عن المشروع الايراني الاسلامي: اين اصبح وعن البعد القومي والقضية الفلسطينية والمستقبل القادم – الحلقة الاولى – قاسم قصير
قاسم قصير
ادى العدوان الإسرائيلي الاميركي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الثالث عشر من حزيران الماضي والذي استمر 12يوما الى طرح العديد من الأسئلة حول مستقبل المشروع الايراني الاسلامي وموقفه من قضايا المنطقة وخصوصا القضية الفلسطينية وعن البعد القومي الإيراني او الفارسي حسب تعبير البعض في هذا المشروع وهل سيؤدي ازدياد البعد القومي في المشروع الى تراجع البعد الاسلامي وتخلي الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن دورها الاقليمي وخصوصا على صعيد محور المقاومة ودعم القضية الفلسطينية.
وسأحاول في هذه الحلقات الحديث عن هذه النقطة بصراحة وموضوعية بعيدا عن المواقف المسبقة او النمطية .
واود التذكير انه سبق لي عن كتبت مقالتين نشرتا في جريدة الاخبار اللبنانية ، الاولى حول مستقبل المشروع الايراني بعد الحرب على لبنان وفلسطين ودور ايران في المنطقة والثاني حول علاقة ايران الاسلامية بالقضية الفلسطينية.
لكن حصول العدوان الإسرائيلي الاميركي المباشر على ايران يطرح المزيد من التساؤلات حول مستقبل المشروع الايراني الاسلامي ولا سيما في ظل سعي العديد من الكتاب والمفكرين والصحافيين العرب للحديث عن هزيمة هذا المشروع او تقدم البعد القومي فيه على حساب البعد الاسلامي او تراجع ايران عن دعم القضية الفلسطينية.
ولن اناقش في هذه الحلقات فكرة هزيمة ايران او نهاية دورها او نهاية ما اسماه البعض التشيع الايراني لانه سبق لي ان كتبت عن ذلك بعض المقالات واكدت فيها ان ايران لم تهزم رغم تلقيها ضربات قاسية في هذه الحرب وان المشروع الايراني لم ينته وهو مستمر في ابعاده المختلفة .
وساركز في هذه الحلقة على البعد القومي الايراني وهل تقدم هذا البعد على حساب البعد الاسلامي كما كتب بعض الكتاب العرب .
وما اود قوله ان البعد القومي الايراني كان حاضرا دوما في المشروع الايراني حتى بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وان القيادات الإيرانية ومنها الامام الخميني والامام الخامنىء لم يتخليا ابدا عن البعد القومي الايراني في خطاباتهما وكانا يخطابان الشعب الايراني بامة ايران ولكن ذلك لم يتعارض ابدا مع البعد الاسلامي في المشروع الايراني الاسلامي.
والمفكر الشهيد مرتضى مطهري كتب كتابا من جزئين او ثلاثة اجزاء تحت عنوان : ماذا قدمت ايران للاسلام ؟ وماذا قدم الاسلام لايران ؟ وانه ليس هناك تناقض بين البعد القومي والبعد الاسلامي وهما يتكاملان ، كما هو الحال في المشروع التركي العثماني القديم او الجديد وكذلك في المشروع القومي العربي والذي لا يتناقض مع البعد الاسلامي وهناك مؤتمر خاص اسمه المؤتمر القومي الاسلامي وعملت مراكز الدراسات العربية ومنها مركز دراسات الوحده العربيه طويلا من اجل ازالة الالتباس بين البعد القومي العربي والإسلامي وأنهما يكملان بعضهما البعض.
واليوم اذ تعزز الحضور القومي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يعني التخلي عن البعد الاسلامي لان هذا البعد حاضر في الدستور الايراني وفي اصل مشروع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والايام المقبلة ستثبت ذلك لكن ازدياد الشعور القومي الايراني سيساهم في دعم نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
حفظ الله الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقادتها.
والى حلقات مقبلة .
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)
:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي