افتتاحية صحيفة البناء:
ماكرون ليلة الميلاد في بيروت ويلتقي بري وميقاتي… حول إدارة الفراغ آخر جلسة رئاسية هذا العام… والجلسات الحكومية مؤجلة حتى العام الجديد القومي : نشعر بأوجاع الناس وندعو للحوار…وفهمي : 3500 منظمة مخترقة للفتن
حسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمر زيارة بيروت ليلة عيد الميلاد، كما نقل «مصدر لبناني موثوق» لوكالة سبوتنيك الروسية ما تبلغته الجهات الرسمية اللبنانية من السفارة الفرنسية في بيروت، لجدول أعمال الزيارة التي ستشمل لقاء كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووفقاً لمصادر نيابية لا يبدو أن ماكرون يحمل بيده شيئاً يعرضه على اللبنانيين كحصيلة لزيارته الى اميركا ولقائه بالرئيس جو بايدن، حيث الحديث عن مبادرة فرنسية وتفويض أميركي، وتصوّر لحل المأزق الرئاسي أقرب للتمنيات منه للوقائع. والأرجح أن ما سوف يناقشه ماكرون يقتصر على كيفية إدارة الفراغ الرئاسي بأقل الخسائر، بانتظار نضوج المناخات لقيام مساعٍ لردم الفجوة بين اللاعبين الداخليين والخارجيين، وتؤكد ذلك وفقاً للمصادر المعلومات التي توافرت عن لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي خلا من أي نقاش في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي ويكاد يكون أقرب للقاء المجاملة من لقاء العمل.
في هذا السياق تعقد جلسة الانتخاب الرئاسية لمجلس النواب اليوم، كنسخة مكرّرة عن الجلسات السابقة، خصوصاً بعد سقوط دعوة الحوار التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي نقل عنه نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب قوله، «إن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتشاور محدّد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل»، موضحًا أنّ «جلسة الغد سوف تكون جلسة انتخابية مثل سابقاتها».
آخر جلسة هذا العام تشبه الجلسة الحكومية التي عقدت وأثارت سجالات واسعة، وتؤكد مصادر وزارية أنها آخر جلسة هذا العام، وأن الباب مفتوح الآن للتشاور حول صيغة العمل الحكومي، الذي تقول المصادر إنه بدأ ثنائياً وسوف يستمر على مستوى مجموعات وزارية وربما يتوج بجلسة وزارية جامعة ليست لها صفة انعقاد دستوري، بل لبلورة الأفكار التي تضمن أعلى نسب التوافق حول العمل الحكومي، وتحصّن أي دعوة مقبلة للحكومة تفرضها الحاجة.
بالتوازي انشغلت الأوساط الإعلامية والسياسية بقنبلة فجرها وزير الداخلية السابق محمد فهمي في حوار تلفزيوني قال فيه إن في لبنان أكثر من 3500 منظمة من جمعيات المجتمع المدني مخترقة لصالح جهات خارجية، أو تقف وراءها بالكامل جهات خارجية، ومهمتها صناعة الفتن الداخلية. وهو ما قالت مصادر سياسية إنه سبب كافٍ للحذر والقلق من استمرار الفراغ في ظل تدهور الأوضاع المالية والاجتماعية، بالصورة التي تحدثت عنها معاونة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف، بقولها إنه يجب أن يحدث الأسوأ حتى يتحرك الشارع ويفرض صيغة للخروج من الفراغ الرئاسي، ودعت المصادر الأجهزة الأمنية الى التدقيق في التدفقات المالية لجمعيات المجتمع المدني ومصادرها وأحجامها، خصوصاً ما يهتم منها بشؤون النازحين السوريين، كمدخل للعبث الأمني.
في الشأن السياسي عقدت قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي اجتماعاً برئاسة رئيس الحزب أسعد حردان أصدرت بنهايته بياناً أكدت فيه أنها تستشعر أوجاع الناس وتؤيد الدعوة للحوار للبحث عن حلول.
ودعا الحزب السوري القومي الاجتماعي القوى السياسية الى الاستجابة لدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار، ورأى فيها مخرجاً وسبيلاً لجلوس الجميع على طاولة واحدة والوصول الى قواسم مشتركة تصبّ في مصلحة لبنان وتحفظ استقراره وتصون وحدته الوطنية.
موقف «القومي» جاء بعد لقاء لقيادته برئاسة رئيس الحزب الأمين أسعد حردان بحثت خلاله الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، والحالة المعيشية الصعبة التي ينوء تحت وطأتها السواد الأعظم من اللبنانيين.
وشدّد الحزب على أنّ أول الاستحقاقات انتخاب رئيس للجمهورية يُقسم على احترام الدستور، في المحافظة على وحدة لبنان وسلامة أراضيه ويصون علاقاته مع محيطه القومي. ولكن، إلى الآن لا نرى خطوات جدية، فعلى ضفة نرى أوراقاً بيضاء تحرص على التفاهم والاتفاق على رئيس يحترم الدستور، وعلى ضفة يستمرّ وضع العصي في عجلات جلسات الانتخاب.
واعتبر انّ المطلوب رئيس للجمهورية، مؤتمن على الدستور، ولا بدّ من الحوار للوصول الى إنجاز هذا الاستحقاق، وتشكيل حكومة جديدة وتفعيل عمل المؤسسات، كي لا يضيع لبنان في مهبّ عاصفة الأطماع والأخطار.
وأكد الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقوفه الى جانب الناس وحمل قضاياهم، ورأى أنّ مطالب الناس لا تتحقق بثورات غوغائية غبّ الطلب، استخدمتها جهات وقوى معروفة لتحقيق أهداف الخارج، فأوصلت لبنان الى المربع المكشوف على كلّ احتمالات الخطر، وقد استفادت من سياسات اقتصادية تكفلت بضرب قطاعات الزراعة والصناعة والإنتاج، ومؤسّسات نأت بنفسها عن تحقيق الإنماء المتوازن وتخلت عن أبسط الواجبات تجاه المواطنين.
في غضون ذلك، وعلى وقع الارتفاع القياسي لسعر صرف الدولار حيث بلغ 43 ألف ليرة للدولار الواحد للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، يعقد مجلس النواب الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية لن تأتي بأي جديد يذكر عن الجلسات العشر التي سبقتها، لا سيما بعد إجهاض حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر مبادرة رئيس المجلس نبيه بري الحوارية، وسط ترقب داخلي للحراك الخارجي الذي يجري على أكثر من عاصمة لا سيما بين باريس والدوحة بانتظار تبلور مبادرة قطرية – فرنسية تتحول الى تسوية رئاسية تنهي الشغور الرئاسي بانتخاب رئيس قبل وقوع الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والأمني الذي يتحدث عنه الأميركيون ومسؤولون دوليون آخرون.
وأشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة إلى أنّ «هناك أفرقاء لم يقتنعوا بطريقة عقد طاولة الحوار، وفكرة عقد الحوار قبل نهاية العام لا أعتقد أنها واردة»، مشيرًا إلى «أننا لن نخرج من الأزمة الحالية دون أن يكون هناك حوار، وأتمنى أن نصل إلى قناعة بأن نذهب إليه». وكشف أنّ «ما لمسته من رئيس المجلس أن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتشاور محدد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل»، موضحًا أنّ «جلسة الغد (اليوم) ستكون جلسة انتخابية مثل سابقاتها».
ومن المتوقع وفق معلومات «البناء» أن يطلق الرئيس بري موقفاً حاسماً في نهاية جلسة اليوم يتوجه خلاله الى الكتل النيابية كافة بضرورة اللجوء الى الحوار في نهاية المطاف والذي من دونه لن نصل الى تفاهم وتوافق على رئيس جمهورية، ما يفتح المجال أمام تدخلات خارجية تفرض تسوية على اللبنانيين.
ووفق معلومات «البناء» فإن تكتل لبنان القوي سيصوّت بالورقة البيضاء ولن يطرح أي مرشح في هذه الجلسة على أن يحسم موقفه من هذا الأمر مطلع العام المقبل. في المقابل ستبقى خريطة تصويت الكتل النيابية الأخرى على حالها باستثناء بعض التغيير بعدد أصوات النائب المرشح ميشال معوض والورقة البيضاء وظهور أسماء أخرى، كما سيسجل المجلس غياب عدد كبير من النواب بداعي السفر والمرض، إذ علمت «البناء» أن أكثر من 4 نواب مصابين بوباء «الكورونا» أو بـ»الرشح» وسيلتزمون منازلهم حتى تعافيهم.
وإذ وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مساء أمس، وحضر مباراة منتخب بلاده مع منتخب المغرب في التصفيات النهائية لمونديال قطر 2022، يتواجد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في العاصمة القطرية لحضور المباراة أيضاً ولم يعرف ما إذا كان سيحصل لقاء بين باسيل وماكرون أو لقاءات أخرى يجريها ماكرون أو باسيل مع المسؤولين القطريين بالشأن اللبناني.
وأفاد مصدر لوكالة «سبوتنيك« بأن الرئيس ماكرون سيزور بيروت في 24 كانون الأول ويلتقي الرئيس بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
ويحاول ماكرون وفق معلومات «البناء» جسّ نبض القيادات اللبنانية من قدرة اللبنانيين على التوافق على شخصية رئاسية تترافق مع تسهيلات دولية، كما سيحث ماكرون اللبنانيين على الإسراع بعقد حوار داخلي للتفاهم على رئيس وتأليف حكومة جديدة وإنجاز الإصلاحات المتبقية لاستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي. ويحاول ماكرون بالتزامن إقناع السعوديين بالعودة الى لبنان سياسياً ومالياً وإشراكهم بالتسوية الرئاسية بالتعاون مع القطريين والتفاهم مع الأميركيين.
ويجري التعويل في الكواليس السياسية على الدور القطري – الفرنسي الذي يقود تحالف الشركات لاستثمار الغاز والنفط اللبناني، بإقناع الولايات المتحدة والسعودية بعقد تسوية للأزمة اللبنانية بانتخاب رئيس يحظى بتوافق داخلي – إقليمي – دولي ويجري الرهان أيضاً على حدث هام سيأتي على المنطقة يتمثل بانعقاد قمة عمان التي سيحضرها الرئيس الإيراني وولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي والملك الأردني وربما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتشكل هذه القمة اول اختبار لإمكانية الوصول الى تسويات في المنطقة لتهدئة حدّة الصراعات الحالية بين المحورين الإيراني والعربي بقيادة السعودية، وتنسحب على لبنان تهدئة بشكل ما وانفراج بالاستحقاق الرئاسي، طالما أنه من دون توافق أميركي – فرنسي على المستوى الدولي وتوافق سعودي إيراني على المستوى الإقليمي لن نخرج من الأزمة والاستحقاق الرئاسي.
وتوقفت المصادر السياسية عند اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس ميقاتي مشيرة لـ«البناء» الى أنها كسرت جليد العلاقة اللبنانية – السعودية وفتحت ثغرة في جدار المقاطعة السعودية للبنان وخطوة على طريق العودة السعودية الى الساحة اللبنانية، داعية الى انتظار انعكاسات هذا اللقاء على الداخل اللبناني.
وأشارت مصادر حكومية مطلعة لـ«البناء» الى أن «مجرد فتح صفحة جديدة مع السعودية بعد فترة طويلة من الانكفاء عن لبنان مسألة أساسية، لكن الأمور مرهونة بجملة اتصالات وخطوات ثنائية، لكن في المرحلة الحالية السعودية تعتبر أن الأولوية انتخاب الرئيس وإجراء الإصلاحات وتشديد واضح بهذه الفترة على أن فرنسا والسعودية ستستمران بتقديم الدعم الإنساني للبنان، أي أن الدعم سيقتصر حالياً على الصعيد اللوجستي والانساني بموازاة البحث بالعلاقة السياسية بين البلدين والذي يأخذ وقتاً»، موضحة أن حصول اللقاء وإعادة احياء هذه العلاقة لا يعني حل الأمور والمشكلات، والعلاقة قيد المتابعة والبحث».
ورأى المطارنة الموارنة أن الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تُعطي مزيدًا من الأمل بوصول المجلس النيابي إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية. وأسفوا خلال اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للسجال السياسيّ الحادّ حول اجتماع الحكومة الأخير، ورأوا «أنه كان بالإمكان تحاشيه لو أن المسؤولين عالجوا الأمر برويّة وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيداً عن الكيد السياسي، ومع احترام الدستور والميثاق الوطني نصًا وروحاً».
وفي سياق ذلك، تلقّى وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجّار اتصالاً هاتفياً من ميقاتي يبلغه نيّته عقد لقاءٍ تشاوري يوم غدٍ في القصر الحكومي، على أن يبلّغ الوزراء اليوم عبر أمانة سرّ رئاسة مجلس الوزراء.
وكان حجار كشف في تصريح تلفزيوني بقوله «التقيت ميقاتي على هامش أحد الاجتماعات بالسراي وسألته: أين أصبحنا باللقاء التشاوري بعدما كنت أبلغته أمس استعدادنا للحضور، فرد ميقاتي: هلق منشوف».
وأشارت مصادر «البناء» الى أن ميقاتي سيتشاور مع الوزراء غداً بمسألة عقد جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية العام، على أن يعرض عليهم جدول أعمال يتضمن بنوداً ملحة وترتبط بحياة المواطنين اليومية واستمرارية عمل الإدارات والمرافق العامة. كما علمت أن التيار الوطني الحر سيطلع من وزرائه الذين سيحضرون الاجتماع الوزاري التشاوري على مدى الضرورة بعقد جلسة. ولفتت المعلومات الى أن أكثر من فريق سياسي من ضمنهم حزب الله أبلغ ميقاتي ضرورة التفاهم المسبق بين مكونات الحكومة على أي جلسة لمجلس الوزراء لتفادي التداعيات والسجالات السياسية والطائفية التي اندلعت غداة الجلسة الماضية.
على صعيد الدولار الجمركي علمت «البناء» أنه سيطبق على الكماليات فقط ولن يطال الأساسيات، وتعمل الوزارات المعنية على إعداد لوائح السلع والمواد الغذائية التي سيشملها الدولار الجمركي.
أمنياً، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي عن وضع خطّة أمنيّة لفترة الأعياد، قائلًا: «سنتشدّد ليلة الميلاد، واتُّخذت كل الإجراءات الضروريّة والاستباقيّة».
وأضاف: نعمل على تخفيف إطلاق النار ابتهاجاً وسنتشدّد في محيط المطار لمنع إطلاق النار العشوائي»، مشيرًا إلى أن «للقوى الأمنيّة الحقّ بالتحرّك التلقائي أمام الجرم المشهود والموقف الرّسمي ثابت بحماية المطار ومحيطه وسمعته ومنع أيّ عمل غير مقبول يحصل فيه أو عبره وسنتصدّى لتصدير الأذى والتهريب عبر المطار».
وأكد أن «الخطّة الأمنيّة في طرابلس نجحت بنسبة مرتفعة و»ما في غطاء فوق رأس أحد» ونُطمئن المواطنين «عَيْدوا بأمان وفرح ومحبّة لأنّ أمانكم مسؤوليّتنا ومسؤوليّة كلّ عنصر أمنيّ وعسكريّ».
******************************
افتتاحية صحيفةالأخبار:
الفاتيكان للراعي: التدويل يضرّ بالمسيحيين
أكّدت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الأخبار» أن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظته في بكركي الأحد الماضي، إلى «تدويل القضية اللبنانية بعد فشل الحلول الداخلية» لقيت عدم ارتياح وانتقادات حادّة في أوساط الفاتيكان وفي عدد من الدول الغربية المعنية بلبنان، وخصوصاً فرنسا.
وبحسب المعلومات، فقد وصلت إلى بكركي نصائح فاتيكانية خصوصاً تدعو إلى الإقلاع عن هذه الدعوة، لاعتبارات كثيرة، منها أن أياً من دول العالم المعنية عادة بالشأن اللبناني غير جاهزة حالياً لمثل هذه الخطوة. غير أن الأهم في ما وصل إلى بكركي هو أن أي مسار نحو التدويل «سيكون على حساب المسيحيين في شكل أساسي». ولفتت هذه النصائح إلى «مخاطر الدعوة إلى التدويل على مسيحيي لبنان في ظل تراجعهم العددي ونسبة الهجرة المرتفعة في صفوفهم خصوصاً بعد الانهيار المالي». وذكّرت بما سمعه الراعي من البابا فرنسيس شخصياً أثناء اجتماع رؤساء الكنائس الشرقية قبل أكثر من عام بعدم تحبيذه الدعوة إلى أي أمر ليس محل إجماع بين اللبنانيين كالتدويل والحياد. وبحسب المصادر فإن الفاتيكان «حريص على الوحدة الوطنية اللبنانية والتلاقي بين المسيحيين والمسلمين، ويعتبر لبنان قبلة المسيحيين المشرقيين، وهو قادر بهذه الوحدة على ضمان بقاء من تبقّى من مسيحيين في بلاد الشام والعراق». وأشارت إلى أن أولوية الفاتيكان العاجلة اليوم هي «انتخاب الرئيس المسيحي الذي يتوافق عليه اللبنانيون»، وذلك «بعيداً من القضايا الخلافية كسلاح حزب الله... وهو يعتبر الحزب مكوّناً أساسياً على المسيحيين التلاقي معه رغم المسائل الخلافية».
وقد غابت الدعوة إلى التدويل عن بيان الاجتماع الشهري لمجلس المطارنة الموارنة أمس الذي رأى أن «الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تُعطي مزيداً من الأمل بانتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية». وأسف «للسجال السياسي الحاد حول اجتماع الحكومة الأخير الذي كان بالإمكان تحاشيه لو أن المسؤولين عالجوا الأمر بروية وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيداً من الكيد السياسي، ومع احترام الدستور والميثاق الوطني نصاً وروحاً»، لافتاً إلى أن «أمور المواطنين الأساسيّة يمكن معالجتها بأساليب دستوريّة شتّى، من دون انعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال الشغور الرئاسيّ».
وفيما لا يزال الشلل السياسي مسيطراً مع ترحيل الملف الرئاسي بعد جلسة اليوم إلى السنة المقبلة، لفتت زيارة نائب مساعد وزيرِ الخارجية الأميركيّ في مكتب شؤونِ الشرق الأدنى المعني بملف سوريا وبلاد الشام إيثن غولدريتش إلى لبنان. مصادر معنية وضعت زيارة غولدريتش، وقبله زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل في إطار الاستطلاع الأميركي عن قرب لمواقف الأطراف اللبنانية وخصوصاً حزب الله في ما يتعلق بالملف الرئاسي، والمدى الذي يمكن أن يبلغه في دعمه لترشيح الوزير سليمان فرنجية. ولفتت المصادر إلى أن جولة هيل شملت عدداً كبيراً من الأطراف اللبنانية، وقد كان مستمعاً أغلب الوقت، «وهو رغم أنه لا يتبوأ منصباً رسمياً في الإدارة الأميركية إلا أن زيارته لا يمكن أن توضع في إطار لقاءات مع معارف وأصدقاء». وأشارت إلى أن «الأميركيين لم يحزموا أمرهم نهائياً بعد في ما يتعلق بالملف اللبناني، وهم لا يزالون بين حدَّي عدم دفع الأمور إلى الانهيار، والإبقاء على الستاتيكو الحالي ريثما تنجلي الأمور»
******************************
افتتاحية صحيفة النهار
الأزمة “من سنة لسنة” بعد الجلسة العاشرة
تشكل الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس الجمهورية التي تنعقد اليوم واقعيا “خاتمة” جولات العقم في السنة الحالية بعد 45 يوما من نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون ونحو ثلاثة اشهر ونصف الشهر حتى اليوم منذ بداية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية في اول أيلول الماضي، أي ان السنة ستنقضي على أربعة اشهر عمليا من العجز عن انتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية. وإذ يتوقع الا تخرج حصيلة ونتائج الجلسة العاشرة قبل ظهر اليوم عن “النسخ” التسع للجلسات التي سبقتها من حيث توزع الأصوات تقريبيا في الدورة الأولى ومن ثم تطيير النصاب في الدورة الثانية، فان النتيجة الفعلية التي ستفضي اليها هذه الجلسة، ما لم يفاجئ رئيس مجلس النواب نبيه بري النواب بتحديد موعد اخر للجلسة الحادية عشرة بعد أسبوع، ستكون في ترحيل الجلسات ومعها الاستحقاق الرئاسي برمته وأزمة الفراغ بمجمل تداعياتها الى السنة 2023. ولم يكن هذا الامر مفاجئا في كل الأحوال نظرا الى “استعصاء” دوامة التعطيل التي تتحكم بهذه الازمة والتي ستشكل خاتمة احداث وتطورات السنة ال#لبنانية الافلة في مواكبة نهاية عهد الرئيس السابق ميشال عون الممهور بخاتم أسوأ انهيار عرفه لبنان في تاريخه. ولكن جاءت أيضا مسألة اخفاق الدعوة الى #الحوار بين الكتل النيابية التي وجهها الرئيس بري الأسبوع الماضي، وسقطت منذ يومين بفعل رفض الاستجابة لها من اكبر كتلتين مسيحيتين هما كتلتا “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” لتشكل إشكالية إضافية من إشكاليات الازمة. اذ ان الخبراء الدستوريين والقانونيين يؤكدون صوابية البعد الدستوري في رفض دعوة بري الى الحوار على قاعدة عدم إعطاء معطلي الاستحقاق ورقة إضافية تشكل تجاوزا لاصول الانعقاد الدائم لمجلس النواب حتى انتخاب رئيس الجمهورية وعدم جواز خرق ذلك باي اجراء اخر للمجلس. ومع ذلك فان البعد السياسي يلعب دورا أيضا في ابراز الإشكالية التي تستبعد الحوار من دون القدرة لاحقا على قيام قنوات تواصل وتشاور الا في اطر ثنائية وثلاثية. ولذا تزداد التساؤلات حول المرحلة المقبلة داخليا خصوصا في ظل تصاعد تداعيات الازمة الاقتصادية والاجتماعية وما ينتظر حصوله مع بداية السنة المقبلة في حال استمرت معادلة تعطيل الاستحقاق وتزايد التعقيدات في طريقه واستفحال الانقسامات والقطيعة بين الافرقاء الخصوم. وطرح هذه التساؤلات تزايد في الساعات الأخيرة مع بروز مناخ التحضيرات لمواجهة اخطار أي تفلت امني واجتماعي كما ان ما ساهم في تزايد هذه الشكوك الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة وقد تخطى امس الـ 43 الف ليرة، في حين بدا لافتا ان القادة الامنيين والعسكريين انبروا الى اطلاق رسائل طمأنة في كل الاتجاهات عشية موسم الاعياد، مؤكدين اتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع اي خلل امني في ظل المخاوف من تفلت الجرائم الفردية او الاحداث المماثلة لما جرى أخيرا في ساحة ساسين في الاشرفية.
وأفادت معلومات ان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجرى اتصالات بعدد من الوزراء امس وابلغهم نيته عقد لقاءٍ تشاوري يوم غد الجمعة في الساعة الرابعة من بعد الظهر، في السرايا الحكومية، على أن يبلّغ الوزراء اليوم عبر أمانة سرّ رئاسة مجلس الوزراء. واكد وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار انه ابلغ ميقاتي ان الوزراء الذين قاطعوا جلسة مجلس الوزراء سيحضرون الجلسة التشاورية مع الوزراء .
وعشية الجلسة العاشرة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، أشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري في عين التينة، إلى أنّ “هناك أفرقاء لم يقتنعوا بطريقة عقد طاولة الحوار، وفكرة عقد الحوار قبل نهاية العام لا أعتقد أنها واردة”، مشيرًا إلى “أننا لن نخرج من الأزمة الحالية دون أن يكون هناك حوار، وأتمنى أن نصل إلى قناعة بأن نذهب إليه”. وكشف أنّ “ما لمسته من رئيس المجلس أن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتشاور محدد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل”، موضحًا أنّ الجلسة اليوم “ستكون جلسة انتخابية مثل سابقاتها”.
بكركي
وفي غضون ذلك رأى مجلس المطارنة الموارنة بعد اجتماعه الشهري امس برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس #الراعي “أن الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تُعطي مزيدًا من الأمل بوصول المجلس النيابي إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية”. ودعا “المعنيين في الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الإستفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن البلاد التأزُّم الذي يُصيبها في أكثر من قطاع”. وأسف للسجال السياسي الحاد حول اجتماع الحكومة الأخير، ورأى “أنه كان بالإمكان تحاشيه لو أن المسؤولين عالجوا الأمر بروية وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيدا عن الكيد السياسي، ومع احترام الدستور والميثاق الوطني نصًا وروحًا . ومعلوم أنّ أمور المواطنين الأساسيّة يمكن معالجتها بأساليب دستوريّة شتّى، من دون إنعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال الشغور الرئاسيّ”. وذكّز بأن “الخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان يبدأ بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يضع إعادة بناء الدولة على السكة الدستورية الصحيحة” .
#الاتحاد الأوروبي
اما في المواقف الخارجية من الازمة اللبنانية فأعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، في بيان بعنوان “الاتحاد الأوروبي شريك ملتزم دائم للبنان”، أن “الاتحاد الأوروبي يواصل دعم لبنان وشعبه في الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة ويخصص هذا العام 229 مليون يورو لتعزيز الإصلاحات الضرورية والتنمية الاقتصادية. وقد جرى تحديد أولويات عدة لهذه الحزمة المالية الجديدة”.وأشار إلى أن “الأولوية الأولى تتمثل في تعزيز الحوكمة الرشيدة ودعم الإصلاحات. وفي هذا السياق، سيساعد الاتحاد الأوروبي لبنان في تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالإدارة العامة والتي تركز على النزاهة والشفافية والمساءلة، بما يتماشى مع الفرص التي حدّدها الاتفاق الأخير على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي. وستهدف مساعدتنا إلى إصلاح الخدمة المدنية، وإصلاح الإدارة المالية العامة، والوصول إلى المعلومات”.
***********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
“حزب الله” حريص على “مار مخايل” لكنه يرفض تحويله “مادة ابتزاز”
“خميس الشغور”: التعطيل “سيّد نفسه”!
بكثير من القرف والملل، سيتابع اللبنانيون اليوم وقائع المهزلة الانتخابية بنسختها “العاشرة” في المجلس النيابي بعدما أفرغت قوى 8 آذار الاستحقاق الرئاسي من مضامينه الدستورية والوطنية، وأعادت تشكيله على صورة مصالح جبران باسيل الضيّقة وحسابات “حزب الله” العابرة للحدود، فارضةً إبقاء التعطيل “سيّد نفسه” تحت قبة البرلمان حتى إشعار آخر.
فبعد سقوط مناورة “الحوار” الهادفة إلى إطلاق قنابل دخانية في فضاء الاستحقاق الرئاسي للتعمية على مسؤولية كتل الثامن من آذار المباشرة عن تسويف العملية الانتخابية، يعود المشهد اليوم لتظهير الصورة على حقيقتها في “خميس الشغور” حيث التموضعات باقية على حالها بين كتل المعارضة الداعية إلى لبننة الاستحقاق والداعمة لترشيح النائب ميشال معوض، وائتلاف جبهة “الورقة البيضاء والتسميات الفولكلورية” المعرقل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط ترقب لما ستفرزه صناديق الاقتراع من “رسائل مشفرة” ضمن إطار لعبة شد الحبال التي يخوضها “التيار الوطني الحر” مع “حزب الله” على حلبة الترشيحات الرئاسية.
وفي هذا الإطار، توقعت أوساط مواكبة للاتصالات الجارية بغية تبريد أرضية التوتر بين “ميرنا الشالوحي” و”حارة حريك”، أن يبادر باسيل إلى فرملة التصعيد الإعلامي مع “حزب الله” بعدما لمس أنّ هذا المسار لن يصل به إلى مبتغاه الرئاسي إنما على العكس من ذلك قد يرتدّ سلباً عليه في ظل ما أظهره “الحزب” من حزم في الرد على تصريحاته الأخيرة، مشيرةً إلى أنّ رئيس “التيار الوطني” حرص من هذا المنطلق على “التراجع خطوة إلى الوراء” في إطلالته المتلفزة الأخيرة، ما ساعد على “احتواء الموقف” بعد أن أعاد تصويب كلامه ضمن سياق تبريري لما قصده بـ”النكث بالوعد” مبدياً تفهمه لانزعاج قيادة “حزب الله” من حديثه ومجدداً التأكيد على “قناعته الراسخة بمصداقية الحزب وصدقية أمينه العام السيد حسن نصرالله”.
ونقلت الأوساط نفسها عن مسؤولين في قوى الثامن من آذار معلومات تفيد بأنّ الاتصالات التي جرت “لم تحلّ أصل المشكلة لكنها على الأقل نجحت في وقف التراشق الإعلامي وإعادة الأمور إلى سكة النقاش ضمن الغرف المغلقة”، مشيرةً إلى أنّ “مآخذ “حزب الله” على أداء باسيل تفوق بأشواط تلك المآخذ التي أبداها عبر الإعلام على أداء الحزب، لكن وعلى قاعدة لكل مقام مقال، فإنّ جردة الحساب والعتاب ستطول عندما يحين وقت الجلوس بهدوء للمكاشفة والتحدث بصراحة ومن دون قفازات عن أسباب ما وصلت إليه الأمور على مستوى العلاقة المشتركة بين الجانبين”.
وبهذا المعنى، تؤكد المعلومات المستقاة من مسؤولي 8 آذار أنّ “حزب الله” لا يعتبر أنه “قصّر يوماً عن الوقوف إلى جانب “التيار الوطني الحر” في كل المعارك الرئاسية والسياسية والحكومية التي خاضها، لكن في الوقت نفسه يجب على “التيار” أن يدرك أنّ التحالف معه لا يعني أنّ على “الحزب” الإجهاز على حلفائه الآخرين وإلغاءهم من المعادلة، فـ”تفاهم مار مخايل” لم يأتِ لتكريس التحالف مع “التيار الوطني” على أسس إلغائية لسائر التحالفات التاريخية لـ”حزب الله” مع مختلف المكونات الوطنية، مع التشديد في المقابل على كون قيادة “الحزب” حريصة على تمتين هذا التفاهم لكنها أيضاَ ترفض تحويله إلى مادة ابتزاز سياسية وإعلامية بين الحين والآخر تحت وطأة استسهال التلويح بأنه بات على المحك عند أي اختلاف يطرأ في وجهات النظر”.
***********************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
“الجمهورية”: المجلس الى الفشل العاشر.. برّي: الوقت محدود.. الأصدقاء: لن نحلّ مكان اللبنانيين
يسجّل المجلس النيابي اليوم، الفشل العاشر في انتخاب رئيس الجمهورية، ويدخل في استراحة عيدي الميلاد ورأس السنة، لتعود وتُستأنف مع بداية السنة الجديدة حلقات مسلسل الفشل من جديد، وتضييع جلسات الانتخاب بالتسلية الفارغة بميشال معوض وبالأوراق البيضاء وبالاقتراع المُبعثر لمجموعة أسماء بعضها أُنزل إلى حلبة الترشيح من دون علمه، وبعضها الآخر مغمور أقصى ما يتمنّاه أن يحوز على صفة مرشّح لرئاسة الجمهورية.
على هذا الايقاع سيتقلّب المشهد الرئاسي في أفق فشل مفتوح إلى ما لا نهاية، وأسوأ ما فيه تغطية هذا الفشل بالوعظ السياسي والشعبوي وبكاء التماسيح على رئاسة جمهورية شاغرة، فيما سيّد القصر الجمهوري ألقت به احقاد الواعظين انفسهم، وأجنداتهم، خلف السدود السياسية التي قطعوا فيها معبر التوافق الالزامي لوصوله الى القصر، وحرفوا المسار نحو الصدام والتصعيد وتمديد الفراغ الى مديات زمنية بعيدة.
امام هذه الصورة المقفلة بالاحقاد والعناد، يصبح الرهان صعبا على أن تتبدّى فيها ليونة أو ايجابية ولو شكلية، من شأنها أن تحدث تعديلا فيها، فالمسار صاغته الاحقاد وفخّخته بصواعق الخطاب العدائي والتحريضي، وحسمت وجهته نحو معركة مفتوحة فوق ركام البلد. وبالتالي، لا يتّسع المجال للاستفاضة في سرد التكهنات والتوقعات والسيناريوهات المحتملة، فجميعها ترسم صورة مخيفة للواقع اللبناني، اكثر مرارة وغلياناً وبؤساً من الصورة الحالية، وتقترب من اليقين من أنه مع الوضع السياسي الميؤوس منه باتت الازمة الكبرى تلوح في الافق، ولحظة الارتطام تدنو أكثر فأكثر، ولم يبق أمام اللبنانيين سوى انتظارها وتلقي تداعياتها وويلاتها وآثارها الكارثية.
قمقم مُقفل
«الصورة أكثر من قاتمة»، على ما يقول مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، ويعتبر التعقيد الحاصل في الملف الرئاسي بأنه «صنع في لبنان»، ويقول: لقد دخلنا في قُمقم مقفل و«انحبسنا» فيه، ولا نملك الا الدعاء الى الله لكي يخرجنا منه.
ويستدرك المصدر عينه ويسأل: «كيف يمكن ان يخرج البلد مما هو فيه طالما ان العقل مريض ومعطل»؟ ويقول: «البلد يحصد ما زرعه هذا العقل، وقد بتّ على يقين من ان انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الجو هو من سابع المستحيلات، حاولنا ان نطرق باب التوافق والتَشارُك على إنهاء هذه الازمة، فلم يفتحوا هذا الباب، وجلس كل منهم فوق شعاراته وشعبوياته وتفرّغ لمعاركه الجانبية. فليتفضل «المتباكون» ويفسّروا للبنانيين كيف يَتباكون على رئاسة الجمهورية ومكانتها وموقعها ودورها وصلاحياتها، وفي الوقت نفسه يرفضون عن سابق اصرار وتصميم سلوك المسار المؤدي الى انتخاب رئيس؟ هذا بكاء بلا دموع، فإن كانوا يملكون حلا بديلا عن هذا المسار، فليطرحوه بلا تأخير».
وعرضَ المصدر الرفيع المشهد الرئاسي بقَوله: «لا مسلسل الإنتخاب نفع، والفشل يجرّ الفشل منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، ولا الحوار ممكن، ولا التوافق على رئيس للجمهورية مَقدور عليه، ولا نية لأطراف الصدام والانقسام بالنّزول عن أعمدة المواصفات والصدامات والشعبويات، فكيف يمكن ان تنتظر ان ينتخب رئيس للجمهورية في المدى المنظور؟ أنا اخشى انّ رئاسة الجمهورية باتت امام شهور طويلة من الفراغ».
ورداً على سؤال عما اذا كان فشل الحوار لصياغة توافق في الداخل، بَديله حوار بين اللبنانيين خارج لبنان؟ قال المصدر: ألا يكفينا نشر غسيلنا في الداخل لكي ننشره في الخارج. قد تكون هذه الفكرة تراود أذهان البعض، ولكن قبل كل شيء يجب أن يسأل هؤلاء انفسهم مَن في الخارج مستعد لأن يستقبلنا؟ وقبل ان نحكي عن الحوار ونبحث عمّن سيستقبلنا، مَن في الخارج مستعد او راغب في يعيرنا اهتمامه، ويتفرّغ لأزمتنا ويضعها في سلّم اولوياته، ويصرف اهتمامه عن الازمات الكبرى والاثار المدمرة على المستوى الدولي للحرب العالمية الدائرة في اوكرانيا»؟
الحوار ما زال ممكناً
الى ذلك، أبلغت مصادر سياسية واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» قولها انه على الرغم من الاجواء المتشنّجة التي احاطت بالمسعى الحواري الذي كان رئيس المجلس النيابي في وارد إطلاقه لصياغة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ الحوار ما زال مربوطاً بخيط رفيع وانعقاده ما زال وارداً، حيث انّ الابواب لم تُقفل نهائياً امامه.
ولفتت المصادر الى ان كل شيء مؤجّل الى السنة الجديدة، وأعربت عن اعتقادها في أنّ المكونات السياسية تَعاطت مع شهر كانون الاول على انه شهر مَيت ربطاً بعطلة الاعياد التي تأكل نصفه الثاني، وامر طبيعي في الوقت المَيت ألا تخرج بعض الاطراف مواقفها عن سياقها التصعيدي، في انتظار ما قد يستجد في هذا السياق، سواء من تطورات في الداخل او بناء على نصائح من «الاصدقاء» في الخارج، خصوصاً ان الازمة ضاغطة على الجميع وكل الاطراف مهما علا صوتها، محكومة بالبحث عن مخرج، ولننتظر بداية السنة الجديدة وما قد تحمله على هذا الصعيد».
وقد لفتت في هذا السياق، اشارة عكست ما بَدت انها ليونة برتقالية حيال الحوار، تجلّت في زيارة عضو تكتل لبنان القوي نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب الى عين التينة ولقائه رئيس المجلس نبيه بري، وإعلانه «انّ فكرة الحوار ليست واردة قبل نهاية العام الحالي»، وتأكيده «اننا لن نخرج من الازمة الحالية من دون حوار». كاشفاً «انّ ما لمسته من رئيس المجلس يؤكد أن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتَشاور، مُحدّد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل». (اشارة هنا الى ما أكدته مصادر مسؤولة بأنّ احتمالات انعقاد الحوار تصبح قوية اذا ما شارك فيه التيار الوطني الحر).
واذا كانت زيارة بوصعب الى عين التينة منسّقة او غير منسّقة مع رئاسة التيار الوطني الحر، الا انّ لها دلالاتها سواء اكانت خطوة احادية من بوصعب بتأييد الحوار، او خطوة تعبّر فعلاً عن موقف التيار وتعكس استعداده للمشاركة في الحوار. الا انها تزامَنت مع ما بَدت انها محاولة لرفع تهمة الهروب من الحوار عن التيار وإلقائها في مكان آخر، حيث نُسِب الى مصادر في التيار الوطني الحر قولها إن التيار لم يكن قد حسم أمر حضوره الحوار واشترط معالجة ما اعتبره خللاً حكومياً، ما دفعَ بري الى قطع الطريق عليه ولم يستكمل دعوته للحوار».
تخوّف واستغراب عربي
واللافت في هذا السياق، النبرة السوداوية التي قاربَ فيها مصدر ديبلوماسي عربي تطورات المشهد الداخلي، وقال لـ«الجمهورية»: «يؤسفني أن أقول إنّ ما نراه من تعقيد مُتسارع في المشهد السياسي اللبناني جعلنا خائفين فعلاً على لبنان، اقول بصراحة نحن نشعر بالحزن ونحن نرى لبنان وقد بلغ هذا المستوى من التعقيد والاختلاف بين فئاته السياسية».
وتناول المصدر الديبلوماسي العربي باستغراب بالغ ما سَمّاه «تفشيل الحوار وسقوط منطق التوافق، فمع الأسف هذا الامر يُفاقم ازمة لبنان ويرتّب أثماناً باهظة ينبغي تداركها، ونحن نرى حجم معاناة الشعب اللبناني». وقال: «نكرر القول انّ مصلحة لبنان واللبنانيين منطلقها الاساس وقاعدتها الاساس، الاتفاق فيما بينهم على انتخاب رئيس لبنان، وهذا ما سنؤكد عليه تكراراً مع القيادات والمراجع اللبنانية».
ورداً على سؤال قال المصدر الديبلوماسي: كل العرب، ونحن منهم، لطالما أكّدنا للأشقاء في اننا الى جانبكم، وحرصنا اكيد دائماً على ان ينعم بالرخاء والاستقرار والازدهار للشعب اللبناني الشقيق، والمسؤولية الاولى تقع على عاتق اللبنانيين في تنظيم واقعهم الداخلي بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة. وتبعاً لذلك، أقول بكل صراحة إنّني لا أملك أيّ معطى يؤكّد وجود أيّ مسعى، على الأقل عربي، مباشر او قريب او في المدى المنظور او البعيد، مرتبط بالملف الرئاسي في لبنان».
تَرقّب غربي
على أنّ المقاربة الغربية للملف الرئاسي اللبناني لا تقلّ سوداوية، وحركة السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية في لبنان رفعت نبرة التحذير من ترك لبنان من دون رئيس للجمهورية وحكومة جديدة تقود مسيرة الانقاذ وإجراء الاصلاحات.
وبحسب معلومات «الجمهورية» فإنّ مقاربة السفراء الغربيين للملف الرئاسي انتقلت من حَثّ اللبنانيين على اختيار رئيسهم، إلى الحديث عن مخاوف جديّة من تداعيات المراوحة السلبية في هذا الملف التي من شأنها أن تحيط مستقبل لبنان بمخاطر لن يتمكن من الصمود طويلاً أمامها.
وكشفت مصادر مواكبة للحركة الديبلوماسية الغربيّة لـ»الجمهورية» انّ سفير دولة اوروبية كبرى تحرّك في الايام القليلة الماضية في اتجاه بعض المستويات السياسية، ناقلاً كلاماً مباشراً حَمّل فيه القادة اللبنانيين «مسؤولية تعثّر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ودفع لبنان الى واقع مجهول».
ونقل عن السفير المذكور قوله: المجتمع الدّولي كان واضحا في تشجيع القادة السياسيين في لبنان على اختيار رئيسهم، وكذلك في دعم وتشجيع اي حوار فيما بينهم خارج سياق الحسابات السياسية والمصالح الذاتية، يُمكّنهم من وضع الحصان أمام العربة، ومن هنا على اللبنانيين ان يعلموا انهم هم الحصان الذي يجرّ العربة، ومن دون تفاهمهم على اختيار رئيس ستبقى العربة معطّلة، والازمة ستطول اكثر وتزداد تعقيداً وتأزماً، ومعاناة الشعب اللبناني ستكبر وتزداد صعوبة.
ولفتت المصادر الى انه في سياق الحديث عن مبادرة خارجية تجاه لبنان لانقاذ الملف الرئاسي، اكد السفير عينه «ان المجتمع الدولي لن يحلّ مكان اللبنانيين في ما هو واجب عليهم، لا سيما لناحية بلوغ تفاهم على اختيار رئيسهم، بل يشكل عاملا مساعدا لهم، ومؤيدا لأي خطوات يتخذونها في هذا السبيل، وواشنطن وباريس على وجه الخصوص أكدتا للبنانيين ان هذه هي مسؤوليتهم وحدهم، وليس في مقدور غيرهم ان يلعب هذا الدور بل عليهم ان يختاروا الرئيس، وعلى مجلس النواب واجب بأن يمارس دوره كاملاً في هذا المجال».
اضاف السفير قائلا: «صحيح ان ثمّة مشاورات تجري فيما بين اصدقاء لبنان، ومع قادة سياسيين وغير سياسيين لبنانيين، الا ان ذلك لا يندرج في سياق التحضير لمبادرات خارجية سواء من الولايات المتحدة الاميركية او فرنسا، او في سياق الضغط لتزكية مرشّحين معيّنين على ما يقال في لبنان، بل يندرج في سياق وحيد هو تشجيع اللبنانيين على أن يختاروا هم رئيس الجمهورية على وجه السرعة، تداركاً لتداعيات مستقبلية قاسية وصعبة».
الفوارق عميقة
وكشفت المصادر انّ مرجعاً غير سياسي قدّم امام السفير عينه مطالعة شديدة التشاؤم حول الملف الرئاسي، نعى فيها قدرة اللبنانيين على انتخاب رئيس، قائلا: «ان الفوارق عميقة جدا بين السياسيين في لبنان، وكما تلاحظون انها ازدادت اتساعا في الفترة الاخيرة، الامر الذي يجعل من المستحيل الرهان على تمكّنهم من انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ما تعبر عنه الجلسات الفاشلة التي يعقدها مجلس النواب، ما يعني ابقاء الرئاسة الاولى شاغرة الى آجال طويلة».
وخلص الى السؤال: «في هذا الجو ارى الانتخاب مستحيلا، فهل يمكن ان يتم من دون ضغوط لإتمامه»؟ فعقّب السفير على هذا السؤال قائلا: «المسؤولية ينبغي أن تكون عامل الضغط الوحيد عليهم، فأي ضغط اكبر من الضغط الذي ترخيه الازمة الصعبة على لبنان واللبنانيين، ويوجب عليهم التحرّك الفوري لمعالجتها؟
لن نكون لبنانيين
وسألت «الجمهورية» مسؤولا سياسيا عقد لقاءات متتالية مع عدد من السفراء الاجانب ومن ضمنهم سفير الدولة الاوروبية الكبرى الذي التقاه مرّتين في غضون ايام قليلة، عما استخلصه من حركة السفراء، فاكتفى بالقول: أكدوا بوضوح حرصهم على لبنان واستقراره، ولكنهم في الوقت نفسه اكدوا ايضا انهم لن يكونوا لبنانيين اكثر من اللبنانيين انفسهم، فهذا بلدهم ويفترض انهم الادرى من غيرهم بمصلحتهم وبكيفية انتخاب رئيس الجمهورية ضمن المسار التوافقي الذي لا بد من سلوكه في نهاية المطاف، ومهما طال الزمن. الخلاصة الاساس اننا وحدنا، واي حديث عن مبادرات خارجية ضاغطة لِفرض هذا المرشح او ذاك لا تعدو اكثر من فقاعات صناعة محلية سياسية واعلامية».
قائد الجيش في السرايا الحكومية
سياسياً، برزت امس زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى السرايا الحكومية ولقاؤه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وبحسب المعلومات الموزّعة فإن البحث تناول الوضع الامني في البلاد. وأكد العماد عون خلال اللقاء «أن الوضع الأمني ممسوك، وليست هناك أي مخاوف من حوادث فردية قد تؤدي الى تفلّت أمني»».وشدّد على «أن الجيش سيكثّف اجراءاته خلال فترة الأعياد ضمن خطة أمنية شاملة».
المطارنة الموارنة
الى ذلك، أكّد مجلس المطارنة الموارنة، في بيان، بعد اجتماعه الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الماروني مار بشارة الراعي «أن الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني تُعطي مزيدًا من الأمل بوصول المجلس النيابي إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية».
ودعا المجلس «الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الإستفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن البلاد التأزُّم الذي يُصيبها في أكثر من قطاع». وأسِف «للسجال السياسي الحاد حول اجتماع الحكومة الأخير»، ورأى «أنه كان بالإمكان تحاشيه لو أن المسؤولين عالجوا الأمر بروية وتشاور، وبالحوار البنّاء، بعيدا عن الكيد السياسي، ومع احترام الدستور والميثاق الوطني نصًا وروحًا. ومعلوم أنّ أمور المواطنين الأساسيّة يمكن معالجتها بأساليب دستوريّة شتّى، من دون إنعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال الشغور الرئاسيّ». وذكّر بأن «الخروج من المأزق الذي يعيشه لبنان يبدأ بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يضع إعادة بناء الدولة على السكة الدستورية الصحيحة».
قبلان: الحوار
بدوره، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في تصريح له امس: «البلد يعاني من أسوأ دوامة تاريخية، والكارثة السياسية تتمدّد، والغموض يلف مصير لبنان، لذلك رَفض الحوار قَفز خطير في المجهول، والشيطان يشرب من كأس الفراغ وسط ترسانة منظمات غير حكومية تمتهن اللعب الأمني، وتدير أخطر برامج للفتنة الداخلية وتعيد تكوين البلد للحظة الإنفجار».
واكد أن «المطلوب إنقاذ مشروع الدولة لأن طبخة التقسيم والفتن على النار، وما نريده موجة حوار لا موجة قطيعة، لأن مصير البلد على حافة الهاوية في ظل مشاريع تريد دفن لبنان». وقال: «أرفع الصوت مجدداً، بأن سارعوا لإنقاذ لبنان لأن البعض نائم فيما الشيطان لا ينام، وأسطول الجمعيات الملونة أخطر قنبلة موقوتة، والأمم المتحدة ترتكب أسوأ مجزرة بالتركيبة السكانية اللبنانية، وعينها على التوطين، والمشروع الدولي يعمل على تأمين انهيار مدروس، وعينه على تفكيك لبنان، فيما اللعب التجاري ومشاريع خنق الناس وترسانة دولار المجاعة موصولة بأوكار داخلية وخارجية تجيد سيناريو القتل الصامت».
مساعدة أوروبية
على صعيد آخر، أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، في بيان، بعنوان «الاتحاد الأوروبي شريك ملتزم دائم للبنان»، أن «الاتحاد الأوروبي يواصل دعم لبنان وشعبه في الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، ويخصّص هذا العام 229 مليون يورو لتعزيز الإصلاحات الضرورية والتنمية الاقتصادية. وقد جرى تحديد أولويات عدة لهذه الحزمة المالية الجديدة».
وأشار إلى أن «الأولوية الأولى تتمثّل في تعزيز الحوكمة الرشيدة ودعم الإصلاحات. وفي هذا السياق، سيساعد الاتحاد الأوروبي لبنان في تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالإدارة العامة والتي تركز على النزاهة والشفافية والمساءلة، بما يتماشى مع الفرص التي حدّدها الاتفاق الأخير على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي. وستهدف مساعدتنا إلى إصلاح الخدمة المدنية، وإصلاح الإدارة المالية العامة، والوصول إلى المعلومات».
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
البرلمان اللبناني يعقد اليوم آخر جلساته هذا العام لانتخاب رئيس
نائب رئيس المجلس: لمست من بري أن المرحلة المقبلة ستشهد عملاً مختلفاً وجدياً
نذير رضا
يعقد البرلمان اللبناني اليوم جلسته الأخيرة هذا العام لانتخاب رئيس للجمهورية، ويُعتقد أنها ستكون مثل سابقاتها، تمهيداً لمرحلة جديدة في العام المقبل يتنازع فيها سيناريوهان، أولهما إطالة فترة الفراغ في ظل انعدام المبادرات والفشل في التوافق ورفض الحوار، وثانيهما فرض أمر واقع في انتخاب رئيس بالأكثرية العددية المطلوبة، تحت الضغط الدولي لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة من لبنان للخروج من أزماته.
ويعقد البرلمان اليوم الجلسة العاشرة لانتخاب رئيس، بآمال منخفضة بأن تؤدي إلى خرق على مستوى انغلاق الملف الرئاسي، بعد رفض الكتلتين المسيحيتين الأكثر تمثيلاً في المجلس، أي «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» الحوار حول هذا الملف، وعجز البرلمان عن تأمين أكثرية عددية، حتى الآن، لمرشح واحد، سواء كان النائب ميشال معوض الذي ينتخبه «القوات» و«التقدمي الاشتراكي» وقوى أخرى، أو رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي يدفع «حزب الله» و«حركة أمل» بشكل أساسي باتجاه انتخابه.
وكان لافتاً تصريح نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب بعد زيارته رئيس البرلمان نبيه بري أمس، حين قال إن «ما لمسه من الرئيس بري أن الوضع لن يكون متروكاً إلى ما لا نهاية»، وهو مؤشر جديد يدل على أن المشهد في مرحلة ما بعد العام الجديد سيكون مختلفاً. وقال بوصعب: «الرئيس نبيه بري كان دائماً حاضراً لتلبية الدعوة لعقد طاولة حوار؛ لأننا جميعا نعرف في النهاية أنه من دون حوار لن نستطيع التوصل إلى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية»، مضيفاً «الواضح أن هناك أفرقاء ليسوا مقتنعين بطريقة جلسة الحوار، فاعتذروا أو أبدوا نيتهم في عدم الحضور إلى طاولة الحوار، والبعض الآخر كان يضع شروطاً حول كيف يجب أن تكون طاولة الحوار وبأي شكل، فهذا الموضوع لا يؤدي لانعقاد الحوار، وعليه أرى أنه لم تعد هناك إمكانية للحوار فيما تبقى من هذا العام، ولا أعتقد أن ذلك وارد».
وكرر بوصعب التأكيد أنه «لا يمكننا الخروج من الأزمة التي نحن فيها إلا من خلال العودة إلى الحوار الجدي بين كل الأفرقاء، ورئيس مجلس النواب طبعاً هو المعني الأول بانتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب؛ كون المجلس هو الذي ينتخب الرئيس».
وأضاف «ما لمسته من الرئيس بري أن الوضع لن يكون متروكاً إلى ما لا نهاية، ما يعني أن الجهد الذي يجب أن يبذل من أجل انتخاب رئيس للجمهورية له وقت محدد من أجل الوصول إلى تفاهم وتشاور، ولكن بعد هذا الوقت سيكون هناك عمل مختلف وجدي أكثر لانتخاب رئيس الجمهورية ابتداءً من بداية العام المقبل»، لافتاً إلى أن «الخلاف بين الأفرقاء ما زال قائماً».
ورأت مصادر نيابية مواكبة للحراك الأخير في إعلان بوصعب أن الوضع لن يبقى متروكاً إلى ما لا نهاية، وأن «سيناريو تطبيق الأمر الواقع سيكون ممكناً، خلافاً للفترة السابقة بعد تمنع القوى السياسية المسيحية الأكبر عن التوافق والمشاركة في الحوار»، موضحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن فرضية عدم إخلاء قاعة البرلمان بعد انتهاء الدورة الأولى من الاقتراع «يمكن أن تُطبق، بحيث تعقد الجلسة الثانية بأكثرية الثلثين، ثم يقترع النواب لمن يريدون بحيث يفوز من يحوز على النسبة الأكبر من الأصوات». وقالت المصادر إن القوى السياسية «لا تستطيع أن تُبقي الشغور إلى ما لا نهاية، في ظل ضغوط دولية تدفع باتجاه تنفيذ الإصلاحات ووضع لبنان على سكة التعافي».
وقالت المصادر إن المجتمع الدولي «غير معنيّ بالأسماء المطروحة للرئاسة، مع إدراك أن لا تغيير في بنية النظام اللبناني، بل الإصرار على انتخاب الرئيس بأقصى سرعة كمدخل للبدء بتطبيق الإصلاحات وخطة تعاف للبلاد من الأزمات القائمة»، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي «يهتم بتشكيل حكومة سريعة لتطبيق الإصلاحات وفي مقدمتها الإصلاح المالي، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإصلاح القضاء وإنجاز التعيينات فيه، فضلاً عن تعيين الهيئات الناظمة للقطاعات الحيوية، وأن هناك فرصة لكيفية الاستثمار الإيجابي بناء على إنجاز ترسيم الحدود».
غير أن هذا السيناريو لا يوافق عليه النائب في «كتلة التنمية والتحرير» قبلان قبلان الذي قال إن رفض الحوار «سيؤدي إلى إطالة فترة الفراغ في سدة الرئاسة». وقال قبلان لـ«الشرق الأوسط»: «ما دام لا حوار، يعني أنه لا اتفاق على اسم واحد، ما يعني أن الاستحقاق مؤجل في ظل عجز أي فريق عن تأمين أكثرية النصف بزيادة واحد (65 نائباً) للتصويت لرئيس في الدورة الثانية».
وقال قبلان: «في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد ويحتاج إلى توافق على كل المستويات، لا يمكن انتخاب رئيس بأمر واقع أو أكثرية عددية، بل يجب أن يُصنع التوافق خارج قاعة مجلس النواب، ويدخل الجميع إليها لتنفيذ الاتفاق»، لافتاً إلى أن كل رؤساء الجمهوريات في لبنان «انتخبوا بهذا المبدأ». وأضاف «اليوم هناك الكتلتان المسيحيتان الأكبر، وهما معنيتان من جهة تمثيلهما في الشارع المسيحي، ومعنيتان على المستوى الوطني، لم يتفقا على رئيس، ولم يتحاورا عليه، ورفضا الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري، وهذا يعني أن لا رغبة عندهما لإخراج مسألة إنهاء الشغور الرئاسي إلى حيز التنفيذ»، متسائلاً: «لماذا أجريا اتفاقيات في الدورة السابقة في 2016 بينما يرفضان ذلك الآن؟».
إلى ذلك، علّق عضو كتلة «الكتائب» النائب إلياس حنكش على عدم عقد جلسة للحوار بناء على طلب رئيس مجلس النواب نبيه بري، مشيرا إلى أن لا أحد مستعد لأن يتم استبدال جلسات انتخاب الرئيس من خلال جلسات حوارية، مضيفًا «حزب الكتائب لا يرفض الحوار ولكن هناك مقومات يجب أن تكون موجودة لإنجاحه». ورأى حنكش في حديث إذاعي أن استبدال الجلسات من خلال حوار إلى ما لا نهاية «هو تمديد للفراغ وللنزف الحاصل، لذلك يجب أن تكون الدعوة محصورة بالملف الرئاسي، وأن تكون داخل المؤسسات وألا تحل مكان جلسات الانتخاب».
***********************************
افتتاحية صحيفة اللواء
حراك خارجي لانتخاب رئيس ضمن تفاهمات حكومية وإصلاحية
جلسة «الترفيه» العاشرة خاطفة ولا جلسات للحكومة.. وأمن الأعياد ضمن خطة شاملة
من باب تمضية الوقت والترفيه، ليس الا أن يتابع اللبنانيون المشاهد المعادة في مجلس النواب، بدءاً من الساعة الحادية عشرة، حيث تعقد الجلسة رقم 10، وهي الاخيرة لهذا العام، على نية انتخاب رئيس جديد للجمهورية..
وحسب المعطيات المتوافرة فإن عدد الحضور من النواب مرشح للتراجع لاسباب بعضها عدمي (لا جدوى من الحضور) وبعضها مالي (تجنب النفقات المالية) وبعضها (بداعي السفر) او هناك من ينوب عن الغائب.. الذي بإمكانه المتابعة عبر شاشات التلفزة او مواقع التواصل او المواقع الالكترونية..
ليس الامر المهم هنا، بل ما لاحظته مصادر سياسية متابعة من ان الطبقة الحاكمة، بأشخاصها وكتلها ووزراء تصريف الاعمال باتت مختلفة حتى على ادارة الوقت او استثماره، او تحضير الارضية لملاقاة حواصل «الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني»، علها «تعطي مزيداً من الامل بوصول المجلس النيابي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، وفقاً لما ورد في بيان المطارنة الموارنة، بعد الاجتماع الشهري الذي عقد في بكركي امس.
وإذا كان الرئيس نبيه بري يتحفز لدور ما في السنة الجديدة، حسبما نقل عنه زوار عين التينة، على خلفية انه لن يترك الامر على غاربه الى ما لا نهاية، فإن الرئيس نجيب ميقاتي حسم امره بعدم الدعوة الى جلسة جديدة لمجلس الوزراء، لا خلال ما تبقى من هذا العام او في الاسابيع المبكرة من العام المقبل، تطميناً للاطراف المسيحية المعارضة لجلسات من دون ان يكون هناك رئيس جديد للجمهورية، وهو الامر الذي اكدته بكركي امس أيضاً، عبر القول بأن «أمور المواطنين الاساسية يمكن معالجتها بأساليب دستورية شتى من دون انعقاد الحكومة المستقيلة، والبلاد في حال الشغور الرئاسي»، وهو الموقف الذي كان موضع ترحيب من التيار الوطني الحر.
من الوجهة هذه، تحدثت معلومات عن لقاء ينتظر انعقاده في عمان بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الايراني ابراهيم رئيسي على هامش قمة جوار بغداد التي تعقد في العاصمة الاردنية، ويشارك فيها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وسيحضر الوضع اللبناني، من ضمن ملفات اقليمية على طاولة القمة.
عون في السراي بين الأمن والرئاسة
في السياق توقفت الاوساط السياسية عند زيارة قائد الجيش العماد عون الى السراي الكبير، واجتماعه بعد ظهر امس مع الرئيس ميقاتي، وحسب ما وزّع من معلومات فإن عون اكد ان «الوضع الامني ممسوك، وليس هناك مخاوف من حوادث فردية قد تؤدي الى تفلت أمني»..
واعلن عون انه خلال الاعياد سيكثف الجيش اجراءاته ضمن خطة امنية شاملة.
لكن مصدراً سياسياً بارزاً ربط زيارة عون للسراي، بعد عودة ميقاتي من الرياض، حيث استقبله الامير محمد بن سلمان ومثل لبنان في القمة العربية – الصينية، بأنها تدخل ضمن الحراك الذي يهدف الى ازالة الصعوبات التي تعترض آلية انتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية، وتأمين تأييد ودعم الكتل النيابية البارزة ولاسيما منها المسيحية، بعد رفض رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لهذا الخيار، وكشف إلى ان الاتصالات والمشاورات بهذا الخصوص قطعت شوطا كبيرا، ولكنها لم تصل إلى نهاياتها بعد.
وتوقع المصدر ان تتبلور نتائج الاتصالات لتخريج آلية انتخاب العماد جوزيف عون لاحقا بعد استكمال كل الخطوات المطلوبة لذلك، لافتا إلى ان جانبا من الزيارات المتتالية لباسيل إلى قطر، تتناول هذا الموضوع.
وتجدر الاشارة الى ان عون زار الدوحة الاسبوع الماضي.
وكشف مصدر سياسي بارز أن الحراك الداخلي والخارجي متواصل بعيدا من الاضواء، لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالرغم من التعثر الظاهري والعلني بمجلس النواب والمواقف العلنية لبعض الزعامات والمسؤولين اللبنانيين وقال: ان هناك رغبة بالمساعدة في الوصول إلى الاتفاق على مرشح توافقي مقبول، يمكنه ان يشكل قاسما مشتركا، بين جميع الاطراف، في ضوء فشل اي طرف سياسي في ترشيح شخصية مدعومة منه، يمكنها الفوز بالرئاسة.
واشار إلى ان جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، على كثرتها، لم تحقق اي اختراق، لتشبث كل فريق سياسي بمواقفه، واصبحت الجلسات بمثابة الدوران بالحلقه المفرغة المملة، ومن دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولذلك لم يعد ممكنا التسليم بهذا الجمود مع استمرار تدهور الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية على النحو الكارثي.
وفي اعتقاد المصدر السياسي، فإن سلسلة المشاروات الخارجية مع الداخل اللبناني والتي، تستنسخ اسلوب التفاوض الذي اعتمد لانجاز ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ولو بشكل مختلف، قطع شوطا بعيدا في تحديد اسم الشخصية التي ستنتخب للرئاسة الاولى، معربا عن اعتقاده بأن هناك تفاهما قد حصل بين واشنطن وباريس التي تتواصل مع طهران والمملكة العربية السعودية على اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون، ليكون مرشحا توافقيا، بدعم من مجموعة الدعم الدولية للبنان، على أن تتولى الدوحة بغطاء من الدول المذكورة، تخريجة انتخاب عون للرئاسة، وتوظف علاقاتها الجيدة مع كل الاطراف لانجاز آلية الانتخاب خلال الاسابيع الاولى من السنة المقبلة.
وفي المقلب الرئاسي ايضاً، تتوسع دائرة المشاورات حول محاور عدة:
1- الرئيس التوافقي، حيث يحصر البحث بشخصيتين: النائب السابق سليمان فرنجية، المدعوم من حزب الله، وقائد الجيش العماد جوزاف عون، المدعوم من دول الاعتدال العربي، ويحظى بتغطية مسيحية، في صلبها «القوات اللبنانية» وليس بعيدة عنها بكركي، على رغم المعارضة الشرسة للتيار الوطني الحر.
2- الترابط بين رئيس الجمهورية الجديدة ورئيس الحكومة الذي سترسو عليه الاستشارات النيابية الملزمة بعد انتخاب الرئيس، فإذا كان الرئيس اقرب الى محور 8 آذار، فيمكن ان يأتي رئيس الحكومة من فريق 14 آذار، مدعوماً بموقف عربي يعيد احتضان لبنان، وإلا فبعد انتخاب الرئيس، قد تتجه الامور الى ثلث معطل في الحكومة، ما لم يكن رئيس الحكومة متوافق عليه، على نحو يشبه شخصية رئيس حكومة تصريف الاعمال.
3- اعطاء ضمانات للفريق المسيحي بعدم التعرض للطائف او احداث ما من شأنه اضعاف الدور المسيحي.
وفي هذا الاطار، تحدثت مصادر دبلوماسية عن ان الفاتيكان يدرس ارسال وفد الى لبنان وبعض العواصم العربية ذات التأثير، لإبلاغها موقف ان الفاتيكان يدعم اي مبادرة او تسوية تلحظ حق المسيحيين كاملاً، كما اتفق عليه في الطائف.
4- الشق المتعلق بالاصلاحات والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والمسار النقدي والمصرفي، بما في ذلك اتجاهات الموازنة في السنة المقبلة ومع العهد الجديد.
الجلسة
نيابياً، لم تشهد الاتصالات حول جلسة المجلس النيابي اليوم اي جديد يذكر حول انتخاب رئيس الجمهورية بعد فشل محاولات الرئيس نبيه بري التوافق بالحوار حول الرئيس العتيد، سوى تردد معلومات غير مؤكدة من مصادرها بأن التيار الوطني الحر يفكر في طرح اسم جهاد ازعور كمرشح رئاسي مقابل معلومات اخرى عن استمراره في وضع الورقة البيضاء، بينما استمر تسجيل مزيد من مواقف الكتل النيابية حول ضرورة إتمام الاستحقاق الدستوري والتوافق عبر الحوار، فيما انصب بعض الاهتمام على تثبيت الوضع الامني في البلاد لاسيما خلال فترة الاعياد المباركة مع ارتفاع منسوب التحذيرات الامنية من بوابة فوضى اجتماعية وامنية في ضوء الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار مقابل الليرة وقد تخطى امس الـ 43 الف ليرة.
وفي السياق الامني، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي عن وضع خطّة أمنيّة لفترة الأعياد، قائلًا: سنتشدّد ليلة الميلاد واتُّخذت كل الإجراءات الضروريّة والإستباقية.
وأضاف: نعمل على تخفيف إطلاق النار ابتهاجاً وسنتشدّد في محيط المطار لمنع إطلاق النار العشوائي. مشيراً إلى أن «للقوى الأمنيّة الحقّ بالتحرّك التلقائي أمام الجرم المشهود، والموقف الرّسمي ثابت بحماية المطار ومحيطه وسمعته ومنع أيّ عمل غير مقبول يحصل فيه أو عبره وسنتصدّى لتصدير الأذى والتهريب عبر المطار».
وأكد أن «الخطّة الأمنيّة في طرابلس نجحت بنسبة مرتفعة وما في غطاء فوق رأس أحد، ونُطمئن المواطنين عَيْدوا بأمان وفرح ومحبّة لأنّ أمانكم مسؤوليّتنا ومسؤوليّة كلّ عنصر أمنيّ وعسكريّ».
وتعليقاً على إشكال الأشرفيّة، قال مولوي: لا نُريد أن يتكرّر والفوضى وزعزعة الإستقرار لا نقبل به ولن نسمح بأن يحصل، ونؤكّد جهوزيّتنا وجهوزيّة كلّ الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة.
جلسة تشاور وزارية الجمعة
في مجال آخر، تلقّى وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجّار اتصالاً هاتفياً من الرئيس ميقاتي يبلغه نيّته عقد لقاءٍ تشاوري يوم غد الجمعة في تمام الساعة الرابعة من بعد الظهر، في القصر الحكومي، على أن يبلّغ باقي الوزراء اليوم عبر أمانة سرّ رئاسة مجلس الوزراء.
وعلمت «اللواء» ان الوزراء الذين اعترضوا على عقد جلسة مجلس الوزراء الماضية وتغيبوا عنها، كلفوا الوزير حجار التفاوض بإسمهم مع الرئيس ميقاتي وابلاغهم نتيجة التشاور معه، وان الوزراء كانوا في جو ان جلسة التشاور الوزارية كانت ستعقد الاثنين الماضي لكن يبدو ان ميقاتي ارتأى تأجيلها لمزيد من التشاور مع المرجعيات السياسية والروحية وهولذلك زار البطريرك بشارة الراعي ومن ثم الرئيس بري، الى جانب قوى اخرى، وارتأى توجيه الدعوة لجلسة التشاور الجمعة لكن حتى مساء امس لم يكن الوزراء الثمانية قد تبلغوا اي شيء رسمي.
هل حُسمت زيارة ماكرون؟
بعد الاخبار المتناقضة عن زيارته الى لبنان، يبدو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قرر زيارته ليلة عيد الميلاد.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدرلم تحدده، ان ماكرون سيزور بيروت في 24 كانون الاول، ويلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ويزور القوة الفرنسية العاملة في اطار القوات الدولية في الجنوب لمعايدة افرادها بالميلاد ورأس السنة الجديدة.
اوروبا شريك ملتزم
في الاثناء، أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، في بيان، بعنوان «الاتحاد الأوروبي شريك ملتزم دائم للبنان»، أن «الاتحاد الأوروبي يواصل دعم لبنان وشعبه في الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة ويخصص هذا العام 229 مليون يورو لتعزيز الإصلاحات الضرورية والتنمية الاقتصادية. وقد جرى تحديد أولويات عدة لهذه الحزمة المالية الجديدة».
وأشار إلى أن «الأولوية الأولى تتمثل في تعزيز الحوكمة الرشيدة ودعم الإصلاحات. وفي هذا السياق، سيساعد الاتحاد الأوروبي لبنان في تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالإدارة العامة والتي تركز على النزاهة والشفافية والمساءلة، بما يتماشى مع الفرص التي حدّدها الاتفاق الأخير على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي. وستهدف مساعدتنا إلى إصلاح الخدمة المدنية، وإصلاح الإدارة المالية العامة، والوصول إلى المعلومات».
أميركياً، سجلت زيارة للسفيرة الاميركية دورثي شيا الى السراي الكبير، حيث اجتمعت الى الرئيس ميقاتي، وسط معلومات عن ان إتيان غولدريتش نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى يجري لقاءات مع شخصيات منتقاة، لا يعلن عنها، داخل السفارة الاميركية في عوكر.
كوليرا: صفر
كورونا:64
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات الكوليرا في لبنان «عدم تسجيل أي إصابة جديدة، فاستقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 660، فيما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة، واستقر العدد التراكمي للوفيات على 23».
وفي تقرير منفصل، أعلنت الصحة عن حالات كورونا تسجيل» 64 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1221370، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة».
بسالة أُسود المغرب تتعثّر أمام الخبرة الفرنسية
بلغ المنتخب الفرنسي المباراة النهائية من مونديال قطر 2022 بفوزه على المغرب (2-0) في اللقاء الذي أجري مساء الأربعاء في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم لكرة القدم، بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
وسيواجه منتخب فرنسا حامل اللقب نظيره الأرجنتيني على لقب النسخة الـ22 عند الخامسة عصر الأحد المقبل على استاد لوسيل، علما أن كل منهما يطمح للقبه الثالث، فرنسا بعد 1998 و2018، والأرجنتين بعد نسختي 1978 و1986.
وقدّم المنتخب المغربي مباراة كبيرة، لكن لم يحالفه التوفيق بالتفوق على الخبرة الفرنسية، وجاء هدف التقدم بعدما حول ثيو هيرنانديز كرة عرضية في مرمى حارس المغرب ياسين بونو بعد مرور 5 دقائق، مستغلا دربكة في دفاعات الأسود أثناء هجمة شنها كيليان مبابي.
وكاد المغربي جواد الياميق يدرك التعادل بكرة كانت ستدخل تاريخ كأس العالم بعد تسديدة مقصية رائعة، لكنها اصطدمت بالقائم الأيمن لمرمى هوغو لوريس، وسط انتفاضة مغربية لافتة أواخر الشوط الأول عانى منها الفرنسيون، علما أن القائم الأيمن المغربي كان تصدى لكرة اوليفييه جيرو بالدقيقة 17.
وتواصل الضغط المغربي بالشوط الثاني لكن دون نجاح اسود الاطلس في ترجمة اي من كراتهم أمام مرمى لوريس، إلى أن نجح كولو مواني بحسم الأمور منطقيا بهدف ثان لفرنسا بالدقيقة 79.
وشهدت المباراة حالة تحكيمية أثارت جدلا واسعا، وذلك بعد سقوط المغربي سفيان بوفال بعد إلتحام مع هيرنانديز داخل منطقة جزاء فرنسا، ولكن الحكم المكسيكي سيزار راموس، احتسبها خطأ ضد بوفال، قبل أن يشهر إنذارا ضد اللاعب المغربي.
وأثار هذا القرار جدلا تحكيميا كبيرا، خصوصا أن حكم تقنية الفيديو لم يستدع حكم الساحة المكسيكي لمراجعة اللعبة، لكن ومهما يكن من امر، فإن المنتخب المغربي، صحيح انه فقد فرصة حمل اللقب، لكنه فاز بالاداء المشرف الذي قدمه، والذي استطاع عبره كسب قلوب كل الشعب العربي.
***********************************
افتتاحية صحيفة الديار
الملفات رُحـّلت الى ٢٠٢٣ وتقارير أمنية تُـحذر من الإنفجار الاجتماعي والفوضى
ميقاتي للراعي : لا جلسات للحكومة ووزراء التيار يحضرون اللقاء التشاوري غداً – رضوان الذيب
«حركة بلا بركة» لغة الحوار تعطلت، البلاد دخلت عطلة الاعياد، الملفات رحّلت للعام الجديد، النسبة الكبيرة من السياسيين الى اوروبا لتمضية الاعياد وبعضهم الى قطر لحضور نهائي المونديال في مقدمهم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وعائلته، فيما اعداد كبيرة من المغتربين اللبنانيين يمضون عطلة الاعياد في بلدهم ويحركون العجلة الاقتصادية والمالية في كل القطاعات.
في موازاة ذلك ينفذ الجيش اللبناني والقوى الامنية اجراءات واسعة في كل المناطق ليلتي الميلاد وراس السنة لتوفير افضل الاجواء للمواطنين الساهرين في كل المناطق مع حركة حجوزات ممتازة في الفنادق والمطاعم.
هذه الاجواء الايجابية، تقابلها سلبية سياسية في كل الملفات وتحديدا الرئاسية، والذين التقوا مساعد وزير الخارجية الاميركي السابق ديفيد هيل رئيس مركز ويلسون للابحاث حاليا لمسوا عدم اهتمام اميركي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، والملف ليس اولوية عند الادارة الاميركية ولم يوضع على الطاولة حتى الان، ونفى هيل وجود اتصالات اميركية مع فرنسا او السعودية او قطر في الملف الرئاسي لكن ذلك لا يعني تسليم بلاده ادارة الملف الى فرنسا واي دولة اخرى، مكررا ان واشنطن لن تؤيد اي مرشح لرئاسة الجمهورية بل على اللبنانيين اخذ المبادرات الداخلية وعدم انتظار الخارج والفرصة سانحة لهم لانتخاب رئيسهم، مجددا موقف بلاده الداعم لاتفاق الترسيم، حاملا على حزب الله وسياساته في ما اصاب اللبنانيين معترفا ان الاجراءات الاميركية لم تؤثر على مالية الحزب وبيئته وجمهوره. وحسب الذين التقوا هيل فان جولته استطلاعية لمعرفة المواقف الحقيقية للاطراف السياسية، مؤكدا انه سينقل ما لمسه في اجتماعاته الى المسؤولين في الخارجية الاميركية.
وفي المعلومات ان لقاءات عقدها هيل مع نخب سياسية وثقافية وناشطين في المجتمع المدني تطرقت الى لبنان بشكل عرضي من خلال ملفات المنطقة، وتركز النقاش على تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية والازمات الناتجة عنها وتداعياتها على الصعيد العالمي.
في المقابل، اشار النائب مروان حمادة، الى ان الاجواء الداخلية مقفلة حاليا بسبب الاعياد والمونديال، لكنه اشار وحسب معلوماته، ان لبنان سيكون حاضرا في قمة بغداد ٢ الاقليمية التي تعقد في ٢٠ كانون الاول في الاردن لبحث التطورات العراقية والتحديات التي تواجهه، وسيحضر المؤتمر الرئيس الفرنسي ورؤساء دول الاردن والعراق ومصر والسعودية وقطر والامارات والبحرين وربما تركيا وايران اللذين حضرا المؤتمر الاول في بغداد العام الماضي ووجهت لهما الدعوة للحضور، وسيكون الملف الرئاسي حاضرا للمرة الاولى في مؤتمر اقليمي خارجي.
لا جلسة للحكومة ولقاء تشاوري غدا
بعد فوز المغرب على البرتغال وما نتج عنه من تداعيات وتوترات طائفية في الاشرفية اثر تظاهرة السيارات من طريق الجديدة، جرت اتصالات على اعلى المستويات شاركت فيها قيادات امنية توصلت الى تصور مشترك وتوافق على ضرورة تهدئة الاجواء وتخفيف التشنجات خلال الاعياد وتمضية «الاجازة» باجواء هادئة، وفي المعلومات، ان الرئيس ميقاتي ابلغ البطريرك الراعي عدم عقد اي جلسة للحكومة خلافا لكل التسريبات، فيما بادر الرئيس نبيه بري الى سحب دعوته للحوار بعد تحفظ القوات والتيار تجنبا لاي تداعيات طائفية، وستكون الجلسة الرئاسية اليوم كسابقاتها بين الورقة البيضاء وميشال معوض وتوزيع باسيل لاصوات كتلته مع بقاء نواب التغيير مشتتين، وستنتهي الجلسة بتبادل التهاني بالاعياد ودخول البلاد في اجازة حتى ٩ كانون الثاني، وما يعزز اجواء التهدئة، ان ميقاتي ابلغ الراعي تحضيره لعقد لقاء تشاوري غدا الجمعة عند الساعة الرابعة بعد الظهر، وان ميقاتي ابلغ الوزير هكتور حجار عقد اللقاء غدا على ان توزع الدعوات اليوم للنقاش في الملفات المتعلقة بامور الناس، فحظي الاقتراح بموافقة الراعي وباسيل، وابلغ حجار ميقاتي حضور وزراء التيار اللقاء غدا، وفي المعلومات، ان وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار قام خلال اليومين الماضيين بنقل وجهات النظر بين ميقاتي وباسيل في موضوع اللقاء التشاوري للوزراء، ووضع حجار الراعي في تفاصيل الاتصالات، مع نفي السراي للتسريبات بان هدف الاجتماعات التشاورية الوصول الى توافق على جدول اعمال الجلسة الحكومية القادمة، علما ان حجار كرر لميقاتي رفض باسيل عقد اي جلسة للحكومة تحت اي ذريعة في ظل الشغور الرئاسي، مع الانفتاح على اي نقاش للتوافق على صيغ تسهل امور المواطنين عبر امضاء القرارات بين الوزراء المعنيين او الوزراء الـ ٢٤، هذا الاتجاه لم يعارضه وزراء امل وحزب الله والاشتراكي حاليا نتيجة الحرص على تخفيف الاجواء الطائفية والمذهبية وعدم انزلاق الاوضاع الى اماكن خطرة.
لكن جهود الوزير حجار لابقاء خطوط التواصل بين ميقاتي وباسيل سرعان ما تبخرت بعد انفجار الخلاف بين الرجلين على تشكيل الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، واصدار وزير الطاقة وليد فياض بيانا يتضمن شروطا للتعيين ورفع عدد اعضاء الهيئة من ٥ اشخاص الى ٦ دون التشاور مع الرئيس ميقاتي وهذا ما فجر خلافا بين ميقاتي وفياض الذي وافق اخيرا على تعيين الهئية الناظمة تجاوبا مع مطلب صندوق النقد الدولي كشرط لتقديم المساعدات في حل ازمة الكهرباء واستجرارها من مصر والاردن، هذا الملف قد يفجر الخلافات مجددا بين بري وميقاتي وجنبلاط وباسيل.
توافق بين حزب الله والتيار على معالجة التباينات «بالكتمان»
الغيمة السوداء في العلاقة بين حزب الله والتيار لم تزل كليا وتحولت الى ضبابية، وهذا ما ادى الى فتح باب الاتصالات مجددا بين الطرفين عبر بقعة الضوء التي اشاعها رئيس التيار جبران باسيل في مقابلته الاخيرة وما حملته من رسائل ودية الى سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «نقلتها الديار في على صفحتها الأولى الخميس الماضي».
وفي المعلومات، ان الحزب والتيار يعترفان ويقران بوجود تباينات بينهما وتحديدا في الملف الرئاسي وغيرها من القضايا، على ان تتم معالجة التباينات «بالكتمان» من خلال اللقاءات المباشرة بعيدا عن الاعلام مع حرص الطرفين على تفاهم مار مخايل وتثبيت التحالف بينهما، وفي المعلومات، ان الطرفين توافقا على ضبط الحركة الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وكان التجاوب شاملا الا من بعض «الطراطيش» مع نفي الطرفين للتسريبات الاعلامية عن قطيعة وطلاق وما شابه، وهذا ما يؤكد حرصهما على التحالف القائم واستمرار التواصل، والجميع يعلم مدى الوفاء عند السيد نصرالله وقيادة الحزب للحلفاء والاصدقاء الذين وقفوا مع المقاومة في المراحل الصعبة وفي مقدمهم الرئيس ميشال عون وجبران باسيل.
لكن الحرص على الاجواء الايجابية بين الطرفين، يقابله تمسك باسيل بموقفه الرافض لوصول سليمان فرنجية الى بعبدا رغم كل الوعود والضمانات التي قطعت له بالحفاظ على موقع التيار وحصته وحجمه، لكن باسيل تمسك برفض مرشح بري وميقاتي وجنبلاط الى رئاسة الجمهورية مهما كانت الاعتبارات، ولن يتراجع، والاتصالات متوقفة معه في الاتجاه الرئاسي .
مجلس المطارنة الموارنة يثمن الاتصالات الدولية والعربية
ثمن مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك الراعي الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشان الرئاسي التي تعطي مزيدا من الامل بوصول المجلس النيابي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ودعا المطارنة الموارنة جميع المعنيين الى الافادة من هذه الاجواء لاتمام الاستحقاق الرئاسي. واسف مجلس المطارنة للسجال الحاد حول اجتماع الحكومة الاخير ويرى انه كان بالامكان تحاشيه لو ان المسؤولين عالجوا الامور بروية وتشاور والحوار البناء بعيدا عن الكيد السياسي واحترام الدستور والميثاق الوطني نصا وروحا، وان امور المواطنين يمكن معالجتها باساليب دستورية شتى، من دون انعقاد الحكومة المستقيلة والبلاد في حالة من الشغور الرئاسي.
القوات اللبنانية ثابتة ولا فيتو على جوزاف عون
في المقابل، فان القوات اللبنانية ثابتة على مواقفها وتتعاطى مع الجلسات الرئاسية بمعيار واحد منذ الجلسة الاولى التي دعا اليها الرئيس نبيه بري والتصويت لميشال معوض، والتاكيد على اولوية انجاز الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، هذه الاولوية تتقدم على اي حوار او اجتماع للحكومة مع تاكيد واصرار القوات في كل ادبياتها السياسية على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية اولا، لكن اللافت ما اعلنه الدكتور سمير جعجع لجريدة عكاظ السعودية، ان لا فيتو للقوات اللبنانية على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية مكررا رفضه انتخاب سليمان فرنجية لتوجهاته السياسية مع التاكيد على العلاقة الجيدة معه محملا حزب الله ومحور الممانعة مسؤولية التعطيل، وانتقد ادارة الرئيس بري للجلسات الرئاسية.
الازمة الاجتماعية وانهيار المؤسسات
موجة الغلاء الى تصاعد جنوني، وعداد الاسعار في ارتفاع يومي، مع رفع الدولار الجمركي الى ١٥ الف ليرة وتجاوز الدولار عتبة الـ ٤٣ الفا مما انعكس على القدرة الشرائية للناس وتحديدا المواد الغذائية والمحروقات، بالاضافة الى الادوية التي ارتفعت اسعارها ١٥٠ بالماية، وتجاوزت اسعار الادوية الوطنية الادوية المستوردة من الخارج، فيما سجلت المنظمات الدولية في تقاريرها، ان نسبة الفساد في لبنان تقدمت على دولة الصومال، ومستوى التضخم في المرتبة ما قبل الاخيرة بعد زيمبابوي، ونسبة الغلاء هي الاعلى عالميا وسط هجرة متصاعدة، وفي المعلومات، ان قادة الاجهزة الامنية حذروا في تقارير رفعوها الى المسؤولين من تداعيات ذلك على الاستقرار في البلاد، مع ارتفاع نسبة الاعمال الاجرامية واستسهال عمليات القتل والسرقات وانتشار المخدرات، كما حذروا من خطورة الازمة الاجتماعية التي تشكل البيئة الحاضنة لتجنيد الشباب ضمن الخلايا الارهابية وشبكات الموساد وبث التطرف في المناطق الاكثر فقرا وانشاء جمعيات دينية ترفض الاخر بالاضافة الى الكثير من الموبقات التي تتعارض مع مجتمعاتنا. وجددوا التحذير من الانفجار الاجتماعي والفوضى.
وكشفت التقارير عن ازدياد التوترات في كل المناطق بين اللبنانيين والنازحين السوريين على خلفية الازمة الاجتماعية.
وفي المعلومات، ان مسؤولي الامم المتحدة متمسكون بوقف المساعدات الاجتماعية للمعلمين اذا لم يتم دمج الطلاب اللبنانيين والسوريين في دوام واحد قبل الظهر، وهذا ما ترفضه وزارة التربية مما ادى الى حرمان المعلمين من هذه المساعدة الاجتماعية، ونفذوا اضرابا في اليومين الماضيين، مع تنفيذ اضراب مماثل يومي الاربعاء والخميس القادمين، فيما الدراسة للطلاب السوريين بعد الظهر تسير بشكل طبيعي وهذا ما يهدد القطاع التربوي الرسمي في لبنان، ويقوم وزير التربية عباس الحلبي بالاتصالات لانقاذ العام الدراسي لكنه يصطدم في عدم توافر الاموال.
***********************************
افتتاحية صحيفة الشرق
الجلسة العاشرة اليوم (تيتي تيتي)
كما الجلسات العقيمة لانتخاب رئيس جمهورية، كذلك الحوار المنشود بذريعة تأمين التوافق على هوية صاحب الفخامة العتيد. آفاق مقفلة، وانسداد مُحكم… والى العام المقبل، قد يكتب الله ما لا تعلمون.
على هذا المشهد تقفل سنة 2022 وفق المتوقع والمكتوب. فجلسة اليوم الرئاسية، لزوم ما لا يلزم، ربطا بنتيجتها المحسومة سلفا وبسقوط حظوظ تحولها حوارية بضربة قواتية – عونية، ستكون آخر جلسات العام، وعلى ذمة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لا حوار واردا، والعمل الجدي بدءا من الـ 2023.
حتى ذلك الموعد، ومع ارتفاع منسوب التحذيرات الامنية من بوابة فوضى اجتماعية في ضوء الارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار مقابل الليرة وقد تخطى اليوم الـ 43 الف ليرة، او جرائم فردية تكثفت في الآونة الاخيرة، انبرى القادة الامنيون امس الى بعث رسائل طمأنة في كل الاتجاهات عشية موسم الاعياد، مؤكدين اتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع اي خلل امني.
لا حوار
في السياسة، وعشية الجلسة الرئاسية العاشرة اليوم في ساحة النجمة، أشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري في عين التينة، إلى أنّ “هناك أفرقاء لم يقتنعوا بطريقة عقد طاولة الحوار، وفكرة عقد الحوار قبل نهاية العام لا أعتقد أنها واردة”، مشيرًا إلى “أننا لن نخرج من الأزمة الحالية دون أن يكون هناك حوار، وأتمنى أن نصل إلى قناعة بأن نذهب إليه”.وكشف أنّ “ما لمسته من رئيس المجلس أن الوقت من أجل أن يكون هناك تفاهم وتشاور محدد وليس إلى ما لا نهاية، وبعده سوف يكون هناك عمل جدي أكثر ابتداء من العام المقبل”، موضحًا أنّ “جلسة الغد (اليوم) ستكون جلسة انتخابية مثل سابقاتها”.
لإتمام الاستحقاق
من جهة ثانية، وعلى وقع تأكيد اميركي بأن انتخاب رئيس للبنان ليس من واجب واشنطن بل مجلس النواب اللبناني، رأى المطارنة الموارنة أن الاتصالات الدولية والعربية الجارية في الشأن الرئاسي اللبناني، تُعطي مزيدًا من الأمل بوصول المجلس النيابي إلى انتخابِ رئيسٍ جديد للجمهورية. ودعا الآباء المعنيين في الأحزاب والكتل النيابيّة إلى الإستفادة من الأجواء الإيجابية لتأمين إتمام هذا الإستحقاق بما يرفع عن البلاد التأزُّم الذي يُصيبها في أكثر من قطاع.
الحوار لا القطيعة
الى ذلك، توجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في تصريح، ”للشعب المنهك والقيادات السياسية والروحية” بالقول: “البلد يعاني من أسوأ دوامة تاريخية، والكارثة السياسية تتمدد، والغموض يلف مصير لبنان، لذلك رفض الحوار قفز خطير في المجهول.
شريك ملتزم
في الاثناء، أعلنت بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان، في بيان، بعنوان “الاتحاد الأوروبي شريك ملتزم دائم للبنان”، أن “الاتحاد الأوروبي يواصل دعم لبنان وشعبه في الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة ويخصص هذا العام 229 مليون يورو لتعزيز الإصلاحات الضرورية والتنمية الاقتصادية. وقد جرى تحديد أولويات عدة لهذه الحزمة المالية الجديدة”. وأشار إلى أن “الأولوية الأولى تتمثل في تعزيز الحوكمة الرشيدة ودعم الإصلاحات. وفي هذا السياق، سيساعد الاتحاد الأوروبي لبنان في تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالإدارة العامة والتي تركز على النزاهة والشفافية والمساءلة، بما يتماشى مع الفرص التي حدّدها الاتفاق الأخير على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي. وستهدف مساعدتنا إلى إصلاح الخدمة المدنية، وإصلاح الإدارة المالية العامة، والوصول إلى المعلومات”.
عيّدوا بأمان
في المقلب الامني، أعلن وزير الداخلية بسام مولوي بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي عن وضع خطّة أمنيّة لفترة الأعياد، قائلًا: “سنتشدّد ليلة الميلاد واتُّخذت كل الإجراءات الضروريّة والإستباقيّة.” ونُطمئن المواطنين “عَيْدوا بأمان وفرح ومحبّة لأنّو أمانكن مسؤوليّتنا ومسؤوليّة كلّ عنصر أمنيّ وعسكريّ. وتعليقاً على إشكال الأشرفيّة، قال مولوي: “لا نُريد أن تتكرّر والفوضى وزعزعة الإستقرار لا نقبل به ولن نسمح بأن يحصل ونؤكّد جهوزيّتنا وجهوزيّة كلّ الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة.”
القائد في السراي
وتوازيا، برزت زيارة مهمة لقائد الجيش العماد جوزف عون الى السراي حيث استقبله الرئيس ميقاتي وعرض معه الوضع الامني في البلاد. وأكد العماد عون خلال اللقاء “أن الوضع الأمني ممسوك، وليس هناك أي مخاوف من حوادث فردية قد تؤدي الى تفلّت أمني”.وشدّد على “أن الجيش سيكثّف اجراءاته خلال فترة الأعياد ضمن خطة أمنية شاملة.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :