قراءة مُركّبة في النّزاعات العالمية لسنة 2025

قراءة مُركّبة في النّزاعات العالمية لسنة 2025

 

Telegram

 

 

أصدرت مجلة "ديبلوماسي" الفرنسية، عددها السنوي المخصّص لحالة النّزاعات في العالم، وهو رصدٌ لمختلف النّزاعات المسجّلة والمتوقّعة في سنة 2025. واعتبرت الافتتاحية المُؤسَّسَة على بعض الأرقام المعلنة ومن ذلك إعلان الأمم المتحدة، أنّ حوالى 33 ألف مدني قد قُتِلوا في 14 نزاعًا مسلّحًا سنة 2023، مما يعني زيادة رهيبة أي حوالى 72% مقارنةً بسنة 2022. ومن الملاحظ أنّ السنوات الثلاث الأخيرة، شهدت بالفعل ارتفاعًا لمعدّل العنف مع استمرار النّزاعات طويلة الأمد.

 

 

يُعدُّ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأميركا، حدثًا هامًّا لأنّه سيكون له تأثير في عدّة نزاعات في العالم، خصوصًا أنّه يَعِد بإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وإن اتّضح لاحقًا أنّ الأمر أعقد من تفعيل هذه التصريحات والوعود. كما تمّ رصْد قدوم مجموعة من المحاربين من كوريا الشمالية للمشاركة في الحرب الروسية - الأوكرانية، واعتقالهم من طرف الجيش الأوكراني. وهناك تقارير تشير إلى إرسال كوريا الشمالية حوالى عشرة آلاف جندي إلى روسيا.

 

أوروبا تواجه تحديًّا كبيرًا ويتعيّن عليها اتخاذ قرارات استراتيجية تتجاوز الخلافات العميقة بين دولها

أشار آلان دو نيف، الباحث في المعهد الملكي العالي للدّفاع في بروكسيل، إلى صعوبة التوصّل إلى اتفاق قريب بين روسيا وأوكرانيا وذلك بسبب الشروط الروسية وعدم التوافق على عدّة نقاط. واعتبر الباحث نفسه، قرار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بأنّه شكّل مفاجأة، حين أعطى أوامره إلى أوكرانيا، بضرب العمق الروسي، ردًّا على وجود أفراد من جيش كوريا الشمالية في الحرب، ومن شأن هذا المعطى أن يُساهم في تدويل النّزاع وديْمومته.

 

ويبدو أنّ أوروبا تواجه تحديًّا كبيرًا مع استمرار الحرب، إذ يتعيّن اتخاذ قرارات استراتيجية تتجاوز الخلافات العميقة بين الدول الأوروبية وكذلك الحسم في مسألة الرّفع من ميزانيات الدفاع.

 

كما أشارت المجلة إلى النّزاع الثاني في أوروبا والذي يدور بين أرمينيا وأذربيجان، مع تفوّق أذربيجان وتعقّد المصالح الاستراتيجية لعدّة بلدان في المنطقة ممّا يجعل القوقاز مهدّدةً بفقدان الاستقرار والسِّلم؛ خصوصًا مع التحالف التركي الأذربيجاني.

 

سنة 2023 ارتفع مؤشر العنف بشكلٍ رهيب لتصبح الإكوادور من أخطر دول أميركا الجنوبية

في المِحور المخصّص للنزاعات في أميركا الجنوبية، توقّفت المجلة عند استمرار النّزاع بين الدولة والعصابات في المكسيك، وتَشَكُّلِ نظامٍ سياسي جديد في الخفاء، بسبب علاقة عددٍ من السياسيين ورجال الأعمال بقيادة العصابات والاستثمار في المخدّرات. ومعلوم أنّ المكسيك تحتلّ المرتبة 96 في مؤشِر "نورماندي للسلم". كما رصدت المجلة واقع الحال في دولة فنزويلا التي تحتلّ المرتبة 125 في المؤشِّر نفسه، والتي تعاني من الهشاشة بسبب العقوبات الدولية.

 

ويُعتبر الإكوادور البلد الثالث في أميركا الجنوبية، الذي يعاني بدورِه من أزمة أمنية بسبب العنف. ويُلاحَظ أنّ هذا البلد، كان مؤشر العنف فيه، سنة 2014، من أفضل المؤشِّرات في المنطقة، لكن في سنة 2023، ارتفع مؤشر العنف بشكلٍ رهيب، لتصبح الإكوادور من أخطر دول أميركا الجنوبية في العنف الناتج عن الإجرام، وذلك بسبب الهشاشة البنيويّة للدّولة وعدم الاستقرار السياسي وعدم المساواة الاجتماعيّة، الشيء الذي ساهم في الانحدار إلى العنف والجريمة المنظّمة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram