بين ثبات جنبلاط وطنياً وتقلب خيارات "القوات": ميزان الذهب وميزان الخيبات

بين ثبات جنبلاط وطنياً وتقلب خيارات

 

Telegram

 

في لحظات الاحتدام السياسي، تظهر الفوارق بين من يقرأ المشهد الوطني ببوصلة ثابتة، وبين من تتبدّل خياراته بتبدّل الريح. وفي السجال الأخير الذي اندلع بين الحزب التقدّمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، بدا هذا التمايز أكثر وضوحًا من أيّ وقت مضى.

 

جنبلاط… حين لا يضيع البوصلة الوطنية

 

وليد جنبلاط ليس ابن اللحظة السياسية ولا ابن موجة صاعدة أو هابطة. الرجل الذي يجيد تدوير الزوايا عندما يتعلق الأمر بالداخل، يُعيد شدّ البوصلة إلى الشمال حين يكون الوطن على المحك.

قد يختلف معه البعض، وقد يوافقه آخرون، لكنّ الثابت أنّ مواقفه الكبرى لا تخرج عن خطّ حماية الاستقرار، ولا عن الحساسية التاريخية التي يحملها تجاه الجيش، وقوى الأمن، ووحدة المؤسسات.

 

في الداخل، يلعب جنبلاط على مساحة الوطن كلّه. يعرف متى يتقدّم ومتى يتراجع، ومتى يرفع السقف ومتى يخفضه.

وحده يقيس مصلحته—ومصلحة طائفته—بميزان الذهب، ليعرف أين يقف وكيف يوازن، من دون أن يخلط بين الربح السياسي وبين المصلحة الوطنية العليا.

 

القوات اللبنانية… خيارات تعود إليها أولًا… وإلى البلد بالخيبات

 

على المقلب الآخر، تتقدّم القوات اللبنانية بخيارات تبدو في ظاهرها سياسية، لكنّ نتائجها التاريخية تعود إليها أولًا، وإلى البلد بالخيبات.

فمن الحرب إلى التسويات، ومن التموضع الإقليمي إلى رهانات الخارج، غالبًا ما دفعت البلاد أثمانًا باهظة نتيجة خيارات لم تثبت نجاعتها، لا في السياسة، ولا في بناء الدولة، ولا في إدارة الأزمات.

 

سجالات "القوات" الأخيرة تعود إلى النبرة نفسها: حسابات حزبية ضيقة تُقدَّم على أنها مواقف سيادية كبرى، فيما يظل الواقع أكثر تعقيدًا… وأكثر كلفة.

 

بوصلة مقابل خيارات

 

الفارق الأساسي بين المدرستين واضح:

 

جنبلاط يبدّل مواقفه عندما تتبدّل الوقائع، لكنّه لا يبدّل اتجاه بوصلته.

القوات تتمسّك بمواقف جامدة، حتى عندما تثبت التجربة أنّ الطريق الذي تسلكه مليء بالرهانات الخاطئة.

 

اليوم، ومع احتدام السجالات بين القوى السيادية، يظهر السؤال الكبير:

هل تحتاج البلاد إلى مزيد من المواقف المتصلّبة التي لا تنتج سوى صدامات؟

أم إلى قراءة مرنة وواقعية تحفظ الدولة في زمن الانهيارات؟

 

قد لا يكون جنبلاط ملاك السياسة اللبنانية، لكنّه بالتأكيد ليس من أولئك الذين يضيّعون البوصلة.

أما "القوات"، فتحتاج قبل أي شيء إلى مراجعة خياراتها… قبل أن تجرّ البلاد مجددًا إلى أثمان تُدفَع من جيوب الجميع.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram