افتتاحية صحيفة البناء
تفاهم روسيّ أميركيّ على القمة… وترجيحات أوروبيّة بالعودة للاتفاق النوويّ… وتصعيد في فلسطين / لبنان يحتفل اليوم بعيد التحرير والمقاومة… ونصرالله يرسم معادلات المواجهة مع الاحتلال / بري يبارك لفلسطين ولبنان… ويحذّر اللبنانيين من السقوط… ويشغّل محرّكاته بصمت /
سجل المشهد الدوليّ تطورين بارزين، الأول بما أعلن عن لقاء جمع مستشاري الأمن القومي الأميركي والروسي تمهيداً لعقد قمة تضم الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، وما تضمّنه البحث بشروط تطبيع العلاقات بين البلدين وتجاوز القضايا الخلافية التي سجلت مؤخراً تصعيداً في طرد الدبلوماسيين وفرض العقوبات، والثاني هو ما أعلنه مفوض الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن تقدم كبير في التوصل لتفاهم يضمن العودة الى الاتفاق النووي مع إيران، مشيراً الى التزام طهران بالتراجع عن خطواتها خارج الاتفاق عندما تلتزم واشنطن بالشق الاقتصادي من التزاماتها في الاتفاق، وما يعنيه ذلك من تقدّم يضع فرص العودة للاتفاق النووي في موعد قريب، وتزامن الحدثين مع الاهتمام المتزايد لإدارة الرئيس بايدن بالتهدئة في المنطقة، سواء في الحرب على اليمن والبحث عن تسوية هناك، أو في المهمة التي كلف بايدن وزير خارجيته أنتوني بلينكن بها في الشرق الأوسط، وعنوانها البحث عن فرص لتعويم المسار التفاوضي، تفادياً لمخاطر انفجار جديد لجولات الحرب في فلسطين، فيما كانت الأعمال الانتقامية لشرطة الاحتلال بحق فلسطينيي المناطق المحتلة عام 48، تسفر عن أكثر من مئتي معتقل تم سوقهم بطريقة وحشيّة الى المعتقلات، بينما كان الغضب الفلسطيني يتفجّر بعملية طعن نفذها شاب فلسطيني عمره 17 عاماً فاصاب شرطياً بجراح خطيرة وآخر بجراح متوسطة.
لبنان الذي يحتفل اليوم بعيد التحرير والمقاومة، ينتظر ما سيقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته المتوقعة في الذكرى مساء اليوم، والتي غالباً ما يتابعها قادة الكيان للوقوف على المعادلات الجديدة للسيد نصرالله، فيما تحتلّ إطلالته اليوم أهمية استثنائية نظراً لتزامنها مع الحدث الفلسطينيّ الكبير.
بمناسبة عيد التحرير كانت كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري مناسبة للدخول على خط الأزمة الحكوميّة، متحدثاً عن ضيق الوقت لمحاولة الحد من الخطر، فيما قالت مصادر على صلة بالملف الحكومي أن بري الذي حمّل فريقي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة مسؤولية الفشل، وضع تصوراً لمسعى الإنقاذ الأخير، وهو يتحرك بصمت أملاً بتلقف الحل من الطرفين الرئيسيين المعنيين، محذراً من ضياع الفرصة الأخيرة قبل سقوط الجميع.ودعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في كلمة لمناسبة عيد التحرير، «الأفرقاء الى أن يبادروا اليوم قبل الغد الى إزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة»، معتبراً أن «البعض يتعمد صناعة الازمات عن قصد او غير قصد، واذا استمرت ستطيح بالقطاعات كافة». وقال «حري بالجميع في الموالاة والمعارضة أن يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة». اضاف «المطلوب من كل القوى واللبنانيين استخلاص الدروس، واستحضار روحية التحرير لاستعادة لبنان من تنين الانهيار»، مشدداً على استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات التالية – أولاً: الأنانية التي يمعن البعض بها – ثانياً: الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بان المستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه للاهتزازات وأن يكون من خلال دولة مدنيّة – ثالثاً: تحرير لبنان من المحتكرين لتأمين لقمة الناس وتحرير أموال المودعين من المصارف – رابعاً: تحرير القضاء من التدخلات السياسية ومكافحة الفساد ونهب المال العام استناداً للقانون الذي أقره المجلس النيابي لإجراء التدقيق الجنائي انطلاقاً من مصرف لبنان وكل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة ولا سيما كهرباء لبنان – خامساً، وهذا الأهم هو الاعتراف بأن مشكلتنا الحكومية هي 100% داخلية وأن نملك القدرة على ان نضحي من اجل لبنان لا أن نضحي بلبنان على حساب مصالحنا الشخصية».
وفي المناسبة نفسها غرّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالقول «نسترجع طعم الانتصار والكرامة، ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا. وكما حاربنا العدو وحرّرنا الأرض، علينا اليوم مجتمعين ان نحرر الدولة من الفساد ونعيد لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الإصلاحات وتعيد كرامة الحياة الى مجتمعنا».
في غضون ذلك يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء اليوم عبر كلمة يلقيها بمناسبة عيد المقاومة والتحرير. ويستعرض السيد نصرالله بحسب معلومات البناء المناسبة وأهمية المقاومة في تحرير الأرض والأسرى وتثبيت معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي والدفاع عن الحقوق البرية والبحرية والنفطية كما يذكر بالمراحل التي مرّت بها المقاومة وتطورها والمحطات الأساسية التي خاضتها منذ العام 1982 حتى التحرير عام 2000 مروراً بانتصار 2006 وصولاً الى الحرب على سورية التي انتهت بانتصار الدولة السورية ومحور المقاومة. كما سيؤكد السيد نصرالله على أهمية مناسبة تحرير الجنوب في العام 2000 بالتأسيس لصمود وانتصارات شعوب ومقاومات دول المنطقة في سورية والعراق واليمن وفلسطين وتثبيت المقاومة والصمود والمواجهة كخيار وحيد للتحرير واستعادة الحقوق والسيادة وحفظ الكرامة. كما يتحدث السيد نصرالله عن المستجدات الأخيرة على الساحة الفلسطينية والتقييم العسكري والسياسي لجولة الحرب والعبر المستخلصة منها وأهمية التزامن بين مبادرة المقاومة في غزة بقصف عمق الكيان الصهيوني وانتفاضة المدن الفلسطينية لا سيما في القدس والضفة وأراضي 48، كما سيبين السيد نصرالله تأثير انتصار غزة والشعب الفلسطيني وتراجع العدو الإسرائيلي وتخبطه على مستقبل القضية الفلسطينية ومصير الكيان المحتل وعلى المنطقة ككل. وقد يعرّج السيد نصرالله في الوقت المتبقي من الكلمة الى الملف اللبناني الداخلي من بوابة الأزمة الحكوميّة ويدعو الى أهمية تأليف الحكومة واقتناص الفرصة في ضوء ما يجري من تحولات في المنطقة.
وفيما بقيت البلاد تحت تأثير المواقف التصعيديّة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري في جلسة مجلس النواب الأخيرة قبل ان يغادر مباشرة عبر مطار بيروت الى الإمارات، لم يسجل الملف الحكومي أي جديد، إلا ان مصادر عين التينة تؤكد لـ»البناء» ان الرئيس بري واستكمالاً لجهوده في احتواء المواقف التصعيدية لكل من عون وباسيل من جهة والحريري والمستقبل من جهة ثانية في الجلسة النيابية سيستمر بدوره في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لتذليل العقد امام ولادة الحكومة وسيجري مروحة اتصالات جديدة بعد عطلة عيد التحرير مع كافة الأطراف حتى التوصل الى حل للأزمة الحكومية وهو مهد لهذه المهمة اليوم برسائل تحذير وإنذار وجهها الى بعبدا وبيت الوسط وللجميع بضرورة التعاون والتخلي عن المصالح الشخصية والخلفيات الطائفية للتوصل الى حل لإنقاذ لبنان فالثابت لدى الجميع في الخارج والداخل بان تأليف الحكومة هو مدخل حل كل الازمات.
في المقابل أشار نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في حديث إذاعي الى ان «الوضع الحكومي لا يزال في مكانه وعلينا أن نتتظر والا نتفاءل خيراً خصوصاً في ظل الواقع الصعب الذي نعيشه». أضاف: لا أظن أن ولاية الرئيس عون ستصل الى نهايتها وأتوقع تفككاً وانهياراً للعهد وانقساماً وشغباً مفتوحاً.
في المقابل، قال عضو لبنان القوي النائب حكمت ديب بعد زيارته رئيس الجمهورية في بعبدا ان «البحث تناول مسار تشكيل الحكومة بعد جلسة مجلس النواب الأخيرة»، معتبرا أن «فارقاً كبيراً حصل بين الدعوة الايجابية الى التعاون والحوار للخروج من المأزق الحكومي، وبين التوجه السلبي الذي برز في كلمة الحريري، الأمر الذي يثير علامات استفهام حول وجود رغبة حقيقية في تشكيل حكومة جديدة، ام البقاء على التوجه الذي يعرقل الحلول بدلاً من تسهيلها».
على صعيد معيشي وفيما دعا الاتحاد العمالي العام للإضراب يوم غد احتجاجاً على تفاقم الأزمات الحياتية والاقتصادية لا سيما ازمة الكهرباء والمحروقات وجّه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون «نداء استغاثة» إلى المسؤولين محذراً من وقف إجراء العمليات الجراحيّة على أنواعها وحتى الطارئة منها، بسبب انقطاع أدوية البنج. وناشد المسؤولين الإسراع إلى حل هذه «الكارثة» لإنقاذ المرضى من هذا الخطر المُحدق بحياتهم.
ووقع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال امس، مشروع قانون معجّل، مُعدّ من قبل رئاسة الحكومة ويرمي إلى إقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها.
وكان وزير المال بحث مع وفد من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، في المشاريع المموّلة من البنك. وبعد الاجتماع، قال كومار جاه: تناقشنا في برامج البنك الدولي في لبنان وعددها كبير. كما بحثنا في سبل البدء بتنفيذ مشروع «شبكة الأمان الاجتماعي لأزمة الطوارئ» الذي ستستفيد منه 200 ألف أسرة تعاني حالة فقر مدقع في لبنان. وطلبنا من وزير المال أن يعمل مع الجهات الحكومية المختلفة للمساعدة على البدء بتفيذه فوراً. وأشار إلى «ضرورة التحرّك بشكل سريع نظراً إلى حاجة المواطنين إلى مساعدة ملحّة».
في المقابل أعلنت وزارة الصحة العامة في بيان عن «إعداد آلية سريعة لصرف الفواتير ترتكز على تحضير لائحة بالأولويات بعد غد الأربعاء، ليصار إلى موافقة المصرف المركزي على صرف مستحقاتها المقدرة بمئة مليون دولار، ما سيفتح المجال لبدء الشركات بتسليم الأدوية المتوفرة في مخازنها بشكل فوري للصيدليات».
وبرزت سلسلة مواقف لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة حيث أشار الى ان «النظام لم ينهَر حيث إنّ المصارف لم تفلس»، وأنه «تصبح أموال المودعين بخطر عندما تفلس المصارف».
واضاف في حديث تلفزيوني: «حساب الدولار الذي ابتدعناه أنقذنا ظرفياً وأدخل العملة للمصارف». وأشار الى أن «مصرف لبنان ليس أساس الأزمة وكل الحملات سياسيّة لا علميّة» و«التحويلات التي تمّت إلى الخارج لا تمر بمصرف لبنان».
وقال: «الرؤساء الثلاثة طلبوا مني أن أقبل التجديد وأبقى في منصبي».
وأوضح حاكم مصرف لبنان أنّ «الأموال التي تمّ سحبها منذ تشرين الأول 2019 هي قرابة 3.5 مليار دولار»، مشيراً إلى أن «2 مليار دولار من الأموال المسحوبة بقيت في الداخل»، وأضاف: «1.5 مليار دولار من الأموال خرجت منذ تشرين الأول 2019 تتضمّن أموال مصارف أجنبية»، وقال: هناك 230 مليون دولار تم تحويلها للطلاب في الخارج خلال عام.
من جهة اخرى، ترأس الرئيس عون اجتماعاً، ضم رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة إدارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي، بحضور المستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد بول مطر. وتم خلال الاجتماع عرض لآخر التطورات المتعلقة بعملية المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والخطوات الواجب اعتمادها في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الصدد.
*******************************************************************************
افتتاحية صحيفة الأخبار:
الراعي: كلام الحريري غير مسؤول انزعاج في عين التينة وبكركي
نصائح كثيرة نُقلت إلى رئيس الجمهورية ميشال عون بعدم توجيه رسالة الى مجلس النواب يشكو فيها عجز الرئيس المكلف سعد الحريري عن تشكيل حكومة. في الظاهر، بدا أن الرئيس لم يكن موفقاً في رسالته، بعدما فسّر المجلس الماء بالماء. إذ دعا الرئيس المكلف الى «المضي قدماً وفق الاصول الدستورية للوصول سريعاً الى تشكيل حكومة جديدة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية».
أما على الأرض، فإن الكلمة «المدوّية» للحريري وتصويبه على رئيس الجمهورية، في مقابل الكلام الهادئ لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، كانت لها مفاعيل على أكثر من صعيد، أولها لدى الرئيس نبيه بري، والثنائي الشيعي ضمناً. فرغم تأكيدات باسيل بأن الرسالة هي رسالة حث على التشكيل، وأن البلد لا يتحمل البقاء بلا حكومة، وقوله، أمام المجلس، ما قيل للحريري ولغيره تكراراً، بالموافقة على حكومة اختصاصيين وعدم المطالبة بالثلث، ودعوته الرئيس المكلف الى تقديم تشكيلة، «مشهّداً» البطريرك الماروني وباريس وحزب الله و«كل الوسطاء» على تلكؤ الحريري، بقي الأخير في المربع الأول بإصراره على حكومة اختصاصيين لا يقول أحد بغيرها، وباتهامه رئيس الجمهورية وفريقه باشتراط الحصول على ثلث جهر هؤلاء ويجهرون بأنهم لا يريدونه!
في المحصّلة، سجّل رئيس الجمهورية فوزاً، بالنقاط، بعدما أخرج الى العلن، و«لايف»، السجال العقيم الدائر مع الحريري منذ نحو سبعة أشهر، والذي لم تتخلّله نشكيلة حكومية مكتملة قدّمها الأخير تصلح للنقاش. أضف الى ذلك، أن رئيساً مكلفاً استمع للتوّ الى ما يشبه توصية من ممثلي الشعب بالوصول «سريعاً» الى تأليف حكومة، غادر البلاد إلى أبو ظبي قبل أن يجف حبر الدعوة وكأنه غير معني بالأمر من أساسه!
مصادر مطلعة أكدت لـ«الأخبار» أن رئيس المجلس أبدى انزعاجاً شديداً من نبرة الحريري. إذ أن الأخير لم يغيّر حرفاً في كلمته التي يبدو أنه كان قد أعدّها مسبقاً رداً على كلام عالي النبرة كان يتوقعه من باسيل. علماً أن بري مرّر للرئيس المكلف أكثر من «باس»، أهمها أنه أعطاه الكلمة الأخيرة رغم أنه المعني الأول بالرد على رسالة رئيس الجمهورية. هذا الامتعاض قد يكون التعبير الأوضح عنه اللقاء الذي عقد بين بري وباسيل، بعد الجلسة، ووصفته المصادر بأنه «أول تواصل» بين الجانبين في الموضوع الحكومي. فيما أفادت أجواء عين التينة أمس أن لدى بري «جديداً» في ملف التأليف، وأنه سيبدأ لقاءات واتصالات في اليومين المقبلين.
الامتعاض نفسه انسحب على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي لم يخف أمام زواره انزعاجه من كلمة الحريري ووصفها بـ«غير المسؤولة»، وبأنها «لا تؤلف حكومة». علماً أن «تجربة البطرك مريرة» مع الرئيس المكلّف. والانطباع نفسه نُقل عن أكثر من سفير أوروبي أبدوا شكوكهم في أن من يلقي خطاباً كهذا يريد فعلاً تأليف حكومة.
بحسب المصادر نفسها، «لم يعد الحريري قادراً على أن يمضي قدماً في أدائه السابق، وهو لا شك سيعود سريعاً بعدما وصلت اليه الاصداء السلبية لخطابه»، ناهيك عن ان دعوة باسيل الى جلسة حوار يكون فيها تأليف الحكومة موضوعاً أساسياً، وتلويحه باستقالة التيار من مجلس النواب ودعوته الى حل البرلمان «مش مزحة أبداً»، خصوصاً أن رئيس الجمهورية «مكفّي» ولن يسمح بأن يبقى البلد بلا حكومة حتى نهاية العهد.
في المحصّلة، تؤكد المصادر «أننا أمام مرحلة جديدة»، و«ليس خافياً على أحد أن لا غطاء خارجياً للحريري اليوم الا الغطاء المصري، بعدما بات الموقف السعودي واضحاً، وبعدما أصبح الخارج، بما فيه الفرنسي، يبحث فعلياً في خيارات أخرى لرئاسة الحكومة». أما داخلياً، فإن موقف الحريري يهدد بفقدانه الغطاء الشيعي الوحيد المتبقّي له، بعدما خسر الغطاءين المسيحي والدرزي.
*****************************************************************************
افتتاحية صحيفة النهار
الراعي رافعة لمبادرة الفرصة الأخيرة ؟
لم تفاجئ عودة الشلل والجمود الى المشهد السياسي، المأزوم أصلا، جميع المعنيين والاوساط المراقبة مع مطلع الأسبوع، اذ ظلت ترددات التوتر العلني او المضمر على خلفية ما آلت اليه جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية ميشال #عون الى مجلس النواب ورد الرئيس المكلف سعد #الحريري عليها، طاغية على مجمل الوضع السياسي. بل ان المخاوف من بلوغ الازمة الحكومية حافة اليأس الحقيقي من إيجاد مسالك لاختراق الانسداد الذي يطبعها، تفاقمت بقوة في ظل الشكوك الواسعة في ان ينجح ما تردد عن عودة تحريك رئيس مجلس النواب نبيه #بري قنوات الاتصالات بين بعبدا وبيت الوسط، عله ينجح في تعويم مبادرته وتطويرها ان اقتضى الامر، واذا بدا ان هناك أرضية معقولة تسمح بتحرك جدّي جديد. اذ ان كفة الشكوك ظلت راجحة على كفة هذا الرهان حتى بعد توجيه الرئيس بري امس رسالته في مناسبة #عيد التحرير مطلقا من خلالها مواقف بارزة حيال الازمة الحكومية تبدو معها الأمور امام شبح كارثي اكثر منها قابلة للحل. ولكن العنصر الجديد الطارئ الذي اثار اهتمام الأوساط المعنية والمراقبة تمثل في التناغم البارز واللافت الذي طرأ على مواقف كل بري والبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس #الراعي عقب الجلسة النيابية اذ يبدو ان هذا العامل فتح كوة من امل وبناء حسابات إيجابية عليه لتحقيق اختراق ستكون الأيام القليلة المقبلة فترة اختبار أساسية له.
ومع ان ثمة جهات عدة لا تشاطر بري موقفه من اعتباره الازمة “داخلية مئة في المئة”، فان ذلك لم يقلل أهمية الدلالات التي طبعت موقفه امس من الملف الحكومي اذ دعا في الكلمة التي وجهها في عيد التحرير الى “الإعتراف بأن مشكلتنا الحكومية الراهنة “مئة بالمئة” محض داخلية وشخصية و”سوس الخشب منو وفيه”، وان نملك القدرة على ان نضحي من أجل لبنان لا ان نضحي بلبنان من اجل مصالحنا الشخصية”، واعتبر ان “المدخل الالزامي للانقاذ ان يبادر اليوم المعنيون بالتأليف والتشكيل وبعد ذلك التوقيع، ان يبادروا اليوم وقبل الغد ومن دون شروط مسبقة ومن دون تلكؤ الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وطنية أعضاؤها من ذوي الاختصاص غير الحزبيين لا اثلاث معطلة فيها لأحد”. وقال “وأنا هنا أعيد وأكرر ما قاله غبطة البطريرك في هذا الصدد لا أثلاث معطلة لأحد ووفقا لما نصت عليه المبادرة الفرنسية، برنامج عملها الوحيد إنقاذ لبنان واستعادة ثقة ابنائه به وبمؤسساته كوطن للعدالة والمساواة، حكومة تستعيد ثقة العالم به وبدوره وخصوصا ثقة أشقائه العرب جميع العرب . إحتكموا للدستور في مقاربة الملف الحكومي ، انصتوا لوجع الناس وقلقهم على مصير وطنهم ، تعالوا الى كلمة سواء ننقذ بها لبنان “.
ولم يخف بري امام “النهار” قوله ان مسألة اعادة النظر في تفسير بعض بنود #الدستور مطروحة، ولكن الاكيد ان الوقت اليوم ليس مناسباً أبداً لهكذا طرح. ذلك ان فتح هذا الباب من شأنه ان يستدرج الامور الى أماكن اخرى لا وضوح بعد او توافق على مقاربتها.
وبدا واضحاً ان البطريرك من خلال اشادته بخلاصة الجلسة النيابية كما من خلال دعوته الحريري الى تقديم صيغة محدثة للتشكيلة الحكومية والتوافق عليها مع رئيس الجمهورية، أعطى بري مفتاحاً للمضي في محاولة تعويم مبادرته وفتح قفل التأليف العالق. وتكشف المعلومات المتوافرة على ضوء كلام بري انه سيطرح مبادرة تقوم على طرح لائحة جديدة من الاسماء يتم التفاهم عليها مع البطريرك الراعي .
ولم ينف بري هذه المعلومات، كاشفاً عن عزمه على تحريك الاتصالات ولا سيما مع الرئيس المكلف من اجل فتح ثغرة في حائط التأليف.
ولكن ثمة اشارات عدة وردت في طيات التحذيرات التي اطلقها بري وفهم منها ان على المعنيين تحمل كامل مسؤولياتهم وعدم التمترس خلف مواقف لا يمكن التراجع عنه امام التحديات التي تهدد البلد . وأبلغ بري مواقفه هذه للحريري ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل منذ السبت الماضي. وسيواصل بري بذل كل مساعيه لكنه اذا وصل الى طريق مسدود حيال التخبط الحاصل في #تأليف الحكومة قد يدفعه هذا الامر الى فرملة محاولاته وامتناعه عن القيام بأي مسعى.
#البطاقة التمويلية
وسط هذه الأجواء السياسية حصل تطور بارز في الملف المعيشي الاجتماعي تمثل في توقيع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني امس مشروع قانون معجلا معدا من رئاسة الحكومة ويرمي إلى إقرار البطاقة التمويلية وفتح إعتماد إضافي استثنائي لتمويلها، علما ان مشروع القانون يحتاج بعد الى تواقيع وزراء الاقتصاد والتجارة والشؤون الاجتماعية ورئيس الجمهورية بالاضافة الى توقيع رئيس الحكومة على ان تتم إحالته على مجلس النواب لإقراره .
وعلمت “النهار” ان القيمة الاجمالية التي يلحظها الاعتماد المطلوب لتغطية تمويل البطاقة تصل الى 1.2 مليار دولار على ان يتم إدراج هذا الاعتماد كإعتماد إضافي ضمن مشروع موازنة العام 2021 .كما تشير المعلومات الى ان مشروع القانون الخاص بالبطاقة التمويلية، يلحظ إستفادة 750 الف عائلة لبنانية من هذه البطاقة ويتم تحديد هذه العائلات من وزارة الشؤون الاجتماعية ضمن ألية ومعايير محددة. أما القيمة التي سيتم إضافتها في هذه البطاقة فتصل الى 137 دولارا شهريا لكل عائلة والاهم ان هذه الاموال سيتم دفعها بالدولار الاميركي مباشرة، وليس بالليرة اللبنانية، ويدور النقاش حاليا حول المصادر المحتملة لتمويل هذه البطاقة، فيما البوصلة تتجه مرة جديدة لما تبقى من إحتياطات أجنبية لدى مصرف لبنان .
من جهة اخرى، ترأس الرئيس عون امس اجتماعا ضم رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات غير المباشرة ل#ترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد وتم خلال الاجتماع عرض لآخر التطورات المتعلقة بعملية المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والخطوات الواجب اعتمادها في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الصدد. وبدا لافتا انعقاد الاجتماع وسط توقف المفاوضات قبل اكثر من أسبوعين من دون تحديد موعد جديد للجولة المقبلة . ولم يستبعد متابعون لهذا الملف ان تكون ثمة مؤشرات لاعادة تحديد موعد جديد للمفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة ووساطة الولايات المتحدة .
*********************************************************************
افتتاحية صحيفة نداء الوطن
وليد شقير
الرئيس المكلّف وعَد البطريرك بتقديم تشكيلة “محدّثة”
بري ينضمّ إلى الراعي: فليبادر الحريري
تترقب الدوائر السياسية ردود الفعل على نتائج “المنازلة” التي شهدها المجلس النيابي بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، والتي خرج منها الأخير بتأييد البرلمان ورئيسه نبيه بري لاستمرار تكليفه تشكيل الحكومة، خلافاً لما كانت تضمره الرسالة الرئاسية الاتهامية للحريري بتعطيل التأليف وتحديد مهلة، ولو سياسية، لإنجاز الحكومة.
وذكرت مصادر واسعة الاطلاع على الاتصالات التي جرت قبل انعقاد الجلسة النيابية لمناقشة الرسالة الرئاسية لـ”نداء الوطن”، أنّ ردود الفعل على نتائج الجلسة ستوضح ما إذا كانت الأيام القليلة المقبلة ستشهد نقلة جديدة في مساعي الخروج من الفراغ الحكومي، ولفتت إلى ما قاله أمس رئيس مجلس النواب في كلمته لمناسبة عيد التحرير، عن أنّ “المدخل الالزامي للانقاذ أن يبادر المعنيون بالتأليف والتشكيل وبعد ذلك التوقيع، اليوم قبل الغد ومن دون شروط مسبقة إلى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة”، واستشهاده بما جاء في كلمة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، والتي دعا فيها الحريري إلى “المبادرة إلى تقديم تشكيلة محدثة لرئيس الجمهورية على أساس معايير حكومة من اختصاصيين غير حزبيين لا يهيمن أي فريق عليها”، معتبرةً أنّ بري تقصّد تكرار ما جاء على لسان الراعي، إن لجهة هوية الحكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين، أو لناحية رفض وجود “أثلاث معطِّلة فيها”.
وأوضحت المصادر لـ”نداء الوطن” أنّ بري ينتظر عودة الحريري إلى بيروت من أجل حثه على أن يتقدم بتشكيلة جديدة على قاعدة التوافق على صيغة الـ24 وزيراً من دون ثلث معطل، مستنداً بذلك إلى طلب البطريرك الراعي من جهة، وإلى أن أكثرية المجلس النيابي منحته ثقتها كي يواصل جهود التأليف بسرعة من جهة ثانية.
وعلمت “نداء الوطن” أن دعوة الراعي للحريري إلى المبادرة، تعود إلى أنه كان قد تلقى وعداً من الحريري بأنه سيتقدم بتشكيلة حكومية جديدة من أجل إخراج الأزمة الحكومية من الجمود الذي تغرق البلاد فيه، وما ينتج عنها من أزمات معيشية واقتصادية كارثية. وفي وقت أفادت معلومات أن الراعي تلقى هذا الوعد من الحريري خلال اتصالات بعيدة من الأضواء بينهما، لمحت المصادر لـ”نداء الوطن” إلى حصول لقاء بعيد من الأضواء بين البطريرك والرئيس المكلف قبل زهاء أسبوعين، جرى خلاله التداول في الأزمة، فحثّ الأول الثاني على المبادرة باقتراح لائحة حكومية جديدة، ووافقه الحريري الرأي لكنه آثر التريث في طلب زيارة القصر الرئاسي لهذا الغرض، ما دفع بالراعي إلى تكرار مطالبته بهذه الخطوة علناً.
إلا أن أوساطاً معنية بهذه التطورات قالت لـ”نداء الوطن” إن الحريري قد يقدم على خطوة من هذا النوع، لكن من الطبيعي أن يسعى للحصول على ضمانة بأن قبوله بصيغة الـ24 وزيراً سيقابله عدم وضع عراقيل جديدة في وجه الحكومة، لا سيما مطالبة فريق الرئيس عون بتسمية الوزيرين المسيحيين (الإضافيين) بحيث يحصل عون على الثلث المعطل مقنّعاً.
*************************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط
الحريري مطالب بهجوم «انتحاري» لتحريك تشكيل الحكومة
لم يسبق للبنان أن شهد منازلة مماثلة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف
بيروت: محمد شقير
أمّا وأن جلسة البرلمان اللبناني قد انتهت إلى تعطيل المفاعيل السياسية للرسالة التي سطّرها رئيس الجمهورية ميشال عون إلى البرلمان وأعادت تثبيت تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، فإن المطلوب منه أن يبادر إلى إخراج عملية التأليف من الحلقة المفرغة التي تدور فيها لأن الربح الذي حققه من خلال المبارزة يجب أن يؤسس لدخول البلد في مرحلة سياسية جديدة غير تلك المرحلة التي كانت سائدة قبل الاحتكام للمجلس النيابي الذي قال كلمته في الرسالة الرئاسية.
وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي إن الربح الذي حصده الحريري لا يُصرف في مكان في حال لم يبادر إلى توظيفه باتجاه إخراج عملية تأليف الحكومة من التأزُّم الذي يحاصرها بإعادة تحريكه لمشاورات التأليف بحسب الأصول المنصوص عليها في الدستور، ويؤكد أن تثبيت إعادة تكليفه وإن كان أنعش حاضنته السياسية وأتاح له تسجيل مجموعة من النقاط في مرمى عون ومن خلاله في مرمى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل فإنه في المقابل لم يبدّل من الواقع المأزوم للبنانيين.
ويلفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن السواد الأعظم من اللبنانيين لا يعير أهمية لمن ربح أو خسر في المنازلة التي شهدتها الجلسة النيابية ما دام أن بلدهم هو الخاسر الوحيد ولا تلوح في الأفق بوادر انفراج تدعوهم للتفاؤل في إمكانية إنقاذه من الانهيار الآخذ إلى السقوط بغياب الحلول الجدية لوقف تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية غير المسبوقة مع أن الآتي أعظم.
ويؤكد أنه لم يسبق للبنان أن شهد منازلة بين رئيس الجمهورية وبين الرئيس المكلف كتلك الحاصلة الآن، ويقول إن على الأخير أن يوظّف رجحان كفته في هذه المنازلة بإعادة تحريك مشاورات التأليف ولو من جانب واحد، وبالتالي لا شيء يمنعه من إعادة طرح تشكيلة وزارية جديدة، إنما ليس على الشروط التي طرحها باسيل بالنيابة عن عون في رسمه خريطة الطريق للرئيس المكلّف ومن خلاله للمجلس النيابي الذي لم يأخذ بها.
ويأمل ألا تطول إقامة الحريري في أبوظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلها فور انتهاء الجلسة النيابية، ويقول إن لوجوده في بيروت أكثر من ضرورة لقطع الطريق على الحملة المنظّمة التي يقودها نواب «التيار الوطني» ضده للتعويض عن الخسارة التي مني بها التيار السياسي المحسوب على رئيس الجمهورية الذي لم يعد من همّ لديه سوى تحييد فريقه عن العقوبات الفرنسية التي تستهدف المعرقلين لتشكيل الحكومة، وهذا ما يكمن في رسالته للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي توخى منها تبرئة ذمته من التعطيل وحصره بالحريري.
ويدعو المصدر نفسه الحريري لمعاودة تحريك ملف تشكيل الحكومة آخذا في الاعتبار الغطاء السياسي الذي أمّنه له البرلمان، ويسأل ما المانع من قيامه بهجوم سياسي باتجاه عون حتى لو كان «انتحارياً»؟ لأن لا مصلحة له بأن يدير ظهره لقرار «التوصية» الذي صدر عن الجلسة النيابية وجاء لمصلحته لأنه أعاد ترسيم حدود التأليف وفقاً للأصول الدستورية، وهذا ما أصاب الفريق السياسي لعون بصفعة سياسية وضعت حداً لاجتهاداته الخارجة عن الدستور.
ويرى أن لا مصلحة للحريري في التفريط بالقرار الذي صدر عن الجلسة النيابية ويعزو السبب إلى أن مجرد إغفاله لمضامينه سيتيح لخصومه بأن يلتقطوا أنفاسهم ويعدّون العدّة لاستهدافه بحملة سياسية مضادة تحت عنوان أنه لا يريد تشكيل الحكومة، مع أنه لم يعد بيد عون من أوراق يمكنه استخدامها بعد أن فرّط بآخر ورقة لديه، والمقصود بها رسالته إلى الرئيس ماكرون.
لذلك بات على الحريري أن يبادر إلى حشر عون وفريقه السياسي الذي حاول بلسان باسيل في الجلسة النيابية تحويل رئاسة الحكومة إلى حقل اختبار لممارسات «العهد القوي» في فرضه لمعايير جديدة مخالفة للدستور يصر على اتباعها كشرط لتشكيل الحكومة، وصولاً إلى انتزاع الدور المناط بالبرلمان في منحه الثقة للحكومة وتجييره لمصلحة رئيس الجمهورية.
فباسيل أوقع نفسه في هرطقة دستورية عندما أناط بالكتل النيابية تسمية من يمثلها في الحكومة، ما يعني أنه يريد أن يحصر دور الرئيس المكلف بتلقّي أسماء المرشحين وإحالتها إلى رئيس الجمهورية باعتبار أنه وحده ومن وجهة نظره من يمنح الثقة للحكومة.
وعليه تترقب الأوساط السياسية الخطوة التي سيقدم عليها الحريري بعد أن بايعه البرلمان بتشكيل الحكومة وهذا يتطلب منه الانتقال من الدفاع إلى الهجوم متجاوزاً انعدام الثقة وفقدان الكيمياء السياسية بينه وبين عون لأنه لم يعد من الجائز الاستمرار في تعطيل تشكيل الحكومة في ضوء استعداد رئيس المجلس نبيه بري لإعادة تشغيل محركاته بغية الضغط لتهيئة الأجواء بلا شروط للإسراع بتشكيلها انسجاماً مع مضمون القرار الذي صدر عن البرلمان، والتزاماً بمواصفاته لإحياء المبادرة الفرنسية بعيداً عن التجاذبات التي يراد منها تسجيل النقاط لأنه يُفترض بالطبقة السياسية ألا تبقى في غربة عن اللبنانيين وأوجاعهم.
***************************************************************************
افتتاحية صحيفة الجمهورية
الأجواء مقفلة حكومياً .. والرهان على «مبــادرة عابرة للأحقاد»
بعدما حسم الشريكان في الطبخة الحكومية الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، موقفهما وأظهرا مشاعرهما الدفينة تجاه بعضهما البعض، وصعد كل منهما الى السقف الأعلى في التصعيد، وقيّدا بعضهما البعض باتهامات تعطيلية، دخل البلد في أحجية جديدة محاطة بتساؤلات عما اذا كان تأليف حكومة ما زال ممكناً بين توجهين نقيضين تجمع بينهما لغة الوعيد والصدام؟
الاجواء السائدة بين الرئيسين وفريقيهما السياسيَّين، غداة المواجهة الأخيرة الأعنف في مسارهما المشتعل الذي انتهَجاه منذ اليوم الاول لتكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة، ترجّح فرضية استحالة التأليف، وخصوصاً أنّ كلا الطرفين مسلّح بقوّة دفع ذاتيّة نحو الإشتباك، مذخّرة بالشروط المتبادلة ذاتها التي أحبطت المبادرات والوساطات وعجّزت الوسطاء وسدّت كلّ المنافذ المؤدية الى تفاهم على حكومة.
تشاؤم عارم
عمليّاً، عاد الملف الحكومي إلى ما قبل المربّع الأول، وسط حال من التشاؤم العارم، يُنذر بخطوات اضافية الى الخلف بكل ما يحمله ذلك من مفاجآت سلبية على الشعب اللبناني المهزوم سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا وبالنكد الشخصي المتبادل، ذلك أنّ القابضين على حكومة، يراهن عليها ان تفتح باب الانفراج، قد حكموا عليها بالسجن المؤبّد خلف قضبانهم السياسية والشخصية، متجاوزين بذلك النداءات والمناشدات التي تطلق من مختلف الاتجاهات الداخلية الشعبية والسياسية، والمراجع الروحيّة، وكذلك من أصدقاء لبنان في الخارج للإفراج عن هذه الحكومة.
يَشي ذلك بأنّ أولوية اطراف اللعبة الحكومة هي التصعيد لأجل التصعيد، وليس لدى اي منهم أفق للحل. وتحكمهما علاقة مفخخة بفتائل تفجير زادت احتقاناً مع الرسالة الرئاسية الى مجلس النواب وما تضمنته من اتهامات للرئيس المكلف، وكذلك مع ردّ الرئيس المكلف غير المسبوق في حدّته وقساوته على رئيس الجمهورية وكل ذلك زرع صواعق اضافية في قلب المشهد الداخلي، تمهّد لمرحلة مواجهة سياسية عالية التوتر يشدّ فيها كل طرف الحبل في اتجاهه، ويسعى من خلاله الى خنق الطرف الآخر. ويتأكّد ذلك من انّ اطراف اللعبة الحكومية قرّروا على ما يبدو طَيّ صفحة التفاهم بينهما، وترك الواقع الحكومي معلقاً الى ما شاء الله، من دون اي تقدير منهم للعواقب التي يمكن أن تتأتى من هذا الوضع الشاذ على لبنان واللبنانيين.
الهوة توسّعت
تبعاً لذلك، تؤكد مصادر معنية بالملف الحكومي لـ»الجمهورية» أنّ الهوة توسّعت بين الرئيسين عون والحريري الى حدّ صار يحتاج تضييقها الى جهود خارقة، غير متوفرة حتى الآن. وقد لا تتوفر على الاطلاق في ظل الطلاق الكامل بينهما، وتمسّك كل طرف بموقعه ومواقفه وشروطه وعدم رغبته في التواصل واللقاء مع الآخر. وهذا بالتأكيد سيُبقي البلد مخنوقاً بحبل فراغ لا سقف زمنياً له، ويصبّ مزيداً من الزيت على نار الازمات الحارقة اقتصادياً ومعيشياً.
ليونة… ولكن؟
واشارت المصادر الى ان حركة اتصالات خجولة جرت في الساعات الماضية، يمكن ان تتزخم مع عودة الرئيس المكلف الى بيروت. وتحدثت المصادر عن ليونة بدأت تبرز على خط بيت الوسط وكليمنصو، بعد العلاقة التي اتّسمت ببرودة واضحة بين الرئيس المكلف ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وقد انعكست هذه الليونة في تواصل هاتفي حصل بين الحريري وجنبلاط، كان للرئيس بري دور في إتمامه عبر جهد خاص قام به النائب علي حسن خليل.
وكشفت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» انّ الاتصالات التي انطلقت من عين التينة بعد «جلسة الرسالة»، وشملت بيت الوسط والتيار الوطني الحر، لم تأت بنتائج حاسمة حتى الآن، وإن كان الطرفان قد عبّرا عن ليونة مبدئية إنما ليست حاسمة. وتم الاتفاق على لقاءات واتصالات لاحقة لعلها تُفضي الى ترجمة لتلك الليونة تتوج بالتفاهم على حكومة وفق مبادرة رئيس المجلس القائمة على اساس 24 وزيراً من دون ثلث معطل لأي طرف. مع حسم توافقي للعقدة الأخيرة المتمثلة في الطريق، والمعروفة بعقدة الوزيرين.
بري: أسبوعان
هذا الوضع المقطوع والمعطل حتى الآن، سيزيد الحالة المرَضيّة السائدة على حلبة التأليف اعتلالاً، والحل يتطلب مبادرة عابرة للاحقاد توقِف الجريمة التي ترتكب بحق لبنان، وهو ما أكد عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي حذّر من سقوط البلد، وأطلق صرخة مدوية في وجه المعطّلين لعلّ منهم من يسمع ويصغي الى أوجاع اللبنانيين والاصوات الجائعة الصادرة من كل بيت. وقد لاقاه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأكيده انّ الأوان قد آن لنلتقي على كلمة سواء ونشكل حكومة ننقذ لبنان.
واذا كانت العيون قد توجّهت بعد جلسة مناقشة الرسالة الرئاسية في مجلس النواب، الى عين التينة ترقّباً لِما قد يبادر اليه رئيس المجلس لإعادة مد الجسور بين الرئيسين عون والحريري، فإنّ رئيس المجلس متهيّب من انسداد كل سبل التفاهم على حكومة. وقال لـ»الجمهورية»: لم أتوقف يوماً عن محاولة احداث اختراق في الجدار الحكومي. فلقد طرحت 3 مبادرات للحل، والآن بعدما حصل الذي حصل حول الرسالة الرئاسية والرد عليها، لا بد من ان نجرّب ان نقوم بشيء ما يغلب منطق التفاهم، فالبلد كما ترون يسلك مسار الغرق، ولا نستطيع امام هذا الوضع ان نبقى مكتوفي الايدي ونستسلم لهذا الامر الواقع أو نستسلم للتعطيل.
على انّ المدى الحرج الذي بلغه البلد بات يتطلب، كما قال بري، حلاً عاجلا، وامامنا الآن فرصة لا بد ان نتحيّنها لإيجاد حل وتفاهم يُفضي سريعاً الى تشكيل حكومة انقاذية. وهذه الفرصة اخشى انها الاخيرة، سقفها الاعلى اسبوعان على الاكثر، اي ان علينا ان نجد حلا وتفاهما خلال هذين الاسبوعين، والّا فإننا كلما تأخرنا ستصبح الامور والحلول اكثر صعوبة وتعقيدا.
خريطة طريق
وكان الرئيس بري قد حدد، في كلمة وَجّهها الى اللبناني في مناسبة عيد المقاومة والتحرير، خريطة طريق الخروج من الأزمة الراهنة، ترتكز على «تحرير لبنان من الانانية، وحقد الطائفية والمذهبية عبر الدولة المدنية. وتحريره من احتكار المحتكرين، وتحرير أموال المودعين في المصارف، وتحرير القضاء ومكافحة الفساد وإقرار التدقيق الجنائي بدءاً من مصرف لبنان مروراً بكهرباء لبنان. أي ساعة شئتم نبيه بري وحركة أمل مع البدء بتطبيق هذا القانون الذي صار نافذاً مع بقية القوانين التي صارت نافذة.
واكد بري انّ المدخل الالزامي للانقاذ هو أن يبادر المعنيون بالتأليف والتشكيل والتوقيع، ومن دون شروط مسبقة ومن دون تلكؤ الى إزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وطنية أعضاؤها من ذوي الاختصاص غير الحزبيين، بلا أثلاث معطلة فيها لأحد، وفقاً لما نصّت عليه المبادرة الفرنسية، برنامج عملها الوحيد، إنقاذ لبنان واستعادة ثقة ابنائه به وبمؤسساته كوطن للعدالة والمساواة، حكومة تستعيد ثقة العالم به وبدوره وخاصة ثقة أشقائه العرب كل العرب.
وخَلص بري الى القول: إحتكموا الى الدستور في مقاربة الملف الحكومي. انصتوا الى وجع الناس وقلقهم على مصير وطنهم. تعالوا الى كلمة سواء ننقذ بها لبنان، فلتصفَّ النوايا ولتفعّل الارادات الصادقة من اجل تأليف الحكومة من أجل لبنان ومن اجل الانسان وقبل فوات الاوان.
عون والحريري: لا أفق
في مقابل ذلك، وفيما عبّرت مصادر ديبوماسية اوروبية لـ»الجمهورية» عن قلق بالغ من تدهور الوضع في لبنان، في ظل ما سمّته «تصميم الرئيسين عون والحريري على مواجهة بعضهما البعض، ورفضهما للتعاون والتفاهم بينهما». قالت المصادر: لسنا متفائلين بإمكان تشكيل حكومة». واضافت في اشارة الى عون والحريري من دون ان تسمّيهما، «الواضح ان هناك من يريد ان تزيد المصاعب على اللبنانيين، وهذا امر مستهجن».
على ان مصادر سياسية وسطية ترى ان الملف الحكومي قد نسف بالكامل، وهذا يعني ادخال البلد في شلل كامل، وفي حال اختناق خطير تحت وطأة الازمات المتفاعلة.
وقالت المصادر لـ»الجمهورية»: يجب ان نعترف ان عون والحريري وصلا الى النقطة التي ثبت فيها ان ليس لديهما اي افق للحل والتفاهم. كلاهما يتحدثان بلغة الالغاء، فعون حسم موقفه من الرئيس المكلف واعتبره عاجزاً عن تشكيل الحكومة ويريد أن يأتي بغيره. صحيح انه لا يقول ذلك بشكل مباشر إنما هو يقوله بالممارسة والاداء، ورسالته الى مجلس النواب لا تحمل سوى هذا المضمون. في المقابل وبدل ان يرد بطريقة مدروسة على رسالة عون، ويظهر مظلوميته، أظهر شراسته وعكسَ ايضا انه لا يريد رئيس الجمهورية. اي انه كان في امكانه ان يطرح ما طرحه بنبرة هادئة لكان حقق ما يريده. فكيف يمكن ان تتشكل حكومة بين شريكين في التأليف أصبحا لدودين في السياسة؟
واضافت المصادر: ما يجب ان يعلمه الجميع، وقبلهم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، هو ان البلد وبكل صراحة ليس ملكاً لهما لكي يبقياه معلقاً بينهما على حبل مشاعرهما الشخصية والكيميا التي بات مؤكدا للجميع بأنها مفقودة بالكامل ولن تركب بينهما على الاطلاق.
عون وقائد الجيش
من جهة ثانية، وفي مناسبة عيد التحرير غرّد رئيس الجمهورية قائلاً: «في ذكرى التحرير نسترجع طعم الانتصار والكرامة ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا»، وكما حاربنا العدو وحررنا الارض علينا اليوم مجتمعين تحرير الدولة من الفساد وإعادة لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الاصلاح وتعيد كرامة الحياة لمجتمعنا».
واكد قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي بدأ زيارة الى باريس امس بدعوة من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الجنرال فرانسوا لوكوانتر، «انّ التحرير لن يكتمل إلا باستعادة ما تبقى من الأرض، ولا سيما مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر».
وقال في امر اليوم الى العسكريين بمناسبة عيد المقاومة والتحرير: ان إرث التحرير مسؤولية كبرى نتشرّف بتحمّلها، وأمانة غالية لن نفرط بها مهما طال الزمن. ومهما اشتدت الصعوبات، يظل الجيش متمسّكاً بحقه في مواجهة أي اعتداء والدفاع عن الحدود في وجه العدو الإسرائيلي، والعمل على وقف انتهاكاته لسيادة بلدنا وحماية حقوقنا الثابتة في ثرواتنا الوطنية براً وبحراً، مع الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومندرجاته.
دعم أميركي للجيش
في سياق متصل، تم الاعلان امس عن ان وزارة الخارجية الأميركية والجيش اللبناني عقدا مؤتمرهما الافتتاحي لموارد الدفاع في 21 أيار الجاري، حيث ترأس الوفد الأميركي المسؤول الأول عن مراقبة التسلح والأمن الدولي سي أس إليوت كانغ، وترأس الوفد اللبناني قائد الجيش العماد جوزف عون.
وجددت وزارة الخارجية الأميركية التزامها للجيش اللبناني من خلال الإعلان عن 120 مليون دولار في شكل مساعدات تمويل عسكري خارجي إلى لبنان للسنة المالية 2021، وفقاً لإجراءات إخطار الكونغرس، وهو ما يمثّل زيادة مقدارها 15 مليون دولار عن مستويات السنة الماضية. كما ناقش الوفدان سبل الاستفادة من النطاق الكامل للسلطات بموجب القانون الأميركي، والتي يمكن للولايات المتحدة من خلالها تقديم مساعدة إضافية للجيش اللبناني في الوقت الذي يصارع فيه الأزمات الاقتصادية في لبنان.
وتمّ خلال هذا المؤتمر إبلاغ لبنان حول النقل المزمع لثلاثة زوارق دورية من فئة الحماية إلى البحرية اللبنانية، والتي عند تسليمها في سنة 2022 ستعزز قدرة البحرية اللبنانية على مواجهة التهديدات الخارجية والإقليمية وكذلك حماية حرية الملاحة والتجارة في المجال البحري».
اليوم عطلة وغداً إضراب
مطلبياً، يستعد الاتحاد العمالي العام للإضراب غداً في 26 أيار الجاري، معتبراً، كما يؤكد رئيسه بشارة الاسمر، أنّ هذا التحرّك هو «الإنذار الأخير الذي سيسبق الانفجار الاجتماعي والشعبي الكبير إذا ما استمرّت الأمور على ما هي عليه».
وقد واصل الاتحاد تحركاته للحشد لهذا الاضراب، الذي سيشمل بيروت وكل المناطق. وسيتمّ تنفيذ إضرابات عامة واعتصامات في كافة المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة في بيروت والمؤسسات التابعة لها في المحافظات كافةً، وتحركات واعتصامات أمام المستشفيات الحكومية في المناطق كافة وأمام مراكز الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
كما سيتم تنفيذ اعتصامات في أوقاتٍ مختلفة أمام عدد واسع من المصانع في مختلف المناطق.
محروقات
الى ذلك، استمرت أزمة المحروقات تراوح مكانها رغم التأكيدات بأن لا أزمة. وتبين انّ المشكلة تكمن في فتح الاعتمادات من قبل مصرف لبنان، حيث ترسو البواخر المحمّلة بالبنزين والمازوت قبالة الشاطئ بانتظار الاعتمادات. ووفق المعلومات، انّ التأخير متعمّد وهو بمثابة سياسة يتّبعها المركزي وسيستمر بها، وهي تهدف الى استمرار الشح لأن ذلك يؤدّي حتماً الى خفض الاستهلاك، وبالتالي الى خفض قيمة الدعم وتوفير بعض الدولارات. وبالتالي، على المواطن ان يعتاد على هذا النمط الجديد الذي قد يستمر حتى إشعار آخر.
**************************************************************************
افتتاحية صحيفة اللواء
عيد وإضراب وتجاهل: مَن يمنع الحكومة والإنقاذ المالي؟
وزني: 137 دولاراً للعائلات الفقيرة.. وسلامة: سندفع 50 ألف دولار نقداً لجميع المودعين في نهاية حزيران
اليوم «عيد المقاومة والتحرير» كلمات تؤكد المؤكّد، وتكرر المعروف، على اهمية الأقوال والشخصيات التي تحدثت بها، ومضامينها الوطنية ضمن الحرص على المصلحة العليا للبنانيين، وغداً إضراب دعا إليه الاتحاد العمالي العام، احتجاجاً على «العجز التام» وللمطالبة بتأليف «حكومة اختصاصيين على قاعدة برنامج وطني اقتصادي انقاذي وتأسيس عقد اجتماعي جديد»، ورفض رفع الدعم من دون خطة اقتصادية ومن دون المس بالاحتياطي الإلزامي وأموال المودعين..
وحسب قيادة الاتحاد العمالي، التي دعت للاضراب، فالتحرك يندرج في إطار «الانذار الأخير الذي سيسبق الانفجار الاجتماعي والشعبي الكبير».
ويتضمن برنامج التحرّك اعتصامات في اوقات مختلفة من نهار غد الأربعاء امام عدد واسع من المصانع في مختلف المناطق اللبنانية.
أما على الصعيد الحكومي، فقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن ما من جديد سجل بعد جلسة مجلس النواب وإن معظم المعنيين انصرفوا إلى تقييم المواقف والقراءات المختلفة فيما لم تتضح الصورة الخارجية بشأن لبنان.
وأفادت المصادر أن موضوع الحوار حول الملف الحكومي هو مجرد فكرة لم تنضج كي يقال انها صالحة لتشق الطريق لأكثر من سبب يتصل أبرزها بالموقف من الحوار ومسألة المشاركة فيه وغير ذلك.
سلامة: دفع فرش دولار للمودعين
وفي أول كلام من نوعه، أعلن للمرة الأولى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة انه من نهاية حزيران سيتم دفع 50 الف دولار للمودعين 25 الف دولار نقدا (فرش دولار) و25 الفاً بالليرة اللبنانية، وهذا الموضوع سيحل امور نهائيا للمودعين الصغار وعددهم يتعدى المليون و30 الف حساب، وهذا يؤكد بان العمل الذي يقوم به المصرف المركزي عمل صامت الا انه يقوم بالعمل اللازم لاعادة الثقة بالقطاع واستقطاب العملات النقدية الموجودة في البيوت.
وفي كلام يعلن للمرة الأولى، قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان «ازمة الليرة بدأت مع التخلف عن دفع اليورو بوند إضافة إلى الاقفال بسبب كورونا وايضاً انفجار المرفأ، مشيراً إلى ان الليرة اللبنانية قبل الأزمة كانت عملة لها حيثياتها، وكنا نؤكد استقرارها استناداً للاحتياطي الموجود.
وأكّد سلامة: ان مصرف لبنان ليس أساس الأزمة، وكل الحملات سياسية لا علمية، موضحاً ان استعادة أموال المودعين تكون بتشكيل حكومة تعيد الثقة الدولية فحكومة الإصلاحات والمستقلين والاختصاصيين ضرورة لإنقاذ لبنان، وأعلن ان النظام المصرفي لم ينهر فالمصارف لم تعلن افلاسها وأموال المودعين موجودة.
كاشفاً ان الأموال التي تمّ سحبها منذ تشرين الأوّل 2019 هي قرابة 3،5 مليارات دولار و2 مليار دولار من الأموال المسحوبة بقيت في الداخل.
وأشارت إلى ان التحويلات التي تمت إلى الخارج لا تمر بمصرف لبنان وأنا قد طلبت من السلطة السياسية وتحديداً الرؤساء الثلاثة غطاء لتنظيم إخراج الأموال ورفضوا، وأن الرؤساء الثلاثة طلبوا منه البقاء في منصبه وقبول التجديد له.
واشار الى أنه فعلنا كل ما يتوجب علينا بشأن التدقيق ولدى وزارة المالية المستندات، وأن لا علاقة لمصرف لبنان بمؤسسة «القرض الحسن» فترخيصها من وزارة الداخلية.
ولم يحصل اي تطورجديد خلال عطلة نهاية الاسبوع، ولن يحصل جديد على ما يبدو خلال وبعد عطلة عيد المقاومة والتحرير اليوم، والذي يتوجه فيه الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله بكلمة متلفزة قي الثامنة والنصف من مساء اليوم، علّه يقدم فكرة او اقتراحاً جديداً يُسعف الحال المعقّد، وخلال اضراب الاتحاد العمالي العام يوم غد الاربعاء الذي يشمل كل المناطق. فيما وصفت مصادرمتابعة ما يجري بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بأنه بمثابة «تبادل دعوات الواحد للآخر ليُقدم على خطوة الاتصال وابداء الاستعداد لمناقشة اي صيغة حكومية جديدة او مجددة».
وفيما كان يتم التعويل على تجديد رئيس المجلس نبيه بري مساعيه بعد جلسة مجلس النواب السبت الماضي، لكن يبدو من خلال كلمته امس لمناسبة عيد المقاومة والتحرير انه يكتفي حالياً بحثِّ المعنيين على سرعة تشكيل الحكومة والتخلي عن المصالح الشخصية، حيث دعا «الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل الحكومة، مؤكدا ان اسباب التعطيل داخلية».
عيد المقاومة
ففي مناسبة عيد المقاومة والتحرير، غرّد الرئيس ميشال عون قائلاً: نسترجع طعم الانتصار والكرامة، ونتعهد بمواصلة مسيرة استرجاع سيادتنا على كامل ترابنا ومياهنا، وكما حاربنا العدو وحررنا الارض، علينا اليوم مجتمعين ان نحرر الدولة من الفساد ونعيد لبنان الى سكة النهوض والازدهار. وحدها وحدة اللبنانيين تحقق الاصلاحات وتعيد كرامة الحياة الى مجتمعنا.
ودعا رئيس المجلس نبيه بري، في كلمة للمناسبة، «الافرقاء الى أن يبادروا اليوم قبل الغد الى ازالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة». معتبرا ان «البعض يتعمد صناعة الازمات عن قصد او غير قصد، واذا استمرت ستطيح بالقطاعات كافة».
وقال «حري بالجميع في الموالاة والمعارضة ان يستشعروا خطورة المرحلة الراهنة. المطلوب من كل القوى واللبنانيين استخلاص الدروس، واستحضار روحية التحرير لاستعادة لبنان من تنين الانهيار.
وشدّد على استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات التالية:
– اولا: الأنانية التي يمعن البعض بها.
– ثانيا: الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بان المستقبل الحقيقي لتحصين لبنان وعدم تعريضه للاهتزازات وأن يكون من خلال دولة مدنية.
– ثالثا: تحرير لبنان من المحتكرين لتأمين لقمة الناس وتحرير اموال المودعين من المصارف.
– رابعا: تحرير القضاء من التدخلات السياسة ومكافحة الفساد ونهب المال العام استنادا للقانون الذي اقره المجلس النيابي لاجراء التدقيق الجنائي انطلاقا من مصرف لبنان وكل الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة ولا سيما كهرباء لبنان
– خامسا، وهذا الاهم هو الاعتراف ان مشكلتنا الحكومية هي 100% داخلية، وان نملك القدرة على ان نضحي من اجل لبنان لا ان نضحي بلبنان على حساب مصالحنا الشخصية.
وقال عضو كتلة لبنان القوي النائب حكمت ديب بعد زيارته رئيس الجمهورية في بعبدا: ان البحث تناول مسار تشكيل الحكومة بعد جلسة مجلس النواب الاخيرة. معتبرا أن «فارقا كبيرا حصل بين الدعوة الايجابية الى التعاون والحوار للخروج من المأزق الحكومي، وبين التوجه السلبي الذي برز في كلمة الحريري، الامر الذي يثير علامات استفهام حول وجود رغبة حقيقية في تشكيل حكومة جديدة، ام البقاء على التوجه الذي يعرقل الحلول بدلا من تسهيلها».
نصر الله: ماذا عن الداخل؟
التكتم في دوائر الحزب بقي سيّد الموقف، فالامين العام للحزب سيتطرق إلى التطورات، والكلمة فضفاضة فالتطورات تشمل مواجهة غزة ضد الاحتلال والنتائج التي أسفرت عنها. والكلمة لبنانياً، تعني الرسالة وجلسة مجلس النواب..
وفي سياق المعلومات، لم يستبعد قيادي مطلع ان يفجر نصر الله مفاجأة اليوم، بتقديم مبادرة إنقاذية تساعد عملية التأليف قبل فوات الأوان..
وحسب تقديرات حزبية، فإن ما آلت إليه جلسة مجلس النواب حول رسالة الرئيس ميشال عون عمّقت الهوة بين عون والحريري، فلبنان كان في غنى عن «هالهمروجة» وتمضي المصادر الحزبية القيادية ان مشكلة عون لم تعد فقط مع الحريري، بل مع الرئيس نبيه برّي، في إعادة التعويم بثقة برلمانية للحريري، أشبه «بالانفجار.. الذي يحاول حزب الله لملمة آثاره قدر الإمكان».
وفي هذا السياق، ينقل عن مقربين من عون والوطني الحر قولهم ان «بري طعمانا الضرب» ، ومن الان وصاعدا يجب التعامل مع بري والحريري «كشخص واحد» ونحن حاليا ندرس كل الخيارات المتاحة للرد.
لكن قناة «المنار»، نسبت إلى مصادرها ان الرئيس بري سينطلق بمقاربة جديدة لملف التشكيل مبنية على اسس ثلاثة وهي حكومة برئاسة سعد الحريري لا ثلث معطل فيها وتكون من التكنوقراط، مشيرة الى ان بري سيكون له مساعي لتذليل العقبة الاساسية التي تتمثل بتسمية الوزيرين المسيحيين المتبقيين، من خارج فريق رئيس الجمهورية او فريق الرئيس المكلف.
تقييم مسار الترسيم
من جهة اخرى، ترأس الرئيس عون اجتماعا، ضم رئيس الوفد اللبناني الى المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية العميد الركن الطيار بسام ياسين وأعضاء الوفد: العقيد الركن البحري مازن بصبوص، عضو هيئة ادارة قطاع البترول وسام شباط والخبير نجيب مسيحي. وتم خلال الاجتماع حسب المعلومات الرسمية، «عرض لآخر التطورات المتعلقة بعملية المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية والخطوات الواجب اعتمادها في ضوء توجيهات رئيس الجمهورية في هذا الصدد».
وعلمت «اللواء» ان البحث تركز على مسار عملية المفاوضات قبل توقفها والخطوات المنتظرة لاحقاً في ضوء ما يمكن ان يقوم به الوسيط الاميركي، الذي سبق ووعد عبر رئيس الوفد الاميركي بإجراء إتصالات مع الكيان الاسرائيلي حول عروض لبنان لخرائطه وحدوده، لكن اي شيء لم يحصل بعد. وعلى هذا ليس بالمقدور تحديد موعد لإستناف المفاوضات قبل معرفة التوجه الاميركي.
وتوجه قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى باريس، تلبية لدعوة من رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركة الجنرال Francois LECOINTRE لبحث سبل تعزيز العلاقة بين الجيشين. وتعكس هذه الزيارة رغبة فرنسا بالوقوف الى جانب الجيش واستجابة للحاجات التي أعلن عنها مؤخراً قائد الجيش.
وقال العماد عون في أمر اليوم بمناسبة التحرير، للعسكريين «يظلّ الجيش متمسّكًا بحقه في مواجهة أي اعتداء والدفاع عن الحدود في وجه العدو الإسرائيلي، والعمل على وقف انتهاكاته لسيادة بلدنا وحماية حقوقنا الثابتة في ثرواتنا الوطنية برًّا وبحرًا، مع الالتزام بتطبيق القرار 1701 ومندرجاته. فإرث التحرير مسؤوليّة كبرى نتشرّف بتحملها، وأمانة غالية لن نفرّط بها مهما طال الزمن». وأضاف: على رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة وتداعياتها القاسية على جميع فئات المجتمع، إلى جانب انعكاسات جائحة كورونا على حياة المواطنين وتأثيرها في القطاعات كافة، تبقى بوصلتنا موجّهة نحو العدو الإسرائيلي ومخطّطاته الدموية التوسعية».
البطاقة التمويلية 137 دولار للأسرة
وعلى صعيد «البطاقة التمويلية» وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني مشروع قانون معجّل معدّ من قبل رئاسة الحكومة، ويرمي إلى إقرار البطاقة التمويلية وفتح اعتماد إضافي استثنائي لتمويلها.
ونقل عن الوزير وزني قوله: البطاقة التمويلية ستكون بالدولار وبقيمة 137$ للأسرة الواحدة وإجمالي الكلفة مليار و135 مليون في السنة سيستفيد منها 750 ألف أسرة لبنانية أي حوالى 80% من الأسر اللبنانية.
وكان وزني استقبل وفداً من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه وتم البحث في المشاريع الممولة من البنك.
وبعد الاجتماع، صرّح كومار جاه بالتالي:
«تناقشنا في برامج البنك الدولي في لبنان. كما تباحثنا في سبل البدء بتنفيذ مشروع شبكة الأمان الاجتماعي لأزمة الطوارئ الذي ستستفيد منه 200 ألف أسرة تعاني حالة فقر مدقع في لبنان. وطلبنا من وزير المالية أن يعمل مع الجهات الحكومية المختلفة للمساعدة على البدء بتفيذه فوراً.
وأشار إلى ضرورة التحرك بشكل سريع نظراً إلى حاجة المواطنين إلى مساعدة ملحة».
وعلى وقع أزمة المحروقات التي تراوح من دون حلّ، وجه نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون نداءً للمسؤولين، محذراً من انقطاع أدوية البنج على توقف العمليات الجراحية، حتى الطارئة..
وعلى صعيد المحروقات، أشار ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، إلى أن «موضوع المحروقات قديم جديد وعالق لدى «مصرف لبنان»، والبواخر راسية في البحر لكن المصارف لم تحول الأموال، ولا يمكن تفريغ حمولتها من دون الدفع مسبقاً»، مشيراً «إتصلنا يوم أمس الأحد بالسراي الحكومي، وتلقينا وعداً بتحويل الأموال أمس من أجل تفريغ حمولة البواخر في اقرب وقت».
538608 إصابات
صحياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 150 أصابة جديدة بفايروس كورونا و7 وفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 538608 إصابات مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.
********************************************************************
افتتاحية صحيفة الديار
نصرالله يرسم معالم ما بعد الهزيمة الاسرائيلية : غزة لم تكن لوحدها…
ازمة «ثقة» بين عون وبري تعمق المازق الحكومي ولا حل «للودائع» ؟
«تطنيش» واشنطن مستمر ولا تعويل على الحوار الايراني ــ السعودي !
ابراهيم ناصرالدين
لا جديد حكومي، وكل المحاولات الخجولة داخليا وصلت الى «حائط مسدود» حتى الان، بانتظار «معجزة» لا تبدو انها متاحة في المدى المنظور، وفيما تعمقت ازمة «الثقة» بين الرئاستين الاولى والثانية على خلفية جلسة مجلس النواب الاخيرة،يعمل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على استثمار «انتصاره» السياسي في «الاونيسكو» مزيدا بالتمسك بسقوفه العالية بانتظار انفراجة سعودية اتجاهه في وقت لا تعويل جديا على المحادثات الايرانية -السعودية التي تبقى في اطار «جس النبض» فيما لا تزال واشنطن غير مكترثة بالملف اللبناني الذي يبدو انه سيبقى معلقا وسط انهيارات اقتصادية ومالية في كل القطاعات. وبانتظار ما يمكن ان تحمله كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الملف اللبناني لمناسبة عيد التحرير والمقاومة اليوم، في ظل استبعاد وجود اي مبادرة قادرة على تحريك «المياه الراكدة» ستكون المواجهة المفتوحة مع اسرائيل عنوانا رئيسيا في مقاربته التي ستؤكد ان غزة لم تكن لوحدها، ولن تكون في المستقبل، وما بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في الحرب الاخيرة سيكون مفصليا في تاريخ المنطقة، اما شعار اسرائيل اوهن من «بيت العنكبوت»، فقد وجد ترجمته العملية في المواجهة الاخيرة التي سيكون لها ما قبلها وما بعدها خصوصا أن المنطقة ما تزال تغلي على الرغم من وقف النار حيث يخشى من الاثمان السياسية التي يحاول الاميركيون حصدها مقابل اعادة الاعمار.
«تطنيش اميركي»
وفي هذا السياق، بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة في منطقة الشرق الأوسط تشمل اسرائيل، ورام الله، والقاهرة، وعَمان، تستمر حتى يوم الخميس المقبل،واذا كان بيان وزارة الخارجية الأميركية قد اكد أن الولايات المتحدة انخرطت في دبلوماسية مكثفة لإنهاء الأعمال العدائية في غزة، وأن زيارة بلينكن للمنطقة تهدف إلى «مناقشة جهود المتابعة الأساسية لتعزيز وقف إطلاق النار وتقليل احتمالات اندلاع صراع آخر خلال الأشهر المقبلة»، فان الواضح بان الادارة الاميركية قد انخرطت في «مستنقع» المنطقة، رغما عن «انفها» كما يقول مصدر دبلوماسي غربي في بيروت،نصح الاطراف اللبنانية الى الاسراع في ايجاد مخارج داخلية للازمة الحكومية لان واشنطن وغيرها من الدول ليست في وارد الالتفات الى الملف اللبناني في المدى المنظور، الا اذا حصلت حرب مشابهة كما حصل بين اسرائيل وغزة، وهذا الامر مستبعد راهنا، والتدخل حينها لن يكون في اطار ايجاد حلول للازمة الداخلية، بل سيكون المشهد اكثر تعقيدا مما يبدو عليه اليوم.
«فشل» شيا؟
وفي هذا السياق، نقل المصدر عن السفيرة الاميركية دورثي شيا تاكيدها انها لم تنجح خلال الشهرين المنصرمين في «لفت انظار» وزارة الخارجية في واشنطن الى الاحداث اللبنانية، وكانت الردود من الوزير بلينكن «باردة» حيث لم يقدم وفريق عمله اي مقترحات ملموسة على استفسارات «عوكر» حيال المبادرة الفرنسية وكيفية التعامل معها سواء سلبا او ايجابا،وهي حتى يومنا هذا لا تملك اي اجابات واضحة حيال كيفية مقاربة الازمة السياسية والاقتصادية من الزاوية الاميركية ولهذا تعتمد على تكرار العناوين العامة لسياسات بلادها، دون ان يكون لديها اي جديد تقوله للحلفاء،خصوصا بعدما طرحت البطريركية المارونية مسألة الحياد، والمؤتمر الدولي، وهما طرحان لم يجدا اي «آذان صاغية» في واشنطن، ولهذا تكتفي شيا لدى سؤالها عن موقف بلادها بالتاكيد ان الملف اللبناني لا يزال في «دائرة» المراجعة ولا جديد…!
اختبار النوايا
في هذا الوقت، لا جديد على «خط» ايران- السعودية ولا تزال الاتصالات الاولية تدور في مربع «اختبار النوايا»، وهذا يؤثر سلبا على الساحة اللبنانية التي تنتظر انعكاس اي تقدم في مفاوضات الدولتين على الاوضاع السياسية المتشنجة، لكن المشكلة الرئيسية تبقى بحسب اوساط سياسية مطلعة على مسار هذا التفاوض، ان تجاوز «الحاجز النفسي» بين الدولتين ليس كافيا لاحداث انفراجات سريعة على الساحات التي تعتبر منخفضة التوتر، لان «جس النبض» مطلوب في المناطق الساخنة حيث لا يمكن مقايضة اليمن بلبنان مثلا، ولهذا فان «الورقة» اللبنانية لا تبدو على «الطاولة» ويتقدم عليها اكثر من ملف وفي مقدمتها العراق، واليمن، وامن الخليج، ولهذا يبدو عبثيا ومضيعة للوقت الرهان على انعكاسات قريبة على الساحة اللبنانية، خصوصا ان العقدة الرئيسية تبقى عدم ثقة الرياض برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري غير المرغوب سعوديا بعودته الى رئاسة الحكومة،بعدما احرق «اوراقه» في المملكة، ولم يعد «حصانا رابحا» بالنسبة اليها،وهنا لا تملك طهران الحق في التدخل بخيارات السعودية لجهة اختيار حلفائها، وهذه عقدة لا يمكن ان تكون ضمن اي حوار مفترض.
الشروط الايرانية
وفي هذا السياق، أكدت الخارجية الإيرانية بالامس، أن إيران بانتظار الإجراءات السعودية، وتغيير سلوك الرياض تجاهها.هذا وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة ان بلاده ترحب بمشاركة السعودية في أي حوار إقليمي ونعتقد أن الرياض يمكن أن تلعب دورا بناء شريطة تغيير سياساتها في المنطقة»،ووفقا لزادة «يتعين على السعودية اتخاذ قرار إما بمواصلة سياساتها وأدبياتها الراهنة، أو أن تكون لاعبا بناء إلى جانب بقية دول المنطقة من خلال التخلي عن سياساتها التوسعية والمؤججة للحروب…
غزة لم تكن لوحدها؟
في هذا الوقت، يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم لمناسبة تحرير لبنان العام 2000وسيكون شعار «اوهن من بيت العنكبوت» الذي اطلقه حينها في بنت جبيل،حاضرا بقوة بعد هزيمة اسرائيل في غزة، حيث سيتم التاكيد ان القطاع لم يكن لوحده في هذه الحرب، وكان محور المقاومة مستنفرا وحاضرا وجاهزا لتقديم الدعم المطلوب في اي وقت، لان الانتصار كان للمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة الذي اثبت فعاليته من خلال مراكمة الخبرات وزيادة كمية ونوعية الاسلحة في غزة المحاصرة.وكان المفتاح الأول للنصر حسن إدارة المعركة والتحكم في إيقاعها ومداها وخلق إرباك لدى العدوّ في اراضي 48وفي الضفة الغربية، والقدس المحتلة.
«الفاتورة» السياسية
ووفقا لمصادر مطلعة، يبقى الاهم عدم دفع غزة ثمنا سياسيا للمعركة حيث تحاول واشنطن وبعض العرب الترويج لتفاهمات لا تخدم استراتيجية المقاومة. لهذا يجب ان تستفيد المقاومة من تطور قدراتها الميدانية لرفع سقف مطالبها السياسية. فالمقاومة التي نجحت إلى حد الآن في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، استطاعت في هذه المعركة أن تتخذ منحى هجوميا من المتوقع أن يتعزز مستقبلا من خلال تطوير المقدرات المادية واللوجستية الذي يؤسس لرفع شعار التحرير في كل فلسطين وليس القبول بفتات حل الدولتين..
فمسار المواجهة مع كيان العدو تبدل بشكل جذري، بسبب نوعية وكيفية الرد هذه المرة، فليس بالامر العابر ان تخرج مطارات وموانئ إسرائيل من الخدمة، حيث وصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى العمق الإسرائيلي وشلت الحياة الإسرائيلية بشكل كامل في الساعات الاولى من الحرب.
اعادة «تسليح» غزة
وامام التبدل النوعي الاهم، يبقى ان المقاومة التي تطورت أساليبها على نحو كبير سمح لها باخفاء معظم قادتها وجنبت منصات صواريخها التدمير، ادارت ربما للمرة الاولى حربا بالشراكة الكاملة ودون مواربة مع طهران ومعه حزب الله، ووفقا للمعلومات، ويمكن التاكيد انه في الساعات القليلة التي تلت وقف النار في غزة بدأت «العقول» المعنية بالعمل على خط اعادة تزويد حركات المقاومة، وخصوصا حركة حماس والجهاد الاسلامي بالاسلحة المناسبة الاكثر تطورا، ويبقى الاهم اعادة ملء مخازن الصواريخ وهذه المرة ستكون اكثر دقة وفعالية وذات مدايات طويلة.
الجبهة اللبنانية «كارثة»
وفي سياق اقرارها بعدم امكانية التعامل في اي حرب مقبلة مع حزب الله بالكيفية التي اديرت من خلالها الحرب في غزة اشارت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية الى ان الاستخبارات والجيش استخدموا التكنولوجيا والنار الدقيقة وفي هجمات كانت تستغرق أسابيع تم ضغطها في بضعة أيام. والجيش لم يرفع قدمه عن دواسة الهجوم طوال العملية،ولكن ما يكفي لغزة لن يكون كافياً لحرب في جنوب لبنان.
وذًكرت الصحيفة بتقرير صاغه عضوا الكنيست عوفر شيلح وعومر بار ليف، اللذان كانا قبل سنتين عضوين رئيسيين في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، التقرير تناول خطط الجيش الإسرائيلي لبناء القوة، وقد أشارا إلى إمكانية إدارة معركة طويلة نسبياً في غزة حتى بدون عملية برية؛ لأن قدرات أنظمة الاعتراض الدفاعية تقلص مستوى المخاطرة. ولكن قراراً كهذا سيكون كارثياً في لبنان؛ لأن قوة النيران التي بحوزة حزب الله لن تسمح لإسرائيل بدفاع شامل.
ربح المعركة «الدعائية»
ولعل اهم ما تحقق في هذه الحرب «دفن» اتفاقيات التطبيع الأخيرة، كما ساهمت في تجريد إسرائيل من سلاحها الأخطر «الدعاية»، حيث عملت دولة الاحتلال على تسويق نفسها دوما كـ»ضحية»، لكن هذه البروباغاندا سقطت مع تصاعد موجة التعاطف الدولي مع الفلسطينيين الذي عرفوا كيف يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال قضيتهم للعالم، وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال في الأراضي المحتلة…
اسرائيل تخسر «الجيل المقبل»
وليس ابلغ من فقدان اسرائيل لدعم الراي العالمي ما كتبه توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، فقد اكد ان هذه الحرب مع حماس فاقمت ضعف إسرائيل أمام الرأي العام العالمي،حيث كشفت عن تصاعد اليسار التقدمي وحتى الشباب اليهود الذين نفروا من سياسات بنيامين نتنياهو المتطرفة واستعداده للتخلي عن الأعراف الديمقراطية من أجل مواصلة احتلال الضفة الغربية. وبحسب الكاتب، الكثير من طلاب الجامعات اليهود في أميركا إما غير مستعدين أو غير قادرين أو خائفين من الوقوف في قاعة الدراسة للدفاع عن إسرائيل. وقد هوجم المشرعون الديمقراطيون على تويتر وفيسبوك لمجرد اقتراحهم أن إسرائيل لها حق الدفاع عن النفس،وخلص فريدمان الى القول «إنه في حالة خسرت إسرائيل الجيل المقبل من الليبراليين الأميركيين بمن فيهم اليهود الليبراليون فسيؤدي ذلك إلى ضرر سياسي لن يستطيع كل الدعم الإنجيلي مواجهته».
ازمة ثقة
حكوميا، لا جديد، فالأبواب السياسية لا تزال موصدة، حيث لم يسجل اي خرق يذكر خلال الساعات القليلة الماضية، وقد عادت ازمة «الثقة» بين الرئاسة الاولى والثانية الى الواجهة من جديد،فيما ينتظر حصول رد من رئيس الجمهورية ميشال عون على مطالعة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري امام مجلس النواب. وياتي هذا الجمود في ظل ترويج اوساط التيار الوطني الحر اتهامات لرئيس مجلس النواب نبيه بري بنصب «كمين» لرئيس الجمهورية ميشال عون في مجلس النواب حين اوحى بوجود مناخات تهدئة قبل الجلسة تجاوب معها النائب جبران باسيل فيما رفع الحريري من سقف التحدي مع الرئاسة الاولى، وبهذا اثبت بري براي «التيار» انه منحاز تماما الى الرئيس المكلف حيث امن له الحماية السياسية والدستورية من خلال سلسلة اتصالات شملت كافة القوى البرلمانية وخصوصا كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي، وهذا يفقده دوره «كوسيط» محتمل. في المقابل تشير اوساط «عين التينة» الى ان مشكلة فريق رئيس الجمهورية انه لا يستمع الى النصائح وهو يفتعل «الكمائن» ويقع فيها، خصوصا ان الرئيس بري نصح الرئيس عون خلال الاتصال على خلفية التهنئة بعيد الفطر بعدم مخاطبة مجلس النواب لان «الرسالة» سيكون لها مفاعيل عكسية لصالح الحريري، وهذا ما حصل، ولذلك لا يمكن القاء اللوم على احد، وانما على الحسابات الخاطئة التي تؤدي الى نتائج خاطئة.
بري والتنازل
وفي هذا السياق،شدد رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ضرورة التنازل لمصلحة البلاد جازما ان الأزمة الحكومية داخلية، وأن المدخل الإلزامي للإنقاذ هو مبادرة المعنيين دون شروط مسبقة، إلى إزالة العوائق الشخصية التي تحول دون تشكيل حكومة وطنية، مؤلّفة من اختصاصيين غير حزبيين ودون أثلاث معطّلة..وفي كلمة بمناسبة عيد المقاومة والتحرير،شدّد بري على أن «البعض يتعمّد التفنن في صناعة الأزمات»، التي إذا استمرت من دون مبادرة فورية لمعالجتها، فإنها سوف تطيح بلبنان.ودعا ايضا إلى «استكمال تحرير لبنان من الاحتلالات الآتية: أولاً الأنانية التي يُمعن البعض بها، وثانياً من الطائفية والمذهبية، من خلال الاقتناع بأن الدولة المدنية تحمي مستقبل البلد، وتحصّنه بوجه الاهتزازات». كذلك طالب بالتحرر من «المحتكرين، وتحرير القضاء من التدخلات السياسية، وتفعيل الهيئات الرقابية، وقانون نهب المال العام، بدءاً من مصرف لبنان وصولاً إلى جميع الإدارات، خصوصاً كهرباء لبنان.
تمويل البطاقة «التمويلية»؟
وفيما دعا الاتحاد العمالي العام الى الاضراب في 26 الجاري،لا يزال البحث مستمرا عن كيفية تمويل البطاقة التمويلية على الرغم من اعلان المكتب الاعلامي لوزارة المال توقيع وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني على قانون معجل معد من قبل رئاسة الحكومة ويرمي الى اقرار البطاقية التمويلية وفتح اعتماد اضافي استثنائي لتمويلها، ويحتاج القانون لتوقيع وزيري الاقتصاد والشؤون الاجتماعية ورئيس حكومة تصريف الاعمال ورئيس الجمهورية قبل احالته الى المجلس النيابي. لكن مسألة التمويل لا تزال مبهمة وغير واضحة حتى الان على الرغم من التوجه الى الاستفادة من قرض البنك الدولي الذي يبلغ 246مليون دولار حيث سيغطي نحو 300الف عائلة مصنفة ضمن خط الفقر بنحو 68دولارا شهريا، على ان يتم منحها بالدولار.لكن يبقى السؤال حول كيفية تامين الاموال بعد انتهاء القرض؟ كما يبقى السؤال الاهم حول مصير نحو 400الف عائلة اخرى باتت مصنفة بانها تحت خط الفقر؟.
وكان وزير المال بحث مع وفد من البنك الدولي برئاسة مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، في المشاريع المموّلة من البنك وقد دعا الى ضرورة التحرّك بشكل سريع نظراً إلى حاجة المواطنين إلى مساعدة ملحّة.
لا اتفاق بين «المركزي» والمصارف»!
على خط آخر، لم يتوصل مصرف لبنان بعد الى اتفاق مع المصارف حول كيفية تحرير جزء من ودائع المودعين بالدولار بعدما اقترح حاكم مصرف لبنان رياض سلامة تحرير نحو 25 الف دولار منها على 3 سنوات، يتم صرفها مناصفة من المصارف والبنك المركزي، ووفقا للمعلومات، لا تزال جمعية المصارف عند موقفها الرافض لهذا الطرح الذي تعتبره وصفة «لافلاس» العديد من المصارف غير القادرة على تامين المبالغ المطلوبة. وعلم في هذا السياق، ان الطرح المقابل من قبل المصارف يقضي بمنح المودعين مبلغا ماليا وقدره 1800دولار خلال سنة واحدة فقط، مقسطة على 12 شهرا…!
الادعاء على قاضيين
وفي تطور لافت، ادعى النائب العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، على قاضيين اثنين، بجرائم قبول رشى ومنافع شخصية واستغلال السلطة، لإعاقة تطبيق القوانين والتدخل في عمل قضاة آخرين، وقد عين قاضيين لاستجوابهما، ووفقا للمعلومات فإنه لا يزال احد القضاة عاملا في مركزه الوظيفي، ويشغل موقعا مهما في إحدى المحافظات، أما الثاني فقد جرى طرده من السلك القضائي…
**********************************************************************
افتتاحية صحيفة الشرق
سلامة :الرؤساء الثلاثة طلبوا مني التجديد..والحل بتشكيل حكومة
طمأن حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة اللبنانيين بأن «النظام المصرفي لم ينهار كما أن المصارف لم تفلس»، مشيراً إلى أن «أموال المودعين تصبح في خطر عندما تُفلس المصارف».
وفي حديث عبر قناة «الحدث»، أكّد سلامة أنّ «أموال المودعين ما زالت موجودة»، مشيراً إلى أن «حساب الدولار الذي تم استحداثه ساهم في الإنقاذ ظرفياً وأدخل العملة إلى المصارف».
واعتبر سلامة أنّ المدخل لـ»استعادة أموال المودعين، يكون بتشكيل حكومة تعيد الثقة الدولية»، معتبراً أن «حكومة الاصلاحات والمستقلين والاختصاصيين ضرورية لإنقاذ لبنان.
واعتبر سلامة بانه كنا اختصرنا الوقت لو تشكلت الحكومة بسرعة، ولبنان مر بظروف صعبة أيام الحرب وعاد بعدها، والمجتمع الدولي اليوم يطالب بحكومة تقر اصلاحات مقابل دعم للبنان بعدة طرق. وأكد بانه لا يوجد هبات للبنان بل قروض والدول المانحة تريد ضمانات لإعادة أموالها.
وإذ رأى سلامة أن مصرف لبنان ليس أساس الأزمة، اعتبر أنّ كل الحملات ضد البنك المركزي سياسية وليست علمية، وقال: «ثقة المجتمع الدولي ضرورية للخروج من الأزمة وتمر بحكومة إصلاحات، والرؤساء الـ3 طلبوا مني أن أقبل التجديد وأبقى في منصبي».
ولفت سلامة إلى أنّ «التحويلات التي تمت إلى الخارج لا تمر بمصرف لبنان»، كاشفاً أنه «طلب من الرؤساء الـ3 غطاء لتنظيم إخراج الأموال لكنهم رفضوا»، وقال: «عندما طلبت غطاء لملاحقة خروج الأموال هاجموني وقالوا أن ذلك غير دستوري».
وأوضح حاكم مصر ف لبنان أنّ «الأموال التي تم سحبها منذ تشرين الأول 2019 هي قرابة 3.5 مليارات دولار»، مشيراً إلى أن «2 ملياري دولار من الأموال المسحوبة بقيت في الداخل»، وأضاف: «1.5 مليار دولار من الأموال خرجت منذ تشرين الأول 2019 تتضمن أموال مصارف أجنبية»، وقال: هناك 230 مليون دولار تم تحويلهم للطلاب بالخارج خلال عام».
وشدّد سلامة على أنّ «الحفاظ على سيولة المصرف كان أمراً ضرورياً وإلا أعلن إفلاسه وخسر المودع أمواله»، وأضاف: «لو تم تشكيل حكومة لحصل المودع على أمواله بشكل أسرع».
ولفت إلى أنّ «المجتمع الدولي وعد لبنان بالمساعدة عبر حكومة اختصاصيين مستقلين تطبق الإصلاحات».
وفي ملف التدقيق الجنائي، قال سلامة: «لقد فعلنا كل ما يتوجب علينا بشأن التدقيق ولدى وزارة المالية المستندات. التدقيق مهم ومنطقي لكنه لا يعني أنه وحده يحل الأزمة».
ومع هذا، فقد أكد سلامة أن «لا علاقة لمصرف لبنان بمؤسسة القرض الحسن، إذ إن ترخيصها من وزارة الداخلية»، وقال: «علمنا من واشنطن عن ارتباطات مصارف بالقرض الحسن وسنحقق بذلك، ونشاط هذه المؤسسة يضر بالنظام المصرفي».
وكشف بان المنصة التي اوجدها مصرف لبنان وجدت لخلق شفافية بالتعاطي النقدي بين الليرة والدولار، ولاننا نريدها ان تكون شاملة سمحنا للمصارف العمل كصرافين، واعتمدنا سعر السوق للعمل من خلاله، وعبر هذه المنصة سيكون هناك معلومات عن الشاري والبائع والعملات.
وأعلن أنه مع نهاية حزيران سيتم دفع 50 ألف دولار للمودعين 25 ألف دولار نقداً (فرش دولار) و25 ألفاً بالليرة اللبنانية، وهذا الموضوع سيحل آمور نهائياً للمودعين الصغار وعددهم يتعدى المليون و30 ألف حساب، وهذا يؤكد بأن العمل الذي يقوم به المصرف المركزي عمل صامت إلا أنه يقوم بالعمل اللازم لإعادة الثقة بالقطاع واستقطاب العملات النقدية الموجودة في البيوت.
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram
نسخ الرابط :