فتحت زيارة رئيس «تيار الكرامة» النائب فيصل كرامي الى تركيا باب الأسئلة حول توقيتها وأهدافها، مع الحديث الدائم والمتداول عن دور تركي في طرابلس والشمال خصوصاً ولبنان عموماً، وتحريك مجموعات في الشارع تحت مسميات عدة، إضافة الى عودة ظهور «الذئاب النائمة» من أفراد وجماعات إرهابية، تجد لها ملاذاً آمناً في بعض المناطق ومرتبطة بتنظيمات إرهابية موجودة في ادلب وشمال سوريا وشرقها، وهي تحت السيطرة التركية مثل «داعش» و«جبهة النصرة» و«هيئة تحرير الشام» وغيرها.
والزيارة التي استوجبت الأسئلة وبني عليها ما بني من تحليلات وافتراضات وسيناريوهات، لان الزائر هو في خط المقاومة، ومن عائلة لها تاريخ عروبي، وعلاقة تحالفية ومميزة مع سوريا، إضافة الى وجوده في «اللقاء التشاوري» كتجمّع لنواب سنّة، تربطهم علاقة تحالفية مع «حزب الله» و«حركة أمل» وضد أداء ونهج «الحريرية السياسية»، التي استفردت بقرار الطائفة السنّية وأخذتها نحو الآحادية، وهذا ما ترك الحديث عن أسباب ونتائج زيارة الوزير السابق كرامي الى تركيا، التي تواجه محوراً عربياً مكوّناً من السعودية والامارات ومصر، ومتحالفة مع قطر، إضافة الى الدور العسكري في سوريا وليبيا والصراع على شرق المتوسط ونفطه، وانتقاله الى القوقاز في الحرب الدائرة بين أذربيجان وإقليم غورني كاراباخ الأرمني.
كل هذه التطورات لا علاقة لزيارة كرامي بها الى تركيا، وفق مصادره التي تؤكد بانها ليست سياسية ولم يتم لقاء أي مسؤول سياسي تركي، بل للزيارة عنوان واحد تربوي- صحي- اجتماعي، يتعلق بدعم المؤسسات التي يرعاها كرامي والموروثة من أجداده ووالده، كالمستشفى الإسلامي ومستوصفات الكرامة وجامعة المدينة وغيرها من المؤسسات التي تهتم برعاية المعوزين و الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، لا سيما في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها لبنان على مختلف الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية، وتفشي وباء «كورونا»، والكارثة التي حلّت بمرفأ بيروت، وحصول الانهيار المالي.
وهذا الوضع المتأزم انعكس سلباً على مؤسساتنا كما مؤسسات أخرى، تقول المصادر، وكان لا بد من البحث عن مؤسسات تدعمنا، سواء في تركيا أو دول أخرى حيث لم تتأخر دول أخرى كالسعودية والامارات وقطر وغيرها من تقديم الدعم المادي، تقول المصادر التي كشفت عن أنه وفي ظل الانقسام السياسي في لبنان بعد العام 2005، قدمت السعودية مساعدة مالية بنحو مليون دولار للجامعة ولم ينقطع التواصل معها في أصعب الظروف.
فالشق التربوي والصحي والاجتماعي هو الذي احتلّ زيارة كرامي التي تتعلق بالناحية الإنسانية، وأن التوقيت له علاقة بحاجة الناس الى الدواء والعلاج والتعليم، فهل تؤشر الزيارة لأسباب سياسية، تقول المصادر، اما نفتش عن كل ما يدعم صمود المواطنين.
ولكن تركيا ليست هي الدولة الوحيدة التي سنلجأ الى مؤسساتها للمساعدة، ولا مانع من أن تحصل لاي دولة تقدم المساعدة، دون أن نحيد عن خطنا السياسي، المتمثل بدعم مقاومة العدو الإسرائيلي، وهذه ثابتة من ثوابت فكرنا ونهجنا وادائنا، وليس مرتبطاً بتنظيم أو حزب معيّن، فمع المقاومة لكل من يكون في خطها تقول المصادر التي تشير الى أن النائب كرامي أعلن بعد زيارته بأنه لا تنازل عن العداء لإسرائيل ولا تغيير في خطنا السياسي، ولذلك فإن «التكتيك» بالسياسة مسموح دون التخلي عن المبادئ والاستراتيجية.
والزيارة ليست سياسية بل إنسانية بحتة، وستحصل الى كل دولة تؤمن الصمود والاستمرارية لمؤسساتنا التربوية والصحية والاجتماعية.
كمال ذبيان
الديار
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :