جومانا شرف الدين… 20 ألف ساعة فنّ، ومشوار صاعد رغم الغياب القسري

جومانا شرف الدين… 20 ألف ساعة فنّ، ومشوار صاعد رغم الغياب القسري

 

Telegram


 

 

تعود سيرة الممثلة اللبنانية جومانا شرف الدين إلى الواجهة كل فترة، باعتبارها واحدة من أبرز الوجوه التي كان لها حضور ثابت في المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية خلال الثمانينيات والتسعينيات، قبل أن يطويها الإهمال من قِبل المنتجين والمخرجين في السنوات الأخيرة، رغم امتلاكها إرثاً ضخماً يتجاوز عشرين ألف ساعة من الأعمال الدرامية.

من ابنة فؤاد شرف الدين… إلى بطلة بفضل تعبها

لم تصل جومانا إلى الضوء عبر طريق مختصر. فهي ابنة الممثل والكاتب والمخرج الراحل فؤاد شرف الدين، لكنها لم تعتمد مرة على اسمه. بدأت ملاحظة سيناريو، ثم مساعدة مخرج، قبل أن تقودها موهبتها إلى أدوار البطولة، لتصبح اسماً معروفاً في الدراما اللبنانية والمصرية.

شاركت في فيلم "Little Drummer"، ودرست الإخراج في الجامعة اللبنانية لتعزيز حضورها، قبل أن تنتقل إلى باريس لدراسة التمثيل. عادت إلى لبنان حاملة أدوات احترافية جعلتها خياراً أول للكاتبة جنفياف عطالله في مسلسلي "المحطة الأولى" و"موعود بعيونك".

مسيرة درامية وسينمائية غنيّة

تألّقت جومانا في مسلسلات بينها:
على دروب الوفاء، العصفورة، الضحية، شارع الطرب، السهام الجارحة وغيرها.
أما سينمائياً فبرزت في:
فتيات الرقم الصعب، المحترف والأشباح، إيفانوفا، الصرخة.

وفي خطوة تُحسب لها عربياً، كانت أول ممثلة عربية تظهر على غلاف مجلة Week End الفرنسية (العدد 100 – عام 1989) تحت عنوان "Joumana – Parfum De Guerre".

وبرزت في أفلام تلفزيونية عدة مثل: لقاء والقدر، عيون ثريا، أكشن، مسافرة إلى المجهول، وصولاً إلى الدراما المصرية في أعمال بينها:
أم العروسة، عصر الأئمة، إلى أن نلتقي، الشمس تشرق دائماً، فرح العمدة.

حقيقة خبر اعتناقها المسيحية

عاد عام 2016 خبرٌ قديم إلى التداول يفيد بأن جومانا “اعتنقت الديانة المسيحية”، لكن خلفية حياتها العائلية تُظهر أن الموضوع سلوك روحي أكثر منه انتقالاً طائفياً.
فجومانا نشأت في بيت متنوع:
– جدتها مارونية رغبت أن تصبح راهبة.
– والدتها أرمنية وكانت تميل للحياة الرهبانية.
– والدها نال سرّ المعمودية لدى الموارنة.
– العائلة سكنت في عين الرمانة ثم بزمار وأنطلياس.
– دراستها كانت في مدارس مسيحية مثل شبان الرحمة ومار الياس بطينا.

تقول جومانا إنها ربّيت على الصلاة في الكنيسة، وأن والدها ترك لها ولشقيقاتها حرية الاختيار. حاولت مراراً نيل سرّ المعمودية، لكن الظروف والحرب ومرض والدتها الراحلة أرجأت الأمر. كانت تردد:
“نحن مسلمون على الهوية… ومسيحيون في الممارسة”.

لكن بالنسبة لجومانا، القضية ليست دينية بل اجتماعية:
الصراع الطائفي ينقسم فيه الناس، بينما السياسيون يجلسون ويتسامرون مع بعضهم.
في بيتها، كانت الطائفية خطاً أحمر مثل السياسة.

20 ألف ساعة… وعتب كبير

تقول جومانا إن أكثر ما يحزنها أن إرثها الفني الواسع “صار مركوناً على الرفّ”. رغم أن لكل عمر أدواره، ترى أن الدراما اللبنانية اليوم لا تحتضن الممثلات المخضرَمات، بل تنتج عدداً قليلاً من المسلسلات لا يتّسع لهنّ.
ولهذا تفكر جدياً بمغادرة لبنان نهائياً.

وتبدي أسفها لأن الوسط الفني تجاهل أسماء كبيرة صنعت هوية الدراما اللبنانية، بينما يسيطر الوجوه الجديدة على الساحة بلا مساحة للجيل المؤسس.

 

في الوقت الذي تنطفئ فيه أضواء كثيرة، يبقى في حياة جومانا شرف الدين خيط نور لا ينقطع. قد تكون بعيدة عن الشاشات، لكنها ليست بعيدة عن الناس الذين عرفوها ممثلة، وراقبوها إنسانة.
وتهمس إحدى المقربات:
“جومانا لم تغب… هم فقط توقّفوا عن النظر في الاتجاه الصحيح.”

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram