قراءة لـ"Wall Street Journal" عن الهجوم الإيراني على الدولة اليهودية الزائلة.. هذا ما كشفته

قراءة لـ

Whats up

Telegram

ذكرت صحيفة "The Wall Street Journal" الأميركية أن "الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في 13 نيسان كان بمثابة علامة على موت نموذج إقليمي طويل الأمد وهو الردع. يجب على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وإسرائيل، أن تتحول من إطار سياسي يردع التصعيد الإيراني إلى إطار يفرض تكاليف على تصرفات إيران ويضغط على شبكة وكلائها. وعلى الرغم من أن القصف الإيراني لم يسبب سوى أضرار قليلة، حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأميركية والبريطانية ومختلف الدفاعات الجوية العربية كل الأسلحة باستثناء عدد قليل منها، إلا أنه كان ذا أهمية استراتيجية".

وبحسب الصحيفة، "لقد خاضت إيران حرب ظل ضد إسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج لعقود من الزمن، حيث قامت برعاية مجموعات بالوكالة، وتنظيم عمليات مباشرة لقتل الأميركيين والإسرائيليين، ومهاجمة الدول العربية بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات من دون طيار. ولم يسبق لإيران أن هاجمت الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر بأسلحة أطلقت من أراضيها، وبالتالي، فإن هجوم 13 نيسان يمثل خرقاً لحواجز النار التصعيدية في حرب الظل التي تخوضها طهران. وردت إسرائيل في غضون أيام، بشن ضربة طفيفة ضد المنطقة المحيطة بمدينة أصفهان في وسط إيران. وعلى الرغم من الدعوات العديدة التي وجهها الإسرائيليون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يسبق للإسرائيليين أن ضربوا الأراضي الإيرانية من قبل، وبدلاً من ذلك نفذوا هجمات إلكترونية وعمليات استخباراتية على الأراضي الإيرانية".

وتابعت الصحيفة، "تظهر تصرفات إيران فشل الردع الأميركي.في 12 نيسان، حذر بايدن طهران من مغبة شن هجوم مباشر. فقد أظهرت إدارته نفوراً من السلوك الذي تعتبره تصعيدياً، ففرضت خطوطاً حمراء في أوروبا بشأن أوكرانيا، وواصلت التحرك الإيجابي تجاه الصين في آسيا، ورفضت اتهام إيران بأنها تقف وراء أي من أعمال العنف في الشرق الأوسط، بينما هددت بفرض شروط على المساعدات المقدمة لإسرائيل. وقد أعطى هذا سبباً وجيهاً لطهران للاستهزاء بتحذيرات بايدن وتصوير قصفها على أنه رد على الهجوم الإسرائيلي في الأول من نيسان على ملحق لسفارة طهران في دمشق".

وأضافت الصحيفة، "كان الهجوم الإيراني إشارة إلى سلوك مستقبلي بقدر ما كان ردا على التصرفات الإسرائيلية. وكانت الأهداف الرئيسية هي قاعدة نيفاتيم الجوية ومواقع مركزية لدفاع الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في الجولان. وسعت إيران إلى توضيح أن أي حرب في لبنان سوف تنطوي على موجات من الضربات المشابهة لتلك التي تعرضت لها أوكرانيا لمدة عامين. إن إسرائيل دولة أصغر بكثير من أوكرانيا، مما يسمح بتركيز الدفاع الجوي، ولكنه يزيد أيضًا من احتمالات إصابة الخصم للأهداف.لقد ضاعفت إيران التهديد الصاروخي الذي تواجهه إسرائيل من خلال جلب صواريخها وطائراتها المسيّرة، وتلك التابعة لوكلائها في العراق وسوريا واليمن، إلى القتال".

وبحسب الصحيفة، "تتمثل استراتيجية إيران في فرض التكاليف.لقد حددت بشكل صحيح أن جوهر القدرة السياسية العسكرية لإسرائيل هو علاقتها مع الولايات المتحدة. ومنذ 7 تشرين الأول، عملت إيران على توتير هذه العلاقة، فهجماتها على القواعد الأميركية، وهجماتها بالوكالة على الشحن الدولي، والترويج الإعلامي لجرائم الحرب الإسرائيلية المفترضة في غزة، كلها عوامل فرضت ضغوطًا داخلية على إدارة بايدن. وفي الوقت نفسه، يُظهر القصف الإيراني في 13 نيسان احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب لبنان، حتى لو كان ذلك فقط لحماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية. بالنسبة لإسرائيل، فإن شن ضربة كبيرة بهدف شل البرنامج النووي الإيراني سيكون أمراً غير حكيم. وقالت الولايات المتحدة إنها لن تدعم أي ضربة إسرائيلية ضد إيران. وبدون مساعدة الولايات المتحدة، سيتعين على الجيش الإسرائيلي المخاطرة بجزء كبير من أسطوله القتالي الثابت الأجنحة لقمع الدفاعات الجوية الإيرانية في سوريا والعراق وغرب إيران. وستكون مثل هذه العملية أكثر تحديا، وتخاطر بعواقب أسوأ، من الهجوم الإسرائيلي على البرنامج النووي العراقي في عام 1981".

وتابعت الصحيفة، "إن توجيه ضربة إلى البرنامج النووي الإيراني، حتى لو نجحت، لن يغير ميزان القوى بشكل ملحوظ. وسوف ترد إيران بقصف أكبر، في حين أن واشنطن قد توبخ إسرائيل بسبب عمل "تصعيدي" وتحد من ردها الدفاعي. إن تدمير ترسانة الصواريخ الإيرانية هو أمر يتجاوز قدرات إسرائيل، حيث أن كل وكلاء إيران لديهم أيضًا صواريخ وطائرات من دون طيار. إن جوهر القدرة السياسية العسكرية الإيرانية هو شبكتها الوكيلة من المجموعات الإقليمية، والتي تسمى محور المقاومة. وتسمح هذه الشبكة لإيران بتجميد إسرائيل، مما يشكل تهديدات من الجنوب (حماس في غزة)، والشمال (حزب الله في لبنان)، والشرق (عبر سوريا والأردن إلى الضفة الغربية)، وأي تحرك تقوم به إسرائيل في اتجاه ما يجعلها عرضة للخطر في مكان آخر. وكلما طال أمد هذه الحرب، سواء في غزة أو لبنان، كلما تصاعدت الضغوط الدولية على إسرائيل، وكلما زاد احتمال حدوث قطيعة بين إسرائيل والولايات المتحدة".

وأضافت الصحيفة، "إن هزيمة إيران، وليس ردعها، يجب أن تكون هدف الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا يتطلب فرض تكاليف على الشبكة الوكيلة وكسر محور المقاومة. وتستطيع إيران توجيه الدعم المالي الذي تقدمه للعراق وسوريا ولبنان نحو التدريب والمعدات، في حين تترك المهام المكلفة للإدارة المدنية وتقديم الخدمات العامة لبغداد ودمشق وبيروت. ويجب على إسرائيل أن تحاول كسر هذا البناء الاستراتيجي من خلال إجبار إيران على السيطرة المباشرة على كل دولة مضيفة، أو المخاطرة بانهيار المحور. ويمكنها القيام بذلك بكفاءة أكبر من خلال الضربات الجوية في سوريا ومجموعة من الضربات الجوية والعمليات الاستخباراتية في لبنان".

وختمت الصحيفة، "تواجه إسرائيل تهديداً في الشمال تدركه واشنطن تماماً. وبمرور الوقت، ستحتاج إيران إلى توجيه المزيد من الموارد للحفاظ على المحور، مما سيحدّ بشكل كبير من قدرتها التشغيلية".

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

Whats up

Telegram