افتتاحية صحيفة البناء:
ملايين السوريين من حلب إلى دمشق والساحل يفوّضون الأسد قيادة الإعمار بعد التحرير الأسد من الغوطة: الاستحقاق تتويج للتحرير… وشعبان: تطوّرات إيجابيّة قريبة مع الرياض نصرالله يرسم معادلة الردع التاريخيّة: المساس بالقدس يعادل حرباً إقليميّة تُنهي الكيان
كشفت مصادر على صلة بالملف الحكومي لـ "البناء" وجود تقدّم نوعيّ على مسار حلحلة العقد التي شكلت عائقا أمام تأليف الحكومة، وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام القليلة المقبة اختبار جدية هذا التقدم بعد معاودة الرئيس المكلف سعد الحريري نشاطه من بيروت، مشيرة الى أن مشاورات بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة، وبين حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة أخرى، قد نقلت أفكاراً جديدة يمكن أن تُسهم في بلورة فرص الحلحلة المنشودة، بانتظار أن يتمّ التداول بهذه الأفكار وأفكار أخرى أعدّها الرئيس بري، مع الرئيس الحريري الذي أبلغ قبيل عودته الى بيروت انفتاحه على مساعي الحلحلة وصولاً لتقديم تشكيلة حكومية متكاملة من 24 وزيراً، عندما يتأكد من أن الطريق باتت سالكة نحو ولادة الحكومة، كما قالت مصادر مقرّبة من الحريري.
المصادر المتابعة للملف الحكوميّ رأت في المشهد الإقليمي حافزاً لتسريع مسار ولادة الحكومة، فسورية التي شهدت طوفاناً بشرياً بالملايين التي ملأت ساحاتها وشوارعها، وامتدّ نهرها المتدفق من الشمال إلى الجنوب، وصولاً إلى الساحل، حيث فاضت المدن بسكانها، وشهدت صناديق الاقتراع حشوداً لم تشهدها في محطات مشابهة من قبل، بحيث بدا المشهد أقرب لعرس احتفاليّ عبر خلاله السوريّون عن فرحتهم بإنجازات الجيش السوريّ، وما تحقّق من تحرير بقيادة الرئيس بشار الأسد، الذي مارس حقه الانتخابيّ من غوطة دمشق، معتبراً أن الاستحقاق الانتخابي جاء تتويجاً للتحرير، ورأت مصادر دبلوماسيّة في نتائج هذه المحطّة الدستورية السورية نقطة انطلاق لتطورات داخلية وخارجية تستعيد معها سورية مكانتها ودورها الإقليميّ، معتبرة أن السوريين يفوّضون الأسد قيادة مرحلة الإعمار بعدما أنجز عملياً الجزء الرئيسي من مرحلة التحرير، كما قال الأسد خلال الإدلاء بصوته من مدينة دوما التي اختارها لرمزيّتها خلال الحرب، لتوجيه رسالته حول العلاقة بين الاستحقاق الرئاسي والتحرير، وكان لافتاً تزاوج الاستحقاق الرئاسي مع نضج المساعي العربية والدولية للانفتاح على الدولة السورية رغم صدور بيانات تبدو موجّهة نحو فصائل المعارضة لإرضائها أكثر مما تعبر عن سياسات أصحابها الذين تزور وفود تمثلهم دمشق بانتظام، ويستعدون لفتح سفاراتهم المغلقة منذ عشر سنوات في سورية. وفي السياق ذاته علّقت مستشارة الرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان على مشاركة وزير السياحة السوري في مؤتمر في الرياض بتوقّع خطوات إيجابية قريبة بين الرياض ودمشق.
المشهد الإقليميّ الذي شكلت الانتخابات الرئاسيّة السوريّة وما يرافقها ركنه الأول، شكلت الحرب التي حملت نصراً فلسطينياً تاريخياً، ركنه الثاني، وجاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد التحرير والمقاومة ليشكل ركنه الثالث، راسماً المعادلة التاريخيّة للردع التي تتوّج كل معادلاته السابقة، مع وضعه مستقبل القدس في عهدة محور المقاومة، وإعلانه التحضير لمعادلة جديدة لمحور المقاومة قوامها، كل استهداف للقدس يعني حرباً إقليميّة، والحرب الإقليميّة ستعني نهاية الكيان، وفقاً لما أظهرته الحرب من نتائج تتصل بضعف الكيان وهشاشة قبّته الحديديّة أمام صواريخ المقاومة في غزة، بما يسمح بالقول بالمقارنة بما لدى قوى المقاومة ودولها من مقدرات، بانهيار الكيان في أي حرب شاملة.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن "المسّ بالمسجد الأقصى والمقدّسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، والمعادلة التي يجب أن نصل اليها هي التالية: القدس مقابل حرب إقليمية".
وقال السيد نصرالله في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير: "من النتائج المهمة لمعركة سيف القدس شلّ أمن الكيان الإسرائيلي وهو إنجاز عسكريّ لا سابقة له، وإنهاء صورة الكيان الآمن للخارج والمستثمرين وفرض مواجهة الاحتلال مع فلسطينيي الـ48 وهذا جوهريّ ووصفه العدو بالتهديد الوجودي، وفشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وبوقتها المحدّد ما يعبر عن فشل استخباريّ ومعلوماتي كبير، والفشل في النيل من المخزون الحقيقي والاستراتيجي للصواريخ الذي لم يطلق بعد، ومن نتائج المعركة الأخيرة الفشل في تقدير رد فعل غزة وفلسطينيي 48. واعتبر أن "صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة شكّل الحامي والرافعة الأساسيّة للانتصار في فلسطين".
كما أكد أنه "لم يمرّ يوم على المقاومة في لبنان كانت فيه أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية وخبرة". وحذّر الاحتلال من "أي حسابات خاطئة تجاه لبنان كما فعلتم مع المقاومة في قطاع غزة". وأضاف "يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دم الشهيد على طريق القدس محمد طحان ويُضاف لدم شهيدنا علي كامل محسن".
وفيما انشغلت الدوائر الأمنية والعسكرية والسياسية في "إسرائيل" بقراءة وتحليل كلام السيد نصرالله، تناوب المحللون العسكريون والاستراتيجيون في لبنان والمنطقة عبر وسائل الإعلام المختلفة على تشريح وتحليل أبعاد الخطاب. وأشار بعض هؤلاء الخبراء لـ"البناء" الى أن "أهميّة خطاب السيد نصرالله تكمُن في المعادلة المدوّية والتاريخية التي أطلقها وهي المسّ بالمقدسات في القدس يعني الحرب الاقليميّة، وبالتالي فتح الجبهات في المنطقة في وقت واحد من فلسطين إلى سورية الى لبنان والعراق واليمن وصولاً الى إيران إضافة الى جبهات أخرى قد لا تكون معروفة أو معلناً عنها، وهذا سيؤدي حكماً الى تدمير "إسرائيل" التي لم تستطع خوض الحرب على جبهة غزة كما أثبتت الحرب الأخيرة، فكيف الحال إذا فتحت الجبهات كلها". وشدّد الخبراء على أن ""إسرائيل" لم تعد تملك القوة الحاسمة لأي حرب في المنطقة كما أنها فقدت عنصر الحماية الأميركية والغربية على الصعيد العسكريّ، إذ إن القوى الغربية الداعمة لها تاريخياً لم تعد تستطيع خوض الحروب وتحمّل تكاليفها الباهظة للدفاع عن "إسرائيل" وهذا ما عكسه الموقف الأميركي الذي نصح "إسرائيل" بوقف الحرب وعدم الاستمرار بها لتجنّب توسّع الحرب وبقاء "إسرائيل" وحيدة فيها".
وأشار الخبراء الى أن "السيد نصرالله وجّه رسالة واضحة الى العدو الإسرائيلي بألا يقوم بأي مغامرة ضد لبنان، لأن المقاومة في لبنان استفادت من نتائج الحرب الأخيرة في غزة وأن مَن عجز عن الفوز في حرب مع قطاع غزة فهو أعجز عن الفوز في أية مواجهة مع لبنان، وبالتالي تثبيت وتعزيز معادلة الردع التي أرستها المقاومة مع العدو الإسرائيلي منذ العام 2006 حتى الآن". كما رأى الخبراء في تهديد السيد نصرالله للعدو بأن حساب قتل أحد عناصره في سورية والشهيد محمد طحان لا يزال مفتوحاً، "أنه رسالة بأن الحزب قد يستغلّ خروج العدو الإسرائيلي مهزوماً ومنهكاً من حرب غزة ويقوم بعملية انتقاميّة على الحدود. وهذا ما سيربك العدو أكثر ويدفعه الى رفع درجة الاستنفار الأمني والعسكري على الحدود مع لبنان".
وفي الشأن الداخلي الحكومي في لبنان اعتبر السيد نصرالله أن "مشكلة تأليف الحكومة اللبنانية هي مشكلة داخلية بحتة". وأضاف "هناك طريقان لا ثالث لهما في تأليف الحكومة إما اتفاق الرئيسين عون والحريري أو مساعدة الرئيس بري".
وأشارت مصادر "البناء" الى أن "السيد نصرالله وجّه رسالة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والى الرئيس المكلف سعد الحريري لتحمّل مسؤوليتهما والتنازل المتبادل لتأليف الحكومة وأعلن دعمه لتحرك رئيس المجلس النيابي نبيه بري استكمالاً لدوره في الجلسة النيابية الأخيرة، وبالتالي حثّ جميع المعنيين بالتأليف للتعاون على تأليف الحكومة". وتضيف المصادر أن "كلام السيد نصرالله عن الأسباب الداخلية المحض لعرقلة تأليف الحكومة والتي تتلاقى مع ما قاله الرئيس بري قبل يومين، لا يلغي الأسباب الخارجية التي تتعلّق بالحريري وربطه تأليف الحكومة بالموافقة السعودية عليه وعلى حكومته، لذلك فالأزمة الحكوميّة هي داخلية ببعد خارجي، وبالتالي على الحريري أن يتحرّر من هذه الضغوط الخارجية ويتخذ المبادرة والقرار الوطني والتوجه الى رئيس الجمهورية وتقديم تشكيلة كاملة والتشاور بشأنها للاتفاق على الصيغة النهائيّة". ورأت المصادر أن "كلام الرئيس بري في خطابه قبل أيام والذي دعا الحريري الى تقديم تشكيلة لعون وتحركه المقبل وفق هذا التوجّه معطوفاً على دعوة السيد نصرالله أمس الأول الحريري الى المبادرة باتجاه عون إضافة الى كلام رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي حث الحريري على التنازل لمصلحة البلد والذهاب الى التسوية فضلاً عن تمني البطريرك الماروني على الرئيس المكلّف تقديم تشكيلة الى رئيس الجمهورية والتحركات الشعبية في الشارع، كل هذه العوامل والمعطيات ستؤدي الى إحراج الحريري ودفعه الى المبادرة باتجاه بعبدا وتقديم تشكيلة حكومية وإلا فإن المهلة لن تكون مفتوحة، ما سيضع الحريري أمام خيارين إما استكمال التشاور مع رئيس الجمهورية والبحث عن مخرج وإما الاعتذار وتكليف شخصية أخرى لتأليف الحكومة". لذلك تعتبر المصادر أن الشهر المقبل حاسم على هذا الصعيد. لكن أكثر من جهة سياسية تتوقع بقاء الفراغ الحكومي حتى الانتخابات النيابية المقبلة، إلا إذا وصل المسار التفاوضي الدائر على الصعيدين الدولي والإقليمي الى تسويات كبيرة ستطال لبنان بطبيعة الحال.
وحتى ذلك الحين توقعت المصادر أن يشهد لبنان شهرين ساخنين على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني في الشارع بسبب الضائقة المعيشية حتى انجلاء الوضع الإقليمي لا سيما على صعيد استقرار الوضع السوري بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي السوري واكتمال الانفتاح العربي على دمشق وانتهاء الاستحقاق الرئاسي الإيراني وتقدّم المفاوضات النووية نحو إعادة إحياء الاتفاق النووي ووضع الحرب على اليمن على سكة الحل السياسي".
وبرز موقف روسي دعا المعنيين للإسراع بتأليف الحكومة، عبر عنه نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، وذلك بعد لقائه على التوالي مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية أمل أبو زيد ومستشار الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان. وجدّد بوغدانوف موقف بلاده الداعم "لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وحق اللبنانيين في اتخاذ القرارات، بشكل مستقلّ ومن دون تدخل خارجي في كل القضايا الوطنية، وذلك على أساس الحوار والاعتبار المتبادل للمصالح المشروعة".
على صعيد خارجي آخر، أفادت معلومات أن "باريس تعمل على إعداد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لتعزيز صمود الجيش اللبناني في ظل الانهيار الاقتصادي والمالي التي يعاني منه البلد". وبرزت في هذا السياق زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون الى باريس.
وبدأت طلائع الفوضى الاجتماعية والأمنية تظهر في الشارع الذي شهد أمس، تحركات احتجاجية عدة نظمها الاتحاد العمالي العام جراء تفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية، في حين سجل سعر صرف الدولار ارتفاعاً ملحوظاً تخطّى حاجز الـ 13 ألف ليرة للمرة الأولى منذ أشهر عدة.
وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في الاعتصام المركزي في مقرّ الاتحاد، "أن قضيتنا المركزية هي تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين فوراً". وقال "كفى محاصصة واتهامات ورفعاً مقنعاً للدعم كما يجري في الدواء والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية".
الى ذلك، وقع رئيس الجمهورية المرسوم القاضي بإحالة مشروع قانون معجّل الى مجلس النواب يرمي الى إقرار البطاقة التمويليّة وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها. وكان وزير المال وقّع المشروع هذا منذ أيام بعد أن أحالته رئاسة الحكومة اليه. إلا أن مصادر معنية بهذا الملف كشفت لـ"البناء" عن ثغرات أساسية في خطة البطاقة التمويلية قد تعيق تنفيذها وأهمها مصدر تمويلها، إذ إن مجلس النواب الذي باتت الكرة في ملعبه يواجه خلافات بين كتله النيابية حول مصادر تمويل هذه البطاقة، فمنها من يرفض تمويلها من الاحتياط الإلزامي في مصرف لبنان أو من المصارف وكتل أخرى ترفض تمويلها من قروض البنك الدولي أو بسلف من وزارة المال". وتشكك المصادر في "التطمينات التي يطلقها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بأن النظام المصرفيّ بخير ولم يفلس، مذكرة بتطميناته حول ثبات الليرة والقطاع المصرفي طيلة عقود من الزمن".
وفي سياق ذلك تتناسل ووتفاقم الأزمات المتنوعة الواحدة تلوى الأخرى، فلا تكاد تحل أزمة حتى تنفجر أخرى. فبعد أزمة فقدات المواد الطبية في المستشفيات والأدوية من الصيدليات وأزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية تجدّدت أزمة المحروقات مع نفاد المحروقات لا سيما البنزين من محطات الوقود التي رفعت خراطيمها أمس في مناطق عدّة.
إلا أن عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس كشف أنّ "مصرف لبنان أعطى الموافقة لبعض البواخر الّتي ستبدأ بالتفريغ ابتداءً من الليلة (يوم أمس)". بدوره أعلن ممثّل موزّعي المحروقات في لبنان، فادي أبو شقرا، أنّ "البواخر ستبدأ بالتفريغ والبنزين سيكون متوافرًا في الأسواق اعتبارًا من صباح اليوم".
أما على صعيد أزمة الكهرباء فقال مرجع وزاري معني بالملف لـ"البناء" الى "أن أزمة الكهرباء مستمرة في ظل عدم توافر الاعتمادات لشراء الفيول في ظل توقف الباخرتين التركيتين عن العمل إضافة الى الطعن المقدّم من حزب القوات امام المجلس الدستوري بقانون سلفة الكهرباء الذي أقرّ في مجلس النواب، ما يعني ان أزمة الكهرباء مستمرة اذا لم نجد الحل لا سيما مع اشتداد الازمة أكثر مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة ما سيزيد ساعات التقنين بالتيار الكهربائي الى حدود العتمة الشاملة في مختلف المناطق اللبنانية". إلا أن مصادر إعلامية كشفت أن "وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وقّع أمس فتح اعتماد بقيمة 90 مليار ليرة فقط من أصل 300 مليار، لتأمين استمرارية العمل بمؤسسة كهرباء لبنان، وأرسل هذا الفتح إلى المصرف المركزي ليُبنى على الشيء مقتضاه اليوم".
في غضون ذلك، عقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً أمس، برئاسة عون في قصر بعبدا حضره رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. وبحث المجلس في تقرير وزير الداخلية والبلديات حول مكافحة التهريب ومواضيع أمنية أخرى. وفي بداية الاجتماع، قال عون "موضوع مكافحة التهريب هو من الأولويات حفاظاً على سمعة الدولة اللبنانية من جهة، وعلى المداخيل المالية خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان". وتابع "لقد سبق أن اتخذت إجراءات لكن لا تزال هناك ثغرات يجب سدّها، خصوصاً أن عمليات التهريب تنفذ من شبكات فاعلة ومنظمة متمرسة على التهريب ووفق أساليب مبتكرة ومتطوّرة". وخلال الاجتماع، عرض وزير الداخلية تقريره على أثر تكليفه التواصل والتنسيق مع السلطات المعنية في السعودية بعد قرارها منع إدخال منتجات زراعية لبنانية الى أراضيها. وأفاد وزير المالية أن عملية تحقيق كاشفات ضوئية "سكانر" استناداً الى المرسوم رقم 6748 أصبحت قيد الإنجاز ويتوقع أن تُطلق المناقصة بعد إعداد دفتر الشروط بمهلة أقصاها شهرًا واحدًا من تاريخه عبر إدارة المناقصات. كما طلب وزير الصحة من مصرف لبنان تسهيل عملية التمويل للقطاع الصحي وفقًا للأولويات والحاجات.
الى ذلك التقى الرئيس عون السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا يرافقها نائب رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية الجديد ريتشارد مايكلز، وعرض معهما العلاقات الأميركية - اللبنانية. كما التقت الرئيس بري في عين التينة، ثم الرئيس دياب في السراي الحكومي.
ونقلت السفيرة الاميركية بحسب ما علمت "البناء" الى الرؤساء الثلاثة تحذير بلادها من أن "لبنان بات في حالة طوارئ اجتماعية وإنسانية واقتصادية ومالية ويجب التعامل على هذا الأساس". وسألت شيا الرئيس دياب عن "البطاقة التمويلية وجدية وأهمية تنفيذها في ظل الظروف المالية والاجتماعية والإنسانية الصعبة"، كما دعت شيا الرؤساء الى "ضرورة الإسراع بتأليف الحكومة لمعالجة هذه الأزمات التي يواجهها الشعب اللبناني"، مؤكدة أن بلادها مستمرة بتقديم الدعم الإنساني للبنان.
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
عويدات نحو الادعاء على سلامة؟
لا يمكن النظر إلى ما يقوم به حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، من خارج سياق الملفات القضائية المفتوحة في وجهه، "بالجملة". لا يلتفت إلى واقع الانهيار. فهو يكاد ينكر وجوده. يزعم الانفصال عن الواقع إلى حد تأكيده أن "الودائع موجودة". هو في كلامه هذا يريد تجاهل أن خسائر القطاع المصرفي والتزاماته بالعملات الأجنبية تتجاوز عتبة الـ160 مليار دولار ناهيك بأن خسائر مصرف لبنان وحده تفوق الناتج المحلي الإجمالي في لبنان كما كان عام 2019، ما يعني أنها باتت بحسابات اليوم أضعاف قيمة الناتج. رغم ذلك، قرر سلامة أن يعد المودعين بخمسين ألف دولار (لم يذكر أنها ستكون "مقسّطة" لسنوات) ستدفعها المصارف في الأسابيع المقبلة، رغم أن البنوك، المفلسة بمعظمها، ترفض تقديم هذه "المكرمة". هذا الإعلان تحديداً هو ممّا يقوم به سلامة في سياق الملفات القضائية المفتوحة ضده، وخاصة في لبنان. هو أقرب ما يكون إلى محاولة الرشوة، سعياً لتجنّب الكأس المرّة التي تقترب منه.
فبعد سويسرا التي يشتبه مدعيها العام في سلامة وشقيقه رجا بتهمة اختلاس أموال من مصرف لبنان وتبييضها في مصارف سويسرية وأوروبية ولبنانية، وقبل تقديم شكويين بحقه في باريس وتحضير ملفات للادّعاء عليه في لندن ونيويورك، قرّر النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات التعامل مع الملف السويسري كما لو أنه إخبار، وبدء التحقيق حول الشقيقين سلامة. القضية متمحورة حول شركة "فوري"، التي رأى الادّعاء العام السويسري أنها شركة وهمية استغلها سلامة للحصول على أكثر من 330 مليون دولار من أموال مصرف لبنان، بعد توقيع عقد معها لتقديم خدمات متصلة بإدارة سندات الدين اللبنانية بالعملات الأجنبية في الفترة الممتدة بين عامي 2002 و2015.
حتى اليوم، يعتّم عويدات على الإجراءات، لكنه لا يستطيع إخفاء تلك العلنية منها، وأبرزها:
- دهم مكتب رجا سلامة، شقيق رياض سلامة، ومصادرة أجهزة ومعدات كانت في حوزته.
- استجواب مسؤولين حاليين وسابقين في مصرف لبنان.
- الاستماع لإفادات أعضاء سابقين في المجلس المركزي لمصرف لبنان، تحديداً أولئك الذين يقول سلامة إنهم وافقوا على توقيع العقد بين "المركزي" وشركة "فوري".
- توقيف مساعدة رياض سلامة، ماريان الحويك، في مطار بيروت أثناء عودتها من الخارج، ومصادرة أجهزة إلكترونية منها. وفيما لم تصل بعد إلى مرتبة المشتبه فيها (في سويسرا كما في لبنان)، جرى دهم منزل ومكاتب شركة على صلة بها، بحثاً عن أجهزة إلكترونية يُعتقد أنها تحوي معلومات ذات فائدة للتحقيق.
وبحسب ما يُنقل عن السفيرة السويسرية في بيروت، فإن الادّعاء العام السويسري قرر التعاون مع جميع طلبات عويدات، وتزويده بما لديه من معلومات ووثائق حول القضية. كذلك، قررت دول أوروبية التبرع لتزويد عويدات بما لديها من معلومات عن تحويلات مالية مشبوهة لسلامة وشقيقه، إضافة إلى مساعدته وعدد من أفراد عائلته. وتشير المعلومات الدبلوماسية إلى أن السويسريين سبق أن طلبوا تعاون سلطات عدد من الدول الأوروبية للتحقيق بشأن تحويلات سلامة المشتبه فيها، وأنهم نصحوا تلك الدول بمساعدة لبنان في القضية نفسها.
وبحسب المصادر، فإن التحقيق تشعّب إلى درجة تصعب "لفلفته" معها. وتشير المعلومات الصادرة من بيروت، وتلك الآتية من بِيرن، إلى أن مضمون الملف سيؤدي "حتماً" إلى الادعاء على سلامة بجرم اختلاس أموال من مصرف لبنان، وتبييضها في لبنان وسويسرا ودول أوروبية عديدة.
بطبيعة الحال، لن يستسلم سلامة، ولا داعموه، إذ علمت "الأخبار" أن غضباً كبيراً ينتاب "حزب المصرف"، وعلى رأسه الرئيس سعد الحريري الذي يسعى إلى الضغط على القاضي عويدات لثنيه عن الاستمرار في عمله. وقد صدرت تعليمات من سلامة وسائر أعضاء حزب المصرف بوجوب التعتيم على القضية وعدم إثارتها في الإعلام، ولو من باب الرد على مهاجمي الحاكم، وهو ما يفسّر تجاهل غالبية وسائل الإعلام لمجريات التحقيق، وعدم سعيها إلى البحث عن أي معلومات بشأنها.
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
قائد الجيش في الاليزيه: أيّ رسالة ولمن؟
قد يكون استقبال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس لقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون تطوراً استثنائياً فرض نفسه على المشهد الداخلي، الى جانب التطورات التي أحاطت أزمة تشكيل الحكومة في الساعات الثماني والأربعين الماضية، باعتبار انه لا يمكن عزل استقبال الرئيس ماكرون للعماد عون كليا عن الدلالات السياسية والتداعيات المتصلة بخيبة فرنسا من الطبقة الحاكمة خصوصا، والطبقة السياسية عموماً.
وإذا كان العنوان الأساسي لابراز دلالات استقبال ماكرون لقائد الجيش يتعلق بدعم الجيش والمؤسسة العسكرية كضمان أساسي للاستقرار في لبنان توليه فرنسا أولوية كبيرة، فان ذلك لم يحجب الدلالات التي شغلت حتما سائر الأوساط والقوى الداخلية لجهة التجاوز الاستثنائي للبروتوكول وتخصيص العماد عون بلقاءات بارزة خلال زيارته لفرنسا بدأت مع لقائه وزيرة الدفاع الفرنسية بعد لقاءاته مع القادة العسكريين الكبار، ثم توجّت باستقبال غير عادي للرئيس الفرنسي لقائد الجيش. جاء ذلك بمثابة #رسالة فرنسية، ولو لن تعترف بذلك باريس، برسم كل الطاقم الحاكم كما الطاقم السياسي بلا ادنى شك، ولو ان موضوع المؤتمر الدولي لدعم الجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية كان العنوان الكبير العلني للزيارة .
وأفادت الزميلة رندة تقي الدين من باريس ان الرئيس ماكرون استقبل قائد الجيش جوزف عون الذي قام بزيارة لفرنسا بدعوة من رئيس الأركان الفرنسي فرنسوا لوكوانتر. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية ان لقاء ماكرون بقائد الجيش الذي استغرق نصف ساعة هو لتأكيد دعم فرنسا للجيش اللبناني ودوره للحفاظ على سلامة واستقرار لبنان. وقال ان ماكرون حيّا مجدداً القوات العسكرية اللبنانية ودورها في الحفاظ على امن لبنان وسيادته ودعمها للشعب اللبناني بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وأبدى ماكرون استعداده للمساهمة لتعبئة شركاء فرنسا الأساسيين لدعم قوات الجيش اللبناني دون تحديد اطار هذا الدعم واذا كان سيكون بشكل مؤتمر. واكد ماكرون مجددا لضيفه اللبناني ان الأولوية تبقى لتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات ضرورية للبنان.
وكان قائد الجيش التقى وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي اول من امس وقال مصدر في وزارة الدفاع لـ”النهار” ان بارلي والعماد عون تبادلا الرأي حول الوضع الأمني في لبنان والمنطقة. وأضاف ان الوزيرة الفرنسية أشادت بشجاعة قوات الجيش اللبناني التي هي بمثابة عمود حقيقي لاستقرار لبنان في ظروف متدهورة وصعبة يمر فيها البلد منذ اشهر عدة. واكدت بارلي دعم فرنسا الكامل للبنان وخصوصا دعم وزارة الدفاع الفرنسية الى العسكريين اللبنانيين في ظروف هذه الازمة. وذكرت بالدعم التي قدمته فرنسا للقوات العسكرية مؤكدة نيتها الاستمرار في هذه الجهود. وأكدت للعماد عون استعدادها للمساهمة خلال الأسابيع المقبلة في التعبئة الدولية من اجل القوات العسكرية اللبنانية.
الى ذلك علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية فرنسية وأوروبية ان العماد عون يسعى لعقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني الذي بات في حال معيشية متدهورة ويحتاج الى مساعدات سريعة للقيام بمهماته. فالدول التي اثار معها عون موضوع هذا المؤتمر منها فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا مستعدة لمساعدته، ولكن شكل الاجتماع وما اذا كان سيعقد كمؤتمر دولي عبر الفيديو لم يتم تحديده بعد علما انه لو تم الاتفاق عليه يكون في حزيران.
وليلاً افادت وكالة رويترز نقلا عن مصدرين مصدران ان فرنسا ستقدم إمدادات غذائية وطبية لأفراد الجيش اللبناني، وتعمل على ترتيب مؤتمر في حزيران لحشد الدعم من المجتمع الدولي له. كذلك نقلت محطة “سكاي نيوز عربية” عن مصدر في البناتغون الاميركي قوله: نتوقع أن يتم مدّ الجيش اللبناني بمساعدات “هامة” حتى آخر السنة الجارية.
تفعيل الوساطة
اما على الصعيد السياسي، فباتت الأنظار مشدودة من البارحة الى ما يمكن ان تفضي اليه “التفويضات” المتدحرجة لرئيس مجلس النواب نبيه بري للقيام بمبادرته الحاسمة بين قصر بعبدا وبيت الوسط، لتجاوز حقل الألغام القائم امام تشكيل الحكومة كفرصة نهائية لتشكيل حكومة انقاذية. وقد بلغت هذه التفويضات ذروتها مع الكلمة الأخيرة التي القاها الأمين العام لـ”حزب الله ” السيد حسن نصرالله الثلثاء الماضي في ذكرى عيد التحرير، والتي اعلن فيها ان ثمة طريقين لا ثالث لهما لتشكيل الحكومة، إما باتفاق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري على التشكيلة واما الاستعانة بمساعدة الرئيس بري. واتخذ موقف نصرالله دلالة بارزة لجهة “تحصينه” موقع الوسيط للرئيس بري غداة التقارب العلني والضمني الذي سجل بين بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول ضرورة القيام بمبادرة جديدة وعبر صيغة محدثة لتشكيلة حكومية، اذ تشير المعطيات المتوافرة الى ان تنسيقا بدأ بين بري والبطريرك للبحث في حلحلة العقدة الأساسية المتعلقة بإيجاد مخرج لتجاوز الثلث المعطل من خلال الخلاف على وزيرين مسيحيين في صيغة الـ24 وزيرا المقترحة، وسيكون تعيينهما حاسما لجهة عدم ارتباطهما باي جهة بما يسقط أي استحواذ للعهد على الثلث المعطل. وتشير المعطيات الى ان وساطة بري يفترض ان يبدأ تفعيلها عملياً بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت في الساعات المقبلة. كما أفيد ان الحريري اجرى اتصالا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الموجود حاليا في باريس وتشاورا في الملف الحكومي.
وأبلغت اوساط قصر بعبدا “وكالة الانباء المركزية” ان الرئيس عون يدرس الجو ويبحث المستجدات، وهو حتى اللحظة يعتبر ان الكرة ما زالت في ملعب الرئيس بري. وقالت هذه الأوساط “ان فترة الانتظار هذه لن تتعدى نهاية الاسبوع لمعرفة ما ستؤول اليه، لكن الرئيس عون لن يقف مكتوفا ولن يسمح باستنزاف المزيد من الوقت من حياة اللبنانيين. هو يرسم شيئا ما لا بد سيتظهر قريباً على امل ان تثمر ايجابا نتائج حركة بري”.
وقد سُجّل امس ايضاً استعجال روسي متجدد للتشكيل اذ إستقبل الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الروسية أمل أبو زيد. وأفاد بيان صادر عن مكتب أبو زيد ان الطرفين “اكدا أهمية مواصلة الجهود لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان في أسرع وقت ممكن”. كما ان بوغدانوف استقبل الممثل الخاص للرئيس المكلف سعد الحريري جورج شعبان و”تناول البحث بشكل اساسي مهمة تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة سعد الحريري قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملٌحة والحادة الماثلة أمام لبنان”.
اضراب
وفي الانتظارعمّ امس الاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام قطاعاتٍ عدة من التربية الى النقل مروراً بموظفي القطاع العام، رفضاً لتردي الاوضاع ومطالبة بتأليف حكومة انقاذية سريعاً. وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في الاعتصام المركزي في مقر الاتحاد، “ان قضيتنا المركزية هي تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين فورا”، معتبرا ان “من دون حكومة لا معالجات”. ودعا الاسمر المسؤولين الى المبادرة للتنازلات، وقال “كفى محاصصة واتهامات ورفعاً مقنعاً للدعم كما يجري في الدواء والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية”. وقال: “سنبادر الى توسيع الحلقة النقابية باتجاه جبهة نقابية واحدة تواكب التطورات في لبنان”. واكد انه “آن الأوان لتشكيل حكومة في أسرع وقت”.
***************************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
موفد عون إلى موسكو طالب بـ”مبادرة روسية” وبوغدانوف رفض
“كلمة سرّ” نصر الله: “ترشيد الدعم” لباسيل
بدا جلياً من الحفاوة الرئاسية الفرنسية بزيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون، أنّ الرهان الخارجي المعقود على مسؤولية جنرال اليرزة في الحفاظ على الاستقرار في لبنان بات أكبر من الرهان على جنرال بعبدا وكل أركان المنظومة السياسية الحاكمة التي بينت للعالم أجمع انعداماً فاضحاً للمسؤولية وأثبتت بتعطيلها المشهود للمبادرة الفرنسية الإنقاذية أنها لا تقيم وزناً لمعاناة اللبنانيين، ولا تعير أولويةً لأي مصلحة وطنية على حساب أولوياتها الشخصية ومصالحها التحاصصية التي حالت دون تشكيل حكومة تخصصية إصلاحية تتيح كبح جماح الانهيار… وهذا ما أعاد التأكيد عليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقباله العماد عون أمس، مشدداً على “شرط” تشكيل “حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات لتقديم مساعدات دولية” للبنان.
ورغم أنّ المناورات والمناوشات العونية المتصاعدة في أكثر من اتجاه، رئاسي وسياسي وقضائي، لا تشي بأي تغيير يُرتجى في ذهنية إدارة البلاد، غير أنّ مصادر مواكبة للملف الحكومي رأت أنّ “هامش التعطيل بدأ يضيق جدياً وأصبح محاصراً ومحصوراً ضمن إطار حيّز محدود يمكن تخطيه وتذليل عقباته في حال صدقت النوايا التي عبّر عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إزاء منح التفويض الكامل لرئيس مجلس النواب نبيه بري بإيجاد مخرج سريع لمعضلة التأليف”، موضحةّ أنّ كلام نصرالله بهذا المعنى اختزن في طياته “كلمة سرّ” تؤكد لبري ضرورة تفعيل مبادرته و”المخاطرة بأمنه لو اضطره الأمر لزيارة قصر بعبدا”، مقابل التعهد بتقديم كل المؤازرة اللازمة لإنجاح مبادرته عبر “ترشيد الدعم” الذي كان ممنوحاً لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في سبيل تأمين الغطاء لشروطه الحكومية.
وتوازياً، أعاد الروس تفعيل خطوط التواصل المباشر مع طرفي التشكيل، من خلال اللقاءين الذين عقدهما نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف مع كل من موفد رئيس الجمهورية ميشال عون، أمل أبو زيد، ومستشار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، بغية إيصال “رسالة واضحة من موسكو بضرورة تأليف حكومة إختصاصيين بأسرع وقت من دون ثلث معطّل لأحد لأنّ الوضع في لبنان لم يعد يحتمل التأجيل وكل عواصم القرار أصبحت تحذّر من إنفجار قادم في البلد إذا لم يتم إيجاد حلّ سياسي سريع”، وفق ما كشفت مصادر واسعة الاطلاع في موسكو لـ”نداء الوطن”، موضحةً أنّ القيادة الروسية جددت التأكيد أمام الموفد العوني على أنه “لا بديل عن الحريري لتولي مهمة تشكيل الحكومة لأنه الأقدر على تأمين الدعم الخارجي لها”.
وفي المقابل، نقلت معلومات موثوق بها أنّ أبو زيد أبلغ المسؤول الروسي أن “التيار الوطني الحر” بات مقتنعاً باستمرار الحريري في مهمته، لكنه يطالب بإطلاق مبادرة روسية لإنهاء الفراغ الحكومي، فرفض بوغدانوف الفكرة مشدداً على أنّ بلاده لن تتدخل وتصاب بخيبة أمل مثلما حصل مع الجانب الفرنسي الذي حاول وجرى إفشاله. وعلى هذا الأساس كرر بوغدانوف مطالبة فريق الرئاسة الأولى بتسهيل قيام الحكومة برئاسة الحريري من دون أن يحصل أي فريق فيها على الثلث المعطل “وسواءً منحتموها الثقة أم لا، دعوها تعمل لإنقاذ البلد”، فما كان من أبو زيد إلا أن طمأنه إلى أنّ “الأمور تسير نحو الحلحلة وهناك شيء ما قد يحصل الأسبوع المقبل على مستوى حلّ بعض العقد المتبقية من خلال تكثيف حركة الإتصالات الداخلية لإحداث خرق في المشهد الحكومي”.
لكن ورغم تطمينات أبو زيد، أكدت مصادر مطلعة على الموقف الروسي أنّ موسكو لا تزال غير واثقة من إقدام باسيل على تذليل العقبات أمام ولادة حكومة التكنوقراط، لا سيما وأنّ هناك استياءً روسياً من إدلاء رئيس “التيار الوطني” بتصريحات إعلامية مناقضة لما قاله أمام بوغدانوف في موسكو. وكشفت المصادر أن الأخير ذكّر أبو زيد بأن باسيل كان قد أبلغه حين زار موسكو بأنّ “مشكلة تسمية الوزيرين المسيحيين الإضافيين في تشكيلة 24 وزيراً يمكن حلها إذا وافق رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يقترحهما الحريري، فلم يبد أي من بري وفرنجية اعتراضه على هذا الحل، ومع ذلك استمر باسيل في الرفض”. وأضافت: “كذلك ذكّر بوغدانوف أبو زيد بأنه كان قد اقترح على فريق رئيس الجمهورية بعيد انفجار مرفأ بيروت أن يصار إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تكون مهمتها محددة زمنياً بفترة 6 أشهر لإنقاذ الوضع الاقتصادي وفق برنامج محدد، لكنّ الفريق العوني رفض الاقتراح، علماً أنه لو تشكلت حكومة كهذه منذ أكثر من 9 أشهر لما كان الوضع اللبناني تدهور إلى المستوى الحالي”، وختم متوجهاً إلى موفد عون صراحةً بالقول: “أنتم لا تريدون الحريري، فتواصلون وضع العراقيل تلو الأخرى من منطلق رفضكم رئاسة الحريري للحكومة، وكلما حُلّت عقدة تنشأ أخرى وتصرون مواربةً على الحصول على الثلث المعطل”.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
دياب خائف من ذهاب لبنان إلى «الفوضى»
«المجلس الأعلى للدفاع» يوصي بتكثيف عمليات مكافحة التهريب
حضّ المجلس الأعلى للدفاع في لبنان الأجهزة الأمنية والعسكرية والجمركية على «إبقاء التواصل والتنسيق فيما بينها لزيادة فاعليتها في موضوع مكافحة التهريب، والعمل على استباق العمليات عبر تبادل المعلومات، ورصد أي مخططات مشبوهة واتخاذ أقصى التدابير والإجراءات بحق المخالفين».
وجاءت هذه القرارات في اجتماع عقده المجلس، أمس، برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون ومشاركة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء والقادة الأمنيين، للبحث في الإجراءات المتخذة لمكافحة التهريب وموضوعات حياتية وأمنية أخرى.
وفي كلمة له في مستهل الجلسة، أكد عون أن «موضوع مكافحة التهريب هو من الأولويات حفاظاً على سمعة الدولة اللبنانية من جهة، وعلى المداخيل المالية، خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان»، مشيراً إلى أنه رغم الإجراءات التي اتخذت لا تزال هناك ثغرات يجب سدها، خصوصاً أن عمليات التهريب تنفذ من شبكات فاعلة ومنظمة متمرسة على التهريب ووفق أساليب مبتكرة ومتطورة.
واعتبر أن الاتصالات التي أُجريت تجب مواكبتها بإجراءات عملية لإعادة الثقة إلى التدابير المتخذة، والأولوية في هذا السياق هي لتركيب أجهزة «سكانر» على طول المعابر البرية والبحرية، بالتزامن مع التنسيق بين الأجهزة الأمنية لتحقيق المزيد من الفاعلية، مشدداً كذلك على «ضرورة تعزيز التدابير لمكافحة التهريب»، منوها بكشف عملية تهريب أطنان من حشيشة الكيف كانت معدة للتهريب من مرفأ صيدا إلى مصر، معتبراً أن «مثل هذا الإنجاز الذي تحقق رغم ضآلة الإمكانات المتوافرة، يعيد الثقة تدريجياً بالمراقبة اللبنانية على المعابر البرية والبحرية والجوية على حد سواء».
وتحدث دياب عن «التحركات الشعبية التي تنظم احتجاجاً على الواقع المعيشي والاجتماعي وفقدان الأدوية والمواد الأساسية»، وقال: «نحن اليوم أمام معادلة صعبة: اللبنانيون يواجهون صعوبات كبيرة للحصول على الدواء والبنزين والمازوت بسبب الاحتكار والتخزين، وبعد أن أوقف مصرف لبنان الدعم عن معظم المواد الغذائية والاستهلاكية واللحوم. وبالتالي من حقهم أن يرفعوا أصواتهم لتشكيل حكومة تؤمن – بالحد الأدنى – نوعاً من الهدنة، وتتابع المفاوضات التي كنا بدأناها مع صندوق النقد، وتطبق الإصلاحات التي أنجزناها وتحتاج إلى استكمال حتى يبدأ الانفراج».
وفي المقابل، تحدث دياب عما قال إنه «خوف من استغلال التحركات الشعبية وحرفها عن أهدافها لاستثمارها بالسياسة أو لأخذ البلد إلى الفوضى، وعودة الشغب وقطع الطرقات وحرق الدواليب وتدمير المؤسسات العامة والخاصة، بينما نحن مقبلون على موسم صيف توحي المعطيات التي لدينا بأنه واعد سياحياً».
وشدد على أن المطلوب تأمين الاستقرار الأمني الكامل وتكثيف الدوريات وملاحقة المخلين بالأمن ومنع قطع الطرقات وقمع أي محاولة للعبث الأمني في أي منطقة، لا سيما في ظل ارتفاع منسوب الحوادث الأمنية.
وعرض وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي تقريره إثر تكليفه التواصل والتنسيق مع السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية، بعد أن أصدرت قراراً بمنع إدخال منتجات زراعية لبنانية إلى أراضيها. وقد تبين من المعطيات الواردة في التقرير أنه على أثر اتخاذ تدابير وإجراءات فورية من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية والجمركية، تم ضبط الكثير من عمليات التهريب، لا سيما المواد الممنوعة. وخلص التقرير إلى اقتراح بعض التوصيات موزعة على إجراءات فورية وعلى المديين المتوسط والطويل ضمن مهلة سنة من المباشرة بتطبيقها. وبعد التداول بالاقتراحات، رأى الرئيس عون أن هناك أهمية لوضع الأولويات وحاجات التنفيذ على الأصعدة كافة، وطلب من المعنيين وضع خارطة طريق وفقاً للإمكانات المتوافرة، ثم أفاد وزير المالية غازي وزني بأن عملية تحقيق كاشفات ضوئية (سكانر) أصبحت قيد الإنجاز ويتوقع أن تطلق المناقصة بعد إعداد دفتر الشروط في مهلة أقصاها شهر واحد من تاريخه عبر إدارة المناقصات.
كما كانت مداخلة من وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، حيث تطرق إلى التحديات والصعوبات التي يعاني منها القطاع الصحي والاستشفائي، لا سيما عملية تمويل المواد والمستلزمات والأدوية في ظل الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، عارضاً الإجراءات والقرارات التي أصدرها بهذا الشأن، كما طلب من مصرف لبنان تسهيل عملية التمويل للقطاع الصحي، وفقاً للأولويات والحاجات، على أن يتم ذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
مبادرة بري لحكومة سريعاً.. والحريري يعود.. وقــائد الجيش في الايليزيه
كلّ انتينات ومنصّات الرّصد مصوّبة من كلّ الاتجاهات في الداخل والخارج، في اتجاه القصر الجمهوري و»بيت الوسط»، ترقباً لما اذا كان رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري، سيتلقفان ايجاباً الدعوات المكثفة لهما، لطي صفحة الاشتباك وفتح صفحة التفاهم بينهما على تشكيل حكومة.
ومردّ هذا الرّصد، هو النتائج العكسية التي ارتدت عليهما في الاشتباك الأخير، وكان الأعنف في مسارهما الصدامي المستمر بينهما منذ تكليف الحريري تشكيل الحكومة في تشرين الأول من العام الماضي. حيث اكّدت الرسالة الرئاسية العنيفة ضدّ الرئيس المكلّف، والردّ الأعنف عليها، مع ما رافق ذلك من تصعيد متبادل من قبل فريقيهما السياسيَّين، انّ أفقهما مسدود بالكامل. وتلك النتائج ظهّرت على حلبة الصدام فرضيّة ان يكون قد ثبت للرئيسين، ما هو ثابت لكلّ الآخرين قبلهما، بأنّ لا غلبة لرئيس على رئيس، ولا يمكن لأي منهما ومهما تورّمت مشاعره وشحن اسلحته السياسية وغير السياسية، أن يُقصي أو يُلغي او يُخضع الآخر، وأنّ لا طائل من الاشتباك الدائر بينهما، الذي لم يأتِ لأيّ منهما بربح ولو ضئيل، اعتقد انّه يحصّنه، بل أصابهما معاً بأضرار وجروح سياسية ومعنوية عميقة، وأصاب معهما لبنان واللبنانيين القابعين في جحيم الأزمة بأفجع الخسارات.
الرئيسان تحت المجهر
الملاحظ منذ «جلسة الرسالة» أنّ الطرفين بدا كل منهما وكأنّه اكتفى بما قاله بحق الآخر، وتجنّبا التصعيد ما بعد تلك الجلسة، ما خلا ارتدادات بسيطة عبّرت عنها اصوات محدودة من هنا وهناك، في ما بدا أنّهما قرّرا، ومن دون ان يعلنا عن ذلك صراحة، ان يفسحا المجال لمساعي التبريد أن تأخذ مداها في الاتجاه الصحيح، بعدما بيّنت وقائع الجلسة وما احاط الرسالة والردّ عليها، انّهما وحدهما في معركة اختلط فيها السياسي بالشخصي، ولا نصير لهما من أي من المكونات السياسية، وحتى من حلفائهما. وعبّر عن ذلك بوضوح الموقف الذي صدر عن مجلس النواب في ختام تلك الجلسة.
وعلى ما يؤكّد معنيون بالملف الحكومي، فإنّ الرئيسين عون والحريري، وتبعاً لنتائج المواجهة الاخيرة بينهما والخاسرة لهما معاً، صارا حتماً تحت المجهر من الآن فصاعداً، بعدما رُميت الكرة اليهما معاً، بوصفهما الوحيدين اللذين يملكان مفتاح العقدة الحكومية، واخراج البلد من الوضع الشاذ الذي يتخبّط فيه لبنان منذ تكليف الحريري. وهو امر حثّهما عليه مراراً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي وسائر المراجع، وكذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي رسم امام شريكي التأليف خريطة الطريق المؤدية الى بلوغه، وتبعه بالامس الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، في موقف مكمّل لخريطة بري، كان اللافت فيه انّه نأى بنفسه عن حليفه البرتقالي، فلم يساير حليفه رئيس الجمهورية، بل وزّع المسؤولية بالتساوي عليه وعلى الرئيس المكلّف ودعاهما الى الجلوس معاً حتى يتفاهما على حكومة، واضعاً البلد امانة في ايديهما كما قال.
مبادرة بري
في معلومات «الجمهورية»، انّ رئيس المجلس قد ادار محركات مبادرته وبزخم لافت هذه المرّة، في اتجاه نزع الصواعق المعطلة للتأليف. وبدا جلياً من النتائج الاولية لهذه الحركة، انّ الاطراف تبدي ليونة في هذا الاتجاه.
على انّ هذه الليونة على اهميتها، كما يؤكّد معنيون بحركة الاتصالات لـ»الجمهورية»، تبقى ليونة نظرية ما لم تقترن بترجمة جديّة وملموسة لها. ورئيس المجلس يسعى اقصى طاقته في سبيل إحداث ثغرة في جدار التعطيل، ونجاح مهمته مرهون بشراكة الأطراف السياسيين معه بالتجاوب جدّياً مع هذا المسعى، فيد واحدة لا تستطيع ان تصفق وحدها، بل يحتاج الامر الى يدين اثنتين، وهنا تقع مسؤولية سائر الاطراف، وتحديداً الرئيسين عون والحريري، حيث انّ كرة تسهيل التأليف بيدهما حصراً.
ويعكس هؤلاء المعنيون نوايا ايجابية اولية تحيط بحراك بري، لكن العبرة دائماً في الخواتيم، وبالتالي الى ان تتبدّى الترجمة الجدّية والصادقة لتلك النوايا الظاهرة، يبقى الركون واجباً الى التجارب السابقة التي توجب التقيّد بالقاعدة القائلة «ما تقول فول حتى يصير بالمكيول».
الكل مهشّمون
في السياق ذاته، تجنبت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» الحديث عن إمكان بلوغ خواتيم ايجابية سريعاً، وفضّلت ان تبقى حذرة، في انتظار الدخان الابيض من مدخنة الشريكين في التأليف، معتبرة ان ما تشيعه اوساط الرئيسين عون والحريري عن رغبتهما في تأليف الحكومة بمعزل عن كلّ ما جرى، ايجابية نظرية تحتاج الى ترجمة عملية. وقالت: «كل الاطراف صارت في حاجة الى مخرج، بعد النتيجة التي افضت اليها المواجهة السياسية التي دارت اخيراً بين عون والحريري وفريقيهما السياسيين، حول الرسالة الرئاسية الى مجلس النواب والردّ القاسي عليها، والتي وضعت اطراف هذه المواجهة امام افق مسدود، واخرجتهما من حلبة الاشتباك مهشَّمَين سياسياً ومعنوياً، ما يفرض عليهما النزول عن السقوف العالية التي عطّلت تشكيل الحكومة بشروط متصادمة».
وبحسب المعلومات، فإنّ حركة الاتصالات التي بدأ الرئيس بري بإجرائها، سواء عبره شخصياً، وكذلك عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، انطلقت على قاعدة انّها اتصالات مفصلية تسابق الوقت، ذلك انّ السقف الزمني الذي حدّده رئيس المجلس لبلوغ خواتيم ايجابية لا يتعدّى اياماً معدودة، وفي يقينه انّ الامور إن تجاوب الاطراف وسلوكهم المنحى الايجابي سيفضيان الى نتائج سريعة جداً، وتبصر الحكومة النور في غضون ايام قليلة.
وتشير المعلومات، الى انّ اتصالات بري شملت الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي تؤكّد مصادر موثوقة عودته الى لبنان في وقت قريب جداً، يستهلّ وصوله الى بيروت بزيارة يقوم بها الى القصر الجمهوري. وكان الملف الحكومي حاضراً من مختلف جوانبه بين الرئيس بري والرئيس فؤاد السنيورة.
وكذلك شملت اتصالات رئيس المجلس، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل عبر النائب علي حسن خليل، حيث لاحظ المعنيون بحركة الاتصالات انّ باسيل يقارب مسألة التأليف بروحية ايجابية مختلفة عن السابق، وعبّر صراحة عن استعداده على الانفتاح على اي أفكار تفضي الى تفاهم على حكومة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف.
العقدة الاخيرة
وكشفت مصادر معنية بحركة الاتصالات، بأنّ نحو 90 في المئة المسافة الفاصلة عن تأليف الحكومة متفق عليها، فكل الاطراف قد حسمت التوافق على حكومة من 24 وزيراً، وعلى قاعدة 8-8-8، ولا ثلث معطلا فيها لأي طرف. والشغل يجري على الـ10 في المئة المتبقية، لتفكيك العقدة الاخيرة المتمثلة بحسم مصير الوزيرين المسيحيين من خارج حصتي رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف في الحكومة.
واعادت المصادر التأكيد على دور اكيد للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي في حسم الخلاف حول الوزيرين، مع الاشارة هنا الى تناغم واضح بين البطريرك الراعي والرئيس بري حول الملف الحكومي. والاتصالات الاخيرة التي جرت بينهما، وخصوصاً يوم عيد الفطر، عكست قراءة مشتركة بينهما بضرورة الوصول الى حكومة سريعاً، والتأكيد على بذل كل جهد ممكن في هذا الاتجاه، وخصوصاً في ما يتعلق بحسم مصير الوزيرين المسيحيَّين.
حبّة مسك
في هذا الوقت، اكد مصدر سياسي عامل على خط التأليف لـ«الجمهورية» ان المساعي التي سبقت جلسة مجلس النواب وتَلتها لم تتوصّل بعد الى حلحلة او انفراج.
وقال المصدر انّ سفر الحريري فرملَ نوعاً ما هذا التواصل، حتى ولو انّ خط الهاتف شغّال، فوجوده شخصياً في بيروت يختلف عن غيابه وبالتالي نحن في انتظار عودته، واعتقد انه سيكون في بيروت خلال الساعات المقبلة.
وحول العقدة المتبقية قال المصدر: لنوضح بداية ان لا حكومة اسمها 8-8-8 إنما هناك 8 نواب يشكلون حصة رئيس الجمهورية مع تكتل لبنان القوي الذي يطالب كذلك بتسمية الوزيرين المسيحيين، يعني عملياً اننا امام 8+2 اي 10 وزراء يعني الثلث +1+1 وهذا هو لبّ المشكلة، أي ثلث ضامن وحبة مسك، وهذا طلب ليس بالمباشر إنما بالمواربة.
ولفت المصدر إلى أنّ باسيل يُبدي ايجابية في تعاطيه هذه المرة ومنفتح على النقاش، لكن عقدة تسمية الوزيرين لا تزال قائمة. وقال: جلسة مجلس النواب كانت فرصة أعادت «الحكي والتواصل في ما بيننا»، لكن لا نريد المبالغة لأنه واضح انّ الطرفين يلعبان على الرأي العام.
وحول كلمة باسيل داخل المجلس وانه يريد حكومة يترأسها الحريري وما اذا كان هذا الكلام خطوة الى الامام، قال المصدر: المشكلة لا تزال موجودة لأنّ الاساس رسالة عون التي قال فيها للحريري عملياً «أنت عاجز ولا تستطيع تأليف حكومة»، خاتماً انّ مفتاح الحل هو تشكيل حكومة. وهناك فرصة حالياً اذا ما وضعت الاطراف الحالية أقدامها على الارض وتواضَعت، وإلّا عملياً وبدءاً من حزيران واذا ما فشلت المساعي في جولتها الجديدة، فإننا حتماً سنطوي صفحة التشكيل وننطلق الى التحضير للانتخابات التي يفرضها التوقيت.
بعبدا والتيار
وفيما عكست اجواء القصر الجمهوري ترقّباً لمسار الاتصالات الجارية، مع التأكيد على اولوية تشكيل حكومة، قالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية»: «انّ الاتصالات تتسارع، وكما هو واضح انّ الرئيس بري يقوم بحراك في هذه الفترة، يؤمل ان يؤدي الى ايجابيات، اذ لا شيء يمنع ابداً من بلوغ هذه الايجابيات، والنائب باسيل اشار الى ذلك في كلمته في مجلس النواب».
ورداً على سؤال، قالت المصادر: «إنّ خيار استقالة نواب «تكتل لبنان القوي» من مجلس النواب ليست مطروحة الآن، والكلمة حالياً هي للاتصالات التي تجري. لكن في خلاصة الامر، لا يمكن القبول بأن تبقى الامور على ما هي عليه من شلل وتعطيل وفراغ في الحكومة».
الحزب: الأجواء جدّية
وقالت المصادر، انّ التواصل تكثف في الساعات الاخيرة على خط عين التينة – «حزب الله»، حيث رفد الحزب مسعى بري باتصالات متتالية على خط رئاسة الجمهورية وتحديداً مع النائب باسيل. وقالت مصادر حزبية لـ«الجمهورية»: «انّ الاجواء جدّية هذه المرة، والاتصالات تجري في كل الاتجاهات، وستتواصل لتحقيق اختراق، ويفترض ان تتزخم اكثر مع عودة الرئيس المكلّف».
ورداً على سؤال قالت المصادر الحزبية: «نجزم بشدة انّ مشكلة الحكومة محض داخلية، ولا وجود لأي عامل خارجي معطّل لتشكيل الحكومة. ونؤكّد في الوقت نفسه، أنّه إن صفت النيات وصدقت فإنّ تأليف الحكومة سيكون قريبا، وقريبا جداً».
واشارت المصادر الحزبية الى أنّ «حزب الله» يعوّل على نجاح الرئيس بري في المسعى الذي يقوم به لانجاز تشكيل حكومة، وهذا ما اشار اليه الامين العام السيد حسن نصرالله.
وكان نصرالله قد اعتبر في كلمة متلفزة وجّهها في مناسبة عيد المقاومة والتحرير، انّ كرة تأليف الحكومة في يد الرئيسين عون والحريري. وتوجّه اليهما قائلا: «البلد امانة بين ايديكما، والمسؤولية عندكما لأنكما المسؤولان عن تشكيل الحكومة الجديدة».
واكّد نصرالله انّ المشكلة داخلية بحتة، ورأى «انّ ثمة طريقين الى الحل، الأول ان يزور الرئيس المكلّف القصر الجمهوري ويعقد مع رئيس الجمهورية جلسات متواصلة حتى الاتفاق على حكومة، والثانية الاستعانة بصديق، والصديق الوحيد القادر على ان يبادر وان يقدّم المساعدة هو الرئيس بري لموقعه ومكانته السياسية وتجربته الشخصية، ونحن في «حزب الله» حاضرون ان نساعد الرئيس بري، وادعو الكل الى ان يساعدوه».
مباركة عربية
في هذا الوقت، أكّدت مصادر ديبلوماسية عربية لـ«الجمهورية» ضرورة استجابة المسؤولين في لبنان للتحرك الذي يقوم به الرئيس نبيه بري الهادف الى حمل الاطراف في لبنان الى التفاهم على تشكيل حكومة.
وقالت المصادر: «انّ الاسرة العربية تعتبر انّ المحنة التي تضرب لبنان صارت من الصعوبة، ما بدأ ينذر بصعوبات كبيرة إن استمر الحال على ما هو عليه من فراغ حكومي. وهذا يحتّم على المسؤولين في لبنان عدم التباطؤ في انتهاج المسار الذي من شأنه أن يحتوي تلك الصعوبات قبل وقوعها، ويزيل معاناة الأشقاء في لبنان، بدءًا من التوافق فوراً على تشكيل حكومة تعيد الامل، وتمكن لبنان من استعادة موقعه ودوره الى جانب اشقائه العرب وفي المحافل الدولية».
ورداً على سؤال، قالت المصادر: «إنّ المجتمع الدولي، وكذلك الاسرة العربية، يعتبران انّ المسؤولية الكبرى في سياق الحل، تقع على الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، في فتح صفحة التفاهم بينهما والتعاون على تشكيل حكومة. ونأمل ان يتمّ ذلك في القريب العاجل».
وقالت المصادر: «نحن نؤيّد الجهود التي يبذلها الرئيس نبيه بري، ونأمل ان تبلغ الغاية المنشودة منها، خصوصاً وانّها تشكّل فرصة ثمينة لتمكين لبنان من تجاوز المحنة القاسية التي يمر فيها، ويغمرها شيء من التفاؤل في ان تلقى جهود رئيس مجلس النواب تجاوباً من القادة السياسيين».
ولفتت المصادر الى انّ «التطورات الاخيرة في لبنان (في اشارة الى الجو المشحون الذي ساد مع الرسالة الرئاسية وردّ الرئيس المكلّف عليها) عزّزت القلق والخشية من دخول لبنان في ارباكات سياسية ودستورية وربما غير ذلك وعلى نحو اخطر. نحن راقبنا مسار الامور وتطور الخطاب السياسي بين الاطراف وكنا حذرين جداً، ولكن ما نستطيع قوله في هذا السياق هو انّ ارانب الرئيس بري قد انقذت لبنان من ازمة كبيرة».
مصر
واللافت في السياق نفسه، حماسة الديبلوماسية المصرية في تمكين المسؤولين في لبنان من صياغة تفاهمات في ما بينهم تعجّل بولادة الحكومة وتباشر في اتخاذ الخطوات الاصلاحية والانقاذية للبنان. وقالت مصادر معنية بالحراك المصري لـ»الجمهورية»: انّ مصر، وكما عَبّر السفير المصري في لبنان ياسر علوي بعد لقائه الاخير مع الرئيس بري، تعتبر ان مبادرة رئيس مجلس النواب تشكل السبيل للانقاذ في لبنان والتفاهم على حكومة يحتاجها الشعب اللبناني.
ولفتت المصادر الى ان ما اكد عليه السفير علوي، يعكس حرص مصر على ان تكون حاضرة دائماً الى جانب الاخوة في لبنان، ورغبتها في ان ترى لبنان قد استردّ عافيته، وينعم بهدوء واستقرار يخرج الشعب اللبناني من الواقع المأساوي الذي يعيشه، وهي لهذه الغاية تحثّ الجميع على التعاون والشراكة في صياغة الحلول والتفاهمات».
دعم أميركي
على انّ التطور البارز الذي تزامَن مع إطلاق رئيس المجلس لمحركات اتصالاته التوفيقية، تجلى في زيارة السفيرة الاميركية دوروثي شيا برفقة نائب رئيس البعثة الديبلوماسية الاميركية الجديد ريتشارد مايكلز القصر الجمهوري ولقائها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك الى عين التينة ولقائها الرئيس بري. وايضا رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب.
وعلمت «الجمهورية» ان شيا قصدت من جولتها التعريف بالمسؤول الجديد الذي سيكون نائبا لها أثناء فترة غيابها عن بيروت وهي ستغادرها في الساعات المقبلة في زيارة الى بلادها ستستمر حوالى اسبوعين على الأقل.
وكانت اللقاءآت مناسبة لتتوقف شيا امام الجديد على اكثر من مستوى ولا سيما المساعي المبذولة لتشكيل حكومة جديدة ولتحض المسؤولين على ضرورة القيام بهذه الخطوة باسرع وقت ممكن بعدما جددت تاييد بلادها لكل مسعى يقود الى هذه الخطوة الإيجابية كما بالنسبة الى ضرورة معالجة ترددات الازمة النقدية والاجتماعية. وقد أدرجت مصادر مطلعة حركة السفيرة الاميركية في خانة الدعم المباشر للجهود الرامية الى تشكيل حكومة.
حضور روسي
وكان اللافت في موازاة ذلك، الحضور الروسي على خط عون الحريري، حيث أعلنت وزارة الخارجية الروسية انّ الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الاوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية الروسية مخائيل بوغدانوف استقبل امس الممثل الخاص للرئيس سعد الحريري، جورج شعبان، وجرى خلال اللقاء تبادل معمّق لوجهات النظر للأوضاع في الشرق الاوسط مع التركيز على الوضع في لبنان.
واشارت الخارجية الروسية الى انّ البحث تناول بشكل اساسي مهمة تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الحريري قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملحّة والحادة الماثلة امام لبنان. واكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الثابت في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه وكذلك الاستقرار للبنان الصديق.
كذلك استقبل بوغدانوف مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية أمل أبو زيد. وخلال اللقاء، ناقش الطرفان تطوّرات الأوضاع في الشرق الأوسط، ولا سيما في لبنان، وأكّدا على أهمية مواصلة الجهود لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة الحريري بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان بأسرع وقت ممكن. وجدّد الجانب الروسي دعمه لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وحق اللبنانيين في اتخاذ القرارات، بشكل مستقل ومن دون تدخل خارجي، في جميع القضايا الوطنية وذلك على أساس الحوار والاعتبار المتبادل للمصالح المشروعة.
قائد الجيش في الايليزيه
من جهة ثانية، وفي تطوّر فرنسي لافت، استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الايليزيه امس، قائد الجيش العماد جوزف عون، وعرض معه وضع المؤسسة العسكرية والتحديات التي يواجهها الجيش في هذه المرحلة. وشدد ماكرون على اهمية دعم الجيش اللبناني لما في ذلك من استقرار للبنان.
وكان قائد الجيش قد التقى قبل ذلك نظيره الفرنسي، كذلك التقى وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي التي شددت على ضرورة دعم الجيش الذي يعتبر الركيزة الاساس لوحدة لبنان واستقراره.
وشكر العماد عون فرنسا لدعم الجيش، وقال ان الجيش يمر بأزمة كبيرة آيلة للازدياد بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي الذي يعانيه لبنان، والذي قد يزداد سوءاً عند رفع الدعم.
وفي السياق، علمت «الجمهورية» أنّ فرنسا دعت العماد عون لزيارتها «بهدف تجديد ثقتها بالجيش اللبناني». وتمحورت لقاءات العماد عون على «ضرورة دعم الجيش اللبناني، العمود الفقري للبلاد»، ولمس عون «استشعار فرنسا بالخطر من انهيار البلاد في حال تزعزع الجيش».
وأطلع عون جميع مضيفيه على حاجات الجيش اللّبناني التي لا تقتصر فقط على السلاح، بل تنسحب على حاجات أخرى أبرزها دعم العسكر خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان وانعكاسها على راتب العسكري ووضعه المعيشي».
كذلك، علمت «الجمهورية» أنّ وزيرة الدفاع الفرنسية أطلعت «العماد عون أنها في صدد إعداد مؤتمر برعاية الأمم المتحدة لدعم الجيش اللبناني».
وبحسب معلومات «الجمهورية» أيضاً، فقد اختتم العماد عون زيارته الى فرنسا بلقاء جَمعه بماكرون، الذي جدد خلال لقاء الـ 30 دقيقة «التأكيد على ثقة فرنسا بالجيش اللبناني، ودعمها المستمر له».
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
عون في الأليزيه.. ومؤتمر دولي لدعم الجيش وتثبيتت الإستقرار
مبادرة برّي تنطلق بلقاء مع السنيورة.. «سوق عكاظ» التهريب في مجلس الدفاع..
تصدر الاهتمام لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالامس قائد الجيش العماد جوزيف عون في الاليزيه،في سابقة نادرة ولافتة في هذا الظرف بالذات، وهو حدث اعتبره المراقبون بمثابة رسالة واضحة من الرئاسة الفرنسية باكثر من اتجاه. الرسالة الاولى هي التنويه بدور الجيش اللبناني بالحفاظ على الامن والاستقرار وعدم الانحياز لاي جهة كانت ولتأكيد التزام فرنسا بمساعدة ماديا ولوجستيا ليتمكن من تجاوز الصعوبات والازمة التي يمر بها لبنان حاليا،ويقوم بالواجبات والمهمات المنوطة به. وكشفت مصادر متابعة بان هناك اهتماما فرنسيا بدور الجيش اللبناني بالحفاظ على أمن الحدود بين لبنان في كل المناطق ومن ضمنها الحدود اللبنانية السورية لضمان وقف التهريب على انواعه والسلاح وكل الممنوعات.وقد عرض قائد الجيش حاجات الجيش ليتمكن من القيام بمهماته في ضبط الحدود على أكمل وجه،لاسيما المساعدة اللوجستية اللازمة لإنشاء الوية الحدود ووسائل المراقبة الحديثة،من المناظير الليلية وزارات الدرون وغيرها، وقد وعد الجانب الفرنسي بدراسة حاجات الجيش العسكرية، اضافة الى تقديم مساهمة مالية تستخدم لدعم رواتب العسكريين لمدة زمنية محدودة ريثما يتخطى لبنان ازمته المالية والاقتصادية، ولكن من دون الكشف عن تفاصيلها بالوقت الحالي.
وخارج سياق الدعم الموعود، الذي وضع آليته الرئيس ايمانويل ماكرون في 2 أيلول 2020، بذكرى «100 عام على قيام دولة لبنان الكبير»، عبر «حكومة مهمة»، جدّد الرئيس الفرنسي المضي في الدعم، ولكن عبر مؤسسات قائمة، أبرزها الجيش اللبناني، ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والشخصيات السياسية التي تنتمي إلى بيئة التغيير..
تجاوز الاليزيه طريقة تقديم المساعدات، التي لم تر النور، ومضى يراهن على دعم من نوع آخر..
وعلى هذا الأساس وجهت الدعوة إلى قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الفرنسية الجنرال Francois Lecointre لزيارة فرنسا، فعقد سلسلة اجتماعات في كلية الدفاع الرسمية، ثم التقى وزيرة الدفاع Florence Parly التي جدّدت الالتزام بالمساعدات والهبات وبرامج التدريب المشتركة: لمساعدة الجيش على تجاوز الأزمة الكبيرة «الآيلة للأزدياد بسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي في لبنان، والذي قد يزداد سوءاً عند رفع الدعم»، على حدّ تعبير العماد عون.
توجت الزيارة، باستقبال ماكرون بناءً لطلبه لقائد الجيش اللبناني، ليسمع من مركز القرار الرسمي الوقوف إلى جانب لبنان ودعم جيشه، باعتباره «الركيزة الأساس لوحدة لبنان واستقراره»، حسب وزيرة الدفاع الفرنسية التي أبلغت العماد عون الاتجاه الفرنسي لتنظيم مؤتمر دولي يمنع انهيار لبنان ومؤسساته وجيشه.
وعلى نحو ما كان مقرراً، لو تألفت حكومة المهمة، علم ان فرنسا تدرس مع الشركاء الدوليين تنظيم مؤتمر دولي، برعاية الأمم المتحدة لتوفير ما يلزم لصمود المؤسسة العسكرية ومواجهة ضغوطات الانهيار المالي والاقتصادي، على ان يعقد في منتصف الشهر المقبل أو أوائل تموز.
ويبحث المؤتمر في توفير المستلزمات اليومية للجيش من طعام وطبابة ومحروقات.
وحسبما اعلنت قيادة الجيش عبر حسابها على «تويتر» فإن «الرئيس ماكرون استقبل في الاليزيه العماد عون، وعرض معه وضع الجيش والتحديات التي يواجهها في هذه المرحلة»، مشدداً على «دعم الجيش لما في ذلك من استقرار للبنان».
واكد ماكرون بأن «تشكيل حكومة لبنانية قادرة على تنفيذ الإصلاحات شرط لتقديم مساعدات دولية».
وكشف مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية «أن إدارة الرئيس جو بايدن ترغب في تفعيل قدرات الجيش اللبناني للتصدي لحزب الله واحتواء نفوذ طهران في لبنان».
وأوضح المسؤول أن «إدارة بايدن تدرك ان طهران تؤدي دورا فاعلا ومؤثرا في لبنان عبر تنظيم حزب الله، وهي تاليا ستبقى متمسكة بنفوذها في هذا البلد على رغم التقارب الممكن حصوله على مستوى المحادثات غير المباشرة مع طهران والمتعلقة بملفها النووي».
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان «فريق ادارة الرئيس جو بايدن الامني يرغب في تفعيل قدرات الجيش اللبناني بهدف التصدي لتنظيم «حزب الله» المدرج على لائحة الإرهاب في واشنطن ومنع سقوط مؤسسات الدولة الأمنية اللبنانية بيد التنظيم».
وتوقع المسؤول أن «يتم مدّ الجيش اللبناني بمساعدات «هامة» حتى آخر السنة الحالية وأيضا في موازنة مبيعات الأسلحة الخارجية لموازنة السنة المقبلة».
وبإنتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج، توقعت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة بلورة المساعي والاتصالات الجارية لتنفيذ توصية المجلس النيابي الاخيرة بضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة بداية الاسبوع المقبل بعد عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج وكشفت المصادر النقاب عن اتصالات بعيدة من الاعلام والاعلان جرت خلال اليومين الماضيين وتمحورت حول كيفية تجاوز الخلافات القائمة بين بعبدا وبيت الوسط والتحرك باتجاه تشكيل الحكومة .وقالت ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري يتحرك في كل الاتجاهات ويتكتم على مضمون اتصالاته عملا بالحديث النبوي الشريف «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان»، مشيرة الى ان البحث الجدي بتذليل العقد سيبدأ الاسبوع المقبل وبسرعة، ويتركز خصوصا على عقدتي الداخلية والعدلية. وشددت المصادر إلى انه لايمكن ترك الأمور كما هي وتنذر بمخاطر وتداعيات سلبية لا يمكن التكهن بنتائجها واضرارها على البلد كله. وتوقعت المصادر بأن يكون لمفاعيل جلسة مجلس النواب والتوصية الصادرة عنه مترتبات وموجبات على جميع المعنيين للتحرك فورا لتشكيل الحكومة وهذا ماسيحصل برغم كل الأجواء الملبدة والمواقف الساخنة التي يتبادلها الاطراف السياسيون.
وحسب المعلومات، الرئيس بري سيحاول الآن تسويقَ مبادرته الحكومية القديمة – الجديدة، وتقوم على حكومة من 24 وزيراً لا ثلث معطّلا فيها لأي طرف، وسيسعى الى اقناع الرئيس المكلّف سعد الحريري بحمل تركيبة جديدة الى قصر بعبدا تتلاقى وهذه الشروط التي لا يرفضها الحريري مبدئيا، معزّزا جهوده هذه بما قاله البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظته الاحد الماضي، وان بري يبدو متفائلاً في مهمّته، بحسب المصادر.
وكان موضوع الحكومة مدار بحث ايضاً بين الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة امس ألاول. وعلمت «اللواء» ان البحث تناول اسباب وصول الازمة الحكومية الى ما وصلت اليه وطرق معالجتها وما يمكن ان يقوم به الرئيس بري في هذا المجال، على ان الاكيد ان بري ينتظرعودة الرئيس الحريري ليباشر مسعاه.
وأفاد بيان صادر عن مكتب أبو زيد، ان الطرفين ناقشا خلال اللقاء، تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، لا سيما في لبنان، وأكدا أهمية مواصلة الجهود لتشكيل حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري بهدف تجاوز الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان في أسرع وقت.
وجدد الجانب الروسي «دعمه لسيادة الجمهورية اللبنانية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها وحق اللبنانيين في اتخاذ القرارات، بشكل مستقل ومن دون تدخل خارجي في كل القضايا الوطنية، وذلك على أساس الحوار والاعتبار المتبادل للمصالح المشروعة».
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية ان بوغدانوف استقبل الممثل الخاص للرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورئيس تيار المستقبل السيد سعد الحريري، جورج شعبان. وجرى خلال اللقاء تبادل معمق لوجهات النظر للاوضاع في الشرق الاوسط مع التركيز على الوضع في لبنان.
وفي هذا السياق «تناول البحث بشكل اساسي مهمة تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة سعد الحريري، قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملٌحة والحادة الماثلة امام لبنان. وقد اكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الثابت في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه وكذلك الاستقرار للبنان الصديق».
ودعا مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل إلى الإسراع بتأليف حكومة جديدة، تتصدى للإصلاحات ولإخراج لبنان من الأزمة التي يمر بها، وتهدد بالانهيار الشامل.
جولة شيا بروتوكولية
الى ذلك، التقى الرئيس عون السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا يرافقها رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية الجديد ريتشارد مايكلز، وعرض معهما العلاقات الأميركية – اللبنانية. بعدها انتقل الوفد الاميركي الى عين التينة حيث استقبله الرئيس بري، ثم إنتقل الى السرايا الحكومية حيث التقى رئيس حكمة تصريف الاعمال حسان دياب. واوضحت مصادر رسمية ان زيارة شيا هي لتقديم رئيس البعثة الدبلوماسية الجديد مايكلز بعد تسلمه مهامه في السفارة، وجرى خلالها عرض عام للعلاقات الثنائية والاوضاع العامة، ولم يكن هناك من شيء خاص، لا سيما حول موضوع ترسيم الحدود البحرية.
وفي المواقف، قال نائب رئيس تيار المستقبل الدكتورمصطفى علوش: ان حتمال قيام الرئيس الحريري بزيارات مكثّفة الى بعبدا وارد جدّاً، إلّا أن أي حكومة يتخلّلها ثلث معطّل لن تُبصر النور. و حتى اللحظة الأمور لا تزال على حالها كما الأشهر الماضية، فهناك كلام عن حلول، لكن بالنهاية عند الوصول الى قرار بالتشكيل يتم الرفض، وعلى سبيل المثال في وزارة الداخلية هناك خلاف عليها كما موضوع الثلث المعطّل، وعند حلحلة هاتين النقطتين تكون الحكومة موجودة خلال بضع ساعات.
كرامي يلتقي بخاري
وفي سياق التحرك السعودي لمتابعة الوضع اللبناني، لبّى رئيس تيار «الكرامة» النائب فيصل كرامي دعوة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري الى لقاء في دارته تخلله غداء بحضور مستشار كرامي عثمان مجذوب.
وحسب معلومات رسمية، كانت مناسبة للتداول بعمق وصراحة في الشؤون اللبنانية والإقليمية، ولمس كرامي من السفير البخاري مدى اهتمام المملكة بوحدة واستقرار لبنان وخروجه من ازماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واكّد كرامي للبخاري ان رهان اللبنانيين هو على مساعدة الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية.
واوضح كرامي لاحقا في تغريدية له، «تداولنا خلال اللقاء بعمق وصراحة في الشؤون اللبنانية والإقليمية، وطغت عليه أجواء المودّة والأخوة بين لبنان والمملكة».
الدفاع الأعلى: الأولوية لمكافحة التهريب
ومن أجل تعزيز الإجراءات لمكافحة التهريب، والحفاظ على سمعة لبنان، ومداخيل الدولة المالية.. وسد الثغر التي تنفذ منها الشبكات العاملة على خط التهريب.. عقد مجلس الدفاع الأعلى اجتماعاً في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والوزراء المعنيين وقادة الأجهزة الأمنية.
وشدّد الرئيس عون على تركيب أجهزة «سكانر» على طول المعابر البرية والبحرية منوهاً بكشف عملية تهريب اطنان من حشيشة الكيف كانت معدة للتهريب من مرفأ صيدا إلى مصر..
ودعا دياب إلى تأمين استقرار أمني ومنع قطع الطرقات وملاحقة المخلين بالأمن، وقمع أي محاولة للعبث الأمني في أي منطقة.
وخلال الاجتماع، عرض وزير الداخلية والبلديات تقريره على اثر تكليفه التواصل والتنسيق مع السلطات المعنية في المملكة العربية السعودية، بعد أن أصدرت قرارًا بمنع إدخال منتجات زراعية لبنانية الى أراضيها. وأفاد وزير المالية ان عملية تحقيق كاشفات ضوئية «سكانر» استناداً الى المرسوم رقم 6748 أصبحت قيد الإنجاز ويتوقع ان تطلق المناقصة بعد اعداد دفتر الشروط بمهلة أقصاها شهراً واحداً من تاريخه عبر إدارة المناقصات.
وطُلب الى الأجهزة الأمنية والعسكرية والجمركية «ابقاء التواصل والتنسيق في ما بينها لزيادة فعاليتها في موضوع مكافحة التهريب والعمل على استباق العمليات عبر تبادل المعلومات ورصد أي مخططات مشبوهة، كما طُلب اتخاذ اقصى التدابير والإجراءات بحق المخالفين».
وعلمت «اللواء» ان قرارات عدة اتخذت خلال الاجتماع بقيت طي الكتمان وجرى التكتم عليها، لكنها تتركز بشكل خاص على تعزيز مراقبة الحدود وملاحقة المهربين واجراءات تقنية اخرى لمراقبة المعابر والحدود كافة.
وقالت مصادر مواكبة للاجتماع لـ«اللواء» أن الحيز الأكبر من النقاش تركز على موضوع مكافخة التهريب والتشدد في الإجراءات المتصلة بهذا الشأن مشيرة إلى أن مسالة مكافحة التهريب لم تقتصر على مادة استهلاكية محددة إنما على مواد كالبنزين والمازوت والدواء. ولذلك برز تأكيد على أهمية ضبط كافة أشكال التهريب لاسيما أن هناك شبكات تهريب تستخدم عمليات متطورة وهي كبيرة متشعبة.
وقالت المصادر إن تقارير عرضت عن بعض عمليات التهريب ونجاح ضبط عدد منها والتعاون بين الأجهزة الأمنية لتحقيق ذلك.
وعلم أن وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال تحدث عن تهريب البنزين عبر المعابر غير الشرعية مشيرًا الى ان نسبة استهلاك المحروقات ارتفعت الى اكثر من ٣٠٪ بين العام ٢٠١٩ والعام الراهن وإن قسما كبيرا من هذه الزيادة يهرب الى الخارج
اما وزيرة الدفاع زينة عكر فتحدثت عن ضرورة مواكبة عمل الاجهزة الامنية والإضاءة على الإنجازات التي تحققها.
كما تركزت المناقشات على ضرورة الاسراع بتركيب السكانرز وقد نقل الوزير فهمي الى المجتمعين حرص المسؤولين السعوديين على التعاون مع لبنان وضبط المعابر.
واضافت المعلومات ان وزير الصحة عرض موضوع تهريب الدواء واحتكاره وان قرارات اتخذت في اطار مواجهة الاحتكار الحاصل.
تمويل.. وتسديد كهرباء أو عتمة
على صعيد تمويل مؤسسة كهرباء لبنان بسلف خزينة، وقع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني فتح اعتماد بقيمة 90 مليار ليرة لبنانية، من أصل سلفة اقرها مجلس النواب بقانون بقيمة 300 مليار ليرة لبنانية لتأمين استمرارية العمل في مؤسسة كهرباء لبنان، وارسل فتح الاعتماد إلى المصرف المركزي لتأمينه من الاحتياطي الإلزامي، للحؤول دون العتمة في 1 حزيران، بعد إطفاء معمل الذوق القديم..
على ان الأبرز على هذا الصعيد، ربط نزاع مالي بين المالية ومؤسسة كهرباء لبنان، فقد وجّه الوزير وزني كتاباً جوابياً إلى مؤسسة كهرباء لبنان يطلب منها إفادة وزارة المالية عن الآلية لتسديد المستحقات المترتبة على المؤسسة لصالح خزينة الدولة من سلف الخزينة وتحويلات أخرى سيما أن المبالغ المترتبة خلال الفترة الممتدة من العام 1997 ولغاية 31/12/2020 وفق بيان كل من فرق التدقيق وحسابات محتسب المالية المركزي قد بلغت ما يقارب 37 ألف مليار و72 مليار و 780 مليون و268000 و 238 ليرة لبنانية.
إضراب.. وأعتصام
وعمّ الاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام قطاعاتٍ عدة في مختلف المحافظات، من التربية الى النقل مرورا بموظفي القطاع العام، رفضا لتردي الاوضاع وللمطالبة بتأليف حكومة انقاذية سريعا.
في السياق، أكد رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، في الاعتصام المركزي في مقر الاتحاد، «ان قضيتنا المركزية هي تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين فورا»، معتبرا ان «من دون حكومة لا معالجات». ودعا الاسمر المسؤولين الى المبادرة للتنازلات، وقال «كفى محاصصة واتهامات ورفعا مقنعا للدعم كما يجري في الدواء والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية». وسأل: «إذا رفع الدعم عن الضمان من سيدفع الفرق بين الـ1500 وسعر السوق السوداء»؟ ورأى ان «لبنان بحاجة إلى 5 سنوات من الإغاثة إذا بدأنا اليوم، ومن أين سيتم تأمين الأموال؟ هل من أموال المودعين»؟ وقال: «سنبادر الى توسيع الحلقة النقابية باتجاه جبهة نقابية واحدة تواكب التطورات في لبنان». مؤكدا انه «آن الأوان لتشكيل حكومة في أسرع وقت».
وفي سياق المعالجات المعيشية، وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم المرسوم الرقم 7797 تاريخ 26 أيار، القاضي بإحالة مشروع قانون معجل الى مجلس النواب يرمي الى اقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد اضافي استثنائي لتمويلها. وكان وزير المال وقع المشروع هذا منذ ايام بعد ان احاله السراي اليه.
انفراج ازمة المحروقات؟
أعلن عضو نقابة أصحاب محطّات المحروقات جورج البركس أن «مصرف لبنان وافق على فتح الاعتمادات للبواخر الموجودة في عرض البحر، وبدأت تتجهّز لتفريغ حمولتها، وبعض الشركات ستبدأ التسليم غداً في الدورة ما يساهم في بدء حلحلة المشكلة».
ولفت في تصريح إلى أن «من المفترض أن يتحسّن التوزيع خلال الـ 48 ساعة المقبلة. وبعض الشركات أخذت احتياطاتها لتتمكن من تسليم السوق السبت للإسراع في حلّ الأزمة».
وكان ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا أعلن انه تمت الموافقة على فتح الاعتمادات للبواخر بعد تدخل ومسعى من رئاسة الحكومة لتحويل الاموال. وأشار الى انه قام باتصالات مع الشركات المستوردة ومع وزارة الطاقة لحل هذا الموضوع، مُطمئِناً أن البواخر ستبدأ بالتفريغ ابتداءً من ليل امس، والبنزين سيكون متوافرا في الاسواق اعتبارا من صباح اليوم.
تحذير من الفتنة شمالاً
وعلى صعيد الجهود المبذولة لمنع تجدد الفتنة، تحت وطأة الأحداث الجارية في المنطقة، لا سيما الانتخابات الرئاسية السورية، دعت منسقية تيّار المستقبل في طرابلس أهالي باب التبانة وبعل محسن إلى عدم الانجرار إلى الاستفزازات والتحركات، ودعوة القوى الأمنية لتفويت الفرصة لتخريب السلم الأهلي وإثارة الفتن، مؤكداً بأن كل إنسان حر بقناعاته السياسية لكن «فتح جروح الفتنة والقتال الشعبي خط أحمر».
شكوى قواتية ضد القومي
قضائياً، سجّل عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب عماد واكيم، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في «القوات» الوزير السابق ريشار قيومجيان، ورئيسة الجهاز القانوني في الحزب المحامية اليان فخري، شكوى أمام النيابة العامة التمييزية، باسم حزب «القوات اللبنانية» ممثَّلًا برئيسه الدكتور سمير جعجع، بوجه كل مَن خطّط ونفّذ وشارك في احتفال الحزب «السوري القومي الاجتماعي» في شارع الحمراء يوم الأحد 23 أيار وتحديدًا بعض المجموعات المنتمية لهذا الحزب، والتي كانت تنادي ضمن الاحتفال وأمام وسائل الإعلام «طار راسك يا بشير، وجاي دورك يا سمير»، وذلك في مجاهرة واضحة بالقتل، إن بالمفاخرة بقتل الرئيس الشهيد بشير الجميل، أو بالدعوة الصريحة إلى قتل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، الأمر الذي يشكل تهديدًا للسلم الأهلي ويزيد في ضرب وتشويه صورة الدولة وهيبتها.
وفي السياق، أوضح مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية ان ما ينشر حول الرسالة التي وجهتها المديرية العامة للمراسم الى الحزب السوري القومي الاجتماعي لمناسبة الاحتفال الذي اقامه الاحد الماضي، يدخل في اطار الحملات المبرمجة التي تستهدف رئاسة الجمهورية، لان الامر لا يعدو كونه جوابا على دعوة تلقاها الرئيس عون من الحزب المذكور للمشاركة في الاحتفال. وعملا بالاصول البروتوكولية فان كل دعوة توجه الى رئيس الجمهورية تتولى المديرية العامة للمراسم الإجابة عليها برسالة شكر الى الجهة الداعية، وهذا ما تم بالفعل قبل موعد الاحتفال بايام. وبالتالي فان رئاسة الجمهورية غير معنية مطلقا بما رافق المهرجان المذكور من مواقف وممارسات وردود فعل.
وفي إطار قضائي آخر، طلب المحامي العام التمييزي غسّان الخوري من شعبة المعلومات احضار المحامي رامي عليق الذي امتنع عن الحضور للتحقيق، بعد تصريحات قدح وذم بالقضاء والنائب العام التمييزي القاضي غسّان عويدات.
صحياً، أعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن تسجيل 280 إصابة بفايروس كورونا، و7 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 539271 إصابة مثبتة مخبرياً.
الى ذلك، اعلنت وزارة الصحة العامة في بيان، عن تفاصيل الآلية التنفيذية لليوم المفتوح للتلقيح بعنوان «ماراتون أسترازينيكا» والذي يبدأ في عدد من المراكز المعتمدة لدى وزارة الصحة العامة في مختلف المحافظات اللبنانية، في الثامنة من صباح السبت المقبل في 29 أيار لغاية السادسة مساء، بين عمر 30 و65 عاماً.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
جولة بري الجديدة : فرصة حسم خيارات عون والحريري قبل منتصف حزيران
بيت الوسط : لا مشكلة بلقاء رئيس الجمهورية ..والقاعدة الذهبية لا ثلث معطل ولا حزبيين
محمد بلوط
حركة لافتة للسفيرة الاميركية : ماذا نقلت عن الموقف من تأليف الحكومة ؟
هل تكون محاولة الرئيس بري الجديدة الفرصة الحاسمة لتشكيل الحكومة ام انها ستضاف الى سلسلة الجولات التي قام بها على مدى الاشهر الماضية سعيا الى اخراج الحكومة من عنق زجاجة بعبدا وبيت الوسط ؟
المعلومات المتوافرة لـ«الديار» تفيد بان رئيس المجلس بدأ اتصالاته ولقاءاته التمهيدية قبل عودة الرئيس الحريري من الامارات العربية المتحدة، وانه يأخذ بعين الاعتبار تكثيف مسعاه لتحقيق النتائج المرجوة في غضون الاسبوعين اللذين حددهما لمحاولته الجديدة من اجل تفادي النتائج والتداعيات الخطيرة المتوقعة اذا ما بقيت الازمة الحكومية تراوح مكانها.
وتضيف المعلومات ان هذا الموضوع كان الموضوع الاساسي في لقائه امس مع السفيرة الاميركية دوروثي شيا التي زارت ايضا الرئيس عون.
ولم يرشح شيء عن اجواء اللقاء، لكن مصادر مطلعة قالت للديار ان السفيرة عبرت مرة اخرى عن الموقف الاميركي الداعم لتسريع تشكيل الحكومة، وان واشنطن تحث المسؤولين اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الموضوع وتاليف حكومة تنجز الاصلاحات المطلوبة والضرورية التي تتوافق مع تطلعات الشعب اللبناني.
ولفتت المصادر الى ان السفيرة الاميركية كانت عبرت مؤخرا لمسؤولين وقيادات لبنانية عن هذا الموقف، محملة الجهات اللبنانية المعنية مسؤولية تاخير تشكيل الحكومة.
وكان الرئيس بري استقبل اول امس بعيدا عن الإعلام رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة وتناول معه الموضوع الحكومي، مكررا ما ركز عليه في خطاب عيد المقاومة والتحرير بالنسبة للحكومة، ومحذرا من الاستمرار في هدر الوقت وما ينتج عن ذلك من تداعيات سلبية كبيرة على اللبنانيين ان في ظل تفاقم الانهيار.
ويتوقع ان يعود الحريري خلال الـ ٤٨ ساعة المقبلة الى بيروت، حيث ينتظر ان تنشط المداولات والمشاورات في اطار مساعي بري التي تحظى هذه المرة بدعم واهتمام اكثر، وهذا ما عكسه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلامه عن الخيارين المطروحين لتشكيل الحكومة بدعوته عون والحريري لاجتماعات متتالية للوصول الى التاليف او الاستعانة بصديق الصديق الوحيد الرئيس بري.
وقال مصدر نيابي مقرب منه امس ان نجاح مبادرة رئيس المجلس مرهون بالدرجة الاولى بموقف طرفي عملية التشكيل عون والحريري، وان الرئيس بري لم ولن يدخر جهدا او يوفر طرحا اي مخرجا لتذليل العقبات التي تواجه تأليف الحكومة.
وفي هذا المجال ايضا قال مصدر سياسي بارز للديار ان الاجواء تؤشر الى ان هناك فرصة لنجاح مبادرة بري هذه المرة بنسبة لا تقل عن الخمسين في المئة، لافتا الى ما قاله السيد نصرالله ووضعه النقاط على الحروف بطريقة واضحة وصريحة، مع تاكيده على استعداد الحزب لمساعدة بري.
ولفت المصدر الى ان رئيس المجلس وضع هذه المرة سقفا زمنيا لمسعاه المتجدد (اسبوعان)، وهذا امر مهم ويجب التوقف عنده جيداً، وهو يعني ان بعبدا وبيت الوسط على المحك اكثر من اي وقت مضى لحسم امرهما قبل منتصف حزيران المقبل في اقصى مدى.
واشار الى ان بري في جولته الجديدة سيركز على اخذ اجوبة سريعة وواضحة حول مقترحاته التي سيطرها لا سيما بالنسبة للعقبات العالقة اكان على صعيد الخلاف حول وزارة الداخلية ام على صعيد تسمية الوزيرين المسيحيين.
وفي عين التينة حرصت المصادر على عدم الخوض في تفصيل حول هذا الموضوع، لكنها اشارت الى ان رئيس المجلس ينطلق كما هو معلوم مما حدده في خطابه: لا اثلاث معطلة لاي طرف، وحكومة من اختصاصيين غير حزبيين، بالاضافة الى ما كان اتفق عليه مؤخرا بتشكيل حكومة من ٢٤ وزيرا وما سمي بصيغة «الثلاث ثمانات».
وفي حسابات الزخم المنتظر لمحاولة بري الجديدة كشفت مصادر مطلعة عن ان هناك تناغما بين بري والبطريرك الراعي في الموضوع الحكومي خصوصا بعد جلسة مجلس النواب الاخيرة، لافتة الى ان التواصل مستمر بين بكركي وعين التينة في هذا المجال.
واشارت ايضا الى ان حزب الله كما فعل في السابق سيقوم بدوره الداعم لجهود بري لا سيما من خلال التواصل مع بعبدا والتيار الوطني الحر، بينما يتواصل رئيس المجلس مع الحريري واطراف اخرى ابرزها جنبلاط والمردة.
مصادر بيت الوسط
وقبل عودة الحريري الى بيروت قالت مصادر بيت الوسط للديار امس انها رحبت وترحب دائما بمساعي الرئيس بري، فنحن نتفق معه في التأكيد على حكومة من اختصاصيين غير حزبيين، وعدم وجود اي شكل من اشكال الثلث المعطل.»
وحول استعداد الحريري لتقديم تشكيلة جديدة من ٢٤ وزيرا اكتفت المصادر بالقول «نحن ليس لدينا مشكلة حيال هذه الصيغة لكن على قاعدة هل ان مثل هذه الصيغة لن تواجه العقبات نفسها التي واجهتها التشكيلة الاولى؟ فالتحدي الاساسي يبقى هل سيكون مصير تشكيلة الـ ٢٤ مثل التشكيلة التي قدمها الرئيس الحريري لرئيس الجمهورية ؟».
واضافت المصادر «هناك قاعدةذهبيةلتاليف الحكومة لا يمكن نقضها: لا ثلث معطل باي شكل من الاشكال اكان صريحا ام مقنعا، وان تكون الحكومة من اختصاصيين غير حزبيين.»
وعما اذا كان الحريري سيلتقي الرئيس عون بعد عودته الى بيروت اجابت مصادر بيت الوسط « ليس لدى دولته مشكلة في لقاء رئيس الجمهورية، ولم يكن لديه مرة واحدة مثل هذه المشكلة بدليل ان زار بعبدا واجتمع معه ١٨ مرة حتى الآن».
واضافت «ان الكرة ما زالت عند الرئيس عون وليست عند الرئيس المكلف»، ملاحظة ان مداخلة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في المجلس حول الالية التي تحدث عنها لتشكيل الحكومة» فيها مغالطات كبيرة ومخالفات دستورية صريحة تبعث على الشكوك»، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية ليس الجهة التي تضمن الثقة بل المجلس النيابي لا اكثر ولا اقل.
وفي هذا السياق اكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش امس ان الرئيس الحريري وعلى مدى ١٨ زيارة لقصر بعبدا حاول تقديم خيارات جديدة لكنه كان يقابل بالرفض.
وحول امكانية زيارته بعبدا قال « ان الاحتمال وارد، ولكن اي حكومة تحمل في طياتها الثلث المعطل لم يقبل بها».
واضاف « الامور ما زالت على حالها وفي حال حلت عقدتا الداخلية والثلث المعطل يمكن ان تكون هناك حكومة في خلال ساعات».
مصادر التيار
وقال مصدر نيابي بارز في التيار الوطني الحر الديار ان في ضوء التطورات والمواقف الاخيرة، في اشارة لموقف البطريرك الراعي الاخير، صار معلوما ان الكرة عند الرئيس الحريري ليتقدم بالتشكيلة الحكومية الكاملة لمناقشتها مع الرئيس عون وفقا للاصول الدستورية التي لا تحتمل التأويل لان النصوص الدستورية واضحة في هذا الموضوع».
وردا على تحديد الرئيس بري اسبوعين لمحاولته الجديدة اجاب المصدر ان هذا الامر جيد ويتلاقى مع رغبة رئيس الجمهورية وتاكيده على حسم موضوع تأليف الحكومة، وان رسالته للمجلس النيابي هي خير دليل على ذلك.
واعتبر المصدر ان الحريري اليوم امام حقيقة لا يمكن تجاهلها وهي انه اذا تجاهل الدعوات لحسم امره واذا لم يتجاوب معها فانه سيزيد العزلة حوله ويضع نفسه في وضع اكثر تعقيدا.
وحول خطوات الرئيس عون في حال فشلت الجهود لتاليف الحكومة خلال النصف الاول من حزيران قال مصدر التيار ان فخامته هو المعني بتحديد خطواته، اما بالنسبة للتيار فاننا حريصون على تاليف الحكومة باسرع وقت ولدينا خياراتنا للحيلولة دون استمرار الوضع الحكومي على هذا الحال.
واذا ما كان من بين خيارات التيار استقالة نواب تكتل لبنان القوي قال ان هذا الاحتمال وارد، لكننا ندرس خطواتنا بعناية لما فيه مصلحة البلد، والمهم انه لم يعد مقبولا البقاء في هذه الدوامة القاتلة.
مجلس الدفاع الاعلى
وفي ظل الترقب والانتظار على صعيد موضوع تشكيل الحكومة تشهد البلاد المزيد من التأزم على الصعيد الاجتماعي والمعيشي حيث تشتد ازمة الكهرباء والدواء والمحروقات، عدا عن المخاطر الكبيرة التي تلحق بالقطاعات الحيوية ومنها الاستشفاء.
وقد ترأس الرئيس عون امس اجتماعا لمجلس الدفاع الاعلى بحضور الرئيس حسان دياب والوزراء والمسؤولين المعنيين، وتركز البحث حول مشكلة التهريب والاوضاع الامنية.
وطلب المجلس الى الاجهزة الامنية والعسكرية والجمركية ابقاء التواصل والتنسيق في ما بينها لزيادة فعاليتها في موضوع مكافحة التهريب، والعمل على استباق العمليات عبر تبادل المعلومات ورصد اي مخططات مشبوهة. كما طلب اتخاذ اقصى التدابير والاجراءات بحق المخالفين.
وتركز البحث خلال مناقشة تقرير وزير الداخلية على الاسراع في تامين الات واجهزة السكانر لتكون على كل المعابر البرية والجوية والبحرية.
وابلغ وزير المال ان مناقصة شراء السكانر ستكون خلال شهر.
وقال الرئيس دياب اننا امام تحديات كبيرة ونتفهم جدا حق الناس بالاعتراض والاحتجاج على تاخير الحكومة والاوضاع الاجتماعية والمعيشية لكن ايضا يجب حماية الناس من الفلتان الامني.
من جهة اخرى نفذ الاتحاد العمالي العام اضرابا تراوح التجاوب معه بين منطقة واخرى، وشدد رئيسه بشارة الاسمر على خطوات تصعيدية رافعا شعار تشكيل الحكومة فورا.
وفيما بقيت امس الطوابير الطويلة امام محطات البنزين التي بقيت مفتوحة، قال ممثل موزعي المحروقات فادي ابو شقرا انه تمت الموافقة على فتح الاعتمادات للبواخر الموجودة في عرض البحر من قبل مصرف لبنان والمصارف بعد تدخل الرئيس دياب، متوقعا توفر البنزين اعتبارا من اليوم.
ماكرون يستقبل قائد الجيش
على صعيد آخر استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يزور باريس لبحث تعزيز التعاون بين الجيشين وتأمين الدعم الفرنسي للجيش اللبناني.
واكد ماكرون على اهمية دعم الجيش اللبناني لما في ذلك من استقرار للبنان.
***********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
مبادرة الرئيس بري … مهما طال الزمن
ماكرون التقى العماد عون…الجيش ضامن الاستقرار
هي فترة زمنية لن تتعدى الايام وتحديدا نهاية الاسبوع، ستتظهر معها نتائج المساعي المكوكية التي يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري لفك أسر حكومة لبنان. فإما يصيب الهدف وينهي مرارة الفراغ الحكومي او يخطئه وتندفع البلاد نحو المزيد من الانهيار في وحول الازمات المتفجرة. اوساط قصر بعبدا ابلغت «المركزية» ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يدرس الجو ويبحث المستجدات وهو حتى اللحظة يعتبر ان الطابة ما زالت في ملعب الرئيس بري. فترة الانتظار هذه لن تتعدى نهاية الاسبوع لمعرفة ما ستؤول اليه.
وفي السياق ذكرت وكالة الانباء المركزية ان الرئيس المكلف سعد الحريري اتصل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في باريس وبحثا في تقريب وجهات النظر لتشكيل الحكومة.
لكن وساطة بري المفترضة هذه لم يظهر اي شيء منها الى العلن، حتى الساعة، على رغم انها نالت اول امس دعما علنيا واضحا من حزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله.
البطاقة التمويلية
ليس بعيدا، وفي محاولة لامتصاص نقمة الشارع، وقع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم المرسوم الرقم 7797 تاريخ 26 أيار، القاضي بإحالة مشروع قانون معجل الى مجلس النواب يرمي الى اقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد اضافي استثنائي لتمويلها. وكان وزير المال وقع المشروع هذا منذ ايام بعد ان احاله السراي اليه.
القائد في الاليزيه
على خط أمني آخر، برزت الى الواجهة زيارة لافتة جدا لقائد الجيش العماد جوزف عون الى باريس، لناحية حفاوة الاستقبال الفرنسي من حيث مستوى لقاءاته ومضامينها. خصوصا وقد افيد ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون استقبل العماد عون في الاليزيه
وشدد ماكرون على «اهمية دعم الجيش اللبناني لما في ذلك من استقرار للبنان».
واكد ماكرون بعد لقائه العماد عون بأن «تشكيل حكومة لبنانية قادرة على تنفيذ الإصلاحات شرط لتقديم مساعدات دولية».
بوغدانوف
سياسيا، لا جديد على الخط الحكومي في انتظار عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج، وقد سُجل امس استعجال روسي متجدد للتشكيل. اذ إستقبل الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، مستشار رئيس الجمهورية اللبنانية للشؤون الروسية أمل أبو زيد. كما استقبل الممثل الخاص للرئيس المكلف تشكيل الحكومة ورئيس تيار المستقبل السيد سعد الحريري، جورج شعبان. وجرى خلال اللقاء تبادل معمق لوجهات النظر للاوضاع في الشرق الاوسط مع التركيز على الوضع في لبنان.
وفي هذا السياق تناول البحث بشكل اساسي مهمة تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة سعد الحريري قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الملٌحة والحادة الماثلة امام لبنان. وقد اكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الثابت في دعم سيادة لبنان واستقلاله ووحدة اراضيه وكذلك الاستقرار للبنان الصديق.
شيا تجول
الى ذلك، التقى الرئيس عون السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا يرافقها رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية الجديد ريتشارد مايكلز، وعرض معهما العلاقات الأميركية – اللبنانية. بعدها انتقل الوفد الاميركي الى عين التينة حيث استقبله الرئيس بري.
تهديد القضاء
وجّه مجلس القضاء الأعلى كتاباً إلى مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، حول «تلقي إتصالاً ظهر امس، من مجهول هدّد خلاله رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ومدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات بإلحاق الضرّر الجسدي بهما بالإضافة إلى عائلتيْهما.
جاء ذلك بعدما رفع العونيون لافتة قرب مرفا بيروت تهجموا فيها على القاضي عويدات، ما استدعى تدخلا من فرع المعلومات فتم توقيف الناشط العوني شربل رزوق للتحقيق معه ثم اخلي سبيله، وجرى الحديث عن استدعاء ناشط آخر هو طوني اوريان. وواكبت القاضية غادة عون عبر تويتر الهجوم على القضاء فكتبت: الذم بأي قاض سواء كان مدعي عام تمييز ام قاضي متدرج هو امر مرفوض لكن الذم بالجسم القضائي باكمله ونعته بالفساد اليس مرفوضا ايضا.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :