وثائق الكونغرس تكشف شبكة اتصالات إبستين بعد إدانته

وثائق الكونغرس تكشف شبكة اتصالات إبستين بعد إدانته

 

Telegram

 

تُعيد وثائق جديدة نشرها الكونغرس الأميركي فتح واحد من أكثر الملفات إثارة للجدل في السنوات الأخيرة، بعدما كشفت عن استمرار نفوذ جيفري إبستين—رجل الأعمال المدان بجرائم استغلال جنسي—داخل أروقة السياسة والإعلام والمال حتى بعد إدانته عام 2008. الوثائق، التي تضم أكثر من 2300 رسالة بريد إلكتروني بين 2008 و2019، تُظهر شبكة اتصالات عابرة للحدود امتدت إلى البيت الأبيض، وحكومات أجنبية، ومؤسسات إعلامية كبرى، بشكل يطرح أسئلة خطيرة حول حجم النفوذ الذي احتفظ به إبستين رغم سقوطه الأخلاقي والقضائي.

 

اتصالات واسعة رغم الإدانة

 

تحقيقات وول ستريت جورنال وواشنطن بوست تكشف أن إبستين لم يُعزل بعد إقراره بالذنب، بل على العكس، حافظ على نشاط سياسي واجتماعي لافت، وظلّ يتواصل مع وزراء سابقين ورجال أعمال نافذين ودبلوماسيين وقادة أجانب. ومن بين أبرز هؤلاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، في مؤشر على أن نفوذ إبستين ظلّ ممتداً رغم سجله الجنائي المشين.

 

إيهود باراك في الوثائق

 

اسم باراك يبرز في رسائل تعود إلى 2011، أُفرج عنها ضمن وثائق مجلس النواب المرتبطة بتحقيق أجرته ذا ميل أون صنداي حول غيسلين ماكسويل وإبستين والأمير أندرو. وتتضمن الرسائل استفسارات تتعلق باتهامات خطيرة صادرة عن امرأة مجهولة عُرفت بـ"جين دو"، وتشمل ادعاءات تخص باراك. ورغم خطورة ما ورد، لم يصدر أي تعليق رسمي بشأن تلك الرسائل.

 

دونالد ترامب وحضوره في المراسلات

 

وثائق وول ستريت جورنال تُظهر أن اسم دونالد ترامب تكرر في أكثر من نصف الرسائل التي تضمنت نقاشات سياسية عن حملاته الانتخابية ورئاسته. ومع ذلك، لم تظهر أي مراسلات مباشرة بينه وبين إبستين. أما بيل كلينتون وباراك أوباما، فرد اسماهما أيضاً في سياقات تحليلية، دون أي تواصل مباشر مع إبستين، في مشهد يعكس محاولته البقاء على تماس مع أبرز أقطاب السلطة في الولايات المتحدة.

علاقة إبستين بستيف بانون

 

تُبرز واشنطن بوست علاقة لافتة بين إبستين وستيف بانون، كبير الاستراتيجيين السابق في إدارة ترامب. وتشير المراسلات إلى عروض لرحلات خاصة ونصائح سياسية قدمها إبستين لبانون، إلى جانب معلومات تفيد بأن الأخير أمضى ليلة واحدة على الأقل في منزل إبستين عام 2018 أو 2019—ما يعكس عمق التواصل رغم السمعة المدمّرة لإبستين حينها.

اتصالات داخل الدوائر الديمقراطية

 

الوثائق تُظهر أيضاً صلات مباشرة بين إبستين وشخصيات ديمقراطية رفيعة، أبرزها لاري سامرز، وزير الخزانة الأميركي الأسبق، حيث تبادلا النقاشات حول النظام الانتخابي والاقتصاد، ووصف إبستين نفسه في إحدى المراسلات بأنه "شريك سامرز الجيد". كما تكشف الرسائل تواصله مع كاثرين روملر، المستشارة القانونية للبيت الأبيض في عهد أوباما، وتداولهما حديثاً عن مستقبلها السياسي وقضية مايكل كوهين، إلى جانب انتقادات حادة من إبستين لأداء ترامب.

 

ومن بين الرسائل اللافتة مراسلة مؤرخة في سبتمبر 2013، يخبر فيها باراك إبستين بانسحاب سامرز من سباق رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، واصفاً الأمر بأنه "ضربة موجعة". ورد إبستين باقتراح ترتيب لقاءات مهمة لباراك مع شخصيات مالية ودولية نافذة. مكتب باراك رفض التعليق.

الصحفي مايكل وولف ودور الإعلام

 

يكشف جزء آخر من الوثائق تواصلاً مستمراً بين إبستين والصحفي مايكل وولف، صاحب كتاب "النار والغضب". المراسلات تتضمن نقاشات حساسة عن كيفية إحراج ترامب على الهواء عبر CNN، وتفكيراً في كيفية استخدام إبستين كـ"مرجع سياسي" لاستهداف الرئيس السابق، أو حتى لاستخدام العلاقة معه كورقة نفوذ في حال فوزه بالانتخابات.

تواصل مباشر مع الكونغرس

 

ومن أبرز ما ورد—وتوقيت نشره له دلالات خطيرة—مراسلات بين إبستين وستايسي بلاسكيت، ممثلة جزر فيرجن في الكونغرس، خلال جلسة استجواب مايكل كوهين عام 2019. إذ تشير الرسائل إلى أن إبستين كان يرسل لها ملاحظاته واقتراحاته بشكل مباشر أثناء انعقاد الجلسة. مكتب بلاسكيت اعترف بتلقيها رسائل من إبستين ضمن رسائل متعددة، مؤكداً موقفها الواضح ضد الاعتداء الجنسي.

 

شبكة نفوذ ممتدة رغم الإدانة

 

تقدم هذه الوثائق صورة صادمة لشبكة نفوذ بقيت فاعلة حول إبستين حتى السنوات الأخيرة قبل وفاته، تكشف كيف ظلّ متوغلاً داخل النخبة السياسية والإعلامية والاقتصادية رغم إدانته. وبالرغم من أن الأسماء التي وردت في الوثائق لا تواجه اتهامات قانونية جديدة، إلا أن حجم التواصل يثير أسئلة حادة حول طبيعة العلاقات، وكيف تمكّن إبستين من الحفاظ على موقعه في قلب السلطة حتى النهاية.

 

ويرى محللون أن الوثائق تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التحقيقات في الطريقة التي بنا بها إبستين منظومة نفوذ معقدة امتدت لعقود، فيما يستخدمها أنصار ترامب وخصومه كورقة صراع جديدة في معركة سياسية لا تهدأ.

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram