لم يكن مفاجئاً مشهد نفوق آلاف الأسماك على شاطئ وضفاف بحيرة القرعون... هذه البحيرة التي امتلأت بـ"مجارير" الفساد والهدر، أصاب وباء خطير أسماكها، ومزّق أنسجتها الداخلية. "دولة مفلتة مجاريرها على شعبها"، هكذا وصف المدير العام للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني د. سامي علوية، في حديث عبر "ليبانون ديبايت"، الوضع في البحيرة.
وأكد علوية أن "مشكلة تلوث بحيرة القرعون عمرها عشرات السنوات، وتسبّب بها إهمال مشاريع المجاري الصحية. ومنذ القرن الماضي، والبلديات مع مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الطاقة، تُحوّل مياه الصرف الصحي في البقاع (الشمالي والأوسط والغربي) إلى نهر الليطاني، ومن النهر إلى بحيرة القرعون، بالإضافة إلى التلوث الصناعي والكيميائي والبيولوجي الذي أصاب مياه البحيرة".
وسأل عن "ملايين الدولارات الموجودة لدى مجلس الإنماء والإعمار، من أجل تنظيف نهر الليطاني"، قائلاً: "تم توفير 55 مليون دولار و1100 مليار ليرة لهذه الغاية، ومجلس الإنماء والإعمار هو المسؤول عن تنفيذ محطات تكرير لمعالجة مشكلة الصرف الصحي"، لافتاً إلى أن "هذه المياه يمكن استخدامها للثروة السمكية والزراعية وفي توليد الطاقة الكهربائية، ولكن كل هذه الثروات نحن نخسرها، لأن الدولة لا تريد أن تحسن إدارة ملف الصرف الصحي في لبنان، وهي المسؤولة عن تلوث بحيرة القرعون، فـ"الشعب اللبناني بعدو بالمجارير من ورا دولته"".
وعن الأسماك النافقة، قال علوية: "بعد فحص عيّنات منها وتشريحها، تبيّن أن أنسجتها من الداخل متهتّكة وأصابها نزيف داخلي، ليكشف المختصون أنها أُصيبت بـ"SVC" وهو فيروس يصيب أسماك "الكارب" في فصل الربيع. ونحن نقوم بلملمتها والتخلص منها، لندرس بعدها كيفية تفادي انتقال هذه الكارثة إلى مسطحات مائية أخرى، وحماية الثروة السمكية في لبنان، وذلك بالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية. كما راسلنا مجلس الوزراء، ووزارات الداخلية والدفاع والطاقة والشؤون الاجتماعية، وطالبناهم بالضغط من أجل تفعيل مشروع تنظيف نهر الليطاني".
نسخ الرابط :