افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 15 شباط 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الاثنين 15 شباط 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء :

 

بلينكن لا نوافق على ضم الجولان… ‏و"القوميّ" يحيّي صموده: إرادة المقاومة ‏ستنتصر الحريري: حكومة 18 ولبعبدا 6 منهم الطاشناق... وبقرادونيان: لسنا من حصة ‏أحد / حملة اللقاح ضد كورونا بدأت بنجاح وفق المعايير الدوليّة... وبدء ظهور ‏نتائج الإقفال

 

 

 حضر‎ ‎الجولان‎ ‎السوري‎ ‎المحتل‎ ‎في‎ ‎الذكرى‎ ‎الـ‎ 39 ‎لانتفاضته‎ ‎ضد‎ ‎الاحتلال،‎ ‎بإحياء‎ ‎شعبي‎ ‎وسياسي‎ ‎للذكرى‎ ‎وتأكيد‎ ‎المضي‎ ‎في‎ ‎طريق‎ ‎المقاومة‎ ‎والصمود‎ ‎دفاعاً‎ ‎عن‎ ‎الهوية،‎ ‎وتلقى‎ ‎الجولان‎ ‎وأهله‎ ‎تحية‎ ‎من‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎على‎ ‎الصمود‎ ‎البطولي‎ ‎وثقة‎ ‎بأن‎ ‎إرادة‎ ‎الصمود‎ ‎ستنتصر،‎ ‎بينما‎ ‎كان‎ ‎وزير‎ ‎الخارجية‎ ‎الأميركية‎ ‎توني‎ ‎بلينكن‎ ‎يمنح‎ ‎كيان‎ ‎الإحتلال‎ ‎ترخيصاً‎ ‎أمنياً‎ ‎للبقاء‎ ‎في‎ ‎الجولان‎ ‎بداعي‎ ‎مواجهة‎ ‎المخاطر‎ ‎رافضاً‎ ‎الموافقة‎ ‎على‎ ‎قرار‎ ‎ضم‎ ‎الجولان‎ ‎لكيان‎ ‎الاحتلال‎ ‎الذي‎ ‎باركته‎ ‎إدارة‎ ‎الرئيس‎ ‎الأميركي‎ ‎السابق‎ ‎دونالد‎ ‎ترامب‎.‎
في‎ ‎الملف‎ ‎السياسي‎ ‎الداخلي‎ ‎كانت‎ ‎كلمة‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎ذكرى‎ ‎اغتيال‎ ‎والده‎ ‎الرئيس‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎موضوع‎ ‎ترقب‎ ‎وتقييم،‎ ‎حيث‎ ‎حمّل‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎العماد‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎وفريقه‎ ‎السياسي،‎ ‎خصوصاً‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎أن‎ ‎يسمّيه،‎ ‎مسؤولية‎ ‎تعطيل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎معلناً‎ ‎تمسكه‎ ‎بحكومة‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎قال‎ ‎إنه‎ ‎لن‎ ‎يقبل‎ ‎أن‎ ‎ينال‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎وفريقه‎ ‎منها‎ ‎أكثر‎ ‎من‎ ‎ستة‎ ‎وزراء‎ ‎هم‎ ‎أربعة‎ ‎من‎ ‎لائحة‎ ‎تسلمها‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية،‎ ‎وخامس‎ ‎سبق‎ ‎وسمع‎ ‎إشادة‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎بكفاءته‎ ‎وسادس‎ ‎هو‎ ‎من‎ ‎سيمثل‎ ‎حزب‎ ‎الطاشناق،‎ ‎وأنه‎ ‎مستعدّ‎ ‎تحت‎ ‎سقف‎ ‎هذه‎ ‎المعادلة‎ ‎أن‎ ‎يعيد‎ ‎النظر‎ ‎بالأسماء،‎ ‎انطلاقاً‎ ‎من‎ ‎اعتبار‎ ‎ان‎ ‎أي‎ ‎تغيير‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المعادلة‎ ‎يشكل‎ ‎قبولاً‎ ‎بنيل‎ ‎الفريق‎ ‎الرئاسي‎ ‎للثلث‎ ‎المعطل‎ ‎وهو‎ ‎ما‎ ‎يستحيل‎ ‎القبول‎ ‎به‎.‎


أول‎ ‎الردود‎ ‎جاء‎ ‎من‎ ‎حزب‎ ‎الطاشناق‎ ‎الذي‎ ‎رفض‎ ‎أمينه‎ ‎العام‎ ‎النائب‎ ‎آغوب‎ ‎بقرادونيان‎ ‎أن‎ ‎يُحتسب‎ ‎حضور‎ ‎الطاشناق‎ ‎الوزاري‎ ‎محسوباً‎ ‎من‎ ‎حصة‎ ‎أحد،‎ ‎لأن‎ ‎الطاشناق‎ ‎الحليف‎ ‎لرئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والتيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر،‎ ‎لكنه‎ ‎حرّ‎ ‎ومستقلّ‎ ‎بدليل‎ ‎تسميته‎ ‎للحريري‎ ‎خلافاً‎ ‎للتيار‎.‎
أوساط‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎قالت‎ ‎إن‎ ‎الحريري‎ ‎فضل‎ ‎السير‎ ‎بالتزامه‎ ‎مع‎ ‎النائب‎ ‎السابق‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ ‎بحكومة‎ ‎من‎ 18 ‎بعدما‎ ‎فاتحه‎ ‎الفرنسيون‎ ‎بتفضيلهم‎ ‎حكومة‎ ‎من‎ 20 ‎وتشاور‎ ‎مع‎ ‎جنبلاط‎ ‎هاتفياً‎ ‎وسمع‎ ‎الرد‎ ‎بتغريدة‎ ‎الصعود‎ ‎الى‎ ‎المريخ‎ ‎وكسر‎ ‎جليد‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎ ‎فخضع‎ ‎للمشيئة‎ ‎الجنبلاطيّة،‎ ‎خشية‎ ‎تعقيد‎ ‎التأزم‎ ‎مع‎ ‎السعودية‎ ‎أكثر‎ ‎وأكثر‎.‎


الخلاصة‎ ‎كما‎ ‎رسمتها‎ ‎مصادر‎ ‎مواكبة‎ ‎للمسار‎ ‎الحكومي،‎ ‎هي‎ ‎أن‎ ‎الملف‎ ‎الحكومي‎ ‎على‎ ‎رف‎ ‎الانتظار‎ ‎لأن‎ ‎التضارب‎ ‎في‎ ‎التصورات‎ ‎والتطلعات‎ ‎لا‎ ‎يزال‎ ‎في‎ ‎أعلى‎ ‎مستوياته،‎ ‎مشيرة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎السعي‎ ‎للاستئثار‎ ‎على‎ ‎ضفتي‎ ‎التشكيل‎ ‎يبقى‎ ‎قائماً‎ ‎طالما‎ ‎كل‎ ‎من‎ ‎الفريقين‎ ‎يعيش‎ ‎أزمة‎ ‎مع‎ ‎خارج‎ ‎يحتاج‎ ‎حلها‎ ‎كي‎ ‎ينطلق‎ ‎قطار‎ ‎الحكومة‎.‎
على‎ ‎جبهة‎ ‎كورونا‎ ‎انطلق‎ ‎قطار‎ ‎اللقاح‎ ‎الوطني‎ ‎بمعايير‎ ‎دولية‎ ‎عالية،‎ ‎وسقطت‎ ‎كل‎ ‎اتهامات‎ ‎التسييس‎ ‎والتطييف‎ ‎والتقصير،‎ ‎فلبنان‎ ‎حجز‎ ‎كمية‎ ‎من‎ ‎لقاح‎ ‎بفايزر‎ ‎قبل‎ ‎أغلب‎ ‎دول‎ ‎العالم،‎ ‎وقام‎ ‎بتصنيف‎ ‎اللقاحات‎ ‎الأخرى‎ ‎على‎ ‎لوائح‎ ‎القبول‎ ‎بمجرد‎ ‎اكتمال‎ ‎ملفاتها‎ ‎التقنية،‎ ‎وبدأ‎ ‎باللقاح‎ ‎من‎ ‎الجهاز‎ ‎الطبي‎ ‎وكبار‎ ‎السن،‎ ‎كما‎ ‎نصت‎ ‎الخطة،‎ ‎بينما‎ ‎كانت‎ ‎أرقام‎ ‎الإصابات‎ ‎والوفيات‎ ‎تحمل‎ ‎بشائر‎ ‎خير‎ ‎لجهة‎ ‎ظهور‎ ‎نتائج‎ ‎مرحلة‎ ‎الإقفال‎ ‎العام‎ ‎بعد‎ ‎أربعة‎ ‎اسابيع‎ ‎من‎ ‎بدء‎ ‎الإقفال،‎ ‎حيث‎ ‎سجل‎ ‎لبنان‎ 2000 ‎إصابة‎ ‎و‎32 ‎حالة‎ ‎وفاة،‎ ‎وهي‎ ‎أرقام‎ ‎مبشرة‎ ‎إذا‎ ‎تم‎ ‎الإلتزام‎ ‎بإجراءات‎ ‎الوقاية‎ ‎خلال‎ ‎الفترة‎ ‎المقبلة،‎ ‎كما‎ ‎أكدت‎ ‎المصادر‎ ‎الطبية‎.‎


وفي‎ ‎الذكرى‎ ‎التاسعة‎ ‎والثلاثين‎ ‎لانتفاضة‎ ‎أبناء‎ ‎الجولان‎ ‎السوري‎ ‎المحتل‎ ‎رفضاً‎ ‎لقرار‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني‎ ‎بضم‎ ‎الجولان،‎ ‎أكد‎ ‎الحزب‎ ‎السوري‎ ‎القومي‎ ‎الاجتماعي‎ ‎في‎ ‎بيان‎: ‎أنه‎ ‎في‎ 14 ‎شباط‎ ‎‎1982‎،‎ ‎انتفض‎ ‎أبناء‎ ‎شعبنا‎ ‎في‎ ‎الجولان‎ ‎السوريّ‎ ‎المحتل‎ ‎وأعلنوا‎ ‎إضراباً‎ ‎عاماً‎ ‎شاملاً‎ ‎رفضاً‎ ‎لقرارات‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني‎ ‎بضمّ‎ ‎الجولان‎ ‎وفرض‎ ‎قوانين‎ ‎الاحتلال‎ ‎وهويته‎. ‎فشكلت‎ ‎انتفاضة‎ 1‎‎4 ‎شباط‎ ‎محطة‎ ‎من‎ ‎محطات‎ ‎الصمود،‎ ‎عبّر‎ ‎من‎ ‎خلالها‎ ‎أبناء‎ ‎الجولان‎ ‎عن‎ ‎إرادة‎ ‎مقاومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎وتمسكهم‎ ‎بهويتهم‎ ‎وبانتمائهم‎ ‎القومي،‎ ‎ورفضهم‎ ‎أي‎ ‎شكل‎ ‎من‎ ‎أشكال‎ ‎الخضوع‎ ‎والاستسلام‎ ‎لقوات‎ ‎الاحتلال‎ "‎الإسرائيلي‎". ‎وهم‎ ‎بإحياء‎ ‎هذه‎ ‎الذكرى‎ ‎كل‎ ‎عام،‎ ‎يؤكدون‎ ‎صلابة‎ ‎موقفهم‎ ‎الرافض‎ ‎للاحتلال‎ ‎والعدوان‎.‎


وحيا‎ "‎القومي‎" ‎أهلنا‎ ‎الصامدين‎ ‎في‎ ‎الجولان‎ ‎السوري‎ ‎المحتل،‎ ‎الذين‎ ‎بمواقفهم‎ ‎المتمسكة‎ ‎بالهوية‎ ‎السورية‎ ‎يجسدون‎ ‎حقيقة‎ ‎انتمائهم‎ ‎إلى‎ ‎سورية،‎ ‎وبنضالهم‎ ‎الدؤوب‎ ‎وإرادة‎ ‎الصمود‎ ‎يواجهون‎ ‎صلف‎ ‎الاحتلال‎ ‎الصهيوني‎ ‎وجبروته،‎ ‎مشكلين‎ ‎حالة‎ ‎فريدة‎ ‎من‎ ‎حالات‎ ‎المقاومة‎ ‎يسجلها‎ ‎تاريخنا‎ ‎القومي‎ ‎في‎ ‎أبهى‎ ‎صفحاته‎.‎


وقال‎ ‎إن‎ ‎الجولان‎ ‎المحتل‎ ‎هو‎ ‎أرض‎ ‎سورية،‎ ‎وهذه‎ ‎حقيقة‎ ‎ثابتة‎ ‎راسخة،‎ ‎لذا،‎ ‎فإن‎ ‎مقاومة‎ ‎الاحتلال‎ ‎واجبة‎ ‎الوجوب،‎ ‎وهي‎ ‎السبيل‎ ‎الوحيد‎ ‎لتحرير‎ ‎كل‎ ‎أرضنا‎ ‎المحتلة‎ ‎والسليبة‎. ‎وكما‎ ‎انتصرت‎ ‎سورية‎ ‎في‎ ‎مواجهة‎ ‎الحرب‎ ‎الإرهابية‎ ‎الكونية،‎ ‎ستنتصر‎ ‎في‎ ‎معركة‎ ‎تحرير‎ ‎الجولان‎ ‎الحبيب‎ ‎وإعادته‎ ‎إلى‎ ‎كنف‎ ‎السيادة‎ ‎السورية‎.‎


بانتظار‎ ‎ان‎ ‎يطلّ‎ ‎الأمين‎ ‎العام‎ ‎لحزب‎ ‎الله‎ ‎السيد‎ ‎حسن‎ ‎نصر‎ ‎الله‎ ‎مساء‎ ‎الثلاثاء،‎ ‎حيث‎ ‎سيتحدث‎ ‎عن‎ ‎آخر‎ ‎المستجدات‎ ‎المحلية‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎الحكومية‎ ‎منها‎ ‎عطفا‎ ‎على‎ ‎التطورات‎ ‎الاقليمية‎ ‎والدولية‎ ‎التي‎ ‎قد‎ ‎تظهر‎ ‎في‎ ‎الأشهر‎ ‎المقبلة‎ ‎مع‎ ‎الادارة‎ ‎الاميركية‎ ‎الجديدة،‎ ‎أطل‎ ‎أمس‎ ‎في‎ ‎الذكرى‎ ‎الـ‎ 16 ‎لاغتيال‎ ‎الرئيس‎ ‎الشهيد‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري،‎ ‎الرئيس‎ ‎سعد‎ ‎الحريري‎ ‎فأشار‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ ‎في‎ ‎كل‎ ‎لقاءاته‎ ‎العربية‎ ‎والدولية،‎ ‎وفي‎ ‎كل‎ ‎اتصالاته‎ "‎هناك‎ ‎جهوزية‎ ‎واستعداد‎ ‎لا‎ ‎بل‎ ‎حماس،‎ ‎لمساعدة‎ ‎لبنان،‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار،‎ ‎لإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎بيروت،‎ ‎لنعطي‎ ‎أفقاً‎ ‎للبنانيين‎"‎،‎ ‎مؤكداً‎ ‎أن‎ "‎كل‎ ‎هذا‎ ‎ينتظر‎ ‎كبسة‎ ‎زر،‎ ‎والزر‎ ‎حكومة‎ ‎اختصاصيين‎ ‎غير‎ ‎حزبيين‎". ‎ورأى‎ ‎أن‎ "‎لا‎ ‎مخرج‎ ‎من‎ ‎الأزمة‎ ‎بمعزل‎ ‎عن‎ ‎العرب‎ ‎والمجتمع‎ ‎الدولي‎ ‎ومن‎ ‎دون‎ ‎مصالحة‎ ‎عميقة‎ ‎مع‎ ‎الأشقاء‎ ‎العرب‎ ‎والتوقف‎ ‎عن‎ ‎استخدام‎ ‎البلد‎ ‎منصة‎ ‎للهجوم‎ ‎على‎ ‎دول‎ ‎الخليج‎ ‎العربي‎ ‎وتهديد‎ ‎مصالح‎ ‎اللبنانيين‎".‎


وتناول‎ ‎ملف‎ ‎التشكيل‎ ‎الحكوميّ‎ ‎بتفاصيله،‎ ‎موضحاً‎ ‎أنه‎ ‎التقى‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ 16 ‎مرة‎ ‎منذ‎ ‎التكليف‎ "‎وفي‎ ‎المرة‎ ‎الثانية‎ ‎سلمني‎ ‎لائحة‎ ‎لكل‎ ‎الاسماء‎ ‎التي‎ ‎يراها‎ ‎مناسبة‎ ‎للتوزير‎".‎
وقال‎: ‎بعد‎ 14 ‎جولة‎ ‎تشاور‎ ‎ومحاولات‎ ‎إيجاد‎ ‎الحلول‎ ‎مع‎ ‎فخامة‎ ‎الرئيس،‎ ‎قدمت‎ ‎له‎ ‎اقتراح‎ ‎تشكيلة،‎ ‎من‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎اختصاصيين،‎ ‎غير‎ ‎حزبيين،‎ ‎قادرين‎ ‎أن‎ ‎ينفذوا‎ ‎كفريق‎ ‎متكامل،‎ ‎الإصلاحات‎ ‎المطلوبة،‎ ‎لوقف‎ ‎الانهيار‎ ‎وإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎بيروت،‎ ‎وإعادة‎ ‎الأمل‎ ‎للبنانيين‎. ‎ونعم،‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎التشكيلة‎ ‎لا‎ "‎ثلث‎ ‎معطل‎". ‎ولن‎ ‎أتراجع‎ ‎عن‎ ‎منع‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎.‎


وكشف‎ ‎أنه‎ "‎من‎ ‎أصل‎ 18 ‎وزيراً،‎ ‎اعتبرت‎ ‎ان‎ ‎لفخامة‎ ‎الرئيس‎ 6‎،‎ ‎منهم‎ ‎وزير‎ ‎للطاشناق،‎ ‎ومن‎ ‎الـ‎5‎‎ ‎المتبقين‎ 4 ‎تنطبق‎ ‎عليهم‎ ‎مواصفات‎ ‎الاختصاص‎ ‎وعدم‎ ‎الانتماء‎ ‎الحزبي‎ ‎والكفاءة،‎ ‎اخترتها‎ ‎من‎ ‎لائحة‎ ‎فخامته‎ ‎والخامس‎ ‎شخصية‎ ‎محترمة،‎ ‎اختصاصية،‎ ‎غير‎ ‎حزبية،‎ ‎مقربة‎ ‎من‎ ‎فخامته‎ ‎وسبق‎ ‎وطلب‎ ‎مني‎ ‎شخصياً‎ ‎دعم‎ ‎ترشيحها‎ ‎لمنصب‎ ‎مرموق‎".‎
وأشار‎ ‎الى‎ ‎أنه‎ "‎في‎ ‎التشكيلة‎ ‎نفسها‎ ‎اقترحت‎ ‎لوزارة‎ ‎الداخلية‎ ‎اسم‎ ‎قاضٍ‎ ‎معروف،‎ ‎مشهود‎ ‎لكفاءته‎ ‎ونظافته،‎ ‎وسبق‎ ‎وحكم‎ ‎ضد‎ ‎تيارنا‎ ‎السياسي‎ ‎في‎ ‎القضاء،‎ ‎ومقرّب‎ ‎من‎ ‎بعبدا،‎ ‎وبدل‎ ‎أن‎ ‎يعطي‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎ملاحظاته‎ ‎على‎ ‎التشكيلة‎ ‎وفق‎ ‎الدستور،‎ ‎والمنطق،‎ ‎ومصلحة‎ ‎البلد‎ ‎واللبنانيين،‎ ‎أتى‎ ‎الجواب‎ ‎بالإعلام،‎ ‎بالخطابات،‎ ‎بالبيانات‎".‎
ورأى‎ ‎أن‎ "‎حقوق‎ ‎المسيحيين‎ ‎هي‎ ‎ببساطة‎ ‎حقوق‎ ‎اللبنانيين‎. ‎حقوقهم‎ ‎وقف‎ ‎الانهيار‎ ‎وإعادة‎ ‎إعمار‎ ‎بيروت،‎ ‎ووقف‎ ‎الكارثة‎ ‎التي‎ ‎ترميهم‎ ‎كلهم‎ ‎مسيحيين‎ ‎ومسلمين‎ ‎على‎ ‎دروب‎ ‎الشرشحة‎ ‎والتعتير‎ ‎والهجرة‎. ‎حقوقهم‎ ‎بالإصلاحات،‎ ‎بتغير‎ ‎طريقة‎ ‎العمل،‎ ‎حقوقهم‎ ‎تدقيق‎ ‎جنائي‎ ‎بالبنك‎ ‎المركزي‎ ‎وبكل‎ ‎المؤسسات‎ ‎والإدارات‎ ‎والوزارات‎".‎


وعليه،‎ ‎فإن‎ ‎لائحة‎ ‎الأسماء‎ ‎التي‎ ‎تسلمها‎ ‎الحريري‎ ‎والرئيس‎ ‎عون‎ ‎هي‎: ‎الخارجية‎ :‎عبد‎ ‎الله‎ ‎ابو‎ ‎حبيب‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎نعيم‎ ‎سالم‎ (‎ماروني‎).‎
الداخلية‎: ‎فارس‎ ‎فارس‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎عبدالله‎ ‎جريدي‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎سعيد‎ ‎الرز‎ (‎سني‎).‎
الدفاع‎: ‎جان‎ ‎سلوم‎ (‎ارثوذكسي‎)‎،‎ ‎فادي‎ ‎داوود‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎منسّى‎ (‎ارثوذكسي‎).‎
المالية‎: ‎سمير‎ ‎عساف‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎محمد‎ ‎الحج‎ (‎شيعي‎)‎،‎ ‎عامر‎ ‎بساط‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎سعادة‎ ‎شامي،‎ ‎حسن‎ ‎مقلد‎ (‎شيعي‎). ‎العدل‎: ‎جويل‎ ‎فواز‎ (‎كاثوليكيّة‎)‎،‎ ‎عادل‎ ‎يمين‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎هنري‎ ‎خوري‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎انطوان‎ ‎فليموس‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎زياد‎ ‎بارود‎ (‎ماروني‎).. ‎الاتصالات‎: ‎أحمد‎ ‎عويدات‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎فراس‎ ‎أبي‎ ‎ناصيف‎ (‎ماروني‎). ‎الطاقة‎: ‎بيار‎ ‎خوري‎ (‎كاثوليكيّ‎)‎،‎ ‎جوزيف‎ ‎نصير‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎كارول‎ ‎عياط‎. ‎الاقتصاد‎: ‎امين‎ ‎سلام‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎أيمن‎ ‎حداد‎ (‎ارثوذكس‎)‎،‎ ‎فراس‎ ‎ابي‎ ‎ناصيف‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎منير‎ ‎تيني‎ (‎كاثوليكيّ‎). ‎الشؤون‎ ‎الاجتماعية‎: ‎ريمون‎ ‎طربيه‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎بترا‎ ‎خوري‎ (‎أرثوذكسيّة‎). ‎العمل‎: ‎انطوان‎ ‎واكيم‎ (‎ماروني‎). ‎البيئة‎: ‎منال‎ ‎مسلم‎ (‎كاثوليكيّة‎)‎،‎ ‎رانيا‎ ‎أبي‎ ‎مصلح‎ (‎درزية‎). ‎السياحة‎: ‎جان‎ ‎بيروتي‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎الفتريادس،‎ ‎سليم‎ ‎الزير‎. ‎الصناعة‎: ‎جاك‎ ‎صراف‎ (‎ماروني‎). ‎الأشغال‎ ‎العامة‎ ‎والنقل‎: ‎العميد‎ ‎فادي‎ ‎جعارة‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎وليد‎ ‎نصار‎ (‎ماروني‎)‎‎. ‎التربية‎: ‎منذر‎ ‎فتفت‎ (‎سني‎)‎،‎ ‎خليل‎ ‎الجمال‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎عبدو‎ ‎جرجس‎ (‎ماروني‎). ‎الصحة‎: ‎بترا‎ ‎خوري‎ (‎ارثوذكسيّة‎). ‎الإعلام‎: ‎ندى‎ ‎اندراوس،‎ ‎وسام‎ ‎بريدي،‎ ‎وليد‎ ‎كنعان‎. ‎المهجّرين‎: ‎رضا‎ ‎عازار‎. ‎الشباب‎ ‎والرياضة‎: ‎وليد‎ ‎نصار،‎ ‎منذر‎ ‎فتفت‎ (‎سني‎). ‎التنمية‎ ‎الإدارية‎: ‎روني‎ ‎لحود‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎هلا‎ ‎مطر‎ (‎مارونية‎). ‎الثقافة‎: ‎فايز‎ ‎الدحدح‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎باسكال‎ ‎مونان‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎باسكال‎ ‎لحود‎ (‎ماروني‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎الفتريادس‎. ‎الزراعة‎: ‎ظافر‎ ‎الشاوي‎ (‎كاثوليكي‎)‎،‎ ‎لارا‎ ‎حنا‎ (‎كاثوليكيّة‎)‎،‎ ‎ميشال‎ ‎عقل‎.‎


وفيما‎ ‎أفيد‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎اختار‎ ‎من‎ ‎لائحة‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎الحكوميّة‎ ‎كلاً‎ ‎من‎ ‎وليد‎ ‎نصار‎ ‎وأنطوان‎ ‎قليموس‎ ‎وسعادة‎ ‎شامي‎ ‎وعبدو‎ ‎جرجس،‎ ‎افادت‎ ‎مصادر‎ ‎بعبدا‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎أن‎ ‎اللائحة‎ ‎ليست‎ ‎كاملة‎ ‎وقد‎ ‎سلمت‎ ‎من‎ ‎قبل‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎أن‎ ‎يطلع‎ ‎على‎ ‎الاسماء‎ ‎الواردة‎ ‎في‎ ‎الورقة‎ ‎من‎ ‎منطلق‎ ‎انها‎ ‎تتمتع‎ ‎بالكفاءة‎ ‎والاختصاص‎ ‎ولم‎ ‎تكن‎ ‎صيغة‎ ‎نهائيّة‎.‎


وبعد‎ ‎خطاب‎ ‎الحريري‎ ‎اكد‎ ‎مكتب‎ ‎الإعلام‎ ‎في‎ ‎رئاسة‎ ‎الجمهورية‎ ‎في‎ ‎بيان‎ ‎أنه‎ ‎مرة‎ ‎جديدة‎ ‎استغل‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎ذكرى‎ ‎استشهاد‎ ‎والده‎ ‎الرئيس‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري،‎ ‎ليلقي‎ ‎كلمة‎ ‎تناول‎ ‎فيها‎ ‎ملابسات‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎العتيدة‎ ‎وضمّنها‎ ‎مغالطات‎ ‎كثيرة‎ ‎واقوال‎ ‎غير‎ ‎صحيحة‎ ‎لسنا‎ ‎في‎ ‎وارد‎ ‎الرد‎ ‎عليها‎ ‎مفصلاً‎ ‎لتعذر‎ ‎اختصار‎ 14 ‎جلسة‎ ‎ببيان‎. ‎لكن‎ ‎تكفي‎ ‎الإشارة‎ ‎الى‎ ‎ان‎ ‎ما‎ ‎أقرّ‎ ‎به‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎في‎ ‎كلمته،‎ ‎كافٍ‎ ‎للتأكيد‎ ‎بانه‎ ‎يحاول‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎فرض‎ ‎أعراف‎ ‎جديدة‎ ‎خارجة‎ ‎عن‎ ‎الأصول‎ ‎والدستور‎ ‎والميثاق‎.‎


وشدّدت‎ ‎مصادر‎ ‎تيار‎ ‎المستقبل‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎على‎ ‎أن‎ ‎كلمة‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎هدفت‎ ‎الى‎ ‎وضع‎ ‎النقاط‎ ‎على‎ ‎الحروف‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎ان‎ ‎فريق‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎حاول‎ ‎في‎ ‎الآونة‎ ‎الأخيرة‎ ‎رمي‎ ‎التهم‎ ‎على‎ ‎الرئيس‎ ‎الحريري‎ ‎بتعطيل‎ ‎التأليف‎ ‎في‎ ‎حين‎ ‎أن‎ ‎الرئيس‎ ‎عون‎ ‎نفسه‎ ‎لا‎ ‎يريد‎ ‎تأليف‎ ‎حكومة‎ ‎لا‎ ‎تلبي‎ ‎طموحات‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎السياسية‎ ‎في‎ ‎الرئاسة‎. ‎وهنا‎ ‎تكمن‎ ‎العقدة‎ ‎العونية،‎ ‎ومع‎ ‎ذلك‎ ‎اعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎سرد‎ ‎الحريري‎ ‎وقائع‎ ‎الامور‎ ‎لا‎ ‎يعني‎ ‎ان‎ ‎الطريق‎ ‎قطع‎ ‎على‎ ‎تأليف‎ ‎الحكومة،‎ ‎فهناك‎ ‎حراك‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الاتجاه‎ ‎فرنسي‎ ‎وعربي‎ ‎ومحلي‎ ‎خاصة‎ ‎وأن‎ ‎الجميع‎ ‎يدرك‎ ‎ان‎ ‎اي‎ ‎مساعدات‎ ‎لن‎ ‎تصل‎ ‎الى‎ ‎لبنان‎ ‎قبل‎ ‎تشكيل‎ ‎الحكومة‎ ‎وتنفيذ‎ ‎الإصلاحات‎.‎


وبانتظار‎ ‎كلمة‎ ‎رئيس‎ ‎التيار‎ ‎الوطني‎ ‎الحر‎ ‎النائب‎ ‎جبران‎ ‎باسيل‎ ‎الأحد‎ ‎المقبل‎ ‎التي‎ ‎سيتناول‎ ‎فيها‎ ‎التطورات‎ ‎السياسيّة،‎ ‎خصوصاً‎ ‎تلك‎ ‎المتعلقة‎ ‎بتشكيل‎ ‎الحكومة،‎ ‎شددت‎ ‎مصادر‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎في‎ ‎حديث‎ ‎لـ‎"‎البناء‎" ‎على‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎ان‎ ‎يستمر‎ ‎الى‎ ‎ما‎ ‎لا‎ ‎نهاية‎ ‎بسياسة‎ ‎التعطيل،‎ ‎وبالتالي‎ ‎الأمور‎ ‎لن‎ ‎تقف‎ ‎ونتفرج‎ ‎على‎ ‎ما‎ ‎يجري‎ ‎خاصة‎ ‎ان‎ ‎الدستور‎ ‎ووفق‎ ‎مواده‎ ‎يؤكد‎ ‎ان‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لا‎ ‎يؤلف‎ ‎الحكومة‎ ‎بمفرده،‎ ‎إنما‎ ‎التأليف‎ ‎يحتاج‎ ‎الى‎ ‎اتفاق‎ ‎بين‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎والرئيس‎ ‎المكلف،‎ ‎جزمت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎خطاب‎ ‎الحريري‎ ‎في‎ ‎الشقّ‎ ‎المتعلق‎ ‎بالحكومة‎ ‎يصح‎ ‎فيه‎ ‎القول‎ ‎خطاب‎ ‎المعلومات‎ ‎المغلوطة‎ ‎والتي‎ ‎تفتقد‎ ‎المصداقية‎. ‎ومن‎ ‎هنا‎ ‎اعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎الحل‎ ‎الأساس‎ ‎لتشبث‎ ‎الحريري‎ ‎بمواقفه‎ ‎العمل‎ ‎على‎ ‎إضفاء‎ ‎دينامية‎ ‎على‎ ‎الدستور‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎إضفاء‎ ‎بعض‎ ‎التعديلات‎ ‎عليه‎ ‎لا‎ ‎سيما‎ ‎في‎ ‎ما‎ ‎يتّصل‎ ‎بالمهل‎ ‎التي‎ ‎يفترض‎ ‎ان‎ ‎تمنح‎ ‎للرئيس‎ ‎المكلف‎ ‎لتأليف‎ ‎الحكومة‎ ‎بمعنى‎ ‎انها‎ ‎يجب‎ ‎ان‎ ‎تحدد‎ ‎بزمن،‎ ‎لأن‎ ‎عقدة‎ ‎الدستور‎ ‎قاتلة‎ ‎بشكل‎ ‎حاد‎. ‎وهنا‎ ‎تأمل‎ ‎المصادر‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎نبيه‎ ‎بري‎ ‎أن‎ ‎يضع‎ ‎اقترح‎ ‎تكتل‎ ‎لبنان‎ ‎القوي‎ ‎المتصل‎ ‎بتحديد‎ ‎المهل‎ ‎الدستورية‎ ‎على‎ ‎جدول‎ ‎أعمال‎ ‎أول‎ ‎جلسة‎ ‎عامة‎ ‎أو‎ ‎يحيله‎ ‎الى‎ ‎اللجان‎ ‎المشتركة‎ ‎لدرسه،‎ ‎واعتبرت‎ ‎المصادر‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎يتخبط‎ ‎بأزماته‎ ‎الخارجية،‎ ‎ومرد‎ ‎ذلك‎ ‎ان‎ ‎هناك‎ ‎فواتير‎ ‎مطلوب‎ ‎منه‎ ‎أن‎ ‎يدفعها‎ ‎لكنه‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎. ‎ورأت‎ ‎المصادر‎ ‎ان‎ ‎التدقيق‎ ‎الجنائي‎ ‎يبقى‎ ‎مفتاح‎ ‎الإصلاح‎ ‎وبالتالي‎ ‎فان‎ ‎كلام‎ ‎الحريري‎ ‎عن‎ ‎ضرورة‎ ‎التنفيذ‎ ‎يجب‎ ‎أن‎ ‎يتراجع‎ ‎على‎ ‎ارض‎ ‎الواقع‎. ‎وهذا‎ ‎يتحقق‎ ‎برفعه‎ ‎الغطاء‎ ‎عن‎ ‎الحاكم‎ ‎ومن‎ ‎يعطّل‎ ‎التدقيق‎ ‎المالي‎.‎


وقال‎ ‎رئيس‎ ‎الحزب‎ ‎التقدمي‎ ‎الاشتراكي‎ ‎وليد‎ ‎جنبلاط‎ "‎لا‎ ‎بد‎ ‎من‎ ‎صيغة‎ ‎سياسية‎ ‎جديدة‎ ‎إذ‎ ‎لا‎ ‎نستطيع‎ ‎أن‎ ‎نستمر‎ ‎في‎ ‎الصيغة‎ ‎القديمة‎". ‎وتابع‎: ‎‎"‎وهناك‎ ‎واحد‎ ‎عبثي‎ ‎في‎ ‎بعبدا‎ ‎ميشال‎ ‎عون‎ ‎يريد‎ ‎الانتحار‎ ‎فلينتحر‎ ‎وحده‎ ‎هو‎ ‎والغرف‎ ‎السوداء‎ ‎والصهر‎ ‎الكريم‎ ‎ويا‎ ‎ليته‎ "‎كريم‎"‎،‎ ‎وأنا‎ ‎لا‎ ‎أنصح‎ ‎الحريري،‎ ‎هو‎ ‎لديه‎ ‎القدرة‎ ‎والحكمة‎ ‎لتقدير‎ ‎الظرف‎ ‎وأنا‎ ‎إلى‎ ‎جانبه‎". ‎وقال‎ ‎جنبلاط‎: ‎‎"‎الاتصال‎ ‎الأخير‎ ‎بيني‎ ‎وبين‎ ‎الحريري‎ ‎لم‎ ‎يكن‎ ‎هناك‎ ‎حديث‎ ‎سياسيّ‎ ‎وسأتصل‎ ‎فيه‎ ‎بمناسبة‎ 14 ‎شباط‎". ‎ولفت‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎الحريري‎ ‎وضع‎ ‎صيغة‎ ‎حكومية‎ ‎مناسبة‎ ‎للجميع‎ ‎لا‎ "‎ثلث‎ ‎معطل‎" ‎فيها‎ ‎ولننتهِ‎ ‎من‎ ‎الثلث‎ ‎المعطل‎. ‎وأكد‎ ‎انه‎ ‎لا‎ ‎بد‎ ‎أن‎ ‎نجد‎ ‎طريقة‎ ‎سياسية‎ ‎دستورية‎ ‎للخروج‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎المأزق‎ ‎والرئيس‎ ‎الفرنسي‎ ‎قال‎ ‎مع‎ ‎وزير‎ ‎خارجيته‎ ‎قوموا‎ ‎بالإصلاح‎ ‎الداخلي‎ ‎ونحن‎ ‎جاهزون،‎ ‎ولكن‎ ‎أضعنا‎ ‎الفرصة‎ ‎وهل‎ ‎يعقل‎ ‎بلد‎ ‎الإشعاع‎ ‎والنور‎ ‎وفيروز‎ ‎لا‎ ‎يستطيع‎ ‎إصلاح‎ ‎الكهرباء‎.‎
وأكد‎ ‎النائب‎ ‎علي‎ ‎حسن‎ ‎خليل‎ ‎أن‎ "‎هناك‎ ‎من‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يكرّس‎ ‎واقعاً‎ ‎ما‎ ‎يشبه‎ ‎الثلث‎ ‎الضامن‎ ‎في‎ ‎الحكومة،‎ ‎وهناك‎ ‎من‎ ‎يريد‎ ‎أن‎ ‎يؤثر‎ ‎ويمسك‎ ‎بقرارات‎ ‎هذه‎ ‎الحكومة‎ ‎لحسابات‎ ‎خاصة‎ ‎به‎"‎،‎ ‎مضيفا‎ "‎لهؤلاء‎ ‎نقول،‎ ‎الناس‎ ‎لم‎ ‎تعد‎ ‎تحتمل‎ ‎ومن‎ ‎يطالب‎ ‎بحصة‎ ‎على‎ ‎حساب‎ ‎الآخر‎ ‎من‎ ‎أجل‎ ‎أن‎ ‎يضغط‎ ‎عليه‎ ‎بموقع‎ ‎آخر‎ ‎فوضع‎ ‎البلد‎ ‎لا‎ ‎يحتمل‎ ‎على‎ ‎الإطلاق‎".‎


وتابع‎: ‎‎"‎للأسف‎ ‎نحن‎ ‎متشائمون‎ ‎مما‎ ‎حصل‎ ‎في‎ ‎الأيام‎ ‎الماضية،‎ ‎ونتطلع‎ ‎وندعو‎ ‎القوى‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎استثناء‎ ‎ممن‎ ‎نلتقي‎ ‎معه‎ ‎ومن‎ ‎نختلف‎ ‎معه‎ ‎إلى‎ ‎إعادة‎ ‎النظر‎ ‎بمواقفهم،‎ ‎والى‎ ‎الابتعاد‎ ‎عن‎ ‎الحسابات‎ ‎الخاصة،‎ ‎وعن‎ ‎التوازنات‎ ‎التي‎ ‎يفرضها‎ ‎لحماية‎ ‎مصالحه‎"‎،‎ ‎معتبراً‎ ‎أن‎ "‎مصلحتنا‎ ‎جميعاً‎ ‎هي‎ ‎في‎ ‎تشكيل‎ ‎سريع‎ ‎للحكومة‎ ‎وفي‎ ‎إقرار‎ ‎الخطط‎ ‎التي‎ ‎تنقذنا‎".‎


اما‎ ‎البطريرك‎ ‎الماروني‎ ‎مار‎ ‎بشارة‎ ‎بطرس‎ ‎الراعي‎ ‎فقال‎ ‎في‎ ‎عظة‎ ‎يوم‎ ‎الأحد‎: ‎‎"‎ليس‎ ‎المطلوب‎ ‎من‎ ‎رئيس‎ ‎الجمهورية‎ ‎ولا‎ ‎من‎ ‎الرئيس‎ ‎المكلَّف‎ ‎أن‎ ‎يَتنازلا‎ ‎عن‎ ‎صلاحيّاتِهما‎ ‎الدستوريّة‎ ‎ليؤلّفا‎ ‎الحكومة،‎ ‎بل‎ ‎أن‎ ‎يتحاورا‎ ‎ويتعاونا‎ ‎من‎ ‎دون‎ ‎خلفيّات‎ ‎وتحفظات‎ ‎غير‎ ‎مكشوفة‎"‎،‎ ‎لافتاً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ ‎عمليّةَ‎ ‎تشكيل‎ ‎حكومة‎ ‎جديدة‎ ‎تَتعقّدُ‎ ‎عوض‎ ‎أن‎ ‎تَنفرِج،‎ ‎وبهذا‎ ‎تُنزل‎ ‎الأضرار‎ ‎الجسيمة‎ ‎بالدولة‎ ‎واقتصادها‎ ‎ومالها‎ ‎واستقرار‎ ‎أمنها،‎ ‎وتشلّ‎ ‎مؤسّساتها‎ ‎العامّة،‎ ‎وتفكفك‎ ‎أوصالها،‎ ‎وتذلّ‎ ‎شعبها‎.‎


ودعا‎ ‎الراعي‎ ‎إلى‎ ‎تنظيم‎ ‎مؤتمر‎ ‎دوليّ‎ ‎خاصّ‎ ‎بلبنان‎ ‎برعاية‎ ‎منظمّة‎ ‎الأمم‎ ‎المتحدة،‎ ‎وقال‎: ‎‎"‎لسنا‎ ‎مستعدّين‎ ‎أن‎ ‎نَدع‎ ‎الوطن‎ ‎النموذج،‎ ‎يَسقطُ‎ ‎أمام‎ ‎الظلاميّةِ‎ ‎أو‎ ‎يَستسلمُ‎ ‎أمامَ‎ ‎المشاريع‎ ‎العابرة‎ ‎المشرق‎ ‎والمخالفة‎ ‎جوهر‎ ‎الوجود‎ ‎اللبناني‎. ‎فالمؤتمر‎ ‎الدوليّ‎ ‎يَنزعُ‎ ‎التدخّلاتِ‎ ‎الخارجيّةَ‎ ‎التي‎ ‎تمنعُ‎ ‎بلورةَ‎ ‎القرارِ‎ ‎الوطني‎ ‎الحرِّ‎ ‎والجامع،‎ ‎ويُثبِّتُ‎ ‎دولة‎ ‎لبنان‎ ‎ويَضمن‎ ‎حيادها‎ ‎الإيجابيّ‎. ‎ويبقى‎ ‎على‎ ‎الأمم‎ ‎المتّحدة‎ ‎أن‎ ‎تجد‎ ‎هي‎ ‎الوسيلة‎ ‎القانونيّة‎ ‎لتقوم‎ ‎بواجبها‎ ‎تجاه‎ ‎دولة‎ ‎لبنان‎ ‎التي‎ ‎تتعرّض‎ ‎للخطر‎".‎
وفي‎ ‎خضم‎ ‎التخبط‎ ‎والأوبئة‎ ‎السياسية‎ ‎المتنقلة،‎ ‎حطت‎ ‎بارقة‎ ‎أمل‎ ‎صحيّة‎ ‎اول‎ ‎امس‎ ‎في‎ ‎لبنان‎ ‎مع‎ ‎وصول‎ ‎اول‎ ‎دفعة‎ ‎من‎ ‎لقاح‎ ‎كورونا‎ ‎الى‎ ‎مستشفى‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎الجامعي‎ ‎على‎ ‎ان‎ ‎تتوالى‎ ‎الدفعات‎ ‎أسبوعياً‎.‎


وبدأت‎ ‎أمس‎ ‎عملية‎ ‎التلقيح‎ ‎في‎ ‎ثلاث‎ ‎مستشفيات،‎ ‎وهي‎ ‎مستشفى‎ ‎رفيق‎ ‎الحريري‎ ‎الجامعي،‎ ‎الجامعة‎ ‎الأميركية،‎ ‎ومستشفى‎ ‎الروم،‎ ‎بالإضافة‎ ‎الى‎ ‎مركز‎ ‎دار‎ ‎المسيح‎ ‎الملك‎ ‎للعجزة‎ ‎في‎ ‎برمانا‎ ‎على‎ ‎أن‎ ‎تشمل‎ ‎الطواقم‎ ‎الطبية‎ ‎من‎ ‎أطباء‎ ‎وممرضين‎ ‎والكبار‎ ‎في‎ ‎السن‎ ‎من‎ 80 ‎سنة‎ ‎وما‎ ‎فوق‎.‎


وخلال‎ ‎إطلاق‎ ‎حملة‎ ‎التلقيح‎ ‎الوطنية‎ ‎ضد‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎أكد‎ ‎رئيس‎ ‎حكومة‎ ‎تصريف‎ ‎الأعمال‎ ‎حسان‎ ‎دياب‎ ‎أننا‎ ‎نشهد‎ "‎لحظة‎ ‎مفصلية‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المواجهة‎ ‎الشرسة‎ ‎مع‎ ‎وباء‎ ‎كورونا‎ ‎الذي‎ ‎يفتك‎ ‎بالبشرية‎"‎،‎ ‎مشيراً‎ ‎الى‎ ‎أن‎ "‎ينتقل‎ ‎لبنان‎ ‎من‎ ‎مرحلة‎ ‎الخوف‎ ‎من‎ ‎هذا‎ ‎الوباء،‎ ‎إلى‎ ‎مرحلة‎ ‎الحماية‎ ‎من‎ ‎خلال‎ ‎اللقاح،‎ ‎وبالتالي‎ ‎حماية‎ ‎مجتمعنا،‎ ‎ووطننا،‎ ‎تمهيداً‎ ‎لاستعادة‎ ‎حياتنا‎ ‎الطبيعية‎ ‎تدريجياً‎".‎
وقال‎ ‎دياب‎: ‎‎"‎نحن‎ ‎اليوم،‎ ‎نطلق‎ ‎حملة‎ ‎التلقيح‎ ‎الوطنية‎ ‎ضد‎ ‎وباء‎ ‎كورونا،‎ ‎بلقاحات‎ ‎ذات‎ ‎جودة‎ ‎عالية‎ ‎وفعالة‎ ‎وموثوقة،‎ ‎وبعدها‎ ‎سنبدأ‎ ‎بالتحرّر‎ ‎تدريجياً‎ ‎من‎ ‎القيود‎ ‎التي‎ ‎فرضها‎ ‎علينا‎ ‎هذا‎ ‎الوباء،‎ ‎وبالتالي‎ ‎عودة‎ ‎دورة‎ ‎الحياة‎ ‎إلى‎ ‎مختلف‎ ‎القطاعات‎ ‎عند‎ ‎تحقيق‎ ‎المناعة‎ ‎المجتمعية‎ ‎المنشودة‎".‎

 

**************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار :

 

غطاء أميركي فرنسي لحكومة بلا حزب الله ولا ثلث فيها للرئيس | عون والحريري: إلى القطيعة مجدّداً

 

 في ذكرى اغتيال والده، أعاد الرئيس سعد الحريري تأكيد ما أدلى به في ‏قصر بعبدا. بعد عبارة "الفرصة الذهبية" للخروج من المأزق، استخدم ‏البارحة "كبسة زر" تحمل المؤدّى نفسه. كلتاهما تبدوان مغريتين لرئيس ‏الجمهورية كي يقبل بما لا يُتوقّع أن يقبل به


عندما أصرّ في قصر بعبدا، بعد مقابلته الرئيس ميشال عون، على شروطه لتأليف الحكومة، وتشبّثه بحكومة ‏اختصاصيين من 18 وزيراً، رافضاً الثلث+1 لأي من الافرقاء، بمَن فيهم رئيس الجمهورية، بدا الرئيس المكلف سعد ‏الحريري لا يشبه نفسه. هذا الإصرار - والبعض عدّه عناداً - ليس مألوفاً في سلوكه، هو الذي اعتاد إبقاء الابواب ‏مفتوحة، والتسليم بالأمر الواقع، والتنازل والانحناء للعاصفة حتى‎.‎


منذ كلامه الجمعة الفائت، ومغزاه أنه لن يقبل سوى بما يطرحه هو، وعلى الآخرين الانصياع هذه المرة، قطع الطريق ‏على اي حوار خارج ما يريده وخارج ما يرفضه. ليست تلك حاله المعروفة منذ اولى حكوماته عام 2009، عندما وهب ‏المعارضة الثلث+1، وفي حكومتي 2016 و2019 عندما سلّم بما أصرّ عليه رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر. ‏في ما يجري الآن، بلا نبرة تصعيدية وبمخاطبة محترمة لرئيس الجمهورية على انه الشريك لا الخصم - وذلك ما طبع ‏كلامه في بيت الوسط امس - اظهار الحريري تحليه بالصبر وعدم الاستعجال، جازماً بأنه لن يتخلى عن تكليفه اياً تكن ‏وطأة الضغوط وعامل الزمن. لذا لم يُضف كلام بيت الوسط الكثير على كلام قصر بعبدا، ما خلا الاسهاب والولوج في ‏تفاصيل تفاوضه مع عون تحت السقف الذي رسمه، وهو انه هو الذي يؤلف الحكومة. ذلك فحوى استخدامه في قصر ‏بعبدا عبارة "الفرصة الذهبية"، وفي بيت الوسط عبارة "كبسة زر"، كأن على رئيس الجمهورية أن لا يفوّتهما، وأن ‏يسلّم بهما. يلعب الرئيس المكلف الآن اللعبة المعتادة، معكوسة لما اعتاده هو: عوض أن ينحني، يطلب من رئيس ‏الجمهورية في الثلث الثالث من ولايته الانحناء‎.


حينما قال الجمعة في قصر بعبدا أن ثمة "فرصة ذهبية" يقتضي أن لا تُهدر، محمّلاً المعنيين - والمقصود حصراً ‏رئيس الدولة - المسؤولية، دار همس عمّا توخاه من العبارة غداة عودته من باريس، بعد اجتماع بالرئيس الفرنسي ‏ايمانويل ماكرون أحاط به الالتباس والغموض من كل جانب، بروتوكولياً واعلامياً وسياسياً، فضلاً عن الوجداني، إذا ‏كان لا بد من الاخذ في الاعتبار حرارة العلاقة الطويلة بين الإليزيه وآل الحريري، المدلَّعين على أدراجه وداخله ومع ‏صاحب البيت‎.


ليست عبارة "فرصة ذهبية" ابنة اللحظة المرتجلة للرئيس المكلف بعد مقابلة عون، بل تمثّل - تبعاً لما يدور داخل ‏جدران بيت الوسط - عصارة تحرّكه الاخير، بدءاً من الامارات العربية المتحدة وانتهاءً بباريس. بالتأكيد ما خلا زيارة ‏تركيا المقصورة على شأن خاص بالرجل‎.


وفق ما يُروى من وراء هذه الجدران، سعى عندما بدأ جولته هذه - وكانت لها اهتمامات شخصية اخرى ايضاً - الى ‏موقف عربي ودولي يدعم مساعيه لتأليف حكومة جديدة، نواته الحصول على تأييد الامارات ومصر بداية، من اجل ‏إحداث خرق في علاقته المقطوعة بالسعودية، ومن ثم فرنسا ودورها الموازي مع واشنطن‎.


في حصيلة الجولة خلص الى المعطيات الآتية‎:


‎1 - ‎نال وعداً من الامارات ومصر بدعمه كرئيس للحكومة اللبنانية، وتقديم مساعدات للبنان في المرحلة المقبلة، شرط ‏إنجازه حكومة وفق المواصفات التي حددها هو: مصغّرة من 18 وزيراً اختصاصياً، ليس فيها حزبيون وخصوصاً مَن ‏يمثّل من قريب أو بعيد "حزب الله" والتيار الوطني الحر، عدم امتلاك رئيس الجمهورية المحسوب حليفاً قوياً ‏لـ"حزب الله" على النصاب الذي يمكّنه من تعطيل الحكومة أو فرض استقالتها. لم يمانع الاماراتيون والمصريون في ‏حكومة اختصاصيين لا تُغضب الاحزاب والكتل الرئيسية، لكن وزراءها لا ينبثقون منها. ما طلبه منهما ايضاً اعادة ‏تطبيع علاقته المقطوعة مع السعودية. لا يملك الحريري - وإن في ظل القطيعة الناشبة معها في السنوات الاخيرة - ‏دخول السرايا من دون موافقة الرياض. ما بات معروفاً أن أي تحوّل سعودي مستجد حياله يلي تأليف الحكومة هذه ولا ‏يسبقها. وهي اشارتها الواضحة، المرسلة الى الاماراتيين والمصريين، انها تنتظر مقاربة الرئيس المكلف علاقته ‏برئيس الجمهورية و"حزب الله" في المرحلة المقبلة‎.‎

‎2 - ‎حمل الرئيس المكلف هذا الوعد الى الرئيس الفرنسي في عشاء 10 شباط، مطلعاً إياه على تعويله عليه، وعلى ‏دعم الاماراتيين والمصريين لخطته. تعقيب ماكرون أن نصح ضيفه بالعودة الى بيروت والاجتماع برئيس ‏الجمهورية، وتأكيد مواصفاته للحكومة الجديدة على انها تعبّر عما تنادي به المبادرة الفرنسية، وخصوصاً توزير ‏اختصاصيين لا يمتون بصلة الى الاحزاب والكتل. ترك له هامشاً مقبولاً يمكّنه من القول لرئيس الجمهورية ما ‏يسعه فعله وما لا يسعه. سلّم الزائر بالنصيحة، واجتمع بعون في الساعات التالية لعودته من باريس، مصرّاً على ‏المسودة التي سبق أن قدمها له في 23 كانون الاول ورفضها الرئيس. أعاد تأكيد حصة رئيس الجمهورية ستة ‏وزراء بينهم الارمني، ما يحول دون حصوله على الثلث+1، فضلاً عن قصر عدد الوزراء على 18. في ما قاله ‏الحريري لرئيس الجمهورية أنه يحمل موافقة صاحب المبادرة، الرئيس الفرنسي، على المواصفات التي طرحها ‏دون سواها. كان من الطبيعي أن يأتي رد عون رفض المسودة، المرفوضة في الاصل منذ 23 كانون الاول‎.


‎3 - ‎في مضمون الوعد الذي بات متقاطعاً ما بين الامارات ومصر وفرنسا، الحصول على تأييد اميركي للمهمة ‏المنوطة بالحريري وفق الشروط تلك: حكومة لا وجود فيها لـ"حزب الله" ولا نصاب فعلياً لعون، مقترنة بشرط ‏ألحّ عليه الاميركيون وهو أن لا يؤثر تأليفها، إذا وقع، على المفاوضات الاميركية - الايرانية، ولا يكون أحد ‏عناصرها. ما رامه الاميركيون ان لا يعني تأليف حكومة كهذه تنازلاً إيرانياً يدخل في عداد أوراق التفاوض بين ‏واشنطن وطهران. ما قاله الاميركيون أن لتفاوضهم مع الايرانيين روزنامة لا يدخل لبنان في مراحلها الاولى، ولا ‏يقتضي ان يكون بنداً متقدماً فيها، أو يُفرض عليهم في الوقت الحاضر‎.


‎"‎الفرصة الذهبية" في حسبان الرئيس المكلف، ليست كذلك بالنسبة الى رئيس الجمهورية الذي يقارب تأليف ‏الحكومة على نحو مختلف تماماً. لذا كان من الطبيعي فشل الاجتماع الخامس عشر الذي سيقودهما مجدداً، ما لم ‏يطرأ ما ينقض إرادتيهما، الى قطيعة مكمّلة لما كان بين 23 كانون الاول و12 شباط‎.‎

 

***************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

الحريري في 14 شباط: مواجهة التعطيل بالمكاشفة

قد يكون أفضل ما ميّز مبادرة رئيس الحكومة المكلف #سعد الحريري في #الذكرى الـ16 لاغتيال الرئيس الشهيد #رفيق الحريري، انه اختار المناسبة الأكثر تعبيرا في رمزيتها ووقعها ودلالاتها ليطرح امام الرأي العام اللبناني المكاشفة الخالصة بالوقائع التفصيلية حول مخاض #تشكيل الحكومة. للمرة الأولى منذ تكليفه في 22 تشرين الأول أي بعد ثلاثة اشهر وثلاثة أسابيع أخرج الرئيس الحريري المسار المعقد لتشكيل الحكومة في ظل الافتعالات المتمادية لتعطيل الولادة الحكومية من قنوات التسريب الاستنسابي والسجالات والاتهامات العقيمة وبسط الوقائع امام اللبنانيين، الامر الذي يمكن اعتباره تطورا مفصليا سيتوقف على رصد تداعياته وردود الفعل الضمنية لا الإعلامية عليه فقط، وترقب التأثير الذي سيتركه على الازمة سلبا ام إيجابا. واذا كان بديهيا ان تتسم ردة فعل بعبدا على خطوة الحريري بالسلبية الفورية، فان ذلك لا يحجب واقع ان لا الحريري بلغ في المكاشفة العلنية الأولى بهذا الحجم حدود “كسر مزراب العين” مع رئيس الجمهورية ميشال عون، اذ اكد استعداده الدائم للمضي في محاولات الاتفاق على التشكيلة الحكومية، ولا ردّ بعبدا اعتمد التفاصيل المنتظرة منه اذ جاء مقتضبا جدا بما يعني أن ما أورده الحريري من وقائع لا يحتمل أي شك في حقيقته وهو الذي رفع صورة نسخة ملونة بأسماء الوزراء الذين اقترحهم الرئيس عون عليه، ولو لم يكشف أسماءهم. وتبعاً لذلك، ستتسم الأيام القليلة المقبلة بأهمية رصد الحركة المتصلة بالمشاورات السياسية، علما ان ابرز الرسائل الخارجية التي بات الجميع في أجوائها والتي لم يخفها الحريري تتعلق بان معايير التشكيلة الحكومية التي وضعها هي معايير المبادرة الفرنسية نفسها التي تحظى بدعم دولي ولن يكون ثمة أي امل بدعم خارجي لإنقاذ لبنان من الانهيار الأكبر الا من خلال هذه التشكيلة. (“النهار”تنشر التشكيلة الكاملة بالاسماء والحقائب في الصفحة 2).

 

 

“كمية الكذب “

والواقع ان الحريري مهّد لهذه المكاشفة أولا بالردّ على مهاجمي الحريرية السياسية التي اكد انها “أوقفت الحرب الاهلية، وأعادت لبنان إلى الخريطة، وعمرت بيروت، وبنت مستشفيات حكومية والجامعة الوطنية والمدارس الرسمية، والمطار، وأتت بالمستثمرين والسياح إلى البلد … وسؤالي الوحيد: أنتم ما هي إنجازاتكم؟ ما الذي فعلتموه للبلد وللناس في البلد؟”. وتناول الملف الحكومي بإسهاب ليرد على ما وصفه بـ”كمية الكذب والافتراء والخرافات التي رميت منذ أن اختارني النواب لتشكيل الحكومة”. وفنّد في شكل خاص اتهامه بانه تعدّى على صلاحيات رئيس الجمهورية الدستورية، وعلى حقوق المسيحيين، “لأني لم اسمح لفخامة الرئيس أن يختار الوزراء المسيحيين تحديدا الذين يريدهم”. وقال “أنا ذهبت وقابلت فخامة الرئيس 16 مرة منذ أن تم تكليفي. وفي المرة الثانية، أعطاني لائحة، بالألوان، لكل الاسماء التي يجدها مناسبة برأيه للتوزير.. فخامة الرئيس شخصياً سلمني هذه اللائحة باليد. بعد 14 جولة تشاور ومحاولات إيجاد الحلول ذهبت إليه وقدمت له اقتراح تشكيلة من 18 وزيرا من الاختصاصيين، غير حزبيين، القادرين على أن ينفذوا كفريق متكامل، الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت، وإعادة الأمل للبنانيين. ونعم، في هذه التشكيلة ليس هناك ثلث معطل، أي 7 وزراء لأي طرف من الاطراف. ودعوني أكون واضحا: عن هذه النقطة لا تراجع، لأن الثلث المعطل يعني أن كل قرار مهم تأخذه الحكومة، وتنتظرها قرارات مهمة كثيرة، يجب أن نعود إلى صاحب الثلث، ونفاوضه، ونقايضه. وفي أسوأ الاحوال، صاحب الثلث قادر أن يمنع النصاب أو حتى أن يقيل الحكومة باستقالة وزرائه”. وأضاف” اعتبرت أن لفخامة الرئيس 6 وزراء، علما أن التيار الوطني الحر لم يسمني، واحد منهم من الطاشناق، الذي نوابه هم اعضاء في تكتل لبنان القوي، ويصوتون كل مرة مع التكتل في المجلس النيابي. ومن الخمسة الباقين، 4 أسماء، تنطبق عليها مواصفات الاختصاص وعدم الانتماء الحزبي والكفاءة، اخترتها من لائحة فخامة الرئيس، اللائحة الملونة، ما غيرها، والخامس شخصية محترمة، اختصاصية، غير حزبية، مقربة من فخامة الرئيس وسبق وطلب مني شخصيا أن أدعم ترشيحها لمنصب مرموق، تستحقه وأكثر. وفوق ذلك، اقترحت في التشكيلة نفسها، لوزارة الداخلية اسم قاض معروف، مشهود لكفاءته ونظافته، وسبق أن حكم ضد تيارنا السياسي بالقضاء، ومقرب جدا، جدا من بعبدا، .. بس مشكلتو بيقول لأ! وبدل أن يدعو فخامة الرئيس الرئيس المكلف، ويعطيه ملاحظاته على التشكيلة، بحسب ما ينص عليه الدستور والمنطق ومصلحة البلد واللبنانيين، جاء الجواب بالإعلام، بالخطابات بالتسريبات، أنها مرفوضة”.

 

وتابع: ” من ينتمي لمدرسة سياسية، استشهد من 16 سنة في مثل هذا اليوم مؤسسها، رفيق الحريري، وهو يقول: “وقفنا العد، والمسيحيون نص الدولة، شو ما كانت الاعداد”، وحتى اليوم نكرر: وقفنا العد  فليس لسعد رفيق الحريري تهمة الاعتداء على حقوق المسيحيين.  ومنذ يومين، ذهبت إلى فخامة الرئيس وقلت: إذا كنت تريد تغيير أسماء بين الحقائب الخمسة فقل لي. انا جاهز. وأكثر من ذلك. قلت له، إذا كنت لا تريد الاسم الذي اقترحته لوزارة الداخلية فأنا مستعد أن أقترح على فخامتك 3 او 4 اسماء لهذه الوزارة وأنت تختار الأنسب لك من بينهم. أين الاعتداء على صلاحيات الرئاسة لا سمح الله؟ وأين الاعتداء على حقوق المسيحيين لا سمح الله الف مرة؟ سؤالي: أين كنتم أنتم من حقوق المسيحيين حين بقيت الرئاسة شاغرة حوالي 3 سنين؟ هذا الكلام لا يقال لسعد الحريري الذي قام بكل شيء ليضع حداً للفراغ في المنصب المسيحي الاول بالدولة وصولا لانتخاب الرئيس عون”.

 

وأردف: “على كل حال، جواب فخامة الرئيس الاولي بصراحة لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل، وهذا مستحيل. لكني قلت لفخامة الرئيس، وأقول امامكم وأمام الله، أنا مستعد وجاهز وملتزم اليوم وغدا وبعده. وليست هناك قوة ستفقدني الامل ببلدي وبقدرة أبناء بلدي على وقف الانهيار والعودة إلى طريق التعافي، بإذن الله”.

 

رد بعبدا

ورد مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية على كلمة الحريري ببيان مقتضب جاء فيه “مرة جديدة استغل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ذكرى استشهاد والده ليلقي كلمة تناول فيها ملابسات تشكيل الحكومة وضمّنها مغالطات كثيرة واقوال غير صحيحة لسنا في وارد الرد عليها مفصلا لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان . تكفي الاشارة الى ان ما اقر به رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في كلمته، كاف للتأكيد بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق”.

 

#جنبلاط والهجوم الحاد

اما التطور الاخر البارز الذي اعقب كلمة الحريري فجاء في موقف هجومي حاد لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من الرئيس عون اذ اعتبر في حديث إلى محطة “المستقبل” ان “هناك اليوم حاكما مدمرا وحكما عبثيا وأنا لا أنصح الحريري، هو لديه القدرة والحكمة لتقدير الظرف وأنا إلى جانبه”. وكشف جنبلاط ان في “الإتصال الأخير بيني وبين الحريري لم يكن هناك حديث سياسي وسأتصل فيه بمناسبة 14 شباط” وأضاف “هناك واحد عبثي في بعبدا ميشال عون يريد الإنتحار فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم ويا ليته “كريم”. ولفت جنبلاط الى ان الحريري وضع صيغة حكومية مناسبة للجميع لا “ثلث معطل” فيها ولننتهِ من الثلث المعطل.

*************************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

14 شباط: جعجع يستذكر “حلم الدولة” وجنبلاط يصعّد ضد “الحكم المدمّر”

الحريري “يلعب على المكشوف” مع عون

 

بينما يواصل البطريرك الماروني تصويبه على ضمير أهل الحكم الغائب الذي يحول دون توقيع مراسيم تشكيل “حكومة الضمير” رأفة بالشعب والوطن، لا يزال أهل السلطة يتصرفون بضمير منفصل ومنفصم عن واقع البلد والناس، لتبقى الأمور عالقة عند حرب تناتش الحصص الوزارية بين بعبدا وبيت الوسط، وقد استعرت نيرانها أمس في ضوء انتقال رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى “اللعب على المكشوف” مع رئيس الجمهورية ميشال عون، فكشف النقاب عن “لائحة بالألوان” كان قد تسلمها منه في الاجتماع التشاوري الثاني بينهما، ناسفاً في الوقت عينه أي إمكانية لوجود “ثلث معطل” في تشكيلته ووضعه في خانة الأمر “المستحيل”.

 

وفي الكلمة التي ألقاها لمناسبة الذكرى الـ 16 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بدا الرئيس المكلف حازماً أمره بعدم التراجع وعدم الاعتذار في معركة التكليف والتأليف، رامياً كرة التعطيل صراحة في مرمى رئيس الجمهورية مع إبقائه الباب موارباً لحفظ “خط الرجعة” إلى قصر بعبدا، انطلاقاً من قناعته بأنّ الحكومة ستتألف عاجلاً أم آجلاً و”الحل موجود ومعروف وجاهز وينتظر كبسة زر” لولادة تشكيلة من “الاختصاصيين غير الحزبيين”. وفي إطار رده على الحملة العونية التي تتهمه بالاعتداء على حقوق المسيحيين، كشف الحريري عن اللائحة التي قدمها عون إليه وتضم أسماء يجدها مناسبة للتوزير، لافتاً إلى أنه من أصل 18 وزيراً ضمّن تشكيلته حصة من 6 وزراء لرئيس الجمهورية 4 منهم اختارهم من لائحة عون، بالإضافة إلى وزير للطاشناق وآخر “شخصية اختصاصية مقربة من فخامته”.

 

وفي المقابل، لم تتأخر رئاسة الجمهورية في الرد على خطاب الرئيس المكلف عبر بيان مقتضب لمكتب الإعلام في قصر بعبدا، اعتبر أنّ الحريري “استغل ذكرى استشهاد والده” وضمّن كلمته “مغالطات كثيرة وأقوالاً غير صحيحة، لسنا في وارد الرد عليها مفصلاً لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان”، واكتفى البيان بالإشارة إلى أنّ “ما أقر به رئيس الحكومة المكلف في كلمته، كاف للتأكيد بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق”.

 

وتوازياً مع الرد الرئاسي المقتضب، بدأ رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الاستعداد للرد مفصلاً على رئيس الحكومة المكلف في إطلالة متلفزة ظهر الأحد المقبل، حسبما سرّبت مصادر ميرنا الشالوحي مساءً، في حين ستتجه الأنظار غداً إلى خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله والذي تفيد المعلومات بأنه “سيقارب الملف الحكومي وآفاقه المسدودة، من زاوية الدعوة إلى ضرورة تقريب وجهات النظر بين عون والحريري باعتبار التأزم الحكومي ناتجاً عن أزمة الثقة بين الجانبين ولا أبعاد خارجية له”.

 

أما على مقلب القوى السيادية المعارضة لنهج الفريق الحاكم، فقد برزت أمس تغريدة وجدانية لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مستذكراً حضوره في “حلم الدولة الحرة المستقلة”، ومشدداً على أنه لا يزال يحيا “في كل طالب” ويرتسم “في كل إعمار” ويظهر “في كل حداثة”، ليجدد المطالبة بالعدالة باعتبارها كفيلة بـ”توقّف القتلة” بعدما لم توقفهم “الحقيقة”.

 

وكذلك، صوّب رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط على مسلسل الاغتيالات المستمر من رفيق الحريري إلى لقمان سليم. وإذ شدد على أنّ البلد اليوم أمام “حكم عبثي وحاكم مدمّر”، أردف جنبلاط: “هناك واحد عبثي في بعبدا، ميشال عون، يريد الإنتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم، ويا ليته “كريم” (…) إنتهينا من الثلث المعطّل الذي عطّل البلاد طيلة 20 عاماً، ولا بد من كسر حاجز الخوف ولا أمل إلّا بحكومة تفك الأسر عن التشكيلات القضائية وغير القضائية”، مضيفاً: “نحن نغرق والتيار الوطني الحر مع ميشال عون يغرّقنا، إذا كانوا هم يريدون الإنتحار فلينتحروا وحدهم، لماذا يريدون نحر كل البلد؟”.

 

بالأسماء… اللائحة “الصفراء”

 

كشفت اللائحة الملونة بالأصفر التي رفعها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بيده أمام عدسات الكاميرات خلال مؤتمره الصحافي أمس في بيت الوسط، عن قائمة الأسماء التي تسلّمها من رئيس الجمهورية ميشال عون والذي كان قد قدّمها إليه في اجتماعهما الثاني في إطار مشاورات التأليف في قصر بعبدا، طالباً من الحريري اختيار أسماء منها للتوزير في الحقيبة المدرجة أمام كل اسم مقترح، وتضمنت اللائحة:

 

– الخارجية: عبد الله ابو حبيب (ماروني)، نعيم سالم (ماروني)

 

– الداخلية: فارس فارس (سني)، عبدالله جريدي (ماروني)، سعيد الرز (سني)

 

– الدفاع: جان سلوم (ارثوذكسي)، فادي داوود (ماروني)، ميشال منسى (ارثوذكسي)

 

– المالية: سمير عساف (ماروني)، محمد الحج (شيعي)، عامر بساط (سني)، سعادة شامي، حسن مقلد (شيعي)

 

– العدل: جويل فواز (كاثوليكية)، عادل يمين (ماروني)، هنري خوري (ماروني)، انطوان قليموس (ماروني)، زياد بارود (ماروني).

 

– الاتصالات: أحمد عويدات (سني)، فراس أبي ناصيف (ماروني).

 

– الطاقة: بيار خوري (كاثوليكي)، جوزيف نصير(ماروني)، كارول عياط

 

– الاقتصاد: أمين سلام (سني)، ايمن حداد (ارثوذكسي)، فراس أبي ناصيف (ماروني)، منير تيني (كاثوليكي)

 

– الشؤون الاجتماعية: ريمون طربيه (ماروني)، بترا خوري (ارثوذكسية)

 

– العمل: انطوان واكيم (ماروني)

 

– البيئة: منال مسلم (كاثوليكية)، رانيا ابي مصلح (درزية)

 

– السياحة: جان بيروتي (ماروني)، ميشال الفتريادس، سليم الزير

 

– الصناعة: جاك صراف (ماروني)

 

– الاشغال العامة والنقل: العميد فادي جعارة (ماروني)، وليد نصار (ماروني)

 

– التربية: منذر فتفت (سني)، خليل الجمال (ماروني)، عبدو جرجس (ماروني)

 

– الصحة: بترا خوري (ارثوذكسية)

 

– الاعلام: ندى اندراوس، وسام بريدي، وليد كنعان

 

– المهجرين: رضا عازار

 

– الشباب والرياضة: وليد نصار، منذر فتفت (سني)

 

– التنمية الادارية: روني لحود (ماروني)، هلا مطر (مارونية)

 

– الثقافة: فايز دحدح (ماروني)، باسكال مونان (ماروني)، باسكال لحود (ماروني)، ميشال الفتريادس

 

– الزراعة: ظافر الشاوي (كاثوليكي)، لارا حنا (كاثوليكية)، ميشال عقل.

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

لبنان تلقّى اللّقاح الكوروني وينتظر الحكومي .. وتجدّد «الإشتباك» بين بعبدا – بيت الوسط

تبخّرت الآمال في ولادة حكومية قريبة التي عُقدت على عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري، ليعود الاستحقاق الحكومي الى مربع الاشتباك بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وما بينهما، وذلك في ضوء المستور في ملف التأليف، الذي كشفه أمس، من دون ان يغلق الباب امام إمكان التوافق على تشكيلة وزارية، ولكن في وقت غير معلوم، ربما في انتظار زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المنتظرة للمملكة العربية السعودية، والتي يُعوَّل عليها ان تفتح آفاقاً جديدة معطوفة على المعطيات التي عاد بها الحريري من جولته الاخيرة على القاهرة وابوظبي وباريس، ودفعته الى الجزم بأنّ «الحكومة ستتشكّل». في وقت باشر لبنان أمس حملة التلقيح ضدّ وباء كورونا، على امل ان يتلقّى لاحقاً «اللقاح الحكومي»!.

لم تخرج كلمة الحريري في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال والده الشهيد رفيق الحريري عن السقف المتوقع، لكونه لا يريد ان يقطع الخيط الذي يجمعه برئيس الجمهورية ميشال عون، ويمنحه على طبق من فضة، فرصة دعوته إلى الاعتذار، طالما انّه لا يريد التعاون معه، فتمسّك الحريري بالعناوين نفسها التي دأب على تكرارها في الآونة الأخيرة: لا اعتذار عن التكليف، لا ثلث معطلاً لأي فريق سياسي، ولا حكومة من وزراء اختصاصيين حزبيين. وفي موازاة هذه اللاءات، كشف الحريري بعض التفاصيل المتعلقة بالأسماء التي زوّده اياها عون وأخذ بها. وأكّد انّ تأليف الحكومة التي يسعى إليها ستعيد فتح باب الاستثمارات مجدّداً، وستشكّل فرصة للإنقاذ، وكشف انّ نتائج جولته الخارجية إيجابية، وانّ عواصم القرار تنتظر تشكيل الحكومة وفق مواصفات المبادرة الفرنسية لإعادة فتح باب المساعدات، لأنّ حكومة من هذا النوع قادرة على تحقيق الإصلاحات، فيما الحكومة التي يسعى إليها عون ستُبقي لبنان في الفراغ حتى لو تشكّلت.

 

وفي خلاصة إطلالة الحريري، توقفت مصادر متابعة لملف التأليف أمام ثلاثة عناوين: رمى كرة التعطيل في حضن العهد، وضع عون أمام الأمر الواقع: إما ان يتعاون معه وفق الشروط التي أعلنها طبقاً للمبادرة الفرنسية وطبيعة المرحلة وتحدّياتها، وإما انّ الفراغ سيراوح. ولاحظت هذه المصادر، انّ الحريري أعطى اللبنانيين جرعة أمل مهمّة في إمكانية تجاوز الأزمة المالية في حال تمّ التقيُّد بالحكومة التي يقترحها، الأمر الذي يرفع من منسوب ضغط الرأي العام على عون واستطراداً على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.

 

ورأت المصادر نفسها، انّ الحريري نجح في الآونة الأخيرة، وتحديداً في كلمته أمس، في الظهور بمظهر المنقذ وإظهار العهد في مظهر المعطِّل، قاطعاً الطريق على أي حرف للأزمة في اتجاه طائفي، من خلال تذكيره بمواقف والده برفض العدّ، وتمسّكه بهذا المبدأ، وانّه آخر شخص يمكن ان يعتدي على حقوق الطوائف، فيما همّه الأساس تلبية حقوق جميع اللبنانيين بما يخدم كل الطوائف.

 

في هذه الاثناء، بدا انّ العهد لن يتعامل إيجاباً مع ما تضمنته كلمة الحريري، بدليل الردود الفورية التي صدرت عن أكثر من نائب وقيادي في تكتل «لبنان القوي»، الأمر الذي يعني أنّ الأزمة ستراوح، فيما الوساطات الداخلية اصطدمت بالحائط المسدود، ولا مؤشرات إلى وساطات خارجية في الأفق القريب، وبالتالي المتوقع هو مزيد من السخونة السياسية بين قصر بعبدا و»بيت الوسط»، ومزيد من التأزُّم على أكثر من مستوى، ومزيد من الفراغ في انتظار ما هو غير معلوم بعد، طالما انّ عون والحريري ليسا في وارد التراجع، وطالما انّ رهان عون على تراجع الحريري لم يكن في محله.

 

حملة على الحريري

وفي الوقت الذي استعدت فيه قيادات التيار لشن حملة اعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت «هاشتاغ»: #الحريري_الى_التدقيق»، لم تتناول الردود على كلمته مضمونها، وما أشارت اليه من وقائع شهدتها بعض الجلسات بينه وبين رئيس الجمهورية. وذلك ربما في انتظار المؤتمر الصحافي لباسيل الاحد المقبل، في حال لم يستعجل الى عقده قبل هذا الموعد.

 

تزامناً، كشفت مصادر مطلعة على مجريات اكثرية جلسات المشاورات بين عون والحريري لـ «الجمهورية»، انّ الاخير اجرى ارشفة دقيقة لمراحل المفاوضات منذ الجلسة الثانية، وما رافقها من محطات تناول فيها مختلف الروايات والسيناريوهات التي تمّ تسريبها بنحو متتالٍ في مرحلة سابقة، وأوضح فيها بعض الحقائق وما شهدته وصولاً الى تسليمه تشكيلة «9 كانون الاول» الماضي، وأورد بعض الوقائع التي ما زالت مدار أخذ وردّ من دون ان يشرح احد ما جرى فيها بنحو دقيق، قبل ان يكشفها الحريري امس.

 

ولفتت هذه المصادر، الى انّ الحريري كشف بطريقة لا لبس فيها ما جرى معه، وقدّم صورة للائحة التي تسلّمها من عون في ذلك اللقاء، من دون ان يسلّمها او يكشف عمّا تضمنته من أسماء لأي من الاعلاميين وحتى لمساعديه.

 

نفي التسريب

وفي هذه الاجواء، اجمعت مصادر بعبدا و»بيت الوسط» لـ»الجمهورية»، على انّ اللائحة التي تسرّبت عن الأسماء التي اقترحها رئيس الجمهورية ليست دقيقة، بدليل حجم الأخطاء المرتكبة فيها، ووجود اسماء مختلطة بين مسيحيين ومسلمين لحقيبة كانت من حصّة احدى الطائفتين، هذا عدا عن الاخطاء في الانتماء الطائفي لبعض الاسماء، ليتبيّن لاحقاً انّ هذه الاخطاء نجمت عن «قرصنة» اللائحة من شاشة التلفزيون بطريقة غير واضحة، فتشابكت الاسماء والحقائب.

 

أربعة اسماء

واكّدت مصادر مستقلة من خارج الاصطفاف القائم بين بعبدا و»بيت الوسط» هذه الرواية، وكشفت لـ «الجمهورية»، انّ اللائحة سُحبت من شاشة التلفزيون عندما رفعها الحريري بيده اثناء القاء كلمته، وتمكّن البعض من تظهيرها، الامر الذي اتاح التعرف على ما تضمنته من اسماء.

 

وأضافت المصادر، انّ الحريري اختار من لائحة رئيس الجمهورية اربعة اسماء، وهي لكل من نقيب المحامين السابق المحامي انطوان قليموس لحقيبة العدل، والاستاذ الجامعي عبده جرجس لوزارة التربية، والدكتور سعادة الشامي للمالية، والمهندس وليد نصار للاشغال العامة والنقل.

 

بعبدا لا تضيف

ورفضت مصادر قصر بعبدا إضافة اي تعليق على مضمون البيان الذي صدر عن مكتب الاعلام في القصر الجمهوري تعليقاً على كلمة الحريري والذي تضمن الآتي: «مرة جديدة استغل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري، ليلقي كلمة، تناول فيها ملابسات تشكيل الحكومة العتيدة وضمّنها مغالطات كثيرة وأقوالاً غير صحيحة لسنا في وارد الردّ عليها مفصّلاً لتعذّر اختصار 14 جلسة ببيان. لكن تكفي الإشارة الى أنّ ما أقرّ به رئيس الحكومة المكلّف في كلمته، كافٍ للتأكيد بأنّه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض أعراف جديدة خارجة عن الاصول والدستور والميثاق».

 

عين التينة

في غضون ذلك، اعتبرت اوساط عين التينة، «انّ الناس أصبحوا غير مهتمين بكل السجالات السياسية، ولا يريدون سوى امر واحد وهو تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد».

 

وفي سياق متصل، أبلغت اوساط واسعة الاطلاع الى «الجمهورية»، انّ «الدور الفرنسي في لبنان بات على المحك، فإما ان يستطيع فرض الحكومة قريباً، واما سيسقط هذا الدور لفترة طويلة»، لافتة إلى «انّ باريس أصبحت أمام معادلة «now او never».

 

وتعليقاً على خطاب الحريري، لاحظت اوساط سياسية معارضة لـ»بيت الوسط»،انّ «هناك فراغات واجتزاء في الرواية التي سردها حول العراقيل التي تؤخّر تشكيل الحكومة»، متسائلة: «لماذا يكون للحريري والرئيس نبيه بري و»حزب الله» والنائب السابق وليد جنبلاط الحق في تحديد هويات الوزراء السنّة والشيعة والدروز، بينما يريد الحريري ان يتدخّل في أسماء الوزراء المسيحيين، ومن قال له انّ الدكتورة فاديا كيوان، التي لمّح اليها، يجب أن تكون مقبولة حكماً عند رئيس الجمهورية، فقط لأنّه كان قد تمنّى دعمها لتولّي مركز في الخارج انطلاقاً من كونها لبنانية بالدرجة الأولى؟ ومن قال له أيضاً انّ القاضي زياد ابو حيدر الذي رشحّه لوزارة الداخلية هو خيار مقبول بالضرورة لدى عون، لمجرد انّ هذا القاضي تمّ تعيينه في مركزه ايام وزير العدل السابق والمستشار الرئاسي الحالي سليم جريصاتي؟

 

معاون بري

ولفت امس موقف عبّر عنه المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل في كلمة له في بعلبك، اشار فيه الى مبادرة رئيس مجلس النواب التي دعا فيها الى تشكيل حكومة وفق «صيغة قائمة على حق الكتل النيابية في اقتراح ما تراه مناسباً، وعلى دور الرئيس المكلّف اقتراح الأسماء التي يريد، وأن يكون هناك نوع من الاختيار المبني على الكفاءة وعلى الإلتزام بالمعايير التي توافقنا عليها في ما يُسمّى بالمبادرة الفرنسية». وقال: «للأسف هناك من يريد أن يكرّس واقعاً يفرض ما يشبه الثلث الضامن في الحكومة، وهناك من يريد أن يؤثر ويمسك بقرار هذه الحكومة لحسابات خاصة به». وأكّد «أنّ الأزمة التي نعيش مفتاحها حلّ المشكلة السياسية وتشكيل الحكومة والإسراع في إقرار خطة إصلاح في الوضع النقدي، إعادة هيكلة للوضع المالي، إعادة دفع للاقتصاد، إطلاق عجلة النمو، والاتفاق مع الجهات المانحة».

 

وفي المواقف السياسية ايضاً، دعا رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الى»صيغة سياسية جديدة. إذ لا نستطيع أن نستمر في الصيغة القديمة». وهاجم عون قائلاً: «هناك اليوم حاكم مدمّر وحكم عبثي، وأنا لا أنصح الحريري. هو لديه القدرة والحكمة لتقدير الظرف وأنا إلى جانبه». وختم: «الإتصال الأخير بيني وبين الحريري لم يكن هناك حديث سياسي، وسأتصل فيه لمناسبة 14 شباط (وقد اتصل به أمس) وهناك واحد عبثي في بعبدا ميشال عون يريد الإنتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم، ويا ليته «كريم».

 

الراعي

واتهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد، المسؤولين، بحرمان الشعب «من حقه في الخلاص من معاناته» وتوجّه اليهم قائلاً: «لقد تجاوزنا عبثاً الفترة المألوفة لتشكيل حكومة تعتمد المعايير الدستورية والميثاقية أساساً، ومصلحة الشعب والوطن هدفاً. حان الوقت لأنْ تستخلصوا العِبَر من هذا الفشل». واضاف: «الشعب المقهور يريد تشكيل فريق وزاري نخبوي، مستقل، بعيد عن ذهنية المحاصصة الحزبية، معزز بذوي خبرة في الشأنين الإصلاحي والوطني لمواجهة التطورات الآتية. الشعب يريد حكومة تقوم على معايير المداورة الكاملة وعدم احتكار الحقائب وعدم الهيمنة على مسار أعمالها». ورأى ان «ليس المطلوب من رئيس الجمهورية ولا من الرئيس المكلّف أن يتنازلا عن صلاحياتهما الدستورية ليؤلفا الحكومة، بل أن يتحاورا ويتعاونا من دون خلفيات وتحفظات غير مكشوفة. إنّ الحرص على الصلاحيات لا يمنع الليونة في المواقف، ولا يحول دون التفاهم».

 

وشرح الراعي حيثيات دعوته الى تنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة وقال: «مثل هذا المؤتمر الدولي لا ينتزع القرار اللبناني والسيادة والاستقلال – وهي أصلاً مفقودة حالياً – بل ينتزعها من مصادريها ويعيدها إلى الدولة والشرعية والشعب، إلى لبنان. المؤتمر الدولي ينزع التدخّلات الخارجية التي تمنع بلورة القرار الوطني الحر والجامع، ويثبت دولة لبنان ويضمن حيادها الإيجابي. ودعا الأمم المتحدة الى ايجاد «الوسيلة القانونية لتقوم بواجبها تجاه دولة لبنان التي تتعرّض للخطر وجودياً».

 

التلقيح ضدّ كورونا

على الصعيد الصحي، باشر لبنان امس حملة التطعيم ضدّ فيروس كورونا بإعطاء أولى جرعات اللقاح للطواقم الطبية والمسنين، أملاً في تخفيف الضغط على المرافق الصحية.

 

وتلقّى عدد من الأطباء والعاملين في الفرق الطبية، إضافة لأشخاص تزيد أعمارهم عن 75 عاماً الجرعة الأولى من لقاح «فايزر-بايونتيك» بعد يوم من وصول شحنة أولى من بلجيكا ضمّت 28,500 جرعة.

 

وتمّ توزيع أولى جرعات اللقاح أمس في ثلاثة مستشفيات في بيروت هي مستشفى رفيق الحريري، ومستشفى الجامعة الاميركية ومستشفى القديس جاورجيوس. وسيشرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر «بشكل مستقل» على تخزين وتوزيع اللقاحات الممولة بمساعدة من البنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار.

 

وينتظر لبنان تلقّي ما مجموعه 6 ملايين جرعة من اللقاحات، بينها 2,7 مليون جرعة عبر آلية «كوفاكس» الدولية التي أُنشئت لدعم الدول ذات الإمكانات المحدودة.

 

وبحسب وزارة الصحة، فإنّ نحو نصف مليون شخص سجّلوا أسماءهم حتى الآن لتلقّي اللقاحات بينهم 45 ألفاً ممن تزيد أعمارهم عن 75 عاماً و17500 موظف في القطاع الصحي.

 

عون رفض اللقاح

على صعيد آخر، علمت «الجمهورية» من مصادر قريبة من بعبدا، انّ رئيس الجمهورية رفض ان ينال لقاح الكورونا إلّا من ضمن برنامج الاولويات التي حدّدتها اللجنة الخاصة، ولذلك فهو سينال هذا اللقاح في الايام المقبلة.

 

وأعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أمس حول مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 2130 إصابة جديدة (2116 محلية و14 وافدة) ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 339122 اصابة. كذلك سجّلت 32 حالة وفاة جديدة، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الى 3993 حالة.

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

الحريري كاشفاً أزمة تشكيل الحكومة: لن أسمح بإعطاء الثلث المعطل لأحد

دعا إلى تسليم المُدان باغتيال والده… ونفى التعدي على حقوق المسيحيين

 

كشف الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن العقبات التي حالت دون تشكيل الحكومة منذ تكليفه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مؤكداً أنه لن يسمح بإعطاء الثلث المعطل لأحد، ومشيراً إلى أنه قدم للرئيس اللبناني ميشال عون تشكيلة من 18 وزيراً تضمنت أسماء اقترحها عون، وعرض تسهيلات مرتبطة بتغيير أسماء إذا أراد عون ذلك، وعرض حقائب أخرى إذا كانت لا تناسبه، واقتراح أسماء لتولي وزارة الداخلية إذا كانت لا تناسبه، لكن «جواب عون الأولي لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل».

ووجّه الحريري كلمة إلى اللبنانيين في الذكرى الـ16 لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحدث فيها عن مجمل الوضع الراهن وخلفيات أزمة تشكيل الحكومة ووقائع مشاوراته مع عون بالتفاصيل، وضمّنها رؤيته للخروج من هذا النفق.

وقال إنه بعد 16 سنة على اغتيال والده «مش ماشي الحال!»، مشيراً إلى الانهيار الاقتصادي و«مسلسل الاغتيالات ما زال قائما، ويأخذ بدربه أغلى الناس، وآخرهم الشهيد لقمان سليم».

وتطرق إلى الحكم الصادر بحق المتهم باغتيال الحريري سليم عياش، الذي ينتمي إلى «حزب الله»، مؤكداً أن هذا الحكم «يجب أن يُنفذ، وعياش يجب أن يتم تسليمه، مهما طال الزمن»، مشدداً على أن «مسلسل الاغتيالات، يجب أن يتوقف».

ولفت إلى أن «هناك جهوزية عربية ودولية واستعداداً وحماساً لمساعدة لبنان، لوقف الانهيار، لكن ذلك معلق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين، قادرة على أن تحقق الإصلاحات المطلوبة، التي فصلتها ووضعت لها خريطة طريق، مبادرة الرئيس الصديق إيمانويل ماكرون». وقال: «غير ذلك، لا أحد مستعداً، ولا أحد سيساعد، والانهيار سيكمل حتى الانفجار الكبير».

وعن الإصلاح ومحاربة الفساد، قال الحريري إنه «يبدأ بإصلاح يضمن استقلالية القضاء، وليس بالضغط السياسي على بعض القضاة ليفتحوا بعض الملفات بالسياسة، ويقفلوا بعض الملفات بالسياسة».

وتطرق إلى موانع تشكيل الحكومة «بعد كمية الكذب والافتراء والخرافات التي رُميت منذ أن اختارني النواب لتشكيل الحكومة»، قائلاً إن «الحملة لا تطاق، وأنا صبرت كثيرا، وانتظرت كثيرا، لأعطي فرصا، وما زلت أعطي فرصة، لكن الافتراء صار كبيرا. والكذب بات لا يحتمل!».

وشرح أنه قابل عون 16 مرة منذ أن تم تكليفه، لافتاً إلى أنه «في المرة الثانية، أعطاني فخامة الرئيس لائحة، بالألوان، لكل الأسماء التي يجدها مناسبة برأيه للتوزير في ثاني لقاء بيننا». وأضاف: «بعد 14 جولة تشاور ومحاولات إيجاد الحلول مع فخامة الرئيس، ذهبت إليه وقدمت له اقتراح تشكيلة من 18 وزيرا من الاختصاصيين، غير حزبيين، القادرين على أن ينفذوا كفريق متكامل، الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، وإعادة الأمل للبنانيين».

وقال: «في هذه التشكيلة ليس هناك ثلث معطل، أي 7 وزراء لأي طرف من الأطراف»، مشدداً على أنه «لا تراجع عن هذه النقطة، لأن الثلث المعطل يعني بأفضل الأحوال أن كل قرار مهم تأخذه الحكومة، وتنتظرها قرارات مهمة كثيرة، يجب أن نعود إلى صاحب الثلث، ونفاوضه، ونقايضه، كذلك إذا قرر أن يمنع النصاب عن الجلسات»، ولأنه «سيكون قادراً على إقالة الحكومة باستقالة وزرائه».

وسأل: «لماذا يريد الثلث المعطل؟ مما يخاف؟ فخامة الرئيس موجود، ومجلس النواب موجود، ليخبرنا: مما يخاف؟». وأوضح أنه «من أصل 18 وزيرا، اعتبرت أن لفخامة الرئيس 6 وزراء، علما بأن التيار الوطني الحر لم يسمني، وفخامة الرئيس يقول لي إنه هو يتحدث مع تياره»، لافتاً إلى أن الوزراء الستة من ضمنهم وزير من حصة حزب الطاشناق. وأشار إلى أنه «من الخمسة الباقين، 4 أسماء، تنطبق عليها مواصفات الاختصاص وعدم الانتماء الحزبي والكفاءة، اخترتها من لائحة فخامة الرئيس، اللائحة الملونة، ما غيرها. والخامس، شخصية محترمة، اختصاصية، غير حزبية، مقربة، من فخامة الرئيس وسبق وطلب مني شخصيا أن أدعم ترشيحها لمنصب مرموق، تستحقه وأكثر».

وأضاف الحريري: «اقترحت في التشكيلة نفسها، لوزارة الداخلية اسم قاض معروف، مشهود لكفاءته ونظافته، ومقرب جدا من بعبدا»، لافتاً إلى أنه «بدل أن يدعو عون الرئيس المكلف، ويعطيه ملاحظاته على التشكيلة، بحسب ما ينص عليه الدستور والمنطق ومصلحة البلد واللبنانيين، جاء الجواب بالإعلام أنها مرفوضة، لأن سعد الحريري هو من اختار الأسماء»، نافياً كل الاتهامات له بالاعتداء على حقوق المسيحيين وعلى صلاحيات الرئاسة.

وأشار إلى أنه طلب من عون تغيير أسماء بين الحقائب الخمس إذا أراد ذلك، وأنه طالبه بتسمية 3 أو 4 أسماء لكل حقيبة تنطبق عليها المواصفات، «وأنا مستعد أن أختار الأفضل من بينها للحقيبة». كما قال إنه منفتح على تغيير حقائب إذا كانت لا تناسبه، وإنه على استعداد لاقتراح 3 أو 4 أسماء لوزارة الداخلية ليختار منها عون الأنسب.

وسأل الحريري: «أين كنتم أنتم من حقوق المسيحيين حين بقيت الرئاسة شاغرة حوالي 3 سنين؟». وقال: «حقوق المسيحيين هي ببساطة حقوق اللبنانيين» في إشارة إلى وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت وإيقاف الكارثة والقيام بالإصلاحات وإجراء «تدقيق جنائي بالبنك المركزي وبكل المؤسسات والإدارات والوزارات: بالكهرباء، بالاتصالات، بالسدود، بالصناديق، بكل شيء، من سنة 1989 وحتى اليوم، لتُعرف حقيقة ما حصل، وتتم ملاحقة كل مرتكب وفاسد وسارق!».

وقال إن «جواب فخامة الرئيس الأولي بصراحة لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل، وهذا مستحيل».

وأكد الحريري أنه «مستعد وجاهز وملتزم اليوم وغدا وبعده، وليست هناك قوة ستفقدني الأمل ببلدي وبقدرة أبناء بلدي على وقف الانهيار والعودة إلى طريق التعافي».

وأضاف: «بانتظار الفرج، أنا أزور الدول العربية، والدول بالمنطقة وبالعالم، لأحشد الدعم للبنان ولأرمم العلاقات وخصوصا العربية، حتى ينطلق الحل بسرعة، عندما تتشكل الحكومة، وستتشكل الحكومة». وشدد على أنه «ليس هناك مخرج من الأزمة بمعزل عن العرب والمجتمع الدولي ومن دون مصالحة عميقة مع الأشقاء العرب والتوقف عن استخدام البلد منصة للهجوم على دول الخليج العربي وتهديد مصالح اللبنانيين».

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

الحريري في الذكرى: لا تنازلات والحكومة ستشكل

إرباك في بعبدا.. وإطلاق ناجح لعمليات اللقاح.. ومخاطر العتمة تزداد

 

14 شباط 2021، ست عشرة سنة مضت، على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الذي سقط شهيداً، بانفجار ضخم، قبيل الواحدة من بعد ظهر الاثنين 14 شباط 2005.

ليست المناسبة، وحدها، هي الحافز، لتحمل كلمة الرئيس المكلف سعد الحريري مؤشرات جدية، واسئلة معلقة، حول المهمة التي رشح نفسه لها، بترؤس «حكومة اختصاصيين» لوقف الانهيار الكبير، وإعادة بناء بيروت، بعد إنفجار المرفأ في 4 آب الماضي.

من المؤشرات ان الحريري الابن، ليس هو الشخص الذي قاد تسوية «بتنازلات ملموسة» اوصلت العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، كما أوصلت جبران باسيل، ليصير نائباً، ورئيساً لأكبر كتلة نيابية في المجلس النيابي.

ومن الموشرات، ان ما اعتاد عليه الفريق الرئاسي، بما فيه باسيل نفسه، لدى الرئيس الحريري، آخذ في التغيير، والتبدّل.

ومن مؤشرات التغيير، ان «التنازلات» من أجل التسوية، لم يعد هو الجهة الصالحة لتقديمها.

ومن الأسئلة المطروحة: ماذا بعد المكاشفة العلنية، على الملأ، وفي مناسبة عزيزة على قلب الرئيس المكلف، والتي حدّدت نقاط المفاوضة، ونقاط المسلمات غير القابلة للجدل، أو الأخذ والردّ: لا ثلث معطّل، لا لرفع العدد إلى 20 وزيراً، لا لحشر أشخاص حزبيين في التركيبة، وبالتالي، لا مجال للضغط على الرئيس المكلف.

بدا الموقف، بالغ القتامة، ولعلّ السؤال البدهي ماذا بعد؟

الرئيس المكلف، قال كلمته ولم يمش، أكّد «انا مستعد وجاهز وملتزم اليوم وغداً وبعده. وحسم الأمر: الحكومة ستشكل.. وهذا هو الفرج، وبانتظاره: انا ازور الدول العربية، والدول بالمنطقة والعالم، لأحشد الدعم للبنان، ولأرمم العلاقات، وخصوصا العربية حتى ينطلق الحل بسرعة».

واكد: ليس هناك من مخرج من الأزمة بمعزل عن العرب والمجتمع الدولي، ومن دون مصالحة عميقة مع الأشقاء العرب، والتوقف عند استخدام البلد منصة للهجوم على دول الخليج العربي وتهديد مصالح اللبنانيين.

وأخطر ما كشفه الرئيس الحريري ان «جواب الرئيس الأوّلي بصراحة، لم يكن مشجعاً، وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق أي الثلث المعطل، وهذا مستحيل».

المسألة تحتاج إلى «كبسة زر» لولادة الحكومة، ما عدا المرافعة الموفقة عن الحريرية السياسية، التي أوقفت الحرب الأهلية، وعمرت بيروت، وبنت المستشفيات وعمرت الجامعة والمدارس الرسمية والمطار، وبنت أوّل شبكة خلوي في الشرق الأوسط، فضلا عن الاعتدال والملاقاة والكلمة الطيبة..

على جبهة بيت الوسط: ثبات وانفراج..

أما لائحة الأسماء التي كشف عنها الرئيس الحريري فتضمنت:

‏1.‏    الخارجية ::عبد الله  ابو حبيب (ماروني), نعيم سالم ‏‏(ماروني)‏

‏2.‏    الداخلية: فارس فارس  (سني), عبدالله ‏جريدي (ماروني), سعيد الرز  (سني)‏

‏3.‏    الدفاع: جان سلوم  (ارثوذكسي)، فادي ‏داوود (ماروني)، ميشال منسي (ارثوذكسي)‏

‏4.‏    المالية: سمير عساف (ماروني)، محمد الحج ‏‏(شيعي)، عامر بساط (سني)، سعادة شامي، حسن ‏مقلد (شيعي)‏

‏5.‏    العدل ::جويل فواز  (كاثوليكية)، عادل يمين ‏‏(ماروني)، هنري خوري (ماروني)، انطوان ‏فليموس (ماروني)، زياد بارود (ماروني)‏‎.‎

‏6.‏    الاتصالات: أحمد عويدات (سني)، فراس أبي ‏ناصيف (ماروني)‏

‏7.‏    الطاقة: بيار خوري (كاثوليكية)، جوزيف ‏نصير(ماروني)، كارول عياط

‏8.‏    الاقتصاد: امين سلام (سني)، ايمن حداد ‏‏(ارثوذكس)، فراس ابي ناصيف (ماروني)، منير ‏تيني (كاثوليكي)‏

‏9.‏    الشؤون الاجتماعية: ريمون طربيه (ماروني)، بترا ‏خوري (ارثوذكسية)‏

‏10.‏  العمل: انطوان واكيم (ماروني)‏

‏11.‏  البيئة: منال مسلم (كاثوليكية)، رانيا ابي مصلح ‏‏(درزية)‏

‏12.‏  السياحة: جان بيروتي (ماروني)، ميشال ‏الفتريادس، سليم الزير

‏13.‏  الصناعة: جاك صراف (أرثوذكسي)‏

‏14.‏  الاشغال العامة والنقل: العميد فادي جعارة ‏‏(ماروني)، وليد نصار (ماروني)‏

‏15.‏  التربية: منذر فتفت (سني)، خليل الجمال ‏‏(ماروني)، عبدو جرجس (ماروني)‏

‏16.‏  الصحة: بترا خوري  (ارثوذكسية)‏

‏17.‏  الاعلام: ندى اندراوس، وسام بريدي، وليد ‏كنعان

‏18.‏  المهجزين: رضا عازار

‏19.‏  الشباب والرياضة: وليد نصار ، منذر فتفت ‏‏(سني)‏

‏20.‏  التنمية الادارية: روني لحود  (ماروني)، هلا ‏مطر (مارونية)‏

‏21.‏  الثقافة: فايز دحدح  (ماروني)، باسكال مونان ‏‏(ماروني)، باسكال لحود (ماروني)، ميشال ‏الفتريادس

‏22.‏  الزراعة: ظافر الشاوي (كاثوليكي)، لارا حنا ‏‏(كاثوليكية)، ميشال عقل‏.

ووصفت مصادر سياسية كلمة الرئيس سعد الحريري بأنها تضمنت الرد دفعة واحدة على كل حملات الافتراء والكذب التي تولاها فريق الرئاسة العوني ضده منذ تسميته رئيسا للحكومة وحتى اليوم دفعة واحدة، مسميا الأشياء بأسمائها ومبينا للبنانيين مسؤولية رئيس الجمهورية المباشرة في تعطيل وعرقلة تشكيل الحكومة ، خدمة لمصالح خاصة وحزبية على حساب المصلحة الوطنية العليا للوطن كله. واشارت المصادر إلى ان فحوى كلام الحريري فضح ادعاءات  مصادرة صلاحيات الرئيس الدستورية والتعدي على ما يسمى بحقوق المسيحيين امام الرأي العام علنا واصاب الفريق الرئاسي بالصميم واحرجه لا سيما بعد انكشاف لائحة الاسماء الرئاسية المرشحة للتوزير بشخصياتها الحزبية الفاقعة ،بما يشكل التفافا علنيا على المبادرة الفرنسية وحكومة الإنقاذ الجديدة . وقالت المصادر ان الحريري رد باسلوب حضاري  على اتهام رئيس الجمهورية له بالكذب، عارضا لائحة الاسماء التي تسلمها منه امام وسائل الإعلام، ليتبين للناس من يكذب عليهم لاعاقة تشكيل الحكومة العتيدة.

وأشارت المصادر إلى نقاط مهمة واساسية في كلمة الحريري، اولها استمراره بتحمل المسؤولية لتشكيل حكومة مهمة استنادا للمبادرة الفرنسية برغم كل العقبات والعراقيل الموضوعة في طريقه، وثانيا، تأكيده بأن حل الازمة ووقف الانهيار مرتبط بتشكيل حكومة اخصائيين من ١٨ وزيرا من غير الحزبيين،  لا تتضمن الثلث المعطل لاي طرف سياسي وثالثا، اشارته الى ان الحكومة ستشكل بالنهاية برغم كل ما يحصل من عقبات، ورابعا تشديده بأن يشمل التدقيق الجنائي كافة الادارات والمؤسسات الرسمية ويمتد لعام ١٩٨٩ ،مرحلة تولي عون مسؤولية الحكومة العسكرية يومذاك وما تردد  خلالها عن هدر اموال عامة على نطاق واسع واخيرا تأكيده بالعمل الدؤوب لاعادة ترميم علاقات لبنان مع اشقائه العرب والخليجيين خصوصا.

بعبدا

في بعبدا، بدا الموقف مرتبكاً: عزا المكتب الإعلامي ايجاز الرد بأنه لا يمكن ان يكون مفصلا لتعذر اختصار 14 جلسة ببيان. لكن عزف على نقاط، تنم عن ضعف وفقدان الحجة والدليل، منها: ان كلمة الحريري ضمنتها مغالطات كثيرة وأقوال غير صحيحة.، وما قاله: «كافٍ للتأييد بأنه يحاول من خلال تشكيل الحكومة فرض اعراف جديدة خارجة عن الأصول والدستور والميثاق».

وأوضحت مصادر مطلعة  لـ«اللواء» أن ما ذكره الرئيس الحريري بشأن لائحة الأسماء المرشحة للتوزير التي سلمت له في بعبدا هي لائحة غير رسمية أو معتمدة بل مجموعة أسماء تم اقتراحها وليست ورقة يراد أن يختار الرئيس المكلف منها بل  أسماء تجمعت لدى رئيس الجمهورية تم اقتراحها عليه من افرقاء كفكرة لا أكثر ولا أقل وهي لا تعد ورقة أو مستند رسمي يعتمدها الرئبس  المكلف.

ولفتت المصادر إلى أن الورقة غير دقيقة وليست جديرة لتكون المستند الرسمي.

وترك أمر الرد التفصيلي، لكلمة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الأحد المقبل. وكانت الهيئة السياسية للتيار رأت ان هناك «امراً خفياً لا يزال يعيق تشكيل الحكومة مما يجعلنا نحذر من نتائجه»، وقالت: «جديد الرئيس المكلف انه هو من يُقرّر شكل الحكومة وعددها وأسماء وزرائها وحقائبها، وكأن لبنان ليس جمهورية برلمانية، ودون ان يقيم وزنا للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة، وليس فقط التوقيع عليها».

على ان الأبرز، الاتصال الذي اجراه النائب السابق وليد جنبلاط بالرئيس المكلف، لمناسبة الذكرى 16 لاستشهاد والده، وسبقه بموقف قال فيه: «ما زال هناك واحدا عبثاً في بعبدا، ميشال عون، يريد الانتحار، فلينتحر وحده هو والغرف السوداء والصهر الكريم، ويا ليته كريم».

وقال: لا بدّ ان نجد طريقة سياسية دستورية للخروج من هذا المأزق الذي نحن به.

الرئيس الفرنسي اتى، وقال هو ووزير خارجيته «قوموا بالاصلاح الداخلي، ونحن جاهزون» اضعنا الفرصة.

وبعيداً عن التفاصيل، الإصلاح الداخلي يبدأ بموضوع الكهرباء.

وقال: مع الرئيس نبيه برّي ان نجد نافذة».

وكشف النائب في كتلة اللقاء الديمقراطي وائل أبو فاعور ان الرئيس عون لا يريد المبادرة الفرنسية وارسل موفداً (لم يكشف عنه) إلى موسكو، يطلب منها، أن تطلق مبادرة لمساعدة لبنان.

وفي الإطار الدرزي، يعقد اجتماع في خلدة، في دارة النائب طلال أرسلان، تحضره شخصيات روحية درزية، للبحث في التمثيل الدرزي في الحكومة، لجهة ان يكون المرشح الدرزي الثاني من حصة الأمير أرسلان.

وعبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن مطالبته المتكررة للرئيسين عون والحريري للتعاون: ليس المطلوب منهما ان يتنازلا عن صاحياتهما الدستورية، مشيراً إلى ان الحرص على الصلاحيات لا يمنع الليونة.

وعند الثانية والنصف من يوم غد، يتحدث الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء، ويرجح ان يتطرق إلى الوضع اللبناني، لا سيما مسألة تأليف الحكومة التي يُصرّ على الاسراع بتأليفها.

عمليات التلقيح

وأمس، الأحد 14 شباط، بدأت عمليات التلقيح، بعدما تمّ اطلاقها رسميا في السراي الكبير، وشملت العاملين في مجال الرعاية الصحية وبعض كبار السن، وفي مقدمهم الفنان «ابو سليم» (صلاح تيزاني) كما تلقى العناية الفائقة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، بعدها انطلقت العملية في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حمد حسن، بمشاركة رئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، والمدير العام للمستشفى الدكتور فراس الأبيض.

وقال دياب انه لن يتلقى اللقاح «وانتم قبلي، والاولوية لكم».

كما أطلق الوزير حسن عمليات التلقيح ضد فايروس كورونا في مستشفى المسيح الملك للامراض المزمنة في برمانا، التابع لجمعية راهبات الصليب، وتلقى اللقاح الأوّل الكاهن جان يوسف البستاني البالغ من العمر 88 عاما، واللقاح الثاني الراهبة في الجمعية روز راشد البالغة من العمر 90 عاما، وشملت عملية التلقيح 59 شخصاً.

339122 إصابة

وبالتزامن، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 2130 إصابة جديدة بفايروس كورونا، إضافة إلى 32 حالة وفاة، خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد التراكمي إلى 339122 إصابة مثبتة مخبريا منذ 21 شباط الماضي.

وكشف الدكتور البرزي عن فتح 10 مراكز جديدة للتلقيح اليوم، وان الرؤساء الثلاثة التزموا ببرنامج خطة اللقاح التي دعمها البنك الدولي، وان عدد طالبي اللقاح تزايد على المنصة.

القمة مجدداً

في شأن حياتي، حيوي، وبينما عاود الدولار ارتفاعه متأثرا بالفشل السياسي، العتمة تتهدد اللبنانيين بسبب ازمة تأمين العملة الخضراء للشركات المشغلة لمعامل الانتاج وكهرباء لبنان. ويبدو هذا الملف سيشعل من جديد جبهة ميرنا الشالوحي – عين التينة. فقد أشار عضو التنمية والتحرير النائب أنور الخليل عبر تويتر الى أن «وزير الطاقة يعود لنغمة التهديد بالعتمة ما لم يوفر له المركزي ‏مليار و٢٥٠ مليون $ لدفع مستحقات المؤسسة لمتعهدي تشغيل المعامل والبواخر ومقدمي ‏الخدمات بالدولار»! ‏ 10سنوات، هدرتم مليارات في معاملكم وتسببتم بـ62%من ديننا ‏العام».  وتوجّه الى وزير الطاقة قائلا «انتفض على»المعلم»، وأعد للمؤسسة دورها. كفى هدرا لأموال ‏المودعين»!‏

وكانت الكهرباء، سجلت سلسلة انقطاعات عن العاصمة وأحيائها، بحيث تجاوز عدد ساعات التقنين إلى ما فوق الـ 9 ساعات يوم أمس.

وجرت مساء، أمس، اشتباكات مسلحة، عنيفة في حيّ الليلكي، قرب المجمع الجامعي في الحدث، وحدث إطلاق نار بين عائلتي حجولا وزعيتر، واستخدمت فيه قذائف الـ «ار.بي.جي».

 

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الديار

 

النظام الإقتصادي اللبناني فقد كل الإعتبارات الأخلاقية والأنثروبولوجية

 المواطن ضحية إرهاب إقتصادي.. إرهاب مالي وإرهاب إجتماعي

 الأزمة مُستمرّة الى العام المقبل.. والمطلوب شبكة أمان إجتماعي

– بروفسور جاسم عجاقة

 

أي نظام إقتصادي في العالم لا يحترم الإنسان ولا يُلبّي حاجاته الأساسية هو نظام ساقط بكل أبعاده. إحترام الإنسان يُترجمّ بعلم الإقتصاد بتلبية حاجاته عملا بهرم «أبرهام ماسلو» الذي أرسى الدعائم الأساسية لتلبية هذه الحاجيات على شكل هرم حيث تحتل الحاجات الفيسيولوجية (الأكل، الشرب، المسكن، الطبابة…) المرتبة الأولى. اولويات هذه الحاجيات أكدّت عليها الأمم المُتحدة في شرعة حقوق الإنسان واعتبرتها أصلا يبنى عليها عمل مؤسسات الأمم المتحدة في خدمة شعوب العالم.

 

إن الإعتبارات الأخلاقية والأنثروبولوجية تمثل نواة العمل الإقتصادي سواء كان الطرف الآخر الدولة أم مؤسساتها أم أي لاعب آخر في الماكينة الإقتصادية. من هذا المُنطلق، أخذ الإنسان، من حيث هو إنسان، حيزًا كبيرًا في العلوم الإقتصادية، فقد إعتبر أرسطو أن الحكام يجب أن يتمّ إختيارهم لكفاءتهم على الصعيد السياسي والإقتصادي لكي يعملوا من أجل رفاهية المُجتمع أجمع وليس فقط من أجل رفاهية شخصية محددة أو رفاهية مجموعة معينة في هذا المجتمع. وبالتالي يُعرّف أرسطو هدف السياسة بأنه يصبو إلى تحقيق سعادة أعضاء المجتمع، وإذا ما تمّ تنفيذ هذه السياسة من قبل أشخاص يتمتّعون بالفضيلة، فإن المجُتمع يُصبح مثالياً! ويُعطي أرسطو أدوارًا إضافية للسياسة منها: خلق، وتطوير، والحفاظ على النظام السياسي والإقتصادي.

 

ومع ذلك، تبقى النقطة الأساسية في فكر أرسطو الربط بين الأخلاق والسياسية، إذ إنه يعتبر الأخلاق (كما أفلاطون) هي عنصر أساسي في السياسة التي تهدف إلى الخير العام والمصلحة العامّة. ويذهب أرسطو أبعد من ذلك عندما يضع القضاء كضمانة أساسية من أجل إستدامة المجتمع.

 

التيارات الفكرية الإقتصادية التي برزت عبر عصور من العصف الفكري شدّدت بمعظمها على الفرد وعلى مصلحة الفرد، إلا أن الإختلاف الجوهري بين هذه التيارات كان على طريقة الوصول إلى هذا الهدف. الفكر الليبيرالي المُنبثق من «آدم سميث» شدّد على الحرية الفردية التي تسمح للفرد بالقيام بمبادرات فردية تصّب في مصلحته ولكنها أيضًا تنظر في مصلحة المُجتمع (أي إن مصلحة الفرد تقود إلى مصلحة المُجتمع). وجاء «كارل ماركس» الثائر فغيّر وجهة التاريخ من خلال رفضه إستغلال البروليتاريا من قبل البورجوازية وإنتقاده ممارسة الرأسمالية، فطالب بتدخّل مؤثر من قبل الدولة لوقف هذا الإستغلال لتأمين العدالة الإجتماعية… وجلّ ما يُمكن إستخلاصه من نظريته هو أن أي نظام إقتصادي يجب أن يأخذ بعين الإعتبار البعد الأخلاقي والإنثروبولوجي. ومن ثم أتى «جون كينز» ليتموضع بين الليبيرالية والماركسية طالبًا تدخلّ الدولة لتنظيم عمل الماكينة الإقتصادية مع المُحافظة على الحريّة الفردية العزيزة على قلب كل التيارات الفكرية الإقتصادية.

 

إن الأنظمة السياسية عامة لا تُنفّذ بالضرورة توصيات هذه التيارات الفكرية بل إن توجّه البعض منها قد يكون عكس أي منطق إقتصادي منصوص عليه في الكتب والمراجع على مثال الحكم «الأوليغارشي» الذي صنّفه أفلاطون في كتابه «الجمّهورية» في خانة الأنظمة التي لا تلتزم بالقانون! وقد رسم أرسطو (تلميذ أفلاطون) مواصفات حكم الأوليغارشية حيث قال إنها تتوجب وجود شروط مُعيّنة من بينها الوضع المالي لأعضائها حيث إن قدرة الأوليغارشية على الحكم تتسع مع الثروة. ويستنتج أرسطو بأن الأوليغارشية تنتهي دائمًا بالإستئثار بالسلطة! وبالتالي ووفقًا لأرسطو، لا يُطلب من النظام السياسي زيادة الثروة إلى الحد الأقصى كما يُطالب الأوليغارشيين، ولا تحقيق المساوة كما يُطالب الفقراء الذين ينادون بـالديمقراطية، بل هدف هذا المُجتمع المثالي هو جعل الحياة جيدة من خلال أعمال عظيمة تعود بالفائدة على الجميع. وهذا ما يؤكده «ميلر» الذي يعتبر أن الدستور الممتاز هو الذي يضمن سعادة مُستدامة للمواطنين، ويُضيف إن الدستور الأقل سوءًا هو الدستور الذي يسمح لطبقة وسطى يكون عددها كبيرًا، بالتحكم بالسلطة. ويُبرّر ميلر قوله هذا بأن الطبقة الوسطى (ليست غنية وليست فقيرة) هي الأكثر موضوعية من الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة، وليس لديها ميول نحو العنف وهو ما يجعل السلطة أكثر ثباتًا.

 

ومما سبق سرده عن هذه المدارس وانتقالاً إلى الوضع الإقتصادي والسياسي القائم في لبنان، يُمكن القول أن الحكم في لبنان هو حكم أقلّيات (أوليغارشي). وهذه الأقليات ليست محصورة في طائفة مُعينة أو منطقة مُعيّنة، بل هي تجمّع أثرياء توسّعت قدراتهم على الحكم مع توسّع ثرواتهم. إذ ما ظهر إلى زماننا هذا أن السياسات الإقتصادية التي رسمتها الحكومات لم تأتِ بما هو خير لحياة المواطن، ويمكن فهم ذلك من خلال النظر إلى مؤشر «جيني» لرؤية التركيز في توزيع الثروات في المجتمع اللبناني، وهو ما يفسر في هذه المدارس باللاعدالة. بالطبع هذا لا يعني بأي شكل من الأشكال الذهاب إلى ما يُطالب به بعض مُدّعو اليسارية في لبنان والذي لا يقل فساداً أي الأخذ من الغني وإعطاء الفقير بلا ضابط ولا حد، بل ما يقرره ويُطالب به الفكر الإقتصادي ألا وهو توزيع الثروات كلٌ بحسب مُساهمته في الإقتصاد، وهذا الأمر يتطلّب إعطاء فرص متساوية لكل فرد في المُجتمع.

 

وضع لبنان الإقتصادي والإجتماعي في العام 2021، يُوصل إلى إستنتاج أمر من إثنين:

 

أولا- الحكومات المُتعاقبة لم تكن على المستوى التقني الكافي لرسم سياسات إقتصادية تعود بالخير على المواطن؛

 

ثانيًا – الحكومات المُتعاقبة لم تعمل، عن سابق تصور وتصميم، على رسم سياسات إقتصادية تعود بالخير على المواطن.

 

وبالتالي، ما نحصده اليوم هو نتاج ما زرعناه في الماضي من سياسات إقتصادية لم يكن فيها المواطن المحور، بل إن المحور الأساس فيها كان مصلحة قلّة قليلة إستفادت من النظام السياسي القائم.

 

إذًا ما يتعرّض له المواطن اليوم هو نوع من أنواع الإرهاب على الصعيد الإقتصادي وعلى الصعيد الإجتماعي. فالإرهاب التقليدي المُعرّف بإستخدام العنف لتحقيق غايات سياسية، يُستخدم اليوم في الإقتصاد من خلال العنف المُمارس على المواطن من أجل أهداف مالية. كذلك الأمر على الصعيد الإجتماعي حيث إن المواطن يتعرّض للعنف الاقتصادي الذي يقود إلى الذلّ وبأهداف بعيدة عن العدالة الاجتماعية والحقوق الطبيعية للكائن البشري.

 

خلال عام واحد أي من 2019 إلى 2020، إرتفعت نسبة الفقر في لبنان من 30% إلى أكثر من 55% (أي ما يوازي الضعف). وهذه الديناميكية تُنذر بمخاطر كبيرة في المرحلة المقبلة مما يفرض على المسؤولين القيام بعددٍ من الخطوات :

 

أولا – التركيز على تأمين الحاجات الأساسية التي تدخل ضمن نطاق الحاجات الفيزيولوجية التي نصّ عليها هرم ماسلو؛

 

ثانيًا- إعادة هيكلة الإقتصاد والقطاع المصرفي بطريقة لا تمسّ بالأسس الليبيرالية التي نصّ عليه الدستور اللبناني؛

 

ثالثًا – إعادة هيكلة القطاع العام بطريقة علمية محترفة لا تؤذي موظّفي القطاع العام ولكن في الوقت نفسه تُخفّض حجم هذا القطاع إلى حدوده الدنيا؛

 

رابعًا – ضمان إستقلالية القضاء كما نصّ عليها أرسطو، بحكم أن القضاء هو ضمانة إستدامة المُجتمع.

 

ومن البديهي إلزامية وجود نظرة مستقبلية تؤدي لوضع خطّة تفصيلية لكل نقطة من هذه النقاط ويتمّ العمل عليها.

 

إلا أن البعض قد يقول (وهذا حقّ) إن الحلول تمرّ عبر صندوق النقد الدولي الذي يحمل خطّة كاملة مُتكاملة للخروج من الأزمة، وبالتالي وبمُجرّد تشكيل الحكومة فإنها ستعمد إلى تنفيذ ما يُطلب منها. وهذا الأمر يعني أن لبنان لم يعد محكومًا بخيارته لا السياسية ولا الإقتصادية! وبإعتقادنا، المُجتمع الدولي يفرض حلوله لأن الحكومات المُتعاقبة لم تملك أي خطّة فعلية تُحسّن من الظروف المعيشية للمواطن اللبناني ولم تسمح بتطوير إقتصاده أو نظامه السياسي. وبالتالي، فإن وجود خطّة واضحة المعالم تضعها الحكومة اللبنانية بناءً على طموحات الشعب اللبناني، يسمح لها أي للحكومة بمواجهة صندوق النقد الدولي بصرامة وثبات أكثر وتكسب من خلالها إحترام المُجتمع الدولي وتستعيد مصداقيتها التي فقدتها خلال سنين من غياب الرؤية. ولعل ذلك هو أحدى الوسائل الناجحة في إعادة الثقة على الصعيدين المحلي والخارجي والذي ليس مستحيلا إذا توافرت الإرادة والعزم والإخلاص اللازمين لخطة مماثلة

 

في الختام، لا يسعنا القول إلا أن الأجواء السياسية القائمة حاليًا تفرض إمتداد الأزمة على عدّة أشهر وأغلب الظن أنها لن تنتهي قبل نهاية هذا العام، إلا إذا طرأ عامل جديد لا يُمكن التنبؤ به فيُعدّل مسار الأمور.

 

نأمل ذلك!

 

*************************************************

افتتاحية صحيفة الشرق

الحريري لعون ومن خلفه: الثلث المعطّل مستحيل  

 

وجه الرئيس المكلف سعد الحريري، من «بيت الوسط» كلمة إلى اللبنانيين لمناسبة الذكرى الـ16 لاستشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تحدث فيها عن مجمل الوضع الراهن وخلفيات أزمة تشكيل الحكومة ووقائع مشاوراته مع رئيس الجمهورية ميشال عون بالتفاصيل، وضمنها رؤيته للخروج من هذا النفق.

 

واستهل الرئيس الحريري كلمته بالقول: «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، ليس قليلا أنه منذ 16 سنة، كل سنة يزيد شعوري أني فقدتك وليس قليلا أكثر وأكثر أن اللبنانيين يزيد شعورهم أنهم فقدوك. حتى من اعتقدوا أنفسهم أنهم باتوا أكبر من البلد، لا يستطيعون أن ينسوك بعد 16 سنة، ولا زال إسمك يذبحهم، ولا زالوا خائفين ومن مشروعك الحقيقي للبلد. ربما لأن اللبنانيين ما زالوا يعيشون على ما عمرته، يتعلمون في الجامعة التي بنيتها، ويسيرون على الأوتوسترادات التي شققتها، ويتطببون في المستشفيات التي فتحتها، وأكيد لأن اللبنانيين بعد 16 سنة يرون من عطل ومن خرب ومن أعاد البلد 30 سنة إلى الوراء، وأكثر».

 

أضاف: «كل اللبنانيين يرون أن بعد 16 سنة، ما زال رصيدك العربي والدولي وما زلنا نحاول أن نجيره لمصلحة لبنان ولمصلحة الدولة. واليوم، في الذكرى الـ16 لاستشهادك، لكل من ليس لديهم «شغلة وعملة» إلا الهجوم على الحريرية السياسية، أريد أن أذكرهم ما هي الحريرية السياسية: الحريرية السياسية أوقفت الحرب الاهلية، الحريرية السياسية أعادت لبنان إلى الخريطة، الحريرية السياسية عمرت بيروت، الحريرية السياسية بنت مستشفيات حكومية، ومستشفى رفيق الحريري نموذج، الحريرية السياسية عمرت الجامعة الوطنية والمدارس الرسمية، والمطار، وأتت بالمستثمرين والسياح إلى البلد، وأقامت أول شبكة خلوي في الشرق الاوسط، (أي حتى قبل اسرائيل) والحريرية السياسية هي الاعتدال والملاقاة والكلمة الطيبة، وغيرها وغيرها وغيرها.

 

هذه هي الحريرية السياسية. سؤالي الوحيد: أنتم ما هي إنجازاتكم؟ ما الذي فعلتموه للبلد وللناس في البلد؟

 

رحمك الله يا رئيسنا الشهيد رفيق الحريري، وفي الليلة الظلماء، يفتقد البدر.

 

بعد 16 سنة على اغتيالك، «مش ماشي الحال» هناك فرصة لكي «يرجع يمشي الحال»، ولكن «مش ماشي الحال»، ليس هناك لبناني مرتاح، الاقتصاد منهار، جزء أساسي وحبيب من بيروت تدمر بانفجار المرفأ، ونترحم على الضحايا البريئة التي سقطت ونطالب بمعرفة الحقيقة وبالعقاب العادل. كورونا تفتك كل يوم بعائلاتنا وأصحابنا وكبارنا، ومسلسل الاغتيالات ما زال قائما، ويأخذ بدربه أغلى الناس، وآخرهم الشهيد لقمان سليم، الذي سلك طريق محمد شطح وجبران تويني وسمير قصير، بصلابة الموقف وحرية الفكر.

 

مسلسل الاغتيالات مستمر، من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولا لاغتيال لقمان سليم».

 

وتابع الحريري: «منذ بضعة أشهر، صدر حكم من المحكمة الخاصة بلبنان بحق سليم عياش، أحد قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذا الحكم يجب أن ينفذ، وعياش يجب أن يتم تسليمه، مهما طال الزمن. والأهم، مسلسل الاغتيالات، يجب أن يتوقف. وسيتوقف، وإذا لم يتوقف، هناك مشكل كبير بالبلد، غضب الناس انفجر من 16 شهرا، وكل يوم يكبر، ومن حقه أن يكبر، ويجب أن يكبر، الحل موجود، معروف، وجاهز. في كل لقاءاتي العربية والدولية، وفي كل اتصالاتي التي أجريها، هناك جهوزية واستعداد لا بل حماس، لمساعدة لبنان، لوقف الانهيار، لإعادة إعمار بيروت، لنعطي أفقا للبنانيين، ليعرفوا، فقط ليعرفوا كيف سيحصل الحل لسعر صرف الليرة، لأموالهم بالبنوك، لأكلهم، للدواء، للأقساط، لمستقبلهم ومستقبل أولادهم. كل ذلك ينتظر كبسة زر، والزر؟ حكومة اختصاصيين غير حزبيين، قادرة أن تحقق الاصلاحات المطلوبة، والتي فصلتها ووضعت لها خارطة طريق، مبادرة الرئيس الصديق إيمانويل ماكرون. غير ذلك، لا أحد مستعد، ولا أحد سيساعد، والانهيار سيكمل حتى الانفجار الكبير لا سمح الله.

 

وهي ليست صدفة، ولا نكايات، ولا فرض إرادة خارجية. هم أنفسهم، ساعدوا لبنان كثيرا بالسابق واستثمروا بلبنان، في ظل حكومات سياسية، وما كانت النتيجة؟ بعد كل محاولات الاصلاح التي تم إفشالها، من باريس 2 أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وصولا إلى مؤتمر سيدر من 3 سنوات، صار كل مستثمر لبناني أو غير لبناني لديه مطلبين: الاول أن يبدأ الإصلاح قبل أن يضع قرشا بالبلد، والثاني تغيير طريقة عمل وعقلية أوصلتنا إلى هنا، بالكامل».

 

وأردف: «هذا هو المعنى الحقيقي للمبادرة الفرنسية، ولحكومة الاختصاصيين ولخريطة طريق الاصلاح. تغيير طريقة العمل، يعني أنه لا يستطيع كل وزير بالحكومة أن ينتظر عبر الهاتف قرار حزبه ليعرف ما عليه أن يفعل. والإصلاح يعني تغيير منظومة تهرب وتهريب، وفساد ومحاصصة وإفشال الدولة على حساب المواطنين، وعلى حساب حقنا البديهي أن نعيش جميعا، من كل الطوائف والمناطق، في دولة طبيعية، وهنا أريد أن أقول كلمة عن الفساد ومحاربته. محاربة الفساد تبدأ بإصلاح يضمن استقلالية القضاء، وليس بالضغط السياسي على بعض القضاة ليفتحوا بعض الملفات بالسياسة ويقفلوا بعض الملفات بالسياسة. هذا التصرف الذي يضمن بالنهاية استمرار الفساد لأنه يدمر مصداقية القضاء والسلطة القضائية. إذن، من يمنع تشكيل الحكومة يمنع إطلاق الاصلاحات، ويؤخر وقف الانهيار وإعادة الاعمار، ويطيل معاناة اللبنانيين والمآسي التي يعيشها الجميع، ويمنع تغيير طريقة العمل، والعقلية التي تسببت بالازمات كلها، وبالنهاية يقول أن قراره خراب البلد».

 

وقال: «دعونا نرى ما الذي يمنع تشكيل الحكومة اللازمة لوضع البلد على طريق الحل. وهنا أريد أن أقول بمنتهى الصراحة، بعد كمية الكذب والافتراء والخرافات التي رميت منذ أن اختارني النواب لتشكيل الحكومة، لا تطاق، وأنا صبرت كثيرا، وانتظرت كثيرا، لأعطي فرصا، ولا زلت أعطي فرصة، لكن الافتراء صار كبيرا. والكذب بات لا يحتمل.

 

يقال أن المشكلة هي أني بالتشكيلة التي قدمتها لفخامة الرئيس، تعديت على صلاحياته الدستورية، وعلى حقوق المسيحيين، لأني لم اسمح له أن يختار الوزراء الذين يريدهم، والوزراء المسيحيين تحديدا. أليس ذلك ما تسمعونه في الإعلام؟ في التلفزيونات؟ في الاذاعات؟ أليس هذا ما تقرأونه بالجرائد؟ وبالسوشال ميديا كل يوم، وكل لحظة، منذ شهرين وحتى اليوم؟ طيب. أنا سأقول، ولندع اللبنانيين يحكمون».

 

أضاف: «أولا أنا ذهبت وقابلت فخامة الرئيس 16 مرة منذ أن تم تكليفي. وفي المرة الثانية، أعطاني فخامة الرئيس لائحة، بالألوان، لكل الاسماء التي يجدها مناسبة برأيه للتوزير. وأقول ذلك لأن هناك من اخترع أني صورتها بهاتفي ولم يعطني إياها. كلا. هو يعرف، ومساعده الذي ناداه فخامة الرئيس وقال له خذ هذه اللائحة واطبع له نسخة بالألوان لدولة الرئيس يعرف.

 

فخامة الرئيس شخصيا سلمني هذه اللائحة باليد، وأعود وأقول في ثاني لقاء بيننا. بجميع الاحوال، بعد 14 جولة تشاور ومحاولات إيجاد الحلول مع فخامة الرئيس، ذهبت إليه وقدمت له اقتراح تشكيلة من 18 وزيرا من الاختصاصيين، غير حزبيين، القادرين على أن ينفذوا كفريق متكامل، الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار وإعادة اعمار بيروت، وإعادة الأمل للبنانيين.

 

ونعم، في هذه التشكيلة ليس هناك ثلث معطل، أي 7 وزراء لأي طرف من الاطراف. ودعوني أكون واضحا:

 

عن هذه النقطة لا تراجع، لأن الثلث المعطل يعني بأفضل الاحوال أن كل قرار مهم تأخذه الحكومة، وتنتظرها قرارات مهمة كثيرة، يجب أن نعود إلى صاحب الثلث، ونفاوضه، ونقايضه. وفي أسوأ الاحوال، صاحب الثلث قادر أن يمنع النصاب عن الجلسات، لنفاوضه، ونقايضه، ونقايضه ونفاوضه! أو حتى أن يقيل الحكومة باستقالة وزرائه. وعندها، «خود على تفاوض ومقايضة، وخود على شغل واصلاح وانجازات!»

 

غير ذلك، لماذا يريد الثلث المعطل؟ مما يخاف؟ فخامة الرئيس موجود، ومجلس النواب موجود، ليخبرنا: مما يخاف؟ إلا اذا كان هناك خلف الستارة، من يحرك ويشجع، ليقل لنا بوضوح!

 

من أصل 18 وزيرا، اعتبرت أن لفخامة الرئيس 6 وزراء، علما أن التيار الوطني الحر لم يسمني، وفخامة الرئيس يقول لي إنه هو يتحدث مع تياره.

 

إذا، 6 وزراء، واحد منهم من الطاشناق، الذي نوابه هم اعضاء في تكتل لبنان القوي، ويصوتون كل مرة مع التكتل في المجلس النيابي. ومن الخمسة الباقين، 4 أسماء، تنطبق عليها مواصفات الاختصاص وعدم الانتماء الحزبي والكفاءة، اخترتها من لائحة فخامة الرئيس، اللائحة الملونة، «ما غيرها». والخامس، شخصية محترمة، اختصاصية، غير حزبية، مقربة، من فخامة الرئيس وسبق وطلب مني شخصيا أن أدعم ترشيحها لمنصب مرموق، تستحقه وأكثر.

 

وفوق ذلك، اقترحت في التشكيلة نفسها، لوزارة الداخلية اسم قاض معروف، مشهود لكفاءته ونظافته، وسبق أن حكم ضد تيارنا السياسي بالقضاء، ومقرب جدا، جدا من بعبدا، وتعيينه بمنصبه الحالي كان منذ أن كان وزير العدل مستشار فخامة الرئيس سليم جريصاتي. (بس مشكلتو… بيقول لأ!)

 

وبدل أن يدعو فخامة الرئيس الرئيس المكلف، ويعطيه ملاحظاته على التشكيلة، بحسب ما ينص عليه الدستور والمنطق ومصلحة البلد واللبنانيين، جاء الجواب بالإعلام، بالخطابات، بالبيانات، بالتسريبات، أنها مرفوضة، لأن سعد الحريري هو من اختار الأسماء، حتى ولو من لائحة الرئيس والمقربين منه. وأن هذا اعتداء على حقوق المسيحيين وعلى صلاحيات الرئاسة. وأننا نمنع الرئيس من أن يطلب الوزارات التي يريدها، مع مشكلة إضافية وخاصة على الداخلية».

 

وتابع: «أولا من ينتمي لمدرسة سياسية، استشهد من 16 سنة في مثل هذا اليوم مؤسسها، رفيق الحريري، وهو يقول: «وقفنا العد، والمسيحيون نص الدولة، شو ما كانت الاعداد»، وحتى اليوم نكرر: وقفنا العد»، فليس لسعد رفيق الحريري تهمة الاعتداء على حقوق المسيحيين.

 

ثانيا، منذ اول يوم، ومنذ يومين، ذهبت إلى فخامة الرئيس وقلت: إذا كنت تريد تغيير أسماء بين الحقائب الخمسة فقل لي. انا جاهز. سم لي لكل حقيبة 3 او 4 اسماء تنطبق عليها المواصفات، وانا مستعد أن أختار الافضل من بينها للحقيبة.

 

أكثر من ذلك. قلت له: إذا كانت هناك حقيبة لا تناسبك، او اثنتان، وتريد أن تغيرهما. فقل لي. انا منفتح لأبحث بالأمر وأجد حلا.

 

وأكثر وأكثر من ذلك. قلت له، إذا كنت لا تريد الاسم الذي اقترحته لوزارة الداخلية فأنا مستعد أن أقترح على فخامتك 3 او 4 اسماء لهذه الوزارة وأنت تختار الأنسب لك من بينهم. أين الاعتداء على صلاحيات الرئاسة لا سمح الله؟ وأين الاعتداء على حقوق المسيحيين لا سمح الله الف مرة؟

 

سؤالي: أين كنتم أنتم من حقوق المسيحيين حين بقيت الرئاسة شاغرة حوالي 3 سنين؟ هذا الكلام لا يقال لسعد الحريري الذي قام بكل شيء ليضع حدا للفراغ في المنصب المسيحي الاول بالدولة وصولا لانتخاب الرئيس عون».

 

وتابع: «تريدون أن تتحدثوا عن حقوق المسيحيين؟ إن لم يكن هناك اقتصاد واستقرار، ولم تكن هناك دولة، فليس هناك حقوق لا للمسيحيين ولا لغيرهم!

 

حقوق المسيحيين هي ببساطة حقوق اللبنانيين. حقوقهم أن نوقف الانهيار، ونعيد إعمار بيروت، ونوقف الكارثة التي ترميهم جميعا، مسيحيين ومسلمين، على دروب الشرشحة والتعتير والهجرة. حقوقهم أن نقوم بإصلاحات، تغير طريقة العمل والعقلية بكاملها، ونعم حقوقهم تدقيق جنائي بالبنك المركزي وبكل المؤسسات والإدارات والوزارات: بالكهرباء، بالاتصالات، بالسدود، بالصناديق، بكل شيء، من سنة 1989 وحتى اليوم، لتُعرف حقيقة ما حصل، وتتم ملاحقة كل مرتكب وفاسد وسارق!

 

حقهم اصلاحات تأتي بالكهرباء، وتوقف التهريب، والتهرب، وتنظيم الجمرك، ومداخيل الدولة، ومصاريفها، وتؤمن استقلالية حقيقية بالقضاء. حقوق المسيحيين من حقوق المسلمين بالكرامة، والطبابة والتعليم. حقوقهم ألا يكونوا يتساقطون بالعشرات تحت وطأة كورونا، وحقوقهم ألا يكونوا ضحية أحد يرى أن مصلحته الشخصية خراب البلد، أو يرى أن مصلحته الشخصية أكبر من البلد».

 

وأردف: «على كل حال، جواب فخامة الرئيس الاولي بصراحة لم يكن مشجعا وعاد إلى نغمة 6 زائد الطاشناق، أي الثلث المعطل، وهذا مستحيل.

 

فخامة الرئيس يقول إن الطاشناق ليسوا معه، لأنهم سموني، عِلما أنهم في اليوم التالي، صوتوا بالبرلمان مع تكتل الرئيس، وبعكس نواب المستقبل، ومنذ وجودهم بالبرلمان، وكل مرة نواب الطاشناق، يصوتون مع نواب التيار الوطني الحر.

 

لكني قلت لفخامة الرئيس، وأقول امامكم وأمام الله، أنا مستعد وجاهز وملتزم اليوم وغدا وبعده. وليست هناك قوة ستفقدني الامل ببلدي وبقدرة أبناء بلدي على وقف الانهيار والعودة إلى طريق التعافي، بإذن الله».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram