محشي ورق العنب واحد من الأطباق التراثية اللي عبرت حدود الدول وصارت رمز من رموز المطبخ الشرقي. يُعرف بأسماء مختلفة: في لبنان وسوريا يُسمى ورق عنب أو يلنجي إذا كان نباتي من دون لحم، وفي مصر يُسمى محشي ورق العنب، أما في تركيا فيُعرف باسم دولما. اختلاف الأسماء ما غيّر من مكانته، فهو طبق مرتبط باللمة العائلية والجلسات الكبيرة، وغالبًا ما يُقدّم في الولائم والمناسبات.
طريقة تحضيره تتطلّب صبر ووقت، لأنه قائم على الحشوة الدقيقة واللف المتقن. يُحضّر الحشو من الأرز المخلوط مع البقدونس، النعناع، البصل، الطماطم، عصير الليمون وزيت الزيتون، مع إمكانية إضافة اللحم المفروم حسب الذوق. هذا المزيج يُلف داخل أوراق العنب المسلوقة حتى تصير طرية وسهلة التشكيل.
بعد الانتهاء من اللف، تُصف الأوراق في القدر بطبقات مرتبة، وعادةً توضع شرائح من البطاطا أو الطماطم بأسفل القدر لتمنع الالتصاق وتعطي نكهة إضافية. يُسكب فوقها مزيج من المرق أو الماء مع عصير الليمون، ويُضاف القليل من زيت الزيتون. بعدها يُطهى الطبق ببطء على نار هادئة ليتشرب الأرز والأوراق الطعم الكامل.
يتميّز ورق العنب بمرونته، إذ يمكن تقديمه ساخنًا كوجبة رئيسية بجانب اللبن الزبادي، أو باردًا كمقبلات. وفي بعض المناطق، يُحشى باللحم ويُقدّم مع مرق غني، بينما في أخرى يُترك نباتيًا خفيفًا. هذا التنوع أعطاه مكانة خاصة وجعل منه طبقًا جامعًا بين الأذواق.
إلى جانب طعمه، يُعتبر ورق العنب غنيًا بالفوائد الغذائية، لأنه يجمع بين الأرز والخضار وزيت الزيتون. أوراق العنب نفسها تحتوي على ألياف وفيتامينات، مما يجعل الطبق متوازنًا وصحيًا عند تناوله باعتدال.
اليوم، يبقى محشي ورق العنب أكثر من مجرد أكلة، فهو ذكرى طفولة عند الكثيرين، وصحن يتوسط الموائد ليعكس الدفء العائلي والكرم الشرقي
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي