الأعمى لو لمس جوهرة... لن* *يستطيع أن يُثمنها

الأعمى لو لمس جوهرة... لن* *يستطيع أن يُثمنها

 

Telegram

*الأعمى لو لمس جوهرة... لن* *يستطيع أن يُثمنها* 

 

بقلم: فاطمة يوسف بصل

 

الأشكال ازدحمت، والقيم تناقضت، والنفوس اللامعة أُهينت، لا لأن بريقها خافت، بل لأن الأعين التي تنظر لا ترى، والقلوب التي تُقيّم لا تشعر، والعقول التي تُحصي لا تُدرك.

 

كم من إنسانٍ يحمل بين ضلوعه كنوزًا من الطيبة والوفاء، تُهدر كأنها لا تساوي شيئًا، فقط لأن من أمامه لا يملك البصيرة التي تزن الأرواح، لا المظاهر.

 

أن تلمس جوهرة وأنت أعمى، لا يعني أنك امتلكتها. فالجمال لا يُقدّر بملمس اليد، ولا تُحتسب القيمة بوزن الظاهر.

 

هكذا هي العلاقات، والقلوب، والمواقف. قد تكون في حياة أحدهم كل الخير، كل الطمأنينة، كل الوفاء، لكن إن كان قلبه أعمى عن رؤيتك، سيظنّك عابرًا باهتًا، لا تستحق البقاء.

 

_أمٌ بَنَتْ قلعةً من الحب لأبنائها، فلمّا كبروا، وقفوا على أطلالها، يتأملون ما افتقدوه، دون أن يروا الجهد الذي بُنيت به._

 

_حبيبٌ غرَسَ شجرةً من الوفاء في صحراء الخيانة، فوجدها قد ذبلت بين يدي من لا يعرف قيمة الماء._

 

_صديقٌ كان كتفًا لغيره في كل انكسار، فلما احتاج لمن يسنده، لم يجد سوى جدارًا صامتًا، لأنهم اعتادوا الاستناد عليه، دون أن يردوا له الجميل._

 

لا تسأل عن قيمتك في أعين العميان، ولا تبحث عن انعكاس نورك في مرايا مُغبّرة. الجوهرة لا تلمع كي تُرى... هي تلمع لأنها جوهرة.

 

احفظ نفسك، ولا تفرّط بها على عتبات من لا يعرف أن يميز بين الزجاج والماس.

 

ولمن فقدك ولم يقدّرك، لا تحزن... فقط ابتسم، وقل: لم تكن المشكلة في جوهرتي، بل في عينيك العاجزتين عن الرؤية.

 

تذكّر أن قيمتك لا تُقاس بمن يراك، بل بمن يرى نفسه فيك. فكن نفسك، ولا تبحث عن من يرى جوهرك، بل ازرع جوهرك في تربة نفسك، وانتظر حتى تزهر.

 

لَستُ أَرضى بِمَن يَرى فيَّ عَيبًا

وَأَنا أَرى فيهِ مِنَ الضَلالِ كَثيرا

 

كَمَ مِن جَوهرَةٍ غُرِّدَت في السَماءِ

وَلَم يَرَها الأَعمى وَلا يَستَطيعُ طَيراً

 

أَنا لَستُ بِحاجَةٍ إِلى مَن يُثَمِنُني

فَجوهرِي يَلمَعُ في الظُلمَةِ نُورا

 

إِذا لَم تَرَني عَينيكَ فَلا أَحزَنُ

فَإِنَّني أَرى نَفسي عَلى الدَوامِ جَوهرا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram