افتتاحية صحيفة البناء:
قصف أميركيّ في دير الزور رداً على هجمات المقاومة…
والمقاومة الوطنيّة السوريّة تردّ طهران تسلّمت الردّ الأميركيّ حول الملف النوويّ…
واتجاه لجولة جديدة في فيينا الملف الحكوميّ يراوح…
وجريصاتي يشكّك بتسلّم حكومة تصريف أعمال صلاحيّات رئاسيّة
حال ترقب مزدوج لمسار التفاوض حول الملف النووي الإيراني، والتفاوض على ترسيم الحدود البحرية للبنان، بقي تحدّي الأمين العام لحزب الله لخصوم المقاومة بالتعليق على معادلته التي تؤكد عدم وجود أي صلة بين موقف المقاومة من الترسيم ومسار التفاوض حول الملف النوويّ الإيرانيّ، دون جواب، فكل الذين دأبوا على اتهام المقاومة بأنها مجرد أداة إيرانيّة، وقد وصل بعضهم الى اتهام مئات الآلاف من اللبنانيين الذين صوتوا لمرشحي حزب الله في الانتخابات بأنهم غير لبنانيين ومجرد جالية إيرانية، وشاركت مرجعيات روحية وقيادات حزبية باتهام المقاومة مع اعلان معادلتها، إذا حُرم لبنان من حقوقه في النفط والغاز فإن لا غاز ولا نفط سيخرج من ساحل المتوسط، بأن هذه المعادلة توضع لتعزيز موقع إيران التفاوضيّ في ملفها النووي، وجاء تحدي السيد نصرالله لخصوم المقاومة محرجاً، عندما قال إنه إذا تم التفاهم على الملف النووي الإيراني ولم ينل لبنان مطالبه فإن المقاومة ذاهبة الى التصعيد، وإذا فشل التفاوض حول الملف النووي الإيراني ونال لبنان مطالبه فالمقاومة ذاهبة الى التهدئة، ولا يزال التحدّي ينتظر الأجوبة.
في مفاوضات الملف النووي تبلغت إيران الأجوبة الأميركية، وتقوم بدراستها، ونفت مصادر إيرانية في مقدّمتها مستشار الوفد الايراني المفاوض محمد مرندي، أن يكون الردّ الأميركي سلبياً، وقالت إن إيران قدمت اسئلة لتوضيح عدد من النقاط الغامضة في العرض الأوروبي، ويفترض أن الأجوبة الأميركية توضح الموقف الأميركي منها، وطهران سوف تدرس هذه الردود وتحدّد موقفها، بينما رجحت مصادر أوروبية العودة الى جولة مفاوضات في فيينا بحصيلة هذه الجولة من التفاوض غير المباشر خطياً بين واشنطن وطهران، الذي أنهى العديد من القضايا العالقة، ومهّد الطريق لتفاوض أكثر قرباً من التوصل إلى التفاهم النهائي.
في مسار مواز للتفاوض أعلنت واشنطن عن قيامها بغارات على مناطق في شرق سورية اتهمتها بالمسؤولية عن استهداف القواعد الأميركية شرق نهر الفرات، وقالت إنها تعود لجماعات قريبة من إيران. ونفت إيران أن تكون الجماعات المستهدفة ايرانية او على صلة بإيران، مضيفة ان الاحتلال الأميركي في سورية ينهب النفط وينتهك السيادة ويجب أن يرحل، بينما قالت مصادر سورية إن القصف الأميركي جاء رداً على عمليات المقاومة الوطنية السورية التي استهدفت القواعد الأميركية التي تسطو على حقول النفط والغاز، وإن المقاومة عاودت الرد على القصف الأميركي باستهداف هذه القواعد بالصواريخ. ولم تستبعد مصادر دبلوماسية أن يكون القصف الأميركي رسالة سياسية لنتائج قمة طهران التي ضمت الرؤساء الروسي والايراني والتركي وخرجت بعدها جملة مواقف تؤكد تحميل واشنطن مسؤولية رعاية الإرهاب وتطالبها بسحب قواتها من سورية. وقد شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواقف مشابهة، بينما تشهد موسكو مساعي روسية لترتيب العلاقات بين سورية وتركيا على قاعدة اعتبار الاحتلال الأميركي ورعايته لمشروع انفصاليّ في شرق سورية تحدياً مشتركاً، بما يجعل المقاومة الوطنية السورية تحظى بتغطية إقليميّة واسعة، ويفتح الباب لبحث مستقبل العلاقات التركية السورية تحت سقف وحدة وسيادة سورية ومواجهة الإرهاب بكل تشكيلاته.
في ملف التفاوض حول ترسيم الحدود، ينتظر المسؤولون اللبنانيون ما سيبلغه الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين من نتائج للمحادثات الجارية في واشنطن بين المسؤولين الأميركيين والمسؤولين الإسرائيليين، التي يشكل ملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان أحد مواضيعها، والتي يشترك فيها هوكشتاين، وقالت مصادر متابعة للملف لقناة المنار «إن الوقت ليس مفتوحاً، فيما تكمن المشكلة في تعدد الآراء لدى القادة الإسرائيليين، حول الصيغة الجديدة وفقاً لشروط لبنان، في مفارقة تسجل للبنان، وهي توحيد موقفه الوطني حول ملف الترسيم». وكشفت المصادر، أنّ «الإسرائيلي مأزوم لكونه لا يتقبّل فكرة تحصيل حقوق لبنان بثروته. ولا يملك القدرة على سرقتها بعد تهديدات حزب الله، فيما الإسرائيلي بات اليوم أمام حقيقة خسارة بعض شروطه في الترسيم، وهو ما يشكل مكسباً للبنان». ولفتت مصادر «المنار»، إلى أنّ قنوات التواصل بين هوكشتاين والإسرائيليين تعمل بشكل يومي للتوصل إلى صيغة نهائيّة قريباً بشرط أن لا تُرفض، لعلمه بعواقب الأمور.
في الملف الحكوميّ عادت المراوحة تسيطر على الموقف، وكان لافتاً إدخال عنصر تحفيز جديد لتحريك المسار، قد يؤدي الى المزيد من التوتر السياسيّ مع إعلان مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي أن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ملزم بمهلة معقولة للتشكيل وفق الاجتهاد كواجب وطني ودستوري». وسأل «كيف لحكومة اعتبرت مستقيلة مع بدء ولاية مجلس النواب أن تمارس صلاحيات رئاسية في حال خلو سدّة الرئاسة؟». وأضاف جريصاتي «لا يمكن سحب التكليف من ميقاتي إلا في استشارات نيابية ملزمة وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب عملاً بمبدأ موازاة الصيغ».
لم يُفضِ اللقاء الرابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في بعبدا أمس، الى تذليل العقد وإزالة العقبات وتعبيد الطريق أمام ولادة الحكومة، في ظل تمسك الرئيسين برؤيتيهما ومقاربتيهما للحكومة الجديدة، ففي حين يطرح ميقاتي بقاء الحكومة الحالية مع بعض التعديلات الطفيفة تشمل وزيري الاقتصاد أمين سلام والمهجرين عصام شرف الدين، يتمسك عون بتدعيم وتحصين الحكومة بستة وزراء لمنحها الغطاء السياسي والصلاحيات الدستورية لإدارة البلاد في حالة حصول الفراغ في سدة الرئاسة الأولى.
ووفق معلومات «البناء» فإن نقاط الخلاف لا تزال على حالها والمشاورات تدور في حلقة مفرغة، وعلى الرغم من دخول الطرفين في تفاصيل الحكومة، لكن لم يتم التوصل الى مقاربة موحّدة، فالخلاف يكمن حول نقطتين: الأولى الجهة التي ستسمّي وزيري الاقتصاد والمهجرين، إذ يريد رئيس الجمهورية حصر تسميتهما به وليس بالمرجعيات الطائفية التي ينتميان إليها فيما يريد ميقاتي تسميتهما وانتزاعهما من حصة رئيس الجمهورية للتحكم بسياسة وقرارات الحكومة بعد انتهاء ولاية الرئيس عون، والثانية توسيع الحكومة الى 30 وزيراً ما يمسّ بالتوازنات السياسية والطائفية للحكومة ويغرق التأليف في متاهات التسميات وفق ما يتخوّف ميقاتي لكن عون يعتبر أن هذه الصيغة تشكل ضمانة لتياره السياسي ولصلاحيات الرئاسة الأولى في حالة الفراغ. ولذلك انتهى اللقاء عند هذا الخلاف وتمّ الاتفاق وفق معلومات «البناء» على استكمال المشاورات ومزيد من دراسة الصيغ المطروحة على أن يتولى الرئيس المكلف التواصل والتشاور مع القوى السياسية لا سيما الحزب التقدمي الاشتراكي والرئيس نبيه بري.
وأشار المكتب الإعلامي لميقاتي، الى أن ميقاتي لم يدلِ بأي كلام أو تعليق، لدى خروجه من لقائه مع رئيس الجمهورية، وما ذكرته إحدى وسائل الاعلام ويتم تناقله غير صحيح على الإطلاق، فاقتضى التوضيح.
وتشير أوساط مطلعة لـ»البناء» الى أن «ميقاتي اقتنع مؤخراً بأن الخيارات تضيق أمامه والوقت ليس في صالحه، ولم يعد لديه سوى خيار وحيد هو تأليف الحكومة بعدما وصلته رسائل من بعبدا مفادها أن العبور الى مرحلة الفراغ الرئاسي إن حصل بهذه الحكومة سيخلق إشكاليات دستورية وسياسية ما سيفاقم الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وسيعرّض قرارات حكومة تصريف الأعمال الى الطعن، لذلك الحل بتأليف حكومة جديدة طالما أن هناك شبه تسليم بأن لا رئيس للجمهورية في المهلة المحددة للانتخاب. ووصل الى مسامع ميقاتي وفق معلومات «البناء» فتاوى واجتهادات دستورية بأن الحكومة الحالية لا يمكن أن تتسلم صلاحيات رئيس الجمهورية، وثانياً تهديد رئيس الجمهورية بصدد استخدام صلاحياته الدستورية بطرق مختلفة تضغط لسحب التكليف من يد ميقاتي بالتنسيق مع مجلس النواب أو إجباره على التأليف.
وتشير مصادر سياسية وقانونية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» الى أن الدستور واضح لجهة وضعية وصلاحية حكومة تصريف الأعمال. موضحة أن المادة 63 من الدستور تنص على أنه: «في حال خلو سدة الرئاسة الأولى لأي علة كانت تناط صلاحيات الرئيس وكالة بمجلس الوزراء»، وهناك جدل أن مجلس الوزراء يمكن أن يكون تصريف أعمال، لكن المدة 69 الفقرة 1 البند د جاءت لتوضح هذه الإشكالية والمادة 63 وتنص أن «الحكومة تعتبر مستقيلة عند بدء ولاية رئيس الجمهورية». ما يعني أن حكومة تصريف الأعمال هي حكومة مستقيلة ولا يمكن أن تتسلم وكالة صلاحيات رئيس الجمهورية لأنه عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ستستقيل وهي حكماً مستقيلة.. فكيف لها أن تسلم صلاحيات رئيس جمهورية وأن تستقيل عند بدء ولايته. لذلك هي حكومة ميتة ولا يمكن أن تتسلم صلاحيات.
وتميّز المصادر بين استقالة رئيس حكومة كما حصل عندما استقال الرئيس سعد الحريري بعد أحداث 17 تشرين 2019، وبين استقالة حكومة بسبب بدء ولاية مجلس نيابي جديد، علماً أن الحكومة الحالية لم تنل ثقة مجلس النواب الجديد.
واستغربت المصادر إلقاء الاتهامات جزافاً على رئيس التيار النائب جبران باسيل بالتعطيل والهدف تبرير فشل ميقاتي بالتأليف، في وقت لا يمكن المزايدة على حس باسيل الوطني والمسؤولية تجاه المصلحة الوطنية، علماً أن التأليف محصور برئيسي الجمهورية والحكومة المكلف. مشدّدة على أن «الرئيس عون مؤتمن على الدستور وعلى ملف تأليف الحكومة بالتوافق والتشارك مع رئيس الحكومة».
وفي سياق ذلك، اعتبر مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، أن «رئيس الحكومة المكلف ملزم بمهلة معقولة للتشكيل وفق الاجتهاد كواجب وطني ودستوري». وسأل في تصريح: «كيف لحكومة اعتبرت مستقيلة مع بدء ولاية مجلس النواب أن تمارس صلاحيات رئاسية في حال خلو سدّة الرئاسة؟». وأضاف رداً على سؤال: «لا يمكن سحب التكليف من ميقاتي الا في استشارات نيابية ملزمة وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب عملاً بمبدأ موازاة الصيغ».
وكشفت مصادر مطّلعة لـ»أو تي في» المحسوبة على التيار، أنّ اللقاء بين عون، وميقاتي، بحث في طرحين لتشكيل الحكومة، فإما إبقاء الحكومة من 24 وزيراً مع تغيير وزيري الاقتصاد والمهجرين، وإما جعلها حكومة من 30 وزيراً عبر 6 حقائب، لوزارات دولة لتأمين تغطية سياسية لحكومة التكنوقراط الحالية، تحسّباً لحصول أي فراغ على صعيد الاستحقاق الرئاسي.
وأشارت المصادر، إلى أنّ «ميقاتي كان قدّ لمّح في وقت سابق، إلى أنّه يفضّل أن تبقى الحكومة من 24 وزيراً، فيما يعتبر رئيس الجمهورية أنّ التغطية السياسية لحكومة التكنوقراط أفضل. ولفتت، إلى أنّه «لم يكن هناك حسم لأي خيار، بل حصل عرض لإيجابيات وسلبيات كل طرح، ومدى حاجة البلاد لكلّ منهما، ومدى تجاوب الأطراف مع أيٍّ من هذين الطرحين». وأوضحت المصادر، أنّ «هناك المزيد من المشاورات سيجريها كل من ميقاتي والرئيس عون، وبعدها سيكون هناك اجتماع بينهما ليبنى على الشيء مقتضاه».
على صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، لم يسجل أي جديد بعد البيان الذي أصدره نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الاثنين الماضي والذي أكد على استمرار التواصل للتوصل الى اتفاق. وعلمت «البناء» أن الاتصالات مستمرة بين الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين والحكومة الإسرائيلية، لكن الوسيط يواجه أزمة تتمثل بعدم حصوله على الرد الإسرائيلي النهائي نظراً للخلافات التي تعصف بالأطراف السياسية داخل الكيان حيال ملف الترسيم، الأمر الذي يؤخر الرد الإسرائيلي على الموقف اللبناني قبل أيلول».، كاشفة أن التوجه الإسرائيلي الأغلب نحو تأجيل استخراج الغاز من كاريش الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في تشرين لنزع فتيل الخلاف الداخلي والحسابات المتناقضة بين الأطراف الإسرائيلية، ولنزع التوتر على الحدود مع حزب الله الذي قد يؤدي الى حرب»، لذلك فإن كيان الاحتلال وفق المصادر يقع بين مطرقة تهديد حزب الله بالحرب العسكرية وبين سندان الوقت والحاجة لاستخراج الغاز لتصديره الى أوروبا في الوقت المحدد للعقود الموقعة بين الطرفين، لذلك هو يواجه مأزقاً حقيقياً في كافة الاحتمالات.
وأفادت مصادر قناة «المنار»، بأن لبنان ينتظر جواباً من الوسيط الأميركي وليس شرطاً لزيارته. وأشارت إلى أن الوقت ليس مفتوحاً، فيما تكمن المشكلة في تعدد الآراء لدى القادة الإسرائيليين، حول الصيغة الجديدة وفقاً لشروط لبنان، في مفارقة تسجل للبنان، وهي توحيد موقفه الوطني حول ملف الترسيم. وكشفت المصادر، أنّ الإسرائيلي مأزوم لكونه لا يتقبّل فكرة تحصيل حقوق لبنان بثروته. ولا يملك القدرة على سرقتها بعد تهديدات حزب الله، فيما الإسرائيلي بات اليوم أمام حقيقة خسارة بعض شروطه في الترسيم، وهو ما سيشكل مكسباً للبنان. ولفتت المصادر إلى أنّ قنوات التواصل بين هوكشتاين والإسرائيليين تعمل بشكل يومي للتوصل إلى صيغة نهائية قريباً بشرط أن لا تُرفض، لعلمه بعواقب الأمور.
وفي خطوة مفاجئة، أعلنت شركة «نوفاتيك» الروسية انسحابها من «كونسورتيوم» شركات التنقيب واستخراج النفط من لبنان، والذي يضمّها الى جانب «توتال» الفرنسية و»آيني» الإيطالية.
وأفادت المعلومات أن انسحاب الشركة يتعلق بالعقوبات الأميركية على الشركات العالمية التي تتعامل مع شركات روسية، ما يطرح تساؤلات عن مدى تأثير هذا التطور على عملية استخراج الغاز والنفط في لبنان، حتى بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود. إلا أن وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض طمأن في بيان الى أن اتفاقيات الاستكشاف البترولية بين لبنان والشركات الأجنبية ليست في خطر رغم رحيل الشركة الروسية.
ودعا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان المسيحيين الى «التوحّد لإنقاذ لبنان عبر شخصية وطنية لرئاسة الجمهورية، ورئيس مجلس النواب نبيه بري يملك من سعة الخيارات الوطنية ما يلاقي الجميع لتأمين الخلاص الوطني، والفراغ كارثي، والقطيعة السياسية سرطان دماغي، وترك البلد بلا حكومة وطنية أمّ الكوارث، وإذا كان من وظيفة وطنية الآن فتكمن بمنع الفراغ، وسياسة الانتشال الوطنية تبدأ بالإنقاذ السياسي للمؤسسات الدستورية، وأي إنقاذ سياسي كبير تنتظره مهمة الإنقاذ السيادي للنفط البحري لتبدأ معه لحظة إنقاذ لبنان التاريخية».
على صعيد آخر، أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة ببنين ـــ عكار حوالى 113 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال، من الجنسّيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، بسبب تحضيرهم لهجرة غير شرعية عبر البحر. وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص»، بحسب ما اعلنت قيادة الجيش.
وفي تطور أمني لافت، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل لمعارض سعودي يدعى علي هاشم يقيم في بيروت يهدد باستهداف السفارة السعودية في لبنان.
وعلى الأثر وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، كتابين الى كل من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة المعلومات طالباً إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته أمام القضاء، واتخاذ الإجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة. والى المديرية العامة للأمن العام لإيداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من لبنان وإليه. علماً انه توفرت لوزارة الداخلية والبلديات معلومات ترجح أن المدعو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي من الجنسية السعودية، هو صاحب التسجيل الصوتي المتداول ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم ارهاب.
من جهته، غرّد السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، عبر «تويتر»، قائلاً: «الإرهابُ وليدُ التطرُّفِ جُذورهُ وبُذورهُ تبدأُ بالعقلِ المُحْبَط».
****************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
لقاء بعبدا: خلاف على إدارة الفراغ
مع بدء العدّ العكسي للاستحقاق الرئاسي ودخول البلاد المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لم يخرج اللقاء الرابع بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، في بعبدا أمس، بأية تطورات جديدة.
مصادر قريبة من بعبدا قالت لـ «الأخبار» أن «لا تقدّم... والرئيس المكلّف غير جدّي في التأليف». علماً أن إعادة ميقاتي تحريك الملف الحكومي بشكل مُفاجئ طرحت علامات استفهام عن الأسباب التي دفعته إلى العودة من رحلة الاستجمام، رغم أن القوى السياسية المعنية بتأليف الحكومة لم تكُن في جو أي تطورات، وفقَ ما يؤكّد أكثر من مصدر استغرب «حراك ميقاتي مع أن لا عوامل جديدة دخلت على الخط». فيما تقول مصادر مُتابعة إن «ميقاتي لمسَ أخيراً عدم وجود ضغط دولي لتأليف الحكومة أو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ما يعني أن احتمالات الفراغ صارت كبيرة وهذا ما يُفقِده إمكانية إدارة البلاد من خلال حكومته كونها حكومة تصريف أعمال، لا سيما أن الاستناد إلى فتوى دستورية ملتبسة يتيح للفريق المقابل الاستناد إلى فتاوى مشابهة طالما أن الالتباس سيد الموقف».
غير أن حصيلة «ورشة تذليل التعقيدات» التي أطلقها رئيس الحكومة المكلف أخيراً لا تبدو مبشّرة. فكل الطروحات، وأبرزها إدخال ستة وزراء دولة يمثلون الأطراف السياسية إلى الحكومة تُسقِطها الفيتوات، تماماً كما حدث مع اقتراح تغيير وزيرين من حصة الرئيس عون، يُصرّ الأخير على أن يُسميهما بينما يُطالب ميقاتي بأن يكون شريكاً في التسمية.
ومن الواضح أن شدّ الحبال حول الحكومة انتقل من الخلاف على الحقائب والحصص إلى خلاف على من يدير الفراغ في حال تعذر الانتخابات، وأي حكومة سترِث صلاحيات رئيس الجمهورية. وهو ما انعكس تصعيداً كبيراً في الخطاب السياسي. إذ شنّ موقع «ليبانون 24» التابع لرئيس الحكومة هجوماً على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، واصفاً إياه بـ «الحرتقجي» الذي يُخرّب التفاهمات، و«يحشر أنفه في ما لا يعنيه دستورياً وقانونياً». وأمس ردّ مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي قائلاً إن «الرئيس المكلف ملزم بمهلة معقولة للتشكيل وفق الاجتهاد كواجب وطني ودستوري»، سائلاً «كيف لحكومة اعتبرت مستقيلة مع بدء ولاية مجلس النواب أن تمارس صلاحيات رئاسية في حال خلو سدّة الرئاسة؟».
ولا تقِف الخلافات حول الحكومة عند بعبدا والسراي، بل تنسحب على بقية القوى. ورغم ما سُرّب إعلامياً عن إحجام رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عن تسمية بديل درزي للوزير الحالي عصام شرف الدين، أكدت مصادر مطلعة لـ «الأخبار» أن «جنبلاط لن يتنازل عن حقه في استثمار ما يعتبره انتصاراً نيابياً، بعد خسارة خصومه اللدودين في الجبل»، مؤكدة أنه «يُصرّ على أن تكون الحصة الحكومية الدرزية كاملة له، وإذا لم يُسمّ البديل عن شرف الدين فإن الأكيد أن أي اسم آخر لا يُمكن أن يمر من دون أن يوافق عليه».
********************************
افتتاحية صحيفة النهار
مناورات العهد: “تعجيز” التأليف واجتهادات تهويلية
لم يعد غريباً ولا مفاجئاً ان تتحول لقاءات بعبدا بين رئيس الجمهورية #ميشال عون والرئيس المكلف #نجيب ميقاتي في شأن ملف تأليف الحكومة الجديدة الى دوامة عقيمة لا موجب لاستمرارها ما دام ثمة قرار واضح وثابت لدى العهد، وفق ما تثبت ذلك كل المعلومات الجادة والموثوقة، بتعطيل كل طرح من شأنه فتح باب التأليف بقصد إبقاء باب الحجج والذرائع مفتوحا امام محاولات بقائه في بعبدا بعد 31 تشرين الأول المقبل. ذلك ان احباط العهد امس للمحاولة الثانية في اقل من أسبوع لاعادة احياء البحث في صيغة تسوية لتعويم الحكومة، ولو مطعمة بتعديل جزئي، اثبت عمليا للاوساط المعنية المتابعة عن كثب تطورات الملف الحكومي أولا بأول، ان ثمة نهجا خطيرا ثابتا يتبعه العهد ورئيس فريقه السياسي أي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بـ”تعجيز” الرئيس المكلف، رغم اتباعه تنازلات عدة، أيا يكن الطرح الذي يقدمه بلوغا الى الإبقاء على الواقع الحكومي عالقا لتوظيفه في احتمالات الاستحقاق الرئاسي وخصوصا في سيناريو الفراغ. وبرزت معالم التهويل بخيارات انقلابية غير دستورية مع استباق المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية بتسريبات اعلامية حيال فتاوى دستورية من مثل التمسك بعدم تسليم صلاحيات #رئاسة الجمهورية الى حكومة تصريف الاعمال، كما اتبعت باجتهادات حيال نزع التكليف من ميقاتي. وبلغت ذروة التهويل بالاجتهاد الانقلابي حيال بقاء عون في بعبدا بعد انتهاء ولايته في حال عدم تشكيل حكومة تستوفي شروط العهد وفريقه السياسي. وما جعل الأوساط المعنية تتأكد من انطلاق السيناريو التعجيزي للرئيس المكلف والتمهيد لتوظيف التعجيز في الاستحقاق الرئاسي، ان سقف الشروط في ملف تاليف الحكومة ارتفع الى الذروة بدليل ان عون رفض، بعد مرونة، ان يسمي الوزيرين اللذين اقترح ميقاتي تبديلهما في الصيغة التي قدمها، فيما تنازل أيضا عن عدم تغيير وزير الطاقة. وامس عاد عون الى التمسك بطرح توسيع الحكومة بتعيين ستة وزراء دولة يراد منهم توسيع هيمنة العهد وفريقه على الحكومة بما يعني الاعداد السافر للفراغ الرئاسي وما بعده. فرفض ميقاتي الطرح وعاد الملف الى المربع الأول. وثمة من وصف لقاء النصف ساعة بين عون وميقاتي امس بانه أوحى “كأن العهد في اوله لجهة النبرة التي يتعامل بها مع الملف الحكومي” بما يؤكد ان العهد لا يريد حقيقة تشكيل حكومة جديدة. وهو الامر الذي انعكس فورا عقب اللقاء الفاشل الخاطف اذ سارعت بعبدا الى الزعم ان “للبحث صلة”، فما كان من السرايا الا ان سارعت الى التأكيد ان ميقاتي لم يصرح اطلاقا بما يوحي انه ليس في وارد اللقاء مجددا على أساس ما حصل .
ولكن مستشار رئيس الجمهورية سليم حريصاتي اعترف في حديث تلفزيوني انه لا يمكن سحب التكليف من الرئيس ميقاتي الا في استشارات نيابية ملزمة وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب عملا بمبدأ موازاة الصيغ. واعتبر ان الرئيس المكلف ملزم بمهلة معقولة للتشكيل وفق الاجتهاد كواجب وطني ودستوري. وسأل “كيف لحكومة اعتبرت مستقيلة مع بدء ولاية مجلس النواب ان تمارس صلاحيات رئاسية في حال خلو سدة الرئاسة ؟”
وكان قصر بعبدا افاد ان “رئيس الجمهورية عرض صباحا مع ميقاتي التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة وتم بحث مختلف المعطيات المرتبطة بعملية التشكيل على ان يستكمل التشاور في وقت لاحق”. ولكن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي اعلن ان “الرئيس نجيب ميقاتي لم يدل باي كلام او تعليق ، لدى خروجه من لقائه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، وما ذكرته احدى وسائل الاعلام ويتم تناقله غير صحيح على الاطلاق. فاقتضى التوضيح”.
الأزمات وتداعياتها
في غضون ذلك برزت الى واجهة المشهد الداخلي المأزوم بقوة تصاعدية تداعيات الازمات المالية والاجتماعية، كما أزمات المحروقات والطاقة، بما يؤشر الى مزيد من الاضطرابات المتصلة بهذه الاختناقات، خصوصا ان المعالجات تبدو قاصرة تماما عن احتواء هذه التداعيات. ورغم ذلك حاول امس وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل التخفيف من وطأة الاحتقانات فاكد ان التنسيق في ما خص الموازنة “يسير بالتعاون التام بين الوزارة ولجنة المال والموازنة النيابية”، آملاً ان ينتهي النقاش بشأنها في غضون أيام. ولفت إلى أن مشروع الموازنة كان قد لحظ وبشكل واضح تحديد سعر الصرف في تقدير النفقات والواردات منذ تحويل المشروع الى المجلس النيابي في شباط من العام 2022. وقال إن اقتراح احتساب سعر الدولار على 20.000 ليرة جاء وفق المعدل الوسطي لسعر صيرفة للأشهر الثلاثة المنصرمة في حينه، وأن أرقام الإيرادات المقدرة آنذاك أتى وفقاً لتوقّع إقرار المشروع ونشره قبل الانتخابات النيابية في أيار الماضي، وبدء الجباية من تاريخ نشر الموازنة. وأشار الى ان الوزارة أرسلت الى لجنة المال والموازنة تقديرات الإيرادات والنفقات الفعليّة لعام 2022 بناءً على طلب اللجنة في الجلسة الأخيرة. وعن سعر صرف العملات الأجنبية لاستيفاء الرسوم والضرائب من قبل إدارة الجمارك على السلع والبضائع المستوردة وعن إقرار الموازنة، إعتبر أنها مسؤولية يجب على الجميع وعي أهميتها للحد من الإنهيار، وتلافياً لتحمّل الطبقات من ذوي الدخل المحدود والأقل دخلاً، تبعات هذا الإنهيار، كما ولإعادة استنهاض أجهزة الدولة لتستعيد دورها في خدمة المواطن.
في ظل التخبط في المشهد السياسي تنذر أوضاع القطاعات والازمة المعيشية بالاشتداد. وامس ارتفعت اسعار المحروقات من جديد وسط ازمة في توزيع مادة المازوت. وعقدت نقابات المحروقات اجتماعاً موسعاً وبحث المجتمعون في ما آلت اليه الامور في قطاع المحروقات وتأثيراته السلبية على المحطات والصهاريج. ونتيجة المناقشات قرر المجتمعون مطالبة وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط برفع نسبة الجعالة على اساس الدولار الأميركي “بشكل منصف كي تكون لدينا القدرة على الاستمرار”. ودعوا الى “ايجاد صيغة في جدول تركيب الاسعار لحماية المحطات من تقلبات الاسعار العالمية وفرق سعر الدولار المحلي”، والطلب الى وزارة الطاقة دعوة جميع المعنيين لإيجاد الحلول الناجعة بصورة فورية لهذه المشاكل والا سنكون امام إجراءات سيتخذها اصحاب المحطات مرغمين”. على صعيد التغذية الكهربائية شبه المعدومة، علم ان باخرة محملة بالمازوت ستصل الى لبنان خلال 48 ساعة، أما المخزون فنفد وسط مخاوف من توقف المولدات الخاصة في معظم المناطق لافتقادها الى المادة .
التأزم التربوي
وبدا لافتا صعود أزمات القطاع التربوي الى الواجهة مع الاقتراب من بدء العام الدراسي الجديد. ولوحظ ان الرئيس ميقاتي كثف نشاطه في السرايا لمواكبة هذا الملف فرأس اجتماعا لبحث وضع الجامعة اللبنانية. واعلن الوزير عباس الحلبي انه تم التداول في عدد من القضايا التي تعيق عمل الجامعة واستئناف الدروس فيها. وطالب بتعجيل صرف الاعتمادات لتحقيق نوع من الانفراج في مطالب المعلمين وكلفة التشغيل وسائر القضايا التي تتصل بالجامعة. همنا الطلاب، استكمال السنة الماضية، إجراء الامتحانات وتحرير الطلاب من الإنتظار الى حين انتهاء الإضراب.
تربويا ايضا، أعلن الحلبي بعد اجتماع مع اتحاد المؤسسات التربوية “اننا قبلنا سابقا، مع المدارس الخاصة بانشاء صندوق لتغطية الكلفة التشغيلية، ولكن يمنع على المدارس طرد اي تلميذ بسبب عدم قدرة الاهل على دفع المبلغ المحدد بالدولار، وعلى المدارس اعفاء ابناء كل العاملين بالقطاع العام من دفع اي مبلغ بالدولار. وقال “في حال مخالفة اي مدرسة، لدينا ادوات قانونية لاخذ اقصى العقوبات بحقها”.
من جهته، أعلن الامين العام للمدارس الكاثوليكية يوسف نصر ان ” لم ولن يُطرد اي تلميذ من المدارس الكاثوليكية بسبب عدم قدرة الاهالي على دفع المبلغ المحدد بالدولار، اما المؤسسات المخالفة والتي تجبر الاهل على الدفع بالدولار هي مدارس لا تنتمي لاتحاد المؤسسات التربوية، فنحن من يطالب وزارة التربية بمحاسبتها عند المخالفة”.
********************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
موظّفو الدولة إلى الإضراب مجدّداً: لن نعود إلى “السخرة”
شروط عون الحكومية: تنصيب باسيل “رئيس الشغور”
خلاصة لقاء بعبدا الرابع “لا حكومة إلا بشروط جبران باسيل”، حسبما اختصرت مصادر مواكبة أجواء اللقاء الذي عقد أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي آثر في نهايته الاعتصام بحبل الصمت… حتى عبارة “للبحث صلة” التي تناقلتها وسائل الإعلام عن لسانه، أثارت حفيظته فسارع عبر مكتبه الإعلامي إلى نفي أن يكون قد أدلى “بأي كلام أو تعليق” لدى خروجه من الاجتماع مع عون.
وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ اللقاء الرابع الذي خرج بنتيجة وحيدة وهي “وعد بعقد لقاء خامس” الأسبوع المقبل، عزّز الانطباع “بتعذر تدوير الزوايا حول النقاط الخلافية المتصلة بالحصص الوزارية في التشكيلة المرتقبة”، مشيرةً إلى أنّ الكباش الرئاسي يدور حول “نقطة مركزية وهي السيطرة على القرار الحكومي، إذ إنّ شروط رئيس الجمهورية الحكومية يمكن اختزالها بإصراره عشية انتهاء ولايته الدستورية على تأمين حصة وزارية وازنة لباسيل تتيح تنصيبه رئيس جمهورية مقنّعاً على طاولة مجلس الوزراء خلال مرحلة الشغور الرئاسي”.
وعن مجريات اللقاء، نقلت المصادر أنه “لم يجرِ الدخول بالأسماء خلاله، غير أنّ عون أبدى موافقته المبدئية على استبدال وزيري الاقتصاد والمهجرين لكن بشرط أن يسمي هو الوزيرين البديلين باعتبارهما كانا محسوبين من ضمن حصته الوزارية، أما في حال القبول بتوسعة الحكومة وجعلها ثلاثينية بإضافة 6 وزراء دولة سياسيين، فيمكن حينها أن يسمح لميقاتي بتسمية البديلين عن أمين سلام وعصام شرف الدين مقابل أن يسمي عون 3 وزراء دولة من أصل الوزراء الـ6″، وأردفت المصادر: “بمعنى آخر لا مناص من فرض رئيس الجمهورية شرط الحصول على ثلث معطل صاف لرئيس “التيار الوطني” لا يشاركه فيه أحد في تركيبة حكومة الشغور الرئاسي، ليضمن باسيل بذلك التحكّم بكل شاردة وواردة على طاولة مجلس الوزراء”.
وإذ لفتت إلى أنّ الرئيس المكلف لم يقفل الباب على احتمال توسعة الحكومة “في حال موافقة القوى السياسية الأساسية الأخرى” الرافضة بمعظمها لهذا الطرح، أشارت المصادر إلى أنّه جرى خلال لقاء الأمس “متابعة البحث بالصيغ المطروحة لتأليف الحكومة والتي تمحورت بين صيغة الـ24 التي سبق وقدمها ميقاتي ولا يزال متمسكاً بها، مع الانفتاح على التعاون مع عون في مسألة تغيير عدد من الأسماء الوزارية المطروحة في تشكيلتها، وبين صيغة الثلاثين وزيراً التي يحبذها عون ويربط ميقاتي الموافقة عليها بنتائج مشاوراته مع القوى الأساسية، لا سيما مع الرئيس نبيه بري، وسط إشارات واضحة برفض مبدأ التوسعة لأنها ستؤدي إلى تكبير رقعة النزاع الرئاسي والسياسي على تسمية الوزراء”.
وفي السياق نفسه، أوضحت المصادر أن “حسم مسألة تسمية الوزير الدرزي الذي سيحل مكان وزير المهجرين، تنتظر موقفاً حاسماً من رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في الأيام المقبلة، فإذا قرر أن يسمّي الوزير البديل، سيبادر عون في المقابل إلى المطالبة بتسمية وزير مسيحي بدلاً من شرف الدين باعتباره كان من ضمن حصته ربطاً بأنّ طلال أرسلان كان في عداد كتلة “لبنان القوي” قبل أن يخسر الانتخابات”.
أما في المستجدات المتصلة بواقع الانهيار المؤسساتي على أرضية الدولة، فبرز أمس تأكيد موظفي القطاع العام الاتجاه نحو العودة إلى التحركات التصعيدية والإضراب مجدداً، إذ رفعت رئيسة الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة نوال نصر الصوت، مؤكدةً أنّ الموظفين الذين خرقوا الإضراب في الفترة الأخيرة سيعودون إليه بقسمهم الأكبر، وقالت إثر انعقاد المؤتمر النقابي الوطني: “ندق ناقوس الخطر على الوطن، مستمرون بالإضراب حتى انتفاء أسبابه وتحقيق المطالب، ولن نعود إلى عمل السخرة”، لافتةً إلى أنّ “تغطية كل رواتب القطاع العام والمتقاعدين بما يشمل كلفة زيادة سلسلة الرتب والرواتب تحتاج إلى مبلغ 450 مليون دولار”.
*******************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الحكومة في مربّع الفشل.. وسجال على من يدير الفراغ.. الترسيم ينتظر هوكشتاين
بات ثابتاً انّ الملف الحكومي محكوم بقرار يُبقيه في دائرة ملهاة مُملّة، تسير في محاذاته لقاءات متقطعة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، أشبه ما تكون باللقاء التذكيري لهما بأنهما شريكان في تأليف الحكومة، وشريكان أيضاً في عدم تأليفها على ما هو حاصل حالياً في المراوحة المستمرة في مربّع السلبية وتعطيل التأليف.
وبات مؤكداً مع فشل اللقاء الرابع بين عون وميقاتي انّ الباب مقفل نهائياً على حكومة جديدة، في ظل الاختلاف الجوهري بين الشريكين وعزف كل منهما لموّاله في ما خص هذه الحكومة، وقرارهما غير المعلن بعدم التنازل لبعضهما البعض وبناء مساحة تفاهم مشتركة على تشكيلة وزارية تدير فترة الشهرين الفاصلة عن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وكذلك فترة ما بعد انتهاء الولاية، فيما لو تعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن مهلة الستين يوما التي تبدأ بعد أقل من اسبوع. وهو، أي تعذّر انتخاب رئيس، أمر بات شبه مؤكد، وان الفراغ في سدة الرئاسة هو عنوان مرحلة ما بعد 31 تشرين الاول المقبل، والى أجل غير مسمّى في ظل استحالة العثور على رئيس جديد في حقل التناقضات السياسية الداخلية.
للبحث صلة فاللقاء الرابع بين عون وميقاتي عقد صباح امس في القصر الجمهوري، وكما كان متوقعاً، بقي كلاهما متمَرس خلف طروحاته التي يعتبرها كل منهما المعبر الالزامي لصدور مراسيم الحكومة. فرئيس الجمهورية المتحفّظ اساساً على تشكيلة ميقاتي التي قدمها له بعد تأليفه، إضافة الى رفضه تشكيلة تبدو ان التعديلات المقترحة فيها تستهدف طرفا بعينه، يصرّ على تطعيم الحكومة الجديدة بستة وزراء دولة سياسيين بما يرفع عدد الحكومة الى ثلاثين وزيرا، في مقابل اصرار الرئيس المكلف على تشكيلته التي قدمها مع تعديل طفيف فيها يتناول تحديداً تغيير وزيري الاقتصاد امين سلام والمهجرين عصام شرف الدين وإبقاء الحكومة بحجمها الحالي من 24 وزيرا. على ان الامر الذي بقي من دون توضيح هو انه بتغيير الوزيرين، مَن سيُسمّيهما؟ (اشارة هنا الى أن رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط رفض ان يسمّي شخصية بديلة عن شرف الدين من خلفية انه لا يريد ان يتدخل في مسار التأليف). ضمن هذا التباعد، عقد اللقاء القصير بين عون وميقاتي، وانتهى الى ما كان متوقعا منه، اي الى «لا نتيجة ايجابية»، بما أوحى وكأن هذا اللقاء هو الاخير بينهما على هذا الصعيد. وغادر الرئيس المكلف قصر بعبدا، من دون تصريح، ومن دون ان يعكس اي ايجابية. على ان اللافت للانتباه هو انّ بعض المحطات نسبت الى الرئيس المكلف قوله بعد اللقاء «للبحث صلة». وهو ما نفاه المكتب الاعلامي لميقاتي. ويَشي ذلك بأنّ جهود التأليف ما زالت ثابتة في مربّع الفشل.
المعلومات الرسمية وبعد اللقاء، وزّع مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية معلومات مقتضبة، جاء فيها: «عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع رئيس مجلس الوزراء الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي خلال استقباله له صباح اليوم في قصر بعبدا، التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة. وتم بحث مختلف المعطيات المرتبطة بعملية التشكيل على ان يستكمل التشاور في وقت لاحق». وسألت «الجمهورية» مواكبين لملف التأليف، فأكدوا «ان لا جديد يُبنى عليه حتى الآن، ونقاط الخلاف المعلومة ما زالت قائمة بين عون وميقاتي. وفي مجمل الحال، منسوب التشاؤم ما يزال الاعلى حتى الآن، الا انّ ذلك لا يعني ان الباب مُغلق نهائياً على إمكان التفاهم في اي لحظة». وعن موعد اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، قالت: المشاورات ستستمر، واللقاء الخامس يفترض انعقاده نهاية الاسبوع الجاري، ولكن حتى الآن وكما سبق وقلنا ليست في اليد أي معطيات ايجابية يُبنى عليها.
سجال يسبق الفراغ واللافت في موازاة فشل عون وميقاتي في التفاهم على حكومة، بروز ممهّدات سجال صاخب لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون ودور حكومة تصريف الاعمال وصلاحياتها في ادارة مرحلة الفراغ الرئاسي. ويبدو جلياً انّ الفريق السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية يستعجل تأليف الحكومة. حتى ان بعض الاصوات ضمن هذا الفريق طرحت ان ينزع رئيس الجمهورية التكليف من الرئيس المكلف، وتكليف شخصية جديدة تشكيل الحكومة. والدافع الى ذلك ان حكومة تصريف الاعمال التي يترأسها ميقاتي لا تتمتع بأي صلاحية تُجيز لها ان تناط بها صلاحيات رئيس الجمهورية فيما لو انقضَت الولاية الرئاسية ولم ينتخب رئيس جديد للبلاد. اذ انّ الصلاحيات الرئاسية تناط بحكومة كاملة الصلاحيات والمواصفات، وليس بحكومة فاقدة لها. وحكومة تصريف الاعمال حكومة لا وجود لها، وبالتالي لا يمكن ان تناط اي صلاحيات رئاسية او غير رئاسية بشيء غير موجود. على ان الصورة في المقابل مختلفة بالكامل، فمصادر حكومية اكدت لـ«الجمهورية» ان اي كلام عن نَزع التكليف من الرئيس المكلف هرطقة، وكلام بلا اي مفاعيل ولا قيمة له على الاطلاق. ومن يطرح هذا الامر امّا هو جاهل بالدستور، او يتعمّد القفز فوق الدستور من خلفيات انفعالية لا اكثر». واكدت المصادر انّ الرئيس المكلف عازم على تأليف الحكومة، وسبق له ان قدّم تشكيلة للحكومة الى رئيس الجمهورية، وسعى الى تدوير زوايا الاختلاف حول بعض مضامينها، وبالتالي الكرة ليست في ملعبه. بل في ملعب من يصطنع العقبات ويبذل جهودا خارقة لإفشال التأليف، مشيرة هنا الى الهجومات المتتالية للتيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل والاتهامات الباطلة في مضمونها ضد الرئيس المكلف، والمريبة في توقيتها وتزامنها مع جهود التأليف، حيث انها كلها تصبّ في خانة تعطيل التأليف. ورداً على سؤال قالت المصادر: حكومة تصريف الاعمال ليست حكومة منعدمة الوجود، بل هي حكومة موجودة. وبالتالي اذا ما انتهت ولاية الرئيس عون من دون انتخاب رئيس للجمهورية، فحكومة تصريف الاعمال هي التي سترث صلاحيات رئيس الجمهورية الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وستقوم بدورها كاملاً لتحيط مرحلة الفراغ الرئاسي بكل مسؤولية.
الأعباء المعيشية معيشياً، لا يمرّ يوم الا وتضاف فيه اثقال واعباء معيشية خانقة للبنانيين ومنغّصة على حياتهم البائسة على كل المستويات، تضاف بدورها على ما ينتظرهم لاحقاً من ضغط مرهق مرتبط بالدولار الجمركي وسيفه المسلط على كل الفئات الشعبية، علما انه ما يزال يشكل حتى الآن نقطة خلاف جوهرية بين الحكومة ومجلس النواب، وكذلك السد المانع لإقرار موازنة السنة الحالية العالقة بدورها امام اللجنة النيابية للمال والموازنة. وتوصف بأنها موازنة غير متوازنة، وارقامها غير واقعية، ولا تلبّي في جوهرها متطلبات الازمة، وكذلك متطلبات تحصين الاقتصاد. واللافت ما أعلنه وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل امس «انّ التنسيق في ما خَص الموازنة يسير بالتعاون التام بين الوزارة ولجنة المال والموازنة النيابية»، آملاً «ان ينتهي النقاش بشأنها في غضون أيام قليلة». واشار الى «أنّ مشروع الموازنة كان قد لحظ وبشكل واضح تحديد سعر الصرف في تقدير النفقات والواردات منذ تحويل المشروع الى المجلس النيابي في شباط من العام 2022». وقال: «إن اقتراح احتساب سعر الدولار على 20.000 ليرة، جاء وفق المعدل الوسطي لسعر صيرفة للأشهر الثلاثة المنصرمة في حينه، وأن أرقام الإيرادات المقدرة آنذاك أتت وفقاً لتوقيع إقرار المشروع ونشره قبل الانتخابات النيابية في أيار الماضي، وبدء الجباية من تاريخ نشر الموازنة». وعن سعر صرف العملات الأجنبية لاستيفاء الرسوم والضرائب من قبل إدارة الجمارك على السلع والبضائع المستوردة وعن إقرار الموازنة، إعتبر أنها «مسؤولية يجب على الجميع وَعي أهميتها للحد من الإنهيار، وتلافياً لتحمّل الطبقات من ذوي الدخل المحدود والأقل دخلاً، تَبِعات هذا الإنهيار، كما ولإعادة استنهاض أجهزة الدولة لتستعيد دورها في خدمة المواطن». المحروقات وعلى ما بات مؤكدا فإن الاشتعال الحاصل في اسعار المحروقات، وما يرافق ذلك من ابتزاز تمارسه المحطات على المواطنين ويتجلّى ذلك في أرتال وطوابير السيارات امامها، هو مقدمة لرفع الدعم نهائيا عن هذه المادة، بما يزيد سعرها حكما، ويربط سعر صفيحة البنزين او المازوت او قارورة الغاز بمزاجية السوق السوداء وتحكمها بتحديد سعر الدولار. وفي موازاة الاذلال المتمادي للمواطنين، تحرّكت نقابات المحروقات لمطالبة وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط برفع نسبة الجعالة على اساس الدولار الاميركي بشكل مُنصف «لكي يكون لدينا القدرة على الاستمرار». وفق ما قررت النقابات في اجتماعها امس. حيث اعتبرت ايضاً ان جدول تركيب الاسعار «اصبح يشكل مشكلة لنا بسبب التأخير في الصدور صباح كل يوم ممّا يؤدي الى تأخير عملية تسليم المحروقات الى المحطات، وبالتالي الى حصول مشاكل مع الزبائن». وطالبت وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط دعوة جميع المعنيين لإيجاد الحلول الناجعة بصورة فورية لهذه المشاكل و«الّا سوف نكون امام إجراءات سوف يتخذها اصحاب المحطات مُرغمين».
تهديد السفارة من جهة ثانية، برز تطور امني لافت في الساعات الماضية، تجلّى في تهديدٍ باستهداف السفارة السعودية في بيروت. وفي بيان لوزارة الداخلية، انه «حرصاً منها على مصلحة لبنان وأمنه وأمانه وحسن علاقاته مع الدول الشقيقة لا سيما المملكة العربية السعودية، وإثر انتشار تسجيل صوتي بتاريخ ٢٣-٨-٢٠٢٢ لأحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يتوعّد فيه سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بعمل ارهابي، وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وبصفته رئيس مجلس الأمن الداخلي المركزي، كتابين الى كل من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة المعلومات طالباً إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورّطه وإحالته امام القضاء، واتخاذ الاجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة».
البخاري ولوحظ امس ان السفير السعودي في لبنان وليد البخاري قد اطلق تغريدة على حسابه على تويتر، كتب فيها: «الارهاب وليد التطرّف، جذوره وبذوره تبدأ بالعقل المحبَط».
الترسيم.. ضبابية من جهة ثانية، على الرغم من دنوّ شهر ايلول وما قد يحمله من تطورات بحرية ربطاً بإعلان اسرائيل عن البدء في استخراج الغاز من حقل كاريش، تتحكم الضبابية في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، وكذلك التهديدات المتبادلة بين «حزب الله» واسرائيل. وفيما افيد بأن الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين سيصل الى المنطقة في غضون ايام قليلة، اكدت مصادر معنية بملف الترسيم لـ»الجمهورية» ان لا شيء مؤكدا حتى الآن. على انّ اللافت للانتباه، ما يورده الاعلام الاسرائيلي من تقارير متناقضة حيال هذا الملف، حيث يفيد بعضها بأنّ «حزب الله» واسرائيل غير معنيين بمواجهة عسكرية كلّ لأسبابه.. وانّ اسرائيل يمكنها تأجيل موعد استجرار الغاز من حقل كاريش لعدة اشهر، والدفع الى خفض التوتر». فيما يفيد بعضها الآخر بأنّ احتمالات المواجهة تكبر. وبرز ما أوردته صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية بأن تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله «تُؤخَذ على محمل الجد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهذه التهديدات المتكررة بالحرب من قبل نصرالله تعبّر عن تصعيدٍ بجرأة جديدة لا ينبغي تجاهلها». ووفقاً للصحيفة، فإنّه «يجب على جهاز الأمن الإسرائيلي أن يأخذ تهديدات نصرالله بجدية تامة، كما أنه يجب البحث عن دوافع خفية قد تدفع «حزب الله» لبدء جولة قتال في المستقبل القريب». وألمحَت إلى أنّ القيادة العسكرية الإسرائيلية تتجهُ للقيام برّد عريض وكبير في حال حصول أي معركة، موضحة أن الاستعدادات الإسرائيلية قائمة وكبيرة. وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «أن التهديدات المُتكررة لنصرالله تُقلق إسرائيل»، كاشفة أن «القيادة العسكرية في شمال فلسطين المحتلة والقوات الجوية والبحرية بدأت الاستعداد لاحتمال اندلاع نزاع مُسلح، والعمل جارٍ على وضع الخطط المطلوبة». وقالت: «حتى لو كان «حزب الله» يُخطط ليوم واحد فقط من القتال، وحتى لو لم تكن إسرائيل مهتمة بالحرب، إلا أن المشكلة لكلا الجانبين تكمن في أنّ الأمور قد تتدهور إلى حربٍ حقيقية بسرعة كبيرة، وهو أمرٌ لا يريده الطرفان». الا انّ الصحيفة خلصت الى القول: «الأنظارُ تتجه الآن إلى مطلع أيلول المقبل حيثُ من المتوقع عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة. كذلك، فإنّ هوكشتاين قد يحمل معه اقتراحاً نهائياً قد يوافق عليه الطرفان (لبنان وإسرائيل). وحُكماً، الأمر هذا سيحصل في حال لم يفاجئ «حزب الله» الجميع بأي شيء آخر».
******************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
لقاء بلا نتائج بين عون وميقاتي… وخلاف مستمر حول صيغة الحكومة
استمرار الاتهامات المتبادلة بين «التيار» وفريق الرئيس المكلف
لم يحمل اللقاء الذي عُقِد يوم أمس بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي أي جديد على خط التأليف، وهو ما عكسه تصريح الأخير المقتضب عند انتهاء الاجتماع، بالقول للصحافيين: «للبحث صلة»، فيما أعلن بيان لرئاسة الجمهورية أنه «تم البحث بمختلف المعطيات المرتبطة بعملية التأليف على أن يستكمل التشاور في وقت لاحق».
وقالت مصادر مطلعة على اللقاء لـ«الشرق الأوسط» إن الخلاف في مقاربة التأليف لا يزال على حاله، وتحديداً حول الصيغة وعدد الوزراء، بحيث إن ميقاتي يفضّل الإبقاء على حكومة من 24 وزيراً مع تغيير وزير المهجرين عصام شرف الدين، ووزير الاقتصاد أمين سلام، فيما يحاول عون الدفع باتجاه إضافة ستة وزراء دولة يشكلون غطاء سياسياً للحكومة، في حال حصول الفراغ الرئاسي، ولفتت المصادر إلى أنه «تم خلال اللقاء استعراض إيجابيات وسلبيات كل طرح ومدى حاجة البلد له، كما إمكانية تجاوب الأطراف السياسية مع أي من الطرحين، وكان ثمة اتفاق على أن يكون هناك مزيد من الاستشارات ويُعقد اجتماع آخر في وقت قريب».
وفي وقت لا يزال فيه البعض يعول على الضغوط الخارجية والداخلية لتأليف الحكومة، استمرَّت السجالات غير المباشرة وتبادل اتهامات التعطيل بين فريق الرئيس المكلف من جهة و«التيار الوطني الحر» الذي يرأسه النائب جبران باسيل من جهة أخرى.
وتحدث النائب في «التيار»، سليم عون، عن محاولة البعض فرض شروطه على «التيار» و«الضغط على اليد التي توجعنا»، فيما شنّ موقع «لبنان 24» المحسوب على ميقاتي هجوماً على باسيل، واصفاً تياره بـ«تيار البهورة»، وباسيل بـ«حرتقجي الجمهورية» الذي يمنع تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنه «عند كل لقاء بين الرئيس عون وميقاتي يصر (التيار) على حشر أنفه فيما لا يعنيه دستورياً وقانونياً، لكي يتسنى له تنفيذ السيناريو الذي يرسمه لمرحلة ما بعد انتهاء ولاية الرئيس عون».
وقال النائب عون في حديث إذاعي إن «حصول لقاء بعبدا أمس هو نتيجة آراء خارجية وداخلية تحفز على إحداث اختراق في المساعي الجارية لتأليف حكومة مكتملة المواصفات تجنّبنا الوصول إلى الفراغ»، وأضاف: «البعض اعتبر أن بإمكانه فرض شروطه على (التيار الوطني الحر)، في نهاية عهد الرئيس ميشال عون، باعتبار التأليف اليد التي توجعنا، إلا أنه تبين أن ذراع التيار لا تُلوى بهذه الطريقة». واعتبر أن «المطالبة الملحَّة بتأليف حكومة جديدة كاملة الصلاحيات والمواصفات الدستورية تأتي تحسباً للفراغ الرئاسي المتوقَّع، وخشية من أن تطول فترته».
ووضع اللقاء بين الرئيسين عون وميقاتي «في إطار تبادل الطروحات والبحث عن النقاط المشتركة»، معتبراً أنه «في حال صفت النيات سنصل إلى حل». ورداً على سؤال عما إذا كان الرئيس عون قد يتجه إلى خيار مطالبة المجلس النيابي بسحب التكليف من الرئيس المكلف، أشار إلى أنه «احتمال وارد من ضمن خيارات أخرى نأمل ألا نصل إليها».
في المقابل، شدّد النائب في «كتلة التنمية والتحرير»، التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، ميشال موسى، على أن «الخيار الأنسب هو تكليف حكومة جديدة للحاجة الملحة لها لمواكبة الملفات كافة، كترسيم الحدود البحرية والاتفاق مع (صندوق النقد الدولي)»، معتبراً أنّ «المطلوب اليوم هو تنازلات من جميع الأفرقاء وتأليف حكومة (أياً تكن الفترة الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي)، تداركاً لأي إشكاليات أو اجتهادات دستورية متضاربة».
وأشار النائب موسى، في حديث إذاعي، إلى أنّ بري يسهل عملية التأليف بقدر الإمكان، وهو على استعداد للسير بأي صيغة حكومية يتفق عليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وقال إن «الخيارات المطروحة عديدة، والتواصل بين الأفرقاء موجود للوصول إلى الحل المناسب لإنقاذ البلاد».
في غضون ذلك، أعلن تكتل «الاعتدال الوطني» (الذي يضم نواباً من عكار)، في بيان، أنه «وفي ضوء إحياء مشاورات تشكيل الحكومة، لن يمنح الحكومة الثقة، إن لم يكن التكتل ممثلاً بوزير ضمن التشكيلة وبحقيبة وازنة».
وشدد على أنه «لا يراهن أحد على محاولة استمالتنا أو الالتفاف على تمثيلنا، فثقة مَن نمثل شعبياً لا يمكن أن نفرط بها، وبالتالي هذا الموقف حاسم، ولا رجوع عنه».
كما أعلن التكتل «عدم الرهان على أي صيغة حكومية تمنح الثلث المعطل لهذا الطرف أو ذاك، فالتعطيل الذي بات سلاح البعض لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن جعل مجلس الوزراء مطية لأهواء فريق أو شخص، يعطل البلد من أجل مصالحه وأهوائه». وطالب التكتل المعنيين بالتشكيل «بتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من حسابات، فوضع الناس ما عاد يحتمل».
**************************
افتتاحية صحيفة اللواء
عون لم يكسر «جرّة الحكومة».. و«الثنائي» يدخل معركة منع الفراغ!
استياء من محاولات زج المجلس بمواجهة ميقاتي.. وأزمات الكهرباء والمياه تتفاقم في بيروت
مع اقتراب استحقاقات «التشرينين» الاول والثاني، لبنانياً، نهاية عهد الرئيس ميشال عون في 31 ت1، واللغط الدائر حول الجهة التي يمكن ان تملأ الفراغ: حكومة مستقيلة ام جديدة بمراسيم وثقة نيابية، ام بانتخاب رئيس جديد، يبدو انه من المتعذر التفاهم حوله.. واسرائيلياً، اجراء الانتخابات المبكرة للكنيست في 1 ت2، مما ينعكس سلباً على المزايدة لدى الاحزاب الاسرائيلية في ما خص ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
اما اميركياً، فالانتخابات النصفية للكونغرس في 8 ت2، الامر الذي ينعكس على المفاوضات الجارية حول الاتفاق النووي، وقدرة الحزب الديمقراطي الحاكم على مواجهة ضغوطات اللوبي الصهيوني، مع تزايد الرفض الاسرائيلي للاتفاق الذي يمر بانعطافة حاسمة على خلفية منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب جوريل، مع اقتراب هذه الاستحقاقات، تبدو التشابكات متداخلة الى حد ان اصحاب «الحل والربط» باتوا اقرب الى تحديد خطواتهم وفقاً لساعة الاتفاق النووي ومتدرجاته، وانعكاساته المباشرة على الاوضاع عامة في الشرق الاوسط ومنها لبنان.
وبدا من المعلومات المسرّبة ان موجة التفاؤل التي سادت قبل انعقاد اللقاء تلاشت بسحر ساحر، اذ حضرت العقبات التي سبق ووضعها النائب جبران باسيل على لقاء النصف ساعة، وسط وجوم، بدا ظاهراً خلال اللقاء، الامر الذي دفع بالمستشار في بعبدا الوزير السابق سليم جريصاتي الى البحث عما اسماه «انتظام الصيغ» لزج المجلس ورئيسه في اشكالات البلد بالغنى عنها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، من خلال الدعوة لسحب التكليف، عبر مراجعة الاستشارات النيابية الملزمة، الامر الذي اثار استياء الاوساط اللبنانية..
وافادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن لقاء رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف لم يحمل أي جديد، واستكملا خلاله التشاور في الأفكار المطروحة بشأن التشكيلة الحكومية لاسيما الطرحين المتعلقين بحكومة الـ٢٤ وزيرا مع تعديلين يطالان حقيبتين وزاريتين أو توسعة الحكومة الى٣٠ وزيرا.
وأكدت أن البحث يتركز عليهما وإن التشاور سيستمر وهناك تشاور سيتم مع الأطراف السياسية، لافتة إلى أن ما من شيء مقفل كما أن الاجتماع أمس لم بتناول أسماء وإن ثمة لقاء آخر قد يعقد اما هذا الاسبوع أو الأسبوع المقبل.
وقالت أن تمسك رئيس الجمهورية بصيغة الثلاثين مرده إلى أن إضافة ستة وزراء يساهم في تمثيل أطراف آخرين على أن الموضوع بحاجة إلى نقاش.
وافيد ان لا شيء مضمونا لأن الملف لا يزال يدور ضمن الحلقة نفسها وبالتالي لا شيء محسوما بعد.
وفهم من غير مصدر ان الرئيس عون لم يكسر جرة تأليف الحكومة مع الرئيس المكلف، وان كان المستشار الرئاسي جريصاتي اعتبر ان حكومة مستقيلة ليس بامكانها ان تملأ الفراغ، مطالباً بحكومة كاملة الأوصاف، من زاوية ان الرئيس عون لن يبقى في بعبدا..
ولم تستبعد مصادر سياسية استمرار التواصل بين الرئيس عون والرئيس ميقاتي، لمعاودة البحث بتشكيل الحكومة العتيدة، بالرغم من الاجواء السلبية التي سادت لقاء الامس، والذي اظهر تمسك كل منهما بموقفه السابق من الصيغتين المطروحتين، صيغة التشكيلة التي قدمها ميقاتي لعون على نسق الحكومة المستقيلة والمكونة من اربعة وعشرين وزيرا، وتنازل فيها عن استبدال وزير الطاقة وليد فياض استجابة لمطلب رئيس الجمهورية، لتسهيل التشكيل، فيما استمر الخلاف عمن يسمي وزيرين بديلين،لوزير الاقتصاد امين سلام ووزير المهجرين شرف الدين.بينما تشبث رئيس الجمهورية المطالبة بحكومة موسعة من ثلاثين وزيرا، بينهم ستة وزراء دولة، تستبطن حصول التيار الوطني الحر على الثلث المعطل فيها،وهو طرح كرر ميقاتي رفضه هذه المرة ايضا، لان مثل هذه الحكومة الفضفاضة، ستفتح باب الخلافات واسعا وتشعل من حولها اعتراضات قد تعيق حصولها على ثقة المجلس النيابي وتزيد من النقمة الشعبية على السلطة وتعيق انطلاقة الحكومة ومساعيها لحل الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية والاجتماعية التي يواجهها لبنان حاليا.
وتستند المصادر في توقعهاتها لمواصلة البحث بالتشكيلة الوزارية، الى دخول اكثر من جهة وتحديدا حزب الله، لدى الرئاستين، للمساعدة في تبديد الخلافات وتقريب وجهات النظر قدر الامكان، وابداء رغبة الحزب بضرورة تشكيل الحكومة الجديدة، تفاديا لاشكالات وتصعيد سياسي محتمل في حال انتهت ولاية عون بعد شهرين ولم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاي سبب كان، وتوقعت ان تتفعل الاتصالات في غضون الايام المقبلة، وان يدخل على مسار تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة، أطراف اخرى، مثل الرئيس نبيه بري لتحقيق هذا الهدف، علما ان كل الصيغ الوسطية، التي لاقت قبولا مبدئيا من رئيس الجمهورية، كانت تنسف لاحقا من رئيس التيار الوطني الحر الذي يمضي إجازه في اليونان حاليا، وما يزال يحاول ابتزاز رئيس الحكومة لفرض شروطه وتحقيق مطالبه التعجيزية،حتى ولو اقتضى الامر تعطيل تشكيل الحكومة نهائيا كما يظهر من وقائع حركته ومواقفه.
ولاحظت المصادر في مواقف المستشار الرئاسي سليم جريصاتي الاخيرة، تراجعا ملحوظا عمّا روجته مصادر الرئاسة الاولى من بدع وسيناريوهات هزلية، عن عزم رئيس الجمهورية ميشال عون انهاء تكليف الرئيس ميقاتي، لان رئيس الجمهورية، لا يملك صلاحية دستورية لمثل هذا الاجراء، بعدما ظهر ان التلويح بمثل هذه البدع الفارغة، يعبر عن ضيق وتخبط للفريق الرئاسي من عجزه عن تحقيق مطالبه اللامعقولة بالتعطيل القسري كما كان يحصل سابقا، بينما سجلت المصادر تفسيرات غب الطلب لصلاحيات الحكومة المستقيلة في تولي مهمات رئيس الجمهورية في حال انتهت ولاية الرئيس ميشال عون ولم تحصل الانتخابات الرئاسية بموعدها، كما الى اعتبار رئيس الجمهورية شريكا دستوريا بعملية تشكيل الحكومة، خلافا لاي نص دستوري يتناول تسمية صلاحيات رئيس الجمهورية،باصدار مراسيم تشكيل الحكومة بالشراكة الحقيقية التي يحاول الفريق الرئاسي فرضها خلافا للواقع.
وجاء في بيان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية: عرض الرئيس عون مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي خلال استقباله له صباح أمس في قصر بعبدا، التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة. وتم بحث مختلف المعطيات المرتبطة بعملية التشكيل على ان يستكمل التشاور في وقت لاحق. وبعد انتهاء اللقاء، غادر الرئيس ميقاتي القصر الجمهوري مكتفياً بالقول للصحافيين: «للبحث صلة».
وسط حالة الترقُّب هذه، يذكر ان ميقاتي غادر بعبدا بعد نصف ساعة من دون الادلاء بأي موقف، ولاحقاً، صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بيان اوضح» ان الرئيس نجيب ميقاتي لم يدل بأي كلام او تعليق، لدى خروجه من لقائه مع رئيس الجمهورية، وما ذكرته احدى وسائل الاعلام ويتم تناقله غير صحيح على الاطلاق». وذلك رداً على ما تسرب من انه قال فقط «للحديث صلة».
وعلمت «اللواء» من مصادر تابعت اللقاء انه جرى البحث في الصيغتين اللتين تم الكلام عنهما خلال الايام الماضية، صيغة الابقاء على حكومة الـ 24 وزيراً التي يتمسك بها ميقاتي مع تغيير وزيري الاقتصاد وشؤون المهجرين، وصيغة توسيع الحكومة الى 30 وزيراَ بضم ستة وزراء دولة من السياسيين التي يتمسك بها الرئيس عون، «لتأمين التغطية السياسية لوزراء التكنوقراط الموجودين تحسباً لحصول اي امر سلبي لا سمح الله حول الاستحقاق الرئاسي».
ولم يؤدِ البحث الى حسم ايّ من الخيارين برغم انه تم استعراض ايجابيات وسلبيات كل طرح، ومدى تجاوب الاطراف السياسية مع الطرحين. وتم الاتفاق على إجراء الرئيسين مزيد من المشاورات مع القوى السياسية لبلورة الصورة الاشمل لحسم اي خيار يتم اعتماده، على ان يعود الرئيسان الى الاجتماع على الارجح خلال الايام القليلة المقبلة وربما بداية الاسبوع المقبل.
وحسب المعطيات سيجري ميقاتي مشاوراته لاختيار الوزير الدرزي بدل الوزير عصام شرف الدين، لا سيما بعد الاعلان عن ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رفض المشاركة في الحكومة بوزير درزي آخر، وكذلك الوزير البديل للوزير امين سلام بعد الكلام عن رغبة ميقاتي بتوزير شخص من عكار قد يكون النائب سجيع عطية عضو «تكتل الاعتدال»، بعد بيان التكتل امس بحجب الثقة عن الحكومة إن لم تتمثل فيها عكار بوزير. لكن لا شيء واضحاً حتى الان بهذا الخصوص.
وترددت معلومات غير مؤكدة عن اقتراح بتعويم الحكومة الحالية كما هي، على ان يمنحها المجلس النيابي الثقة مجدداً فتصبح حكومة عاملة وليس حكومة تصريف اعمال تتصدى للمستجدات الآتية.
لكن ثمة رأي قانوني مفاده انه بعد انتهاء ولاية الرئيس عون في نهاية تشرين الاول المقبل، ستصبح اي حكومة جديدة، سواء الحالية بعد تعويمها او الحكومة الجديدة بحالة تصريف اعمال لحين انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة. ما يعني العودة الى الوضع الحالي للحكومة في حال حصول الفراغ الرئاسي.
في سماء انتخابات الرئاسة تتجمع غيوم داكنة:
1- النائب ملحم رياشي يكشف عن نية لترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع للرئاسة من منطلق توجهات تكتل الجمهورية القوية.
2- النائب وضاح الصادق يكشف عن نية لعدم حضور جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إذا تبين ان الوجهة انتخاب شخصية تكمّل النهج السائد، فلا يمكن اخذ لبنان الى هذا المكان، ولن نرتكب جريمة بحق البلد.
المحروقات ومعاناة المدارس
وفي وقت تفاقمت فيه الازمة المعيشية مع ارتفاع سعر صيرفة الى 27 الف ليرة، وبقي دولار السوق السوداء على سعر 34 الفاً بدأت معاناة المواطنين مع الاقساط والقرطاسية والنقليات.ما زالت العتمة الشاملة تهدد لبنان ما لم تصل الكميات الكافية من المحروقات لزوم معامل انتاج الكهرباء، حيث من المتوقع ان تصل خلال 48ساعة باخرة تحمل الفيول.
فقد ارتفعت اسعار المحروقات من جديد. وليس بعيدا، عقدت نقابات المحروقات اجتماعاً موسعاً وبحث المجتمعون في ما آلت اليه الامور في قطاع المحروقات وتأثيراته السلبية على المحطات والصهاريج. ونتيجة المناقشات قرر المجتمعون «مطالبة وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط برفع نسبة الجعالة على اساس الدولار الأميركي بشكل منصف كي تكون لدينا القدرة على الاستمرار».
ودعوا الى «ايجاد صيغة في جدول تركيب الاسعار لحماية المحطات من تقلبات الاسعار العالمية وفرق سعر الدولار المحلي»، والطلب الى وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط دعوة جميع المعنيين لإيجاد الحلول الناجعة بصورة فورية لهذه المشاكل والا سنكون امام إجراءات سيتخذها اصحاب المحطات مرغمين».
وتسبب عدم تسليم الشركات المستوردة مادة المازوت بأزمة جديدة لأصحاب المولّدات الخاصة، ما أدّى إلى تخفيض عدد منهم ساعات التغذية المتفاوتة بين مولّد وآخر. ولا يزال مصير التسليم مجهولا ما يهدد بالوصول إلى العتمة الشاملة في حال بقاء الوضع على هو عليه مع انقطاع شامل لكهرباء الدولة.
تربويا، أعلن وزيرالتربية عباس الحلبي بعد اجتماع مع اتحاد المؤسسات التربوية «اننا قبلنا سابقا، مع المدارس الخاصة بانشاء صندوق لتغطية الكلفة التشغيلية، ولكن يمنع على المدارس طرد اي تلميذ بسبب عدم قدرة الاهل على دفع المبلغ المحدد بالدولار، وعلى المدارس اعفاء ابناء كل العاملين بالقطاع العام من دفع اي مبلغ بالدولار. وقال «في حال مخالفة اي مدرسة، لدينا ادوات قانونية لاخذ اقصى العقوبات بحقها».
من جهته، أعلن الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر انه « لم ولن يُطرد اي تلميذ من المدارس الكاثوليكية بسبب عدم قدرة الاهالي على دفع المبلغ المحدد بالدولار، اما المؤسسات المخالفة والتي تجبر الاهل على الدفع بالدولار هي مدارس لا تنتمي لاتحاد المؤسسات التربوية، ونحن من يطالب وزارة التربية بمحاسبتها عند المخالفة».
كذلك ترأس الرئيس ميقاتي اجتماعا لبحث ملف الجامعة اللبنانية ضم وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ورئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران . بعد الاجتماع قال الوزير الحلبي «تم التداول في عدد من القضايا التي تعيق عمل الجامعة واستئناف الدروس فيها، وبصورة خاصة موضوع صرف الاعتمادات التي اقرتها الحكومة وأصبحت لدى وزارة المالية. وطالبنا بتعجيل صرف هذه الاعتمادات لتحقيق نوع من الانفراج في مطالب المعلمين وكلفة التشغيل وسائر القضايا التي تتصل بالجامعة.
اضاف: اننا نعلن هنا اهتمامنا الشديد بموضوع الجامعة اللبنانية ولذلك دعونا الجهات المانحة في تاريخ 6 أيلول المقبل لكي تحضر معنا في وزارة التربية وبحضور رئيس الجامعة اللبنانية لعرض المطالب التي يمكن ان تساعدنا في مواجهة تحدي استئناف العام الدراسي الجامعي.
تهديد السفارة السعودية
في مجال آخر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي امس الاول تسجيل لمعارض سعودي يدعى علي هاشم، ويقيم في بيروت، يهدد باستهداف السفارة السعودية في لبنان اذا تم التعرض لعائلته في المملكة .
وعلى الاثر ، صدر عن وزير الداخلية بسام المولوي بيان اعلن فيه ان» حرصاً منه على مصلحة لبنان وأمنه وأمانه وحسن علاقاته مع الدول الشقيقة لاسيما المملكة العربية السعودية، وإثر انتشار تسجيل صوتي بتاريخ ٢٣-٨-٢٠٢٢ لأحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يتوعد فيه سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بعمل ارهابي، وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وبصفته رئيس مجلس الأمن الداخلي المركزي، كتابين الى كل من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة المعلومات طالبا إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته امام القضاء، واتخاذ الاجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة. والى المديرية العامة للامن العام لايداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان. علماً انه توفرت لوزارة الداخلية والبلديات معلومات ترجح أن المدعو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي من الجنسية السعودية، هو صاحب التسجيل الصوتي المتداول ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم ارهاب.
وحسب بعض المعلومات، فإن الشخص مطلق التهديد هو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي، مواطن سعودي يحمل هوية رقم (1011746342)، متهم بجرائم ارهاب وتمويل انشطة ارهابية داخل المملكة، وهو فار من السعودية ومقيم في لبنان، وينشط في اطار ما يسمى المعارضة السعودية ويشارك في المؤتمرات التي تقام في بيروت.
وتعقيباً، غرّد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، عبر «تويتر»، قائلاً: «الإرهابُ وليدُ التطرُّفِ جُذورهُ وبُذورهُ تبدأُ بالعقلِ المُحْبَط».
لا ماء ولا كهرباء
ومع التهويل، يتوجه اصحاب المحطات لافتعال ازمة محروقات جديدة، سعياً وراء «دولرة الجعالة» نفد مخزون المازوت من مؤسسة كهرباء لبنان، وتحدثت اوساط المؤسسة عن وصول باخرة مازوت اليوم او غداً لتوفير التغذية بالتيار التي بدت معدومة في بيروت والضواحي ومناطق عدة في الجنوب والشمال والبقاع، مع الاشارة الى ان خدمات مؤسسة كهرباء لبنان شبه متوقفة منذ اسابيع، تحديداً عن احياء متعددة في العاصمة..
848 اصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة العامة 848 اصابة جديدة بفايروس كورونا و3 حالات وفاة، ليرتفع العدد التراكمي الى 1206052 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
لبنان يتأهل لبطولة العالم تحت الـ19 عاماً
تأهل منتخب لبنان للذكور لكرة السلة (تحت الـ18 سنة) لنهائيات بطولة العالم تحت الـ19 التي ستقام العام المقبل بعدما بلغ الدور نصف النهائي من كأس آسيا التي تجري في طهران وذلك بفوزه على نظيره الفليبيني (99-83) في المباراة التي اقيمت الأربعاء في ستاد أزادي.
وسيواجه لبنان نظيره الياباني في الدور نصف النهائي يوم غد الجمعة، في فرصة للثأر من خسارته أمامه خلال الدور الأول بعد فوزه على إيران، ما أدى لتذيله مجموعته، لكن نظام البطولة منحه فرصة عبوره لمجموعته، فنجح بإعادة البريق لصورته، على أمل أن يتابع انتفاضته والتتويج باللقب.
واللافت أن تأهل شباب لبنان جاء عبر البوابة الفلبينة عشية المواجهة الضارية التي ستجري بين منتخبي رجال البلدين ضمن «النافذة الرابعة» من تصفيات كأس العالم عند التاسعة مساء اليوم الخميس في الذوق، مع الاشارة الى ان لبنان المصنف ثانيا خلف نيوزيلندا في هذه النافذة، بحاجة لفوزين من 6 مباريات ليضمن تأهله الى نهائيات بطولة العالم التي ستقام في اليابان وأندونيسيا والفيلبين صيف العام المقبل.
وسيم صبرا
*****************************
افتتاحية صحيفة الديار
التسريبات تُـعبّئ «ملل» الإنتظار.. الرياشي: جعجع مُرشّح لرئاسة الجمهورية
إجتماعات عون وميقاتي «ضحك على الدقون».. والرئيس الى الرابية ليل ٣١ تشرين الأول
عودة هوكشتاين تنتظر انتهاء إجازته على الشواطئ الأوروبيّة.. والغموض يحكم مهمّـته
اجواء من الايجابية تخيم على ملفات المنطقة لا يمكن البناء عليها حتى الان، كون المشاهد الاخيرة تحتاج الى بعض الاسابيع للحكم عليها، بدءا من ملف الترسيم الى السباق الرئاسي مع مطلع أيلول الى الملف النووي الذي دخل مرحلة حاسمة مع اعلان وزارة الخارجية الايرانية انها استلمت الرد الاميركي على ملاحظاتها عبر المنسق الاوروبي وتقوم طهران بدراستها، وصولا الى المباحثات السورية التركية من دون شروط مسبقة وعودة الاتصالات السعودية السورية ووصول السفير الكويتي الى دمشق وصمود الهدنة في اليمن واستمرار المباحثات الايرانية السعودية والتطور في العلاقات بين الامارات وطهران، فيما حضور سوريا مؤتمر القمة العربي في الجزائر ما زال يلقى معارضة قطرية مقابل اصرار جزائري .
كل هذه المؤشرات الايجابية، ستنعكس حتما على لبنان اذا وصلت الى خواتيمها السعيدة، والانتظار لن يكون طويلا بل بحدود اسابيع، وشهر ايلول سيكون حاسما في تحديد مسار الملفات التي سترسم معالم المرحلة الجديدة، حلولا أو توترات او تمديد الستاتيكو الحالي وعنوانه الانتظار.
وفي ظل حالتي المراوحة والانتظار، تعبئ الساحة الداخلية التسريبات والشائعات، وحسب خبراء دستوريين، لا صلاحية دستورية يملكها رئيس الجمهورية لسحب التكليف من ميقاتي، وهذا التوجه يفجر خلافات مارونية سنية، البلاد بغنى عنها حاليا، بالمقابل لا يوجد نص دستوري يعطي حكومة تصريف الاعمال صلاحيات تتخطى ما نص عليه الدستور لجهة اصدار المراسيم وممارسة مهام الحكومة العادية، حتى في عهد حكومتي الرئيسين عون والحص في نهاية حكم امين الجميل كان عملهما مقتصرا على تصريف الاعمال وامضاء الرواتب فقط رغم اختلاف الظروف بين تلك الفترة المجنونة من حكم لبنان والوضع الحالي، وبالتالي فأن الانظار موجهة الى ما سيقوله الرئيس نبيه بري في ذكرى اخفاء الامام موسى الصدر الاسبوع القادم كونه يملك المفتاح وكلمة السر مع تأكيدات المقربين « خطاب مفصلي».
الملف الحكومي
اما في الملف الحكومي فالاجتماعات للصور ولن تنتج حكومة في ظل جدار من عدم الثقة يحكم العلاقة بين الرئيسين عون وميقاتي، والحكومة الحالية ستدير الفراغ بعد فشل ميقاتي في تمرير رغبته بالتعديل وتعزيز حصته الوزارية بوزيرة من عكار مكان امين سلام البعيد عنه، فيما وليد جنبلاط ابلغ ميقاتي انه لايؤيد رغبته بأبعاد عصام شرف الدين وفتح مشاكل درزية درزية، كون المرحلة تقتضي أقصى درجات وحدة الصف الدرزي لمواجهة الطموحات الرئاسية للبعض، ويبقى الهم الرئاسي هو الاساس عند رئيس التقدمي والباقي تفاصيل، علما ان مقربين من ميقاتي كانوا قد نصحوه بابقاء القديم على قدمه وتجديد الثقة بالحكومة الحالية لكنه رفض الامر .. كما ان مصادر مطلعة على الخلاف بين ميقاتي وعصام شرف الدين تؤكد ان اصرار ميقاتي على اقصاء شرف الدين يعود الى الرسالة السلبية السورية التي حملها شرف الدين الى ميقاتي من دمشق.
وحسب المعلومات، فأن عون ابلغ ميقاتي « تعديلاتك ما بتمشي « مع التمسك بحكومة من ٣٠ وزيرا تضم ٦ وزراء دولة يمثلون القوى السياسية « وهذا ما رفضه ميقاتي وخرج من القصر وربما لن يعود بعد ان فجرت الخلافات على الحصص وتسمية الوزيرين البديلين والوزراء المسيحيين اذا رفع العدد الى ٣٠ وزيرا اية امكانية لتشكيل الحكومة، انها « مهزلة المهازل « في بلد يعاني الامرين والمعالجات تتم في هذه الطريقة .
وفي المعلومات وحسب اوساط بعبدا، فان الرئيس عون أبلغ الجميع انه سيغادر قصر بعبدا الى الرابية منتصف ليل ٣١ تشرين الاول ولن يبقى دقيقة واحدة بعد انتهاء ولايته الا اذا طلب منه مجلس النواب ذلك، وسيسلم البلاد الى حكومة تصريف الاعمال الحالية أو الى الحكومة الجديدة في حال تأليفها بعيدا عن كل التسريبات.
ملف الترسيم
الغموض يكتنف ملف الترسيم الذي يحتل صدارة الاهتمامات ويمثل الاولوية في الترتيب حاليا، وينتظر عودة المبعوث الاميركي هوكشتاين وما يحمله؟
وهل حصل فعلا على الرد الاسرائيلي؟ هل لديه مقترحات جديدة؟ هل سيطلب التأجيل الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ؟ هل تلقى وعدا من الاسرائيلي بوقف التنقيب من كاريش ؟ كلها اسئلة تنتظر اجوبة هوكشتاين الذي يقضي اجازته السياحية متنقلا بين
الشواطئ الاوروبية، وموعد زيارته الى بيروت لم يحدد بعد وهل أجل الزيارة الى ١_١٠ اوتحديدا الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية ؟. ولذلك فان اللبنانيين لايملكون الا الانتظار ؟ وهذا ما قاله السيد حسن نصرلله في خطابه الاخير « ننتظر الاتصالات « مع التأكيد على ثوابت المقاومة، « الغاز للعدو مقابل الغاز للبنان « اما في الجانب الاسرائيلي فأن صحف العدو تقوم بكب مئات التسريبات المتناقضة يوميا، وتتأرجح بين الليونة والقبول والرفض والتهديدات، لكن معظم التسريبات تطفو عليها الايجابيات، وكله مرهون بعودة هوكشتاين، فيما الوقت ليس مفتوحا، والامور ربما تنقشع قبل ١٠ ايلول .
الملف الرئاسي
ملف رئاسة الجمهورية لايحظى بأي أهتمام خارجي حسب المتابعين حتى الان، في ظل عجقة الملفات الاستراتيجية الكبرى في المنطقة والعالم خلال شهر ايلول، والانظار المصوبة نحو الملف النووي الايراني والمفاوضات في فيينا، والحرب الروسية الاوكرانية، بالاضافة الى قمة شنغهاي في اوزبكستان منتصف ايلول والتي يحضرها الرئيس السوري بشار الاسد في اول مشاركة له في مؤتمر دولي بعد الحرب الكونية على سوريا، ويحضر المؤتمر الرئيسين الصيني والتركي في ظل جهود يبذلها بوتين لعقد لقاء بين اردوغان والاسد، رغم نفي تركيا لعقد اجتماع من هذا النوع لكن المعلومات كشفت، ان اللقاء سيعقد اذا وصلت المباحثات بين المخابرات السورية والتركية الحالية الى نتائج أيجابية تسمح بعقد اللقاء، كما تصب زيارة رئيس حزب « وطن « التركي المتحالف مع اردوغان الى دمشق في ايلول في هذا الاطار، ومن الطبيعي ان تنعكس النتائج على لبنان اذا تطورت ايجابا وعلى الملف الرئاسي .
وحتى انقشاع الصورة الاقليمية والدولية المؤثرة في انتخابات رئاسة الجمهورية، فان القوى الداخلية فتحت الملف في ظل خلافات عاصفة قد تؤدي الى توترات في الشارع، وكان لافتا اعلان الوزير السابق ملحم الرياشي عن ترشيح الدكتور سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، لكن المقاييس التي وضعها رياشي مرفوضة كليا عند حزب الله وامل وجنبلاط والمستقبل ونواب الشمال وغيرهم، وبالتالي لايمكن انجاز الاستحقاق دون توافقات خارجية، والاميركيون مضطرون للحديث مع حزب الله رئاسيا في ظل تباعد المواقف الداخلية جراء زحمة المرشحين من قائد الجيش جوزيف عون الى سليمان فرنجية وجبران باسيل والدكتور سمير جعجع وميشال معوض وطرح اسماء جديدة مع كل اشراقة شمس، والاسماء المتداولة مدعومة من قوى ٨ و١٤ اذار ومستقلين ومرجعيات سياسية ودينية، لكن الاتجاه الغالب يميل الى رئيس لايشكل تحديا لأحد، وبالتالي لن يكون الرئيس عونيا أو قواتيا، واقصى طموحات باسيل وجعجع ان يلعبا دور « صانعي الرؤساء» وتوفير الغطاء النيابي والشعبي للأسماء المقبولة من الجميع . وفي المعلومات ان الرئيس بري لن يدعو لجلسة الا بعد أنقشاع نتائج المؤتمرات الدولية والعربية البارزة بعد منتصف ايلول .والسؤال، هل يتم الاستحقاق على البارد او الساخن؟.
الساحة للمافيات
البلاد للمافيات التي تتحكم بالقضايا المعيشية للناس، وهي تدير قطاعات النفط والغداء والمحروقات، واخر الفضائح السطو على اموال الاطباء المتعاقدين مع وزارة الصحة من قبل رئيسة دائرة في وزارة المالية ونافذين في وزارة الصحة، والاموال المسروقة بالمليارات، هذا بالاضافة الى بيع الادوية المدعومة في السوق السوداء واخفائها، والسؤال الى وزير الصحة، اين الادوية للامراض السرطانية ؟ اين الاموال لغسل الكلى ؟ اين اموال تعاونية موظفي الدولة والضمان ولماذا يرفض أستقبال مرضى الضمان والتعاونية في المستشفيات حتى الحكومية ؟ والسؤال ايضا، ما السبب في طوابير الذل يوميا امام المحطات ؟ وما دور الشركات واصحاب المحطات في بث الشائعات عن تقلبات الاسعار ونشر الخوف بين المواطنين ؟ أين وزارة الاقتصاد والحكومة من جني التجار ملايين الدولارات بعد تحديد الاسعار على الدولار الجمركي ب ٢٠ الفا ولم ينفذ القرار بعد ؟ من يقف وراء الشائعات عن أزمة خبز جديدة والتهافت امام الافران، حيث المواطن وحده يدفع الثمن ذلا وقهرا .
وفي ظل هذه الاجواء بات الانفجار الاجتماعي حتميا مع عودة الاضرابات الى كل القطاعات وتحديدا الى القطاع العام بعد تراجع الدولة عن كل وعودها الاجتماعية، حتى بدلات النقل لم يتقاضاها الموظفون منذ اكثر من سنة، فيما موظفو المصارف يتعرضون يوميا الى التهديدات من المودعين وهناك مصارف تعرضت لاعتداءات مسلحة . والخير لقدام.
***************************
افتتاحية صحيفة الشرق
لقاء رابع في بعبدا والنتيجة «تيتي تيتي … »
طابقت الوقائع التوقعات. ولم يخرج اجتماع بعبدا بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي بجديد ولا بأمل بإمكان حصوله. حتى صلة البحث التي كان يرددها الرئيس المكلف اثر اجتماعاته السابقة، نفاها مكتبه الاعلامي امس في بيان، ما يؤشر الى ان لا بحث ولا صلة في الملف الحكومي.
لكن البحث على قدم وساق بين اللبنانيين. بحث عن وطن يؤمن ادنى مقومات العيش اللائق ، يقصدونه في مراكب الموت. بحث عن لقمة عيش بات تحصيلها بالغ الصعوبة. بحث عن كيفية سداد اقساط مدارس وجامعات بالفريش دولار المحجوز في المصارف. بحث عن مازوت يتهدد فقدانه من السوق المولدات الخاصة ويبشر اللبنانيين بالعتمة الشاملة. وقريبا جدا، بحث عن رئيس جمهورية ينتشل الجمهورية من الغرق والموت، الا ان اداء الطاقم السياسي يبدو سيحول دون انتخابه ليدخل البلاد في فراغ مميت.
استكمال التشاور
وفق قصر بعبدا، عرض رئيس الجمهورية صباحا مع ميقاتي التطورات المتصلة بتشكيل الحكومة الجديدة. وتم بحث مختلف المعطيات المرتبطة بعملية التشكيل على ان يستكمل التشاور في وقت لاحق. وفي المعلومات ان النقاش تركز حول موضوع صيغة الحكومة الجديدة لا سيما ان عون مصرّ على موقفه بزيادة ٦ وزراء الى الحكومة.
إجراءات وإلا
في ظل هذا العجز التشكيلي، القطاعات تتهاوى والازمة المعيشية تشتد. امس ارتفعت اسعار المحروقات من جديد. وليس بعيدا، عقدت نقابات المحروقات اجتماعاً موسعاً وبحث المجتمعون في ما آلت اليه الامور في قطاع المحروقات وتأثيراته السلبية على المحطات والصهاريج. ونتيجة المناقشات قرر المجتمعون “مطالبة وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط برفع نسبة الجعالة على اساس الدولار الأميركي بشكل منصف كي تكون لدينا القدرة على الاستمرار”. ودعوا الى “ايجاد صيغة في جدول تركيب الاسعار لحماية المحطات من تقلبات الاسعار العالمية وفرق سعر الدولار المحلي”، والطلب الى وزارة الطاقة والمياه والمديرية العامة للنفط دعوة جميع المعنيين لإيجاد الحلول الناجعة بصورة فورية لهذه المشاكل والا سنكون امام إجراءات سيتخذها اصحاب المحطات مرغمين”.
باخرة مازوت
على صعيد التغذية الكهربائية شبه المعدومة، علم ان باخرة محملة بالمازوت ستصل الى لبنان خلال 48 ساعة، أما المخزون فنفد.
هجرة غير شرعية
وفي ظل هذا الضغط المعيشي، الهجرة غير الشرعية من لبنان مستمرة. وقد “أوقفت دورية من مديرية المخابرات في بلدة ببنين ـــ عكار حوالى 113 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال، من الجنسّيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، بسبب تحضيرهم لهجرة غير شرعية عبر البحر. بوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”، بحسب ما اعلنت قيادة الجيش التي افادت ان “مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة طرابلس، انطلقت اليوم حيث وصلت الغواصة إلى موقع الغرق وباشرت تنفيذ المهمة على بعد 6 أميال بحرية من الشاطئ”.
الجامعة اللبنانية
في المقابل، كثّف ميقاتي نشاطه في السراي لمواكبة الازمات المعيشية. في السياق، رأس امس اجتماعا لبحث ملف الجامعة اللبنانية ضم وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ورئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران . بعد الاجتماع قال الوزير الحلبي “تم التداول في عدد من القضايا التي تعيق عمل الجامعة واستئناف الدروس فيها، وبصورة خاصة موضوع صرف الاعتمادات التي اقرتها الحكومة وأصبحت لدى وزارة المالية. وطالبنا بتعجيل صرف هذه الاعتمادات لتحقيق نوع من الانفراج في مطالب المعلمين وكلفة التشغيل وسائر القضايا التي تتصل بالجامعة. اننا نعلن هنا اهتمامنا الشديد بموضوع الجامعة اللبنانية ولذلك دعونا الجهات المانحة في تاريخ 6 أيلول المقبل لكي تحضر معنا في وزارة التربية وبحضور رئيس الجامعة اللبنانية لعرض المطالب التي يمكن ان تساعدنا في مواجهة تحدي استئناف العام الدراسي الجامعي. همنا الطلاب، استكمال السنة الماضية، إجراء الامتحانات وتحرير الطلاب من الإنتظار الى حين انتهاء الإضراب. لذلك نؤكد مجددا الإهتمام الذي نوليه لملف الجامعة اللبنانية وسأدعو في وقت قريب رابطة الأساتذة المتفرغين، وممثلين عن المتعاقدين والعاملين فيها الى اجتماع لكي نبحث واياهم في الملف، ونحن شركاء في مواجهة هذه المصاعب ، وفي عملية التحضير لختام السنة الجامعية الماضية ولاستئناف الدروس هذه السنة”.
تهديد السفارة
في مجال آخر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي امس تسجيل لمعارض سعودي يدعى علي هاشم يقيم في بيروت يهدد باستهداف السفارة السعودية في لبنان. وعلى الاثر، صدر عن وزير الداخلية بسام المولوي بيان اعلن فيه ان” حرصاً منه على مصلحة لبنان وأمنه وأمانه وحسن علاقاته مع الدول الشقيقة لاسيما المملكة العربية السعودية، وإثر انتشار تسجيل صوتي بتاريخ ٢٣-٨-٢٠٢٢ لأحد الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي يتوعد فيه سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بعمل ارهابي، وجّه وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، وبصفته رئيس مجلس الأمن الداخلي المركزي، كتابين الى كل من المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة المعلومات طالبا إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته امام القضاء، واتخاذ الاجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة. والى المديرية العامة للامن العام لايداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان. علماً انه توفرت لوزارة الداخلية والبلديات معلومات ترجح أن المدعو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي من الجنسية السعودية، هو صاحب التسجيل الصوتي المتداول ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم ارهاب.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :