باسيل لا يحمل تغييراً من الموقف من ترشيحه، ومن ثم يوفد النائب وائل أبو فاعور للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتأكيد أن الحلف القائم رئاسياً لن يتأثر باللقاء مع باسيل، واللقاء بالنسبة لجنبلاط هو آخر الفرص المتاحة لحلحلة عقدة تأجيل تسريح رئيس الأركان في الجيش اللواء أمين العرم، الذي يحال الى التقاعد اليوم ما لم يصدر مرسوم تأخير تسريحه، وفقاً لمقترح قائد الجيش العماد جوزف عون المرفوع لوزير الدفاع موريس سليم، وهو مرسوم عادي لا يحتاج الى مجلس وزراء، لكنه يفتح باب البحث بعقدة التوقيع مكان توقيع رئيس الجمهورية التي فجّرها وزير الدفاع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وسوف تظهر اليوم طبيعة ما تمّ الاتفاق عليه، هل سيتكفل جنبلاط بموافقة ميقاتي على صيغة مرسوم بأربعة وعشرين توقيعاً، ويكون الثمن كافياً لباسيل بتحقيق نصر سياسي على ميقاتي وتثبيت معادلة شراكة كاملة في كل تفصيل من تفاصيل عمل حكومة تصريف الأعمال، على من يضيق به ذرعاً ان يستبدله بالتفاهم مع باسيل على تسريع انتخاب رئيس للجمهورية ينهي وظيفة حكومة تصريف الأعمال، أم أن باسيل سيضمن تمرير مرسوم يحمل تواقيع وزيري الدفاع والمالية ورئيس الحكومة، ويحصر التواقيع الأربعة والعشرين بما يصدر عن مجلس الوزراء، وفي هذه الحالة يكون لباسيل دين في ذمة جنبلاط لا بدّ أن يصرف في السياسة، سواء بالانفتاح والتشاور في الخيارات الرئاسية او في التنسيق في الشأن الحكومي، أو في كليهما؟


دخلت البلاد مدار عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية ما سينعكس برودة سياسية وترحيل الملفات والاستحقاقات وعلى رأسها الملف الرئاسي الى العام المقبل المتوقع أن يكون حافلاً بالأحداث والتصعيد السياسي وتفاقم الأزمات الاقتصادية والمالية والتوترات الاجتماعية والأمنية وتصاعد الضغوط الخارجية السياسية والاقتصادية على لبنان.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن لبنان «ليس على جدول أولويات المجتمع الدولي، والدليل أن البيان الختامي لقمة بغداد 2 خلا من أي إشارة الى لبنان وأزماته المتعددة وكذلك من أي لقاء ثنائي سعودي – إيراني ولا أميركي – إيراني تحت حجة أن موضوع القمة هو الشأن العراقي، ما يؤشر بوضوح الى أن لبنان لا يزال في ثلاجة الانتظار الإقليمية – الدولية حتى حصول مستجدّات وتطورات مفاجئة تفتح باب التسويات للكثير من الملفات». ولفتت الأوساط الى أن «السعودية لا زالت في مرحلة عدم الاكتراث والاهتمام لما يحصل في لبنان ولم تبد أي تعاون مع الجهود الفرنسية والأوروبية لحل أزمة لبنان بموازاة لامبالاة أميركية، ما يؤشر الى أن الضغط والحصار الأميركي على لبنان لا يزال ساري المفعول ولا تغيرات جذرية في السياسات المتبعة في لبنان منذ 17 تشرين 2019، والدلائل كثيرة أهمها: تعطيل واشنطن أي هبة ومساعدة إيرانية للبنان لا سيما على صعيد الكهرباء والنفط، وكذلك عدم تفعيل خط النفط والكهرباء من الأردن ومصر الى لبنان، وتمنع أي توافق داخلي حول انتخاب رئيس للجمهورية عبر حلفائها بإصرارهم على المرشح النائب ميشال معوض رغم علمهم استحالة فوزه في توازن القوى النيابي الحالي، فضلاً عن ربط استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي بإنجاز الإصلاحات التي تتطلب بدورها انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة جديدة وإعادة تفعيل مجلس النواب المعطل بسبب رفض كتل نيابية لتشريع الضرورة بظل الشغور الرئاسي».


وتخلص الأوساط الى أن «لبنان مقبل على مزيد من التصعيد والتوتر خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن ذلك لا يعني غياب الحراك الداخلي والإقليمي والدولي بقيادة فرنسية لمحاولة التوفيق بين القوى الإقليمية المؤثرة في الساحة اللبنانية وإنتاج تسوية رئاسية تفتح باب الانفراج الاقتصادي، إلا أن هذه المحاولات والحراك المستمر لم يثمرا حتى اللحظة».
وبرزت سلسلة مواقف للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حيال لبنان، وذلك في حديث صحافي بعد انتهاء مؤتمر «بغداد 2» في عمان، على متن طائرة الرئاسة الفرنسية التي نقلته من العاصمة الأردنية الى باريس.
وشدد على أنه سيتخذ «مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان»، ونفى «إمكان جمع مؤتمر دولي للبنان». أضاف «ما يهمني هم اللبنانيون واللبنانيات لأن الطبقة السياسية التي تعيش على حساب البلد ليست لها الشجاعة للتغيير»، وأعرب عن استيائه من «تصرف هذه الطبقة» وعن شكوكه بـ «طاقة الشعب اللبناني لدفعها الى التغيير»، لذا يريد ماكرون «المساهمة في إيجاد حل سياسي بديل عبر إقامة مشاريع ملموسة وفي الوقت نفسه عدم التساهل مع الطبقة السياسية».


وقال رداً على سؤال اذا كان يؤيد قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة: «إن فرنسا لن تدخل في لعبة الأسماء للرئاسة، لأنها سبق وتدخلت مرات كثيرة في الماضي وقد فشلت مرة على اثنين. إن لبنان يحتاج الى رئيس ورئيس حكومة نزيهين». وأكد انه يريد «مساعدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يبذل رغم كل شيء للقيام بما يتمكن ولا يتنازل للذين اغتنوا ويريدون البقاء والابتزاز». وقال عن «حزب الله» إنه «موجود في لبنان ان على الصعيد الأمني، وإن على الصعيد الرسمي، ومنتخب ويستفيد من نظام وآلية سياسية ومنا جميعاً لحل مشاكل الناس».
ورأى ماكرون أن «مشكلة لبنان في حل مشاكل الناس وإعادة هيكلة النظام المالي ثم وضع خطة مع رئيسين نزيهين للجمهورية والحكومة». وأعرب عن قناعته منذ البداية بأن «المشكلتين اللبنانية والسورية لا يمكن حلهما الا في إطار محادثات هدفها تقليص التأثير الإقليمي لإيران». وقال «سنعمل على مشاريع ملموسة فقد تطرّقت مع العاهل الأردني الى مشروع في قطاع الكهرباء للبنان».


وأكد رئيس المجلس التنفيذي لـ»حزب الله» السيّد هاشم صفي الدين، «أنّ أميركا موجودة في لبنان وتحاصره وتضغط عليه، وصحيح أنّ لها سفارة تتدخل في كل شيء في لبنان، وصحيح أنها تؤثّر في بعض المواقع السياسية والوزارات في لبنان، لكن أميركا اليوم لن تتمكن من أن تفعل ما تشاء في لبنان، حتى لو حاصرته عشر سنوات أو عشرين سنة أو أكثر، لأنّ في لبنان شرفاء ووطنيين وكرماء ومقاومين».
وشدّد صفي الدين خلال حفلٍ تأبينيّ أقامه «حزب الله» في بلدة عين بوسوار، على أن «كل الكلام الذي يصدر من خبثاء والذين يفتعلون أحداثاً أحياناً لا وجود لها يصدّقها الإعلام ويَسير خلفَها لتصبح الرقم واحد في الاهتمام الإعلامي وفي الخطابين السياسي والديني»، معتبراً أن «على هؤلاء أن يعرفوا أن افتعال هذه الأمور هي من أجل النيل من المقاومة وبيئتها، لذا نقول لهم «لا تحاولوا» مهما علا صراخكم سنوات وسنوات، فإنكم لن تصِلوا إلى نتيجة، لأن هذه المقاومة ليست قوية فقط بسلاحها».


وملأ اللقاء الذي عُقد بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الفراغ السياسي الداخلي، إذ لم يعقد مجلس النواب جلسة هذا الأسبوع بعد إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه سيدعو مجدداً الى جلسة منتصف الشهر المقبل.
وإذ أحيط اللقاء بتكتم شديد، علمت «البناء» أن اللقاء عقد في منزل ابن رئيس مجلس إدارة قناة أل بي سي بيار الضاهر (صهر جنبلاط). اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء شكل مناسبة لبحث مختلف الملفات السياسية والاقتصادية.
ولم يحضر اللقاء النائب وائل أبو فاعور بل حضره النائب تيمور جنبلاط واستمرّ ساعتين وسادته أجواء إيجابية.
ووفق معلومات «البناء» أن السبب الرئيسي للقاء هو رفض وزير الدّفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، التّمديد المقترح والمرفوع من قائد الجيش، لرئيس الأركان اللّواء أمين العرم والمفتّش العام في المجلس العسكري اللّواء ميلاد إسحق، اللّذين يتقاعدان في 24 و25 الحالي.


كما علمت أن «بيار الضاهر الذي تربطه علاقة جيدة بكل من جنبلاط وباسيل يقوم بمبادرة في هذا السياق لتقريب وجهات النظر وإيجاد مخرج مناسب لأزمة التمديد للعرم واسحاق، والأرجح أن تكون المبادرة بطلب من جنبلاط، الذي يخشى أن يؤول هذا المنصب الى ضابط من طائفة أخرى، لذلك يريد الاحتفاظ به لكونه أهم منصب للطائفة الدرزية في الأسلاك العسكرية، فضلاً عن تغييب هذه الطائفة من المشاركة في المجلس العسكري الى حين انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة وتعيين ضابط أصيل وهذا قد يطول لأشهر وربما أكثر بسبب الصراع السياسي».
ونفت مصادر «البناء» ربط اللقاء بالملف الرئاسي، أو أي مقايضة بين الرئاسة والتمديد للعرم في منصب رئاسة الأركان، ويرفض جنبلاط وفق المصادر هذه المعادلة ويعتبر أنه من المبكر الحديث بتسوية بالملف الرئاسي لا سيما أنه جدد تأييده لميشال معوض خلال استقباله له أمس الأول في كليمنصو.
ولا تتوقع المصادر نتيجة إيجابية من اللقاء، إذ أن التيار الوطني الحر لن ينزل تحت سقف مواقفه التصعيدية في موضوع رفض انعقاد مجلس الوزراء إلا بالحالات الطارئة ورفض آلية رئيس حكومة تصريف الأعمال لتوقيع المراسيم والتمسك بتوقيع الـ24 وزيراً، فيما يعتبر جنبلاط أنه سبق وتم التجديد لرئيس الأركان السابق اللواء وليد سلمان. لكن قد يتم إيجاد مخرج قانوني لا يُحرج التيار ويفقده مصداقيته وسقفه الذي ألزم نفسه به.


أما عن زيارة أبو فاعور الى معراب فلفتت مصادر اعلامية أن «اللقاء يندرج في اطار اللقاءات الدورية بين الطرفين لصيانة العلاقة، وتأكيد التمسك بترشيح النائب ميشال معوض للرئاسة، والبحث في كيفية تدعيمه». واضافت: «قد تختلف المقاربة القواتية عن الاشتراكية في موضوع التحاور مع كافة الأفرقاء، فلجنبلاط قناعاته بضرورة المحاولة كما فعل مع حزب الله سابقاً، ولمعراب قناعاتها بأن الرهان على الوصول الى نتيجة من خلال الفريق الآخر خاسر حكماً».
على صعيد، آخر، ظهر انفراج في ملف الكهرباء، وأفيد أن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة اجتمع بوزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة وليد فياض، حيث أخبر سلامة فيّاض عن نيته في الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلاثاء المقبل بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المال والمصرف المركزي.


لكن الخلاف على صيغة التمويل بين سلفة أو قرض وكيفية سداده من قبل الدولة وما إذا كانت جباية الكهرباء ستأتي وفق توقعات الحكومة لا سيما أن الجباية ستتأخر لأشهر عدة. ووفق التمويل الذي وعد به مصرف لبنان فإن ساعات التغذية ستصل الى 4 ساعات فقط في مختلف المناطق اللبنانية بعدما وعد اللبنانيون بـ 9 ساعات.
على صعيد المواقف السياسية، هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استقبل أمس، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، قائلاً: «حري بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله واختارها مكاناً لاجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون وانتظاراً مريمياً في سيدة المنطرة في مغدوشة، حريّ بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان».


… نعود الأربعاء

تحتجب «البناء» أيام الأحد والإثنين والثلاثاء في عطلتها الأسبوعية وفي مناسبة عيد الميلاد، وذلك عملاً بقرار نقابتي الصحافة والمحررين، على أن تعود إلى قرائها صباح الأربعاء كالمعتاد.

*********************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

قائد أمني للمطار بمواصفات أميركية

 


لا يُمكِن فصل التعيينات الأمنية الجديدة مطلع الشهر الجاري في مطار بيروت الدولي عن الحملة المفتعلة حول استقدام حزب الله أسلحة من إيران عبرَ المطار. إذ تزامنت الحملة الإسرائيلية – السعودية، مع أخرى أميركية بعيداً من الأضواء، تحت عنوان منع استخدام المرافق العامة في لبنان (مطار، مرفأ، معابر…) لتهريب الأسلحة والذخائر. وعملت جهات داخلية على تبنّيها وتضخيمها والضغط على الحكومة والجيش لاتخاذ خطوات «ترضي» الجانب الأميركي.

 

على هذه القاعدة، عُيّن العميد فادي كفوري قائداً لجهاز أمن المطار خلفاً للعميد جورج ضومط. ومعروف أن علاقة مميزة تربط كفوري ليس بقائد الجيش العماد جوزف عون فقط، بل أيضاً بالجانب الأميركي. وهو ما دفع بأوساط سياسية وأمنية إلى اعتبار التعيين «خطوة إضافية من قائد الجيش الذي يتردّد اسمه بين الأسماء المرشحة للرئاسة لتقديم أوراق اعتماد إلى الأميركيين». ويبدو واضحاً أن «قيادة الجيش تبعث برسالة تؤكّد فيها أن من يستلمون أمن المرافق العامة وتحديداً المطار هم من المقربين من الولايات المتحدة وأن لا علاقة لحزب الله أو أشخاص قريبين منه بهذه المرافق.

 

تعيين كفوري خطوة إضافية من قائد الجيش لتقديم أوراق اعتماد رئاسية إلى الأميركيين

من جهة أخرى، عزّز رفض وزير الدّفاع موريس سليم الموافقة على اقتراح عون التّمديد لرئيس الأركان اللواء أمين العرم والمفتّش العام في المجلس العسكري اللّواء ميلاد إسحق (يحالان على التقاعد في 24 و25 الجاري) الاشتباك السياسي. وعلمت «الأخبار» من مصادر مطلعة أن ملف المجلس العسكري كان محط اهتمام عربي (مصري وقطري) وغربي (تحديداً أميركي). وكشفت أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تواصلت مع وزير الدفاع لحثه على توقيع التمديد لعدم إلحاق الشلل بالمجلس. ولفتت المصادر إلى أن شيا سبقَ أن فاتحت وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بهذا الأمر فنصحها بالتواصل مع وزير الدفاع.

 

واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس أن «ما يحصل في هذا الملف وغيره ابتزاز سياسي ورئاسي». وذكّر وزير الدّفاع الذي «يتذرّع بأنّ التّمديد لرئيس الأركان ليس قانونياً، بأنّه سبق التّمديد لرئيس الأركان السّابق اللّواء وليد سلمان»، غامزاً من قناة قائد الجيش الذي «تأخّر قليلاً في تقديم اقتراحه». وأشارت المصادر إلى أن جنبلاط أخطأ التقدير بأن الموافقة على التمديد ستكون سهلة، خصوصاً في ظل المعركة القائمة بين التيار الوطني الحر ومعظم الأطراف السياسية على موضوع الحكومة وغيرها من الملفات»، مستبعدة أن «يكون تم التوصل إلى اتفاق على حل هذا الأمر في اللقاء الذي جمع جنبلاط والنائب جبران باسيل أمس. 

*********************************


افتتاحية صحيفة النهار


الضغوط الدولية نحو التصعيد بعد رأس السنة

فيما بدت الحركة السياسية الداخلية مشلولة تماما عشية عيد الميلاد، باستثناء اللقاء المسائي الذي جمع رئيس الحزب #التقدمي الاشتراكي #وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، اتجه المشهد الداخلي اكثر فاكثر نحو تأزم مفتوح على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية، ولو ان ثمة حركة لبعض الزوار الغربيين ل#لبنان بين الميلاد ورأس السنة تتصل بتفقد وحدات عاملة ضمن قوة اليونيفيل وليس لاهداف سياسية مركزة. وجاء الحديث الذي نشره “النهار العربي” و”النهار” امس للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليسكب مياه باردة على التوقعات المضخمة حيال مؤتمرات إقليمية او دولية مخصصة للازمة الرئاسية والاقتصادية في لبنان من خلال نفيه الاتجاه الى عقد مؤتمر دولي حول لبنان، ولو انه أشار الى “مبادرات” سيتخذها في قابل الأسابيع حيال الوضع اللبناني كلا. وثمة معطيات تزداد ثباتا حيال الخشية من ان تكون مرحلة الفراغ الرئاسي امام “تمديد” مفتوح وسط ازدياد معالم الصورة الشديدة السلبية دوليا عن الطبقة السياسية في لبنان التي يتعين عليها تحمل تبعات الفراغ الحاصل في وقت لا تبدو الرهانات واقعية ابدا على تفاهمات إقليمية من مثل الحديث عن احياء حوار سعودي – إيراني من شأنه حل الازمة الرئاسية في لبنان. ولذا عاد الحديث في الآونة الأخيرة عن احياء وسائل ضاغطة غربية بعد رأس السنة الجديدة من مثل العقوبات على معطلي الانتخابات الرئاسية والإصلاحات في لبنان التي تنطبق على اطار قانوني سبق للاتحاد الأوروبي ان اقره ولم تتخذ بعد في ظله إجراءات تنفيذية. كما ان هذه الضغوط قد لا تقف عند حدود العقوبات، بل ثمة تداولا لاحتمالات تتصل بافاق المرحلة التي يفترض ان تلي انتخاب رئيس الجمهورية العتيد والحكومة الأولى التي ستتشكل في عهده بما يعني وضع الاسرة الدولية معايير اشد تشددا حيال أي حكم جديد يفترض ان يحظى بصدقية لاستعادة الثقة بالسلطة اللبنانية الجديدة .

 

اما على الصعيد الداخلي فتغرق البلاد في دوامة عجز مزدوج عن كسر الازمة الرئاسية التي استولدت ازمة تجاذبات داخل الحكومة قد تعطل الحد الأدنى من مهماتها في إدارة مرحلة الفراغ، وكذلك عن فرملة اندفاعات الازمات المالية والاجتماعية والخدماتية المرشحة للتفاقم باطراد، ولعل ابرز التطورات التي سجلت في هذا السياق امس تمثلت في المعلومات عن اجتماع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة وليد فياض، حيث أبلغ سلامة فيّاض نيته الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلثاء المقبل، بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المال والمصرف المركزي.

 

 

جنبلاط وباسيل

وسط هذه الأجواء، بدت لافتة الإجراءات المتكتمة التي رافقت انعقاد اللقاء الذي جمع مساء امس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بعيدا عن الاعلام، وحصل لغط حول مكان انعقاده، اذ ذكر انه لم يعقد في دارة جنبلاط في كليمنصو، فيما تبين لاحقا انه عقد في منزل داليا جنبلاط الضاهر في وسط بيروت. ويبدو ان طابع السعي الى كسر الجمود والعجز في الازمة السياسية والرئاسية غلب على قبول جنبلاط عقد اللقاء نظرا الى الدور التعطيلي الأساسي الذي يلعبه “التيار الوطني الحر” فيما بدا هدف باسيل توسيع هامش حركته السياسية وطرح أسماء مرشحين من خارج حلقة المرشحين الثلاثة الذين يرفضهم وهم النائب ميشال معوض وسليمان فرنجية والعماد جوزف عون. وقالت مصادر “التيار الوطني الحر” تعليقا علِى اللقاء ان باسيل يلتقي كثيرين من دون اعلام ومنها ما يتسرب ويعرف ومنها ما لا يعرف وهذا كله من ضمن حراك يقوم به لانتخاب رئيس من ضمن برنامج انقاذي تم التأسيس عليه في ورقة الأولويات الرئاسية التي وضعها التيار.

 

وأفادت أوساط اشتراكية “النهار” ان تواصلا من قبل باسيل حصل قبل شهر طلب عقد اللقاء مع رئيس الحزب وحيث ان الحزب ينادي بالحوار فانه لم يرفض الدعوة ولكن بطبيعة الحال لكي يعرض كل فريق وجهة نظره فليس هناك أي تسوية رئاسية. كما رفض المطلعون على موقف جنبلاط ادراج الزيارة في اطار فك العزلة عن باسيل، وقالوا انها تاتي في اطار الحركة التي يقوم بها تجاه القوى السياسية لكسر الحلقة المفرغة القاتلة التي تسيطر على البلاد في ظل تفاقم تعطيل المؤسسات الدستورية.

 

كما ان معلومات أخرى أفادت ان اللقاء تناول ملف الشغور في السلك العسكري ومرسوم التمديد لرئيس اركان الجيش اللواء امين العرم الذي اقترحه قائد الجيش ورفضه وزير الدفاع موريس سليم .

 

في غضون ذلك هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي التقى امس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم في اطار حركة سياسية للأخير، اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة قائلا “حري بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله وإختارها مكانا لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون وإنتظارا مريميا في سيدة المنطرة في مغدوشة ، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان”.

 

 

وزير الخارجية الإيطالي

على صعيد آخر، وفي وقت انطلقت تدريجيا عجلة التحقيقات في حادثة العاقبية، جال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي نائب رئيسة الحكومة الإيطالية أنطونيو تاياني، على المسؤولين اللبنانيين في أول زيارة له للبنان بعد تشكيل الحكومة الايطالية الجديدة برئاسة جورجيا ميلونى. واستقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تاياني في السرايا حيث تم عرض العلاقات بين لبنان وايطاليا والوضع في لبنان والتعثر الحاصل في انتخاب رئيس جديد. ونوّه الرئيس ميقاتي بالعلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وايطاليا، والحضور الايطالي الفاعل لدعم لبنان على الصعد كافة والمبادرات التي تقوم بها ايطاليا لمساعدة الجيش، اضافة الى المساعدات الانسانية التي تقدمها سنوياً الى لبنان. وشدد “على الدور الفاعل لايطاليا في اطار القوات الدولية العاملة في الجنوب”. بعدها، انتقل الدبلوماسي الايطالي والوفد المرافق الى عين التينة حيث استقبله الرئيس بري.

 

يشار الى انه سجل قبل ظهر امس تحرك لدورية تابعة لقوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان مؤلفة من آليتين رباعيتي الدفع على خط بلدات الشرقية، الدوير، انصار ذهابا وايابا باتجاه خط زفتا – الزهراني ، وقد واكبتها الية تابعة لمخابرات الجيش .

 

كيوسك: لقاء بعيد من الاعلام بين جنبلاط وباسيل تناول تطورات الملف الرئاسي .

انفراج موعود في الكهرباء بفتح مصرف لبنان اعتمادا ماليا الأسبوع المقبل .

 

**************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

حراك جنبلاط “تحت سقف الحوار”… وباسيل “يخشى أن يفوته القطار”

“مطبخ الداخل” يتحضّر لـ”وصفة الخارج”: “خارطة طريق” رئاسية بعد الأعياد!

 

بانشراح وتفاؤل يقارب أركان السلطة “الطحشة” الخارجية على الساحة اللبنانية، ومنهم من لا يتوانى في مجالسه عن التعامل مع جريمة العاقبية على قاعدة “رُبّ ضارة نافعة” باعتبارها أعادت استدراج الاهتمام الدولي بلبنان، بعدما شكّلت عامل “استقطاب دموي” للمواقف والزيارات الأوروبية الحريصة على الاستقرار اللبناني وعلى سلامة قوات “اليونيفل” العاملة في الجنوب.

 

فعطفاً على زيارة وزير الخارجية الإيطالية أمس، وما سيليها أواخر الشهر من زيارة سيقوم بها كل من رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة الدفاع الفرنسية إلى بيروت، ومع تواتر المعلومات العابرة للحدود عن حراك خارجي يقوده الرئيس الفرنسي بالتكافل والتضامن مع واشنطن والرياض والدوحة لبلورة صيغة الحلول المؤاتية لوضعية التأزّم اللبناني، كشفت مصادر واسعة الاطلاع عن انطلاق “حراك بعيد عن الأضواء في المطبخ الداخلي تحضيراً لوعاء التسوية اللبنانية وفق مقادير الوصفة الخارجية”.

 

وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ الاتصالات والمشاورات البينيّة تكثّفت في الآونة الأخيرة على أكثر من خط داخلي في محاولة لرسم معالم “خارطة الطريق” الآيلة إلى إيجاد أرضية مشتركة يمكن التأسيس عليها لبناء تصوّر رئاسي توافقي داخلي يلاقي الحراك الخارجي ويخفف من وطأة الضغوط والإسقاطات الخارجية في التسوية اللبنانية المرتقبة”، مؤكدةً أنّ “القوى الرئيسية في فريق 8 آذار بدأت تستشعر خطر الاستمرار في سياسة العرقلة والمراوحة، فقررت المضي قدماً في البحث عن صيغة حل للأزمة الرئاسية تستجيب لهواجس أكثرية أطراف الداخل وتستطيع أن تحظى بغطاء خارجي مساعد وضامن لتأمين مقوّمات نجاحها انطلاقاً من القناعة بأن أي حل لبناني داخلي لن يكتب له النجاح، رئاسياً واقتصادياً ومالياً، من دون تغطية دولية وعربية”.

 

بناءً عليه، توقعت المصادر أن “تبدأ التباشير العلنية للحراك الداخلي بالظهور تباعاً بعد عطلة الأعياد من خلال مبادرات متتالية تتولاها شخصيات اعتادت ان تنشط على هذا الخط”، مع التلميح في هذا المجال إلى اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في عين التينة وتمحور في جانب أساسي منه على الملف الرئاسي إلى جانب استعراض نتائج زيارة ابراهيم الى العراق، معربةً عن اعتقادها بأنّ “المبادرة التي ستنطلق مع بداية العام الجديد لن تكون محصورة بالرئاسة الاولى فقط، إنما قد تشمل سلة من التفاهمات التي تطال الحكومة والعناوين الإصلاحية المطلوبة وكيفية مقاربة ملف النفط والغاز مع اقتراب بدء الكونسورتيوم الحفر في البلوك الرقم 9، وصولاً الى كيفية استكمال تنفيذ دستور الطائف، بعدما أبدى الخارج تمسكاً حاسماً بهذا الدستور اللبناني وتأكيداً على ضرورة تطبيقه بكامل بنوده”.

 

وانطلاقاً من تحسّس رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل أنّ قطار التسوية غادر محطة الانتظار على السكّتين الداخلية والخارجية، “بدأ يخشى فعلياً أن يفوته القطار” بحسب تعبير أوساط مواكبة لحركته المكوكية في مختلف الاتجاهات، معتبرةً أنه يبحث عن “خرق ما في جدار العزلة التي أحاط نفسه بها بعد اهتزاز علاقته بحليفه الوحيد “حزب الله” لكي يضمن مقعداً متقدماً له في التسوية المرتقبة”.

 

ومن هذا المنطلق، سعى باسيل إلى إحداث تقارب في وجهات النظر الرئاسية مع رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط لكنه سرعان ما لمس مؤشرات بالغة الدلالة من جانب كليمنصو، سواءً عبر الحرص على إيفاد النائب وائل أبو فاعور إلى معراب أو من خلال استقبال النائب ميشال معوّض عشية اللقاء الذي جمعه بجنبلاط في منزل بيار الضاهر، الأمر الذي دفع “ميرنا الشالوحي” إلى تعميم أجواء إعلامية مساءً تقلل من أهمية لقائه زعيم المختارة وتضعه في خانة “الكثيرين الذين يلتقيهم باسيل ضمن إطار الحراك الذي يقوم به بالاستناد إلى ورقة الأولويات الرئاسية” التي يطرحها “التيار الوطني”.

 

أما على ضفة كليمنصو، فتؤكد مصادر واسعة الاطلاع أنّ “الحراك الذي يقوم به جنبلاط وسيقوم به في المرحلة المقبلة في سبيل محاولة تعزيز نقاط الالتقاء الداخلي، إنما يندرج تحت سقف إيمانه بضرورة الحوار الداخلي وحتميته للخروج من الأزمة الرئاسية وغير الرئاسية في البلاد”، مشددةً في هذا السياق على أنّ “رئيس “الاشتراكي” كان ولا يزال من أشدّ المتحمسين لدعوة رئيس المجلس النيابي إلى الحوار، باعتبارها الآلية العملية الأسرع لوقف المراوحة في جلسات الانتخاب الرئاسي ومحاولة جمع الكتل النيابية الرئيسية على صيغة حل توافقية لإنجاز الاستحقاق”.

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

قادة لبنان يردون على دعوة ماكرون «لإزاحتهم»… بالصمت

الرئيس الفرنسي دعا إلى عدم التساهل مع الطبقة السياسية «التي تعيش على حساب البلد»

  بولا أسطيح

تصرف السياسيون اللبنانيون وكأنهم غير معنيين بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال عودته من العاصمة الأردنية عمان، حيث شارك في مؤتمر «بغداد 2»، التي حمل بها بقسوة على قادة لبنان، داعياً إلى «ضرورة تغيير قادة هذا البلد، وإزاحة الذين يعرقلون الاصلاحات}. وكان الصمت «ردهم» الوحيد على هذه التصريحات.

وتعد تصريحات ماكرون التي نقلتها وسائل إعلامية الأقسى التي يتعرض فيها الرئيس الفرنسي للطبقة السياسية اللبنانية. وكان قد زار بيروت مرتين الأولى بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب) 2020 والثانية بعد ذلك بشهر عندما جمع القادة اللبنانيين حول طاولة مستديرة في مقر السفارة الفرنسية، ودعاهم للتفاهم على صيغة سياسية تسمح بتشكيل حكومة جديدة، وتمهد لحل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وفي حديثه إلى عدد من وسائل الإعلام، عدَّ الرئيس الفرنسي أنه يرغب في «المساعدة على نشوء حل سياسي بديل (…) من دون أي تساهل مع القوى السياسية»، داعياً إلى «عدم التنازل عن أي شيء للذين أثرَوا في السنوات الأخيرة ويريدون البقاء ويمارسون الابتزاز». ورأى أن المطلوب بعد ذلك «إعادة هيكلة النظام المالي، ووضع خطة مع رئيس نزيه ورئيس حكومة نزيه وفريق عمل ينفذها ويحظى بدعم الشارع».

وقال الرئيس الفرنسي، «ما يهمني هم اللبنانيون واللبنانيات، لأن الطبقة السياسية التي تعيش على حساب البلد ليست لها الشجاعة للتغيير»، وأعرب عن استيائه من «تصرف هذه الطبقة»، وعن شكوكه بـ«طاقة الشعب اللبناني لدفعها إلى التغيير»، لذا يريد «المساهمة في إيجاد حل سياسي بديل عبر إقامة مشاريع ملموسة، وفي الوقت نفسه عدم التساهل مع الطبقة السياسية».

وجاءت تصريحات ماكرون أمس فيما يتخبط لبنان في أزمة دستورية نتيجة الفشل في انتخاب رئيس للجمهورية والنزاع الحاصل حول صلاحيات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وما يتاح لها دستورياً في ظل وكالتها في مرحلة الفراغ الرئاسي.

ورد النائب في «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله، على كلام ماكرون، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «تغيير القيادة والنظام السياسي في لبنان موضوع سيادي يخضع لإرادة الشعب اللبناني الذي يقرر وحده من هي قياداته، ويختار ويحاسب وفق الآليات التي يتيحها نظامنا الديمقراطي، مع احترامنا للرئيس ماكرون وتأكيدنا على محبته وحرصه على البلد».

من جهته، طرح النائب في تكتل «الجمهورية القوية» غسان حاصباني، مجموعة أسئلة، رداً على ما ورد على لسان ماكرون، وإن قال إنه يؤيده بالمطلق، فتساءل: «من يعرقل أصلاً الإصلاحات، وأبرزها عدم السير باتفاق مع صندوق النقد على قانون إعادة هيكلة المصارف منذ 3 سنوات؟ من يعيق الجباية الجمركية؟ من يعيق الإصلاح بقطاع الكهرباء برفضه إنشاء هيئة ناظمة؟ من يدمر بطريقة منهجية قطاع الاتصالات؟»، وأشار حاصباني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «من يعيق انتخاب رئيس للجمهورية من خلال تعطيل نصاب الجلسات معروف، كما أن من يعرقل الإصلاحات وهو موجود بالسلطة التنفيذية منذ سنوات ويمنع المساعدات الخارجية والعربية معروف أيضاً». وشدد على أن الحل للأزمة اللبنانية يكون بـ«انتخاب رئيس إصلاحي وتغيير القيادة التنفيذية لتكون قادرة على أن تطبق اتفاقاً مع صندوق النقد يؤدي للنهوض والتعافي المطلوب، وذلك يتم من خلال تنفيذ القوانين التي سيقرها مجلس النواب كجزء من خطة التعافي».

وكان ماكرون تطرق في حديثه إلى انتخاب رئيس الجمهورية، ورداً على سؤال عن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون الذي يُعد من الأشخاص المطروحة أسماؤهم للرئاسة، قال الرئيس الفرنسي: «فرنسا لن تدخل في لعبة الأسماء، لأنها سبق وتدخلت مرات كثيرة في الماضي وفشلت. إن لبنان يحتاج إلى رئيس ورئيس حكومة نزيهين». وأكد أنه يريد «مساعدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي يبذل جهوداً رغم كل شيء للقيام بما يتمكن ولا يتنازل للذين اغتنوا ويريدون البقاء والابتزاز».

 

**************************************

 

افتتاحية صحيفة الجمهورية

“الجمهورية”: اللبنانيون يعيِّدون في العتمة .. الرئاسة: عبث متواصل .. برّي: للتلاقي لميلاد جديد للبنان

غداً عيد الميلاد، واللبنانيون في عتمة الأزمة. ومن قلب معاناتهم سيغلبون وجعهم ويستردون بهجة العيد من سارقيها، وسيفرحون لولادة المخلّص، وكلّهم أمل في أنّه معهم، ولن يتركهم فريسة بين أنياب لصوص الأزمة وتجار الشعارات والعابثين بالحاضر والمستقبل، والمضحّين بوطن وشعب على مذبح مصالحهم وحساباتهم وسياساتهم المدمِّرة. أسرة «الجمهورية» تتقدّم من المسيحيين خاصة، واللبنانيين بشكل عام، بمعايدة صادقة معطّرة بالرجاء بأنّ الخلاص آتٍ والفرحة ستعود، والنور لا بدّ أن ينبلج في نفق العتمة، ويتجاوز وطننا الجريح هذه المحنة، ويعود أكثر عزّة ورفعة وشموخاً وصلابة، وينعم كل اللبنانيين بالأمن والأمان والرخاء.

بري يعايد

 

وعشية الميلاد، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة بالتهنئة، وقال: «في ذكرى الميلاد الذي مثل ولا يزال نقطة تلاقٍ إنساني وإيماني لا ينفصل عراها بين المسيحيين والمسلمين من الإنجيل «وفي البدء كان الكلمة، وميلاده البشرى لفرح عظيم للشعب كله»، ومن القرآن الكريم «إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه».

 

أضاف: «حري بنا كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب إلى جبله وأقصى شماله، واختارها مكاناً لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون، وانتظاراً مريمياً في سيدة المنطرة في مغدوشة، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر فيها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه، أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية، مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان».

 

عبث وتعطيل

 

في السياسة، يبقى رجاء اللبنانيين، ومهما اشتدت العاصفة عليهم، بالتأكيد هو الأقوى، فيما يناطحه في المقلب الآخر مشهد مشوّه؛ السياسة فيه معطّلة، ولعبة العبث المستمرة تقطع سبل الانفراج، والدولاب الرئاسي يدور مطرحه، تتلاطمه امواج الحقد الأعمى والانقسام البغيض والإفلاس والغرور.

 

الأكيد كما يقول العارفون، انّ لهذا الدوران الفارغ نهاية حتمية، والآتي من الأيام كفيل بصياغتها على النحو الذي ينتشل لبنان من قعر الهاوية، ويعيد إحياء الأمل من جديد في نفوس اللبنانيين في أنّ وطنهم سيُبعث من جديد من تحت الأنقاض، فالصدام لا ينتج رئيساً، ولا المناكفات وفتح المعارك وافتعال الاشتباكات في هذا الاتجاه او ذاك، تغلّب منطق المخرّبين وتحقق مرامي المستثمرين على الشعبويات وأوجاع الناس، واستمرار التكاذب وانكار التخبّط والعجز والفشل في فرض رئيس للجمهورية حبله قصير، وبالتالي لن يطول الوقت حتى يجد المعطّلون انفسهم مكرهين على الزحف إلى بيت الطاعة والتوافق على رئيس.

 

بالتأكيد ايضاً، انّ منطق التعطيل يرفض هذه القراءة للمشهد المشوّه، الّا انّهم ومهما طال الزمن، لن يبقوا ثابتين على خياراتهم إلى أبد الآبدين، ذلك انّ مستقبل البلد وشعبه، أقوى من كل الخيارات والتشوّهات القائمة، وهذا أمر مسلّم به لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، وكذلك لدى الأشقاء والاصدقاء الذين حسموا موقفهم النهائي من الملف الرئاسي، ورسائلهم المتتالية شديدة الوضوح، خلاصتها انّ الخارج لن يتدخّل في انتخابات رئاسة الجمهورية، وتزكية شخصية معيّنة للتربّع على عرش الرئاسة الاولى، وانّ مسؤولية اختيار الرئيس تقع على عاتق اللبنانيين وحدهم.

 

صدقونا.. لا مبادرات

 

هذه المسؤولية، اكّد عليها مصدر ديبلوماسي عربي بقوله لـ«الجمهورية»: «كل العالم ينتظر ان يبادر اللبنانيون إلى التوافق على انتخاب رئيسهم، وعليهم ان يخرجوا من الوهم، ويصدّقوا انّه لا توجد أي مبادرة خارجية حول الملف الرئاسي في لبنان. وهذا الموقف تكرّر على مستويات عربية ودولية مختلفة، من كل أصدقاء لبنان وأشقائه، بأنّ إنقاذ لبنان وإطلاق مسار الانفراج السياسي والاقتصادي والمالي بيد اللبنانيين، وهم وحدهم يختارون رئيسهم، ونحن معهم في سعيهم إلى التوافق في ما بينهم عليه».

 

لا اتصالات إلى ذلك، وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّه في موازاة تعطّل لغة الكلام الرئاسي داخلياً، فإنّ الصورة الخارجية لا تبدو مختلفة، حيث انّ حركة المشاورات الخارجية تجاه الملف اللبناني باتت خجولة، ولا تشي بأي تطوّر جديد. ذلك انّ كل الخارج ينتظر تجاوباً سريعاً من الأطراف اللبنانيين مع الدعوات المتتالية للتوافق الداخلي على رئيس للجمهورية.

 

وبحسب المصادر، فإنّ الإشارات التي ترد عبر القنوات الديبلوماسية، تذكّر من جهة بواجب اللبنانيين انتخاب رئيسهم، وتنطوي من جهة ثانية على استغراب انكفاء القادة اللبنانيين عن تحمّل مسؤولياتهم، وخصوصاً بعد التحذيرات الجدّية من مخاطر كبرى تلوح في أفق لبنان، وانّ ابقاءه في حال انعدام التوازن وعدم الانتظام في مؤسساته الدستورية، وغياب حكومة قادرة على اتخاذ القرارات وتوفير العلاجات الملحّة لأزمته الصعبة، يسرّع في انهيار خطير جداً في لبنان.

 

باريس وواشنطن: لا مرشح

 

على انّ أهم ما ورد في تلك الإشارات، كما تقول المصادر، هو انّ واشنطن وباريس لا تتبنيان مرشحاً معيناً لرئاسة الجمهورية، خلافاً لما يجري ترويجه في الداخل اللبناني، والامر ينسحب ايضاً على موقف المملكة العربية السعودية، إذ انّ هذه الاطراف، ووفق الإشارات الواردة تتقاطع عند مسألة وحيدة، وهي ان يبادر اللبنانيون إلى انتخاب رئيسهم بمعزل عن اسم الشخصية التي سيتمّ انتخابها.

 

خريطة المواقف

 

في هذا السياق، كشفت مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات الخارجية، خريطة مواقف الدول المصنّفة انّها معنية بالملف اللبناني، حيث قالت لـ»الجمهورية»: «لا يوجد أي توجّه نحو الملف الرئاسي اللبناني، لا من الدول المؤثرة، او الدول الصديقة او الشقيقة للبنان. على رغم إلحاح بعض الاطراف اللبنانية على هذا الأمر، دعماً لمرشحين معينين من خارج الطقم السياسي. وثمة رسائل من هذا القبيل أُبلغت بصورة مباشرة إلى بعض السفراء في لبنان».

 

واما خريطة المواقف الخارجية فتوردها المصادر على النحو الآتي:

 

اولاً، بالنسبة إلى الموقف الفرنسي، فباريس وكما هو معلوم تبدو الأكثر تحرّكاً حول الملف اللبناني، ويتوقع ان يكون حضورها اكثر زخماً بعد الأعياد، الّا انّ تحرّكها لا يرقى إلى مبادرة رئاسية، بل ضمن حدود الدعوة والتحفيز على إنجاز الملف الرئاسي بالتفاهم بين اللبنانيين دون ان تتبنّى اي مرشح، وهو ما اكّد عليه الرئيس ايمانويل ماكرون، وكذلك حدود التحذير من انّ أزمة لبنان الاقتصادية والمالية والاجتماعية الخطيرة تتطلب تفعيل عمل المؤسسات الدستورية، وهو الامر الذي يوجب على القادة اللبنانيين النظر الى مصلحة لبنان واللبنانيين، والتوافق من دون ابطاء على رئيس جديد للبلاد.

 

ثانياً، الموقف الاميركي بات شديد الوضوح، لناحية انّ واشنطن، وعلى الرغم مما يقال بأنّها تدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، قد صرّحت علناً بأنّها لا تدعم أي مرشح، حاصرة المسؤولية في هذا المجال باللبنانيين لكي يتحمّلوا مسؤولياتهم وينتخبوا رئيسهم ويشكّلوا حكومة جديدة، تجنّب لبنان سقوطاً هائلاً وخصوصاً انّ أزمة لبنان، كما تراها واشنطن، باتت اشدّ خطورة من أزماته السابقة، وأشدّ تعقيداً من الأزمات الاقليمية في المنطقة.

 

ثالثاً، الموقف السعودي ليس ملتبساً، بل هو واضح لناحية انكفاء المملكة عن لعب أي دور مباشر في الملف الرئاسي لترشيح كفة مرشحين معينين، بل انّ ما تؤكّد عليه، هو انّ انتخاب الرئيس شأن يقرّره اللبنانيون، وانّها تأمل في أن يقوم المجلس النيابي اللبناني بدوره في هذا المجال وانتخاب رئيس جديد، ومن ثم تشكيل حكومة تقوم بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة لإنعاش الوضع اللبناني.

 

ولفتت في سياق الموقف السعودي زيارة سفير المملكة في لبنان وليد البخاري إلى بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وبحثا المستجدات على الساحة اللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي وضرورة اتفاق الأفرقاء على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويكون رافعة لتعافي لبنان وعودته لمكانته وحضنه العربي.

 

تخوّف أممي

 

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر أممية لـ«الجمهورية»، انّ «الوضع في لبنان كان محور نقاش في اتصال هاتفي جرى قبل فترة قصيرة، بين مسؤول اممي رفيع، وأحد كبار المسؤولين في لبنان، عكس فيه المسؤول تخوّف الأسرة الدولية من تداعيات الوضع في لبنان، مشدّداً على انّ على اللبنانيين مسؤولية ان يتداركوا هذه التداعيات بالركون الى مصلحة لبنان واللبنانيين وانتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير. وقال المسؤول الاممي: «انّ شعب لبنان يعاني، وواجبكم كلبنانيين ان تنتخبوا رئيساً يوقف المعاناة ويوحّد الشعب اللبناني، وانتم كلبنانيين تعلمون انّ المخاطر محدقة بلبنان على كل الصعد، وهذا يوجب على السياسيين تنحية مصالحهم والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في لبنان، ونحن مدركون انّه يحتاج اكثر من أي وقت مضى إلى أن تعمل مؤسسات الدولة بكامل فعاليتها لتتمكن من تجنّب تلك المخاطر، وتنفيذ الإصلاحات الشاملة برؤية استراتيجية تستحث تغييراً جوهرياً يحقق المصلحة العامة».

 

دعم ايطالي

 

على صعيد سياسي آخر، تلقّى لبنان امس، دعماً ايطالياً وحرصاً على الوقوف الى جانب لبنان وإخراجه من أزمته.

 

عبّر عن ذلك وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي نائب رئيسة الحكومة الإيطالية أنطونيو تاياني، خلال زيارته للمسؤولين اللبنانيين وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.

 

وبحث الوزير الايطالي في السرايا الحكومية العلاقات بين لبنان وايطاليا على الصعد كافة، والوضع في لبنان والتعثر الحاصل في انتخاب رئيس جديد. ونوّه الرئيس ميقاتي بالعلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وايطاليا، والحضور الايطالي الفاعل لدعم لبنان على الصعد كافة، والمبادرات التي تقوم بها ايطاليا لمساعدة الجيش، إضافة الى المساعدات الانسانية التي تقدّمها سنوياً الى لبنان. وشدّد الرئيس ميقاتي «على الدور الفاعل لايطاليا في اطار القوات الدولية العاملة في الجنوب».

 

وفي سياق متصل بـ«اليونيفيل»، وعلى مسافة ايام قليلة من حادثة العاقبية التي سقط فيها قتيل من الوحدة الايرلندية، سُجّل امس، تحرّك لدورية تابعة لقوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان مؤلفة من آليتين رباعيتي الدفع، على خط بلدات الشرقية، الدوير، انصار، ذهاباً واياباً باتجاه خط زفتا – الزهراني، وقد واكبتها آلية تابعة لمخابرات الجيش.

 

تكريم اللواءين

 

من جهة ثانية، ترأس قائد الجيش العماد جوزف عون في اليرزة امس، احتفال تكريم رئيس الاركان اللواء الركن أمين العرم والمفتش العام اللواء الركن ميلاد اسحق، لمناسبة إحالتهما على التقاعد، وذلك في حضور أعضاء المجلس العسكري وعدد من كبار ضباط القيادة.

 

ونوّه العماد عون بـ«مسيرة اللواءَين المكرَّمين وبصماتهما المشرقة في مختلف المراكز التي تسلّماها، مُشيداً بتضحياتهما خلال سنوات خدمتهما، وتفانيهما في أداء الواجب».

 

وشَكَرَ اللواء الركن العرم واللواء الركن اسحق لقائد الجيش والضباط والعسكريين محبّتَهم ووفاءهم، وأكّدا ثقتهما في أنّ المؤسسة العسكرية ستستمر على عهدها ووعدها في ظلّ قيادتها الحكيمة ورجالها الأبطال، سنداً يحمي لبنان وأهله.

 

**************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

انفتاح باسيل باتجاه جنبلاط لن يُعوِّض ما أفسده عهد «الكوارث»

زحف أوروبي باتجاه «اليونيفيل».. وإجراءات أمنية استثنائية في الأعياد

 

طبع الانهيار المالي والنقدي وتهاوي الاسعار العام 2022 بطابعه الكارثي، على مرأى أيام قليلة من نهاية سنة كانت حافلة بكل أشكال الفشل والخلل والتلاعب والتكاذب، من دون تحقيق إنجازات تتعلق بوقف السير الى شفير الهاوية، عبر تجديد الثقة بالنظام العام، والنظام النقدي، والنظام المصرفي، بوضع حد لمسخرة الودائع، والتعاميم الهمايونية لمصرف لبنان والتطبيقات الغريبة العجيبة للمصارف الكبرى والصغرى، سواء في ما يتعلق بالمضي بحجز الودائع، وعدم الاقدام على خطوة انفراجية في هذا الشأن، أو حجز التحويلات بالليرة اللبنانية الى الحسابات الموطنة، بعد اشتقاق حسابات موازية، وكأنها محفظة من مال المواطن لمصلحة صناديق المصارف وميزانياتها.

ومع تنامي المخاوف من الآثار المدمرة للسلوك الشاذ لفريق التيار الوطني الحر، الرافض لعقد اي جلسة جديدة لمجلس الوزراء، والغموض الذي يكتنف موقف حزب الله، الذي «ينصح» بعدم اثارة مشكلات جديدة، جاء اللقاء بين النائب السابق وليد جنبلاء والنائب جبران باسيل، في محاولة جنبلاطية، لاحتواء التصعيد، والذهاب باتجاه المساعدة على التجاوب مع دعوة الرئيس نبيه بري للحوار بين الكتل من اجل التفاهم على مرشح او اكثر لرئاسة الجمهورية.

لكن مصادر في التيار الوطني الحر، اعتبرت ان اللقاء أتى في اطاره الواقعي، وفي سياق سعي باسيل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

بالمقابل، افادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء جنبلاط وباسيل أعاد إلى الأذهان لقاءات جنبلاط مع الرئيس السابق ميشال عون التي حملت عنوان التهدئة وإزالة التشنج. وأشارت إلى أنه لا يمكن التعويل عليه في إطار تبدل توجهات الفريقين، لكنه كان لازماً من أجل تخفيف حدة التوتر بعد موقف باسيل من الحكومة والضغوط التي مارسها من أجل منع التمديد لضباط المجلس العسكري ومن بينهم رئيس هيئة الأركان في الجيش اللواء أمين العرم المحسوب على جنبلاط.

وقالت إن رئيس التيار الوطني الحر شرح موقفه، كما دار الحديث عن الملف الرئاسي، وأولوية جنبلاط وباسيل في هذا الإطار وانعكاسات الشغور على عمل المؤسسات الدستورية.

واستبعدت مصادر سياسية ان يحقق اللقاء اي اختراق جدي،يكسر حدة القطيعة القائمة بين الطرفين جراء تراكم الخلافات الناجمة عن الممارسات السيئة للعهد ووريثه السياسي، ومرورا،بتداعيات حادث قبرشمون المؤسفة ومسلسل الاساءات والخصومات التي تسبب بها باسيل مع كافة الاطراف السياسيين.

وقالت المصادر ان اللقاء يأتي في اطار محاولات باسيل لكسر طوق العزلة المفروض عليه بالداخل بعد تردي علاقاته مع حليفه حزب الله ،وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون بفشل ذريع ،وفقدان امتيازات الرئاسة ومكاسبها على كل الصعد،في حين ان جنبلاط الذي يتبنى منطق الحوار بين كل الاطراف السياسيين، لا يجد حرجا بعقد مثل هذا اللقاء، لا سيما اذا كان هدفه تبريد الاجواء بين كل الاطراف، وخصوصا اذا كانوا خصوما، أو من الصف الواحد، للتوصل الى تفاهمات للمشاكل اومخارج مقبولة من الجميع.

واعتبرت المصادر ان جنبلاط الذي يسعى لجس نبض باسيل، بالنسبة للمرشح الرئاسي الذي يحبذه ، لن يذهب بعيدا الى حد التفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر على مرشح واحد يتم الاتفاق عليه، لاعتبارات عديدة، بعضها مرتبط بعلاقته المميزة مع حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأصدقائه في الكتل والشراذم النيابية الاخرى والاهم صعوبة الوثوق باي وعد أو التزام من قبل باسيل الذي انقلب على كل التفاهمات رأسا على عقب طوال مسيرته السياسية.

واشارت المصادر إلى ان جنبلاط سعى من هذا اللقاء إلى بذل مجهود الساعات الاخيرة مع رئيس التيار الوطني الحر لحث وزير الدفاع لتغيير موقفه والموافقة على التمديد لرئيس اركان الجيش اللبناني العميد امين العرم برغم صعوبة حصول ذلك، ولن يذهب بعيدا، بكل ما يمس علاقاته الجيدة مع بري او استفزاز حلفائه وحتى حزب الله، في حين ان باسيل حقق مبتغاه بكسر طوق العزلة المفروض عليه، واظهر لحليفه انه بامكانه الانفتاح وتأسيس نواة تحالف سياسي مع خصومه، ولو استغرق الامر بعض الوقت.

وفيما تكتمت المصادر المعنية في الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر على المكان الذي عقد فيه اللقاء، وكم استمر، علمت «اللواء» من مقربين ان اللقاء عقد في منزل صديق مشترك، يرجح ان يكون منزل كريمة النائب جنبلاط داليا، وبدعوة من زوجها جو بيار الضاهر، ولعب في ترتيبه النائب فريد البستاني دور الوسيط.

وتكتم الطرفان على ما تم بحثه باستثناء القول انه تناول كل الملفات المطروحة باستثناء ما يتعلق بتأخير تسريح رئيس اركان الجيش اللواء امين العرم، الذي دخل تقاعده حيّز التنفيذ منتصف ليل امس. فيما بقيت الزيارات الميلادية لموفدين غربيين قائمة ومنهم امس وزير خارجية ايطاليا، بينما نفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما تردد عن مسعى فرنسي لعقد مؤتمر دولي حول لبنان والاكتفاء بالعمل على مشاريع وبرامج ملموسة كقطاع الكهرباء.

ويبدو ان حل ازمة الكهرباء جزئياً يسير على طريقه ولو ببطء، حيث اجتمع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، وجرى اتصال ثلاثي مع وزير الطاقة وليد فياض، حيث أخبر سلامة فيّاض عن نيته الموافقة على فتح اعتماد بقيمة 62 مليون دولار يوم الثلاثاء المقبل لتأمين ثمن الفيول لمعامل الكهرباء، بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية والمراسلات بين وزارة المالية والمصرف المركزي.

بري: الأمل والرجاء والتسامح

وهنأ الرئيس بري اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة قائلاً: حريّ بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله، وإختارها مكانا لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون، وإنتظاراً مريميا في سيدة المنطرة في مغدوشة ، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه، أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة، ونبذ البغض والكراهية، وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان.

بخاري: رئيس رافعة للتعافي

وفي سياق التحرك الدبلوماسي، خلال زيارته بطريرك السريان الكاثوليك الانطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان في مقر البطريركية بالمتحف، مهنئا بالاعياد، عرض سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بن عبدالله بخاري، «لآخر المستجدات على الساحة اللبنانية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي، وضرورة اتفاق الافرقاء على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين، ويكون رافعة لتعافي لبنان وعودته لمكانته وحضنه العربي، إضافة إلى عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك».

زحف أوروبي الى جنوب «اليونيفيل»

وبالتزامن مع التحقيقات الجارية في مقتل الجندي الايرلندي واصابة 3 جنود اخرين من الكتيبة نفسها، لاحظت مصادر دبلوماسية ان ما يشبه الزحف الاوروبي بدأ الى لبنان لتفقد كتائب البلدان المشاركة في قوات الأمم المتحدة.

وفيما بقي الغموض يحيط بزيارة جرى الحديث عنها للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يصل رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز الى بيروت الاربعاء المقبل في 28 الجاري، لتفقد كتيبة بلاده والاجتماع الى الرئيس نجيب ميقاتي، مع الاشارة الى ان في الكتيبة الاسبانية 630 جنديا وعنصراً من الحرس المدني والشرطة المدنية منتشرين على الارض في الجنوب.

وكان أمس وصل الى بيروت وزير الخارجية الايطالية انطونيو تاجاني في اول زيارة بعد تشكيل الحكومة الجديدة.

وزار الوزير الايطالي الرئيسين بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون، ويرافق تاجاني عدد من الضباط في قيادة اركان الجيش الايطالي لتفقد كتيبة بلاده العاملة في الجنوب.

وخلال اللقاء، تم عرض العلاقات بين لبنان وايطاليا على الصعد كافة، والوضع في لبنان والتعثر الحاصل في انتخاب رئيس جديد.

ونوّه الرئيس ميقاتي «بالعلاقات الوطيدة التي تربط لبنان وايطاليا، والحضور الايطالي الفاعل لدعم لبنان على الصعد كافة والمبادرات التي تقوم بها ايطاليا لمساعدة الجيش، اضافة الى المساعدات الانسانية التي تقدمها سنوياً الى للبنان».

وشدد الرئيس ميقاتي «على الدور الفاعل لايطاليا في اطار القوات الدولية العاملة في الجنوب».

بعدها، انتقل الدبلوماسي الايطالي والوفد المرافق الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور السفيرة بومباردييري. وتم البحث في خلال اللقاء في الاوضاع العامة والمستجدات السياسية وخاصة ضرورة الاسراع في انجاز الاستحقاق الدستوري الأول المتمثل بإنتخاب رئيس الجمهورية والعلاقات الثنائية بين لبنان وإيطاليا.

وأثنى الرئيس بري على مشاركة إيطاليا في قوة «اليونيفيل» التي تلعب دورا مهما في لبنان»، منوها بالعلاقات التاريخية بين لبنان وإيطاليا، ولا سيما اقتصادياً.

واستعرض رئيس المجلس المسار الذي يسلكه البرلمان اللبناني بإقرار جملة من التشريعات في إطار التفاوض مع صندوق النقد، والتي ستعود على لبنان نحو شراكة أكبر مع اقتصادات الدول الصديقة وفي مقدمها إيطاليا.

وزار الوزير الايطالي مساء، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم، وتناول اللقاء العلاقات بين لبنان وايطاليا على الصعد كافة ولا سيما ما يتعلق بالتعاون العسكري.

ونوه وزير الدفاع بـ»العلاقات والروابط المتينة بين إيطاليا ولبنان، وهي علاقات لطالما وطدتها اواصر التعاون على مدى السنين بين البلدين». وشكر سليم «لايطاليا مساندتها المستمرة للجيش واستضافة روما لمؤتمرات خصصت لدعمه والقوى المسلحة اللبنانية».

تدابير امنية

في الأعياد

امنياً، بدأت وحدات من الجيش اللبناني بتنفيذ اجراءات امنية استثنائية لمناسبة الاعياد المجيدة في بيروت وسائر المناطق، وشددت على ان الهدف هو حماية الاماكن الدينية والمرافق السياحية والتجارية، وتأمين حركة المرور للمواطنين، داعية اياهم للتجاوب.

الدولار والمحروقات

معيشيا، وبينما استمر سعر الدولار يراوح على سعر 46 الف ليرة اقل او اكثر بقليل، انخفضت امس، اسعار المحروقات حيث سجلت تراجعا في سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان و98 اوكتان 17000 ليرة، وصفيحة المازوت 9000 ليرة، وقارورة الغاز 5000 ليرة.

كوليرا: 1

كورونا: 69

صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء امس، عن حالات الكوليرا في لبنان «تسجيل اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 666، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، واستقر العدد التراكمي للوفيات عند 23.

وفي تقرير منفصل، اعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل 69 اصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1222055، ولم يتم تسجيل اي حالة وفاة.

 

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

ميلاد اللبنانيين: دولار يُلامس الـ ٤٦ ألفاً ونكايات تُوقف جرعات الأوكسيجين

 جنبلاط يلتقي باسيل: تهدئة ولا خروقات… صراع ميقاتي «الوطني الحر» يُــنذر بـ«الأسوأ» – بولا مراد

 

يحل عيد الميلاد هذا العام كما الاعوام الـ 3 الماضية ثقيلا على اللبنانيين الذين ما زالوا يتخبطون في شتى انواع الازمات الناتجة بشكل اساسي من الانهيار المالي المتواصل والشغور في سدة الرئاسة الذي بات ينسحب رويدا رويدا على كل مؤسسات واجهزة الدولة، في ظل صراع «كسر عضم» بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يقوم بالمستحيل لتلميع صورته «سنيا» بالداخل والخارج طمعا بالبقاء في السراي الحكومي بعد انتخاب رئيس جديد وبين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يحاول تصوير نفسه المدافع الاول عن حقوق وصلاحيات والوجود المسيحي في البلد. صراع بات واضحا ان النكايات السياسية تحركه، ما بات يمنع حتى جرعات الاوكسجين عن اللبنانيين.

العسكريون الضحية!

 

فكما كان متوقعا، سيدفع المواطنون نتيجة هذا الكباش المتواصل من جيبهم. اذ عطل الخلاف على توقيع المراسيم الوزارية مرسوما كان يفترض ان يؤمن مساعدات اجتماعية للعسكريين والأمنيين عشية الاعياد، في ظل اصرار وزير الدفاع موريس سليم ومن خلفه باسيل على وجوب ان يذيل هذا المرسوم بتواقيع الوزراء الـ ٢٤ الذين يستلمون مجتمعين، على حد اعتبار باسيل، صلاحيات رئيس الجمهورية، ورفض ميقاتي هذا المنطق الذي يعتبره «لا دستوري».

 

وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار» ان «المرسوم متوقف حاليا في ظل محاولات وسطاء ابتداع مخارج دستورية على قاعدة «أكل العنب لا قتل الناطور»، ما يعني عدم كسر اي من الطرفين، اي باسيل وميقاتي، وفي الوقت نفسه تأمين المساعدات للعسكريين الذين يئنون نتيجة تآكل رواتبهم في ظل الانهيار المتواصل لسعر الصرف. واضافت المصادر: «حل موضوع هذا المرسوم، وفي حال تم، لن يكون نهاية عذابات اللبنانيين، فالصراع بين ميقاتي وباسيل لن يتوقف هنا، وبخاصة ان ميقاتي ينسق مع رئيس مجلس النواب كل تفصيل قبل القيام به، ما يجعل المسألة عملية شد حبال متواصلة، والحبل هو اليوم لبنان الذي بات مشلعا تماما».

 

وبالرغم من عدم صدور مواقف معلنة ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي بدت هجومية على الطبقة السياسية، عبر مصدر نيابي بحديث لـ «الديار» عن امتعاضه من «السقف الذي اعتمده ماكرون الذي عاد يتعاطى مع الملف اللبناني وفق معادلة «كلن يعني كلن» وهي معادلة لا تصح وتؤدي الى عدم محاسبة المرتكبين الفعليين». وقال المصدر: «بنهاية المطاف هناك نظام ديموقراطي في لبنان يؤدي الى انتخاب نواب يشكلون اساس السلطة في البلد، والانتخابات النيابية حصلت قبل بضعة اشهر وعلى ماكرون وسواه احترام نتائجها وكيفية انعكاسها على الملفات كافة».

جنبلاط- باسيل: تهدئة ولكن.. .

 

في هذا الوقت، خرق المشهد اللبناني الملبد لقاء عقد يوم امس بين رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في منزل كريمته داليا جنبلاط الضاهر حسب ما كشفت مصادر مطلعة. واضافت المصادر نفسها لـ «الديار» ان اللقاء «يندرج باطار ارساء نوع من التهدئة عشية الاعياد، مع استبعاد ان تكون له مفاعيل في السياسة»، كاشفة «ان المجتمعين اكدوا على اولوية انتخاب رئيس للجمهورية دون الدخول في التفاصيل». وذكرت المصادر بلقاء جنبلاط- حزب الله بعد الانتخابات النيابية، وهو لقاء اعتقد البعض انه ستكون له مفاعيل «رئاسية»، لكن تبين ان لكل طرف مرشحه ولم يغير التلاقي شيئا في قناعات كل فريق، وهذا ما سيحصل على الارجح الآن مع اجتماع باسيل – جنبلاط».

 

وقال احد نواب «التقدمي الاشتراكي» الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الديار»: «نحن نقوم بما علينا لجهة الانفتاح على الجميع وتلبية اي طلب للتلاقي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي ترزح تحتها البلاد، لكن في نهاية المطاف مواقفنا واضحة ولن نحيد عنها وان كنا سنحاول اقناع الآخرين ومن بينهم باسيل بها».

أعياد «مريرة»؟!

 

والارجح ان لقاء باسيل – جنبلاط وغيره من لقاءات لن تستطيع ان تلجم الانهيار المتواصل لسعر صرف الليرة الذي لامس الـ ٤٦ الفا، مع ترجيح خبراء ماليين ان يصل الى حدود الـ ٥٠ الفا مطلع العام ويتواصل صعوده من دون سقف. ما يجعل اعياد القسم الاكبر من اللبنانيين «مريرة» في ظل الدوران المتواصل للقوى الحاكمة في حلقة مفرغة، ان كان بموضوع خطة النهوض التي لا يعرف احد اين حطت او المفاوضات المجمدة مع صندوق النقد، والتي بات مستبعدا ان تنطلق قريبا من جديد».

 

**************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان

 

مع دخول البلاد رسميا مدار عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة اعتبارا من الغد، تنكفئ الحركة السياسية الداخلية، مقابل  ملامح حراك خارجي خجول ليس الرهان كبيرا على نتائجه، في انتظار تبلور المعطيات الدولية والاقليمية. وهو ما عبّر عنه بصراحة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اعرب عن استيائه من الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان واعلانه عن مبادرات في الاسابيع المقبلة، الا انه لم يخف رأيه بحتمية تقليص التأثير الاقليمي لايران لحل ارمتي لبنان وسوريا.

اذا، لا حركة سياسية او رئاسية في الداخل في ما تبقى من ايام العام ٢٠٢٢، بل ترقب لما يمكن ان تحمله الاتصالات الدولية في شأن لبنان من مستجدات.

 

مبادرات فرنسية

 

في هذا الاطار، اعلن الرئيس ماكرون في حديث  صحافي بعد انتهاء مؤتمر “بغداد 2” في عمان، على متن طائرة الرئاسة الفرنسية التي نقلته من العاصمة الاردنية الى باريس أنه سيتخذ “مبادرات في الأسابيع المقبلة بشأن لبنان”، ونفى “إمكان جمع مؤتمر دولي للبنان”. أضاف “ما يهمني هم اللبنانيون واللبنانيات لان الطبقة السياسية التي تعيش على حساب البلد ليس لها الشجاعة للتغيير”، واعرب عن استيائه من “تصرف هذه الطبقة” وعن شكوكه بـ”طاقة الشعب اللبناني لدفعها الى التغيير”، لذا يريد ماكرون “المساهمة في إيجاد حل سياسي بديل عبر إقامة مشاريع ملموسة وفي الوقت  نفسه عدم التساهل مع الطبقة السياسية”. وقال رداً على سؤال اذا كان يؤيد قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة:” إن فرنسا لن تدخل في لعبة الأسماء للرئاسة لانها سبق وتدخلت مرات كثيرة في الماضي وقد فشلت مرة على اثنين. ان لبنان يحتاج الى رئيس ورئيس حكومة نزيهين”. وأكد انه يريد “مساعدة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يبذل رغم كل شيء للقيام بما يتمكن ولا يتنازل للذين اغتنوا ويريدون البقاء والابتزاز”. وقال عن “حزب الله” إنه “موجود في لبنان ان على الصعيد الأمني ، وإن على الصعيد الرسمي، ومنتخب ويستفيد من نظام وآلية سياسية ومنا جميعا لحل مشاكل الناس”، ورأى أن “مشكلة لبنان في حل مشاكل الناس وإعادة هيكلة النظام المالي ثم وضع خطة مع رئيسين نزيهين للجمهورية والحكومة”. وأعرب عن قناعته منذ البداية بـأن “المشكلتين اللبنانية والسورية لا يمكن حلهما الا في اطار محادثات هدفها تقليص التأثير الإقليمي لإيران”. وقال “سنعمل على مشاريع ملموسة فقد تطرقت مع العاهل الأردني الى مشروع في قطاع الكهرباء للبنان”.

 

بري لطريق التلاقي

 

في الموازاة، هنأ رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استقبل امس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، اللبنانيين عامة وأبناء الطوائف الروحية المسيحية خاصة، بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة قائلا “حري بنا، كأبناء هذه الارض التي وطأتها أقدام السيد المسيح عليه السلام من الجنوب الى جبله وأقصى شماله وإختارها مكانا لإجتراح معجزاته الأولى في صور وقانا وصيدون وإنتظارا مريميا في سيدة المنطرة في مغدوشة ، حري بنا كل من موقعه في هذه اللحظة المصيرية التي يمر بها وطننا لبنان وهي الأخطر في تاريخه أن نقارب كل ما هو متصل بحياة وطننا وإنساننا وقضايانا الخلافية مقاربة بمفهوم ميلادي على قواعد الأمل والرجاء والتسامح والمحبة ونبذ البغض والكراهية وسلوك طريق التلاقي على كلمة سواء من أجل ميلاد جديد للبنان”.

 

وختم الرئيس بري: “لفلسطين وطن الولادة الاولى والشهادة الولادة… درب الآلام والبشارة والقيامة…. أرض الإسراء والمعراج أنبياء وشهداء… لبيت لحم وكنيسة المهد لبيت المقدس للأقصى لكل المقاومين الفلسطينين… لكل الشهداء  وليس آخرهم الشهيد الأسير ناصر أبو حميد ولكل القابضين على الحجر والجمر والزناد في فلسطين من البحر الى النهر أسمى آيات التهنئة… أنتم الوعد لميلاد آت لا محالة لفلسطين في التحرير والعودة والاحتلال الى زوال”.

 

باسيل – جنبلاط

 

في الموازاة، وغداة ارساله النائب وائل ابو فاعور موفدا من قبله الى معراب، سُجل امس لقاء لافت بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الداعي الى الحوار حول ملف الرئاسة، ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

 

وزير خارجية ايطاليا

 

على صعيد آخر، وفي وقت انطلقت تدريجيا عجلة التحقيقات في حادثة العاقبية، جال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي نائب رئيسة الحكومة الإيطالية أنطونيو تاياني، على المسؤولين اللبنانيين في أول زيارة له للبنان بعد تشكيل الحكومة الايطالية الجديدة برئاسة جورجيا ميلونى. 

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram