افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 23 أيلول 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم الثلاثاء 23 أيلول 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

برّاك يهدّد لبنان ويكذّب الدولة: تتحدّثون فقط ولا تفعلون شيئاً

لبنان في مرمى التصعيد. بهذه العبارة يُمكن اختزال ما تختزنه الأشهر المقبلة على لبنان من أخطار، تبدأ بالاستنزاف اليومي الذي يمارسه العدو الإسرائيلي ولا تنتهي بتطورات أمنية وعسكرية من النوع الذي يفضي إلى تغييرات كبيرة على الأرض.

هذا الكلام لم يعُد مجرّد استشراف لاحتمالات قائمة، بقدر ما يعبّر عن معلومات يتمّ التداول بها في بيروت استناداً إلى وقائع سياسية وتقارير تُجمِع على أن الوضع في لبنان مرشّح للانزلاق نحو تصعيد إسرائيلي، وهو ما نقله مسؤولون أوروبيون لجهات سياسية، مؤكّدين أن «إسرائيل وأميركا تعتبران أن كل ما قامت به الدولة اللبنانية غير كافٍ، وأن هناك مهلة معطاة للبنان لنحو شهرين، وبعدها لا يضمن أحد ما الذي سيقوم به الإسرائيلي من تصعيد، بما معناه أن لبنان قد يكون على موعد مع عمل عسكري قبل نهاية العام»، ناصحين بـ «عدم الرهان على الأميركيين». كذلك نقلت هذا الكلام جهات عربية أيضاً، من بينها قطر.

ولم يكن عابراً أمس، وفي الوقت الذي تتجه الأنظار فيه إلى احتمالات أن تشهد نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بلورة الاتفاق الأمني المُنتظر بين تل أبيب ودمشق، وعشية الذكرى الأولى للعدوان الصهيوني الذي انفجر في 23 أيلول 2024، كلام المبعوث الأميركي توماس برّاك، لقناة «سكاي نيوز»، وهو الكلام العلني الأكثر صراحة وتعبيراً عما يُهمس به في الغرف المُغلقة، وما تتضمّنه الوتيرة المتسارعة للحركة السياسية التي كشفت وجود تراجعات من النوع التكتيكي لمنع سيناريوهات قد لا تكون في الحسبان، خصوصاً بعد الضربة الإسرائيلية على قطر قبل حوالي 3 أسابيع، وهو ما عكسه أيضاً الموفد السعودي يزيد بن فرحان خلال اجتماعاته اللبنانية قبل يومين.

كلام برّاك أمس لم يكن مفاجئاً للمطّلعين في بيروت، وهم اعتبروا أنه نقل موقفاً أميركياً من دون قفازات يحمِل رسائل عدة، أبرزها للدولة اللبنانية، إذ رأى أن «كل ما يفعله لبنان بشأن الحزب يقتصر على الكلام، من دون أي خطوات عملية». وفيما أشار إلى أن «الوضع في لبنان صعب جداً»، حملَ كلامه تهديداً واضحاً بالقول إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهتم بالحدود ولا بالخطوط الحمر، وسيذهب إلى أي مكان ويفعل أي شيء إذا شعر بأن إسرائيل مهدّدة»، مشدّداً على أن الولايات المتحدة لن تتدخّل لمواجهة حزب الله سواء من خلال قواتها أو عبر القيادة المركزية الأميركية.

وقالت مصادر مطّلعة إن «كلام برّاك يعكس موقفاً أميركياً وإسرائيلياً سلبياً تجاه الدولة اللبنانية رغمَ ما قدّمته من تنازلات، وإن واشنطن وتل أبيب تعتبران أن السلطة في لبنان تكذب ولا تقوم بما هو مطلوب منها في ما يتعلّق بنزع سلاح الحزب، وهذا ما قد يستدعي تدخّلاً اسرائيلياً مباشراً في الأسابيع والأشهر المقبلة عبر عملية برية تصل إلى نهر الأولي».

ووضعت المصادر كلام برّاك عن أن «حزب الله يتلقّى خلال هذه الفترة ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من جهة ما»، لافتاً إلى أنّ «اللبنانيين يظنون أنّ الحزب لا يعيد بناء قوته، بينما هو في الواقع يعيدها»، في إطار تبرير ما قد يقدِم عليه العدو الإسرائيلي لاحقاً.

وترافق كلام برّاك عن تمويل حزب الله، بإعلان وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات حزب الله المالية. وقال برنامج «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في منشور على منصة «إكس»: «ساعدونا في تعطيل تدفّق الأموال إلى إرهابيّي حزب الله. هل لديكم معلومات عن شبكات حزب الله المالية أو مموّليه؟ اتصلوا بنا، فمعلوماتكم قد تؤهّلكم للانتقال والحصول على مكافأة».

وفي هذا السياق يدخل كلام برّاك عن أن «حزب الله عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». وقالت المصادر إن «الكلام الغربي مع لبنان يؤكّد على فكرة نسيان الورقة الأميركية وكل الكلام الذي قيلَ عن خطوات مقابلة يجب أن تلتزم بها إسرائيل، لأن الأخيرة لن تقوم بأي خطوة إلى الوراء بل على العكس، لا في الانسحاب من المواقع التي احتلتها ولا في ملف الأسرى ولا في غيرها، فالعدو واضح في مشروعه ليس في لبنان بل في كل المنطقة، ولبنان يدخل ضمن هذا المشروع»، وهذا أيضاً ما أكّده المبعوث الأميركي بقوله إن «إسرائيل لديها خمس نقاط انتشار في جنوب لبنان، ولن تنسحب منها».

في الموازاة، بقيت الأوساط السياسية في حالة رصد لردود الفعل على دعوة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة. وعلى الرغم من أن التعليقات لا تزال في إطار بعض الإعلاميين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن أي موقف سعودي رسمي لم يصدر.

وكان السياسيون في بيروت يحاولون تقصّي الموقف السعودي خلال الاجتماعات التي عُقدت بين بعضهم والموفد السعودي ابن فرحان، في ظل معلومات تتحدّث عن انطباعات مريحة خرجَ بها من التقوه. وكشفت مصادر بارزة أن «ابن فرحان ركّز في كلامه على العلاقات بين سوريا ولبنان، معطياً انطباعاً بأن المملكة تريد أن تكون راعية لهذه العلاقات في الفترة المقبلة، خصوصاً أنها تعمل على ترتيب الملفات من خلال الاجتماعات التي تُعقد في السعودية بين الجانبين اللبناني والسوري». وفيما قالت المصادر إن «الأيام الماضية شهدت تراجعاً في مستوى الضغط السعودي لأسباب ترتبط بالمتغيّرات الإقليمية»، أشارت إلى أن ابن فرحان أكّد «على ضرورة أن لا يذهب لبنان في اتجاه صيغة صدامية في الداخل».

*******************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

يوم لفلسطين في نيويورك: دول العالم تعزل الكيان وكلمة السر دولة فلسطين

جلسة «حل الدولتين»: محاكمة جرائم الاحتلال في غزة ودعوات لوقف الحرب 
برّاك يُشرّع بقاء الاحتلال للقضاء على حزب الله… ورعد: المقاومة تعافت

كان المشهد مهيباً في نيويورك ففي عيون الفلسطينيين رغم الحرقة والألم على ما يحدث في غزة والضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948، تحوّلت دموع الحزن أمام هول المجزرة المستمرة في غزة، إلى دموع فرح بالإنجاز الذي حملته المواقف التي اتخذت من منصة الأمم المتحدة منبراً لإعلان اعترافها بأن هناك شعباً له حق بأرض ودولة، وأن حرب كيان الاحتلال لتصفية هذا الشعب وحقوقه قد فشلت فشلاً ذريعاً، ورغم إدراك الفلسطينيين لنقاط الضعف في هذه المواقف، سواء لكونها تحت ضغط الشعوب وليست تعبيراً أصيلاً عن مواقف حكومات طالما وقف أغلبها إلى جانب كيان الاحتلال، أو لكون الإعلانات تتحدث عن دولة على جزء من أرض فلسطين، وتدعو للاعتراف ببقاء كيان الاحتلال، أو لكونها تحاول تجريم المقاومة ونزع سلاحها، أو لكون ما يجري لن يغير الواقع في فلسطين حيث لا جدوى للرهانات التفاوضية التي تقوم عليها الإعلانات، حيث تقف واشنطن بالمرصاد لإجهاض أي محاولة لمساءلة كيان الاحتلال أو إدانة جرائمه، لكن الفلسطينيين ينظرون في عيون الإسرائيليين فيرون الذعر والجنون، وعندها يتأكدون أنّهم ينتصرون.

جلسة حلّ الدولتين في نيويورك تحوّلت إلى محاكمة لجرائم الاحتلال في غزة، حيث لم تستطع الكلمات تجاهل حرب الإبادة والدعوة لوقفها، والمطالبة بالضغط على كيان الاحتلال ومساءلة مجرمي الحرب بين صفوف كبار قادته، بينما كان قادة الكيان يتابعون بهيستيريا ما يجري وكانت واشنطن تضع ثقلها، تهدّد دولاً وتقدم إغراءات لدول أخرى لمنعها من الانضمام إلى مسار الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.

في لبنان، كانت الصدمة السياسيّة التي مثلتها تصريحات المبعوث الأميركي توماس برّاك كافية لتأكيد الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الحكومة بموافقتها على ورقة برّاك وتبنيها الدعوة لنزع سلاح المقاومة ضمن مهلة 120 يوماً، حيث قال برّاك أمس، «إن «إسرائيل» ستبقى في المناطق التي تحتلها في لبنان»، وقال برّاك إن المطلوب هو القضاء على المقاومة وإن أميركا تقوم بتسليح الجيش اللبناني كي يقوم بهذه المهمة وليس ليقاتل «إسرائيل»، ووصف برّاك المقاومة وإيران بـ«الأفاعي التي يجب قطع رؤوسها»، مردفاً «يجب أن نقطع رؤوسهم ونمنع تمويلهم»، كلام برّاك تزامن مع استعدادات المقاومة لإحياء ذكرى استشهاد الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، وكان لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كلام عن واقع المقاومة بعد سنة من استشهاد السيد نصرالله، فأكد أن المقاومة تعافت وأنها مستعدة لتحمل مسؤولياتها محاطة بقوة شعبية تحميها، واصفاً قرار جبهة إسناد غزة بأنه أشد قرارات المقاومة صواباً في تاريخها.

وفيما يُخيّم الهدوء على المشهد الداخلي منذ قرار مجلس الوزراء في 5 أيلول الحالي، سمّمت تصريحات المبعوث الأميركي توم برّاك الأجواء السياسية، عبر استخدام أساليب التحريض والتهديد للبنان بالحرب الإسرائيلية وإشهار نيات العداء لحزب الله وإيران، متناسياً أو متجاهلاً أنه مبعوث إدارته إلى لبنان كراعٍ لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ووسيط بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي لنزع فتائل التوتر والخلافات على الحدود ومنع اندلاع الحرب من جديد.

واعتبر برّاك في حديث تلفزيوني أنّ «الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كلّ ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله هو الكلام ولم يحدث أيّ عمل فعلي». ولفت إلى أنّ «الجيش اللبناني منظّمة جيدة، ولكنه ليس مجهزاً بشكل جيّد»، وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها وحزب الله يُعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية».

وأضاف: «حزب الله عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». ولفت إلى أنه «خلال هذه الفترة تدفق إلى حزب الله ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما»، وقال «اللبنانيّون يظنون أنّ حزب الله لا يعيد بناء قوته، لكنه يعيدها». وأكد برّاك أن «لن نتدخل لمواجهة حزب الله سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية».

وفي سياق ذلك، نقلت قناة «الحدث» عن مصدر أمني إسرائيلي تأكيده أنّ «حزب الله يحاول إعادة ترميم نفسه ما يستدعي يقظة مستمرة»، معتبراً أنّ «المطلوب أن يُجرَّد حزب الله كلياً من السلاح ولا مكان لحالة رمادية».

وشدّد المصدر على أنّ «من يبني قدرة عسكرية ضدّ إسرائيل ليس محصّناً سواء كان ناشطاً أو قائداً رفيعاً»، معتبراً أنّ «إمكانية القيام بعملية برية أوسع في لبنان قائمة إذا تطلّب الأمر، ولا مهلة زمنيّة محددة للبنان لكن «إسرائيل» لن تنتظر طويلاً». وأضاف المصدر: «إنْ لم يُنفَّذ نزع سلاح حزب الله فستوسّع «إسرائيل» نشاطها داخل لبنان».

وتساءلت مصادر سياسيّة عبر «البناء» هل توم برّاك يعبّر عن موقف بلاده وإدارته أم عن موقفه الشخصيّ؟ مشيرة الى أنّ برّاك بتصريحاته الأخيرة العدائية ضدّ لبنان والمقاومة والمنحازة لـ «إسرائيل» بشكل كامل وواضح وفاضح قضى على إمكانية أن يعود ويقدّم نفسه على أنه وسيط خلال زيارته إلى لبنان! كما تساءلت هل استقال برّاك أم أُقيل أم اسُتبعد أم نُحّيَ عن الملف اللبناني ـ الإسرائيلي بعد تصريحاته المهينة بحق الصحافيّين والإعلاميّين في قصر بعبدا وأوكِل إلى مورغان أورتاغوس الملف من جديد، وبالتالي أصبح برّاك يعبّر عن موقف شخصيّ؟

وفيما رجّحت المصادر أن يكون التصعيد في الموقف الأميركي ضدّ حزب الله والحكومة اللبنانية في إطار الحرب النفسيّة والضغط على الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني بشأن تطبيق خطة حصرية السلاح بيد الدولة بعدما سمعت أورتاغوس من ممثل الجيش اللبناني في لجنة «الميكانيزم» بأنّ الجيش لا يملك إمكانات وعتاد وقوى بشرية ليطبّق الخطة الى جانب عجزه عن الاستمرار بتطبيق خطته حتى في منطقة جنوب الليطانيّ في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة في جنوب الليطاني وشماله فضلاً عن الاستباحة الجويّة، لكن المصادر لم تستبعد كلياً احتمال توسيع العدوان الإسرائيلي على لبنان، في ظلّ السعي الإسرائيلي الدؤوب للضغط الأقصى على لبنان لجرّه إلى مفاوضات مباشرة على ترتيبات أو اتفاق أمنيّ يضمن المصالح الأمنية والاستراتيجية الإسرائيلية وبالتالي حرية الحركة العسكرية الإسرائيلية والمنطقة العازلة الأمنيّة والاقتصادية في جنوب لبنان، على غرار ما يحصل في سورية عبر المفاوضات التي تجري في نيويورك لتمهيد الأجواء لاتفاق أمنيّ إسرائيليّ ـ سوريّ.

ووفق تقدير جهات دبلوماسيّة عربيّة في لبنان فإنّ المنطقة برمتها في عين العاصفة، ولا يمكن التنبّؤ بما ستؤول إليه الأوضاع في ظلّ استشراس «إسرائيل» وتماديها في عدوانيّتها لا سيما عقب استهداف دولة قطر وتصعيد حرب الإبادة إلى أعلى مستوى منذ 7 أكتوبر في مشروع أكثر من خطير بتصفية القضية الفلسطينية ثم استكمال المشروع الأكبر الذي تسعى إلى تحقيقه حكومة نتنياهو في الشرق الكبير ويطال مجموعة من الدول من ضمنها مصر والأردن وسورية والعراق وربما جزء من السعودية. وأعربت الجهات الدبلوماسية لـ»البناء» عن مخاوفها من التداعيات الاقتصادية والسياسية والأمنية لعملية تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن، وما قد يترتب عليه من تأزم الأوضاع الداخلية في الدولتين وتمدّد شرارة النار الإسرائيلية إلى كلّ المنطقة. وطمأنت الجهات إلى أنّ الوضع الداخلي في لبنان مستقرّ إلى الآن مع استشعار مخاطر إسرائيلية تسعى دول أوروبية وعربية لمواكبة الدبلوماسية اللبنانية الموجودة في نيويورك لحثّ الدول الكبرى والأمم المتحدة لا سيما القوى الفاعلة في لبنان والراعية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على «إسرائيل» لوقف اعتداءاتها واحتلالها.

غير أنّ مصدراً دبلوماسيا أوروبياً قلّل من أهمية الحديث عن حرب إسرائيليّة كبيرة على لبنان، موضحاً لـ»البناء» أن لا مصلحة لجميع الأطراف بعودة الحرب في الوقت الراهن لأسباب عسكرية وسياسية واستراتيجية. ولفت المصدر لـ»البناء» الى أن «لا مؤشرات على حرب واسعة النطاق بين لبنان و»إسرائيل»، مع احتمال تصاعد العمليات الجوية الإسرائيلية على أهداف لحزب الله لكن ليس من الضروري أن تستدرج حرباً شاملة».

وواصل العدو الإسرائيليّ عدوانه على لبنان، وبعد مجزرة بنت جبيل الذي راح ضحيتها 5 شهداء من بينهم ثلاثة أطفال، ألقت مُسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية بالقرب من مواطنين كانوا يشرفون على رفع ركام منازلهم، جنوب شرق بلدة مارون الراس.

ودانت منظمة «اليونيسف»، «مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بنت جبيل». وأكدت المنظمة الأمميّة أن «استهداف الأطفال أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره. فلا يجوز أبدا أن يدفع أيّ طفل حياته ثمناً للنزاع»، مشدّدة على «وجوب أن تتوقف الأعمال العدائية فوراً لضمان حماية كل طفل».

وأكد رئيس بعثة اليونيفيل في لبنان اللواء ديوداتو أبانيارا أنّ الشراكة مع القوات المسلحة اللبنانية أساسية ويجري التنسيق معها في كلّ العمليات. وقال في حديث تلفزيوني «نلتمس السلام في الدوريات المشتركة لليونيفيل والجيش اللبناني على طول الخط الأزرق وفي الجنوب، والحوادث الأمنية تختبر يقظتنا وهدفنا خدمة السلام وحماية المدنيين». وكان اعترض الأهالي دورية لليونيفيل في منطقة الوعر في الجميجمة.

في المواقف أشار رئـيـس كتـلة الـوفـاء لـلـمـقـاومـة الـنائب محمد رعـد، في حديث لـ»الميادين»، إلى أنّ «استهداف السيد حسن نصر الله هو استهداف لكامل حزب الله وهذا الأمر كان واضحاً منذ بدايات المواجهة مع العدو بعد طوفان الأقصى»، لافتاً إلى «أننا كنا نرى تحضيرات العدو الصهيوني لاستهداف حزب الله منذ توصيات لجنة (فينوغراد) بعد إخفاقه في عام 2006».

وذكّر رعـد، أنه «لم يكن لدينا خيار إنساني أو أخلاقي أو وطني أو قومي إلا أن ننخرط على الأقلّ في إسناد غزة المضطهَدة، وكنّا ندرك أننا كمقاومة مستهدَفون في اللحظة نفسها التي اتّخذ فيها العدو ومَن وراءه قرار استهداف المقاومة في غزة». وقال «حرب الإسناد كانت أصوب القرارات التي تتخذ لأنها انتصار للبشرية وللحرية وللوطنية وللقومية مهما كان الثمن، والعدوان فاق بآلاف المرات ما حُكي عن قضية ربما لا تكون صحيحة ولكن رُوّج لها في التاريخ على أنها الهولوكوست».

وشدّد على أنّ «المقاومة بكلّ تأكيد كانت منسجمة تماماً مع هويتها وثوابتها في الانتصار لهذه القضية التي ضحّت من أجلها»، مشيراً الى أنّ «جيش العدو جيش قاتل وليس مقاتلاً والقوة التدميرية لا تعبّر عن إمكان ردعه وإنما هو ردع مدعوم من الإدارة الأميركية».

وأردف «ما تبدّل لدينا في الحقيقة هو البيادق أمّا الحقائق فما زالت قائمة والعدو ما زال عدواً وإنّما ازداد شراسةً، ولا يستطيعون أن ينتزعوا شرعيةً أقرّها اللبنانيون منذ أكثر من 35 عاماً»، مضيفاً «التزامنا بمقاومة هذا العدو والتصدّي له ما زال قائماً حتى وإن انقلب البعض على شرعيّة ما نقوم به، وحزب الله حضوره قويّ وامتداداته ما زالت طبيعية ومؤسساته ما زالت قائمة ترتفع ببنيانها».

وشدّد على أنه «لا يستطيع أحد أن يلغي الحضور السياسي لحزب الله، وإرادتنا لا تلين وعزمنا لا يتفتت وشهادة السيد كانت كمَن ضرب ضربة في الأرض فأخرج ما في جوفها من قيَم».

وأكد رعد أنّ «التحالفات ستتحدّد عندما ننتهي من موضوع الأصول الدستورية لما يُراد أن تجري عليه الانتخابات النيابية المقبلة، وما نطمح إليه سواء مع السعوديّة أو مع غيرها من دول المنطقة هو أن تتعاطى مع اللبنانيين على قدم المساواة».

بدوره، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنَّ الخطأ بالخيارات الوطنية يضع لبنان في قلب المجهول، مشيراً الى أنّ الإصرار على معاقبة الجنوب والبقاع والضاحية أمر كارثي؛ لأنّ المسامحة ممكنة إلا بالدين الوطني لهذه الفئة من الناس الذين لولاهم لما كانت هنالك دولة. ولفت الشيخ قبلان إلى أنّ من يدّعون السيادة يتعاملون مع البلد على مبدأ الصفقات، ولا يهمّهم ما يجري في المناطق الأخرى، مشدّداً على أنَّ الضامن الوحيد للبنان هي المقاومة والعقيدة الوطنية للجيش اللبناني.

على صعيد آخر، أثار التعميم الذي أصدره رئيس مجلس الوزراء نواف سلام بمنع استخدام الأملاك العامة غضب بيئة المقاومة ومؤيّدي الشهيد الأسمى السيد حسن نصرالله، حيث أصدر سلام تعميماً حمل الرّقم 36/2025، موجّه إلى «جميع الإدارات والمؤسّسات العامّة والبلديّات واتحاداتها والأجهزة المعنيّة كافّة، بشأن الالتزام بتطبيق القوانين الّتي ترعى استعمال الأملاك العامّة والأماكن الأثريّة والسّياحيّة والمباني الرّسميّة». وقال: «حرصاً على مقتضيات المصلحة العامّة، والمحافظة على حقوق الدّولة والانتظام العام، يُطلَب إلى جميع الإدارات والمؤسّسات العامّة والبلديّات واتحاداتها والأجهزة المعنيّة كافّة، التشدّد في منع استعمال الأماكن العامّة البرّيّة والبحريّة والمعالم الأثريّة والسّياحيّة، أو تلك الّتي تحمل رمزيّة وطنيّة جامعة، وذلك قبل الحصول على التراخيص والأذونات اللّازمة من الجهات المعنيّة وفقاً للأصول».

في المقابل، أصرّ حزب الله على تنفيذ النشاط، وأعلن في بيانٍ جديد، تنظيم فعالية في صخرة الروشة في بيروت الخميس 25 أيلول، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، تتخلّلها عروض موسيقيّة وإنشاديّة، إضافة إلى إضاءة الصخرة بالعلم اللبناني وصور القياديَّين.

إلى ذلك أقرّ مجلس الوزراء مشروع الموازنة لعام 2026، وذلك خلال جلسته التي عُقِدت أمس في السرايا الحكومية في بيروت، برئاسة سلام.

وقال وزير الإعلام بول مرقص، للصحافيّين عقب الجلسة، إنّ «موازنة 2026 لا تعتمد على زيادة معدّلات الضرائب أو فرض ضرائب جديدة، إنّما تفعيل الالتزام الضريبيّ وتقدير الواردات بطريقة دقيقة». وأشار مرقص إلى أنّ «الحكومة عازمة على التقدُّم خطوة نحو إنصاف العاملين في القطاع العام».

**********************************************

افتتاحية صحيفة النهار

تصريحات مباغتة لبرّاك: لبنان يتكلم فقط! تعميم متشدد لسلام حول استباحة المعالم

المعطيات المتوافرة تشير إلى أن دائرة الاتصالات اتسعت مباشرة بين المراجع المعنيين ومسؤولين في الإدارة الأميركية لجلاء غموض الانتقادات المفاجئة التي وجهها برّاك وبعض جوانب مواقفه الأخرى

 

لم تكن المرة الأولى التي يثير فيها الموفد الأميركي إلى لبنان توم برّاك ضجة لبنانية واسعة حيال تصريحاته ومواقفه من الوضع في لبنان، ولكن تصريحاته أمس “حلّقت” إلى منسوب قياسي من “الغرائبية” لجهة توجيهه انتقادات قاسية إلى لبنان الذي ينتظر ويراهن على دعم واشنطن لمسيرته الأمنية، بما يمكنه من المضي قدماً في خطة حصرية السلاح من جهة، ولجم إسرائيل عن الإغراق في الجنوح الحربي فوق أرضه من جهة أخرى. ولعل ما حوّل اتهامات برّاك للبنان بأنه لم يفعل شيئاً سوى الكلام إلى عاصفة تساؤلات قلقة عما يقف وراء هذا التطور السلبي، أن تصريحات برّاك جاءت معاكسة لأجواء تحدثت عن ارتياح أبدته الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس عقب مشاركتها الأحد الماضي في اجتماع لجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل للخطة التي ينفذها الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، علماً أن لبنان الرسمي لم ينظر بارتياح إلى ما أعقب الاجتماع من ارتكاب إسرائيل مجزرة بنت جبيل بحق عائلة من بين ضحاياها ثلاثة أطفال. وبين الملابسات الخطيرة التي أثيرت بعد تلك الغارة الدموية عقب ساعات قليلة من اجتماع “الميكانيزم” وتصريحات برّاك المباغتة أمس، ارتسمت مجدداً معالم التجاذب الضمني بين “المعلن والمضمر” في موقف الإدارة الأميركية الحقيقي من خطة حصرية السلاح كما وضعها الجيش اللبناني ووافقت عليها الحكومة، كما زاد حالة الشكوك أن موقف برّاك، جاء كعامل مبرر لإسرائيل في ما تقوم به وما قد تكون تخطط له في لبنان لاحقاً. هذه الشكوك والتساؤلات القلقة لم ترد في أي تعليق أو رد رسمي لبناني على برّاك، لكن المعطيات المتوافرة تشير إلى أن دائرة الاتصالات اتسعت مباشرة بين المراجع المعنيين ومسؤولين في الإدارة الأميركية لجلاء غموض الانتقادات المفاجئة التي وجهها برّاك وبعض جوانب مواقفه الأخرى، وأن هذا المناخ صار ملازماً أيضاً للأجواء المواكبة لحضور رئيس الجمهورية جوزف عون في نيويورك. كما أن معلومات أفادت أن كلام برّاك أثير في جلسة مجلس الوزراء عصر أمس وأن وزير الطاقة جو صدي طالب بموقف حكومي من كلامه العالي السقف.

وكان الموفد الأميركي توم برّاك فاجأ الأوساط اللبنانية بتصريحات أدلى بها إلى محطة “سكاي نيوز” تطرق فيها إلى موضوع نزع سلاح “الحزب “، فاعتبر أنّ “كل ما يفعله لبنان هو الكلام، ولم يحدث أي عمل فعلي”، مشيراً إلى أن “الحزب يعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمل المسؤولية”، لافتاً إلى أنه “خلال هذه الفترة تدفق إلى “الحزب ” ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما”. ورأى برّاك أن “لبنان يخشى نزع سلاح الحزب لوجود اعتقاد بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى حرب أهلية”. وشدّد على أنّ الولايات المتحدة لن تتدخل لمواجهة الحزب، سواء من خلال قواتها أو عبر القيادة المركزية الأميركية.

وأكد برّاك أن “إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها”، واعتبر أن “الجيش اللبناني منظّم جيدا، ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد”. وقال: “الحزب عدونا وإيران عدوتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها”. وأشار إلى أن “الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة”.

 

تزامن ذلك مع ما نقلته “هيئة البث الإسرائيلية”عن مصدر أمني إسرائيلي بأن “إسرائيل ستتدخل مجدداً في لبنان إذا لم تُتخذ خطوات عملية (على ما يبدو من الجانب اللبناني) ضد سلاح “الحزب “.

وأضاف أن “احتمال شن عملية برية أوسع نطاقاً في لبنان قائم، إذا لزم الأمر”. كما صرّح بأن “الحزب ” يحاول إعادة تأهيل نفسه، الأمر الذي يتطلب يقظة، وأن إسرائيل تعتقد أن وضع “الحزب ” العسكري لم ينتهِ بعد”. وأضاف أن “الحزب ” لا يملك القدرة العسكرية (لمواجهة إسرائيل) في حال نشوب مواجهة أخرى بين إسرائيل وإيران”.

وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات “الحزب ” المالية. وقال برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، في منشور على منصة “إكس”: “ساعدونا في تعطيل تدفق الأموال إلى إرهابيي الحزب . هل لديكم معلومات عن شبكات الحزب المالية أو مموليهم؟ اتصلوا بنا، فمعلوماتكم قد تؤهلكم للانتقال والحصول على مكافأة”.

وفي تطور لافت، برز تعميم أصدره أمس رئيس الحكومة نواف سلام إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة “في شأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة”، وطلب فيه سلام “التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة”. وجاء هذا التعميم على خلفية الضجة التي أثارها اتجاه “الحزب ” إلى إضاءة صخرة الروشة بصورة زعيمه الراحل السيد نصرالله.

داخلياً، واصل مجلس الوزراء البحث في مشروع موازنة 2026 وعقد أمس جلسة إضافية. وأفادت معلومات أنه لن تكون هناك ضرائب في ما خصّ تأمين إيرادات الموازنة إنما ستحاول الحكومة أن تحصل على الإيرادات بمنع التهرّب الضريبي والتهريب الجمركي ومنع إنشاء شركات وهميّة وسنفرض تفعيل الجباية. وأشارت هذه المعلومات إلى أن مشروع الموازنة يضم زيادة ضرائب على المواطنين في موضوع القيمة المضافة والمعاملات الشخصية .وقال الوزير فادي مكي رداً على سؤال، من أين ستأتي الحكومة بالإيرادات: “من الضرائب”.

وسبق جلسة البارحة اجتماع عقده الرئيس نواف سلام في السرايا مع وفد من رابطة قدامى القوى المسلحة اللبنانية برئاسة العميد شامل روكز وفي حضور وزراء، المال ياسين جابر، الدفاع ميشال منسى والداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، وتم خلاله الاتفاق على نقاط أساسية تتعلق بالشؤون المالية والرواتب، ما أدى إلى إنهاء اعتصام المتقاعدين حول السرايا الذين كانوا يعتزمون تعطيل انعقاد جلسات مجلس الوزراء.

ووصل إلى بيروت أمس وفد صندوق النقد الدولي برئاسة إرنستو راميريز ريغو في زيارة هي الرابعة منذ استأنف لبنان مفاوضاته مع الصندوق، وأعلن عن عزمه على توقيع برنامج إصلاحي معه. وعلى جدول الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين بهدف الاطلاع على ما حققته الحكومة من تقدم على صعيد الإصلاحات الاقتصادية والمالية المتفق عليها. وعلى أجندة الوفد وفق المعلومات المتوافرة نقطتان أساسيتان للبحث، مشروع قانون موازنة 2026 والإصلاحات المقترحة والرؤية المالية والاقتصادية ضمن التوجهات الحكومية للسنة المقبلة، ومدى التقدم المحقق في إعداد مشروع قانون الفجوة المالية. ومن المنتظر أن يحمل ريغو رسالة واضحة في هذا المجال يحث فيها الحكومة على انجاز المشروعين قبل نهاية السنة الجارية وبدء الانشغال بالتحضير للانتخابات النيابية. ولن يكون الصندوق بعيداً عن المناقشات المرتقبة حيال تحديد الفجوة المالية وما هو مترتب على الدولة، وقد استبق وزير المال ياسين جابر وصول الوفد للإعلان أن الدولة لن تعترف بديونها المسجلة في المصرف المركزي.

أما النقطة الثانية، فتتعلق بمسألة شطب جزء من الودائع في إطار عملية شطب استباقي لحقوق المساهمين في المصارف، على ما يتم التداول به.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

سلام يطلب التشدد في منع استعمال الأملاك العامة من دون إذن

بعد إعلان «الحزب » التوجه لإضاءة صخرة الروشة بصورتَي نصر الله وصفي الدين

 

طلب رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، من الإدارات الرسمية التشدد في تطبيق القانون لجهة منع استعمال الأملاك العامة من دون الحصول على إذن، وذلك في رد واضح على إعلان «الحزب » إضاءة صخرة الروشة بصورتَيْ أمينيه العامّين؛ الأسبق نصر الله، والسابق هاشم صفي الدين، في الذكرى الأولى لاغتيالهما.

وكتب رئيس الحكومة، نواف سلام، على منصة «إكس»: «أصدرت بتاريخ اليوم (الاثنين) تعميماً إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة؛ بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية، والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وطلبت فيه التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة».

 

وكانت مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «(الحزب ) لم يتقدم بطلب إلى محافظة بيروت لرفع الصور على صخرة الروشة كما ينص القانون، حيث إن المحافظة هي المعنية بمنح الإذن لأي نشاط سيقام في الأملاك العامة، وهو ما لم يحصل عليه (الحزب)»، فيما تعذّر التواصل مع محافظ بيروت مروان عبود.

 

وكان «الحزب » أعلن أن النشاطات لإحياء ذكرى اغتيال نصر الله وصفي الدين، ستبدأ من 25 سبتمبر (أيلول) الحالي حتى 12 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، على أن تضاء صخرة الروشة بصورتَي نصر الله وصفي الدين في اليوم الأول، ويقام احتفال رسمي ومركزي في 27 سبتمبر، تتخلّله كلمة من الأمين العام لـ«الحزب » نعيم قاسم. وكان لافتاً أن معظم الفعاليات لم تقتصر على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، بل سينظم عدد منها خارجها في بيروت.

 

وقوبل إعلان «الحزب » برفض واسع، لا سيما من نواب بيروت الذين عدّوا الخطوة «استفزازية وغير مقبولة»، مطالبين المعنيين بالتدخل لمنعها.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

  براك: وضع لبنان صعب جداً وإسرائيل لن تنسحب… لبنان يأسف للتساهل الأميركيّ المفرط معها

المناخات الإيجابية التي أشاعتها مبادرة «الحزب » للحوار مع المملكة العربية السعودية وفتح صفحة جديدة معها، وعززتها حركة الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان ولقاءاته في بيروت التي غادرها أمس، نغّصتها مواقف سلبية حول لبنان، أعلنها الموفد الأميركي إلى سوريا توم برّاك، ووصفها مرجع سياسي لـ»الجمهورية» بأنّها «ليست مناسبة ولا لائقة»، آخذاً على الإدارة الأميركية «تساهلها المفرط» مع إسرائيل، بما يشجعها على الاستمرار في اعتداءاتها. إذ تسود مخاوف من إقدامها هذه الأيام على تصعيد كبير، رداً على المؤتمر الدولي الذي سينعقد بعد ايام في الامم المتحدة تأييداً لإقامة دولة للفلسطينيين عاصمتها القدس الشرقية.

قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، إنّ المرحلة المقبلة في لبنان سيطغى عليها طابع التصعيد العسكري، وهذا ما بدأت تظهر ملامحه في التسخين المتزايد الذي لجأ إليه الإسرائيليون في الأيام الأخيرة في الجنوب، والذي تجلّى بتسريع وتيرة الضربات التي ينفّذونها ضدّ مواقع ومخازن لـ«الحزب » والتصفيات التي تستهدف كوادره. لكن الضربة الأخيرة التي أدّت إلى وقوع مجزرة راحت ضحيتها عائلة، وبينهم ثلاثة أطفال، حملت إشارات تحوّل نوعي في ضربات إسرائيل، في المرحلة المقبلة.

 

وتحدثت هذه المصادر عن دوافع داخلية إسرائيلية تكمن خلف رغبة نتنياهو في تصعيد الجبهات في شكل شامل، أي في لبنان وغزة واليمن، وتتمثل باضطراره إلى الهرب من إحراجاته الداخلية، مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي السنة المقبلة. وتخشى المصادر أن يبادر نتنياهو إلى إطلاق دورة العنف في غضون الشهر الجاري، وتحديداً عند عودته من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. وهو سبق أن هدّد بحسم جبهة غزة خلال أيام معدودة.

 

التصريح النافر

وفي هذه الأثناء، أكّد مرجع سياسي لـ«الجمهورية»، انّ الموقف الذي أعلنه الموفد الأميركي توم برّاك حول لبنان، هي في الحدّ الأدنى ليست مناسبة ولا لائقة، «حتى لا نستخدم لغة غير ديبلوماسية».

 

وأشار المرجع إلى انّه سيعتبر انّ تصريح برّاك النافر ليس معبّراً بالضرورة عن حقيقة الموقف الرسمي الأميركي، مبدياً في الوقت نفسه أسفه لتساهل واشنطن المفرط مع تل ابيب، والذي يشجع نتنياهو على التمادي في سياساته العدوانية.

 

برّاك

وكان برّاك قال في حديث لبرنامج «الحقيقة مع هادلي غامبل» على قناة «سكاي نيوز عربية»، إنّ «الوضع في لبنان صعب جداً، ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح «الحزب » هو الكلام، ولم يحدث أي عمل فعلي». ولفت إلى أنّ «الجيش اللبناني منظّمة جيدة ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد»، وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها، و«الحزب » يُعيد بناء قوته، وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية». وأضاف: «الحزب عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها».

 

ولفت إلى أنّه «خلال هذه الفترة تدفق إلى «الحزب » ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما»، وقال: «اللبنانيون يظنون أنّ «الحزب » لا يعيد بناء قوته لكنه يعيدها». وأكّد برّاك أنّه «لن نتدخّل لمواجهة «الحزب »، سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية».

 

وأكّد برّاك أنّ «إسرائيل تهاجم الجميع، من سوريا إلى لبنان واليمن، ومع استمرار هذه الهجمات، تتعزز رواية «الحزب » بأنّه موجود لحماية اللبنانيين من إسرائيل». وأضاف: «المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. هذا ليس دورنا. لكن البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس ترامب أن يرسل قوات المارينز لحل كل شيء. هذا لن يحدث».

 

وعن إمكانية نزع سلاح «الحزب »، شدّد برّاك على أنّ «القرار يجب أن يأتي من الحكومة اللبنانية»، مضيفاً: «إذا أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح «الحزب ». لكنها تتردّد خوفاً من اندلاع حرب أهلية. نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع عبثاً».

 

وعندما سُئل عمّا إذا كان الجيش اللبناني هو الجهة التي ستتولّى نزع سلاح الحزب؟ أجاب برّاك: «الجيش هو القوة الوحيدة المتاحة على الأرض. هو جيش جيد بنيات حسنة لكنه يفتقر إلى التجهيز الكافي».

 

وأضاف: «لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي «الحزب ». لكن الحزب يشكّل عدواً لنا، تماماً كما إيران، ويجب وقف تمويلها. هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف الحزب ». وختم: «لن نذهب إلى منازل الشيعة لنطلب منهم تسليم أسلحتهم، أو أن نقول: معذرة، هل يمكننا أخذ الصواريخ والأسلحة من بيوتكم وإلّا سنعتقلكم بالقوة؟».

 

ولفت إلى أنّ «إمكانية مواجهة برية أوسع أو توسيع النشاط داخل لبنان تبقى واردة في حال استمر تسليح «الحزب » وعدم حدوث خطوات عملية لنزع السلاح».

 

مجرد وهم

واعتبر برّاك أنّ السلام في الشرق الأوسط «مجرد وهم». ووصف اعتراف بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بالدولة الفلسطينية بأنّه «غير مفيد». وقال: «لم يكن هناك سلام في الشرق الأوسط من قبل. وربما لن يكون هناك سلام أبداً، لأنّ الجميع يقاتلون من أجل الشرعية». وتطرّق إلى الوضع في قطاع غزة، فقال: «أعتقد أنّ هناك 27 وقفاً لإطلاق النار. لم ينجح أي منها». وأضاف، أنّ على الناس النظر إلى أفعال إسرائيل في سياق هجمات السابع من أكتوبر «الحدث الذي غيّر كل شيء في الشرق الأوسط»، وقال: «شخصياً، أكره ما حدث في غزة من جميع الأطراف. للفلسطينيين، للإسرائيليين، للأردنيين، للبنانيين، للسوريين، للأتراك. إنّها فوضى».

 

وفي المقابل، أوضح أنّ «إسرائيل حليف مهمّ. نحن ندعمهم بـ4 إلى 5 مليارات دولار سنوياً. لها مكانة خاصة في قلب أميركا، ونحن نتعامل مع ارتباط ما يحدث خلال هذا التحول. لذا فالأمر معقّد».

 

ووصف برّاك الخطوات التي اتخذها قادة عالميون، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنّها «غير مفيدة». وأضاف: «من الجيد رؤية الأمم المتحدة، أياً كان، تقوم بأي شيء. هذا إنجاز بحدّ ذاته. لكنني أعتقد أنّ ذلك عديم الفائدة. لا يساعد بشيء».

 

ورأى برّاك أنّ الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين في «حركة ح» في الدوحة كانت «صدمة للخليج» وللعالم، إلّا أنّها «لم تلحق ضرراً دائماً بالعلاقات الأميركية مع دول الخليج». وقال: «لم يكن ذلك جيداً. قطر كانت ولا تزال حليفاً مهمّاً وقيّماً لنا منذ اليوم الأول»، موضحاً أنّ الإسرائيليين «لم يخبروا» الولايات المتحدة بما كانوا يخططون له.

 

مؤتمر الدولتين

وانطلق أمس في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مؤتمر دولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتحقيق حل الدولتين، برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبمشاركة رؤساء دول وحكومات.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتراف بلاده بدولة فلسطين. وأكّد من على منبر الأمم المتحدة، أنّ «وقت السلام قد حان». وقال: «يجب أن نمهّد الطريق للسلام. تعلن فرنسا اليوم (امس) اعترافها بدولة فلسطينية».

 

وأضاف ماكرون في مستهل خطابه في مؤتمر حل الدولتين: «نحن هنا لأنّ الوقت حان. حان الوقت للإفراج عن 48 رهينة تحتجزهم «حركة ح». حان الوقت لوقف الحرب والقصف في غزة والمجازر. حان الوقت لأنّ الوضع ملحّ في كل مكان». وأضاف: «البعض سيقولون إنّ الاوان فات وآخرون سيقولون إنّ الوقت مبكر جداً، لكن لم يعد في إمكاننا الانتظار».

 

«مجرد كلمات»

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أمس، إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى أنّ الاعتراف بدولة فلسطين لا يساهم في الإفراج عن الرهائن في غزة، الذي يعتبره الهدف الأساسي في الوقت الراهن، كما أنّه «لا يحقق شيئاً يتعلق نحو إنهاء النزاع». وأضافت أنّ ترامب «يختلف مع الاعترافات بدولة فلسطينية»، مشيرة إلى أنّه عبّر عن هذا الموقف خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا أثناء وقوفه إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. واعتبر ترامب، وفقاً لما نقلته ليفيت، أنّ هذه الاعترافات تمثل «مكافأة لحركة ح»، مؤكّداً أنّها «مجرد كلام أكثر من أفعال، صادرة عن بعض أصدقاء الولايات المتحدة وحلفائها». وأشارت الى أنّ ترامب سيتحدث اليوم أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عن هذا القرار الذي اتخذته دول عدة بينها فرنسا، ليقول إنّه مجرد «كلمات وليس أفعالاً ملموسة».

 

في نيويورك

 

في نيويورك ايضاً، أثار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس وزراء إيرلندا مايكل مارتن، على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الوضع في الجنوب، في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وآخرها مجزرة بنت جبيل، مشدّداً على «ضرورة وقف هذه الاعتداءات»، وشاكراً لـ»إيرلندا مشاركتها في اليونيفيل». كما شدّد الرئيس عون، أمام رئيس فنلندا ألكسندر ستاب، على «الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني في إطار تنفيذ القرار 1701». ولفت إلى أنّ «إسرائيل تعرقل استكمال انتشاره بسبب استمرار احتلالها للتلال ومواصلتها الأعمال العدائية ضدّ القرى والمدنيين الجنوبيين»، مشيراً إلى أنّ الحكومة ماضية في تنفيذ قرار حصر السلاح بشكل تدريجي».

 

«اليونيفيل»

 

على صعيد آخر، احتفلت أمس قوات «اليونيفيل»، بـ«اليوم العالمي للسلام» في مقرها العام في الناقورة، وقال قائدها العام اللواء ديوداتو أبانيارا «إنّ السلام ممكن، وإنّه يجب حمايته. وكما قال الأمين العام غوتيريش: «السلام ليس مجرد حلم، بل هو عمل جاد، عمل يومي قائم على الشراكة والعزيمة». وأضاف: «هنا في جنوب لبنان، نلتمس السلام في الدوريات المشتركة لليونيفيل والجيش اللبناني على طول الخط الأزرق وفي الجنوب». وأكّد أبانيارا «انّ دور «اليونيفيل» حيوي اليوم كما كان عند تأسيسها، بدعوة من الحكومة اللبنانية وبتكليف من مجلس الأمن، كُلّفنا بالحفاظ على الهدوء ومنع التصعيد، وتهيئة الظروف المناسبة للحلول السياسية». واعلن انّ «شراكتنا مع الجيش اللبناني أساسية. كل دورية مشتركة، كل مسؤولية مشتركة، كل خطوة نخطوها معاً، تؤكّد أنّ السلام يُبنى جنباً إلى جنب. كما أنّ مهمتنا لم تكن لتكون ممكنة دون دعم الدول المساهمة». وقال: «السلام في لبنان ليس مجرد مسؤولية داخلية، بل عالمية. وإلى المجتمع الدولي: دعمكم لا يزال قوياً حيث تحول نحو أساليب أكثر ذكاء وفعالية. نحن لا نبذل جهداً أقل، بل نسعى جاهدين للأفضل، من خلال تعزيز عمل المؤسسات، وتمكين القيادات المحلية، ودعم انتشار الجيش اللبناني في الجنوب».


 

إقرار الموازنة… وتحسينات للعسكريين

 

أقرّ مجلس الوزراء أمس، مشروع موازنة 2026 من دون فرض ضرائب جديدة أو زيادة معدلاتها، حيث أوضح وزير الإعلام بول مرقص، أنّ الهدف هو تحسين الالتزام الضريبي وتقدير الواردات بدقة. فيما أكّدت مصادر وزارية، أنّ الإيرادات ستركّز على تحسين الجباية وضبط التهرّب الجمركي والأملاك البحرية.

 

وفي موازاة ذلك، شهد السرايا الحكومي اجتماعًا بين رئيس الحكومة نواف سلام ووفد من «رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية» برئاسة العميد شامل روكز وبحضور وزراء المالية والدفاع والداخلية، انتهى إلى اتفاق من 6 نقاط، أبرزها صرف منحتين إضافيتين هذا الشهر، مساواة التعويضات المدرسية مع المدنيين، إنشاء لجنة مشتركة لبحث الرواتب والأجور، إدخال المنح والعطاءات في صلب الراتب، رفع التعويضات العائلية وسائر المستحقات، إضافة إلى تضمين الموازنة فقرة خاصة بتصحيح الرواتب في القطاع العام والعسكريين والمتقاعدين، بما يضمن تحقيق كامل الحقوق تدريجيًا عبر اللجنة المشتركة.

 

**********************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

إقرار موازنة انتقالية بلا ضرائب وتحسين الجباية لتصحيح الرواتب

برّاك يفتح الطريق لتوسيع العدوان الإسرائيلي.. والحزب يصرُّ على احتفال الروشة

 

أقرَّ مجلس الوزراء مساء امس مشروع قانون موازنة العام 2026، بعد سلسلة جلسات، ركزت على مناقشة دقيقة لمواد الموازنة وبنودها، في ضوء التحركات النقابية والضغوطات المالية، والشروط المطروحة من صندوق النقد الدولي.

ويأتي هذا التطور في سباق محموم بين التهديدات الاسرائيلية المتجددة في توسيع الاعتداءات والتوسع والتصعيد، محدداً عاماً آخر لتدمير ما أسماه «المحور الايراني، والانتصار على اعداء اسرائيل..».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان مشاركة الرئيس جوزف عون في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تتوج بالخطاب الذي يلقيه يوم الاربعاء مختصرا فيه الموقف اللبناني من مجموعة ملفات ولاسيما ملف الاعتداءات  الاسرائيلية وقرار حصرية السلاح بيد الدولة ودور الجيش اللبناني والسلام والعودة الى مبادرة السلام العربية، متوقفة عند حجم اللقاءات التي يعقدها والتي تدلل على عودة لبنان الى الخارطة الدولية.

وتلفت هذه المصادر الى ان هذه اللقاءات ستتشعب وسيكون من ضمنها مجموعة لافتة، معتبرة ان معظم القادة ارادوا الإستفسار عن الواقع اللبناني عارضين امكانيات الدعم للبنان وهو ما انعكس في هذه الإجتماعات.

الى ذلك، قالت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء نجح في تمرير الموازنة وفق المواعيد الدستورية لها وقبل زيارة وفد صندوق النقد الدولي.

وبالتزامن كان المبعوث الاميركي والسفير في انقرة توم براك يقر بفشل مهمته بتحقيق تقدم في اتفاق وقف الاعمال العدائية وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من لبنان واتهم الحزب باعادة بناء قوته واصفا إياه بالعدو، في موقف معطوف على كلام مصدر أمني إسرائيلي لقناة «العربية»: بأن العام المقبل حاسم وسنتدخل في لبنان إذا لم تُتخذ خطوات عملية ضد سلاح الحزب.وعلى كلام منقول عن مصادر دبلوماسية مفاده «مخاوف من انفجار الوضع اللبناني». ورأت مصادر متابعة ان هذا الموقف لبراك قد يكون مؤشراً لتصعيد اسرائيلي اوسع مما هو حاصل الآن خلال اسابيع قليلة، بحجة عدم نزع سلاح الحزب .

واعتبر برّاك في حديث  لقناة «سكاي نيوز» ان «الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح الحزب هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي».

وحول دافع  الحزب اللبناني لتسليم سلاحه، أكد براك أن: «إسرائيل تهاجم الجميع، من سوريا إلى لبنان وتونس، ومع استمرار هذه الهجمات، تتعزز رواية الحزب بأنه موجود لحماية اللبنانيين من إسرائيل. إسرائيل تحتل 5 نقاط ولن تنسحب منها، وفي المقابل يعيد الحزب بناء قوته».

وأضاف:المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. هذا ليس دورنا. لكن البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس ترامب أن يرسل قوات المارينز لحل كل شيء. هذا لن يحدث.

وفي حديثه عن إمكانية نزع سلاح الحزب ، قال براك: إن القرار يجب أن يأتي من الحكومة اللبنانية، وإذا أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح الحزب . لكنها تتردد خوفا من اندلاع حرب أهلية. نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع عبثا» .

وردا على سؤال عما إذا كان الجيش اللبناني هو الجهة التي ستتولى نزع سلاح الحزب، أجاب براك: الجيش هو القوة الوحيدة المتاحة على الأرض. هو جيش جيد بنوايا حسنة لكنه يفتقر إلى التجهيز الكافي. ونحن لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي الحزب . لكن الحزبعدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها.

واضاف قائلا: لن نذهب إلى منازل الشيعة لنطلب منهم تسليم أسلحتهم، أو أن نقول: معذرة، هل يمكننا أخذ الصواريخ والأسلحة من بيوتكم وإلا سنعتقلكم بالقوة؟.

أما في ما يخص غزة، فرأى ان «وقف إطلاق النار في غزة لن ينجح»، مشيرا إلى أن «خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية جيدة لكنها بلا جدوى ولا تساعد».

واستبعد برَّاك التوصل إلى سلام في منطقة الشرق الأوسط، وقال: السلام مجرد وهم.لم يكن سلاماً من قبل ولن يكون هناك سلام في المستقبل لأن الجميع يقاتل من اجل الشرعية، إن الصراع الحالي في المنطقة ليس على الحدود ولكن على مبدأ الخضوع والهيمنة.الحدود هي مجرد عملية تفاوض.ولنتيجة إلهائية ان هناك طرفا يريد الهيمنة هذا يعني ان طرفا آخر يجب ان يخضع.لذلك الازدهار الاقتصادي هو الحل.

وفي سياق الضغط الاميركي على لبنان والحزب بشكل خاص، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن «مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات الحزب المالية».

 

بحث مواقف براك

 

كما افادت معلومات اخرى ان وزير الطاقة جو صدّي فاتح الرئيس سلام بكلام الموفد الاميركي برّاك عالي السقف تجاه لبنان والحكومة، مطالباً بموقف حكومي لكن سلام قال له: «ما في لزوم نبحث كلامو هلّق وبعد ما اطّلعنا عليه».

أضافت المعلومات: ان مواقف براك بُحثت قبل الجلسة وعلى هامشها بين الوزراء ورئيس الحكومة ولكن ليس بشكل رسمي، وسيعقد إجتماع قريياً بين المعنيين يخصص لبحث هذه المواقف.

 

مجلس الوزراء

 

حكومياً، ترأس الرئيس نواف سلام جلسة لمجلس الوزراء، واستهل مجلس الوزراء الجلسة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء بنت جبيل.وأقر مجلس الوزراء مشروع موازنة 2026. وذكرت المعلومات أن الموازنة حافظت على صفر عجز ولم تلحظ ضرائب جديدة، كما ركزت على تحسين الجباية وضبط التهرب الجمركي.

وافادت مصادر وزارية انه «لن تكون هناك ضرائب في ما خصّ تأمين إيرادات الموازنة إنما سنُحاول أن نحصل على الإيرادات بمنع التهرّب الضريبي والتهريب الجمركي ومنع إنشاء شركات وهميّة وسنفرض تفعيل الجباية»، وقالت المصادر: ان «مشروع الموازنة يضم زيادة ضرائب على المواطنين في موضوع الـTVA والمعاملات الشخصية ومعاملات الامن العام.

وقال وزير الاعلام بول مرقص بعد انتهاء الجلسة مساءً: أنه تعذر إقرار تصحيح للرواتب والأجور لجميع العاملين والمتقاعدين في القطاع العام ضمن موازنة العام 2026. وأن الحكومة اذ تدرك ان هذا المطلب محق فهي عازمة على التقدم خطوة نحو انصاف العاملين في القطاع العام من خلال اقرار بعض التعديلات على النظام الحالي كمثل ضم التقديمات الى صلب الراتب وزيادة التعويضات العائلية وغيرها من التحسينات. وسوف تدرس الحكومة وبعد اقرار الموازنة في الوقت المناسب امكانية فتح الاعتمادات الإضافية اللازمة لتحقيق ذلك،وأن الموازنة سعت إلى تأمين إيرادات لكل إنفاق وذلك من أجل تجنب حصول عجز.

اضاف مرقص: لا تهدف موازنة عام 2026 الى زيادة الضرائب او الى فرض ضرائب جديدة، بل ترمي الى تمويل النفقات العمومية بما فيها النفقات الاستثمارية من خلال تفعيل التزام الضريبي ومتابعة المكلفين غير المسجلين لدى ادارة الضرائب وملاحقتهم، وكذلك المسجلين غير الملتزمين بالتصريح عن الضرائب وبتسديدها ضمن المهل القانونية، وتقديم تقارير بالايرادات في مشروع موازنة العام2026وتقديرها بطريقة دقيقة، بهدف عدم حصول عجز فعلي عند التطبيق لهذه الموازنة في العام2026.

واوضح انه من المواد التي عدنا اليها للتدقيق والتعديل المادة 31 من الموازنة التي اخذت بعض التفسيرات وبعض الغموض كان يلفها وكان هناك تساؤلات حولها وهي تتعلق بالاجازة لإدارة الجمارك استيفاء مبلغ بنسبة  محددة من قيمة كل  عملية الاستيراد كأمانة  على حساب ضريبة الدخل.

وأصبحت المادة الجديدة على الشكل التالي: تستوفي ادارة الجمارك مبلغا نسبته 3% من قيمة كل عملية استيراد قام بها مكلف لم يلتزم بتقديم تصاريح ضريبية عن الدخل المتوجب، وكذلك تصاريح الضريبة على القيمة المضافة،  خلال السنوات الثلاث السابقة للسنة التي يتم خلالها الاستيراد، كأمانة على حساب ضريبة الدخل، على ان يدخل هذا المبلغ في حساب المكلف الضريبي، ويحسم من الضريبة السنوية المتوجبة على أرباحه وفقا للتصاريح المقدمة من قبله.

وتعتمد احكام التشريع الجمركي لتحديد عمليات الاستيراد وقيمة كل منها والحالات المتعلقة بها، وتحدد دقائق تطبيق هذه المادة بقرار يصدر عن وزير المالية.

قبل الجلسة، سُئل الوزير فادي مكي رداً على سؤال من أين ستأتي الحكومة بالإيرادات فأجاب: «من الضرائب».

في شأن عام، اصدر الرئيس سلام تعميماً طلب فيه من الادارات والمؤسسات العامة والبلديات كافة التشدد في منع استعمال الاماكن العام البرية والبحرية والمعالم الاثرية والسياحية او تلك التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وذلك قبل الحصول على التراخيص والاذونات اللازمة من الجهات المعنية وفقاً للاصول.

واستند الطلب الى انه تناهت مؤخراً ظاهرة استخدام الاملاك العامة واستغلالها لغايات تجارية او لمنافع خاصة او لأهداف سياسية.

وبعد ان تكررت ايضاً في الاونة الاخيرة واقعة استغلال معالم وطنية لأهداف دعائية ولإقامة انشطة تُطلق فيها شعارات حزبية وسياسية.

وهذا يعني عدم موافقة حكومية على احتفالية الحزب على صخرة الروشة.

وعلى الفور، اصدرت العلاقات الاعلامية في الحزب دعوة للمشاركة في فعالية اضاءة صخرة الروشة بصورة الشهيدين السيد  نصر الله والسيد هاشم صفي الدين عند الساعة 6 من مساء بعد غد الخميس في محلة الروشة، ووزعت برنامج فعاليات الاضاءة التي تحصل عند الساعة السابعة.

 

اجتماعات عون

وفي نيويورك عقد الرئيس عون لقاءً في نيويورك مع رجال اعمال لبنانيين، وتناول اللقاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والاوضاع في الجنوب ومشاريع البنى التحتية والطاقة، والتحوُّل الرقمي واقتراع المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة.

نيابياً، دعا الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس النيابي الى الاجتماع عند الواحدة من بعد ظهر غد الاربعاء.

وفي الاطار القضائي، وقَّع وزير العدل عادل نصار صباح امس ملف استرداد الموقوف الروسي في بلغايرا ايغور غريتشو شكين واحاله الى وزارة الخارجية اللبنانية.

وكشف وزير العدل السوري ان مشاورات جرت وعقدت لقاءات مع الاطراف اللبنانيين بشأن المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، معرباً عن امله في اغلاق ملف المعتقلين نهائياً بما يحقق مصالح الشعبين السوري واللبناني.

 

تشييع الشهداء

على الارض في الجنوب، لم تتوقف عمليات الترهيب الاسرائيلي للمواطنين، لمنعهم من الاستقرار في قراهم، وتفاعلت ردود الفعل على المجزرة الخطيرة التي ارتكبتها المسيّرات الاسرائيلية في بنت جبيل وادت الى سقوط 5 شهداء، بينهم 3 اطفال اشقاء. وتقرر نقل الوالدة اماني وابنتها الجريحة الى مستشفى الجامعة الاميركية لمتابعة العلاج بمبادرة من الدكتور غسان ابو ستة، وحرصت على توديع طفليها الشهيدين، وهما في الاكفان وضمتهما وبكت..

وتشيِّع مدينة بنت جبيل عند الرابعة من عصر اليوم الشهداء الخمسة، ويقام التجمع في ساحة الراية في السوق العام للمدينة.

وعلى صعيد الاعتداءات ألقت مسيّرة معادية فجر امس قنابل حارقة على احراج الجبل الرفيع، وامتدت النيران الى الوادي الاخضر.. كما ألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية بالقرب من مواطنين كانوا يشرفون على رفع ركام منازلهم جنوب شرق بلدة مارون الراس.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الديار

لبنان في «عين عاصفة» التصعيد الاميركي ــ «الاسرائيلي»!
نتانياهو يهدد بالحرب وبراك يتوعد بقطع رؤوس «الافاعي»
اقرار الموازنة دون تصحيح الرواتب… وانصاف العسكريين

 

ودعت الأم الجريحة اماني بزي زوجها شادي شرارة واطفالها الثلاثة، سيلين وسيلان وهادي، شهداء مذبحة بنت جبيل، عشية تشييعهم اليوم، فيما كانت اسيل لا تزال بحالة حرجة في المستشفى. أفرادعائلة شرارة ليسوا سوى مجرد ارقام او اضرار هامشية بالنسبة لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الذي بشر المنطقة بعام جديد من الحروب على وقع تسريبات اسرائيلية «مريبة» في توقيتها لقناة «الحدث» السعودية توعد فيها لبنان بسنة «حاسمة» اذا لم تقم الحكومة اللبنانية بخطوات عملية لنزع سلاح الحزب بما يضع لبنان مجددا في «عين العاصفة». اما المبعوث الاميركي توم براك فواكب قرع «طبول الحرب» بتصريحات هي الاكثر فجاجة ووقاحة، وفي توصيفاته للاوضاع «الصعبة» في لبنان، وفي تصعيد نزل «كالصاعقة» على رؤوس المسؤولين اللبنانيين الذين ظنوا انهم حصلوا على الرضا الاميركي بعد الالتزام بورقته دون مناقشة، اكد انه لن يعود الى لبنان لانه لا يريد ان يضيع وقت الرئيس الاميركي «بكلام فارغ»، لانه لا يرى سوى الكلام ودون افعال. والى من كان لديه وهم بالنيات الاميركية، قال براك بوضوح»هل يظنون اننا نسلح الجيش لمواجهة اسرائيل، هذا غير وارد… واصفا ايران والحزب «بالافاعي» التي يجب ان تقطع رؤوسهم»!

مراجعة داخلية

براك الذي نعى «وهم» السلام في المنطقة، وتحدث عن طرف يريد ان يهيمن وآخر يجب ان يخضع، كان يشير بوضوح الى ان ما تشهده الجبهات في المنطقة حاليا وبينها لبنان، مواجهة منخفضة الوتيرة، ومجرد وقت مستقطع بين حربين، وهي تصريحات خطرة برأي اوساط سياسية بارزة، لفتت الى ان الامر يحتاج الى استنفار سياسي وديبلوماسي عالي المستوى لمواجهة «العاصفة» الآتية، لان المناخات الاميركية الاسرائيلية القاتمة لم تعد مجرد تسريبات او كلام يقال في الغرف المغلقة، وانما كلام معلن بوضوح ولا يقبل اي التباس، وهذا يحتاج الى مراجعة جدية لمقاربة الحكومة والعهد لملف «حصرية السلاح» الذي تحاول «اسرائيل» والولايات المتحدة تحويله الى مواجهة داخلية تُدخل البلاد في الفوضى.

انشغالات سلام وجدول اعمال عون

وفي هذا السياق، وفيما يبدو رئيس الحكومة نواف سلام مشغولا بكيفية منع ظهور صورة الامينين العامين الشهيدين للحزب على صخرة الروشة، تجنب مناقشة كلام براك في مجلس الوزراء امس، بحجة المزيد من الاطلاع والدراسة، ليناقش لاحقا، تحدثت مصادر سياسية عن ادراج هذه التصريحات على جدول اعمال رئيس الجمهورية جوزاف عون في نيويورك حيث سيحاول تلمس خلفيات هذا التصعيد وما يمكن ان يكون انعكاسه على الساحة اللبنانية.

مهلة شهر؟

ووفق مصادر ديبلوماسية، فان الاجواء في واشنطن تتحدث عن مهلة شهر معطاة للبنان كي يثبت جديته في ملف «حصرية السلاح»، والا ستكون «اسرائيل» غير مقيدة في تصعيدها حيث ستنفذ خطة انشاء منطقة عازلة غير محدودة جغرافيا، وهو ما تمهد له بتقصد ارتكاب مجازر ضد المدنيين لدفع الجنوبيين إلى مغادرة قراهم. وفي السياق التهولي نفسه، تروج بعض المصادر ان»اسرائيل» تنتظر انتهاء اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لعدم اثارة الحساسيات ضدها والتنديد بارتكاباتها، لتسدد ضربة قوية للحزب وتثبت للعالم انه لا ينفذ شروط وقف اطلاق النار، عبر الادعاء انه ما يزال يحتفظ بترسانة سلاحه ولا يتعاون مع الجيش في مجال تسليمه ويتواجد في جنوب الليطاني، متذرعاً بأن الجيش اللبناني عاجز عن فرض سيطرته على الارض.

اجتماع حاسم الجمعة!

علما ان هذه المهل غير نهائية، وفق تلك الاوساط، سوف تتحدد الخطوات العملانية بعد الاجتماع المرتقب في نيويورك بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو يوم الجمعة المقبل حيث سيتم التفاهم على «خارطة طريق» لكيفية التعامل مع ملفات المنطقة بما فيها الساحة اللبنانية. ولفتت تلك الاوساط، الى ان «خلط الاوراق» الذي تقوم به الولايات المتحدة «واسرائيل» ياتي بعد الاجواء الايجابية التي سادت خلال زيارة المبعوث السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت، وثمة مخاوف جدية من ارتفاع منسوب الضغوط في المرحلة المقبلة لانهاء فترة «تجميد» ملف «حصرية السلاح» والدفع الى فوضى داخلية.

تسريبات مريبة

وفي السياق نفسه، نقلت قناة «الحدث» السعودية عن مصدر امني اسرائيلي تاكيده ان العام المقبل حاسم مهددا بالدخل على نحو اقوى في لبنان اذا لم تقم الحكومة بخطوات حاسمة. ولفت الى انه لا وقت محدد ولكنه غير مفتوح، قائلا لا مكان لحالة رمادية بل المطلوب تجريد الحزب من سلاحه. واقر ان الحزب يعيد ترميم نفسه ولهذا يجب ان تبقى اليقظة قائمة، اما امكان القيام بعملية برية واسعة في لبنان فممكنة اذا لزم الامر، حسب تعبيره.

براك ينعى «وهم السلام»

في تصعيد غير مسبوق، وفي لحظة شديدة التعقيد انتقد براك في سلسلة مواقف اطلقها امس اداء الدولة اللبنانية في ما يخص عملية حصر السلاح. فاعتبر ان «الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح الحزب هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي». ولفت إلى أن «الجيش اللبناني منظّمة جيدة ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد»، وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها و «الحزب» يُعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية» .

«قطع الرؤوس»

واضاف: «الحزب عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». ولفت الى  أنه «خلال هذه الفترة تدفق إلى الحزب ما يصل إلى 60 مليون دولار شهرياً من مكان ما»، وقال « اللبنانيون يظنون أن الحزب لا يعيد بناء قوته لكنه يعيدها». وأكد برّاك أن «لن نتدخل لمواجهة الحزب سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية. واكد ان من يظن ان واشنطن تسلح الجيش لمواجهة «اسرائيل» فهو واهم. وفي المقابل، منح الحزب الحجة لعدم تسليم سلاحه بعدما اشار الى ان ما يحصل من حول لبنان وخصوصا سوريا لا يساعد على ذلك! وتزامنا مع تصريحات براك، رفعت الولايات المتحدة وتيرة ضغوطها على الحزب لمحاولة تجفيف موارده المالية، واعلنت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات الحزب المالية.

 نتانياهو والحرب المفتوحة

وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، توعد المنطقة بعام جديد من الحرب، واكد أنّه يجب «تدمير المحور الإيراني»، مؤكداً الاستمرار في الحرب على جميع الجبهات. وقال نتنياهو، خلال اجتماعه مع قادة الجيش في حضور وزير الدفاع يسرائيل كاتس اليوم: «نحن داخل صراع ننتصر فيه على أعدائنا ويجب علينا تدمير المحور الإيراني وهذا الأمر في متناول أيدينا، هذا ما ينتظرنا في العام المقبل. وأضاف: «أود أن أؤكد مجدّداً أنّنا مصممون على تحقيق جميع أهداف حربنا، ليس فقط في غزة، وليس فقط للقضاء على حركة ح بالكامل، وإطلاق سراح أسرانا، وضمان ألّا تشكل غزة أي تهديد لإسرائيل، بل أيضاً على جبهات أخرى، لفتح آفاق الأمان والانتصار والسلام.

العلاقة بين الحزب والرياض

وبانتظار رد الفعل السعودي على دعوة الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم السعودية للحوار، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان المبادرة ليست بمعزل، عن التطوّر الإيجابي في العلاقات السعودية- الإيرانية، واللقاء الذي جمع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجاء بعده زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني للرياض. وأشارت تلك الاوساط الى ان ثمة تغييرا في النظرة الاستراتيجية لدى الدول العربية ومسؤوليها بعد الاعتداء على قطر، وثمة ايضا رؤية أكثر وضوحا بكثير، تجاه دور ايران وحلفائها في المنطقة، وقد تجد المبادرة صداها اذا لم تدخل واشنطن على خط عرقلة التقارب بين دول المنطقة التي تستشعر جميعها خطر «إسرائيل الكبرى»، التي اعلن نتانياهو انها جزء اساسي من استراتيجيته.

 

 مجزرة بنت جبيل

وفيما يستعد ابناء بنت جبيل لتشييع شهداء المجزرة اليوم انتقد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي عبر حسابه على منصة «إكس»، الدولة اللبنانية التي وصفها بأنها «عاجزة عن حماية شعبها ولا سيما الأطفال». وقال «دولة لا تستطيع حماية شعبها وبالأخص أطفالها، لا يعوّل عليها. دولة تدّعي بديبلوماسيتها أنها قادرة على توفير الدفاع والحماية بالبكاء عند الأميركيين، لا يُعوَّل عليها». وأضاف أن «مجزرة بنت جبيل بالأمس دليل على العجز الكامل، وإدانة تامة للمجتمع الدولي والدول الضامنة، وللرهانات الخاسرة للسلطة.

عون والاستثمار في لبنان

وعشية كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والتي سيتطرق فيها الى المستجدات المحلية عسكريا واقتصاديا، اكد الرئيس ان خطة «حصر السلاح» ستتم تدريجيا، وعقد الرئيس اجتماعاً مع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين في نيويورك، حيث تناول البحث مجموعة من الملفات الوطنية الحيوية. وخلال اللقاء شدد الرئيس عون على ان عودة لبنان الى تأدية دوره في المنطقة، تتطلب عودة الاستثمارات اليه، واشاد الرئيس عون بما يقوم به المنتشرون اللبنانيون في الخارج دعماً لوطنهم، داعياً اياهم الى الاستثمار في لبنان بعد ان باتت الارضية جاهزة لهم لاتخاذ الخطوة المناسبة.

اقرار الموازنة

في هذا الوقت، أقر مجلس الوزراء  مشروع الموازنة العامة للعام 2026 دون تصحيح للرواتب، وقال وزير الاعلام بول مرقص بعد انتهاء الجلسة ان الحكومة عازمة على التقدم خطوة نحو انصاف العاملين في القطاع العام، وموازنة 2026 لا تعتمد على زيادة معدلات الضرائب او فرض ضرائب جديدة انما من خلال تفعيل الالتزام الضريبي وتقدير الواردات بطريقة دقيقة، وأضاف مرقص، أنه “تعذر إقرار تصحيح للرواتب والأجور لجميع العاملين والمتقاعدين في القطاع العام ضمن الموازنة، ولفتت المقررات إلى أن الموازنة سعت إلى تأمين إيرادات لكل إنفاق وذلك من أجل تجنب حصول عجز. ووفق المعلومات، فان مشروع الموازنة يضم زيادة ضرائب على المواطنين في موضوع الضريبة المضافة والمعاملات الشخصية.

 

انصاف العسكريين المتقاعدين

وبعد تصعيد ميداني شل وسط العاصمة، استجاب رئيس مجلس الوزراء نواف سلام لمطالب وفد من رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية برئاسة العميد شامل روكز بعد اجتماع حضره وزراء المالية ياسين جابر، الدفاع ميشال منسى والداخلية والبلديات العميد احمد الحجار. بعد اللقاء قال العميد روكز «انه تم خلاله الاتفاق على ست نقاط أساسية تتعلق بالشؤون المالية والرواتب: اولا: المنحة الإضافية: تم الاتفاق على صرف منحتيْن إضافيتيْن خلال هذا الشهر، وقد تعهد وزير المالية بذلك. ثانيا: التعويضات المدرسية تقرر مساواتها مع المدنيين وفق تعاونية موظفي الدولة، بنسبة مئة في المئة كاملة. ثالثا: إنشاء لجنة للرواتب والأجور ستُشكّل لجنة بين المتقاعدين ووزارة المالية ووزارتي الدفاع والداخلية، ومهمتها دراسة الرواتب والأجور وفق وعد رئيس الحكومة. رابعا: إدخال العطايا في صلب الراتب اي سيتم إدخال كل العطايا والمنح التي اتخذت سابقاً ضمن صلب الراتب، بحيث لا تُوزع بشكل منفصل، ولا سيما بالنسبة للمتقاعدين. خامساً: تصحيح التعويضات العائلية وتقرر رفع هذه التعويضات اي تعويضات الزوجة، والأولاد، وكذلك التعويضات الأخرى مثل الأوسمة وغيرها.

سلام والحرص على الاملاك العامة؟

وقبل ايام قليلة من احياء الحزب ذكرى استشهاد امينيه العامين، الشهيد السيد نصرالله، والشهيد السيد هاشم صفي الدين، اصدر رئيس الحكومة تعميما تغنى به على منصة «اكس» إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وطلبت فيه التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة. وكان الحزب ​ اعلن الاسبوع الماضي انه ضمن فعاليات احياء المناسبة سيتم في 25 ايلول اضاءة صخرة الروشة في بيروت بصورة السيدين الشهيدين عند الساعة الخامسة من بعد الظهر وحتى السابعة ترافقها فعاليات بحرية.

 جريمة المرفأ

قضائيا، وفي جديد تحقيقات ملف انفجار 4 آب، وقّع  وزير العدل عادل نصار صباح امس ملف استرداد الموقوف الروسي في بلغاريا إيغور غريتشوشكين وأحاله الى وزارة الخارجية اللبنانية.

**********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

عون: عودة لبنان إلى لعب دوره الإقليمي تتطلب عودة الإستثمارات إليه

بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امس لقاءاته في مقر الامم المتحدة، مع عدد من رؤساء الدول والوفود المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة والتي تصادف هذا العام ذكرى مرور 80 سنة على تأسيس المنظمة الدولية. وستكون مناسبة لتبادل الآراء والمعطيات حول التطورات في لبنان والمنطقة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين لبنان وهذه الدول. وكان الرئيس عون عقد مساء اول امس (بتوقيت نيويورك) فجر امس (بتوقيت بيروت)، اجتماعاً مع عدد من رجال الأعمال اللبنانيين في نيويورك الذين طرحوا مجموعة واسعة من الأسئلة المرتبطة بالوضع في لبنان، ومنها ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والأوضاع في الجنوب، والبنية التحتية، إضافةً إلى قضايا التحوّل الرقمي والإنترنت وآلية اقتراع المغتربين في الاستحقاق الانتخابي المقبل.

 

وخلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وسفيرة لبنان في واشنطن ندى حمادة معوض، ومستشارة رئيس الجمهورية روعة حاراتي، تم التطرق إلى الأوضاع الإقليمية، ودور الجيش اللبناني والمسؤوليات الملقاة على عاتقه، وملف إعادة إعمار الجنوب.

 

وعرض الرئيس عون للواقع الراهن، فيما قدّم المشاركون أفكاراً واقتراحات لتحسين الأوضاع، وأبدوا استعدادهم للاستفادة من علاقاتهم للمساهمة في دعم لبنان والدفاع عن مصالحه على مختلف المستويات. وتمحور النقاش خلال اللقاء حول جملة من القضايا الأساسية، أبرزها الوضع السياسي وتداعيات الحرب، ومسار المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وملف البنية التحتية، وسبل إعادة جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى لبنان.

 

وخلال اللقاء، شدد الرئيس عون على ان عودة لبنان الى لعب دوره في المنطقة، تتطلب عودة الاستثمارات اليه، وهي تحتاج الى شروط اساسية اهمها الاستقرار والعمل على طمأنة المستثمرين من خلال خطوات عملية في الاصلاح المالي والاقتصادي والقضائي، «وهو ما عملت وتعمل عليه الحكومة نظراً الى اهميته، بالتوازي مع خطوات اخرى تصب كلها في مصلحة لبنان واللبنانيين والمنتشرين من اصل لبناني في كل اصقاع الارض».

*************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

سلام يحمي صخرة الروشة من الاستفزاز

واشنطن على رأي واحد: لبنان يضيّع الوقت

 

انطلق قطار حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية من قمة بيروت العربية في 27 آذار عام 1992 وحط رحاله أخيرًا في 22 أيلول 2025، أي أمس في نيويورك. استغرقت رحلة هذا القطار نحو 33 عامًا مسجلة مفارقتين تاريخيتين: الأولى، عندما منع رئيس قمة بيروت الرئيس إميل لحود، وبقرار من مرجعيته السورية بشار الأسد، الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من المشاركة في القمة ما اضطره إلى إلقاء كلمته من مقره في رام الله في فلسطين عبر الأقمار الصناعية لقناة الجزيرة القطرية.

والثانية، عندما منعت الولايات المتحدة الأميركية مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من دخول أراضيها للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ما اضطره لإلقاء كلمته أمس عبر تقنية الفيديو.

لكن، وبالرغم من مشقات رحلة قطار الدولتين أنجز أمس ما وصفه المراقبون بهزيمة محور الممانعة التي دفع بالقضية الفلسطينية إلى الوراء لعقود خلت ومنع مسار «أوسلو» الذي تبناه عرفات عام 1993 من الذهاب إلى الأمام حتى وصلنا إلى مرحلة مارست فيها كل من السعودية وفرنسا الضغط السياسي لبلوغ حل الدولتين. ولو كان هذا المسار قد مضى إلى غايته منذ عقود بمعزل عن تدخل إيران، لكان بمستطاع الفلسطينيين تحصيل أكثر ما أتيح لهم اليوم عبر حل الدولتين في وقت تكاد تضيع فيه جغرافية الدولة الفلسطينية المنشودة بسبب سياسة الابتلاع التي تمارسها الدولة العبرية.

هجوم مفاجئ

ومن نيويورك إلى بيروت، كان الجديد المفاجئ في مواقف أطلقها أمس مبعوث الرئيس الأميركي توم برّاك، ما اعتبرته مصادر دبلوماسية عبر «نداء الوطن» بأنه رسالة إلى الحكومة اللبنانية وعودة الضغط الأميركي مجددًا بعدما تراجع بعد 5 و7 آب الماضي. ولفتت المصادر إلى أن برّاك هو صاحب العبارة الشهيرة «كلامكم منيح لكن تصرفاتكم صفر». وقالت إن الكلام لم يعد كافيًا. وقد عاد الأميركيون اليوم إلى اللغة السابقة نفسها على الرغم من اتخاذ الحكومة قرارات تاريخية لكنه يقول إنها لا تنفذ قراراتها .

لا ردّ رسميًا على برّاك

وسئل وزير الإعلام بول مرقص بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام مساء أمس في السراي عن كلام المبعوث الأميركي، فأجاب: «إن الجلسة كانت قطاعية تتعلق تحديدًا باستكمال درس الموازنة، وكان لا بد في بدايتها من الوقوف دقيقة صمت واستنكار والتأكيد على شجب الاعتداءات الإسرائيلية وشد الهمم باتجاه مزيد من الضغط على إسرائيل وعلى الدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية». وأعلن مرقص أن الحكومة أقرّت موازنة عام 2026.

في المقابل، أثار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في نيويورك تباعًا مع: رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن، رئيس جمهورية سلوفاكيا بيتر بليغريني، رئيس فنلندا ألكسندر ستاب ورئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن، الوضع في الجنوب في ضوء استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وآخرها مجزرة بنت جبيل، مشددًا على «ضرورة وقف هذه الاعتداءات». وشدد أمام هؤلاء الرؤساء على «الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني في إطار تنفيذ القرار 1701». ولفت إلى أن «إسرائيل تعرقل استكمال انتشاره بسبب استمرار احتلالها التلال ومواصلتها الأعمال العدائية ضد القرى والمدنيين الجنوبيين»، مشيرًا إلى أن الحكومة ماضية في تنفيذ قرار حصر السلاح بشكل تدريجي».

تضييع الوقت

في سياق متصل، علمت «نداء الوطن» أن ثمة موقفًا موحدًا في كل من وزارتي الحرب والخارجية الأميركيتين وعند المبعوثين إلى دول الشرق الأوسط، هذا الموقف الذي يصل إلى حد اعتماد العبارات ذاتها، ومفاده أن الإدارة مصابة بخيبة الأمل من لبنان الرسمي وأن الأشهر التي مرت عنوانها «تضييع الوقت»، وأن واشنطن بدأت تميل إلى نفاد الصبر، وإلى إعطاء أذن صاغية لمن يعترض على دعم الجيش في حال لم تحصل خطوات كبيرة في ملف حصر السلاح. وتضيف المصادر هناك من يتحدث في واشنطن عن أن التوجه الاستراتيجي الأميركي قد يؤدي إلى تحول الفرصة الأخيرة إلى خطأ تاريخي من الجانب اللبناني ما لم تؤكد بيروت سيادتها وتحررها من عقود هيمنة الميليشيات.

وواشنطن لا تزال تتطلع إلى دوافع إيجابية لمساعدة لبنان، منها تمكين الدولة سياسيًا وأمنيًا والحد من النفوذ الإيراني ونشاط وكلائه «الحزب ». ولكن لبناء الثقة هناك حاجة حقيقية لبيان الأفعال. ولا ضير من أن تعمد الدولة اللبنانية إلى الإعلان عن نتائج أفعالها أول بأول. فالعقبات لا تزال قائمة، ولبنان لم يصل إلى شاطئ الأمان. كما أن الشكوك حول قدرة الجيش على تنفيذ مهامه الحساسة لا تزال موجودة.

باختصار، يُمثل الدفع الأميركي لتمكين الجيش اللبناني من تفكيك القدرات المسلحة لـ «الحزب » نقطة تحول إيجابية، ما يمنح المؤسسات اللبنانية فرصة متجددة لاستعادة السيطرة، واستعادة الاستقرار المدني، وتوجيه البلاد نحو مستقبل سلمي ومزدهر.

الموقف السعودي والفرنسي

بدورها، أشارت مصادر مواكبة لـ «نداء الوطن» أن الكلام الذي أدلى به براك تميز بالجرأة لكنه في المضمون لا يختلف عن موقف المملكة العربية السعودية وفرنسا، ولفتت إلى أن باريس التي كانت مواقفها تتميز بالليونة تسير وفق ما ترسمه السياسة الأميركية وما ترغب به الرياض، وبالتالي هناك تنسيق أميركي أوروبي عربي في ما خص مطلب حصر السلاح والإصلاحات واستعادة الدولة لسيادتها.

ماذا قال برّاك؟

اعتبر برّاك في حديث تلفزيوني أن «الوضع في لبنان صعب جدًا ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح «الحزب » هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي». ولفت إلى أن «الجيش اللبناني منظّمة جيدة ولكنه ليس مجهزًا بشكل جيّد»، وتابع: «إسرائيل لديها 5 نقاط في جنوب لبنان ولن تنسحب منها و«الحزب » يُعيد بناء قوته وعلى الحكومة أن تتحمّل المسؤولية». وأضاف: «الحزب » عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها». ولفت إلى أنه «خلال هذه الفترة تدفق إلى «الحزب » ما يصل إلى 60 مليون دولار شهريًا من مكان ما»، وقال «اللبنانيون يظنون أن «الحزب » لا يعيد بناء قوته لكنه يعيدها». وأكد برّاك، «لن نتدخل لمواجهة «الحزب » سواء من خلال قواتنا أو من خلال القيادة المركزية الأميركية».

«ضوء أخضر»

ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى أن جوهر المسألة هو العودة مجددًا إلى الضغط الأميركي على الدولة اللبنانية من أجل تنفيذ قراراتها في ظل معلومات أميركية أن هناك تباطؤًا في التنفيذ وبالتالي، ما لم يصَر إلى تسريع الخطوات التنفيذية هذا يعني عودة على بدء ليس فقط أن تواصل إسرائيل ما تقوم به وإنما سنعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بعمليات أوسع ولا تطلبوا منا خلاف ذلك».

سلام يتصدى

من جهة ثانية، وبعدما أثار موضوع إضاءة صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين السابقين لـ«الحزب » نصرالله وهاشم صفي الدين في الذكرى السنوية الأولى لاغتيالهما، ردود فعل شاجبة ومستنكرة خصوصًا من نواب بيروت، أصدر رئيس الحكومة نواف سلام تعميمًا إلى جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات واتحاداتها والأجهزة المعنية كافة بشأن الالتزام بتطبيق القوانين التي ترعى استعمال الأملاك العامة البرية والبحرية والأماكن الأثرية والسياحية والمباني الرسمية والمعالم التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وطلب فيه التشدد في منع استعمالها قبل الاستحصال على التراخيص والأذونات اللازمة. ولاحقًا أصدر «الحزب» بيانًا شكل تحديًا لتعميم سلام، دعا فيه إلى المشاركة في فعالية إضاءة صخرة الروشة بصورة نصرالله وصفي الدين الخميس في 25 الجاري.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) .اضغط هنا

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram