افتتاحية صحيفة البناء:
بايدن الى أوروبا لأسبوع يتوّجُه بلقاء بوتين …ومواكبة تطور مفاوضات النووي في نهاياتها المسار الحكومي والإصرار على مواصلة مساعي الحلحلة … وجريمة كفتون أمام القضاء مصادر الخليلين : تم إنجاز التوافق على توزيع الحقائب وبقي منح الثقة وتسمية الوزيرين
غادر الرئيس الأميركي جو بايدن واشنطن الى لندن في أطول زيارة رئاسية أميركية الى أوروبا، حيث يشارك في قمة الدول السبع في لندن وفي قمة حلف الأطلسي في بلجيكا، وينتهي في جنيف بلقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويكون مواكباً عن قرب لما يجري في فيينا في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي تشارف على نهاياتها.
سيتاح لجولة بايدن الأوروبية أن تشكل مناسبة لترجمة عناوين سياسته الخارجية التي تبلورت صورتها مع الأيام التي مضت على دخوله الى البيت الأبيض، حيث حلّ السعي للانخراط مع الصين تجارياً مكان الحرب التجارية برفع العقوبات الأميركية عن الشركات الصينية التقنية، كما حل السعي للتفاوض مع روسيا حول إمكانيات التعاون بدل المواجهة، بعدما ظهر تشدّد الرئيس بوتين في الرد على التصعيد الأميركي، وتحدّث المسؤولون الأميركيون عن مخاطر حرب باردة جديدة لا يريدون التورط فيها، بينما دخلت واشنطن فعلياً مسار التفاوض مع إيران حول ملفها النووي، وفي المنطقة، بعدما كانت واشنطن تربط مفاوضاتها مع إيران بضبطها لحركات المقاومة، فرضت عليها التطورات أن تقوم هي بكبح جماح كيان الاحتلال منعاً لتصعيد يستفز محور المقاومة وينتهي بحرب إقليميّة، لا تريدها؛ وبدلاً من التطلعات الأميركية لتغيير في سورية يأتي بمن يلائم حساباتها وجد بايدن وإدارته أنفسهم منخرطين في تغيير في قيادة كيان الاحتلال وحكومته منعاً للانزلاق لحرب، بدت خطراً حقيقياً بعد الانتصار السوري وما وفره لمحور المقاومة من حضور أظهرته معركة سيف القدس كنموذج مصغّر للحرب المقبلة.
لبنانياً، سجلت تعليقات سلبية هامشية على الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الوضع الداخلي، بشقيه السياسي والاقتصادي، بينما كانت النتائج الأهم هي تفاعلات إيجابيّة عبرت عنها المساعي المستمرة لمواكبة المسار الحكومي الذي بقي يراوح مكانه، رغم التسريبات عن انتقال الكرة من ملعب الى ملعب، بينما الكرة لا تزال وسط الملعب، والتقدّم لا يزال بطيئا لا يسمح بالتفاؤل، طالما أن استمرار المساعي ينفي التشاؤم، واقتصادياً كان التفاعل الإيجابي عراقياً، حيث أعلن العراق مضاعفة الكمية المخصصة للبنان من النفط العراقي الى مليون طن ما يعادل نصف الاستهلاك اللبناني لعام كامل، يمكن مقايضتها بمشتقات نفطية.
في الملف الحكومي، قالت مصادر على صلة بالمساعي التي يبذلها ثنائي حركة أمل وحزب الله، أن المسار لا يزال مختصراً بالمراوحة في حلقة مفرغة، والإصرار على مواصلة مساعي الحلحلة، فالتقدم المنجز مؤخراً هو تكريس لما تم إنجازه في اليوم الأول من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري حول توزيع الحقائب، على الطوائف والمذاهب والمرجعيات السياسية، لكنه مشروط ليتحول نهائياً بالتوافق على بندي منح الثقة وآلية تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين في حكومة الـ 24 وزيراً، حيث يختلف النظر لحصة رئيس الجمهورية من قبل الرئيس المكلف إذا لم تحسم قضية منح الثقة من التيار الوطني الحر، بينما بقيت مسألة آلية تسمية الوزيرين المسيحيين عالقة في مكانها دون تقدم، وكانت مصادر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل قد اشارت الى أن تقدماً حصل في توزيع الحقائب وثمة أفكار حول تسمية الوزيرين المسيحيين يتم التداول بها، وتبقى مسألة الثقة في نهاية البحث ثمرة التوافق على المسألتين الخلافيتين، مشيرة الى لقاءات ستعقد مع كل من الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لمواصلة الحوار المستمر حول القضايا التي تعيق ولادة الحكومة العتيدة.
أصدرت الهيئة الاتهامية في لبنان الشمالي ـ الغرفة الأولى برئاسة الرئيس الأول القاضي رضا رعد وعضوية المستشارين القاضيين إلياس الحاج عساف ورانيا الأسمر مضبطة اتهام صدّقت بموجبها القرار الظني الذي أصدرته قاضية التحقيق الأولى سمرندا نصار بملف جريمة كفتون الإرهابية.
وأكدت مضبطة الاتهام على أنّ فعل المدّعى عليهم: إيهاب يوسف شاهين، أحمد سمير الشامي، أحمد بري اسماعيل، عبدالله عباس البريدي، فادي خالد الفارس، مصطفى محمد مرعي وطارق محمود العيس تنطبق عليهم أحكام جنايتي المادتين 335 و 549 من قانون العقوبات اللبناني، هذا فضلاً عن جنحة المادة 72 من قانون الأسلحة والذخائر. وبذلك تكون عقوبة الإعدام بانتظار المجرمين الذين ستجري محاكمتهم - استثنائياً - أمام محكمة الجنايات في بيروت نظراً لدقة وخطورة وحساسية الملف.
ومن الجدير ذكره أنّ سبعة من مرتكبي جريمة كفتون الإرهابية كانوا قد لقوا حتفهم خلال مطاردتهم في منطقة حنيدر من قبل الجيش اللبناني بهدف توقيفهم وسوْقهم إلى العدالة، فكانت نتيجة المطاردة مقتل كلّ من الإرهابيين: محمد اسماعيل الحجار، عمر محمد بريص، يوسف خلف الخلف، خضر محمد الحسن، حسن محمد حدارة، خالد محمد التلاوي ومالك عبد الرحمن مرعش.
وكانت المجموعة المكوّنة من 14 فرداً - سبق لهم أن بايعوا قيادات التنظيمات الإرهابية - قد نفذت بتاريخ 21 آب 2020 جريمة مروّعة أدّت إلى ارتقاء ثلاثة قوميين اجتماعيين شهداء هم الرفقاء: فادي سركيس، وعلاء فارس وجورج سركيس.
وبقي المشهد الداخلي تحت تأثير مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي وجّه أكثر من رسالة بأكثر من اتجاه بدأت مفاعيلها بالظهور فور انتهاء الخطاب على المستويين الحكومي والاقتصادي والمعيشي.
فكلام السيد نصرالله حرّك المياه الحكومية الراكدة وأعطى دفعاً لمبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي فعل اتصالاته مع مختلف الأطراف وسط ارتفاع منسوب التفاؤل محفوفاً بالحذر والترقب بقرب التوافق على حل العقد المتبقية لإعلان ولادة الحكومة، لكن لا تقول فول ليصير بالمكيول بحسب تعبير احد النواب المتابعين للمشاورات الحكومية والذي أكد لـ"البناء" أن الاتصالات واللقاءات مستمرة مع مختلف الأطراف ان كانت ثنائية بين أمل وحزب الله ورباعيّة بين الثنائي والتيارين الوطني الحر والمستقبل وذلك لتذليل العقد وهناك اتجاه لحسم الملف الحكومي خلال أسبوع على أبعد تقدير.
واستكمالاً للقاء الذي عقد مساء الثلاثاء وجمع الخليلين والحاج وفيق صفا والنائب باسيل عقد لقاء امس بين الخليلين والرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط ونقل خلاله الخليلان للحريري مقترحات الحل الذي تم الاتفاق عليها في لقاء البياضة.
وبحسب مصادر المعلومات، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس بري وقيادة حزب الله ينتظرون جواباً من الحريري في ضوء الاجتماع الذي عُقد امس الاول، بين الخليلين وباسيل والذي وصف بالإيجابي.
وبحسب المعلومات، فقد توصل المجتمعون في البياضة على الأسس التي ستتشكل الحكومة على أساسها، ولا سيما لناحية اعتماد المنهجية العلمية التي سبق أن وضعتها رئاسة الجمهورية واحترام الأصول الدستوريّة ومعايير العدالة في توزيع الوزارات، كما احترام المبادرة الفرنسية.
وأوضحت مصادر المعلومات ان هناك قناعة تكوّنت لدى هؤلاء المسؤولين بأن ليس من سبب كي يرفض الحريري الاتفاق، وإلا هو يثبت بأنه لا يريد تشكيل الحكومة.
وأوردت قناة أو تي في أن "لقاء البياضة كان إيجابياً، وقد حصل تقدّم في البحث. وكشفت عن أن "الطرح الذي تم التوافق عليه بين باسيل والثنائي ينتظر جواب الحريري الذي تبقى الكرة في ملعبه، وان الهيكل الاساسي للحكومة الجديدة تم التوافق عليه بالكامل مع باسيل والتأليف بات راهناً متوقفاً بالكامل على موقف الحريري فإما يسير بالتشكيل او يخرج بعقد جديدة".
واشارت مصادر عين التينة لـ"البناء" الى ان "الرئيس بري ماضٍ حتى النهاية بمساعيه ولن يستسلم ويبذل قصارى جهده ويستخدم كافة اوراق الصغط على الافرقاء للتوصل الى حل للأزمة الحكومية، لكنه يعمل على قاعدة تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، وتحدثت المصادر عن أجواء إيجابية تحتاج الى متابعة لإنضاج طبخة الحكومة.
وعن المدة الزمنية لاستمرار المساعي التي يقودها بري اوضحت المصادر أن "الرئيس بري كان واضحاً بتحديد مدة أسبوع للتوصل الى حل لأن الأمور لم تعد تحتمل اكثر ووضع البلد من سيئ لأسوأ يوماً بعد يوم".
وعما سيكون عليه موقف رئيس المجلس فيما لو وصلت الأمور الى طريق مسدود وهل سيعلن فشل المبادرة أم هناك أوراق أخرى في جعبته قالت المصادر: "الى حينه وبناء على التطورات يبنى الموقف واتخاذ القرار المناسب".
وفيما تحدثت المعلومات عن أن بري "سيقترح على كل من عون والحريري أسماء مسيحية بالتنسيق مع البطريرك الراعي لاختيار وزيرين منها، لفتت المصادر الى ان لدى بري آلية معينة وأفكاراً لحل هذه العقدة".
ووضع كلام السيد نصرالله طرفي الخلاف الحكومي امام الأمر الواقع وضيق مسافة الانتظار والخيارات.
وإذا كان فريق العهد محرجاً أمام تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فإن خيارات الحريري باتت ضيقة جداً، بحسب اوساط مطلعة لـ"البناء" واما التنازل والتأليف واما الاعتذار. فلم يعد بمستطاع الحريري بحسب المصادر "خطف مفتاح التكليف في جيبه أكثر من أسبوعين لأنه سيفقد آخر حلفائه في المعركة أي الرئيس بري بعدما فقد الراعي ورئيس الإشتراكي وليد جنبلاط، كما أن حزب الله بات قاب قوسين أو أدنى من البحث عن خيارات بديلة لإنقاذ الوضع قبل الانهيار المقبل".
وأكد نائب رئيس تيار "المستقبل" مصطفى علوش "أن لا قطب مخفية في الملف الحكومي إنما العقدة الاساسية هي في استمرار "التيار الوطني الحر" بسياسية اللف والدوران بهدف الحصول على ثلث معطل"، وقال: "القضية تتخطى تسمية الوزيرين المسيحيين إنما ما يجري هو أن النائب جبران باسيل يحاول الإيحاء بأنه يدافع عن حقوق المسيحيين". وأشار في حديث إذاعي الى ان "المطلوب اليوم حكومة قادرة على التفاهم مع المجتمع الدولي ولا سيما صندوق النقد الدولي والدول التي يمكن ان تساعد لبنان". ورداً على سؤال عن خيار اعتذار الحريري، أشار علوش الى ان "الأولوية الآن هي لإنجاح مسعى الرئيس بري أما إذا فشلت مبادرته فستتمّ مراجعة الخيارات المتاحة أمام الرئيس المكلف".
في المقابل تشير أوساط التيار العوني لـ"البناء" الى ان "رئيس الجمهورية وباسيل غير متمسكين بتسمية الوزيرين المسيحيين، لكنهما يرفضان أن يسمّيهما الحريري، وبالتالي لا مشكلة بالاتفاق على أسماء مستقلة توافقية من أصحاب الاختصاص والكفاءة والخبرة". ولفتت إلى أن "البطريرك الراعي رفض الدخول بتسمية مرشحين محسوبين عليه". وتتهم الأوساط العونية الرئيس المكلف بالتهرب بوسائل عدة من التأليف لأسباب خارجية تتعلق بعلاقته مع السعودية، ويرمي تهمة التعطيل على عون وباسيل من خلال تقصد التمسك بتسمية الوزيرين المسيحيين لعلمه المسبق برفض بعبدا لهذا الأمر الحساس لدى الطائفة المسيحية".
وتعوّل المصادر على ضيق خيارات الحريري وخشيته من خسارة موقعه ما سيدفعه للتنازل إضافة الى اعتقاد الاوساط بان الرئيس بري سيضغط على الحريري للتنازل كي تنجح مبادرته، هذا إن كان قرار التأليف بيد الحريري، بحسب ما تقول أوساط التيار.
وجدّد البطريرك الراعي دعوته السياسيين لتأليف الحكومة وقال في كلمة أمس : "ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المظالم السياسية والاجتماعية والمعيشية النازلة بشعبنا من خلال حرمانه الغذاء والدواء، أبسط حقوقه الأساسية ولا سيما فرص العمل على أرض الوطن، والعيش بكرامة، وقد جعلته الجماعة السياسية والمسؤولون شعباً متسولاً، محروماً من الوظيفة ومن مورد العيش بعرق الجبين، حتى أصبح نصف الشعب اللبناني في حالة فقر".
في غضون ذلك وبعد الحلّ المؤقت لأزمة الكهرباء بتحرير الاعتمادات العالقة في مصرف لبنان، من خلال الموافقة الاستثنائية على سلفة شراء الفيول لفك أسر البواخر التي تنتظر في البحر لتفريغ حمولتها، يبدو أن لبنان مقبل على أزمة محروقات متفجرة وتحديداً مادة البنزين، في ظلّ توجه المصرف المركزي إلى رفع الدعم عن البنزين، تلقائياً بسبب نفاذ الاحتياط النقدي لديه.
وكشف مرجع وزاري بارز لـ"البناء" أن سعر صفيحة البنزين قد يصل إلى 130 ألف ليرة ابتداءً من الأربعاء المقبل في حال لم تجد الدولة الحلول البديلة عن الدعم، كاستجرار المحروقات من العراق أو تأليف حكومة جديدة والبدء بمعالجة الأزمات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي.
شدّد المرجع على أنّ "مصرف لبنان سيعلن في وقت قريب عجزه عن الاستمرار بدعم البنزين، ما سيدفع شركات استيراد النفط إلى التوقف عن الاستيراد أو تقنين الكمية المستورة، أو شراء الدولارات على سعر السوق السوداء لتأمين المبلغ اللازم لاستيراد الكمية التي يحتاجها السوق، وبالتالي سيرفعون سعرها تلقائياً حوالي 60 في المئة".
إلا أنّ قرار الحكومة العراقية بالموافقة على تزويد لبنان بمليون طن من المحروقات، يٌقلّل من احتمالات المخاطر بحصول الأزمة، لكن مصادر معنية تشير إلى أن "إرسال هذه الكمية من العراق يمكن أن تتأخر لوقت معين لاستكمال الإجراءات التقنية والمصرفية بين الحكومتين. وحتى ذلك الحين سيعيش اللبنانون تداعيات الأزمة التي ستنعكس على الحركة التجارية والسياحية وعلى الدورة الاقتصادية برمتها، وسيتكبد معظم المواطنين لا سيّما ذوي الدخل المحدود والمتوسط باليرة اللبنانية عبئاً مالياً كبيراً".
وليس بعيداً عن أزمة المحروقات، وعقب سلسلة اجتماعات حصلت في القصر الحكومي خلال الأسبوع الحالي، نقلت أوساط حكومية لـ"البناء" "أجواءً قاتمة في مختلف الأزمات لا سيّما المحروقات والكهرباء والمواد الطبية والأدوية، فضلاً عن أسعار المواد الغذائيّة التي سترتفع تدريجياً مع البدء بتنفيذ تعميم مصرف لبنان بدفع جزء من الودائع، الأمر الذي سيزيد الكتلة النقدية بالليرة في السوق ما سيزيد الاستهلاك، وبالتالي رفع سعر صرف الدولار ونسبة التضخم في آنٍ معاً". وشككت بإمكانية الاتفاق على البطاقة التمويليّة وتأمين مصدر تمويلها.
كما استبعدت الأوساط الحكومية عودة المصرف المركزي لدعم بعض السلع والمواد الغذائية الأساسية كاللحوم والدواجن والأرز والسكر. وحذرت من أن "الحكومة الحالية والوزراء المعنيين لا يملكون الحلول الجذرية لهذه الأزمات بل يعملون بهامش ضيق ضمن إطار تصريف الأعمال؛ وبالتالي هناك شبه استسلام عند مختلف الوزراء للأمر الواقع، ويسلمون أمرهم للقوى السياسية والقيادات الكبرى في البلد لتتحمل مسؤوليتها في تأليف حكومة جديدة تشكّل المدخل الأساسي والمعبر الوحيد لإنقاذ لبنان، وإبعاد عنه كاس الانهيار المر والموجع".
وأشّرت الأوساط بمرحلة صعبة مقبلة (مرحلة ما بعد رفع الدعم)، وبأنّها ستكون مختلفة عن بقية المراحل السابقة لجهة صعوبة الأوضاع الاقتصادية والفوضى. الا أن مصادر مطلعة أكدت لـ"البناء" أن هناك توجهاً أميركياً لتخفيف حدة الأزمات للحؤول دون الانهيار الكامل والفوضى الأمنية والاجتماعية الشاملة في لبنان ولذلك شهدنا بعض الانفراجات النقدية والكهربائية وعلى الصعيد النفطي لا سيما أن تهديد السيد نصرالله باستقدام النفط الإيراني دفع بالأميركيين الى إعطاء الضوء الأخضر للعراق لاتخاذ قرار نهائي بتنفيذ الاتفاق النفطي مع لبنان الذي سيحل نصف أزمة النفط لعام.
وشهدت مناطق عدة سلسلة تحركات شعبية وقطع للطرقات في بيروت والشمال والبقاع والطريق الساحلي بين بيروت والجنوب.
على صعيد مشروع البطاقة التمويلية المحال من الحكومة الى المجلس النيابي أشار مصدر نيابي لـ"البناء" أن المشروع سيناقش في اللجان المشتركة الاسبوع المقبل لدراسته وإحالته الى الهيئة العامة ولم يستبعد المصدر إقراره بعد التوافق عليه والتأكد من مصادر التمويل متوقعاً إدخال تعديلات على الصيغة.
اما على صعيد الكابيتال كونترول فلفت المصدر الى ان مشروع القانون يناقش في لجنة الإدارة والعدل وسيحال الى الهيئة العامة.
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
توتر مستجد بين عين التينة والبياضة: عقدة "الثقة المسبقة" تؤزم التأليف
أيام وتنتهي المهلة التي حدّدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، للرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للتوصل إلى حل يرضي الطرفين في ما خصّ أزمة الحكومة، فيما سُجّل أمس تسخين في الشارع ترافق مع حملة إعلامية، بدا كأنها ردّ من الحريري، لإسقاط أي إيجابية عن "لقاء البياضة" بين "الخليلين" وباسيل ليل أول من أمس، بعدما أشيعت أجواء عن "تبادل أفكار واقتراحات حققت تقدّماً من شأنه تسهيل تأليف الحكومة وتسريعه".
كما سُجّل "تطور سلبي"، وفق مصادر مطلعة، خلق توتراً بين البياضة وعين التينة. فبعدما نجحت الاتصالات في فرض هدنة إعلامية بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل لإعطاء فرصة لمبادرة بري، أثار انزعاج عين التينة ما نقلته قناة "أو تي في" عن أن "الطرح الذي تم التوافق عليه بين باسيل والثنائي ينتظر جواب الحريري الذي تبقى الكرة في ملعبه"، وأن "الطرح الذي قدّمه الثنائي خلال اللقاء مع باسيل حصل التوافق عليه بين الجانبين". وهو ما فسّرته عين التينة بأنه "محاولة للتهرب ورمي الكرة والمسؤولية كاملة على الحريري، علماً أن لا اتفاق نهائياً حصل مع الخليلين". وقد جاء الردّ على ذلك في المقدمة الإخبارية لقناة "أن بي أن" التي أكدت أن "لقاء الأمس مع باسيل كان إيجابياً، لجهة حل واحدة من العقد"، وأنه "ليس دقيقاً أن الكرة في ملعب الرئيس المكلف"، وأن "العقدتين المتبقيتين تستوجبان عقد اجتماعات أخرى مع باسيل". وأكدت المصادر أنه "لا يُمكن نعي مبادرة بري، وأنها مستمرة طالما هو لم يُعلن سقوطها"، إلا أنها "تتعرض يومياً للضربات ومحاولات الإفشال". مع ذلك، فإن قرار استكمال اللقاءات بين باسيل والخليلين "لا يزال قائماً ومن المفترض أن يحصل لقاء في آخر الأسبوع".
مصادر التيار الوطني الحر أكّدت لـ"الأخبار" أن "هناك إيجابية مطلقة من جانبنا لدفع الرئيس الحريري الى التأليف. وإذا كان يريد فعلاً تأليف حكومة فكل الاسباب والظروف صارت متوافرة لذلك، أما ذا كان يبحث عن عذر لعدم التأليف أو يمهد للاعتذار فهذا أمر آخر".
وأكدت أن محادثات البياضة "ثبّتت، للمرة الأولى، وحدة المعايير واحترام توزيع الحقائب والمنهجية". وأكّدت أنه في موضوع تسمية الوزيرين المسيحيين، فإنه "عملياً لم تعد العقدة مستعصية، والحل واضح وبسيط وسهل. لا الرئيس ولا الحريري يسميان لكن الاثنين يوافقان. والتسمية قد تكون من مجتمع مدني او موظف فئة أولى أو من أهل اختصاص. ولا مانع من أن يعرض البطريرك بشارة الراعي والرئيس بري أسماء على رئيسي الجمهورية والحكومة للاتفاق على اثنين منها". كما أكدت أن "هناك مرونة قصوى في عملية توزيع الحقائب. لا تمسك لا بالطاقة ولا بأي وزارة أخرى". المصادر أكدت أن "عقدة الثقة المسبقة" التي يطلب الحريري أن يلتزم التيار بها "لن نقدمها هكذا. نمنح الثقة أو نحجبها بناءً على برنامج الحكومة. ومن غير الدستوري ابتزاز أي رئيس للجمهورية بالاشتراط عليه أن يأتي بثقة كتل نيابية ثمناً لحقه الدستوري في المشاركة في عملية تأليف الحكومة". أضف الى ذلك، فإن "الزيارات التي يقوم بها ممثلو الثنائي لباسيل ليست للتفاوض معه على تشكيل الحكومة بالنيابة عن رئيس الجمهورية، بل بصفته رئيس تكتل نيابي لمطالبته بالمشاركة في الحكومة، وهو أبلغهم أنه لا يريد المشاركة".
في غضون ذلك، شهدت أكثر من منطقة أمس، خصوصاً تلك التي لتيار المستقبل نفوذ فيها، قطعاً للطرقات احتجاجاً على الوضعين المعيشي والاقتصادي. ورُبطت العودة إلى الشارع بتعثّر المفاوضات واستخدام الشارع والشارع المضاد للضغط من أجل تحصيل مكاسب سياسية، مع ترجيح أن تتطور هذه التحركات في الأيام المقبلة.
************************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
مناورات ولا اختراق والأزمات الخانقة تتصاعد
بين طوابير السيارات المتراصفة امام محطات المحروقات التي تنذر بتنامي ازمة البنزين، اسوة بأزمات تتسابق على إبراز إنهيار حقيقي وبالغ الخطورة في النظام الخدماتي بكل قطاعاته، وبين مناورات سياسية متمادية لا هدف لها سوى التغطية على مخطط منهجي لا حاجة الى ابراز اثباتات حول وجوده لابتداع ذرائع تعطيل تأليف حكومة انقاذية، تتسارع فقط القفزات الواسعة نحو الانهيار الأكبر الذي يتهدد بقايا صمود اللبنانيين في الحد الأدنى من موجبات العيش والبقاء.
ذلك ان تفاقم أزمات المحروقات والمستشفيات والطبابة والأدوية وسط اشتعال الأسعار على نار دولار السوق الذي عاد يسجل قفزات محمومة دفعته الى سقف الـ15 الف ليرة ترمى بالونات التخدير بعناوين مالية ومصرفية باهتة مما جعل المشهد الداخلي اقرب ما يكون الى عد عكسي لانفجارات اجتماعية واضطرابات قد لا تسلم منها البلاد اذا ظل الاستهتار المخيف يطبع مواقف سلطة حاكمة في نهجها التعطيلي المفضوح.
ولم يكن خافياً على الأوساط المعنية والمواكبة للاتصالات السياسية الجارية حول الازمة الحكومية والتي تدور في فلك مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا السياق، ان موجة التسريبات التي جرى تعميمها امس حول “لقاء البياضة” ليل الثلثاء كشفت اهداف جهات معروفة استهدفت استفزاز الرئيس المكلف سعد الحريري وفريقه ومؤيديه من خلال تعميم الانطباع المؤذي القائل بان الاجتماع الرباعي في البياضة يتولى تشكيل الحكومة وما على الحريري سوى الانصياع والا اتهم بتعطيل الفرصة الأخيرة.
وهو انطباع أكدته معطيات جدية من ابرزها ان مصادر الثنائي الشيعي سارعت بعد ظهر امس الى تبديد التسريبات التي تحدثت عن ان كرة الموقف صارت في مرمى الرئيس الحريري، وأكدت بقاء العقدتين المتعلقتين بالوزيرين المسيحيين في تشكيلة الـ24 و وزيرا. هذه المناورة السياسية شكلت نموذجاً جديداً حيال اللعب الحارق بعدما تجاوزت مناورات الفريق المعطل الخطوط الحمر كلها وباتت تلعب ضمن العد العكسي لانفجار اجتماعي واقتصادي يتهدد البلاد باوخم العواقب.
وتكشف المعطيات المتوافرة لـ” النهار” ان أي اختراق جدي لم يحصل في المشاورات والاتصالات الجارية، وان النائب علي حسن خليل زار امس الرئيس الحريري وأطلعه على نتائج لقاء البياضة الأخير، وان الحريري لم يبد مرتاحاً للنتائج التي بدا من خلالها ان رئيس الجمهورية والنائب باسيل لا يزالان يرفضان التسليم بحق الرئيس المكلف في تسمية وزيرين مسيحيين. ولكن الاتصالات واللقاءات ستتواصل والحريري يبدو ممتنعا طوعاً عن الافضاء باي معطيات وإعلان أي موقف لانه يترك الوقت اللازم لمبادرة الرئيس بري لتأخذ كل مداها ولكي يتبلور نهائيا موقف العهد ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل من خلال اللقاءات التي تعقد بين باسيل والمعاونين السياسيين للرئيس بري والأمين العام لـ”حزب الله” علي حسن خليل وحسين الخليل ورئيس وحدة الارتباط في “حزب الله” وفيق صفا .
وبدا لافتا ان موجة التسريبات “المضللة” تجاهلت ظاهرة تولي رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل التفاوض حول الملف الحكومي باسم العهد وباسم التيار معاً مما يؤكد ان العقدة الأساسية تكمن في الخلل الجوهري هذا الذي بات مكشوفاً.
تسريبات “هادفة”
وكان إعلام “التيار الوطني الحر” تولى الحديث عن ان لقاء البياضة الأخير “كان إيجابيًا، وحصل تقدم في البحث”، وان “الطرح الذي تم التوافق عليه بين باسيل والثنائي ينتظر جواب الرئيس الحريري الذي تبقى الكرة في ملعبه، وان الهيكل الاساسي للحكومة الجديدة تم التوافق عليه بالكامل مع باسيل والتأليف بات راهنا متوقفا بالكامل على موقف الحريري فإما يسير بالتشكيل او يخرج بعقد جديدة”.
واستتبعت هذه التسريبات بصياغة مثيرة للاستفزاز ومفادها ان اجتماع الخليلين وصفا بباسيل دام 3 ساعات “وتمّ الاتفاق فيه على توزيع الحقائب كافة باستثناء واحدة، على ان ينقل بري للحريري عبر معاونه خليل، أجواءَ اللقاء مع باسيل”، وانه في ضوء هذه المحادثات، يفترض ان يعقد لقاء ثالث في البياضة بين باسيل والخليلين وصفا من اجل استكمال البحث بآلية تسمية الوزيرين المسيحيين. ونقل لاحقا عن مصادر متابعة ان “تمّ إسقاط الأفكار التي طُرحت سابقاً بالشأن الحكومي في اجتماع باسيل مع الخليلين على أن يقدم كلّ من عون والحريري لائحة بالأسماء ويُصار إلى اختيار الأنسب ولكن حُكي عن أنّ الحريري قد لا يقبل بذلك”.
الا ان مصادر الخليلين سارعت بعد الظهر الى التوضيح أنه “ليس دقيقاً أنّ الكرة في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري، وبانتظار إجتماعات لاحقة لحلّ العقدتين المتبقّيتين واللّتين تستوجبان عقد إجتماعات أخرى مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل”. ولكن المصادر لم تنف حصول تفاهم في اللقاء على توزيع الحقائب بحيث لم تبق الا حقيبة الطاقة كما طرحت أفكار حول تسمية الوزيرين المسيحيين بتوافق الرئيسين عون والحريري تكتمت عنها المصادر. وسوف يعقد لقاء ثالث في البياضة .
ووسط التزام بيت الوسط الصمت وعدم التعليق على هذه التسريبات، أكد نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش “أن لا قطب مخفية في الملف الحكومي إنما العقدة الاساسية هي في استمرار “التيار الوطني الحر” بسياسية اللف والدوران بهدف الحصول على ثلث معطل”. وقال: “القضية تتخطى تسمية الوزيرين المسيحيين إنما ما يجري هو ان النائب جبران باسيل يحاول الإيحاء بأنه يدافع عن حقوق المسيحيين”. وأشار الى ان “المطلوب اليوم حكومة قادرة على التفاهم مع المجتمع الدولي ولا سيما صندوق النقد الدولي والدول التي يمكن ان تساعد لبنان” . وعن خيار اعتذار الرئيس الحريري، أشار علوش الى ان “الأولوية الآن هي لإنجاح مسعى الرئيس بري أما إذا فشلت مبادرته فستتمّ مراجعة الخيارات المتاحة أمام الرئيس المكلف”.
وفي غضون ذلك افتتح امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرياضة الروحية السنوية لسينودوس الأساقفة الموارنة بكلمة تناول فيها الأوضاع المأسوية للبنانيين وقال “شعبنا يتطلع إلينا طيلة هذين الأسبوعين، ولم يبق له من أمل وثقة سوى في الكنيسة، بعد أن فقدهما في الجماعة السياسية والمسؤولين. وهذا أمر طبيعي إذ يأتي نتيجة انتكاسات وخيبات متتالية”. واكد ان “هذا الواقع المعنوي المرير لا يشكل بالنسبة إلينا مجرد إدانة، بل واجباً علينا للتعويض عن تقصير الدولة والمسؤولين تجاه المواطنين وكل مواطن، من خلال مؤسساتنا، وأراضينا، وتنظيمنا لخدمة المحبة الإجتماعية والإنمائية.
وإنا ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفين إزاء المظالم السياسية والإجتماعية والمعيشية النازلة بشعبنا من خلال حرمانه الغذاء والدواء، أبسط حقوقه الأساسية ولا سيما فرص العمل على أرض الوطن، والعيش بكرامة، وقد جعلته الجماعة السياسية والمسؤولون شعبا متسولا، محروما من الوظيفة ومن مورد العيش بعرق الجبين، حتى أصبح نصف الشعب اللبناني في حالة فقر”.
ازمة المحروقات
اما على صعيد الازمات الخدماتية المتلاحقة والمترابطة فتحوّلت طرق بيروت ومعظم المناطق امس الى مواقف حاشدة للسيارات التي اصطفت في طوابير طويلة امام المحطات مع اشتداد ازمة توزيع البنزين وتقنين المادة . وأفادت المعلومات ان أزمة المحروقات لن يكون من السهل حلّها في المدى المنظور خصوصاً أن مصرف لبنان وافق على باخرتين فقط مقابل 4 بواخر في السابق. وتردد ان المخزون الباقي لا يكفي السوق اكثر من اسبوع.
وفي المقابل اتسعت معالم الانفراج في التزود بالفيول لكهرباء لبنان اذ تبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رسميا قرار مجلس الوزراء العراقي بمضاعفة كمية النفط التي كانت الحكومة العراقية قد أقرتها للبنان من 500 ألف طن إلى مليون طن سنويا. وكان دياب قد تواصل هاتفيا مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي شاكرا له “جهوده وللحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق وقوفهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها”.
ونوه الكاظمي بـ”الدور الذي لعبه الرئيس دياب في ظل ظروف صعبة جدا”، مؤكدا “أن الشعب اللبناني يستحق الوقوف معه في محنته الحالية”.
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
نقاشات “البيّاضة” تدور في “دوائر مفرغة”
“زيت النفط” العراقي: ما تقول “فيول” تيصير بالمكيول!
بعينها الوقحة تراقب السلطة مشهدية الذل والقهر التي يعايشها اللبنانيون على قارعة الطرق توسّلاً لـ”رشفة بنزين” من دون أن يرفّ لها جفن إزاء ما أوصلت إليه البلاد من تصحّر في كل منابع الطاقة والحياة، فامتهنت كرامات الناس وأذلت شعباً عن بكرة أبيه بعدما نهبت أمواله وقطعت أرزاقه وتركته فريسة الجوع والعوز يصارع من “قلّة الموت” على أبواب المستشفيات والصيدليات والمختبرات والمصارف والسوبرماركات ومحطات الوقود.
بئس “العهد القوي” حين يرى شعبه ضعيفاً مستضعفاً ولا يحرّك ساكناً أكثر من تحويل دور الدولة في التصدي للأزمات إلى مجرد “مفرزة سير” مولجة تنظيم الحركة المرورية وتوجيه “طوابير السيارات” عند مداخل المحطات، حتى أضحى مفهوم المسؤولية تحت قبضة سلطة 8 آذار، رديفاً للوهن وبيع الناس الأوهام، تحت شعارات تحاكي تحقيق “إنجازات وانتصارات” خلّبية… كما يحصل في ملف استقدام “زيت النفط” العراقي الخام الذي تهلل له حكومة حسان دياب منذ أكثر من عام، لكن وحتى الساعة لا تزال المعادلة هي هي: ما تقول “فيول” تيصير بالمكيول… رغم قرار العراق مشكوراً مضاعفة كمية النفط الخام الممنوحة للبنان إلى مليون طن سنوياً، طالما أنه يبقى غير صالح للاستخدام في معامل الكهرباء اللبنانية، ما لم يتم تكريره بتكلفة باهظة أو مبادلته مع طرف ثالث بفيول مكرّر.
ومن بيع أوهام “خام” في ملف النفط العراقي، إلى مطاردة “سراب” في قضية استيراد البنزين الإيراني بالليرة اللبنانية، لا سيما وأنّ مصادر معنية بالملف تقف عاجزة أمام فكفكة “لغز” قبول إيران بقبض ثمن نفطها بالليرة اللبنانية “التي لم تكن مقبولة في المبادلات الدولية عندما كانت “تحكي”، فكيف بالأحرى اليوم وهي تكاد تكون غير صالحة للتداول الداخلي بعد انهيار قيمتها”. ما يقود بعض المراقبين إلى ترجيح “طريقتين لا ثالثة لهما في سبل تسديد ثمن البنزين الإيراني تحت وطأة إحجام مصرف لبنان عن فتح الإعتمادات بالعملة الصعبة: الفرضية الأولى تقضي بتحويل الليرة اللبنانية إلى دولار في السوق السوداء وتسديده لإيران، وهذا سيؤدي حكماً إلى زيادة الطلب على الدولار وارتفاع سعر صرفه. أما الفرضية الثانية فتقوم على اقتصاد المقايضة من خلال استثمار طهران الليرة اللبنانية في سوق شراء العقارات والأراضي في لبنان أو استخدامها لتمويل حلفائها اللبنانيين عبر المدفوعات المالية المستحقة لها بالليرة لقاء نفطها”.
وفي الغضون، تتواصل معارك “طواحين الهواء” الحكومية على حلبة التأليف من دون أي ضوابط أخلاقية إزاء معاناة الناس ومن دون التقيّد حتى بسقوف زمنية لإنهاء لعبة المحاصصة الوزارية، بعدما ترك الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله المهلة مفتوحة أمام مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للوصول إلى خواتيمها المرجوة.
وإذ لوحظ أنّ “البياضة” استولت علناً على دور “بعبدا” في مفاوضات التأليف، وباتت الرسائل تتطاير بينها وبين “بيت الوسط” على جناح “الخليلين” بشكل فاقع، تؤكد المعلومات المتوافرة حول المداولات الجارية أنها لم تسفر حتى الساعة عن نتائج حاسمة لا في هذا الاتجاه أو ذاك، بخلاف ما بثته أوساط رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال الساعات الأخيرة من أجواء توحي بإحراز تقدم في المفاوضات وترمي الكرة في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري على اعتبار أنّ إنجاح مبادرة بري أصبح متوقفاً على “جواب نهائي” منه، الأمر الذي سارعت أوساط عين التينة نفسها إلى نفيه مؤكدةً أنّ “الجواب المنتظر لا يزال في عهدة باسيل”.
وليلاً، أوضحت مصادر مواكبة لجولة المفاوضات الأخيرة بين باسيل ووفد الثنائي الشيعي أنّ “النقاشات ما زالت تدور في دوائر مفرغة، سواءً لناحية مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في تشكيلة الـ 24 وزيراً، أو لجهة رفض “التيار الوطني” منح الحكومة الثقة وإصراره في الوقت عينه على نيل حصة وزارية فيها تضاف إلى حصة رئيس الجمهورية، الأمر الذي يرفضه الرئيس المكلف رفضاً قاطعاً”.
وفي المقابل، ترى أوساط “البياضة” أنّ إعطاء الثقة أو ححبها عن الحكومة هو “حق دستوري للتكتل ولا يجوز ربطه بحق رئيس الجمهورية في الشراكة بالتشكيل”، معتبرة أنّ “كل الظروف صارت متوفرة للتأليف إذا كان الحريري يريد فعلا ذلك، أما إذا كان يبحث عن عذر لعدم التأليف أو يمهّد للاعتذار فهذا شأن آخر”. وفي ما يتصل بمسألة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين، أجابت: “المعادلة واضحة وبسيطة، لا رئيس الجمهورية ولا الرئيس المكلف يسميانهما لكنّ الرئيسين يوافقان معاً عليهما”.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
وقود «حزب الله» الإيراني يفاقم «أزمة السيادة» في لبنان
خبراء يحذرون من عقوبات أميركية
بيروت: بولا أسطيح
أثارت المواقف العالية النبرة التي أطلقها الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله أول من أمس (الثلاثاء)، خصوصاً دعوته الحكومة اللبنانية لاتخاذ «قرار جريء» بشراء الوقود من إيران وإلا قيام حزبه بذلك، موجة ردود فعل حذرت من تلاشي ما تبقى من سيادة لبنانية بالكامل، ومن تعرض لبنان لعقوبات أميركية.
ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات ازدادت حدتها خلال الأسابيع الماضية، نتيجة سياسة التقنين في توزيع البنزين والمازوت وهما مادتان يدعمهما مصرف لبنان الذي تآكلت الاحتياطات المالية فيه. وبات اللبنانيون ينتظرون في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، وهو مشهد وصفه نصرالله بـ«المهين». وقال في إطلالته الأخيرة: «إن قبل لبنان حالاً، تتحرك بواخر البنزين والمازوت من إيران وتأتي إلى لبنان… هذا أمر متاح». واعتبر أن السلطات اللبنانية غير قادرة على اتخاذ هذا القرار جراء ضغوط من الولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات اقتصادية حادة على طهران وتلتزم المؤسسات المصرفية اللبنانية بهذه التدابير.
وتفرض السلطات الأميركية منذ عام 2018 عقوبات على كل من يقدم عن علم على الدخول بصفقات مع شركات النفط الإيرانية في سبيل شراء أو حيازة أو بيع أو نقل أو تسويق البترول أو المنتجات البترولية من السلطات الإيرانية.
وبحسب رئيس منظمة «جوستيسيا» الحقوقية الدكتور بول مرقص فإن «القوانين الأميركية تمنع استيراد النفط من إيران، مما يعرض لبنان في حال قيام نصرالله بما أعلن عنه، إلى عقوبات أميركية». ولفت في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن خطوة مماثلة تعرض البلد أيضاً إلى «إشكاليات أخرى تتعلق بالتمويل وكيفية الدفع والشحن إضافة للتحدي الإسرائيلي، باعتبار أن وصول سفن تحمل نفطاً إيرانياً يشكل تحدياً أمنياً، رغم الحاجة الحيوية للبنان لهذا النوع من الاستيراد».
من جهته، وضع رئيس «لقاء سيدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد كلام نصرالله في خانة «البهورة السياسية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لو كانت طهران قادرة على تصدير النفط إلى المنطقة لكانت صدرت النفط إلى سوريا التي هي تحت حمايتها وكانت لتوفر على النظام السوري حليفها معاناة التهريب والحصول على الدولار لشراء النفط من السوق اللبنانية». ورأى سعيد أن «خطورة الكلام ليس بحرفيته، إنما بإعلانه أن الدولة اللبنانية غير موجودة، ولا يرعاها قانون ودستور وكأن لا رئيس للجمهورية في بعبدا»، مضيفاً: «نصر الله هو الذي يقرر إدخال النفط كما السلم والحرب كما توقيت تشكيل الحكومة، ومن هو رئيس الجمهورية… هو من يشرف على المعابر والمرافئ، من يقفل ملف انفجار المرفأ ومن يقوم بعملية سطو عقارية في مناطق معينة… هو باختصار الآمر الناهي في لبنان والدولة بمؤسساتها وأحزابها تعمل من أجله».
أما مدير معهد «الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، فرأى أنه «من حيث الشكل، فإن ما قاله نصرالله يشكل تحدياً فاضحاً للدولة، وهو كلام برسم المسؤولين. أما من حيث المضمون، فالأزمة ليست أزمة محروقات، إنما أزمة اقتصادية مالية تحولت لأزمة سيولة خلقت أزمة محروقات وغيرها من الأزمات، أما حلها فسياسي يتحمل (حزب الله) مسؤولية عدم السير به بفعل انكشاف الساحة اللبنانية بفعل سياساته في الإقليم وبسبب التماهي مع إيران الذي كلما ازداد صعب الحل السياسي وتشكيل الحكومة وتنفيذ الإصلاحات وتوقيع اتفاق مع صندوق النقد وخلق حد أدنى من الحياد السياسي». وأضاف نادر لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كانت الصين غير قادرة على شراء نفط من إيران، فكيف بالحري لبنان؟! أن ذلك سيعرضنا لعقوبات اقتصادية وسيزيد الطوق والعزلة المفروضين أصلاً علينا». وختم: «فليرسل نصرالله النفط إلى سوريا فيتوقف التهريب عندها من لبنان إلى الأراضي السورية ونضع حداً بذلك لتآكل الدعم ولأزمة السيولة التي تفاعلت بسبب التهريب».
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
التعطيل يتستّر بـ»إيجابيات وهمية».. عون: عــقدة الوزيرين.. الحريري مستعد لحكومة فوراً
الصورة الداخلية غاية في التأزّم والتعقيد؛ الدولار يحلّق صعوداً ويطرق باب الـ15 الف ليرة، واسعار السلع الاستهلاكية تلحق به ارتفاعاً جنونياً من دون حسيب او رقيب. والكهرباء دخلت مدار العتمة الشاملة، وها هم اصحاب المولدات يكمّلون عملية قهر اللبنانيين ببدء برنامج تقنين قاسٍ. وازمة البنزين تعبّر عن نفسها بطوابير طويلة من السيارات امام المحطّات، في مشهد إذلال شامل لشعب كامل، واما الدواء، فتُمارس من خلال حجبه واخفائه في المستودعات، جريمة فظيعة في حق كل اللبنانيين، والمرضى منهم على وجه الخصوص.
وفي الجانب الآخر لهذه الصورة، تتبدّى مجموعة تماسيح سياسية ابتُلي لبنان بتربّعها في موقع الحكم والمسؤولية والقرار، ولا مثيل لتمسحتها على وجه الكرة الارضية، وتقدّم كل يوم دليلاً اضافياً على أنّها ابعد ما تكون عن الناس والوضع البائس والمهترئ الذي انحدروا اليه، وثبت بما لا يقبل ادنى شك انّها ليست اهلاً لحكم البلد وادارة شؤونه، لا بل انّها اصبحت تشكّل الخطر الاكبر على البلد، بأدائها المخجل، وبسدّها كل نوافذ الانفراج، وبإمعانها في صبّ الزيت الحاقد والحارق على نار الازمة.
خيبات
الامر البديهي مع هذه النوعية من الحكّام التي باتت اشبه ما تكون بـ«كتيبة اعدام للشعب اللبناني»، ان يسقط كل رهان على امكان أن يتمخّض عنها حلّ او مخرج للأزمة الراهنة. بل العكس هو الصحيح، وفق ما يتبدّى من خيبات متتالية على الخط الحكومي، يدفع اليها قرار ضمني لدى بعض اطراف اللعبة الحكومية بعدم تشكيل حكومة، ويعبّر عن ذلك في ابقاء تأليف الحكومة معلقاً على حبل التعطيل، وعالقاً في متاهة لا نهاية لها، تتنقل فيها الاتصالات والمبادرات ومساعي الوسطاء منذ شهر آب من العام الماضي، من عقدة معقّدة، ومفتعلة بالتأكيد، الى عقدة اكثر تعقيداً.
ايجابيات وهمية
واذا كانت اتصالات الساعات الاخيرة التي جرت في اللقاء الذي جمع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل ليل الثلاثاء – الاربعاء برئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، قد تواكبت مع ضخّ متعمّد لإيجابيات ملموسة تحققت في هذا اللقاء، وبالتالي لم يبق سوى القليل الذي يحتاج الى لقاءات اخرى لتذليله. إلّا أنّ تقريش تلك الايجابيات، يظهر انّها تصلح فقط لأن تودع مستودع الايجابيات الوهمية، الذي يبدو انّه طفح بمثلها التي تراكمت منذ بداية الازمة، ولا ترجمة لها على ارض الواقع.
وبحسب معلومات «الجمهورية» من مصادر موثوقة، فإنّ الاتصالات الاخيرة، وإن كانت قد لامست بليونة بعض العِقد المتعلقة ببعض الحقائب الوزارية، وقد حُكي في هذا السياق عن استعداد لتراجع «التيار الوطني الحر» عن التمسك بوزارة الطاقة، شرط الّا تُسند الى تيار «المردة»، الّا انّ نقطة التعقيد الجوهرية والمتعلقة بتسمية الوزيرين المسيحيين ما زالت مستعصية، في ظلّ الاصرار الذي عبّر عنه باسيل، على الرفض القاطع لأن يسمّي الرئيس المكلّف سعد الحريري لأي وزير مسيحي.
وتشير المصادر، الى انّ هذه النقطة ستكون جوهر ما قد يلي من لقاءات، خصوصاً وانّ تأليف الحكومة بات مرتبطاً بها حصراً، الّا انّ لا شيء في الافق يوحي بإمكان تراجع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه باسيل، عن موقفهما الرافض ان يسمّي الحريري اي وزير مسيحي. ومن شأن ذلك ان يشكّل فشلاً مسبقاً لأي اجتماع يحصل بين الخليلين وباسيل، بل لا يعدّ اكثر من تضييع للوقت.
وكان لافتاً بالامس، انّ بعض «الغرف السياسية» دأبت نهار امس على اشاعة اجواء تفيد، بأنّ الايجابيات التي تحققت في اجتماع الخليلين وباسيل، تلقي كرة التجاوب معها في ملعب الرئيس المكلّف، الّا انّ اوساط الخليلين سارعت الى نفي هذا الأمر، ولم تتحدث عن تقدّم نوعي بل تقدّم طفيف يتعلق ببعض التفاصيل التي لم تشأ الكشف عنها، مشيرة في الوقت نفسه الى عقدتين اساسيتين لا تزالان في حاجة الى مزيد من الاتصالات حولها مع رئيس «التيار الوطني»، الاكثر تعقيداً بينهما هي عقدة تسمية الوزراء المسيحيين.
عين التينة و«بيت الوسط»
على انّ اللافت للانتباه الى الايجابيات التي حُكي عنها، لم تخرج عن الاطار الاعلامي. فأجواء عين التينة تعكس اصراراً على تكثيف الاتصالات واللقاءات، وفق المبادرة التي اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لعلّها تفتح الطريق على بلوغ خواتيم ايجابية فعلية تتولّد عنها الحكومة في اقرب وقت. ويؤكّد العارفون انّه حتى الآن لا ايجابيات ملموسة، والايجابيات الملموسة معناها انّ تشكيل الحكومة صار عاجلاً وفورياً.
وعُقد لقاء بعد ظهر امس، بين الرئيس الحريري والنائب خليل في «بيت الوسط»، حيث وضع خليل الرئيس المكلّف في اجواء لقاء امس الاول. والاجواء السابقة لهذا اللقاء في «بيت الوسط»، لم تفد بأنّ الرئيس المكلّف قد تلقّى ما يؤكّد بلوغ ايّ نتائج ايجابية حول اي امر. وقالت مصادر مطلعة: «لو كانت هذه الايجابيات موجودة لكان الرئيس المكلّف اول من يبلّغ بها. وهذا ما لم يحصل».
وقالت اوساط «بيت الوسط» لـ«الجمهورية»: «لسنا في هذه الاجواء، فلو كانت هناك ايجابيات كما يُقال لظهرت. دلّونا اين هي هذه الايجابيات لنبني عليها. هذا الوضع يذكّر بما اشيع قصداً عن ايجابيات وهمية حينما كان الرئيس الحريري في سفرته الى دولة الامارات العربية المتحدة، وعندما عاد الى بيروت كان اول سؤال طرحه على سعاة الخير: اين هي هذه الايجابيات؟ .. هذه الايجابيات مثل تلك الايجابيات لا وجود لها».
وبحسب اجواء «بيت الوسط»، انّ الرئيس المكلّف يعطي فرصة للاتصالات الجارية، وسبق له ان قدّم اقصى ما لديه من تسهيلات لتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، ادراكاً منه انّ وضع البلد كارثي ولم يعد يحتمل اي تباطؤ او تأخير في سلوك طريق الانقاذ، والمرتبط بتشكيل فوري للحكومة. وهو في هذا السبيل متعاون الى اقصى الحدود مع مبادرة الرئيس نبيه بري. ولفتت المصادر الى انّ رفض عون وباسيل ان يسمّي الرئيس الحريري وزراء مسيحيين ليس واقعياً وليس مقبولاً على الاطلاق.
واكّدت المصادر، انّ «الرئيس الحريري يدرك تماماً أنّ عدم وجود حكومة سيفاقم المشكلة اكثر ويجعلها اكثر صعوبة وتعقيداً، والضرر الذي ينتج من ذلك صار فادحاً، وصار يهدّد المؤسسات التي بدأت تنهار، والجميع يرى التداعيات الشديدة السلبية على كل المؤسسات، ولاسيما على المؤسسة العسكرية وقوى الامن الداخلي وسائر القوى الامنية. فإلى اين انتم سائرون؟ كل ذلك يعني انّ المطلوب وبإلحاح هو حكومة فوراً، تنصرف الى التصدّي لأزمة البلد. والرئيس الحريري ليس هارباً من تحمّل المسؤولية، بل هو على على جهوزية تامة لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، لا بل فوراً، لكن ذلك مرهون بتراجعهم عن شروطهم المانعة والمعطلة تشكيل الحكومة. وفي الخلاصة الكرة ليست في ملعب الرئيس المكلّف على الاطلاق بل هي في ملعبهم».
توضيحات «التيار»
في المقابل، أوضحت مصادر «التيار الوطني الحر»، حول اجتماع الخليلين بباسيل، بالآتي:
– أولاً، في موضوع التفاوض: إنّ منطلق الزيارات التي يقوم بها ممثلو الثنائي الى باسيل ليس للتفاوض معه على تشكيل الحكومة بالنيابة عن رئيس الجمهورية. هم يزورونه بصفته رئيس تكتل نيابي لمطالبته بالمشاركة في الحكومة، وهو أبلغهم انه لا يريد المشاركة. كما انهم يطلبون منه إعطاء الثقة للحكومة، فيما منحها الثقة أو حجبها حق له يستخدمه في التوقيت المناسب.
– ثانيا، في وحدة المعايير: ثبّتت محادثات البياضة، للمرة الأولى، وحدة المعايير واحترام توزيع الحقائب والمنهجية، وفق ما فصّله النائب باسيل في المجلس النيابي. هذه الثوابت أقرت في محادثات البياضة، فهل هذا الاتفاق امر سلبي ام ايجابي؟
في اي حال، اذا كان الحريري يريد فعلاً تأليف الحكومة فكل الاسباب والظروف صارت متوفرة لذلك، أما اذا كان يبحث عن عذر لعدم التأليف أو يمهد للاعتذار فهذا امر آخر.
– ثالثا، في موضوع الوزيرين المسيحيين: الحل واضح وبسيط وسهل. لا الرئيس عون ولا الحريري يسمّيان لكنّ الاثنين يوافقان. التسمية قد تكون من مجتمع مدني او موظف فئة اولى او من اهل اختصاص. وأشارت المصادر الى أن هناك مرونة قصوى في عملية توزيع الحقائب. لا تمسّك لا بالطاقة ولا بأي وزارة أخرى.
تدجين المواطن
حياتياً، لم يطرأ أي جديد في أزمتي البنزين والكهرباء والمواد الغذائية المدعومة والدواء المفقود والاستشفاء، الذي بدأ يتجّه ليكون حكراً على من يمتلك الدولارات الطازجة. كل هذه الأزمات المتفاقمة في كفة وتعميم البدء باسترجاع الودائع بالدولار الطازج في كفة ثانية. وقد فضح التعميم 158 حجم التدجين واليأس الذي بلغه المواطن، الذي بات يحتفل باسترداد 400 دولار في الشهر من وديعته، ويكاد ينسى كل مصائبه المعيشية التي تحاصره من كل حدب وصوب.
وقد جاء مشهد الطوابير امام محطات البنزين، وزحمة السير التي تسبّبت بها هذه الطوابير، لتعكس معاناة الناس اليومية، وتعلّقهم بالسراب. اذ كان يكفي تصريح أطلقه ممثل موزعي المحروقات وقال فيه انّ «المحطات ستقفل أبوابها خلال ايام بسبب نفاد المحروقات»، حتى تهافت المواطنون الى محطات الوقود، فشهدت طرقات لبنان، خصوصاً في بيروت وضواحيها، زحمة سير خانقة ناجمة عن الاصطفاف امام المحطات، ما حوّل معظم أنحاء العاصمة الى موقف سيّارات كبير.
في غضون ذلك تبين انّ تعميم البدء في اعادة ودائع لا يزال مبهماً في الكثير من جوانبه، ومن غير المرجّح ان يبدأ تطبيقه في الموعد المحدّد له، في آخر حزيران الجاري، بدليل انّ المصارف ارسلت مجموعة كبيرة من الاسئلة الى مصرف لبنان تحتاج الى اجابات وتوضيحات، بما يوحي انّ المهلة المعطاة لبدء التنفيذ لن تكون كافية.
مبادرة عراقية
وفي السياق المرتبط بملف المحروقات، لفت تطور عراقي بارز، تمثل في مبادرة الحكومة العراقية الى التصويت بالإجماع على زيادة دعم لبنان بزيت الوقود من 500 الف طن الى مليون طن.
وقال الناطق بإسم الحكومة العراقية وزير الثقافة حسن ناظم في مؤتمر صحفي عُقد في بغداد، إنّ «القرار يجب ان يُنفذ بالسرعة القصوى، ذلك للحاجة الماسة لهذا الدعم الى لبنان الشقيق، لانّه يمر بظروف غير عادية».
وتبلّغ رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب رسمياً قرار مجلس الوزراء العراقي بمضاعفة كمية النفط التي كانت الحكومة العراقية قد أقرّتها للبنان من 500 ألف طن إلى مليون طن سنوياً. وقد تواصل دياب هاتفياً مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي شاكراً له «جهوده وللحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق وقوفهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة العصيبة التي يمرّ فيها».
ونوّه الكاظمي بـ«الدور الذي لعبه الرئيس دياب في ظل ظروف صعبة جداً»، مؤكّداً «أنّ الشعب اللبناني يستحق الوقوف معه في محنته الحالية».
ورحّب الرئيس بري بقرار الحكومة العراقية، ووجّه في هذا الاطار برقية شكر الى رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، بإسمه وبإسم المجلس النيابي والشعب اللبناني.
..ومبادرة فرنسية
وفي مكان آخر، اعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، أنّ باريس ستستضيف اجتماعاً دولياً عبر الإنترنت في 17 حزيران، لحشد الدعم للجيش اللبناني، الذي يسعى الى اجتياز أزمة اقتصادية تضعه على شفا الانهيار.
وقال مصدران دبلوماسيان، إنّ «الاجتماع سيلتمس الدعم من دول تعرض الغذاء والمواد الطبية وقطع الغيار للعتاد العسكري. غير أنّه لا يستهدف تقديم الأسلحة وغيرها من العتاد».
واوضحت الوزارة، أنّ «الهدف هو لفت الانتباه إلى وضع القوات المسلحة اللبنانية، التي يواجه أفرادها ظروفاً معيشية متدهورة، وربما لم يعد بمقدورهم تنفيذ مهامهم بالكامل، وهو الأمر الضروري لاستقرار البلاد». وأعلنت انّها ستستضيف الاجتماع مع الأمم المتحدة وإيطاليا، بهدف التشجيع على جمع التبرعات لصالح الجيش اللبناني. ولفتت الوزارة، الى أنّ الدعوة وُجّهت الى دول من مجموعة الدعم الدولية للبنان، والتي تشمل دولاً خليجية وعربية والولايات المتحدة وروسيا والصين وقوى أوروبية.
الراعي
الى ذلك، وفي موازاة الاختناق المالي والحياتي والمعيشي، اكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في كلمة القاها خلال الرياضة الروحية السنوية لسينودوس الأساقفة الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي امس: «شعبنا يتطلع إلينا طيلة هذين الأسبوعين، ولم يبق له من أمل وثقة سوى في الكنيسة، بعد أن فقدهما في الجماعة السياسية والمسؤولين. وهذا أمر طبيعي، إذ يأتي نتيجة انتكاسات وخيبات متتالية. هذا الواقع المعنوي المرير لا يشكّل بالنسبة إلينا مجرد إدانة، بل واجب علينا للتعويض عن تقصير الدولة والمسؤولين تجاه المواطنين وكل مواطن، من خلال مؤسساتنا، وأراضينا، وتنظيمنا لخدمة المحبة الإجتماعية والإنمائية».
واضاف: «إننا ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المظالم السياسية والإجتماعية والمعيشية النازلة بشعبنا، من خلال حرمانه الغذاء والدواء، أبسط حقوقه الأساسية، ولا سيما فرص العمل على أرض الوطن، والعيش بكرامة، وقد جعلته الجماعة السياسية والمسؤولون شعباً متسولاً، محروماً من الوظيفة ومن مورد العيش بعرق الجبين، حتى أصبح نصف الشعب اللبناني في حالة فقر».
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
باسيل لم يرتوِ من «لعبة التعطيل» وقيادات «الثنائي» منزعجة!
احتجاجات ليلاً على طوابير الإذلال.. ومؤتمر باريس لدعم الجيش الخميس المقبل
بعد تباين معلومات «المحطات» وخبريات المصادر المقربة: كرة الحكومة في ملعب مَن؟ استطراداً في ملعب الرئيس المكلف سعد الحريري، وفقاً للجهات العونية أم في ملعب باسيل، وفقاً لأجواء الآخرين.
وبصراحة، كشفت مصادر «الخليلين» ان الكلام على ان الكرة في ملعب الرئيس المكلف غير دقيق، وأن حل العقدتين المتبقيتين، يحتاج إلى اجتماعات اخرى مع باسيل وان ما حصل حل عقدة واحدة، في وقت يواصل فيه فريقه تكرار المعزوفة الممجوجة «التزام الاصول الدستورية والقواعد الميثاقية والمعايير الموحدة في تشكيل الحكومة».
ووفقاً لمصادر في اجواء حزب الله فان لقاء البياضة الذي دام ثلاث ساعات، اتسمت مناقشاته بالايجابية والصراحة والشفافية، و»طرحت نقاط تؤسس لحل»، لكن اوساط عونية، مع التأكيد على الايجابية، لكنها لاحظت ان التأليف بات رهن موقف الحريري، في ما يقدم او يحجم.
وكان الحريري التقى بالامس النائب علي حسن خليل الذي اطلعه على ما حصل خلال اللقاء مع باسيل. كما التقى أيضا النائب وائل أبو فاعور وتداول معه في موضوع المشاورات والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة. وكشفت مصادر نيابية في كتلة المستقبل ان رئيس الحكومة المكلف اطلع اعضاء الكتلة أول امس على تفاصيل التحركات الجارية لتشكيل الحكومة، مشددا على ان التعاطي الايجابي مع مبادرة الرئيس نبيه بري هو للتأكيد على الرغبة الحقيقية لتشكيل الحكومة ولاتاحة الفرصة لتجاوز العقد والصعوبات التي تعترض التشكيل. الا ان ما يحصل بالمقابل لا يشجع اطلاقا ويؤشر الى نوايا مبيتة وعراقيل مفتعلة لابقاء البلد بلا حكومة جديدة قادرة على القيام بالمهمات الجسيمة التي تنتظرها، ومؤكدا في الوقت نفسه اصراره على تشكيل الحكومة الجديدة حسب الدستور ورافضا كل محاولات تكريس بدع واعراف مخالفة.
ومن المفترض أن يكون الرئيس الحريري اطلع عليها من خلال لقاء مع النائب خليل.
وتبدي اوساط الرئيس الحريري امتعاضها من أن يكون التأليف يجري في البياضة، مقر اقامة النائب باسيل، حيث تعقد اجتماعات حلحلة العقد.
ونفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة ان تكون اللقاءات التي اجراها ممثلا حزب الله والنائب علي حسن خليل مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قد حققت اختراقا مهما في عملية تشكيل الحكومة الجديدة ووصفت مواقف رئيس التيار الوطني الحر بالمراوغة واللا منطقية وقالت: ان كل ما يحكى ويتردد عن ايجابيات قد تحققت بانها من فبركة اوساط باسيل في محاولة للظهور بمظهر الطرف المتعاون والايجابي ولالصاق تهمة التعطيل بالرئيس المكلف سعدالحريري خلافا للواقع .واكدت المصادر ان مواصلة هذه المشاورات على هذا النحو هو لاتاحة المجال لانجاح مبادرة الرئيس نبيه بري لحل ازمة التشكيل التي تراوح مكانها بسبب الشروط والمطالب التي تتجاوز الدستور وتتعارض مع مبدأ تشكيل حكومة اخصائيين استنادا للمبادرة الفرنسية تتولى اجراء الاصلاحات البنيوية المطلوبة في القطاعات والادارات الرسمية وتجري الاتصالات مع المنظمات والصناديق المالية الدولية لحل الأزمة المالية الضاغطة. واعتبرت المصادر ان قيام رئيس التيار الوطني الحر القيام بالمشاورات لتشكيل الحكومة بالنيابة عن رئيس الجمهورية على هذا النحو، لا يعبر عن شكوك بعدم قدرة الرئيس على القيام بهذه المهمة فقط، بل يتجاوز الدستور الذي اناط هذا الامر به حصرا، ولا يلزم تنفيذه لاي طرف كان.
ولاحظت مصادر سياسية متابعة أن باسيل لم يرتوِ بعد من لعبة تعطيل التأليف الحكومي، وإعطاء نفسه دور المقرّر، سواء في ما خص التسهيل أو التعطيل، مع حرص واضح علىإبعاد الشبهة عن نفسه، ورميها على الرئيس المكلف..
وعليه، اعتبرت المصادر ان قيادات الثنائي الشيعي أمل وحزب الله باتت على إدراك أن فريق عون لا يرغب التسهيل للحريري وفي الوقت نفسه يريد عدم تحمل انسحاب الرئيس المكلف من عملية التأليف، وكلفة ذلك على الاستقرار العام، مشيرة إلى أن ما يحصل على الأرض، يصب في هذا الاتجاه.. معربة عن انزعاجها من إضاعة الوقت والمماطلة، والمضي باستمرار تقطيع الوقت، وتقاذق مسؤولية تعطيل المسار الحكومي.
وعلى الرغم من وصف اللقاء الذي عقد امس الاول في منزل النائب جبران باسيل في البياضة مع النائب خليل والحاج حسين خليل ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا بالجيد والصريح، فقدعلمت «اللواء» من مصادرمتابعة للقاء، إن العقدتين الاساسيتين ما زالت قائمتين امام تشكيل الحكومة، الاولى رفض باسيل ان يسمي الرئيس سعد الحريري الوزيرين المسيحيين الباقيين ضمن تشكيلة الـ 24 وزيراً بحجة ان كل القوى الاخرى السنية والشيعية والدرزية سمّت وزراءها فلماذا لا تسمي القوى المسيحية وزراءها؟ ورفض الحريري اقتراح وضع سلة اسماء يختار منها اسمين ويتفق عليهما مع رئيس الجمهورية. والعقدة الثانية رفض باسيل طلب الحريري منح كتلة لبنان القوي الثقة للحكومة.فيما تم الاتفاق على توزيع الحقائب ما عدا حقيبة الطاقة وربما حقيبة اخرى.
وقد تخلل اللقاء الذي استمر 3 ساعات عرض افكار يمكن ان يُبنى عليها لمقاربة الحل، وعلى هذا زار النائب علي حسن خليل الرئيس الحريري عصر امس لمواصلة البحث في الافكار المقترحة ومنها حل الخلاف على مرجعية تسمية الوزرين المسيحيين وتوزيع بعض الحقائب الباقية. على ان يعقد لقاء ثالث بين الخليلين وصفا وباسيل في وقت قريب لم يحدد موعده، فيما المصادر المتابعة، ان اموراً كثيراً جرى حلها والتوافق عليها كتوزيع حقائب الدفاع والداخلية (من حصة عون) والعدل والصحة (من حصة الحريري) وحقائب اخرى، وبقيت امور تفصيلية يمكن التوافق عليها كرفض باسيل منح حقيبة الطاقة لمن يقترحه تيار «المردة»، ولمن ستؤول حقيبة الاتصالات. واوضحت ان تبديل الحقائب بين الطوائف ممكن بالحوار اذا تم حل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، ويبقى منح كتلة لبنان القوي الثقة للحكومة رهن التوصل الى حل عقدة تسمية الوزيرين حيث يجري لقاء جديد مع باسيل حول هذه النقطة.
لا ثقة بغير الكنيسة
إلى ذلك وعشية 1 تموز تاريخ عقد لقاء محوره لبنان في الفاتيكان، بدأت صباح أمس الرياضة الروحية لسينودوس الأساقفة الموارنة برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وقال الراعي في كلمته « شعبنا يتطلع إلينا طيلة هذين الأسبوعين، ولم يبق له من أمل وثقة سوى في الكنيسة، بعد أن فقدهما في الجماعة السياسية والمسؤولين.وهذا أمر طبيعي إذ يأتي نتيجة انتكاسات وخيبات متتالية. هذا الواقع المعنوي المرير لا يشكل بالنسبة إلينا مجرد إدانة، بل واجبا علينا للتعويض عن تقصير الدولة والمسؤولين تجاه المواطنين وكل مواطن، من خلال مؤسساتنا، وأراضينا، وتنظيمنا لخدمة المحبة الإجتماعية والإنمائية. واضاف: إنا ككنيسة لا نستطيع أن نسكت أو أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء المظالم السياسية والإجتماعية والمعيشية النازلة بشعبنا من خلال حرمانه من الغذاء والدواء، حتى أصبح نصف الشعب اللبناني في حالة فقر.
المشهد المخزي
في المشهد المخزي، تحوّلت الشوارع إلى مآرب سيّارات وامام محطات البنزين اصطفت طوابير السيّارات في مشهد ذل غير مسبوق، على وقع تهديد الصيدليات بالاقفال التام..
وفيما استمر قطع الطرقات امس من قبل المواطنين في بيروت وبعض المناطق إحتجاجاً على تردي الوضع المعيشي، تفاقمت امس اكثر ازمة فقدان مادة البنزين، بحيث شهدت بيروت وضواحيها وسائر المناطق زحمة سير خانقة نتيجة طوابير السيارات التي اصطفت في خطين او ثلاثة امام المحطات تنتظردورها لتعبئة المادة واقفلت مسارب الطرقات. فيما استمرت ازمة التقنين الشديد في الكهرباء بإنتظار صرف السلفة لمؤسسة الكهرباء لتدفع ثمن الفيول المحمل في البواخر الباقية الراسية في عرض البحر، اذ تمت الموافقة على حمولة باخرتين فقط من اصل اربع.
وفي السياق، تبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب رسميا قرار مجلس الوزراء العراقي بمضاعفة كمية النفط التي كانت الحكومة العراقية قد أقرتها للبنان من 500 ألف طن إلى مليون طن سنويا.
وكان الرئيس دياب قد تواصل هاتفيا مساء أمس الاول، مع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي شاكرا له «جهوده وللحكومة العراقية والشعب العراقي الشقيق وقوفهم إلى جانب لبنان في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها»
بدوره وجه امس الرئيس نبيه بري برقية شكر الى الرئيس الكاظمي «باسم المجلس النيابي والشعب اللبناني، لمصادقة الحكومة العراقية على دعم لبنان بالنفط الخام وزيادة هذا الدعم من 500 ألف طن إلى مليون طن سنوياً».
مؤتمر دعم الجيش
على صعيد آخر، اعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، إن باريس ستستضيف اجتماعا دوليا عبر الإنترنت في 17 حزيران لحشد الدعم للجيش اللبناني لتوفير الغذاء والمواد الطبية وقطع الغيار للعتاد العسكري. غير أنه لا يستهدف تقديم الأسلحة وغيرها من العتاد. واوضحت الوزارة إن «الهدف هو لفت الانتباه إلى وضع القوات المسلحة اللبنانية، التي يواجه أفرادها ظروفا معيشية متدهورة وربما لم يعد بمقدورهم تنفيذ مهامهم بالكامل، وهو الأمر الضروري لاستقرار البلاد».
وأعلنت انها ستستضيف الاجتماع مع الأمم المتحدة وإيطاليا، بهدف التشجيع على جمع التبرعات لصالح الجيش اللبناني. ووُجهت الدعوة الى دول من مجموعة الدعم الدولية للبنان، والتي تشمل دولا خليجية عربية والولايات المتحدة وروسيا والصين ودولاً أوروبية.
على الأرض في بيروت، قطع محتجون على الوضع المعيشي المزري طريق تقاطع فردان – الطائفة الدرزية، وسط دعوات عبر مكبرات الصوت للنزول إلى الشارع من أجل الانتفاضة بوجه الفاسدين.
وعمد عدد من المحتجين على تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية، الى قطع مسارب ساحة النور في طرابلس لجهة الروكسي والمعرض وباب الرمل وساحة الكورة، بالعوائق والحجارة ومستوعبات النفايات.
وقطع محتجون الطريق الدولي في ضهور العبادية قرب مفرق اوتوستراد بحمدون.
وأغلق آخرون طريق عام عاليه البقاع اوتوستراد العربي عند نقطة بعلشميه كما طريق المنارة.
541940 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة إصابة 139 شخصاً بفايروس كورونا، و6 حالات وفاة، ليرتفع العدد الإجمالي المثبت مخبرياً إلى 541940 إصابة منذ 21 شباط 2020.
***************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
ايجابيات حذرة حكوميا..والأزمات المعيشية تتفاقم
في انتظار بنزين نصرالله الايراني، ونفط العراق الاخوي والفرج الذي بات اللبنانيون على قناعة بأن لا سبيل ان يأتي الا من عند الله بعدما قطعوا كل أمل بمسؤوليهم عديمي المسؤولية، في امكان انتشال الدولة من حال الاهتراء المعمم، وفيما المواطنون يصطفون في طوابير قطعت بعض الطرق لكثرة ما طالت، على أمل ملء خزانات سياراتهم بكمية محدودة ومشروطة من الوقود تضمن تنقلهم بين الصيدليات بحثا عن دواء مقطوع، تحرك الملف الحكومي المترنح على ايقاع خلافات الحريري- باسيل ومصالحهما الانتخابية، من خلال لقاءات البياضة الرباعية التي عكست اصرارا من حزب الله على الافراج عن الحكومة المخطوفة على ما تشير اليه المعطيات وما يقوله امينه العام الذي أطل اول امس بكامل عافيته وبنبض التحدي القوي للدولة التي لم يشاورها يوما في قرار مصيري او وجودي، ليعلن العزم على استيراد البنزين «المقنن» اصلا في ايران المعاقبة عبر مرفأ بيروت الخاضع للرقابة الدولية، ويزيد الى الدولة المنهارة بفعل سياسات حزبه وراعيتها الاقليمية ايران انهيارا معنويا اضافياً.
كثر ممن تسنى لهم الاستماع والاستمتاع بخطاب الامين العام ووعوده بالفرج الآتي من طهران على ظهر مراكب تستعد للاقلاع الى بيروت، سألوا عما يخطط له نصرالله ولماذا يكبّد نفسه مشقّة تحمّل وتحميل لبنان وزر عقوبات سيتعرض لها جراء استقدام الوقود من ايران لبيئته وشعبه، بفعل العقوبات المفروضة عليها وتهريبه لاحقا الى سوريا، ما دامت مرافئ سوريا قادرة على استقباله، فليستقدمه عبرها اذاً ويهربه الى لبنان على غرار ما يفعل اليوم مع البنزين اللبناني المدعوم، فيوفر على لبنان العقوبات والدولارات.
باسيل و«الثلاثيّ»
اما حكوميا فتدور في الكواليس اتصالات سياسية حثيثة لمحاولة ايجاد حل حكومي وسط، يرضي كلا من الفريق الرئاسي والرئيس المكلف سعد الحريري. في السياق، سجل اول امس لقاء في البياضة ضم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ومعاون رئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل ومسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا، افيد ان اللقاء «كان إيجابيًا، وقد حصل تقدم في البحث». وأن «الطرح الذي تم التوافق عليه بين باسيل والثنائي ينتظر بلورته مع الرئيس الحريري.
لقاء ثالث؟
واشارت معطيات صحافية الى ان «اجتماع «الخليلين» وصفا بباسيل دام 3 ساعات وتمّ الاتفاق فيه على توزيع الحقائب كافة باستثناء واحدة، على ان ينقل بري للحريري، عبر معاونه خليل، أجواءَ اللقاء مع باسيل». ولفتت الى ان في ضوء هذه المحادثات، يفترض ان يعقد لقاء ثالث في البياضة بين باسيل والخليلين وصفا من اجل استكمال البحث بآلية تسمية الوزيرين المسيحيين. وأشارت معطيات اخرى الى ان «أثناء اللقاء في منزل باسيل وفي ذروة النقاش الايجابي وصلت تغريدات وأنباء تفيد عن انتهاء اللقاء بأجواء سلبيّة، ما أثار دهشة المجتمعين». وبعد الظهر، افادت مصادر متابعة ان «تمّ إسقاط الأفكار التي طُرحت سابقاً بالشأن الحكومي في اجتماع باسيل مع الخليلين على أن يقدم كلّ من عون والحريري لائحة بالأسماء ويُصار إلى اختيار الأنسب ولكن حُكي عن أنّ الحريري قد لا يقبل بذلك».
عكر- ابراهيم
وليس بعيدا من المحور الامني، وفي اعقاب الاجتماع الذي عقدته وزيرة الخارجية والدفاع زينة عكر في شأن ازمة الكبتاغون المُهرب الى السعودية، استقبلت امس المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وكان عرض للأوضاع العامة والتطورات الأمنية في البلاد.
كسر جليد… وليس «إيجابية»
على خلاف «الإيجابية» التي حاول الأطراف الترويج لها، يمكن وصف لقاء «الخليلين»، مع النائب باسيل، من حيث المضمون، بأنّه «راوح مكانك».
لكن مقارنةً بالاجتماع العاصف السابق بينهم، فإنّ هذا اللقاء «كسر الجليد» بين المجتمعين، بعد السقوف العالية في المواقف خلال الاجتماع السابق، الذي وصل إلى حدّ تهديد أحد الخليلين بالانسحاب في ظلّ إصرار باسيل على عدم تقديم أيّ تنازل.
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
ماراتون الحكومة على وقع طوابير البنزين … وبري حذر « تيصير الفول بالمكيول»
– محمد بلوط
حلحلة توزيع الحقائب وأفكار لحسم عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين وأزمة الثقة مؤجلة
باريس : لا تدخلونا في دهاليز السياسة اللبنانية … وتاليف الحكومة مسؤولية لبنانية
الناس في واد والمسؤولون في واد آخر … فالطوابير الطويلة التي امتدت لمئات الامتار الى محطات الوقود تكاد تلخص جزءا بسيطا للغاية من معاناة اللبنانيين الذين باتوا يتعرضون لاشد انواع الاذلال والتهميش والتجويع. بينما يستمر مسلسل تشكيل الحكومة رهينة الشروط المتبادلة بين طرفي النزاع والقابضين على زمام التاليف.
والسؤال الذي يتكرر منذ التكليف وحتى اليوم، ماذا ينتظر المعنيون لتاليف الحكومة طالما ان الجميع في الداخل والخارج يقرون ان الحكومة الجديدة هي مفتاح الحل والطريق الى وقف انهيار البلد ؟
المعلومات المتوافرة للديار امس اكدت ان الرئيس بري، الذي ضاعف جهوده في الايام الاخيرة بدعم وتعاون قويين من حزب الله، مصمم على تسريع وتيرة مسعاه في اطار مبادرتها التي تبلورت اسسها وعناصرها لادراكه كما عبر غير مرة المخاطر الكبيرة المحدقة بالبلاد اذا ما استمرت الازمة الحكومية تراوح مكانها .
لكن الاجواء الايجابية التي جرى الكلام عنها بعد اجتماع الخليلين وصفا مع النائب جبران باسيل في البياضة اول امس والذي امتد الى بعد منتصف الليل، ما زالت بحاجة الى لقاءات مماثلة لاستكمال حل العقد العالقة حيث ان مشكلة تسمية الوزيرين المسيحيين لم تحسم وهي ما زالت بين افكار عديدة، كذلك موضوع منح التيار الوطني الحر الثقة للحكومة لم يحسم ورحل الى ما بعد الاتفاق على التشكيلة، وسجل تقدم حاسم لتوزيع الحقائب.
وفي ضوء ما تسرب من كلام عن هذه الاجواء بقي الرئيس بري في جو ايجابي بحذر ، ونقلت مصادر عين التينة للديار امس عنه قوله ان الجو ايجابي حتى الآن، وانه متمسك بالمثل المعروف الذي يكرره دائما « ما تقول فول تيصير بالمكيول».
واضافت انه يمكن القول ان الاجواء ايجابية الان وهي افضل مما كانت عليه مؤخرا عندما اندلعت حرب البيانات بين بعبدا والتيار الوطني الحر من جهة وبيت الوسط والمستقبل من جهة اخرى .
واعربت المصادر عن ارتياحها لاجواء التهدئة التي سادت، مشيرة الى ان رئيس المجلس استأنف حركته الناشطة بعد ذلك اكان من خلال اتصالاته المباشرة التي اجراها ام من خلال حركة الخليلين، لكن الامور تبقى في خواتيمها املا في استكمال الاجواء الايجابية باتجاه التوصل الى الاتفاق الناجز على التشكيلة الحكومية .
وقالت مصادر الخليلين ان اجواء اللقاء مع باسيل كانت ايجابية، لكنها اشارت الى ان هناك نقطة او نقطتين لم تحسما .
واكد مصدر مطلع في هذا المجال ان هناك اتصالات ولقاءات ستجري لاستكمال الاجواء الايجابية وان الامل في حسم كل النقاط للوصول الى الحلول الناجزة.
وكانت المعلومات التي وزعت عن لقاء البياضة بين باسيل والخليلين تحدثت عن اجواء جيدة وقالت انه» تم تبادل افكار واقتراحات باجواء ايجابية حققت تقدما من شأنه تسهيل تاليف الحكومة من ضمن الاصول الميثاقية والدستورية وبحسب قواعد المبادرة الفرنسية «.
وذكرت مصادر مطلعة للديار ان النقاش دار في جو افضل من اللقاء الذي سبقه وانه اتسم بالايجابية وتناول التفاصيل التي نوقشت في لقاء عين التينة بين بري والحريري .
واضافت ان مقاربة عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين احرزت تقدما بموافقة باسيل على مشاركة الاطراف بطرح مجموعة اسماء مسيحية وان يختار الحريري منها اسمين لوزارتي الداخلية والعدل . غير ان الرئيس المكلف كان اكد انه يرفض حجب تسمية الوزيرين المسيحيين عنه وان من حقه ان يسمي هو بموافقة الرئيس عون .واضافت المعلومات ان الحريري يمكن على الاقل ان يوافق على تسمية وزير مسيحي ويختار الثاني من مجموعة اسماء مطروحة .
وبالنسبة لوزارة الطاقة فان باسيل جدد القول ان التيار غير متمسك بها لكنه رفض اسنادها الى المردة . وتردد ان هذه العقدة باتت بحكم المحلولة باسناد الاتصالات للمردة واعطاء الطاقة لطرف اخر .
وفي شأن شرط الحريري الموافقة على صيغة ال٨،٨،٨ واشراك التيار في التسمية مقابل منح التيار الثقة للحكومة قالت المعلومات ان باسيل بقي على موقفه متسائلا كيف يمكن وضع هذا الشرط المسبق بينما الرئيس المكلف يقاطع التيار، وذكّر ايضا ان التيار لم يسم الحريري في الاستشارات النيابية .
لكن باسيل حرص على تكرار ما قاله في جلسة مجلس النواب الاخيرة ان بغض النظر عن موضوع الثقة سنكون مع الحكومة والى جانبها ومن الداعمين لها في برنامج اصلاحي شامل يحاكي متطلبات توفير الدعم للبنان والمصلحة الوطنية .
اما الحريري، حسب اوساطه، فيرى انه لا يمكن للتيار ان يشارك في الحكومة ويحجب عنها الثقة وليس مقبولا ان يمارس دور الموالاة والمعارضة في وقت واحد .
ووفقا للمصادر المطلعة فان هناك اتجاهين لمعالجة هذه المسألة : ان يتوج الاتفاق على التشكيلة الحكومية بلقاء مصالحة بين الحريري وباسيل قبل اعلان التشكيلة او بعدها، وهذا التوجه يجري العمل عليه منذ فترة .اما الفكرة الثانية فهو ان يترك لنواب التيار الحرية في حجب او منح الثقة بحيث يعطيها عددا منهم ويحجبها اخرون . لكن هذا الطرح لا يبدو مقبولا .
وفيما تردد ان المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل زار بيت الوسط ظهر امس والتقى الحريري اتصلت به الديار بعد الظهر وتبين انه في الجنوب
واكتفى بالقول انه لم يلتق بعد بالرئيس المكلف .
وعن الاجواء التي سادت اللقاء مع باسيل قال « ان النقاش دار في اجواء ايجابية «، مشيرا الى ان البحث مستمر .
وكانت اوساط التيار قد تحدثت عن «ان الهيكل الاساسي للحكومة الجديدة تم التوافق عليه بالكامل في اللقاء مع باسيل، وان التاليف بات متوقفا على موقف الحريري «، مشيرة الى ان الكرة في ملعب الرئيس المكلف.
اما مصادر بيت الوسط فاكدت ان الكرة ليست عندنا، مع العلم ان الرئيس الحريري لا يتعامل مع هذا الاستحقاق المهم على طريقة تقاذف الكرات او تسجيل النقاط . واشارت الى ان لقاءه مع الرئيس بري خلص آلى نتائج ايجابية حول تشكيلة ال٨،٨،٨، في اطار حكومة ال٢٤ وتوزيع بعض الحقائب مقرونة باسئلة منها موضوع الثقة وتسمية الوزيرين المسيحيين وهي اسئلة برسم الطرف الآخر .
السفيرة الفرنسية : لا تدخلونا في دهاليزكم السياسية
وفي معلومات خاصة لـ«الديار» من مصادر نيابية موثوق بها اكدت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو خلال لقائها مع لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية-الفرنسية « ان فرنسا تتطلع الى تاليف حكومة لبنانية قادرة تتمتع بصدقية لبنانيا ودوليا «.
وقالت « ان باريس لا تتدخل باعطاء تسميات لوزراء في الحكومة، ولن تشارك في هذه التسميات «، مجددة التأكيد ان المساعدات الدولية للبنان تتطلب تشكيل حكومة قادرة وتقوم بالاصلاحات المنشودة «.
وحول دور فرنسا في عملية تشكيل الحكومة قالت السفيرة غريو « ان المسؤولية قبل كل شيء هي مسؤولية لبنانية بحتة، وفرنسا كانت وما زالت تلتزم في المساعدة بهذا المجال، لكن لا تقبل ولا تريد ان تحل محل اللبنانيين في هذه العملية «.
وردا على استفسارات بعض النواب قالت السفيرة الفرنسية موجهة الكلام للمسؤولين اللبنانيين « لا تدخلونا في دهاليز السياسة اللبنانية، فالقرار بشأن تاليف الحكومة هو قرار لبناني، ويجب الاخذ بعين الاعتبار تاليف حكومة لبنانية قادرة على التحاور مع المجتمع الدولي وكسب ثقته «.
وحول ما اذا كانت باريس تتجه الى تشجيع تاليف حكومة انتخابات اذا ما فشلت المساعي الحالية وطالت الازمة، اوضحت السفيرة « ان فرنسا لا تتدخل في هذا الموضوع، فاللبنانيون هم اصحاب القرار، وكما عبرت فان هناك حاجة لتاليف حكومة تتمتع بصدقية وتعمل لمصلحة لبنان واللبنانيين وليس لمصالح فئوية او مصالح سياسية ضيقة».
وشددت على دور البرلمانيين في الدبلوماسية المتكاملة التي تؤمن بها فرنسا، مؤكدة انها تدعم ابنان سيدا حرا مستقلا .
واشارت الى انه في ظل استمرار الازمة الحكومية اللبنانية فان فرنسا لم توقف مبادرتها، وهي تركز حاليا على الاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية والصحية والتربوية والحاجات الاولية والملحة للمجتمع والهيئات المدنية .
ونقلت المصادر عن السفيرة الفرنسية انها كشفت للنواب اللبنانيين ان لبنان تلقى خصوصا بعد انفجار المرفأ مساعدات بقيمة ملياري دولار، معربة عن املها في العمل مع لبنان في المستقبل لاعادة اعمار ما تهدم وبناء البنى التحتية التي يحتاجها لبنان .
مسلسل اذلال الناس
على صعيد اخر، اجتاحت طوابير السيارات الطويلة الى محطات المحروقات امس ايضا كل المناطق في ظل الحديث عن نقص في الكميات الموزعة وتبادل تحميل المسؤوليات، واستمرار صمت الحكومة واكتفائها بالتفرج على المشهد المذل الذي يعيشه المواطن .
وليست ازمة المحروقات افضل من ازمة الدواء حيث بات عدد كبير من الادوية الضرورية وللامراض المستعصية مفقودا في الصيدليات، بينما مستودعات التجار تحجب الدواء سعيا للربح والاحتكار .
وقد اعلن وزير الصحة حمد حسن امس ان موضوع الدواء حساس جدا، وهناك مسؤول عليه ان يتحمل المسؤولية ويكون مسؤولا عن الارقام التي يعطيها .
اضاف « نحن كوزارة لدينا اكثر من سيناريو لكننا في حاجة الى رقم دقيق لننطلق منه . هناك حاكم مصرف لبنان من جهة وهناك الفرقاء السياسيون المختلفون من جهة اخرى … ونحن كوزارة سنتخذ الاجراءات المطلوبة لان الوضع لم يعد يطاق».
نفط عراقي للبنان
من جهة اخرى اقدمت العراق على مبادرة اخرى تجاه لبنان وقررت الحكومة العراقية تزويد لبنان بمليون طن من النفط بدلا من خمسمئة الف طن لتامين اكثر من نصف حاجة لبنان لمادة الفيول للكهرباء .
وآكد رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ان هذا القرار سينفذ بسرعة .
ولاقى القرار العراقي ترحيبا لبنانيا فابرق الرئيس بري الى الكاظمي شاكرا على هذه المبادرة، ومنوها بمواقف المرجعيات والحكومة والشعب العراقي تجاه لبنان .
كما تبلغ رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب القرار العراقي رسميا وشكرها لهذا القرار.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :