لو فيغارو- كيف جنّدت إيران جواسيسها داخل إسرائيل؟

لو فيغارو- كيف جنّدت إيران جواسيسها داخل إسرائيل؟

 

Telegram

 

لم تعد المُقاتلات الإسرائيلية تُحلّق فوق طهران، كما لم تعد الصواريخ الإيرانية تخترق سماء تل أبيب، لكنّ الحرب الخفية بين البلدين العدوين لا زالت مُستمرّة، فوقف إطلاق النار أعاد الهدوء الظاهري إلى المُدن، إلا أنّ معركة من نوعٍ آخر تنفجر في الظل بحثاً عن الجواسيس لكلا الطرفين.

من السرّية إلى العلن
وبينما كان الموساد يعتمد على تسلل مجموعة من العملاء الإسرائيليين والإيرانيين المُدرّبين تدريباً عالياً، اختارت أجهزة الاستخبارات الإيرانية اختبار مدى قدرة مُجنّديها الشباب، واستقطاب الكثير من الإسرائيليين عبر منصّات التواصل الاجتماعي.

وعلى الرغم من أنّ التجنيد الواسع للعملاء والجواسيس من قبل الأجهزة الإيرانية، تسبب في إثارة بعض الذعر في إسرائيل، إلا أنّه وبحسب مُراقبين ومحللين سياسيين، لم تُحدث جهود التجسس الإيرانية المُكثّفة تأثيراً يُذكر.

وقال غيوم دي ديوليفولت، مراسل صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في القدس، إنّه بعد انتهاء الحرب بدأت تتكشّف في أقبية الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خيوط لعبة خفيّة قادتها طهران. فتسريبات الشرطة والشاباك تكشف مساعي إيرانية محمومة لتجنيد جواسيس، واختراق المُجتمع الإسرائيلي من الداخل بحثاً عن عُملاء، وبناء شبكات سرّية، وتحريض تدريجي على تنفيذ عمليات خطيرة بعيداً عن الأضواء. لكنّ أيّام العملاء السرّيين المُجنّدين بعناية والمُدرّبين بحذر، ولّت، فالآن، تعمل أجهزة الاستخبارات الإيرانية بشكل شبه علني، وتُجنّد على أوسع نطاق ممكن، وبشكل عشوائي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

اعتقالات مُتزايدة
ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ يوم 24 يونيو (حزيران) الماضي، تزايد الاكتشافات، إذ اعتقل مؤخراً إسرائيليين من سكان مدينة طبريا في الجليل، يوني سيغال (18 عاماً)، وعمري مزراحي (20 عاماً). وقد ذُكر أنّ عميلاً إيرانياً جنّدهم لارتكاب عملية اغتيال ضدّ مواطن إسرائيلي لا تزال هويته مجهولة، لكن يُحتمل أن يكون عالماً.

وكان من المقرر نقلهم إلى دولة ثالثة لتلقّي التدريب، قبل الكشف عن هوية هدفهم. كما قام سيغال ومزراحي، وفقاً للشرطة الإسرائيلية، بجمع معلومات عن مواقع حساسة، مستشفيات ومراكز تسوق.

واستهدفت إيران خلال الحرب، منشآت علمية إسرائيلية. ففي تل أبيب، دُمّر معهد وايزمان جزئياً، وأفادت التقارير أنّه كان موضع تجسس إيراني. ووفقاً للمُشرف ماور غورين، رئيس وحدة التحقيقات "لاهف 433"، فإنّ العديد من المواقع الإسرائيلية التي أصابتها الصواريخ الإيرانية كان قد استطلعها عملاء سابقاً.

كما كُشف النقاب مؤخراً عن اعتقال أحد سكان وادي الأردن، زُعم أنّه كان ينقل قنبلة يدوية مع علمه أنّها مُعدّة لهجوم على إسرائيلي. كما ذُكر أنّه دُعي لتصوير اعتراضات الصواريخ الإيرانية.

وكذلك، وقبل أيّام قليلة، أعلنت الشرطة اعتقال 3 إسرائيليين، شبان أيضاً، يُشتبه في تلقيهم أموالاً مقابل تقديم معلومات. ويُزعم أنّ أحدهم تلقى أموالاً مقابل جمع معلومات عن أميت يارديني، خطيبة أحد أبناء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ويُتّهم الآخران بتصوير مواقع حساسة أو كتابة شعارات على جدران في تل أبيب.


تلغرام والبيتكوين
ويوضح جهاز الأمن الداخلي (شين بيت)، أنّ الإسرائيليين الأصغر سنّاً يُخاطبون عبر تطبيق تلغرام للرسائل عبر إعلانات تعدهم بـِ "مغامرات وتحدّيات فريدة"، أو "وظيفة في جهاز المخابرات بدخل كبير ومهام مُثيرة". ومن يقعون في الفخ، يُعاد توجيههم إلى مواقع إلكترونية حيث يتواصل معهم عميل. وقد تبدو المهام الأولى بسيطة أو مقبولة نسبياً، مثل الشخص الذي اعتُقل بعد أن وضع، بناءً على تكليفه، شعارات مثل "بيبي ديكتاتور" أو "بيبي مُذنب". وقد عُرض عليه أن يُدفع له بعملة البيتكوين.

وتكون الخطوة الأولى في عالم التجسس أحياناً، هي تصوير موقع أو تركيب كاميرا خفيّة. وهذه هي قضية روي مزراحي، الشاب الذي ألقي القبض عليه لتورطه في مؤامرة لاغتيال وزير الدفاع يسرائيل كاتس، إذ زرع متفجرات قرب منزل الوزير.

وجُنّد مزراحي أيضاً عبر تلغرام، برفقة شريك له، ويُزعم أنه كُلّف في البداية من قِبل شخص يُدعى "أليكس" بتصوير مواقع حساسة، مثل مقر الشاباك. وذُكر أنّه طُلب منه تركيب كاميرا تجسس لتصوير ما يجري حول منزل وزير الدفاع.

وكذلك، فقد زُعم أنّه تمّ تكليف روي مزراحي بقتل عالم من معهد وايزمان مقابل مليون دولار. وقيل إنّه رفض ذلك لعدم دفع المبلغ له مُسبقاً. وعندها، أمره عميل جديد بأخذ حقيبة متفجرات ووضعها قرب منزل يسرائيل كاتس.


هل لديك معلومات؟
وتُظهر وثائق من لوائح الاتّهام المُفصّلة التي تمّ تسريبها من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، كيف سعت إيران للبحث عن عملاء مُحتملين. وعادة ما كان ذلك يبدأ برسالة نصية من مُرسِل مجهول. إحدى الرسائل كانت من "وكالة أنباء"، سألت "هل لديك أيّ معلومات عن الحرب؟ نحن مُستعدون لتصديقها". بينما جاءت رسالة أخرى أكثر وضوحاً، إذ وصلت من مُرسل يُدعى "طهران القدس" إلى مواطن فلسطيني إسرائيلي، جاء فيها "القدس الحُرّة تُوحّد المُسلمين.. أرسل لنا معلومات عن الحرب".

وتحتوي الرسائل على روابط لتطبيق تلغرام، حيث تبدأ مُحادثة جديدة، أحياناً مع شخص يستخدم اسماً إسرائيلياً، مع عرض مالي مُغرٍ. وإذا ما أبدى المُستلم اهتماماً، فإنّ جهات اتصال جديدة ستنصحه بإنشاء حساب "باي بال" وتنزيل تطبيق لتلقّي أموال العملات المشفرة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram