افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 12 حزيران 2024

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الأربعاء 12 حزيران 2024

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة الأخبار:

جعجع يطلب من باسيل تأييده للرئاسة!

 

تعليقاً على حراك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، استعار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمس «مرتا» من جبران خليل جبران، مخاطباً باسيل بالقول: «مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك...»، فيما توحي أوساط جعجع بأن «ناسك معراب» يرفض إعطاء باسيل موعداً لم يطلبه الأخير. لكن بعيداً عن هذا «الترفّع»، علمت «الأخبار» أن جعجع تواصل في اليومين الماضيين، مع باسيل، عبر القناة الرسمية المعتمدة بينهما، طالباً من الأخير تأييد ترشيح قائد القوات لرئاسة الجمهورية!فبعد دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الأحد الماضي، القوى المسيحية إلى التوافق على انتخاب رئيس حزب القوات اللبنانية لتكون المنازلة بينهما في مجلس النواب، يبدو أن الدعوة دغدغت أحلام جعجع الرئاسية، إذ سارع قائد القوات إلى التواصل عبر القنوات الرسمية المعتمدة مع رئيس التيار الوطني الحر، أكثر من مرة، طارحاً إلزام فرنجية بما ألزم به نفسه بدعوته إلى حصر المنازلة بينه وبين جعجع. وفي المعلومات أن رسائل جعجع تضمّنت إقراراً بـ«صعوبة انتخابي رئيساً»، إلا أنه طلب من باسيل دعمه بحجة «التسكير على فرنجية».
إلى ذلك، تواصلت أمس المساعي واللقاءات السياسية التي يقوم بها الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة، والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، لتقريب وجهات النظر تمهيداً لترتيب لقاءات تشاورية تسهّل عقد جلسات نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، إذ التقى باسيل النائبين فيصل كرامي وفريد الخازن، كما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من «اللقاء الديمقراطي» كرامي وأعضاء تكتل «التوافق الوطني» النواب محمد يحيى وعدنان طرابلسي وحسن مراد، وتغيّب النائب طه ناجي لأسباب عائلية. كما التقى الديمقراطي كتلة «تحالف التغيير» التي تضم النواب وضاح الصادق ومارك ضو وميشال الدويهي.
وبحسب المصادر، فإن حركة باسيل تهدف في جانب منها إلى سحب ورقة المعارضة من يد جعجع، مع سعي لجمع كتلة نيابية كبيرة يمكن من خلالها أن يفرض تخلي المعارضين عن دعم ضمني لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، وأن يستخدم هذا الوزن النيابي لإقناع الثنائي أمل وحزب الله بسحب ترشيح فرنجية.

وما يقوم به باسيل لا يختلف في جوهره عما بدأه الحزب التقدمي الاشتراكي وقبلهما تكتل «الاعتدال»، وهو محاولة لملء الفراغ الناجم عن جمود الاتصالات الخارجية بشأن لبنان، ومحاولة للاستفادة من آخر رسالة نقلها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان بالدعوة إلى خيار جديد خارج المرشحين الحاليين. لكن مشكلة هذه المحاولات ليست في استمرار الانقسام السياسي الداخلي حول الرئاسة، بل في كون التحرك لا يأخذ في الاعتبار الظروف الإقليمية والدولية الحاسمة في ملف الرئاسة، سيما أن أبرز اللاعبين يقرون حالياً بأن الملف الرئاسي عالق فعلياً بين استمرار الحرب ودخول الولايات المتحدة مدار انتخاباتها الرئاسية وانشغالها عن الملفات الأخرى.
ولم تحقق مشاورات باسيل في يومها الثاني، وفقَ ما أكّدت مصادر مطّلعة، أكثر من تثبيت نفسه في موقع الطرف الثالث الذي يريد أن يكون صلة وصل بين الثنائي حزب الله وحركة أمل وحلفائهما من جهة والمعارضة التي تقاطع معها على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وقالت المصادر إن غالبية الأطراف حذرة في التعاطي مع باسيل، ولا سيما فريق المعارضة الذي لا يزال مقتنعاً بأن رئيس التيار يستهدف من حراكه هذا «الضغط على حزب الله لسحب ترشيح فرنجية ليس إلا، ولا يمانع في الاتفاق مع الحزب على رئيس ثالث لا يستفزّ الحزب»، علماً أن «المعارضة بغالبيتها، لا القوات حصراً، تسعى إلى الإتيان برئيس مواجهة». وأشارت المصادر إلى أن «تراجع بعض قوى المعارضة عن المطالب السابقة والقبول بالحوار ليسا دليلاً على جدية أو تحوّل. فقد بات كل طرف ينتظر من الطرف الآخر تعطيل المبادرة لتقاذف المسؤوليات مع اقتناع الجميع بعدم فائدة أي تحرك».

***********************

افتتاحية صحيفة البناء:

حماس والجهاد تربحان بالنقاط بالذكاء المقاوم على الذكاء الصناعي لمبادرة بايدن
ردّ المقاومة يربط بدء المرحلة الثانية بانتهاء المفاوضات على اتفاق إنهاء الحرب واشنطن والقاهرة والدوحة: لدراسة متأنية وتقييم الردّ ومواصلة الجهد التفاوضي

 

 أسدل الستار على الحملة المبرمجة والمكثفة التي شنتها واشنطن وتل أبيب، لفرض حصار سياسي ودبلوماسي وإعلامي على المقاومة، وتحميلها مسؤولية استمرار الحرب، وتقديم نموذج متوحش مثلته غزوة مخيم النصيرات لترويع الشعب الفلسطيني من مخاطر هذا الاستمرار. وبعد عشرة أيام من إعلان مبادرة بايدن، قدمت المقاومة ردها المكتوب، ولم تؤثر في موقفها وتأنيها واستثمارها لذكاء التوقيت كل الضغوط والملاحقات والاتصالات والتصريحات التي تمت تحت عنوان، الكرة في ملعب حركة حماس والمقاومة، وعلى المقاومة وحماس عدم إضاعة الفرصة، والعالم كله ينتظر حماس، كما قال بلينكن واضاف أن على الدول العربية والشعوب العربية الضغط على حماس للقبول العلني الصريح بلا شروط للصفقة.
ربحت المقاومة بالنقاط، باستخدامها للذكاء المقاوم، في مواجهة مبادرة تقول تقارير أميركية أنها ولدت عبر الاستعانة بالذكاء الصناعي، من خلال أخذ النص الذي قدمه وليم بيرنز لقطر ومصر بعد مفاوضات شاقة مع قيادة المقاومة كعرض أخير، وانتهى في السادس من أيار بموافقة المقاومة على العرض الأخير، وتمت عملية فصل للنقاط التي اعترض كيان الاحتلال على وجودها في العرض بموجب مذكرة قدمها للوسطاء، وتمت إعادة ترتيب النص المكتوب بما يتناسب مع اعتراضات الكيان، وإحالة النقاط التي تمثل الاستجابة لطلبات المقاومة، الى المداخلة الشفوية التي قدمها الرئيس جو بايدن في مؤتمره الصحافي، بحيث تكون على المقاومة الموافقة على نص مكتوب لا يحقق لها ايا من مطالبها الأساسية بداعي أن الرئيس الأميركي قال إن هذه الموافقة سوف تحقق تلك المطالب، وهنا كانت أهمية ذكاء التوقيت هي الحاسمة، فصمدت المقاومة أمام الضغوط واستثمرت على الوقت، ونجحت بضمان موقف روسي صيني يرفض إصدار قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعم مبادرة بايدن دون تضمينه التعهدات الشفوية التي أوردها بايدن والتي تشكل طلبات المقاومة، وهي جوهر ما يدعو إليه القانون الدولي في تدخل مجلس الأمن في مثل حالة الحرب على غزة، وهي تحديدا، الدعوة لإنهاء الحرب، والدعوة لانسحاب كامل لجيش الاحتلال من كل مناطق قطاع غزة.
ذكاء التوقيت كان بتمرير ثلاثة استحقاقات قبل تقديم الرد، الأول موعد الثامن من حزيران الذي أعلن عضو مجلس الحرب في الكيان أنه موعد استقالته ما لم يذهب بنيامين نتنياهو الى صفقة تعيد الأسرى، وعندما مدد غانتس المهلة انتظرت المقاومة حتى أعلن استقالته وتلقت حكومة نتنياهو الصفعة الأولى، ثم جاء الاستحقاق الثاني وهو موعد التصويت على قانون الجندية، وقضية إعفاء الحريديم، وتلقت حكومة نتنياهو الصفعة الثانية بتصويت وزير الحرب يوآف غالانت ضد القانون، حتى جاء أول الاستحقاق الثالث وهو التصويت على مشروع القرار الأميركي الداعم لمبادرة بايدن، بعد تعديله ثلاث مرات، بحيث تضمن ما تريده المقاومة من طلبات تجنبا لاستخدام الفيتو.
هنا دقت ساعة الرد، فاجتمع قادة حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي لأول مرة في تقديم رد، وبدت صورة القائدين اسماعيل هنية و زياد نخالة يقرآن ويعدلان على النصوص، ذات معنى، في تأكيد وحدة المقاومة وتماسك صفوفها في مقابل التفكك الذي ينخر الكيان، وكان الرد ذكيا ومرنا و هادئا، لكنه مستند إلى قرار مجلس الأمن، وليس إلى كلام بايدن، طالما أن واشنطن تعتبر القرار تأييدا للمبادرة.
مصادر متابعة للملف تقول إن المقاومة ضمنت ردها الكثير من الملاحظات، خصوصا تأكيدها لعنواني الوقف النهائي للحرب والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، لكن يبقى الأهم هو الرد ينطلق من أن الإشارة الى استمرار وقف اطلاق النار بعد نهاية المرحلة الأولى، إذا استدعى التفاوض على وقف الحرب نهائياً مزيداً من الوقت، بحيث يستدعي لضمان التوصل إلى اتفاق وتحقيق التوازن بين مصالح الفريقين، الاحتلال والمقاومة، ربط تنفيذ المرحلة الثانية بانجاز الاتفاق النهائي الذي يعلن إنهاء الحرب، بحيث لا يتمّ الإفراج عن الأسرى من الذكور الأحياء، الضباط والجنود خصوصا، إلا بعد الإعلان عن نهاية الحرب والالتزام بتنفيذ الانسحاب الشامل.
وبعدما سلّمت قوى المقاومة ردّها، أعلنت واشنطن والدوحة والقاهرة انها بصدد دراسة متأنية للملاحظات، وتقييم الردّ والتمسك بمواصلة مساعي الوساطة التفاوضية حتى يتحقق التوصل إلى اتفاق، فربحت المقاومة بالنقاط حيث أريدَ لها أن تخسر بالضربة القاضية.
يواصل التيار الوطني الحر حراكه تجاه القوى السياسية من اجل فتح كوة في جدار الازمة الرئاسية، والتقى النائب جبران باسيل امس، النائب فيصل كرامي الذي اعتبر أن «علينا أن نبقي خطوط التواصل مفتوحة للخروج من الازمة الرئاسية التي هي مفتاح كل الحلول والحوار والتشاور هو المخرج الوحيد وما طرحه الرئيس بري خريطة طريق ونذهب من دون شروط مسبقة». أما باسيل فأشار الى انه تم الاتفاق على عدة أمور منها وجوب عدم استمرار الفراغ الرئاسي، وقال: «لا حل الا بالتفاهم والتوافق على رئيس «لأن غير هيك ما حدا ح يقدر يوصل رئيس واي رهان على فوز فريق على آخر هو فشل»…. على أن تكون محطتاه المقبلتان اليوم مع النائب تيمور جنبلاط وكتلة الاعتدال.
وكرر باسيل خلال اجتماع تكتل لبنان القوي طرحه انتخاب رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب على دورتين بما يؤمن البعدين الميثاقي المسيحي والوطني، غير أن هذا الطرح يستلزم تعديلاً دستورياً ونصاب الثلثين، وهو أمر إذا تأمن يمكن عندئذ استبدال التعديل بالانتخاب.
وعُقد مساء امس، في دارة النائب فريد هيكل الخازن في جونية، لقاء بين «التكتل الوطني المستقل» ورئيس «التيار الوطني الحر اكد بعده الخازن أن «الوضع الرئاسي معقد ولا بد من ان تكون هناك لقاءات وتفاهمات بين القوى السياسية للتوصل الى انتخاب رئيس».
وفي إطار جولته على القوى السياسية، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديمقراطي، أعضاء تكتل التوافق الوطني، فيصل كرامي ومحمد يحيي وعدنان طرابلسي وحسن مراد.
وليس بعيداً، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة وفدا من تكتل التوافق الوطني النيابي. ونقل النائب محمد يحيى عن رئيس المجلس قوله: «إن بعض الكتل وبعض النواب المنفردين ومن خلال اللقاءات والتحاور استطاعوا التوصل إلى نتيجة والتراجع عن المطالب السابقة والقبول تقريباً بالحوار. وتمنى ان تكون النيات صافية لأننا فهمنا أن بعض الكتل ومنها التيار الوطني الحر لديهم النية للمشاركة بالحوار او التشاور ونتمنى من كل الكتل ان تلبي هذا المطلب». واعتبر يحيى «لو اننا مشينا بالذي طرحه الرئيس بري، ومن الطبيعي وفقا للقانون والاصول أن يدير رئيس مجلس النواب هذ الحوار في المجلس النيابي»… وأشارت المعلومات الى ان «برّي وكرامي تداولا بالمبادرات القائمة ولا سيما جهود الخماسيّة وبرّي مصمّم على الحوار الذي طرحه أي 7 أيام حوار تليها جلسات متتالية حتى خروج الدخان الأبيض». وبينما استقبل الرئيس بري الوزير السابق غازي العريضي وبحث معه في الاوضاع والمستجدات السياسية والميدانية، اكدت مصادر الاشتراكي لـ»البناء» ان المبادرات المطروحة اليوم ايجابية لكن الأهمية تكمن في الوصول الى تفاهمات والابتعاد عن منطق التعطيل، مشددة على اهمية الحوار كمدخل لأي حوار، ورداُ على سؤال حول ما يطرح عن كتلة تضم الاشتراكي والاعتدال والتيار الوطني الحر والتي من شأنها ان تكون بيضة القبان في البرلمان، شددت المصادر على ان الاشتراكي يرفض هذه المقاربة ولن يكون تحت خيمة أحد، فهو يعمل على إيجاد قواسم مشتركة بين المكونات السياسية.
واعتبر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّ «التواصل بين جميع الأفرقاء السياسين ضروري ومهم في هذه المرحلة». وشدد على أهمية الحوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية. ورأى جنبلاط أنّ «الحوار الذي يطالب به رئيس مجلس النواب ضروري وهو الذي ينقذ لبنان، لافتًا إلى أنّ لبنان قائم على الحوار أصلًا».
وأبدى نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب خشيته مجددًا ألّا ينتخب هذا المجلس رئيسًا للجمهورية، وأن نبدأ التحضيرات لاقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي».
ومن الأردن أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال مؤتمر الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة، إلى أنّ «نهج التدمير الذي تتبعه اسرائيل لا سابق له في التاريخ ونختبره يوميا في لبنان على ارض جنوبنا الغالي». وناشد ميقاتي «دول العالم التدخل بكل قوة لوقف ما يحصل بعد 75 عاما من تجاهل حقوق الفلسطينيين على أمل أن يكون قرار مجلس الأمن الرقم 2735 الذي صدر بالأمس والذي نرحّب باسم الدولة اللبنانية بكونه الخطوة الأولى ولو متواضعة نحو الاستقرار». وأكّد أنّ «لبنان مستعد اليوم لإغاثة مصابي غزة خاصة الأطفال في مستشفياته ومؤازرتهم تعبيرا عن تضامنه معهم اضافة الى المساعدة في تجهيز كوادر طبية وتأهيلها للتعويض عن قتل إسرائيل لمئات العاملين في القطاع الصحي». واضاف ميقاتي أنّنا «مستعدون للتعاون مع السلطة الفلسطينية لإنجاز الترتيبات الادارية اللازمة لتسهيل عبور الجرحى لمعالجتهم ومن ثم عودتهم معافين سريعا الى بلادهم». وتابع: «لكم أيها الأحبة أن تتخيلوا حجم الأضرار الحاصلة في لبنان نتيجة العدوان المستمر منذ الثامن من تشرين الاول الفائت». وأردف: «جنوبنا وأهله أيها السادة في نكبة حقيقية لا وصف لها والعدوان المستمر يمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهج محوّلا جنوب لبنان ارضًا قاحلة ومحروقة». وختم ميقاتي: «لبنان الرمز سيبقى بلدا لكم مهما عصفت الأزمات».
وعلى هامش المؤتمر، استقبل ميقاتي في الاردن، في حضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الذي أكد تفهم الموقف اللبناني من مسألة النازحين السوريين في لبنان»، مشيراً الى ان «القادة الاوروبيين مدركون للضغوط التي يشكلها هذا الملف على لبنان ويعتبرون أن مسار الحل لهذه المعضلة سيتسارع بعد الانتخابات الاوروبية». كما اعتبر «ان انطلاق مسار وقف اطلاق النار في غزة سينعكس حكما تهدئة في جنوب لبنان».
وعقد ميقاتي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الذي شدد على أن بلاده تدعم لبنان في موضوع معالجة أزمة النازحين السوريين ومعالجة تداعيات هذا النزوح، ووعد بنقل واقع وموقف لبنان على مستوى الاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، تم تأليف لجنة فرعية برئاسة رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان للقوانين المالية المتعلقة بالودائع وبإدارة أصول الدولة والصندوق الائتماني.
وبينما يركز وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيركز بشكل أساسي على الجهود الهادفة لاحتواء التصعيد في الجبهة الشمالية تشير اوساط سياسية لـ»البناء» الى توافق دولي لمنع حرب إسرائيلية على لبنان ولمنع بنيامين نتنياهو من التصعيد، معتبرة ان هناك ترقبا لما يمكن ان تخرج به زيارة بلينكن التي تشمل القاهرة والأردن وتل أبيب في سياق مساعي التهدئة لا سيما أن نجاح مقترح الرئيس الاميركي جو بايدن من شأنه ان يفتح أبواب التسوية في المنطقة ويقطع دابر توسع الحرب لا سيما في لبنان.
وأكد الجيش الإسرائيلي «إسقاط مُسيّرة تابعة لسلاح الجو في سماء لبنان، وهي الخامسة منذ بدء الحرب». كما أعلن حزب الله في بيان أنه «أثناء المراقبة والمتابعة الدائمة لحركة العدو في الأجواء اللبنانية، كمن مجاهدو المقاومة الإسلامية لمُسيّرة من نوع هرمز 900 مسلحة بصواريخ لتنفذ بها اعتداءات على مناطقنا، وعند وصولها إلى دائرة النار استهدفها المجاهدون بأسلحة الدفاع الجوي، قبل تنفيذ اعتدائها وأصابوها إصابة مباشرة وتم إسقاطها». في المقابل، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بست غارات مواقع لحزب الله وشاحنة أسلحة على الطريق ما بين مدينة القصير والحدود اللبنانية، فيما أفيد عن سقوط صاروخ في منطقة فنيدق العكارية. ونعى حزب الله عباس محمد ناصر من بلدة طيرفلسيه، وبلال وجيه علاء من بلدة مجدل سلم وهادي فؤاد موسى من بلدة شبعا. وأدت غارة إسرائيليّة على أحد المنازل في بلدة جويا، الى استشهاد علي صوفان ونجله.
كذلك شن الطيران الحربي الإسرائيلي، عدواناً جوياً مستهدفاً مكان وقوع المسيّرة في مرتفعات جبل الريحان، والتي أسقطتها المقاومة قبل ربع ساعة من الغارة. كما شن الطيران المعادي غارة، مستهدفاً بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. كما شن غارتين جويتين على بلدة عيتا الشعب، واستهدفت غارة محيط جبل بلاط لجهة راميا.
من جهة ثانية، أقرّ جيش العدو أنه تمّ إطلاق “صواريخ اعتراض نحو المُسيّرات التي اخترقت من لبنان وسقطت في شمال هضبة الجولان لكن محاولات الاعتراض فشلت.

************************

افتتاحية صحيفة النهار

لبنان جبهة “إستراتيجية” في مبارزة الصواريخ والأعماق!

وسط دوران المشهد السياسي الداخلي في دوامة العقم الرئاسي وتعدّد الوساطات والتحركات بلا أي افق جديّ لبلوغ أي اختراق إيجابي وشيك، عاد التصعيد “النوعي” بل “الإستراتيجي” الميداني بين إسرائيل و”الحزب” إلى واجهة التحديات اللبنانية في ظل خطورة التطورات التي سجلت في الساعات الماضية، والتي من شأنها تكبير احتمالات استباحة لبنان امام حرب شاملة.

 

ومع أن العالم يترقب مصير أقوى حملة #ديبلوماسية ضاغطة تتولاها الديبلوماسية الأميركية عبر الجولة الثامنة لوزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في المنطقة منذ اشتعال حرب غزة، إلا أن لبنان بدا معنياً على نحو أساسي بجلاء نتائج هذه الحملة الهادفة إلى وقف الحرب بما سينسحب حتماً على الجبهة اللبنانية كما سبق للمسؤولين الأميركيين أنفسهم أن اكدوا مراراً. ولذا أثارت موجة تبادل تسديد الأهداف البعيدة المدى التي شهدتها الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية ليل الاثنين وفجر الثلثاء مخاوف متزايدة في ظل تطورين اثنين: الأول، غلبة الطابع الإستراتيجي الحربي على الغارات الإسرائيلية التي طاولت للمرة الأولى البعد الأعمق في لبنان في منطقة #الهرمل رداً على تكثيف “الحزب” في الآونة الأخيرة استخدام “سلاح كاسر” عبر منظومة صواريخ أرض – جو المضادة للطيران الحربي الإسرائيلي. وبذلك فتحت المواجهة على مزيد من الشراسة واستدراج أسلحة ومفاجآت جديدة يمكن أن تتسع معها المواجهات إلى حدود وسقوف غير مسبوقة منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. والتطور الثاني أن الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية بدت كأنها تسابق بتداعياتها الخطيرة مجريات الحرب في غزة بدليل أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يتمالك في كلمته أمام مؤتمر عمان لإغاثة غزة أن يُطلق نفير طلب الاستغاثة للجنوب اللبناني المنكوب أسوة بغزة نفسها.


 

إذن، غلب واقع التصعيد الميداني على المشهد السياسي الداخلي بعدما توسعت الغارات الإسرائيلية نحو أقصى الهرمل في #البقاع. وأعلن “الحزب” أمس أنه رد ‏على ذلك بقصف مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع ‏لفرقة #الجولان 210 في ثكنة يردن بعشرات صواريخ الكاتيوشا وأن وحدة الدفاع الجوي ‏لديه تصدت منتصف ليل الاثنين- الثلاثاء لطائرة انتهكت الاجواء ‏اللبنانية، وأطلق باتجاهها صاروخ أرض – جو، كما أعلن أن عناصره استهدفوا تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في محيط مستوطنة نطوعا بالأسلحة المناسبة، ومبنى آخر يستخدمه الجنود في ‏مستوطنة المطلة.

 

وفي المقابل، أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي انه ردًّا على إسقاط “الحزب” طائرة مسيّرة لسلاح الجو عملت في الأجواء اللبنانية، أغارت طائرات حربية على مجمع عسكري يتبع للوحدة 4400 وحدة القوة اللوجستية في “الحزب” والهادفة إلى نقل الوسائل القتالية إلى لبنان وداخله وتم استهداف منطقتيْن داخل المجمع الذي يقع في منطقة بعلبك في عمق لبنان. كما تم استهداف كواقع أخرى في منطقة عيترون جنوب لبنان”.

 

وكان الطيران الإسرائيلي نفذ ليل أمس سلسلة غارات عنيفة استهدفت منطقة حوش السيد علي في قضاء الهرمل. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت رتل شاحنات قرب منطقة القصير على الحدود بين سوريا ولبنان، والتي يسيطر “الحزب” على جانبيها السوري واللبناني. وقد نجت بلدة فنيدق في عكار من كارثة لدى سقوط صاروخ على منزلين متجاورين بما احدث اضراراً فادحة وأثار ذعراً واسعاً وأصيب ثلاثة أطفال وشاب إصابات طفيفة.


 

وحضر الواقع الميداني للجنوب في الكلمة التي القاها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الأردن متطرقاً الى ارتدادات حرب غزة على أرض لبنان قتلاً وتهجيراً وتدميرا. وقال في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة الذي انعقد في عمان أنّ “نهج التدمير الذي تتبعه إسرائيل لا سابق له في التاريخ ونختبره يومياً في لبنان على أرض جنوبنا الغالي”. وأكّد أنّ “لبنان مستعد اليوم لإغاثة مصابي غزة خاصة الأطفال في مستشفياته ومؤازرتهم تعبيراً عن تضامنه معهم إضافة الى المساعدة في تجهيز كوادر طبية وتأهيلها للتعويض عن قتل إسرائيل لمئات العاملين في القطاع الصحي”.

 

وتابع: “لكم أن تتخيلوا حجم الأضرار الحاصلة في لبنان نتيجة العدوان المستمر منذ الثامن من تشرين الاول (أكتوبر) الفائت. جنوبنا وأهله في نكبة حقيقية لا وصف لها والعدوان المستمر يُمعن في القتل والتدمير والحرق الممنهج محوّلاً جنوب لبنان أرضًا قاحلة ومحروقة”.

 

حركة ولا اختراق


وأما في المشهد السياسي الداخلي، فلم تبدل صورة كثافة التحركات من مضمون الانسداد بحيث ظلت المواقف السياسية الأساسية تدور حول نفسها بما يستبعد معه أي توقعات متفائلة في إمكان إيجاد فسحة وسطية في الخلاف العميق الحاد بين “الثنائي الشيعي” تحديداً وقوى المعارضة لا سيما منها “القوات اللبنانية” حول موضوع التشاور أو الحوار .

 

وفي إطار الجولة التي يقوم بها منذ أيام التقى رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل النائب فيصل كرامي الذي اعتبر أن “علينا أن نبقي خطوط التواصل مفتوحة للخروج من الأزمة الرئاسية التي هي مفتاح كل الحلول، والحوار أو التشاور هو المخرج الوحيد وما طرحه الرئيس بري خارطة طريق ونذهب من دون شروط مسبقة”.

 

بدوره، أشار باسيل إلى أن “لا حل إلا بالتفاهم والتوافق على رئيس “لأن غير هيك ما حدا حيقدر يوصل رئيس” وأي رهان على فوز فريق على آخر هو فشل”. أيضاً، في اطار جولته على القوى السياسية، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من اللقاء الديموقراطي في منزل الرئيس عمر كرامي، أعضاء تكتل “التوافق الوطني”، فيصل كرامي ومحمد يحيى وعدنان طرابلسي وحسن مراد. واجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري مع وفد من تكتل “التوافق الوطني النيابي” ضم النواب: فيصل كرامي، حسن مراد، عدنان طرابلسي ومحمد يحيى الذي أكد “أن رأينا ورأي الرئيس نبيه بري أننا لا نستطيع أن نصل الى انتخاب رئيس للجمهورية إلا بالحوار”.


 

في المقابل رد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ضمناً على المواقف الأخيرة للرئيس بري، فكتب على حسابه عبر منصة “إكس”: مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك، وهذه الاقتراحات كلها لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي… المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية. مرتا مرتا، إذا كنت تصرّين على الحوار جدياً، مع أنه ليس معروفاً عن العديد من حلفائك أنهم جماعة حوار، فبيوتنا جميعاً مفتوحة، وممثلونا يلتقون ممثليكم كل يوم وكل لحظة، ونحن جاهزون لأي تشاور كما يجب أن يكون التشاور قبل أي جلسة انتخابية”.

 

وفي موقف لافت جديد رأى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أن “كل ما نقوم به لن ينتظم من دون انتخاب رئيس جمهورية، وهو أمر لن يحصل من دون الكلام مع بعضنا البعض بأي صيغة كانت”. وقال في تصريح بعد جلسة اللجان المشتركة: “أخشى مجددًا ألّا ينتخب هذا المجلس رئيسًا للجمهورية، وأن نبدأ التحضيرات لاقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي” .

****************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

 

غارة إسرائيلية استهدفت ليلاً منزل نائب من “الحزب” في جويا وإصابات عدّة

تصعيد الجنوب يُسابق هدنة غزة وبلينكن يتوقّع هدوءاً على حدود لبنان

 

إتّخذ التصعيد الميداني أمس على الجبهة الجنوبية وصولاً الى الحدود الشرقية مع سوريا بعداً يتصل بالحركة الدولية لوقف إطلاق النار في حرب غزة. وتزامن التصعيد مع مواصلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولته في الشرق الأوسط للدفع قدماً بخطة وقف إطلاق النار في غزة التي نالت دعم مجلس الأمن. وأعاد مراقبون التذكير بأنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين أكد سابقاً أنه سيتحرك فور نجاح الهدنة في غزة لطرح مخطط حل ينهي النزاع على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.

 

وفي التطورات الميدانية، أفادت أوساط إعلامية أنّ القصف الإسرائيلي طاول ليلاً منزل النائب في كتلة «الحزب» حسين الجشي في جويا. أما «الوكالة الوطنية للإعلام» فذكرت أنّ غارة اسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ منزلاً في جويا، وقد توجهت سيارات الاسعاف الى المنطقة المستهدفة، وأفيد عن سقوط إصابات قدّر عددها بعشرة بين قتيل وجريح.

 

كما قتل نهاراً مدني جراء القصف الإسرائيلي على الجنوب، بعد ساعات من نعي «الحزب» ثلاثة من مقاتليه قضوا بضربات استهدفت ليل الاثنين الثلاثاء منطقة الهرمل.

 

كما سقط مساءً جريحان واحترقت سيارة من نوع «رابيد» كانا يستقلانها، في الغارة الاسرائيلية التي استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدتي ياطر ودير عامص. ونقل الجريحان إلى مستشفى تبنين الحكومي.

 

وأعلن «الحزب» استهدافه «بعشرات صواريخ الكاتيوشا» ثكنة يردن الواقعة في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، «رداً على اعتداء العدو الصهيوني الذي طاول منطقة البقاع».

 

وليلاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته المقاتلة قصفت أهدافاً لـ»الحزب» بما في ذلك مبنى عسكريّ، وموقع إطلاق، وبنية تحتية في منطقة عيترون، بالإضافة إلى بنية تحتية لـ»الحزب» في ميس الجبل.

 

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته الحربية أغارت خلال الليل على مجمع عسكري في منطقة بعلبك تابع لـ»الحزب» وقال إنه مسؤول عن «تهريب الأسلحة من لبنان وإليه». وأشار الى أنّ القصف طاول أيضاً موقعين في المنطقة، وذلك رداً على إسقاط «الحزب» مسيّرة إسرائيلية.

 

وأدى القصف الى تدمير مبنى بالكامل في منطقة الهرمل.

 

وبحسب مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن، طاولت إحدى الضربات الإسرائيلية قافلة مؤلفة من شاحنات وصهاريج عند الحدود السورية اللبنانية، حيث ينتشر «الحزب « على جانبي الحدود، ما أسفر كذلك عن مقتل ثلاثة سوريين من العاملين مع «الحزب».

 

ومن التطورات الميدانية الى التحركات الديبلوماسية، وبحسب وسائل الإعلام الاسرائيلية كرّر بلينكن قوله لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّ «الاقتراح المطروح يمهد الطريق أمام الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل» مع لبنان، وأمام «تكامل أكبر» بين إسرائيل «ودول المنطقة».

 

وتأتي زيارة بلينكن الثامنة إلى الشرق الأوسط منذ 7 تشرين الأول الماضي في وقت تسعى واشنطن إلى زيادة الضغط على «”حركة ح “» وإسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وضمان عدم توسع الحرب إلى لبنان، حيث انخرط «الحزب» في مناوشات حدودية شبه يومية مع إسرائيل.

**************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

حركة لافتة لإنهاء الشغور الرئاسي اللبناني تثمر ليونة نيابية تجاه «حوار بري»

بوصعب يخشى ألا ينتخب هذا البرلمان رئيساً

 

أعرب نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب عن خشيته من «ألّا ينتخب هذا المجلس رئيساً للجمهورية»، في أحدث تحذير من تداعيات الشغور الرئاسي الذي تسعى 3 مبادرات محلية لإنهائه، وفي مقدمتها حراك رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي جدّد تأكيده بأنه «لا حل إلا بالتفاهم والتوافق على رئيس».

 

وأبدت معظم القوى السياسية ليونة حيال الشرط الذي طرحه رئيس البرلمان نبيه بري لاستئناف الدعوات إلى جلسات انتخاب الرئيس، وهو الحوار أو «التشاور» المسبق؛ وذلك لتخطي معضلة واجهها البرلمان 12 مرة عندما فشل في انتخاب رئيس بأكثرية الثلثين (86 نائباً) في الدورة الأولى، أو تأمين نصاب الثلثين لانتخاب الرئيس بأكثرية النصف زائداً واحداً في الدورة الثانية.

 

وتفعلت الاتصالات والتحركات خلال الأسبوع الأخير في مسعى لتبديد العوائق التي تحُول دون التوافق على رئيس، أو تسهيل انتخابه، وسط خشية من أن يطول الفراغ بعد انقضاء نصف ولاية البرلمان الجديد، من دون انتخاب رئيس. وعبّر عن هذا الموقف نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب الذي رأى أن «كل ما نقوم به لن ينتظم من دون انتخاب رئيس جمهورية، وهو أمر لن يحصل من دون الكلام مع بعضنا بعضاً بأي صيغة كانت».

 

وقال بوصعب في تصريح بعد جلسة اللجان النيابية المشتركة: «أخشى مجدداً ألّا ينتخب هذا المجلس رئيساً للجمهورية، وأن نبدأ التحضيرات لاقتراح قانون يرمي إلى تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي».

 

وبموازاة هذه الخشية، رأى الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أنّ «التواصل بين جميع الأفرقاء السياسيين ضروري ومهم في هذه المرحلة». وأضاف: «أنا أشدد على أهمية الحوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية». وقال في حديث لموقع إلكتروني محلي إنّ الحوار الذي يطالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري «ضروري وهو الذي ينقذ لبنان»، لافتاً إلى أنّ لبنان قائم على الحوار أصلاً.

 

«التوافق الوطني النيابي»

 

وعلى صعيد اللقاءات بين القوى السياسية، عرض بري مع وفد من تكتل «التوافق الوطني النيابي»، المستجدات السياسية. وقال النائب محمد يحيى الذي تحدث باسم الوفد، إن «رأينا ورأي الرئيس نبيه بري أننا لا نستطيع أن نصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية إلا بالحوار».

 

وأضاف: «لقد فهمنا من بري أن بعض الكتل وبعض النواب المنفردين ومن خلال اللقاءات والتحاور استطاعوا التوصل إلى نتيجة والتراجع عن المطالب السابقة والقبول تقريباً بالحوار. نتمنى إن شاء الله أن تكون النيات صافية لأننا فهمنا أن بعض الكتل ومنها كتلة (التيار الوطني الحر) والنائب جبران باسيل الذي التقيناه، لديهم النية للمشاركة بالحوار أو التشاور نتمنى من كل الكتل أن تلبي هذا المطلب».

 

وكان التكتل نفسه اجتمع مع باسيل قبل اللقاء مع بري. وقال النائب فيصل كرامي بعد الاجتماع: «علينا أن نبقي خطوط التواصل مفتوحة للخروج من الأزمة الرئاسية التي هي مفتاح كل الحلول»، لافتاً إلى أن «الحوار أو التشاور هو المخرج الوحيد وما طرحه الرئيس بري خريطة طريق ونذهب من دون شروط مسبقة».

 

بدوره، أشار باسيل إلى «الاتفاق في هذا اللقاء على عدد من الأمور أولها أن الفراغ مؤذٍ للبلد، واستمراره يهدد بأخطار إضافية، وبالتالي لا مصلحة في استمراره»، كما لفت إلى أنه «لا حل إلا بأن نتفاهم ونتوافق على رئيس، وغير ذلك لا أحد يستطيع إيصال رئيس، هذا معطى واضح وأي رهان على تغييره يعني إبقاء الفراغ».

 

وتابع باسيل: «الأهم هو أن أي رهان على ربح أحد على الآخر هو فشل المرحلة المقبلة؛ لأن لا أحد استطاع أن يحكم البلد من خلال إقصاء الآخرين. لذا؛ فلنذهب بسرعة ونتفاهم على رئيس جمهورية توافقي يؤمن ما كنا نطرحه».

 

وفي سياق متصل باللقاءات والمبادرات، التقى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد من «اللقاء الديمقراطي»، أعضاء تكتل «التوافق الوطني»، فيصل كرامي ومحمد يحيي وعدنان طرابلسي وحسن مراد.

***********************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الحراك الداخلي: إيجابيات تنتظر الترجمة.. ولا حوار إلّا مع “كلّن يعني كلّن”

 

‏تتبّعت الأوساط السياسية على اختلافها أمس الاتصالات الديبلوماسية الجارية لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، معوّلة انسحابه على الجبهة اللبنانية الجنوبية، بما يعيد الاهتمام إلى الاستحقاق الرئاسي وسواه من القضايا الداخلية المطروحة، في وقت بدا من المواقف السياسية، أنّ المبادرات الجارية حول هذا الاستحقاق كأنّها تهدف إلى تمهيد الأجواء للشر وع في إنجازه فور حصول الهدوء على الجبهة الجنوبية ونضوج ما يُطبخ من تسوية إقليمية. ولكن هذه المبادرات أخرجت مواقف ايجابية من غالبية الذين شملتهم، لكنها تحتاج الى ترجمة عملية. في وقت تكوّن لدى المراقبين استنتاج مفاده أن لا حوار في شأن الاستحقاق الرئاسي الّا بمشاركة الجميع، او لا حوار إلّا مع «كلن يعني كلن».

فيما تنشط المساعي السياسية والديبلوماسية وتعمل محركات المفاوضات بأقصى قوتها للوصول إلى تسوية او هدنة في غزة تؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، انشغلت الساحة المحلية بعجقة اللقاءات والاتصالات والمبادرات التي هبّت مرّة واحدة بدفع قطري ومباركة «خماسية»، لكن حتى الساعة يبدو أنّها لا تزال «طبخة بحص» ولو انّها أعطت الانطباع بأنّها تفكّك الالغام الأخيرة من طريق التشاور او الحوار…

 

واكّد مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، انّ حركة بعض الكتل السياسية انطلقت اما من «حطة أيد» مع مسعى المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية، وأما من شعور بالخمول السياسي في البيت الداخلي، فكان القرار بإعادة تشغيل الماكينات وإجراء نوع من «الروداج» موجّه الى الأنصار أولًا قبل القوى السياسية الأخرى، حتى انّ بعض التصريحات تُطلق بشعبوية وبإدراك مسبق انّه لم يحن الوقت بعد للانتخاب الرئاسي، وانّ اللعب في الوقت الضائع لا يزال المتاح حالياً….

 

واكّد المصدر نفسه، انّ الدينامية التي اطلقها حراك رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل نتيجتها «صفر» طالما انّ هناك طرفاً يرفض الحوار، وانّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يذهب إلى حوار او آلية تشاور إلّا بمشاركة الجميع، اي حوار مع «كلن يعني كلن»، او لا حوار. اما موضوع «الخيار الثالث» الذي يتحدث عنه البعض فهو يُناقش في الإعلام فقط ولم يُطرح في المحادثات الجدّية. ونفى المصدر ان يكون «الثنائي الشيعي» قد لمح إلى القبول بهذا النقاش، لأنّ مرشحه لا يزال اولاً واخيراً رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وبالتالي كلٌ يغني على «رؤياه» في البحث عن التسوية.

 

حراك مكثف

 

وكان الحراك الرئاسي تكثف امس عبر استمرار جولات كتلتي «لبنان القوي» و«اللقاء الديموقراطي» على بقية الكتل النيابية، وسط جامع واحد يكمن في ضروة التشاور للتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.

 

وقال عضو كتلة «التوافق الوطني» النائب فيصل كرامي لـ«الجمهورية» بعد اجتماع التكتل مع وفدين من تكتلي «لبنان القوي» و»اللقاء الديموقراطي»: «في المبدأ، إنّ التواصل مشكور ومحمود اياً كان شكله ونوعه، خصوصاً في هذه الظروف. فـ«التيار الوطني الحر» و«اللقاء الديموقراطي» يسعيان إلى تقريب وجهات النظر وإيجاد قواسم مشتركة بين مختلف الاطراف للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية». واضاف كرامي: «في اللقاء مع وفد «تكتل لبنان القوي» ظهر انّ النائب باسيل فتح الأيدي للحل والحوار، لأنّ ظروف البلد، في رأيه، لم تعد تتحمّل مزيداً من الازمات، خصوصاً قي ظلّ الحرب الدائرة على الجنوب، ولذلك يجب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. وقد وافقه اعضاء كتلتنا هذا الرأي». وقال: «اكّد لنا النائب باسيل انّ التكتل سيحضر اي جلسة حوار او تشاور يدعو اليها الرئيس نبيه بري، والمهم هو تأمين نصاب الـ 86 نائباً (أكثرية الثلثين) لندخل التشاور او الحوار سواءً مع «القوات اللبنانية «وبعض الاطراف الاخرى او من دونها، طالما انّ الميثاقية ستكون مؤمّنة، وذلك لضمان حصول جلسات الانتخاب، لكن باسيل اكّد انّ حضور جميع الاطراف يكون افضل. وأثنى على مبادرة الرئيس بري».

واوضح كرامي «انّ تكتل «التوافق الوطني» أيّد مواقف باسيل خصوصاً لجهة توفير قواسم مشتركة عبر التشاور، وتمّ التوافق معه على استمرار التواصل».

 

وعن اللقاء مع كتلة «اللقاء الديموقراطي»، فقد شدّد كرامي على ما قال خلاله من انّه «إذا كان هناك من يراهن على فوز العدو الاسرائيلي في الحرب لفرض شروطه فهو واهم». وقال: «استوقفنا كلام عضو الكتلة النائب فيصل الصايغ من أنّ المهم في الحراك الجاري هو ان تصفو النيات». واضاف: «لقد توافقنا مع تيمور بك والوفد المرافق على ضرورة الاسراع في إجراء الانتخابات، وهو يسعى كما نحن للوصول الى قواسم مشتركة بين الكتل النيابية».

 

عند بري

وكان وفد من كتلة «التوافق الوطني» زار في ختام النهار الطويل رئيس المجلس نبيه بري، واستمع منه إلى حصيلة المشاورات واللقاءات التي جرت خلال الاسابيع الماضية. واوضح كرامي لـ«الجمهورية»، انّ بري «متمسك بمبادرته ولو بعد مرور سنة على طرحها، بحيث تُعقد جلسات تشاور لمدة اسبوع، أو اقل اذا أمكن، للتوافق على اسماء المرشحين، ثم تُعقد بعده ثلاث او اربع جلسات انتخابية ومن يفز خلالها من المرشحين فليفز». وأضاف: «كان التفاهم تاماً مع الرئيس بري على انّ لبنان لا يُحكم بالأكثرية بل بالتوافق والتفاهم وليس بالضرورة بالإجماع لكن بالأكثرية».

 

سخونة الجنوب والبقاع

على الجبهة الجنوبية، استمر التراشق المدفعي والصاروخي امس بين المقاومة واسرائيل، وتوسّع الى البقاع الشمالي مجدداً امس، حيث اغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجراً، على منطقة حوش السيد علي في قضاء الهرمل بين بلدة القصير السورية والجانب اللبناني، واستهدف شاحنات صهاريج تنقل المحروقات ما أدّى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم عناصر من «الحزب»، الذي نعى لاحقاً الشهداء عباس محمد ناصر «أبو حيدر» من بلدة طيرفلسيه، وبلال وجيه علاء الدين من بلدة مجدل سلم، وهادي فؤاد موسى من بلدة شبعا.

 

وقال مصدر عسكري لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ «ثلاثة عناصر من «الحزب» ارتقوا قبل منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء، في ضربات إسرائيلية استهدفت رتلاً من صهاريج المحروقات بـ9 صواريخ، ومبنى في محلة حوش السيد علي» في قضاء الهرمل تدمّر كلياً، متحدثاً أيضاً عن سقوط ثلاثة جرحى.

 

وقد تصدّت المضادات السورية للطائرات المغيرة، وسقط أحد الصواريخ الاعتراضية، في منزل خالد الدالي في بلدة فنيدق، محلة النبع، وشاءت العناية الإلهية أن يكون المنزل قيد الإنشاء واقتصرت الأضرار على الماديات، وأصيبت طفلة من عائلة زكريا بجروح طفيفة.

 

وفي الجنوب، أغارت طائرة مسّيرة بعد ظهر امس على بلدة الناقورة ما ادّى الى مقتل صالح مهدي الذي نعته مؤسسة مياه لبنان الجنوبي «الذي ارتقى إثر استهداف دراجته النارية بصاروخ اطلقته مسيّرة معادية اثناء قيامه بواجبه لضمان استمرارية التغذية بالمياه في البلدة». ودعت «المؤسسات الرسمية المعنية والجهات الدولية لاستنكار الجريمة والضغط على العدو لوقف اعتداءاته على موظفي وعمال القطاعات الحيوية والاغاثية فوراً».

 

واستهدفت مسيّرة أخرى مقهى «إكسبرس» في الناقورة فاصيب مالكه بجروح. فيما أطلقت مسيّرة ثالثة صاروخاً على احد المباني الخالية في بلدة كفركلا. وتعرّضت بلدتا كفركلا والخيام وديرعامص وراشيا الفخار لقصف مدفعي في وقت أغار الطيران الحربي مرتين على بلدة عيترون. كذلك اغار مساء على سيارة «رابيد» في بلدة كفرا فأصيب ثلاثة اشخاص بجروح.

 

وتسبّبت الإعتداءات الاسرائيلية التي طاولت اطراف بلدتي الريحان والقطراني أمس، بارتفاع منسوب الحرائق في المنطقة، وتمكنت فرق الاطفاء في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الاسلامية من إخماد حرائق في بلدات: القطراني، الريحان، قليا، عين قانا، انصار، كوثرية الرز وعدلون.


 

ورداً على الاعتداءات الاسرائيلية، اعلنت «المقاومة الاسلامية» انّ وحدة الدفاع الجوي فيها تصدّت منتصف ليل امس الاول «لطائرة صهيونية معادية انتهكت الاجواء ‏اللبنانية، وأطلقت في اتجاهها صاروخ أرض – جو، مما أجبرها على التراجع في اتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة ‏الاجواء اللبنانية على الفور».‏

 

كذلك اعلنت انّها استهدفت صباح أمس «تجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط ‏مستوطنة «نطوعا» بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح».‏

 

ورداً على الاعتداءات على القرى الجنوبية وخصوصًا على بلدة عيترون أمس، اعلنت «‏المقاومة الإسلامية» انّها استهدفت «مبنى يستخدمه جنود العدو في ‏مستعمرة المطلة بالأسلحة المناسبة وأصابته إصابة مباشرة».

 

ورداً على الاعتداء الذي طاول منطقة البقاع، قالت المقاومة انّها قصفت بعشرات صواريخ الكاتيوشا ‏مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع ‏لفرقة الجولان 210 في «ثكنة يردن»، كذلك قصفت»تجمعاً لجنود العدو الصهيوني في ‏»حرج برعام» بالأسلحة الصاروخية». ‏واستهدفت مساء موقع «الرمثا» في تلال كفرشوبا.

واعلنت المقاومة مساء امس انّها قصفت بعشرات صواريخ الكاتيوشا مستعمرتي «غشر هازيف» و»كفر بلوم» رداً على الغارات التي استهدفت بلدتي الناقورة وكفرا وسقط فيهما شهيد وجرحى من سكانهما.

 

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: «تعمل 8 فرق إطفاء في نقاط عدة على إخماد حرائق اشتعلت بسبب سقوط صواريخ جنوب الجولان والجليل الأعلى». وأبلغ الوزير الإسرائيلي المستقيل من حكومة الحرب بيني غانتس، إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنّ «إسرائيل لن تتردّد في التحرّك في شكل حاسم لحماية سكان الشمال وتمكينهم من العودة الآمنة إلى ديارهم». وقال: «لن تتردّد إسرائيل في توسيع الحرب بالشمال إذا لم يتراجع الحزب».

 

وإلى ذلك، قالت مجلة «إيبوك» الإسرائيلية، إنّه في حال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و«الحزب» «فإنّ الحزب قادر خلال الأيام العشرة الأولى من الحرب على تنفيذ نحو 3 آلاف عملية قصف خلال اليوم الواحد بمختلف أنواع الأسلحة». وتوقّعت «أنّ الحزب سيكون قادراً على إطلاق 1000 صاروخ يومياً لمدة شهرين إذا ما طال أمد الحرب، مشيرةً إلى أنّ ذلك لا يشمل قصف الحزب قوات الاحتلال التي ستجتاح لبنان براً».

*********************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

ترتيبات «اليوم التالي» ولو تأخرت تشمل لبنان بالتزامن

برّي لـ«اللواء»: الدعوة للحوار عندما تتأمن مشاركة 86 نائباً.. وباسيل يبلِّغ الكتل أنه من المشاركين

 

أكدت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان الوضع اللبناني، جنوباً وعلى صعيد الرئاسة ليس متروكاً، بل هو على ترابط قوي مع ما يجري في عموم المنطقة، في ضوء التحركات الاميركية الرامية الى وقف النار في غزة، والبدء بترتيبات ما بعد اليوم التالي، ليس في القطاع وحسب، بل ايضاً في لبنان.

وعلى هذه الخلفية، ومع توسع العدوان الاسرائيلي باتجاه اقصى الشرق، بغارات على الهرمل والبقاع الشمالي، وتسجيل المقاومة حضوراً ملموساً في الردع الجوّي عبر صواريخ ارض – جو، والمسيَّرات المستعصية على الانكشاف، نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه قوله، عندما تتأمن مشاركة 86 نائباً والتزامهم بحضور الجلسات ادعو الى الحوار، وهذا الامر ليس مؤمناً الى الآن.

يعتقد الرئيس بري انه «عندما تقف الحرب في غزة، ستقف في لبنان اتوماتيكياً، ونحن ملتزمون بقواعد الاشتباك وبتطبيق القرار 1701، واسرائيل تمتنع عن تطبيقه، موضحاً أنه منذ اليوم الاول تصلنا رسائل تبدي تخوفها من توسع الحرب، وهذا صحيح، ولكن «نحن ما منخفش» ومعودين على التهديدات، ومن انجازات المقاومة من الحرب ان السماء لم تعد لهم وحدهم (اشارة الى سلاح المسيَّرات)».

وقالت مصادر نيابية معارضة لـ«اللواء»:إن الإصرار على التشاور من دون أية ضمانات لإجراء الانتخابات الرئاسية لن يجد أي تجاوب له، وأكدت أن التشاور المطروح يجب ان يكون مبنيا على أسس واضحة وإن التعاون القائم اليوم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لن يطول لأنه مبني على مصلحة، معتبرة أنه ما لم يخرج إعلان واضح برغبة الممانعة في البحث بمرشحين جدد، فإن الملف الرئاسي سيظل متأخرا.

ونفت المصادر وجود أية مبادرة لدى المعارضة  لأن المطلب الوحيد هو عدم التعطيل واللجوء إلى العملية الدستورية في الإنتخاب، مبدية انفتاحها لكل مسعى في هذا المجال.

وفي حين، اعتبر النائب السابق وليد جنبلاط ان «الحوار الذي يطالب به رئيس المجلس ضروري وهو الذي ينقذ لبنان»، لاحظ نواب «تكتل التوافق الوطني» برئاسة النائب فيصل كرامي بعد لقاء الرئيس بري في عين التينة، ان كرة مؤيدي الحوار تكبر، وان لدى النائب جبران باسيل النية للمشاركة بالحوار او التشاور.

وكانت الحركة النيابية تقاطعت عند تكوين مجموعة الـ86 نائباً ليتمكن بري بعد ذلك من تحديد موعد لجلسات الحوار، ثم الجلسات النيابية.

وفي السياق نقل عن مصادر تيار المردة ان النائب فرنجية ماضٍ بترشيحه، وان «القوات» والكتائب والتيار الوطني الحر، ليس بامكانهم كسره او التأثير على خياراته.

باسيل و«تكتل التوافق»

وخلال لقاء تكتل «التوافق الوطني» مع رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل اكد الاخير ان «لا حل إلا بأن نتفاهم ونتوافق على رئيس، وغير ذلك لا احد يستطيع ايصال رئيس، وان الرهان على ربح احد على الآخر هو فشل المرحلة القادمة، لان لا احد استطاع ان يحكم البلد من خلال اقصاء الآخرين.

كما اجتمع باسيل مع «التكتل الوطني المستقل» في دارة النائب فريد الخازن.

جنبلاط في دارة كرامي

وفي دارة الرئيس عمر كرامي في بيروت، التقى النائب فيصل كرامي ونواب تكتل «التوافق الوطني» مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، ونواب من اللقاء وبعد الاجتماع، اعلن النائب فيصل الصايغ ان المبادرات تلتقي مع بعضها، ونتقاطع عند الحوار دون شروط.

واوضح ان الكلام عن «تفاهم واتفاق» يعني التسوية، مشيراً الى حوار محصور بمدة زمنية ويؤدي بعدها الى انتخابات رئاسية.

ميقاتي لمساعدة لبنان

ومن «البحر الميت» في الاردن طالب الرئيس نجيب ميقاتي مؤتمر «الاستجابة الانسانية الطارئة في غزة» الذي افتتح امس من قبل ملك الاردن عبد الله الثاني، بـ«مد يد العون والمساعدة واصلاح الاضرار ومساعدة الناس ودعمهم في اعادة الاعمار، لان لبنان الأرز سيبقى بلداً مهماً لكم مهما عصفت به الازمات».

صرخة المودعين عند حجار

وفي سياق مالي – قضائي، كشفت جمعية «صرخة المودعين» ان وفداً منها التقى مدعي عام التمييز القاضي جمال الحجار، وبحث معه في الاجراءات القضائية بحق الذين ارتكبوا تجاوزات واساءة ائتمان في ما يتعلق بالودائع، وطالب حجار باصدار قوانين من المجلس وفرض ضريبة على الذين سددوا قروضاً بأقل من قيمتها.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن الحزب انه رغم الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الصامدة والمنازل الآمنة، خصوصاً في كفرا، قصف مستعمرة «كفر سلوم» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومعظمها عبر من لبنان، وتم اعتراض بعضها حسب «القناة الاسرائيلية 12».

ورداً على قصف عيترون، استهدف حزب مستعمرة مسكفعام بالاساحة الصاروخية المناسبة، وكذلك موقع الرمثا في تلال كفرشوبا.

وليلاً استهدفت طائرة حربية اسرائيلية سيارة في بلدة جويا.

**********************

افتتاحية صحيفة الديار

بري: الأميركي يكتفي بتطبيق الـ 1701… ولن أدخل في سجال مع جعجع

الحزب يفرض معادلة ردع جوي – بولا مراد

 

يتابع رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن كثب الحركة الداخلية الناشطة لاخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة. هو المتمسك بالحوار الذي يسبق اي دعوة لانتخاب رئيس، يبدو متفائلا بموقف رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ويقول ان «الاخير ابلغه قبوله الحوار دون شروط مسبقة».

اتفاق مع الاميركيين

 

وينقل زوار الرئيس بري عنه لـ» الديار» انه «عندما يصبح لديه ٨٦ نائبا سيدعو للحوار الذي قد يكون لساعات او يوم او كحد اقصى ٧ ايام» معربا عن جهوزيته للدعوة لجلسة انتخاب حتى في يوم احد. ويشير زوار الرئيس بري الى انه «اذا ادى الحوار الى التفاهم على اسمين او ٣ يتم الانتقال فورا بعده الى جلسة انتخاب».

 

ويتجاهل رئيس المجلس النيابي الرد على رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع وهجومه المتواصل عليه.

وعما اذا كانت انتقادات جعجع المستمرة بخلفية سعودية، يعتبر انه «سؤال يوجه لجعجع وليس لي».

وردا على سؤال، يوضح رئيس البرلمان ان «القطريين لديهم افكار لا مبادرة موسعة بخصوص الرئاسة» نافيا ان يكونوا طرحوا  «تعديلات بالنظام اللبناني».

وعن الوضع في الجنوب، يؤكد الرئيس بري ان «هناك اتفاق مع الاميركيين على تطبيق القرار 1701 فور انتهاء الحرب في غزة» مشيرا الى ان «الهدنة في غزة سوف تنتقل اوتوماتيكيا الى الجنوب اللبناني». كما يشير الى ان الفرنسيين نقلوا تهديدات اسرائيلية الى لبنان».

حركة بلا بركة

 

وكان باسيل كما رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب تيمور جنبلاط واصلا يوم امس الثلاثاء جولاتهما على القوى السياسية. وقالت مصادر مواكبة للحراكين ان «جل ما يحملانه هو الدعوة للسير بحوار يسبق انتخاب رئيس باعتباره المفتاح الوحيد لابواب الهيئة العامة لانتخاب رئيس».

 

واوضحت المصادر لـ «الديار» ان «هناك رأيين بين قوى المعارضة: رأي يدعو للقبول بتشاور شرط الحصول على ضمانات مسبقة من الرئيس بري ورأي يمثله  حزب  «القوات اللبنانية» الذي يرفض جملة وتفصيلا الحوار او حتى التشاور الذي يسبق جلسة الانتخاب ويدعو لان يحصل التشاور خلال جلسة الانتخاب». واضافت: «لكن ما يمكن حسمه ان كل المبادرات الحاصلة اشبه بحركة بلا بركة بغياب الارضية المهيأة فعليا في الداخل والخارج للانتخابات».

 

ويوم امس كتب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حسابه عبر منصة «إكس» متوجها بشكل غير مباشر الى الرئيس بري قائلا: «مرتا مرتا، إذا كنت تصرّين على الحوار جديا، مع انه ليس معروفا عن العديد من حلفائك انهم جماعة حوار، إذا كنت تصرّين، فبيوتنا جميعا مفتوحة، وممثلونا يلتقون ممثليكم كل يوم وكل لحظة، ونحن جاهزون لأي تشاور كما يجب ان يكون التشاور قبل أي جلسة انتخابية».

 

واضاف: «مرتا مرتا، تطرحين أمورا كثيرة، ولكن المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية». وختم: «مرتا مرتا، تطرحين كل يوم أموراً عديدة، ومواضيع شتى، واقتراحات جمّة، وتتعبين نفسك وتتعبين الشعب اللبناني معك، وهذه الاقتراحات كلها لا علاقة لها بالموضوع الرئيسي».

ردع جوي

 

اما جنوبا، فيبدو ان الحزب ارسى معادلة ردع جوي جديدة قد تشكل عاملا اساسيا يمنع «اسرائيل» من المغامرة باتجاه توسيع الحرب على لبنان. اذ اعلن يوم امس ان «وحدة الدفاع الجوي ‏في المقاومة الاسلامية تصدت منتصف ليل الاثنين الثلاثاء لطائرة صهيونية معادية انتهكت الاجواء ‏اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض –  جو، مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة ‏الاجواء اللبنانية على الفور».‏

 

وهذه المرة الثانية التي تتصدى دفاعات الحزب الجوية لطائرة حربية اسرائيلية بعدما عمدت ايضا الى إسقاط 7 طائرات إسرائيلية مُسيّرة.

 

وقالت مصادر معنية بالملف لـ «الديار» ان «هذا التطور الكبير في مجرى المعركة المحتدمة جنوبا من شأنه ان يجعل الاسرائيليين يعيدون كل حساباتهم، وبخاصة لجهة توسعة الحرب على لبنان»، لافتة الى انه مع مرور الوقت تصبح الحرب الموسعة ابعد بعد تيقن الاسرائيلي ان المفاجآت التي لم يفجرها بعد الحزب كثيرة وان المغامرة معه ستهدد الكيان بأسره، بخاصة مع خروج طهران للتأكيد ان الحزب لن يكون وحيدا في هكذا مواجهة».

 

واعلن الحزب امس ان مقاتليه قصفوا  مقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع لفرقة الجولان 210 في ثكنة يردن بعشرات صواريخ الكاتيوشا» ، كما استهدفوا تجمعا لجنود العدو الاسرائيلي في محيط مستوطنة نطوعا وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح». كما قصفت المقاومة مبنى يستخدمه جنود العدو في ‏مستعمرة المطلة وتجمعا لجنود العدو الصهيوني في ‏حرش برعام.

 

بالمقابل، اطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخا على احد المباني الخالية في بلدة كفركلا وتم قصف بلدة الخيام. وفيما نعى الحزب ٣ من مقاتليه افادت «الوكالة الوطنية للاعلام» باستشهاد مدني جراء الغارة التي نفذتها طائرة مسيرة معادية في الناقورة.

بلينكن يرحب بموقف “حركة ح “

 

اما على خط غزة، فرحب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببيان “حركة ح ” المؤيد لقرار الأمم المتحدة الذي يدعم اقتراح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحذر من أن استمرار الحرب يزيد احتمالات اتساع الصراع في المنطقة.

 

واعتبر بلينكن، الذي تحدث من تل أبيب خلال لقائه عائلات محتجزين إسرائيليين في غزة، ضمن ثامن جولة له بالمنطقة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، أن بيان “حركة ح ” «بادرة تبعث على الأمل»، مضيفا أن ما يصدر من حديث عن قيادة الحركة الفلسطينية في قطاع غزة هو الأهم، ودعا الحركة إلى أن تقرر المضي قدما في المقترح المطروح اوعدمه.

 

وقال بلينكن إنه تلقى تأكيدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتزامه بالمقترح، واعتبر أن المقترح الذي قدمه الرئيس جو بايدن «هو الأفضل».

 

وأشار إلى أن المحادثات بشأن خطط اليوم التالي للحرب في غزة ستستمر، وأكد أنه كلما طال أمد الحرب زادت احتمالات اتساع الصراع في المنطقة، وقال إن عدم وجود خطة لليوم التالي للحرب في غزة سيؤدي إلى تجدد الصراع مستقبلا.

***********************

افتتاحية صحيفة الشرق

قرار مجلس الأمن حول غزة حبر على ورق … المجازر مستمرّة  

 

أعلن الجيش الإسرائيلي،  الثلاثاء، انتهاء عمليته العسكرية وسط غزة وذلك بعد نحو 6 أيام من انطلاقها، فيما أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها 40 شهيدا و120 مصابا. وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى 37 ألفا و164 شهيدا، و84 ألفا و832 جريحا، فضلا عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

 

كما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن 10 جنود، بينهم 9 في قطاع غزة، أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك بعدما أعلن صباح امس مقتل ضابط و3 جنود في معارك مع فصائل المقاومة بالقطاع.

 

يتزامن ذلك مع تواصل القصف منذ فجر أمس على مناطق وسط القطاع وخان يونس ورفح جنوبا، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين في صفوف المدنيين.

 

وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان له- “أكملت قوات الفرقة 98 مهمتها وهجوم الفرقة المشتركة شرق دير البلح وشرق البريج فوق وتحت الأرض”، زاعما أن الفرقة قتلت 100 مسلح فلسطيني وعثرت على أسلحة ودمرت عشرات البنى التحتية المعادية. وأشار إلى أن الفرقة 98 في طور الإجراءات القتالية للمهمة المقبلة في قطاع غزة، من دون مزيد من التفاصيل.

 

والاثنين، تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية، من المناطق الشرقية لمدينة دير البلح وسط القطاع، بعد توغل محدود دام 5 أيام.

 

وقال المراسلون، نقلا عن شهود عيان، إن الجيش شرع بنسف مجموعة من المنازل، وتجريف العديد من المناطق السكنية والزراعية، قبل تراجعه.

 

ميدانيا، قصفت مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي المنطقتين الوسطى والشرقية من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.

 

وأكد المراسلون انتشال جثامين 3 شهداء من حي تل السلطان غربي رفح، مشيرين إلى تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على مناطق وسط المدينة. كما أفيد أن قوات الاحتلال أطلقت النار على خيام النازحين في منطقة مواصي رفح، ما ادى الى استشهاد شابين وجرح آخر في غارة استهدفت غربي المدينة.

 

وأفاد المراسلون  عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا بحي الزيتون وتجمعا لفلسطينيين في شارع الصحابة بمدينة غزة.

 

كما قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه نقلت شهيدا و7 جرحى بعد استهداف الاحتلال محيط مدرسة في مخيم البريج وسط القطاع.

 

من ناحية أخرى، واصلت فصائل المقاومة عملياتها ضد قوات الاحتلال في مناطق عدة من القطاع، خصوصا في مدينة غزة شمالا ورفح جنوبا.

 

وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها قنصت جنديا إسرائيليا في محور نتساريم جنوب تل الهوى بمدينة غزة.

 

كما قالت إنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقذائف في محاور التقدم برفح، وسط تواصل القصف في المدينة. وأكدت أيضا أنها قصفت موقع كيسوفيم العسكري في غلاف غزة برشقة صاروخية، من دون أنباء عن دوي صفارات الإنذار بالمنطقة.

 

وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram