افتتاحية صحيفة البناء :
نتنياهو يرضخ لتهديدات المقاومة ويؤجّل المسيرة إلى الثلاثاء… والثقة بالحكومة الجديدة الأحد / نصرالله يحذّر من حماقة تجرّ للحرب… ويلوّح باستيراد المحروقات … والانتخابات في موعدها / لقاءات مكثّفة لحلحلة العقد الحكوميّة… ومقترحات جديدة … وبرّي يشير لأسبوع حاسم
بات واضحاً أن زمن استقلال الكيان قد انتهى وأن الانتداب الأميركي يدخل حيّز التنفيذ، كما قال مرجع سياسيّ يواكب تطورات مسيرات الأعلام الصهيونية التقليدية في القدس، بعد تهديدات المقاومة بحرب إقليميّة، تخشاها واشنطن، وتسعى لتفاديها، وكانت الحكومة الجديدة للكيان بدون بنيامين نتنياهو إحدى نتائج مساعٍ أميركية حثيثة لمنع التصعيد الذي قد يُخرج الأمور عن السيطرة بعدما ظهر الكيان عاجزاً عن تحمل كلفة حرب مع غزة وحدها، وعاجزاً عن تحقيق أي إنجاز يبرر وقفه للنار رغم تمديد مهلة إنهاء الحرب أمامه عدة مرات، بحيث تكرّست معادلة المقاومة، "إن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا"، وربط مصير الحرب بالقدس، وشكلت تطورات المسيرة من قرار الشرطة بإلغائها، الى إصرار نتنياهو على إجرائها في موعدها يوم غد الخميس، ثم قراره بتأجيلها إلى الثلاثاء، لبلورة صيغة جديدة لها حكومياً، وهو يعلم أن الثقة بالحكومة الجديدة ستبتّ يوم الأحد، تعبيراً عن تسليم نتنياهو بالهزيمة على الجبهتين، الحكوميّة والميدانيّة، فهو كان يراهن على المسيرة الخميس لتشكيل منصة تصعيد بوجه الحكومة الجديدة، وتراجعه يعني اقتناعه بأنه لا يملك الموازين اللازمة لخوض المواجهة، فقرّر ترك الملف فخاً بوجه الحكومة المقبلة فإن قامت بإلغاء المسيرة يسهل اتهامها بالتراجع والهزيمة أمام قوى المقاومة، وإن أصرّت عليها يستدرجها الى الموقع الذي يتيح له التلاعب بها بين ثنائية استرضاء الشارع واسترضاء واشنطن.
الوضع في القدس كان حاضراً في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بتحذيره من مغبة ارتكاب حماقة من جانب كيان الاحتلال المأزوم والحاقد والأحمق، وتأكيده على معادلة قوى المقاومة باعتبار الاعتداء على القدس سبباً لحرب إقليميّة، مشيداً بموقف أنصار الله في اليمن واستجابتهم للمعادلة وانضوائهم ضمنها، مفرداً للملف اليمني فقرة خاصة شارحاً لحتمية التلازم بين وقف النار ورفع الحصار، كي لا يتحوّل الحصار الى حرب بطريقة أخرى للإخضاع والإذلال.
تناول السيد نصرالله الوضع اللبناني بالتفصيل، في كلمته بمناسبة العيد الثلاثين لقناة المنار، فنفى أي أساس لفكرة عدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، سواء بالذهاب إلى انتخابات مبكرة اعتبرها دون جدوى وترجمة لخلفيّات فئويّة لا وطنيّة، أو بما يُحكى عن فرضية تأجيل الانتخابات، مؤكداً أن الأمر لم يرد في حساب حزب الله، وهو يرفضه، وشدّد السيد نصرالله على أن الأولويّة تبقى لتشكيل حكومة، وكل طروحات أخرى صرف للنظر عن جوهر الأزمة، داعياً الجميع للانصراف لتذليل العقد من طريق تشكيل الحكومة الجديدة.
توقف السيد نصرالله أمام الشأن الحياتي وأزمات فقدان الأدوية والمحروقات والمواد الغذائية، محمّلاً المسؤولية للاحتكار، وغياب الدولة عن الرقابة، داعياً لتفعيل أداء مؤسسات الدولة قبل تشكيل الحكومة وبعده، مجدداً الاستعداد لحشد عشرين ألف متطوّع إذا كانت المشكلة في نقص الجهاز البشري، وفتح نصرالله مجدداً قضية استيراد المحروقات من إيران مجدِّداً العرض الإيراني الاستعداد لتأمين احتياجات لبنان بالليرة اللبنانيّة، متسائلاً عن سبب عدم التعامل مع هذا العرض، ما لم يكن السبب هو الخشية من الأميركي الذي لا يساعدنا ويريد منّا أن نمنع المساعدة عن أنفسنا، ملوّحاً بإقدام حزب الله على الاستيراد مباشرة للمحروقات من إيران، إذا بقيت الأزمة تتفاقم وغابت الحول، ولم تتشكل الحكومة، وبات اليأس من الحلول عبر الرهان على الدولة هو الحال، قائلاً في هذه الحال نحن في حزب الله سنذهب إلى إيران ونتفاوض على شراء المحروقات ونأتي بالسفن الإيرانيّة إلى مرفأ بيروت، ولتمنعنا الدولة عن تأمين البنزين والمازوت للبنانيين.
في الشأن الحكومي، قالت مصادر على صلة بالاتصالات الجارية لحلحلة العقد الحكوميّة إن سلسلة لقاءات تمّت خلال الساعات الماضية، منها لقاء جمع المعاون السياسيّ لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا، برئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وأن مقترحات جديدة نوقشت خلال هذه اللقاءات ومنحت مهلاً لدراستها، بينما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري لوفد نقابة المحررين الذي التقاه أمس، أن الأسبوع الحالي حاسم في الملف الحكومي.
وأكد السيد نصر الله مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس، مؤكداً مساعدة الرئيس بري في مبادرته. ودعا المعنيين بتأليف الحكومة بأن يسمعوا أوجاع الناس ويشاهدوا القلق في عيونهم وأن يضعوا المشهد الإنسانيّ أولاً قبل اعتباراتهم.
وفي كلمة في الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة المنار، كشف السيد نصرالله أن "حزب الله سيفاوض الحكومة الإيرانية وسيشتري بواخر محروقات منها في حال اليأس من تحمّل الدولة اللبنانية مسؤوليتها، كما سيدخلها إلى الشعب اللبناني عبر مرفأ بيروت وعندها لتوقفه الدولة".
وشدد على أنه "يجب أن تجري الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها مهما كانت الظروف"، وأكد أننا "ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء إليها هو مضيعة للوقت وهو إلهاء للناس ومن يطالب بالانتخابات النيابية المبكرة فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمّل المسؤولية"، ورأى أن "أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبيّة فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب". وكشف أن "الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء وكذلك المواد الغذائيّة"، وأضاف "عندنا في لبنان المحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، ولكنهم يحظون بالغطاء السياسي"، وتابع "الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي"، وقال "أنتم الذين تحتكرون الدواء والمواد الغذائية وما يحتاجه الناس من ضروريات الحياة بانتظار أن ترتفع الأسعار، أنتم خونة، قتلة، وشركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة". واعتبر أن "على الحكومة والوزارات المعنية الحالية أن تعلن حرباً على الاحتكار والمحتكرين. وهذا جزء من المعالجة".
وأعلن الامين العام لحزب الله ان "حزب الله يعرض تقديم 20 ألف متطوّع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار"، ولفت الى أن "معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة عبر النفط الإيراني لكن بحاجة لقرار سياسي جريء"، وتابع "كل الذل الذي يعاني منه الشعب اللبناني أمام محطات الوقود ينتهي سريعاً عند اتخاذ قرار التخلي عن أميركا واستيراد النفط من إيران وبالليرة اللبنانية"، واضاف "أيها الشعب اللبناني كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل"، وقال "الحكومة الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلا صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم"، وسأل "هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية؟".
وحذر السيد نصرالله أنه "اذا استمر الإذلال بموضوع البنزين والمازوت ودون وجود حل للأزمة فإننا كحزب الله سنتفاوض مع الحكومة الايرانية ونشتري بواخر بنزين من إيران الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة اللبنانية إدخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني". كما وأشار السيد نصر الله الى ان "البطاقة التمويلية اذا أقرّت في مجلس النواب تساعد 750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة. ونؤيد مشروع هذه البطاقة"، وتابع "تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي للاقتدار على مواجهة الأزمة، فهي السلطة التنفيذية في البلد".
وأشارت مصادر نيابية في فريق المقاومة ومطلعة على ملف الكهرباء لـ"البناء" أن إيران مستعدة لتزويد لبنان بكل ما يحتاجه على عدة صعد لا سيما بقطاع الكهرباء والمحروقات والأدوية. والمفاوضات انتهت في هذا الملف والتنفيذ ينتظر القرار الأخير لتبدأ البواخر الإيرانية بالإبحار الى لبنان. وشددت المصادر على أن حزب الله سينتظر المعنيين وقتاً ليس طويلاً لحل ازمة المحروقات. وفي حال لم تحل فسيمضي بالحصول على الدعم الإيراني بالمحروقات من دون أية خشية أو اعتبار لردة الفعل الأميركية.
وبعد ساعات على تحذير السيد نصرالله صادقت الحكومة العراقيّة، على دعم لبنان بالنفط الخام وزيادته من 500 ألف طن إلى مليون طن.
وأوضح الناطق باسم الحكومة العراقيّة وزير الثقافة حسن ناظم في مؤتمر صحافي عُقِد في بغداد أن "القرار يجب أن ينفذ بالسرعة القصوى ذلك للحاجة الماسّة لهذا الدعم الى لبنان الشقيق لأنه يمرّ بظروف غير عادية".
في غضون ذلك، وعلى الخط الحكوميّ وبعد انتهاء كلمة السيد نصرالله عقد لقاء ضمّ معاوني الرئيس برّي والأمين العام لحزب الله النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل والحاج وفيق صفا ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وجرى البحث بحسب معلومات "البناء" بعقدة تسمية الوزيرين المسيحيين، حيث وضع الخليلين باسيل بصورة نتائج المشاورات بين عين التينة والرئيس المكلف سعد الحريري، وحاول الخليلان إقناع باسيل بمنح الثقة للحكومة والتقاء الطرفين في منتصف الطريق لحل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين وتسهيل تأليف الحكومة.
ولفتت مصادر في فريق المقاومة لـ"البناء" الى أن "حزب الله داعم لمبادرة الرئيس بري والسيد نصرالله أكد على هذا الأمر، وبأن الحزب بذل أقصى جهده لتقريب وجهات النظر بين عون والحريري"، ولفتت الى أن "المساعي مستمرّة ولا تختصر باجتماع أو اجتماعين بل المشاورات مستمرة ولن تتوقف. لا مدة معينة لإعلان توقف المبادرة".
إلا أن أوساطاً نيابية مطلعة على المشاورات الجارية استبعدت لـ"البناء" حصول أي اتفاق قريب على عقدة الحصة المسيحية، وبالتالي لن تبصر الحكومة النور خلال الوقت الراهن بسبب عمق الخلاف بين التيارين المستقبل والتيار الوطني الحر".
وعولت مصادر مطلعة في التيار الوطني الحر على اللقاء بين باسيل والخليلين في التوصل الى حل وسطي يرضي الطرفين، مشيرة لـ"البناء" الى أن "التيار منفتح على كافة الحلول ضمن الأطر الدستورية والتوازنات الطائفية"، متسائلة "كيف يحقّ للحريري تسمية وزيرين مسيحيين ولا يسمح للرئيس عون اختيار وزير سنّي؟". وأكدت المصادر أنه "لا يمكننا التنازل عن الحصة المسيحية فيما تتمسك الأطراف الأخرى بحقوق طوائفها في ظل اتجاه المنطقة للتشكل من جديد، وبالتالي يجب أن نحصن الحقوق المسيحية فضلاً عن أن الحكومة المقبلة ستواجه استحقاقات كبرى ومصيرية على كافة المستويات ويجب أن نثبت شراكتنا الاساسية في اتخاذ القرارات في الحكومة".
وأكد تكتل لبنان القويّ خلال اجتماعه الدوري الكترونياً برئاسة باسيل أن "اللبنانيين ينتظرون نتائج إيجابية لمسعى رئيس مجلس النواب وتجاوب دولة الرئيس المكلّف معه، أو أن يقوم بما يؤدّي الى التأليف بحسب الأصول الميثاقية والدستورية وعلى قاعدة المبادرة الفرنسية، وحيث إنه يستحيل ان تطول حال الانتظار ربطاً بالظروف الضاغطة، يرى التكتل ان على رئيس الحكومة المكلّف حسم قراره بالتأليف أو عدمه، وعلى جميع المعنيين تحمّل مسؤولياتهم لناحية اظهار الحقائق دفعاً للتأليف، لأن التغاضي عنها او تحويرها يسمح بمزيد من اضاعة الوقت الثمين".
وتشير مصادر مقربة من بيت الوسط أن "الحريري يعدّ تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيراً من الاختصاصيين غير الحزبيين من دون ثلث معطل لأي مكون وسيوزّع حقائبها وفق المعيار الطائفي والمناطقي لمراعاتهما وفق الدستور وعندما يفرغ من ذلك سيحمل التشكيلة الجديدة الى بعبدا ويقدّمها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإما يوافق عليها أو يرفضها وتكون مبادرة الرئيس بري انتهت".
وكان لافتة الاصطفافات الطائفية، إذ استقبل الحريري ظهر اليوم في "بيت الوسط" عضوين معارضين للحريري، وهما النائبان عدنان طرابلسي وجهاد الصمد وأعلنا دعمهما للحريري في تأليف الحكومة. ولفت الصمد الى ضرورة تأليف الحكومة "مع الحفاظ على الثوابت وعدم خلق أعراف جديدة من شأنها أن تمسّ بصلاحية أي مؤسسة من مؤسسات الدولة اللبنانية، وخاصة مقام رئاسة الحكومة الذي نحرص عليه أشد الحرص".
وكان الرئيس بري توقع أن يكون هذا الأسبوع حاسماً بالنسبة الى الأزمة الحكومية لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل، وجدد تأكيده بأن مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة وأن كل الناس راغبة بمساعدة لبنان، وذلك بحسب ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي الذي زار عين التينة. وقال بري: "إن شاء الله تكون النتائج إيجابيّة وهناك اتصالات حثيثة تجري لتذليل العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر".
ورداً على سؤال حول أهمية الاجتماع الذي سيعقد في الفاتيكان في تموز المقبل قال بري: "اجتماع الفاتيكان مهم جداً وأهميته لما بعد تأليف الحكومة وهو دعوة صادقة لتقديم الدعم للبنان آنذاك". وجدّد رئيس المجلس التأكيد بأن "مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة وأكثر من ذلك يؤسفني القول إن الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان اكثر من اللبنانيين أنفسهم فإذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع ان تطلب المساعدة من الغير وأكبر دليل المسعى الفرنسي". وتابع: "جميع الناس راغبة بمساعدة لبنان لكن يبقى على اللبنانيين أن يبدأوا بمساعدة أنفسهم، هذا الكلام سمعته أمس (الإثنين) من وفد البنك الدولي وأسمعه باستمرار من السفراء الذين يزورونني".
وفيما نقلت مصادر سياسية عن البطريرك الماروني مار بشارة الراعي رفضه المطلق تسمية الوزيرين المسيحيين لئلا يتحمل المسؤولية في حال فشلهما بأدائهما كوزيرين، رأس الراعي اجتماعاً للبطاركة في بكركي لتحضير ورقة عمل ترفع إلى البابا خلال اللقاء المرتقب في الفاتيكان في 1 تموز المقبل.
على صعيد الأزمات المعيشية وبعد حل أزمة الكهرباء مؤقتاً بالموافقة الرئاسية على سلفة الخزينة بقيمة مئتي مليون دولار، برزت أزمة الدواء والمحروقات وسط "الفقدان التدريجي" للكثير من الأدوية الأساسية والمعدات الطبية التي تدخل بالعمل الطبي للمستشفيات والمستوصفات في ظل مماطلة مصرف لبنان بتحرير الاعتمادات العائدة للقطاع الطبي. إلا أن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن يسعى جاهداً لإيجاد الحلول للاستمرار بتأمين الأدوية والحفاظ على الأمن الدوائي والطبي، وذلك من خلال الضغط على حاكم المصرف المركزيّ لتأمين الدعم المالي اللازم، اضافة الى تحرير الأدوية والمعدّات من المستودعات. وأشار حسن الى أننا "قدمنا خطة لترشيد الدعم وتمّت مناقشتها في لجنة الصحة النيابية وتنتظر إقرارها بقانون ليصار الى اعتمادها".
وتابع خلال مؤتمر صحافي: "جاهزون للتوجّه الى المستودعات لتحرير الأدوية، لكن أولاً يجب ان يشملها وعد بالدعم من حاكم المصرف".
وقرّر حسن إخضاع استيراد كل دواء مسجّل في لبنان لآلية معينة، تقضي باستمرار دائرة الاستيراد والتصدير بالتوقيع على الفواتير العائدة لأدوية الأمراض المستعصية، البنج، حليب الرضع، وأدوية اخرى. كما يخضع استيراد الأدوية الأخرى لشروط أخرى كتقديم جدول و proforma invoice وغيرها. ويعلّق موقتاً استيراد أي دواء يوجد له مثيلان مصنّعان محلياً، والأولوية لاستيراد الادوية الجنيسيّة. أما بالنسبة للأدوية التي وصلت الى المرافئ قبل هذا القرار، فيوقع على إدخالها مع تعهد بعدم التصرف بها لحين موافقة وزارة الصحة".
وعلى صعيد أزمة المحروقات، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن "بواخر المحروقات متوقفة ولا تُفرّغ بسبب عدم فتح الاعتمادات"، مؤكداً أن "سبب الأزمة شائعات رفع الدعم عن المحروقات كما عدم فتح الاعتمادات للبواخر". وطالب أبو شقرا، في حديث تلفزيوني الأجهزة الأمنية بـ "تأمين الحماية على المحطات التي تشهد طوابير"، لا سيما أن الإشكالات تتكاثر على المحطات. ورأى أن "الطلب على المحروقات سيزيد في فصل الصيف والكميات التي تُؤمّن هي مسؤولية الدولة".
كما تم الاتفاق بين وزير الصناعة وأصحاب شركات الإسمنت على تسليم مادّة الترابة بدءاً من صباح اليوم بالسعر الجديد المحدّد بـ 627 ألف ليرة.
شعبياً، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في مؤتمر صحافي بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد، عن توصية بتنفيذ إضراب وطني شامل يوم الثلاثاء 15 الحالي، وعقد مؤتمر نقابي وطني موسّع "يحدَّد موعده في ضوء الاتصالات التي ستُجريها هيئة مكتب المجلس مع الجهات المعنيّة".
وفيما كسر سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز 14 ألف ليرة أمس، منذ أشهر عدة، حذّرت المصادر من فوضى اجتماعية ستجرّ معها توترات وأحداثاً أمنيّة لا سيما في طرابلس ولفت ما أشار اليه نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش بأن "المناطق السنيّة ستكون الاكثر انتشاراً للفوضى والأحداث الأمنيّة".
وشهد عدد من المناطق احتجاجات شعبية وقطعاً للطرقات في البقاع والجية والجنوب وطرابلس، حيث عمد المحتجون الى تطويق منزل الرئيس نجيب ميقاتي.
وأكد المدير العامّ لقوى الأمن اللواء عماد عثمان في كلمة له بناسبة ذكرى تأسيس قوى الأمن الداخليّ الستّين بعد المئة أن "المخاطر تضاعفت واحتمال قيام السرقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة زاد، ناهيك عن مخالفة القوانين والتجاوزات التي تحصل كلّ يوم، وفي كلّ المناطق اللبنانية من دون استثناء، والدوافع قد تختلف بين فردية وجماعية. إضافة إلى أنّ استغلال المجرمين والعصابات وتجّار المخدّرات والخلايا الإرهابيّة"، ولفت الى أننا "لسنا ممّن يستسلم في مثل هذه الظروف القاسية، ولا غيرها، على الرغم من تأثّرنا على نحو مباشر بها، ومَن يراهن على هذه الورقة لضرب منظومة الأمن في لبنان فهو خاسر".
الى ذلك أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تعميماً أساسياً رقم 158 مرفقاً بالقرار 13335 والمتعلق بإجراءات استثنائيّة لتسديد تدريجي لودائع بالعملات الأجنبية.
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار :
الأزمة "مطوّلة" إذا لم توفر الدولة المحروقات فسنأتي بها من إيران... وليمنعونا!
نبّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من أن الأزمة الحكومية "طالت وقد تطول على رغم الجهود التي نبذلها والرئيس نبيه بري"، داعياً حكومة تصريف الأعمال الى التحرك لمواجهة الضغوط المعيشية والانهيار الشامل، وملوحاً بـ"أننا سنأتي بالمحروقات من ايران ولتمنعنا الدولة" في حال لم تكن قادرة على تأمينها. وأكد رفض حزب الله الانتخابات المبكرة أو تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة
أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله رفض الحزب تأجيل موعد الانتخابات النيابية أو تبكيرها. وقال في خطاب، ألقاه أمس لمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس قناة "المنار"، إن معالجة الأزمات المحلية قد تطول، ويجب العمل على تخفيف الآثار السلبية عن الناس، داعياً الحكومة الى القيام بدورها، وشنّ حملة على التجار ومحتكري المواد الغذائية والطبية. وكرّر استعداد إيران لتزويد لبنان بالمحروقات بالليرة اللبنانية. وتوجّه الى الخائفين من الضغوط الأميركية بالقول: "لتجد الدولة حلاً، أو سنبادر نحن الى استيراد البنزين والمازوت من إيران ولتمنع الدولة إدخالها الى لبنان".
وقال نصر الله "منذ أسابيع، هناك من يكتب ويتحدث عن مخاطر تأجيل الانتخابات النيابية وعدم إجرائها في موعدها، واحتمال التمديد للمجلس النيابي الحالي، وبعض الدول الأوروبية تتحدث عن مخاوفها من هذا الأمر، وهنا يتم توجيه التهمة ضمناً لمن يُعتبر الأغلبية النيابية الحالية"، لافتاً إلى أنه "بالنسبة إلينا، لم يخطر ببالنا تأجيل الانتخابات النيابية، ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا". وشدّد على "إجراء الانتخابات النيابية في موعدها مهما كانت الظروف"، مؤكداً أن "الحزب ضد الانتخابات النيابية المبكرة، واللجوء إليها هو مضيعة للوقت وإلهاء للناس، وأغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب"، مُعتبراً أن من يُطالب بالانتخابات النيابية المبكرة، "فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمل المسؤولية".
في الملف الحكومي، أكد مواصلة المساعي بالتعاون مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، معتبراً أن "من الواجب مواصلة العمل وعدم اليأس"، وأن "على المعنيين أن يسمعوا صوت الناس الذي يدعوهم إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت، وأن يشاهدوا بألم طوابير السيارات على محطات الوقود ومعاناة الناس الذين سيفقدون ساعات الكهرباء، وأن يشاهدوا بألم وحزن وخوف فقدان الدواء من الصيدليات، وأن يشاهدوا القلق في عيون الناس، قلق فقدان المواد الغذائية الأساسية وأن يضعوا هذا المشهد الإنساني أولاً قبل الاعتبارات السياسية".
وفي الوضعين الحياتي والمعيشي، رأى "أننا أمام أزمة كبيرة، وهناك أزمة إضافية للمعاناة هي الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات، فبدل انتظار ايام لتأمين المال للفيول، كان يمكن المسارعة إلى ذلك وعلى الحكومة الحالية أن تتحمل المسؤولية". ولفتَ إلى أن "الأزمة التي نعيشها اليوم هي نتاج 30 أو 40 سنة من التراكمات. وسبق أن تحدثنا عن توزيع المسؤوليات، بالنتيجة هي تراكم ظروف عديدة. ولكن البعض لا يُريد أن يرى إلا أن السبب هو حزب الله (كما يتحدث الإسرائيلي) ويتجاهل كل الأسباب الحقيقية الأخرى". وأضاف "هناك أسباب اخرى موجودة يمكن معالجتها، لكنها تحتاج الى قرار، منها الأداء الرسمي الضعيف في كل الملفات وفي الوزارات المختلفة. والى حين تشكيل الحكومة، على الحكومة والوزراء والمديرين والموظفين تحمل المسؤولية، وخاصة أن الأزمة طالت وقد تطول على رغم الجهود من قبلنا ومن قبل الرئيس بري".
وأشار إلى أن "معلوماتنا تقول إن الدواء موجود في مستودعات يحتكرها تجار الدواء، وكذلك المواد الغذائية"، و"عندنا في لبنان المُحتكرون يسرحون ويمرحون ومعروفون، لكنهم يحظون بالغطاء السياسي"، معتبراً أن "الحلول الجذرية للأزمة الاقتصادية تحتاج الى سنوات ولا يجوز انتظارها بلا حل للوضع الحالي". وتوجّه إلى هؤلاء قائلاً: "أنتُم الذين تحتكرون الدواء والمواد الغذائية، وما يحتاج إليه الناس من ضروريات الحياة بانتظار أن ترتفع الأسعار، أنتم خونة، قتلة، وشركاء في جهنم مع قتلة النفس المحترمة"، ورأى أن "على الحكومة والوزارات المعنية الحالية أن تعلن حرباً على الاحتكار والمحتكرين، وهذا جزء من المعالجة".
وباسم الحزب، قدّم السيد نصر الله عرضاً بـ"تقديم 20 ألف متطوع لدعم الدولة في مواجهة الاحتكار"، وقال إن "معالجة أزمة البنزين في لبنان ممكنة وخلال أيام قليلة وذلِك عبر النفط الإيراني، لكن هذا الأمر بحاجة الى قرار سياسي جريء". وأكد أن "كل الذل الذي يُعانيه الشعب اللبناني أمام محطات الوقود ينتهي سريعاً عند اتخاذ قرار التخلي عن أميركا واستيراد النفط من إيران وبالليرة اللبنانية"، وهدّد في حال استمرار الوضع على ما هو عليه "فإننا سنذهب إلى إيران ونحصل على البنزين والمازوت بالليرة اللبنانية ونأتي بالبواخر إلى ميناء بيروت، ولتمنع الدولة اللبنانية البنزين عن اللبنانيين عندئذ". وقال "كل ما تسمعونه عن ترشيد الدعم لن يحصل، والحكومة الجديدة إن شُكّلت، برنامجها معروف من الآن، فلا حلّ لديها إلا صندوق النقد الدولي وأول شروطه رفع الدعم"، سائلاً: "هل أحد أسباب تأجيل تأليف الحكومة هو انتظار انتهاء الدعم على المواد الأساسية"؟
وتطرّق السيد نصر الله إلى موضوع البطاقة التمويلية، معتبراً أنها في حال إقرارها في مجلس النواب ستساعد 750 ألف عائلة في تخفيف المعاناة، ونؤيد مشروع هذه البطاقة"، مكرّراً أن "تشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي لمواجهة الأزمة، فهي السلطة التنفيذية في البلد".
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
عون ينتظر… ونصرالله يستورد النفط الإيراني!
كما شكّلت إطلالته في 25 أيار الماضي نقطة “تفعيل” أساسية لمبادرة رئيس مجلس النواب #نبيه بري، يبدو واضحاً ان الأمين العام لـ”#حزب الله ” السيد #حسن نصرالله قد شاء وضع حد عاجل في إطلالته امس لاي استهانة بمبادرة حظيت بدعم حزبه، فأعاد ضخ جرعة دعم اقوى فيها داعياً الى المضي فيها وعدم تقييدها لا بمهل ولا بسقوف زمنية.
اطلالة السيد نصرالله لم تقف بدلالاتها عند “فتوى” قاطعة برفض الانتخابات النيابية المبكرة، بل تجاوزت ذلك الى شأن حيوي ذي امتداد إقليمي ودولي حين اعلن جهاراً تجاوزه بل تحديه لقرار الدولة وان حزبه ذاهب إلى #استيراد #البنزين و#المازوت من ايران الى بيروت.
اتخذت مواقف نصرالله دلالاتها المضاعفة وسط مشهد سياسي ومالي مضطرب على خلفية معطيات تتحدث عن أيام قليلة حاسمة قد تظهر من خلالها معالم المحاولات الأخيرة التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق خرق في ازمة #تشكيل الحكومة، فيما يثير الواقع المالي مزيداً من الشكوك والاضطرابات مع القفزات المجنونة للدولار في السوق السوداء حيث لامس امس ارتفاعاً قياسياً عند سقف الـ15000 ليرة لبنانية.
والبارز في السياق السياسي ان رئيس الجمهورية #ميشال عون اعلن امس امام زواره ان “لا مؤشرات توافرت وتوحي ان العقبات الاساسية المشهود لها بانها هي الحائلة دون استيلاد الحكومة قد ازيلت او تم التراجع عنها خصوصا ما يتصل بضرورة تقديم صيغة حكومية جديدة تتحلى بصفات التوازن وعدالة تمثيل كل المكونات النيابية والطائفية”. وكرر: “بالفم الملان وللمرة الالف لااريد #الثلث المعطل واتمنى ان تسحبوا كلامكم واتهامكم من التداول لاعادة النقاش الى جادة المعقول والمثمر”. وقال: “يحرفون مواقفنا وتوجهاتنا وهم الذين يجاهرون برفضهم التحدث او الاجتماع برئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية لدرجة انهم يرفضون الاعتراف بوجوده وينكرون عليه حق التسمية اليس ذلك امرا مثيرا للريبة ؟
وعن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري نقل زوار الرئيس عون عنه: ” لقد تم التعامل ايجابا مع هذا المبادرة كما سابقاتها وما زلنا ننتظر نتائجها خصوصا ان الرئيس بري يبدي اصراراً عليها ويبدي تفاؤلاً بخواتيمها وهو اراد مهلة اضافية ونحن نريد ان نعرف كم الرئيس بري بدو يطول بالو”. وبدا لافتاً قول عون عن تعميم مصرف لبنان في شأن اعطاء المصارف مبلغ 400 دولار للمودعين من ودائعهم: “هذا حل جزئي بل هو بمثابة مسكن لداء مالي متفاقم واخشى ان يكون كل هذا على حساب صغار المودعين”.
وقبل كلمة نصرالله بساعات قليلة كان الرئيس بري توقع ان يكون “هذا الاسبوع حاسما” بالنسبة الى الأزمة الحكومية “لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل” ، وجدد تأكيده “بأن المشكلة داخلية مئة في المئة وأن الجميع راغب بمساعدة لبنان” . واضاف بري “إن شاء الله تكون النتائج إيجابية وهناك إتصالات حثيثة تجري لتذليل العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر”.
وتلخص أوساط متابعة حالة الانتظارات التي تحكم الازمة الحكومية بان الرئيس بري ينتظر جواب رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على مبادرته وبان الرئيس المكلف سعد الحريري ينتظر بلورة مبادرة بري فيما بعبدا تنتظر بري والحريري.
وقد نوقشت عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج الحصة الرئاسية في الاجتماع الذي عقد في البياضة مساء امس بين باسيل والخليلين ووفيق صفا.
ووصف الاجتماع بانه اساسي لكن ذلك لا يعني انه آخر اجتماع ، فالاجتماعات ستستمر حتى الوصول الى حل ولن يكون هناك استسلام ولا يأس في المحاولات المتكررة من اجل الوصول الى حل.
ووفق المصادر فان المسألة ما زالت عالقة عند عقدة تسمية وزيرين مسيحيين محايدين مستقلين، والتقدم الذي تحقق في توزيع الحقائب في الاجتماع السابق ينتظر ان يترجم باتفاق لاسيما وان ما بقي عالقاً يعد بسيطاً.
وتشير المصادر الى ان الرئيس بري يتولى التواصل مع الرئيس الحريري.
نصر الله: انتخابات وحكومة ونفط
وعصراً اطل السيد نصر الله مستهلا كلمته بشكر المحبين الذين قلقوا على صحته ومطمئنا الى ابلاله. وفي الشق الداخلي اعلن رفضه للانتخابات النيابية المبكرة ودعا من يدعو اليها لـ”يتفضل ويشكل حكومة بدل المقاطعة”. ورأى ان المقصود من تلك الدعوات “هو الهاء اللبنانيين عن مشاكلهم”. واستغرب ما يقال عن نية الغالبية النيابية عدم اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
اما في قضية تأليف الحكومة فدعا المعنيين بتأليفها الى “النظر بألم وحزن وخوف فقدان الادوية والاصطفاف امام محطات الوقود”، ودعا الى ” وضع هذه الاعتبارات الانسانية اولاً”. اما عن الوضع الحالي المعيشي فأكد انه ” نتاج 30 او 40 سنة وكل التراكم ادى الى ذلك، وسأل كيف هؤلاء الذين لم يقتنعوا بانتصار المقاومة يتحدثون عن اسباب الازمة ويحملون الحزب المسؤولية”.
وتوقف عند الاحتكار وقال “هناك بعض التجار والجهات اخبرتنا ان الادوية موجودة في المستودعات ويحتكرها بعض مستوردي الادوية وبعض الصيدليات وكذلك كل المواد الغذائية موجودة وايضاً المحروقات” واستغرب “لماذا لا تتم مصادرة المواد المحتكرة ولا يتم الزج بالمحتكرين بالسجون”. واكد انهم “يحظون بالحماية السياسية والدينية والحكومية”. ولفت الى ان “لا حلول في الافق ويمكن ان يصل الانتظار لسنوات ووصف المحتكرين بالقتلة مكرراً عرضه للحكومة تقديم المتطوعين للمساعدة في منع الاحتكار”.
ودعا الى “عدم الاستماع للاميركيين” وكرر عرض ايران تزويد لبنان النفط وانه عندما يقرر لبنان ستتوجه بواخر النفط الايرانية الى بيروت في مقابل السدلد بالليرة اللبنانية.
واكد ان “الامر يحتاج الى قرار جريء وشجاع “. واعاد التذكير بما قاله قبل اشهر ان “حزب الله سيتفاوض مع ايران وسيشتري بواخر بنزين ومازوت وياتي بها الى ميناء بيروت ولتمنع الدولة ادخال البنزين والمازوت الى الشعب اللبناني”.
في غضون ذلك أعلنت السفارة الروسية في لبنان امس انه بعد القيام بالترتيبات لزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف “وبسبب ظرف استثنائي طرأ، فقد تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة اليوم الى موعد لاحق يتم الاتفاق عليه”. وعلمت “النهار” ان الزيارة ستحصل بعد أيام قليلة .
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
الحريري “يدرس خياراته”… وباسيل يستعجل “الاعتذار”
نصرالله يرفض تبكير الانتخابات ويوبّخ أكثريته الحاكمة: “وينيّه الدولة”؟
هل بعد مكاشفة الأمين العام لـ”حزب الله” اللبنانيين بـ”الحقيقة المرّة” ما يُقال؟ هل بعد “الخبر غير السار” الذي زفّه إليهم خير يُرتجى من هذه السلطة؟ قالها على مدى صوته: “لا بعشرة ولا بعشرين ولا بثلاثين سنة ستُحل الأزمة”، وصارح اللبنانيين بأنّ “معاناتهم ستزداد” وما بأيديهم حيلة أكثر من محاولة “تخفيف أعراض” المرض طالما أنّ “معالجته مستعصية”.
بعبارة أخرى، “بشّر” السيد حسن نصرالله المواطنين بخراب عظيم مقبل عليهم، كاشفاً النقاب عن “يلّي بدو يصير”: “الدعم سيتوقف واقعياً والغلاء سيزيد والمعاناة ستتجدد”… وعلى طريقة الهروب إلى الأمام، فاقم منسوب اليأس عند اللبنانيين بعدما وأد آمالهم بفرج قريب، وأوصد الباب أمام كل الحلول الجذرية المتاحة لأزماتهم الراهنة والداهمة، فأكد أنّ فكرة إجراء انتخابات نيابية مبكّرة تعيد إنتاج السلطة “مرفوضة”، ومهلة تشكيل حكومة إنقاذية “مفتوحة”، وفي الوقت نفسه حاول امتصاص نقمة الناس عبر اقتباس شعارهم الأزلي “وينيّه الدولة” ليوبّخ تحت هذا الشعار السلطة الحاكمة على “أدائها الضعيف” في كل الملفات… متعامياً عن حقيقة أنّ الدولة القائمة “دولته”، والأكثرية الحاكمة “أكثريته”، والسلطة الفاشلة بكافة تفرّعاتها الرئاسية والتنفيذية والتشريعية “سلطته”!
وإذا كان غلّف موقفه الرافض لتبكير موعد الانتخابات النيابية بطابع تسخيفي للفكرة باعتبارها “لن تغيّر شيئاً في الواقع السياسي”، يبقى أنه في جوهر نهيه عن التفكير بالموضوع “رسالة مباشرة” إلى الحلفاء قبل الخصوم، لا سيما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، بوجوب الإقلاع عن “ابتزاز” الثنائي الشيعي بمسألة التلويح بالاستقالة النيابية والدعوة إلى انتخابات مبكّرة، مقابل إبقاء نصرالله حبل التعطيل الحكومي على غاربه في يد باسيل، وعدم حصره بسقف زمني محدد، ناصحاً المعنيين بعدم ضرب مواعيد وتواريخ لولادة الحكومة.
وعلى هذا الأساس، بدا رئيس “التيار الوطني” في بيان تكتله الأسبوعي أمس غير مستعجل تشكيل الحكومة بقدر ما بدا “مستعجلاً” اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، بحيث شدد في البيان على وجوب “أن يحسم الحريري قراره بالتأليف أو عدمه وعلى أن يتحمّل جميع المعنيين مسؤولياتهم” لأنه “يستحيل أن تطول حال الانتظار” أكثر.
أما على الضفة المقابلة، فلفتت مصادر “بيت الوسط” إلى أنّ مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومية لا تزال عالقة عند “انتظار بري جواب باسيل، وتحديد موقفه إزاء منح الحكومة الثقة من عدمها ليُبنى على الشيء مقتضاه لناحية تحديد حصة رئيس الجمهورية وتياره فيها”، موضحة أنه “في حال جاء الجواب إيجاباً عندها يمكن مناقشة صيغ حل عقدة الوزيرين المسيحيين المختلف على تسميتهما بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أما إذا تمسّك باسيل بعدم منح الثقة فعندها لا لزوم لمتابعة البحث بحل هذه العقدة، إذ لا يجوز لمن يريد أن يسمي في الحكومة ثمانية وزراء مسيحيين وأكثر ألا يمنحها الثقة، وأن يبقى في صفوف المعارضة ليكون بذلك قد امتلك القدرة على تعطيل عمل الحكومة من داخلها وخارجها”.
وبانتظار جواب باسيل، اختصرت المصادر الموقف بالقول: “في حال أفشل باسيل مبادرة الرئيس بري فسيكون للرئيس الحريري خيارات أخرى تتعلق باستمراره كرئيس مكلف تشكيل الحكومة، ومن بينها الاعتذار”.
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
اتصالات حثيثة لتذليل عقدة الحكومة وبري يتوقع «أسبوعاً حاسماً»
رئيس البرلمان: الخارج أكثر رحمة بلبنان من اللبنانيين أنفسهم
تجري القوى السياسية اللبنانية اتصالات حثيثة لتذليل ما تبقى من عقد تحول دون تشكيل الحكومة، وسط توقعات بأن يكون هذا الأسبوع حاسماً، حسب ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد أن العقد الباقية «داخلية بحتة»، وأن الخارج «يرغب بمساعدة لبنان حين يساعد لبنان نفسه».
وتحول التباينات بين رئيس الجمهورية ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، دون تأليف الحكومة العالقة عند عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين. وساهمت السجالات بين «تيار المستقبل» من جهة، والرئاسة اللبنانية و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، في زيادة مساحة التشنج بين الطرفين الشريكين دستورياً بتشكيل الحكومة (عون والحريري)، مما ضاعف العقد والعراقيل وهدد المبادرات لحلحلتها.
وتوقع بري أن يكون هذا الأسبوع حاسماً بالنسبة إلى الأزمة الحكومية، لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل، بحسب ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي.
وقال القصيفي بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني، إنه فيما يتعلق بالأزمة الحكومية والمساعي التي يبذلها بري، أبلغه أنه «المفترض أن يكون هذا الأسبوع حاسماً، لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل». وأضاف أن «نظرة واحدة على الشارع وعلى العائلات وعلى الخدمات تعطينا العبر». ونقل عن بري قوله: «إن شاء الله تكون النتائج إيجابية، وهناك اتصالات حثيثة جارية لتذليل العقبة أو العقبتين المتبقيتين وليس أكثر».
وتطرق بري إلى الاجتماع الذي سيعقد في الفاتيكان في يوليو (تموز) المقبل، فقال: «في رأيي اجتماع الفاتيكان مهم جداً، وأهميته لما بعد تأليف الحكومة، وهو دعوة صادقة لتقديم الدعم للبنان آنذاك». وجدد التأكيد أن «مشكلة لبنان داخلية مائة في المائة»، آسفاً لأن «الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان أكثر من اللبنانيين أنفسهم… إذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع أن تطلب المساعدة من الغير، وأكبر دليل المسعى الفرنسي».
ونقل القصيفي عن بري قوله إن «جميع الناس راغبة بمساعدة لبنان لكن يبقى على اللبنانيين أن يبدأوا بمساعدة أنفسهم. هذا الكلام سمعته أول من أمس من وفد البنك الدولي وأسمعه باستمرار من السفراء الذين يزورونني».
ويعول لبنان على اجتماع الفاتيكان الشهر المقبل لدعمه. وترأس البطريرك الماروني بشارة الراعي، أمس، اجتماعاً للبطاركة في بكركي لتحضير ورقة عمل ترفع إلى البابا فرنسيس في الأول من يوليو في الفاتيكان.
وعلى صعيد الانخراط الفرنسي في جهود مساعدة لبنان، اجتمعت لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية – الفرنسية مع السفيرة الفرنسية آن غريو في مجلس النواب. وقال رئيس اللجنة النائب سيمون أبي رميا، إن «فرنسا تعمل جاهدة من أجل لبنان سيد موحد ولبنان مستقر. والهم الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي هو الضاغط، وفرنسا تأسف لأن مهمتها اليوم أصبحت محصورة في تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية الأولية من أجل أن تكون إلى جانب الشعب اللبناني الذي يعاني، وتحمل اللبنانيين المسؤولية الأساسية بعدم التزام تعهداتهم، خصوصاً تجاه الشعب اللبناني».
ودعا أبي رميا إلى «وجوب أن تكون هناك إدارة سياسية مسؤولة من أجل وقف الانهيار»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر يتطلب حتماً قيام حكومة لبنانية تتمتع بالصدقية». ولفت إلى أن فرنسا، حسب قول السفيرة، «لا تتدخل في إعطاء تسميات لهذه الحكومة، ولا تشارك في تسمية الوزراء. هذه مهمة حصرية سيادية لبنانية. لكن تقول إنه لن تكون هناك مساعدات حتماً على الصعيد الدولي إذا لم تكن هناك حكومة قادرة على الإصلاحات المطلوبة منا لبنانياً ودولياً».
وأضاف أن «فرنسا تقف إلى جانب الجمعيات اللبنانية التي تقف إلى جانب الشعب اللبناني في معاناته، وتؤدي دورها على المستوى الدولي من أجل أن يبقى لبنان على الأجندة الدولية وليس نقطة ثانوية وهامشية».
************************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
برّي مكرراً: المشكلة داخلية.. ونصرالله: سنستورد الفيول الإيراني.. وليمنعونا
لم يسجّل أمس أي تطور ملموس على جبهة التأليف الحكومي، وظل الغموض يلف المساعي الجارية لاستيلاد الحكومة تأسيساً على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيما يستمر الانهيار في الاوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية على وقع عودة سعر الدولار الى الارتفاع أمس متخطياً عتبة الـ14 الف ليرة، بينما يتصرف المسؤولون ومعهم المعنيين بتأليف الحكومة كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال غير غابئين بمعاناة اللبنانيين اليومية ولا بالخطر الكبير الذي يهدد البلاد بالزوال.
خرج زوّار مرجع كبير أمس بانطباعات قاتمة ومتشائمة حول احتمال تشكيل الحكومة قريباً، مشيرين الى انّ هذا المرجع لمّح الى ان ليس هناك من جديد نوعي في هذا الشأن، مع تأكيده انّ المساعي ستستمر لحلحلة العقد لأن لا خيار سوى تكرار المحاولات.
واشار هؤلاء الى انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري و«حزب الله» بذلا، ولا يزالان، اقصى الجهود الممكنة لدى طرفي النزاع الحكومي لدفعهما الى تبادل التنازلات والالتقاء في الوسط، إنما لا نتيجة حاسمة حتى الآن، وهما مصممان على متابعة هذا المسعى الذي يرجّح انه قاد الخليلين والحاج وفيق صفا الى لقاء جديد مع رئيس «التيار الوطني الحر النائب» جبران باسيل.
وانطلاقاً من هذه الوقائع، تبدي اوساط اقتصادية تخوفها مما سيؤول اليه الوضع الاقتصادي والواقع الاجتماعي قريباً مع فرض ترشيد او رفع الدعم كأمر واقع من دون أن تكون البدائل جاهزة. واعربت هذه الاوساط عن قلقها من تداعيات تعميم مصرف لبنان الاخير (المتعلق بتسديد دفعات للمودعين بالليرة وفق سعر المنصة) على سقف الدولار.
لقاء البياضة
وفي مستجدات ملف التأليف الحكومي وفي موازاة المواقف التي اطلقها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، علمت «الجمهورية» انّ اجتماعاً ثانياً عقد مساء امس بين معاونيهما السياسيين النائب علي حسن خليل والحاج حسن خليل وبين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في منزل الاخير في البياضة واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل، تم خلاله استكمال البحث في النقاط العالقة ولا سيما منها التفاوض حول مرجعية تسمية الوزيرين المسيحيين في حكومة الـ24 وزيراً المطروحة.
وقالت مصادر عاملة على ملف التأليف الحكومي لـ«الجمهورية» ان طلب باسيل أن لا يسمّي هو ولا الحريري هذين الوزيرين المسيحيين رفضه الرئيس المكلّف واعتبره اعتداء فاقعاً على صلاحياته، لأنه هو من يؤلف الحكومة وهو يقترح الاسماء ويحق لرئيس الجمهورية قبولها او رفضها كونه شريكاً في عملية التأليف، أما ان يُملى عليه ماذا يفعل ويُمنع من تسمية هذا او ذاك فهذا الامر مرفوض ولا يمكن تكريسه في عمليات التأليف.
وعن منح الثقة من عدمها للحكومة في مجلس النواب، قالت المصادر نفسها انّ هذه النقطة لا تزال عالقة ولكن متى تحلحلت في موضوع تسمية الويزيرين المسيحيين يمكن ان يشملها الحل.
وفي الوقت الذي احتفظت اوساط «بيت الوسط» بكثير من الصمت تجاه ما يحصل، قالت لـ«الجمهورية» انّ الحريري ابلغ الى بري في آخر لقاء جمعه بموفده علي حسن خليل قبل نهاية عطلة الاسبوع الماضي بموقفه النهائي بما هو مطروح، وهو ينتظر ردة فعل باسيل من الصيغة النهائية التي بقيت ملكاً للرئيس بري وموفديه.
وعليه، اكتسب الاجتماع الذي جمع الخليلين ووفيق صفا ليل امس بُعداً مهماً سواء ان تبلّغ الخليلان موقف باسيل مما هو مطروح قبولاً أو رفضاً.
وفي بعبدا ساد صمت واكتفت مصادرمطلعة على اجوائها لـ»الجمهورية» بالقول انها تنتظر نتائج المساعي المبذولة على أكثر من مستوى، وخصوصاً بين باسيل وموفدي بري و»حزب الله».
بري
وكان نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي نقل عن بري قوله أمس انه «من المفترض ان يكون هذا الاسبوع حاسماً لأن لبنان لم يعد في إمكانه التحمّل، وان نظرة واحدة الى الشارع والى العائلات والخدمات تعطينا العبَر»، مشيراً الى انّ «هناك اتصالات حثيثة تجري لتذليل العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر».
وكرّر بري التأكيد «أنّ مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة، وأكثر من ذلك يؤسفني القول انّ الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان اكثر من اللبنانيين انفسهم، فإذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع ان تطلب المساعدة من الغير، وأكبر دليل المسعى الفرنسي».
نصرالله
وفي غضون ذلك اطلّ السيد نصرالله عبر شاشة قناة «المنار» في الذكرى الـ30 لتأسيسها، وبدا في صحة جيدة داحضاً كل ما أشيع حول تدهور في صحته إثر الوعكة الصحية التي بَدت عليه في اطلالته لمناسبة عيد المقاومة والتحرير في 25 ايار المنصرم.
وأشار نصرالله إلى «مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس»، مشدداً على «مساعدة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مبادرته». ودعا المعنيين بتأليف الحكومة الى أن «يسمعوا أوجاع الناس ويشاهدوا القلق في عيونهم، وأن يضعوا المشهد الإنساني أولاً قبل اعتباراتهم».
وأوضح أنّ «تراكم الأزمات أوصَل البلد إلى ما نحن عليه اليوم»، مشيراً إلى أنّ «اتهام «حزب الله» بأنه سبب الأزمة وتجاهل الأسباب الحقيقية هو خطاب أميركي واسرائيلي».
ووصف الأداء الرسمي الحالي بالضعيف، وشدد على «وجوب معالجته لا سيما أنّ أزمة الحكومة طالت وقد تطول أكثر».
وعن الانتخابات النيابية قال نصرالله: «لم يخطر في بالنا تأجيل الانتخابات النيابية ولم نناقش هذا الأمر مع أحد من حلفائنا. ما زلنا ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء إليها مضيعة للوقت فماذا سيتغير في المشهد السياسي؟ وهي إلهاء للناس عن الاستحقاقات التي تشغلهم ليلاً ونهاراً، وبدل أن تتحدث القوى السياسية عن إجراء انتخابات نيابية مبكرة فلتتفضّل وتشكل حكومة، الذين يقررون مقاطعة الحكومة وعدم المشاركة فيها بدل أن يتحدثوا عن انتخابات نيابية مبكرة فليتفضلوا ويتحمّلوا المسؤولية ويشاركوا في الحكومة».
واشار نصرالله الى انّ «الأداء الرسمي ضعيف في كل الملفات ما يزيد من المعاناة، وعلى الحكومة ان تتحمل المسؤولية». ولفت الى انّ «المحتكرين يسرحون ويمرحون وهم معروفون ويحظون بالتغطية السياسية وهم محميّون من القوى السياسية ومرجعيات دينية طائفية ومن جهات في الدولة». وشدد على انه «على الحكومة الحالية والوزارات المعنية ان تعلن الحرب على الاحتكار والمحتكرين وهذا جزء من المعالجة». وقال: «إذا بقيت الدولة على تقاعسها سنذهب الى ايران ونتفاوض ونشتري بواخر بنزين ومازوت ونأتي بها الى ميناء بيروت، وليتفضّل أي أحد على مَنعنا من إدخال تلك المواد». وأشار إلى أن «إيران مستعدة لتسليم لبنان المازوت والبنزين وبالليرة اللبنانية (…) فليوافق لبنان على مساعدة إيران وستَرون بواخر المحروقات انطلقت إلينا».
«لبنان القوي»
من جهته تكتل «لبنان القوي» قال، إثر اجتماعه الدوري إلكترونياً أمس برئاسة باسيل، انّ «اللبنانيين ما زالوا ينتظرون نتائج ايجابية لمسعى رئيس مجلس النواب وتجاوب الرئيس المكلّف معه». ورأى أن «على رئيس الحكومة المكلّف حسم قراره بالتأليف أو عدمه، وعلى جميع المعنيين تحمّل مسؤولياتهم لناحية إظهار الحقائق دفعاً للتأليف لأنّ التغاضي عنها او تحويرها يسمح بمزيد من اضاعة الوقت الثمين». واذ اعتبر انّ «المعالجات الجزئية لأزمة دعم المواد الأساسية غير كافية»، طالبَ مجلس النواب بأن «يتحمّل مسؤولياته بالبَت سريعاً بالبطاقة التمويلية وترشيد الدعم، بما يحلّ مشكلات الكهرباء والدواء والمواد الغذائية والمشتقات النفطية. وأيّ تقصير يؤدي الى اضطرابات اجتماعية، ستقع حتماً، يتحمّل مسؤوليته المتقاعسون».
وثَمّن التكتل «إقرار اقتراح قانون الكابيتال كونترول في لجنة المال والموازنة»، وطالب «مصرف لبنان بإحالة المعطيات المالية والأرقام المطلوبة للبت بالبنود المالية في اقرب وقت في الهيئة العامة».
حزب الكتائب
وبدوره، توقف المكتب السياسي الكتائبي، خلال اجتماعه أمس برئاسة رئيس الحزب سامي الجميّل، عند ما سمّاه «البهلوانيات والمناورات المالية التي تمارس»، مؤكداً انها « لم تعد تقنع احداً، فالكابيتال كونترول صدر بتأخير 19 شهراً لقوننة اموال مهرّبة أصلاً، يقابله تدبير آخر مقنّع من إنتاج مصرف لبنان حول اللبنانيين كرة يتمّ تقاذفها فيما المشكلة الحقيقية تكمن في فقدان الثقة الداخلية والخارجية بالحكام ومن يقف وراءهم». واكد انّ «البلاد لا يمكن ان تبقى رهينة فريقين يتنازعان على السلطة ويدوران بالبلد في حلقة مفرغة من المطالب والمطالب المضادة تحت ستار حقوق الطوائف ودستورية المواقع». ولاحظ انّ «المشهد اللبناني الذي يزداد قتامة لن يتغير الّا برحيل هذه المنظومة عبر الانتخابات التي اقترب موعدها».
تسديد الودائع
مالياً، وبعد تأخير 24 ساعة عن الموعد المحدّد، صدر التعميم المتعلق بالتسديد التدريجي للودائع بالعملات الاجنبية، وفق التسمية التي أطلقها مصرف لبنان عليه. وسيبدأ العمل بهذا التعميم بدءاً من نهاية حزيران الجاري.
لم يتضمن نصّ التعميم أي عناصر جديدة عن تلك التي سبق وأعلنت. وهو في عنوانه العريض ينصّ على تحديد مبلغ 50 الف دولار مخصّصة للإعادة الى اصحابها، على ان تُقسم الى قسمين 25 الف دولار نقداً، و25 ألف دولار بالليرة على سعر المنصة (12 الف ليرة للدولار).
واللافت في التفاصيل انّ هذا المبلغ مقسّم على 5 سنوات، وهو بالهيكلية والتسمية لا يمكن اعتباره رديفاً لقانون «الكابيتال كونترول»، اذ انّ القانون يحدد سقوفاً للسحب لجميع المودعين ولا يشترط فترة زمنية محددة لفتح الحساب، او طريقة تحريك الاموال فيه. وبالتالي، يبقى السؤال هل سيصدر لاحقاً قانون الكابيتال كونترول؟ وهل سيتم العمل بالقانون والتعميم معاً، في اعتبار انّ التوصيف الوظيفي لكل منهما يختلف عن الآخر؟ واذا كان ذلك غير ممكن، وصدور القانون سيُلغي مفاعيل التعميم، من حق المواطن ان يسأل عن جدوى صدور التعميم بعد إنجاز الصيغة النهائية لاقتراح قانون الكابيتال كونترول وإحالته الى اللجان؟
هذه الالغاز لا تعكس سوى حال التخبّط التي تسود في كل مراكز القرار، بحيث يبدو المشهد وكأنّ كل مؤسسة تعمل منفردة وبمعزل عمّا تنجزه المؤسسة الاخرى، على رغم علمهما المسبق بعُقم العمل وفق هذا الاسلوب.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
سباق الخيارات العاصفة: فلتان الشارع أو حكومة الفرصة الأخيرة!
نصر الله يلوّح باستيراد البنزين من إيران.. وإعلان انتفاضة المحامين لإقرار القضاء المستقل
أرخت مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ظلالاً من المخاوف الجدية، من سوداوية للأيام المقبلة، في وقت كان معاونه الحاج حسين خليل، ومعاون «الصديق المستعان به» الرئيس نبيه بري علي حسن خليل، ورئيس وحدة الارتباط في حزب الله وفيق صفا، يجتمعون مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في محاولة يرجح انها الاخيرة، او ما قبل الاخيرة لتذليل عقدة تسمية الوزيرين المسيحيين للداخلية والعدلية، فضلاً عن التفاهم على طرائق العمل، وإبعاد الكيدية عن الممارسة في حال ولدت الحكومة.
واشارت مصادر سياسية ان ملف تشكيل الحكومة متوقف عند الشروط والمطالب التي طرحها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في مواجهة مبادرة الرئيس نبيه بري ولم يتم تحقيق اي تقدم ايجابي باتجاه عملية التشكيل.
وقالت ان اكثر من لقاء عقده ممثلا الرئيس بري وحزب الله مع باسيل ولم يتم خلالها تحقيق اي تقدم،وكان الاخير كلما تم تذليل عقدة يطرح شرطا جديدا.وهكذا استمرت الاتصالات والمشاورات تدور في حلقة مفرغة ومن دون تحقيق اي تقدم ايجابي .
واعتبرت انه تبين بوضوح ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يقطع الطريق امام اي طرح مقبول لحلحلة الازمة، تحاشيا لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، مايؤشر بوضوح الى عدم وجود رغبة لدى رئاسة الجمهورية لتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعدالحريري مهما تردت الأوضاع التي اصبحت عليه، وهذا الامرأصبح واضحا.
وحسب مصادر متابعة فالاجتماع لم يفض إلى نتئجة ايجابية، وقالت ان لا اجواء تفاؤلية، مشيرة إلى ان العقد ما زالت قائمة امام الملف الحكومي، ولا صيغ مقبولة لتاريخه.
بدا السباق مستفحلاً امس بين محاولة شد من عضدها الاجتماع المسائي بين «الثنائي» وباسيل، لتوليد المخرج الحكومي او الاعتذار، وجموح خطير في ارتفاع سعر صرف الدولار في سوق القطع تجاوز الـ14000 ليرة لبنانية في اقل من 3 ايام. وبروفات جديدة للتحرك في الشارع، بدءا من من قطع الطرقات في نقاط التحرك التقليدية إلى استمرار اضراب المحامي، وتوصية الاتحاد العمالي العام باعلان الاضراب العام الثلاثاء المقبل، في وقت تخفي القطاعات الأزمات على طريقة «ضربني وبكى وسبقني واشتكى» فتعلن الصيدليات الاضراب الاحتجاجي بعد غد الجمعة.
وسط هذا الانسداد، حدث تطور ايجابي اذ صادقت الحكومة العراقية على زيادة دعم لبنان بالنفط الخام من 500 الف طن إلى مليون طن.
سياسياً، أوضحت مصادر متابعة للملف الحكومي لـ»اللواء» ان هناك حركة متجددة في الملف الحكومي لكن النتائج لن تتظهر قبل بعض المفاوضات على العقبات الأساسية ولا سيما تعيين وزيرين مسيحيين فضلا عن بعض الضمانات المطلوبة.
وقالت هذه المصادر أن ليس هناك من معطيات جديدة إنما اتصالات تأخذ مجراها ضمن مهلة ليست محددة إنما في الوقت نفسه غير مفتوحة .
إلى ذلك، فهم أن مسار التفاوض الذي يتم لا فيتو عليه من أحد، لكن ما ليس معروفا حظوظ التوصل إلى حل وسطي أو تسوية، ولا سيما أن العمل قائم على كيفية معالجة التسمية، وهنا الأفكار غير واضحة، ولا سيما أنه لم يكن هناك ما يحول دون طرح فكرة معينة ابان التفاوض الأول قبل توقف المساعي منذ حرب البيانات الأخيرة.
وعلى الرغم من استمرار مساعي ثنائي امل وحزب الله لمعالجة معوقات تشكيل الحكومة، تفاقمت الازمات المعيشية مع تخطي سعر الدولار 14 الف ليرة، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في مؤتمر صحافي بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد، عن توصية بتنفيذ إضراب وطني شامل يوم الثلاثاء 15 الجاري، وعقد مؤتمر نقابي وطني موسّع «يحدَّد موعده في ضوء الاتصالات التي ستُجريها هيئة مكتب المجلس مع الجهات المعنيّة».
وفي ما يتعلق بالازمة الحكومية والمساعي التي يبذلها رئيس المجلس النيابي، عقداجتماع مساءامس بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومعاونَي الرئيس نبيه بري وامين عام حزب الله النائب علي حسن خليل وحسين الخليل ورئيس لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا، للبحث في المخرج المقترح لتسمية الوزيرين المسيحيين الباقيين ضمن تركيبة الـ 24 وزيراً من الاختصاصيين وغير الحزبيين، التي تردد ان الرئيس سعد الحريري يعكف على وضعها لجهة توزيع الحقائب على الطوائف والمرجعيات السياسية للتسمية، فيما ذكرت مصادر المعلومات لـ «اللواء» ان البحث يتركز على اختيار اسمي الوزيرين المسيحيين من ضمن سلّة اسماء يقترحها الرؤساء الثلاثة والبطريك الماروني بشارة الراعي، فإذا نجح مسعى الخليلين تهون التفاصيل الباقية.
ونقل زوار الحريري عنه «ان الامور ما زالت صعبة ولكن المساعي مستمرة وخيار الاعتذار مؤجل حتى الان».
وابلغ الرئيس نبيه بري نقيب محرري الصحافة جوزيف القصيفي ما يأتي: «المفترض ان يكون هذا الاسبوع حاسماً لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل ، نظرة واحدة على الشارع وعلى العائلات وعلى الخدمات تعطينا العبر».
اضاف: «إن شاء الله تكون النتائج إيجابية، وهناك إتصالات حثيثة تجري لتذليل العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر».
ورداً على سؤال حول أهمية الاجتماع الذي سيعقد في الفاتيكان تموز المقبل قال بري: «في رأيي إجتماع الفاتيكان مهم جداً واهميته لما بعد تأليف الحكومة وهو دعوة صادقة لتقديم الدعم للبنان آنذاك، وجدد الرئيس بري التأكيد بأن مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة، وأكثر من ذلك يؤسفني القول أن الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان اكثر من اللبنانيين انفسهم فإذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع ان تطلب المساعدة من الغير واكبر دليل المسعى الفرنسي».
وختم: «كل الناس راغبة بمساعدة لبنان لكن يبقى على اللبنانيين أن يبدأوا بمساعدة انفسهم، هذا الكلام سمعته أمس من وفد البنك الدولي وأسمعه بإستمرار من السفراء الذين يزورونني».
وكان البارز امس، استقبال الرئيس الحريري لكل من النائب عدنان طرابلسي ثم النائب جهادالصمد بدعوة منه، وحيث ركزا على ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، «تأخذ على عاتقها مهمة الإنقاذ والإصلاح وإخراج لبنان من هذا النفق المظلم والانفتاح على المجتمع العربي والدولي» كما قال طرابلسي، و»مع الحفاظ على الثوابت وعدم خلق أعراف جديدة من شأنها أن تمس بصلاحية أي مؤسسة من مؤسسات الدولة اللبنانية، وخاصة مقام رئاسة الحكومة الذي نحرص عليه أشد الحرص» كماقال الصمد.
وفي المواقف البارزة ايضا، قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة بالذكرى الثلاثين لتأسيس قناة «المنار»: إن تراكم الأزمات أوصل البلد إلى ما نحن عليه اليوم واتهام حزب الله بأنه سبب الأزمة وتجاهل الأسباب الحقيقية هو خطاب أميركي واسرائيلي ، ونحن مع مواصلة السعي لتأليف الحكومة وعدم اليأس ونساعد الرئيس بري في مبادرته، ويجب أن يسمع المعنيون بتأليف الحكومة أوجاع الناس وأن يشاهدوا القلق في عيون الناس وأن يضعوا المشهد الإنساني أولاً قبل اعتباراتهم، وتشكيل حكومة جديدة هو المدخل الطبيعي لمواجهة عوارض الأزمة المالية والاقتصادية ولوضعها على طريق الحل.
واكد نصر الله تمسك الحزب بإجراء الانتخابات النيابية العامة في وقتها ورفضه تأجيلها، وطالب «الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة بالتفضل إلى تشكيل حكومة، لأنهم يريدونها لأسباب حزبية لزيادة نائب او نائبين، معتبراً ان الانتخابات المبكرة ملهاة للناس عن قضاياه الاخرى المهمة وتضييعاً للوقت والجهد».
واعلن «أن حزب الله سيفاوض الحكومة الإيرانية وسيشتري بواخر محروقات منها في حال اليأس من تحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها. كما سيدخلها إلى الشعب اللبناني عبر مرفأ بيروت وعندها لتوقفه الدولة».
واخطر ما قاله السيّد نصر الله يتمثل بوصف الأداء الرسمي بالضعيف في كل الملفات، وأن المحتكرين يسرحون ويمرحون وهم معروفون ويحظون بالتغطية السياسية.
وقال تكتل لبنان القوي في بيان بعد اجتماعه امس: لا يزال اللبنانيون ينتظرون نتائج ايجابية لمسعى رئيس مجلس النواب وتجاوب الرئيس المكلّف معه، أو أن يقوم بما يؤدّي الى التأليف بحسب الأصول الميثاقية والدستورية وعلى قاعدة المبادرة الفرنسية. وحيث انه يستحيل ان تطول حال الانتظار ربطاً بالظروف الضاغطة، يرى التكتل ان على رئيس الحكومة المكلّف حسم قراره بالتأليف أو عدمه، وعلى جميع المعنيين تحمّل مسؤولياتهم لناحية اظهار الحقائق دفعاً للتأليف لأن التغاضي عنها او تحويرها يسمح بمزيد من اضاعة الوقت الثمين.
وفي مجال آخر، قال النائب فيصل كرامي بعدزيارته لليطريرك الراعي امس ردا على سؤال «عما إذا كان يسوق نفسه كبديل للرئيس المكلف سعد الحريري، وخصوصا مع زياراته الملفتة لرئيس الجمهورية والسفير السعودي والى بكركي؟: هذه نظرية افتراضية، فاليوم هناك رئيس حكومة مكلف ونتمنى له النجاح في تشكيل الحكومة، فأنا أعمل في السياسة ومن الطبيعي أن أزور الجميع وخاصة من يسعى لإنقاذ البلد، فالدولار اليوم لامس عتبة الأربعة عشرة ألف ليرة لبنانية وكل القطاعات تتداعى وتتهاوى وهذه مصيبة كبرى تستدعي الاتصال بالجميع».
وسئل عما إذا كان هناك رضا سعوديا قد يمهد طريق رئاسة الحكومة أمامه؟، أجاب كرامي: أنا دعيت ولبيت، وهناك رضى وحب وود بيني وبين المملكة العربية السعودية، وهناك قناعة أن للبنان مصلحة بالعلاقات السليمة مع الدول الشقيقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
انتفاضة المحامين
وأطلق نقيب المحامين ملحم خلف نداء خلال لقاء عام عقد بعد ظهر أمس في قاعة الخطى الضائعة في قصر العدل، بدعوة من مجلس نقابة المحامين في بيروت، على الرغم من إضرابهم المستمر منذ أكثر من عشرة أيام.
شارك في اللقاء حشد من المحامين. وكان سبقه دقيقة صمت وقوفا على أرواح القضاة الشهداء الأربعة، بعد أن كان مجلس النقابة قد وضع إكليلا من الزهر على نصبهم التذكاري.
وقال النقيب خلف في ندائه: «طفح الكيل، طفح الكيل من قضاء يخاف القوي ويمارس القوة على الضعيف.
طفح الكيل من قضاء مسخر مطواع مسير، طفح الكيل من قضاء متشاوف متعال مكابر، طفح الكيل من قضاء غير فاعل غير منتج وغير حر، طفح الكيل من قضاء يصرف النفوذ ويذهب الى حد مخالفة القوانين، طفح الكيل من تقويض القضاء بالمحاباة والمصالح، طفح الكيل من قضاء اسقط استقلاليته مقابل مراكز طائفية ومذهبية».
ودعا خلف لترجمة الانتفاضة بخطوات عملية نافعة، من خلال:
– أولا، نناشد كل اللبنانيين الإلتفاف حول هذه الإنتفاضة الكبرى كقوة مجتمعية حية متراصة متضامنة جامعة، رفعا للظلم والظلام عنا جميعا، وتحقيقا للعيش الكريم.
– ثانيا، ندعو نقابة المحامين في طرابلس- وهي لم تقصر يوما-، وندعو القضاة، للانضمام الى هذه الإنتفاضة لنحقق سويا المطالب المحقة المنوه عنها في هذا النداء ولإنتظام العمل القضائي وتفعيله.
– ثالثا، نعلن الخطوة الأولى من هذه الإنتفاضة بدعوة المعنيين لإقرار إقتراح قانون إستقلالية القضاء فورا في مهلة لا تزيد عن عشرين يوما، على أن تعلن الخطوات اللاحقة في الأيام الآتية.
في حال، عدم دخول هذا القانون حيز التنفيذ، لا أحد يلومن المحامين إذا أقفلوا جميع قصور العدل على كل الأراضي اللبنانية، ليس إيقافا لمرفق العدالة بل إيقافا للاعدالة».
وحمل تعميم مصرف لبنان الرقم 158 خارطة طريق للمصارف لسلوك الإجراءات الاستثنائية التي يتعين السير بها لتسديد تدريجي لودائع اللبنانيين بالعملات الأجنبية.
فضيحة
وسط ذلك، كشف النائب جورج عقيص (الجمهورية القوية) أن التحويلات المصرفية من لبنان تجري الى الخارج حتى تاريخه على قدم وساق باتجاه وجهات مصرفية محددة في طليعتها سويسرا الامر الذي يؤكد ان تحالف مافيا السياسة والمال لا يزال يفرغ القطاع المصرفي من ايداعاته، بحيث يأتي قانون الكابيتال كونترول بعد طول انتظار فارغاً من المضمون فاقداً للفعالية ومستهدفاً وحسب صغار المودعين». وأضاف عبر «تويتر» «اكرر ما سبق وقلته: في لبنان السارقون ينعمون، والمسروقون يفلسون، والقانون مجرد مظلة تحمي رؤوس الفاسدين من محاسبة الشعب المقهور».
الارتفاع المريب للدولار
ومع تحليق الدولار من جديد، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في مؤتمر صحافي بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد، عن توصية بتنفيذ إضراب وطني شامل يوم الثلاثاء 15 الجاري، وعقد مؤتمر نقابي وطني موسّع «يحدَّد موعده في ضوء الاتصالات التي ستُجريها هيئة مكتب المجلس مع الجهات المعنيّة».
لا دواء ولا محروقات
على الارض، الدواء والمحروقات على انقطاعها. وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن قرر اخضاع استيراد كل دواء مسجل في لبنان لآلية معينة، تقضي باستمرار دائرة الاستيراد والتصدير بالتوقيع على الفواتير العائدة لأدوية الأمراض المستعصية، البنج، حليب الرضع، وادوية اخرى. كما يخضع استيراد الأدوية الاخرى لشروط أخرى كتقديم جدول و proforma invoice وغيرها. ويعلّق موقتا استيراد اي دواء يوجد له مثيلان مصنّعان محليا، والأولوية لاستيراد الادوية الجنيسيّة.أما بالنسبة للادوية التي وصلت الى المرافئ قبل هذا القرار، فيوقع على ادخالها مع تعهد بعدم التصرف بها لحين موافقة وزارة الصحة.
وليس بعيدا، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن «بواخر المحروقات متوقفة ولا تُفرّغ بسبب عدم فتح الاعتمادات»، مؤكدا أن «سبب الازمة شائعات رفع الدعم عن المحروقات كما عدم فتح الاعتمادات للبواخر». وطالب أبو شقرا، في حديث تلفزيوني الاجهزة الامنية بـ «تأمين الحماية على المحطات التي تشهد طوابير»، سيما وأن الاشكالات تتكاثر على المحطات. ورأى أن «الطلب على المحروقات سيزيد في فصل الصيف والكميات التي تُؤمّن هي مسؤولية الدولة»، معتبرا أن «المواطن ليس له أي ذنب». وشدد أبو شقرا على أنهم في انتظار «حل لهذه الازمة ولو لم تكن على المدى الطويل لأن الوضع لم يعد يحتمل»، مؤكدا التزامهم بتسعيرة وزارة الطاقة.
التحركات
وعلى الارض، عادت الاحتجاجات إلى الشوارع، إذ قطع محتجون عدة طرقات بالإطارات المشتعلة في معظم المناطق اللبنانية، وذلك احتجاجاً على تفاقم الأزمة المعيشية، والتي زاد من حدتها تراجع غير مسبوق في قيمة العملة المحلية، إذ لامس سعر صرف الدولار عتبة 15 آلاف ليرة لبنانية.
فقطع محتجون الطريق الدولية شتورا المصنع عند مدخل بلدة المرج بالاطارات المشتعلة والعوائق. كما قُطعت طريق تعلبايا سعدنايل الرئيسية امام حركة السير.
وشمالاً، قطع محتجون الطريق أمام منزل الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس احتجاجا على تردي الاوضاع المعيشية،كما قطع محتجون كل الطرقات المؤدية الى ساحة النور.
كما قطع محتجون المسلك الغربي لأوتوستراد زوق مصبح، ما تسبب بزحمة سير خانقة، وسط إجراءات أمنية للجيش في المكان.
جنوبا، قطع محتجون اوتوستراد الناعمة بالاتجاهين ليُعيد الجيش فتحه.
كما قطعت مجموعة من الثوار الطريق على مدخل مدينة صور في العباسية اعتراضاً على الوضع المعيشي
541801 إصابة
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 173 إصابة بفايروس كورونا و5 حالات وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 541801 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
الدولار يحلق مجددا ويلامس عتبة الـ١٤ الفا.. اضراب شامل الثلاثاء
ساعات حكومية حاسمة وترقب زيارة الحريري الى بعبدا
«المركزي» يصدر تعميمه المنتظر: الدفع بالدولار نهاية الشهر
بولا مراد
كما كان متوقعا لم يلجم قرار مصرف لبنان تسديد جزء من الودائع بالعملات الاجنبية «تحليق» سعر صرف الدولار الذي لامس يوم أمس عتبة الـ ١٤ الف ليرة للمرة الاولى منذ اندلاع الازمة، ما اثار خوف وهلع اللبنانيين الذين باتوا يخشون حقيقة من ملامسته قريبا الـ ٢٠ الفا في حال فشل محاولات انعاش مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحكومية.
واصدر «المركزي» يوم امس تعميمه المنتظر والذي حمل رقم ١٥٨ المتعلق بالاجراءات الاستثنائية لتسديد تدريجي للودائع بالعملات الاجنبية، وهو كما تم تسريبه سابقا يلزم المصارف دفع ٤٠٠ دولار كاش شهريا للمودع اضافة الى ما يوازي 400 دولار أميركي بالليرة اللبنانية على أساس السعر المحدد على المنصة الالكترونية لعمليات الصرافة «Sayrafa «، يدفع منها 50% «لصاحب الحساب» نقدا (Banknotes) و50% بواسطة البطاقات المصرفية، على ان يبدأ العمل بهذا التعميم نهاية الشهر الحالي.
واعتبرت مصادر مصرفية في حديث مع «الديار» ان بلوغ الدولار الواحد عتبة الـ ١٤ الفا كان متوقعا باعتبار ان التعميم الاخير الذي صدر عن «المركزي» سيخلق كتلة نقدية هائلة بالليرة اللبنانية تتجاوز الـ ٢٧ الف مليار ليرة بالمقابل سيتم الاحتفاظ بالدولارات التي سيحصل عليها المودعون في المنازل، ما يعني اننا سنشهد مزيدا من تحليق سعر الصرف في الأيام والأسابيع المقبلة.
الحسم الحكومي.. قريبا
وعلى غير ما جرت العادة في الاشهر الماضية، شهد البلد يوم امس حركة سياسية لافتة على خط تشكيل الحكومة، ان كان عبر لقاءات مباشرة او اتصالات عدة يفترض ان تتضح نتائجها خلال الساعات القادمة. وابرز ما تم تسجيله لقاء يفترض ان يكون قد عقد بعيدا عن الاضواء بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومعاونَي الرئيس نبيه بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، علي حسن خليل وحسين خليل، حسم مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين، على الا يكونا محسوبين من حصة عون او من حصة الحريري ويوافق عليهما الطرفان. وبحسب معلومات «الديار» فان رئيس الحكومة المكلف سيقوم على الاثر باعداد تشكيلة حكومية جديدة غير تلك التي اودعها رئيس الجمهورية قبل فترة تضم ٢٤ وزيرا من غير الحزبيين ولا ثلث معطل فيها لاحد، على ان يتوجه بها الى قصر بعبدا نهاية الاسبوع الجاري. وتقول مصادر مطلعة على عملية التكليف ان «هذه الخطوة من شأنها ان تكون حاسمة فاما يوقع رئيس الجمهورية التشكيلة ويصبح للبنان حكومة جديدة يمارس فيها عون والحريري المساكنة غصبا عنهما، او يصبح محسوما الا حكومة قبل الانتخابات النيابية المقبلة وما يعني ذلك من انهيارات بالجملة ومخاوف حقيقية على مصير الكيان، ما دفع كثيرين لاطلاق حلقات نقاش بعيدا عن الاضواء عن النظام الجديد الامثل للبنان في حال سقوط النظام الحالي بشكل رسمي قريبا».
وبما يتوافق مع ما قالته المصادر، توقع رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم امس ان يكون هذا الاسبوع حاسما بالنسبة الى الأزمة الحكومية لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل، وجدد تأكيده بأن مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة وأن كل الناس راغبة بمساعدة لبنان، وذلك بحسب ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي. وقال بري « إن شاء الله تكون النتائج إيجابية وهناك إتصالات حثيثة تجري لتذليل العقبة او العقبتين المتبقيتين وليس أكثر». ورداً على سؤال حول أهمية الاجتماع الذي سيعقد في الفاتيكان في تموز المقبل بخصوص وضع لبنان، اعتبر بري ان «إجتماع الفاتيكان مهم جداً واهميته لما بعد تأليف الحكومة وهو دعوة صادقة لتقديم الدعم للبنان آنذاك، اذ يؤسفني القول أن الجو الدولي والعربي والعالم كله رحيم بلبنان اكثر من اللبنانيين انفسهم فإذا لم تقدم المساعدة لنفسك لا تستطيع ان تطلب المساعدة من الغير واكبر دليل المسعى الفرنسي».
وأضاف: «جميع الناس راغبة بمساعدة لبنان لكن يبقى على اللبنانيين ان يبدأوا بمساعدة انفسهم، هذا الكلام سمعته أمس من وفد البنك الدولي وأسمعه بإستمرار من السفراء الذين يزورونني».
ولفت يوم أمس ايضا ما أعلنته السفارة الروسية في لبنان عن تأجيل زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف، متحدثة عن «ظرف استثنائي طرأ، وعن انه تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة الى موعد لاحق يتم الاتفاق عليه».
ورفض مصدر قريب من جنبلاط التعليق على البيان واكتفى بالقول ان البيان واضح من دون ان يقدم اي تفسيرات عما قصده البيان ب»الظرف الاستثنائي الطارىء».
اضراب عام
وعلى وقع تدهور الاوضاع على المستويات كافة «وبعد تفاقم الأزمة وصولا إلى التهديد بالعتمة الشاملة وانقطاع كل أشكال التواصل»، أعلن رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر في مؤتمر صحافي بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد، عن توصية بتنفيذ إضراب وطني شامل يوم الثلاثاء 15 الجاري، وعقد مؤتمر نقابي وطني موسّع «يحدَّد موعده في ضوء الاتصالات التي ستُجريها هيئة مكتب المجلس مع الجهات المعنيّة».
وفيما تواصلت ازمتا الدواء والمحروقات، قرر وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن اخضاع استيراد كل دواء مسجل في لبنان لآلية معينة، تقضي باستمرار دائرة الاستيراد والتصدير بالتوقيع على الفواتير العائدة لأدوية الأمراض المستعصية، البنج، حليب الرضع، وادوية اخرى. كما يخضع استيراد الأدوية الاخرى لشروط أخرى كتقديم جدول و proforma invoice وغيرها. ويعلّق موقتا استيراد اي دواء يوجد له مثيلان مصنّعان محليا، والأولوية لاستيراد الادوية الجنيسيّة.أما بالنسبة للادوية التي وصلت الى المرافئ قبل هذا القرار، فيوقع على ادخالها مع تعهد بعدم التصرف بها لحين موافقة وزارة الصحة.
من جهته، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن بواخر المحروقات متوقفة ولا تُفرّغ بسبب عدم فتح الاعتمادات، مؤكدا أن سبب الازمة إشاعات رفع الدعم عن المحروقات كما عدم فتح الاعتمادات للبواخر.
وطالب أبو شقرا الاجهزة الامنية بتأمين الحماية على محطات المحروقات التي تشهد طوابير.
ورأى أن الطلب على المحروقات سيزيد في فصل الصيف والكميات التي تُؤمّن هي مسؤولية الدولة، معتبرا أن المواطن ليس له أي ذنب. وشدد أبو شقرا على أنهم بانتظار حل لهذه الازمة ولو لم يكن على المدى الطويل لأن الوضع القائم لم يعد يحتمل، مؤكدا التزامهم بتسعيرة وزارة الطاقة.
ولا يبدو ان القوى الامنية ستتمكن من تأمين الحماية اللازمة لكل محطات المحروقات علما انه كان قد تم نشر الكثير من هذه القوى امام بعض المحطات لتنظيم السير، وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» انه في معظم المناطق تتم الاستعانة بعناصر البلدية نتيجة الافتقار للعديد اللازم من القوى الامنية وهو ما كان قد تحدث عنه وزير الداخلية لافتا الى ان 90% من المهام لم تعد قوى الامن قادرة على انجازها». ونبهت المصادر من ان الانفجار الاجتماعي بات قاب قوسين او ادنى.
********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
هل ينجح الخليلان في حل عقدة عون وصهره ؟
«الاستيذ» يؤكد انه اسبوع الحسم، «الشيخ» يعد تشكيلة جديدة، الخليلان وباسيل يجتمعان، «السيد» قال كلمته امس، واللبنانيون الشرفاء القابعون في طوابير الذل امام محطات المحروقات والصيدليات وفي السوبرماركات يعاينون عن بعد اللحوم والدجاج والسلع الخارجة من مدار قدرتهم الشرائية، يكفرون بهؤلاء وجميع من في السلطة، وقد بلغ بهم اليأس حدّ اللامبالاة بالسياسة وما يدور في فلكها من صفقات ومناكفات وتضحية بالوطن في سبيل موقع او كرسي لن يبقى على الارجح في البلاد من يحكمونه حتى ذلك الموعد.
اتصالات كثيفة
في وقت تدور في الكواليس حركة سياسية نشطة على خط تشكيل الحكومة، ان في بيت الوسط، او في بعبدا وميرنا الشالوحي، حيث يفترض حيث حكي عن لقاء بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ومعاونَي الرئيس نبيه بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، علي حسن خليل وحسين خليل، وضعا خلاله رئيسَ لبنان القوي في صورة توجّه الحريري، سيما لناحية الوزيرين المسيحيين وكشفت مصادر سياسية مقربة من بيت الوسط، ان الرئيس المكلف سعد الحريري يعد تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا من الاختصاصيين غير الحزبيين من دون ثلث معطل لاي مكون، وسيوزع حقائبها وفق المعيار الطائفي والمناطقي لمراعاتهما كما يجب، انطلاقا مما ينص عليه الدستور. ومتى انتهى من تركيب هذا البازل، في مهلة لن تكون طويلة، فإنه سيحمل الصيغة الجديدة الى بعبدا ويقدّمها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فإما يوافق عليها او يرفضها وتكون مباردة بري انتهت.
اسبوع حاسم
وتوقع الرئيس بري ان يكون هذا الاسبوع حاسما بالنسبة الى الأزمة الحكومية لأن لبنان لم يعد بإمكانه التحمل، وجدد تأكيده بأن مشكلة لبنان داخلية مئة في المئة وأن كل الناس راغبة بمساعدة لبنان، وذلك بحسب ما نقل عنه نقيب المحررين جوزيف القصيفي الذي زار مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
ارجاء الزيارة
حكوميا ايضا، وبينما تحظى وساطة بري بدعم روسي وفرنسي ومصري (…)، أعلنت السفارة الروسية في لبنان عبر «تويتر»، ان «بعد القيام بالترتيبات لزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف وبسبب ظرف استثنائي طرأ، فقد تم الاتفاق مع جنبلاط على تأجيل الزيارة التي كانت مقررة اليوم الى موعد لاحق يتم الاتفاق عليه».
ورقة عمل
وبينما يحضر ملف لبنان بشؤونه وشجونه، في الفاتيكان في 1 تموز، رأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اجتماعا للبطاركة في بكركي لتحضير ورقة عمل ترفع إلى قداسة البابا خلال اللقاء المرتقب.
الرمان المخدّر
على صعيد آخر، بقيت قضية معالجة ذيول شحنة «الرمان المخدر» الى السعودية حاضرة في الاهتمام الرسمي. فبعدما كانت مدار بحث اول امس في اجتماع موسّع في الخارجية، قبل ان يستقبل السفير السعودي وليد بخاري قائد الجيش العماد جوزف عون في دارته في اليرزة، استقبل الرئيس عون امس رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة والصناعة والتخطيط النائب فريد البستاني الذي شارك في اجتماع الخارجية، واطّلع منه على ما تقوم به اللجنة النيابية بالتعاون مع الحكومة لمعالجة ملف التصدير الى السعودية، والتصرف بحزم وحكمة لمعالجة تداعيات القرار السعودي على القطاعين الزراعي والصناعي.
سد بسري
من جهة ثانية، وغداة اثارته قرض سد بسري مع مدير البنك الدولي امس في القصر، استقبل الرئيس عون، في حضور وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال ريمون غجر، وفدا من «لجنة متابعة سد جنة». وعرض المجتمعون المراحل التي قطعتها عملية انشاء السد والصعوبات التي تواجه استكمال تنفيذه من مختلف النواحي، علما ان هذا السد سوف يؤمن بعد إنجازه 38 مليون متر مكعب من المياه، 30 مليون منها لمدينة بيروت و8 ملايين لمنطقة جبيل وضواحيها، إضافة الى قدرته على انتاج نحو مئة ميغاوات من الطاقة الكهربائية. كما عرض المجتمعون لكلفة انجاز المشروع، حيث تقرر اجراء الاتصالات اللازمة لتأمين الحاجات الضرورية لضمان استمرار العمل في السد.
سداد الودائع
ماليا، يمضي «المركزي» قدما على طريق سداد الودائع لاصحابها. فقد أصدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قراراً تضمّن إجراءات استثنائية للسداد التدريجي للودائع بالعملات الأجنبية.
فضيحة الفضائح
في المقابل، غرد عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص كاتبا «فضيحة الفضائح برسم الشعب والرأي العام وما تبقى من مؤسسات: بحسب مصادر دولية موثوقة لاتزال التحويلات المصرفية من لبنان تجري حتى تاريخه على قدم وساق باتجاه وجهات مصرفية محددة في طليعتها سويسرا الامر الذي يؤكد ان تحالف مافيا السياسة والمال لايزال يفرغ القطاع المصرفي من ايداعاته، بحيث يأتي قانون الكابيتال كونترول بعد طول انتظار فارغاً من المضمون فاقداً للفعالية ومستهدفاً وحسب صغار المودعين». وأضاف عبر «تويتر» «اكرر ما سبق وقلته: في لبنان السارقون ينعمون، والمسروقون يفلسون، والقانون مجرد مظلة تحمي رؤوس الفاسدين من محاسبة الشعب المقهور».
لا دواء ولا محروقات
على الارض، الدواء والمحروقات على انقطاعها. وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن قرر اخضاع استيراد كل دواء مسجل في لبنان لآلية معينة، تقضي باستمرار دائرة الاستيراد والتصدير بالتوقيع على الفواتير العائدة لأدوية الأمراض المستعصية، البنج، حليب الرضع، وادوية اخرى.
وليس بعيدا، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن «بواخر المحروقات متوقفة ولا تُفرّغ بسبب عدم فتح الاعتمادات»، مؤكدا أن «سبب الازمة شائعات رفع الدعم عن المحروقات كما عدم فتح الاعتمادات للبواخر».
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :