خاص "icon news"
رشيد حاطوم
لربما هي من المرات النادرة ان يتمكن المحسوبون على النائب السابق وليد جنبلاط من تقاسم كعكة التعيينات داخل الطائفة الدرزية مع مرجعيتهم السياسية.
الحدث النادر الذي شبهه بعض المطلعين على أحوال طائفة الموحدين بكسوف الشمس الذي لا يحدث كل يوم، وقد يكون التشبيه منطقياً اكثر اذا ما تعمقنا في تمحيص الامور، فأحوال الطائفة تمر فعلاً في مرحلة كسوف وانعدام وزن حيث لم تعد قادرة على لعب الدور الذي لطالما لعبته في مراحل سابقة.
ملف قضاة المذهب واختلاط الحابل بالنابل والامتحانات بالتعيينات وتغيير العلامات شكل مادة دسمة في الأسابيع الأخيرة وسط سخط وامتعاض قانوني لما آلت اليه الأمور. لكن الأدهى كان في اعلان المحسوبين على المختارة جهاراً نهاراً ان الكعكة هذه المرة تقاسمها عدة أطراف ولم يكن حبر البك وحده يخط اسماء الناجحين.
وبالعودة إلى النتائج فقد سبق للجنة المكلفة باختيار قضاة لدى المحاكم الدرزية الإعلان عن أن معدل النجاح للمتقدمين يجب ان يكون ١٢ على عشرين. تبارى المرشحون ولم يتمكن سوى ثلاثة منهم من عبور سور اللجنة. ولكن بسحر ساحر هبط المعدل إلى ١١ لفترة قصيرة جداً من أجل ان يأخذ بيد أحد المتبارين الذي عانده الحظ في الوصول إلى العلامة ١٢.
كيف توزعت الكعكة
الناجحون الثلاثة أصبحوا اربعة على مقياس اللجنة ثم جرى ضم خامس ارضاء للنائب السابق طلال ارسلان الذي كان بإمكانه ان يضيف ناجحاً سادساً لأن اللجنة كانت تشعر بحرج شديد من طريقة الاخراج الهزلية للامتحانات لانه وبحسب المعلومات سقط من كان يعتبر من المراجع القانونية بالطائفة الدرزية ومن أصحاب الباع الكبير في المحاكم.
حصة ارسلان تساوت مع جنبلاط نفسه من دون المقربين منه، فرئيس الاشتراكي السابق ظفر بمنح نصرالله، ونجح شيخ العقل سامي ابي المنى في الحشد خلف مستشاره دانيال سعيد، ولم يتخلف رئيس اللجنة فيصل ناصر الدين عن الركب فوصل اولاً بمرشحه أمير أبو زكي، ووسط هذا الكسوف كان من الظلم أن يخرج قاضي المذهب في محكمة المتن، غاندي مكارم من المولد بلا حمص فجاء ابن شقيقه سعيد مكارم رابعاً على اللائحة وبشكل سريع تولى كرسي عمه الذي تم تكريمه وتكريسه بمرتبة مستشار لمحكمة الاستئناف الدرزية العليا.
النقطة الأهم في كل هذه المعمعة أن الطبيعي في مسار الأمور ان يكون قضاة المذهب من المشايخ وهم الساهرون على تطبيق التشريعات والأحكام، فأين المراجع الروحية من هذه الطبخة؟ وهل يجوز أن يطبق الشرع من لم يدرسه أو يقربه؟
سماحة شيخ العقل يؤكد تكراراً انه لم يعلم بالتركيبة هذه الا متأخراً، فمن هو البطل الذي لعب دور الوسيط الخارق بين كل هذه الأطراف؟
في زمن التحولات الكبرى تشهد الطائفة اليوم على أوسع كسوف لها في الزمن الحديث، كسوف الدور والرؤية والمهام نتيجة التحليلات والسياسات الاعتباطية الارتجالية والاستفراد.
زمن كسوف الدور عسى الا يتحول إلى افول دائم واضمحلال.
نسخ الرابط :