افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 23 آب 2025

افتتاحيات الصحف المحلية الصادرة اليوم السبت 23 آب 2025

 

Telegram

افتتاحية صحيفة الأخبار:

هل بدأ الدروز التمرّد على الزعامة الجنبلاطية؟
 

يختلف الموحّدون الدروز في كينونتهم عن باقي الطوائف. لطالما كان الهاجس الوجودي مسيطراً على العقل الجمعي لهم. ارتباطاً بالتغيرات الكبيرة التي تحصل من حولهم، والتي تجعل مسألتَي بقائهم على قيد الحياة السياسيّة ومحوريّة دورهم الذي تعدّى حجمهم (ومنها تأسيس الكيان اللبناني وأيضاً استقلال سوريا بقيادة سلطان باشا الأطرش) تثيران الاهتمام رغم كونهم أقليّة تتمدّد في 4 بلدان متلاصقة: لبنان وسوريا والأردن وفلسطين المحتلّة.

هذا الدور تبدّى في تصرف الدروز على أنّ قائدهم كمال جنبلاط تولّى عن حق، قيادة الحركة الوطنية ومعها زعامة الدروز في كل العالم العربي. وهو أمر تكرّر مع وليد جنبلاط، الذي عاد ليتولّى قيادة حركة «14 آذار»، دون أن يغفل الدروز، دور الشريك الآخر في المرجعية، أي الأمير مجيد أرسلان في ما عرف بالانتفاضة على الانتداب الفرنسي.

لكن السّمة العامة للحركة الدرزية، خصوصاً الجنبلاطية منها، استندت إلى موقف جذري في الانتماء إلى العروبة. بمعزل عن النقاش حول طبيعة النظام العربي القائم. وهو أمر انضمّ إليه الأرسلانيون، في علاقتهم مع النظام السوري بعد توقّف الحرب الأهلية في لبنان. والعلاقة بالعروبة، كانت سبيلاً إلى علاقة تفاعل مع المحيط السنّي بكل صنوف أهوائه، من عبد الناصر إلى آل سعود وآل الاسد وملك الأردن وحاكم العراق.

 

على مدى ألف سنة من وجودهم في هذه البلدان، تمسّك «بني معروف» بمبادئ الطائفة المغلقة التي لا تسعى إلى تبشير أو تمدّد، وتتّبع «الاستتار بالمألوف» (معتقد قريب من التقيّة). وأدّت هذه «السلميّة الدينيّة» دوراً في حالة سلامٍ عاشها الدروز على مرّ العصور في «المحيط السنّي» (بمعزل عن مشاركتهم في الحرب الأهلية اللبنانية). وهي مسار توافق عليه مَن تعاقب على القيادتَين السياسية والدينية.

 

الشرعيّة الدينيّة مدخلٌ إلى السياسة

في مجتمع الموحدين الدروز لا يمكن سلخ دور المشايخ الأعيان عن السياسة، إذ أنّ وظيفة هؤلاء لم تقتصر يوماً على الجانب الروحي والاجتماعي، بل تعدّتها إلى السياسة ورسم خطوطها العريضة. وهو ما يفسّر صراعات القيادات السياسية الدرزية على مشيخة العقل و«اللفة المكولسة».

ومسار أحداث التاريخ الحديث، تُظهر أنّه يوم حصل الأمير مجيد أرسلان وبعده كمال جنبلاط على غطاء الشرعيّة الدينيّة للموحّدين الدروز، فإنّ عناوين إستراتيجيّتهم السياسية لم تحدْ عن هدف حماية الدّروز. خصوصاً مع كمال جنبلاط، بوصفه العلماني الحالم بتقدّميّة تخرج إقطاعيّته من زمن الرجعيّة، ولكنه كان في نهاية المطاف: ابن العشيرة والملّة.

 

هذه العباءة سُرعان ما تدثّر بها وليد جنبلاط، ومنحته تعويماً سياسياً، وصارت حصنه الذي يردّ عنه سهام الخصوم. وهو أمر مستمرّ حتى الآن، وآخر الأمثلة على ذلك، ما حصل عندما حاول وئام وهاب «الدق» بأسوار الزعامة الجنبلاطية في زمن التوريث، فقام المشايخ بمهمّة التصدّي لوهاب، ومنحوا الشرعية إلى تيمور جنبلاط. لكنّ العبارة التي حفظها جنبلاط الحفيد من الأب والجدّ كانت :«سنحافظ على الجبل مهما اشتدّت الضغوطات والتحديات».

 

هكذا يُمكن فهم العلاقة الحديديّة بين السلطتين الدرزيتين، الدينية والسياسية، إلّا أنّ علاقة «أبو تيمور» تكاد تكون مختلفة. ربّما ساعده في ذلك خفوت «الإرسلانية»، وقبلها التنوخيّون، عندما حصل نوع من تقاسم النفوذ. يُضاف إليها محاولات التخوين التي سيقت ضدّ طلال أرسلان بين أصحاب «اللفات البيضاء» بعد 7 أيّار، ومن ثمّ تحالفه مع النّظام السوري.

 

قيادة الشارع… والخلوات

تراجع الدّور الذي أدّته خلدة وتعاظم دور المختارة، في الحرب والسلم في زمن السوريين وبعد خروجهم، ما ساعد جنبلاط على الإطباق على مشيخة العقل، حتّى تحوّل أسلوبه إلى نموذج، أغرى مرجعيات إسلامية أخرى، من بينها الرئيسان نبيه بري ورفيق الحريري، في مساعيهما لبسط سلطتهما على دار الفتوى والمجلس الشيعي. ما جعل المرجعية المسيحية الوحيدة، خارج الأسر السياسي.

لكنّ جنبلاط، الذي لم يعرف عنه، رغبة في بناء علاقة خاصة مع المشايخ، ولا التزاماً بالطقوس، ولا حتى بالأعراف، كان يجد نفسه مضطرّاً إلى الاستثمار في «مؤسسة العرفان التوحيديّة» ومدّها بالتبرعات والتمويل خلال سنوات طويلة، حتى نجح في تحويل «دار الطائفة» والمشايخ والخلوات إلى «الجيش أسود»، على غرار الأكليروس المسيحي.

غالباً ما قيل، عن جنبلاط أنّ «ذنبه مغفور» لدى المشايخ، من دون الخوْض في تفاصيل خروج «الرّجل العلماني» عن مسلّمات «أهل التوحيد» الاجتماعيّة والدينيّة.

تجاهل هؤلاء ما يسمّيه البعض «تجاوزات»، لما وجدوا في جنبلاط الزعيم الأقوى الذي قاد «المعروفيين» من انتصارٍ إلى آخر، وكرّس وجودهم في مرحلة ما بعد الطائف. هذه القوّة مبنيّة على طريقة حضوره السياسي العام، في لبنان وخارجه، وعلى طريقته في تحصيل ما يعبتره حقوق الطائفة داخل مؤسسات الدولة. ولم يكن المشايخ يُريدون أكثر من ذلك، فصاروا يميلون مع «البيك» كيفما مال، ومَن لا يفعل ينجح «أبو تيمور» في تذويبه في بحرٍ من المؤيّدين أو استبعاده.

 

وبالأدوات نفسها، استمال الرّجل الشارع الدرزي، واخترق جزءاً من الشارع السنّي في إقليم الخروب، وفرض حضوراً عند شيعة الشوف وعالية، كما حافظ على حضور معتبر عند المسيحيين من أبناء هذه المنطقة. متّكئاً على «ميكافيليّة سياسية» تمنحه القدرة على الانتقال من ضفّة إلى أُخرى، من دون استصعاب فكرة انتقال شارعه معه. والمفارقة أنه لم يفقد يوماً «جنبلاطياً واحداً»، لكوْنه في عيونهم، دائماً على حق!

 

القبضة تتبدّد

اليوم، ثمّة مزاج مختلف. والزعامة الجنبلاطية ليست بصحة تامة. كما أنّ القبضة الحديديّة التي يفرضها جنبلاط، عرضة للتفكّك بين جمهوره، والسبب الأهم: أحداث سوريا.

 

وها قد نبتت مرجعيّات دينيّة على «العشب الإسرائيلي» وصارت تُنافس «المختارة» في علاقاتها الدوّلية.. إذ ليس سهلاً على «البيك» أن يُشاهد الشيخ موفق طريف ينتقل من عاصمة عربية إلى أُخرى غربيّة، كما ليس سهلاً عليه أيضاً أن يرى أنّ «الحساب الدرزي» الذي كان يدرّ الأموال الخارجيّة، فجأة صار باسم طريف بدلاً من اسمه. فعلياً، خرجت الأمور عن سيطرة «الجنبلاطيين» في السويداء، التي كانت تمتلك فيها على مدار السنوات علاقات متشعّبة.

ومع ذلك، لا يتصرّف جنبلاط دوماً وفقاً للحسابات الشخصيّة، بل يتطلّع إليها بعيون أوسع تمتدّ من الماضي إلى المستقبل. لذا، فإنّ الأزمة الفعليّة مع طريف، ومع الشيخ حكمت الهاجري، هي في رفضه المطلق جرّ الطائفة الدّرزية إلى محورٍ مناهض للعروبة، وإلى رسم أحلامٍ انفصاليّة لا تتلاءم مع تاريخ النضال في وجه الانتداب والاحتلال. وهو الذي لطالما حذّر من «الحرب التي لا تنتهي مع المسلمين»، قاصداً السنّة، قبل أن يراها بأم عينيه بالاعتداءات على السويداء.

ومع ذلك، فإنّ «التمرّد: بات على شكل كرة ثلح صغيرة، لكنها تكبر بسرعة. وبات اللبنانيون يرون مشاهداً لم يألفوها مع زعامة المختارة، مثل أن يشهر مشايخ معارضتهم لمواقفه، لكن ما يثير «نقزة» جنبلاط وأنصاره، هو مشهد المئات يتظاهرون في السويداء مندّدين بـ«جنبلاط خائن»، وقبلها وقف شيخ ينتمي إلى آل محمود المعروفين بـ«جنبلاطيتهم» في وجه جنبلاط معاتباً إياه على علاقته بأحمد الشرع.

فيما تعقد خلوات و يجاهر مشايخها بأنّ جنبلاط يقف على الجبهة الخطأ، والنتيجة المختلفة هي أنّ الشارع لم يمِلْ هذه المرّة كما تميل «المختارة».. بينما يهاجم كثيرون، شيخ العقل سامي أبي المنى تأييده بدلبا من مهاجمة جنبلاط.

 

والعارفون في الأوساط الدرزية يشيرون إلى أنّ ما يحصل في الغرف المغلقة أكثر تعقيداً من الظّاهر، ويشي بأنّ الشارع كما خلوات المشايخ، وأروقة الحزب الاشتراكي، لم يعد مسيطراً عليها بالكامل من قبل جنبلاط. وتضجّ الغرف المغلقة بانتقادات تصدر على لسان مسؤولين في الحزب، لكن أكثر ما يقلق جنبلاط، هو مجاهرة مشايخ متشدّدين بأنّ مرجعيّتهم باتت في الجليل وليس في المختارة!

 

اتّهامات و«دفاتر مفتوحة»

وإذا كان تياراً شبابياً، خرج من رحم الحالة الجنبلاطية، وانضوى في صفوف المنتفضين في تشرين العام 2019، وانعكس ذلك في الانتخابات النيابية، في الشوف وعالية وحاصبيا، فإنّ مشهد اليوم يختلف. لأنّ من يعترض على مواقف جنبلاط، لا تحرّكه المسألة الداخلية، أو التعدّدية السياسية، بل ما يخصّ «السؤال الوجودي».

كما يروّجون. ويقول هؤلاء إنّ جنبلاط لم يعُد صاحب «الذنب المغفور»، وتجرّأ قليلون على طلب إخراجه من الملّة، بذريعة تقويضه أركان الدين وطقوسه.

بينما يذهب البعض إلى حدّ اتّهامه باقترابه من «جبهة النصرة» سابقاً ومشاركته في غرفة «الموك» في الأردن، كما مطالبته في لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالضغط على إسرائيل لتخفيف دعمها للدروز حتّى تتمكّن حكومة أحمد الشرع من إحكام قبضتها على السويداء. وبمعزل عن دقة هذه الاتهامات، إلا أنّ مَن يريد رفع الصوت اعتراضاً على جنبلاط، بات يستخدمها في التحريض اليومي. وهو أمر يتزامن مع رضى هذه الطبقة على طلال أرسلان.

 

ويقول المشايخ إنّ خلدة لم تذهب، كما المختارة، إلى تأييد مطلق للشرع وإعطائه الغطاء الدرزي، بل سبق لـ«المير» أن وصف حكومة الشرع بحكومة الإرهاب، وهو ما يجعلهم يطلقون حملة لتبرئته من الانخراط في «المؤامرة على الدروز». ومع ذلك، يأخذ البعض عليه، إمساكه بيد «البيك» لإخراجه من المأزق.

يُجلد جنبلاط على موقفه الرافض لاقتراب الدروز من الإسرائيليين، بينما يعتبر العديد من الدّروز أنّه كان جزءاً من رميهم في حضن «الوحش الصهيوني» حينما زار الرئيس السوري أحمد الشرع مرتين، وعندما لم يُعلن النفير العام تحت مسمّى «يا غيرة الدين» إثر الدّخول المسلّح إلى السويداء.

وأنه مسؤول عن دماء الدروز، عندما لم يحرّك ساكناً عندما قرّرت السعوديّة منح الشرعيّة للشرع في سفك الدّماء في جبل العرب. وأكثر من ذلك، يُردّد هؤلاء أنّ جنبلاط طلب الدّخول عنوةً إلى السويداء، مراهناً على فصائل درزية داعمة لهذا الخيار. وأنّ جنبلاط كثير التأثير على «حركة رجال الكرامة» بقيادة الشيخ وحيد بلعوس.

 

«الكماشة» الجنبلاطيّة

لكنّ الصورة ليست كلّها على هذا النحو، ففي المقابل، ترى شخصيات درزيّة نافذة، أنّه رغم خطورة الوضع وانزياح البعض عن البوصلة الجنبلاطيّة وصولاً إلى تأييد طريف، إلّا أنّ الوضع لن يبقى على حاله ولن يُقرّش لا في السياسة ولا في الانتخابات النيابيّة، بل ستبقى الجنبلاطيّة هي الحاكمة بأمرها بعد زوال موجة الغضب و«فشة الخلق». ولكن أكثر المآزق خطورة، بالنسبة إليهم، هو هواجس الريبة التي تجتاح جنبلاط بأنّ هذا التحوّل بالخطاب الدرزي، يحصل في عزّ معركته تثبيت زعامة نجله ووريثه تيمور.

 

ويعتبر هؤلاء أنّ جنبلاط سينجح، كعادته، في التقاط «الكماشة» من الجديد للم شارعه، خصوصاً أنّ لجنبلاط روايته المنطقية في حماية الوجود الدرزي في «البحر السنّي»، كما في إبعاده عن السياسات الصهيونية الانعزاليّة، لتتبدّى بعد مدّة أنّ «أنتينات» الرّجل وعمليات استشرافه السياسية الدائمة، كانت على حق كالعادة.

وهو ما يفعله اليوم، حينما تنادى مع أرسلان وجالا على عددٍ من الخلوات. وأعلنا دعم خيار فصل المسارات، لجهة منع انعكاس حدث السويداء على لبنان.

كما الحؤول دون توريط «متهوّرين» في لبنان بالحملة الدموية، وهو السبب الرئيسي لقرار جنبلاط تسليم الجيش كمّية لا بأس بها من السلاح الثقيل والمتوسّط والفردي إلى الجيش اللبناني. وسط خشية حقيقية لدى جنبلاط من قيام توتر كبير على مستوى العلاقات الدرزية – السنيّة… وهو أخطر الامتحانات أمام الزعامة الدرزية بشقّيها الداعم أو الرافض لما يحصل في سوريا!

*********************************************

افتتاحية صحيفة البناء:

ترامب يقيل رئيس استخباراته العسكرية بسبب رفضه الترويج لتدمير قدرات إيران |

نتنياهو يضغط لتسريع احتلال غزة بجيشه المتهالك والمقاومة منفتحة على التفاوض |

مشروع برّاك لعرض الجنوب في السوق العقاري يتفاعل بانتظار موقف الحكومة

 نتنياهو لن يقوى بجيشه المتهالك على احتلال غزة... والمقاومة بالانتظار
 


 

قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة رئيس الاستخبارات العسكرية جيفري كروز، بعدما رفض كروز التراجع عن تقاريره التي تشكك في نتائج الحرب الأميركية الإسرائيلية على القدرات النووية لإيران، وكان كروز قد وضع تقريراً أولياً قال فيه إن تدمير القدرات النووية لإيران مستحيل لأن الجزء الظاهر من المشروع النووي الإيراني والقابل للاستهداف هو الجزء الذي لا تمانع واشنطن ببقائه والذي يتكون من مفاعلات لتوليد الطاقة الكهربائية، بينما الجزء الذي يقلق أميركا و”إسرائيل” فهو منشآت تخصيب اليورانيوم التي كانت تتخذ من المفاعلات مقراً لها، وأدّت العملية العسكرية إلى نقلها واعتماد مراكز متعددة وموزعة على منشآت صغيرة غير قابلة للتتبع والمراقبة، وفي ظل تعليق المفاوضات الأميركية الإيرانية من جهة وتعليق إيران لتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صارت إيران أشد خطراً على الصعيد النووي، وهو خطر لا يعالج عسكرياً بل سياسياً بمنح إيران حوافز للعودة إلى التفاوض وإعادة مراقبي ومفتشي الوكالة الدوليّة، حتى لو تضمّنت هذه الحوافز الموافقة المشروطة على تخصيب اليورانيوم بنسب منخفضة وكميات محدودة بنسب أعلى للأغراض الطبية والبحثية، ووفقاً لمبررات الإقالة تبدو إدارة ترامب قلقة من تنامي التشكيك بنجاح الضربات الأميركية للبرنامج النووي الإيراني ما يستدعي إما الحديث عن حرب تبدو فوق طاقة واشنطن، أو عن تنازلات تظهر واشنطن في حال ضعف.
في المنطقة يضغط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على جيشه الذي عجز عن تجميع ما يكفي من جنود الاحتياط لبدء هجوم كبير على مدينة غزة، وبعدما تم تخفيض طلبات الاستدعاء من 200 ألف إلى 100 ألف ثم الاكتفاء بـ 60 ألفاً لم يصل عدد الذين استجابوا إلى 20 ألفاً بعدما كانوا قبل يومين 16 ألفاً فقط، في ظل حالة تمرّد شعبيّ تنضم إليه شرائح واسعة من الرأي العام في كيان الاحتلال تحت شعار وقف الحرب، فيما يحاول نتنياهو الإيحاء بجدية مشاركة وفده التفاوضي في السعي لإيجاد حل ينهي الحرب ويعيد الأسرى، للتغطية على العجز العسكري وتقديمه كخيار نابع من قرار إنجاح المفاوضات، بينما المقاومة تؤكد جديتها في المواجهة العسكرية من جهة وانفتاحها التفاوضي من جهة موازية.
في لبنان تفاعلت المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام أميركية عن خطة توماس برّاك لحل عقدة مسار اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان الاحتلال مع تمسك كيان الاحتلال بالبقاء في أجزاء من الأراضي اللبنانية والحفاظ على شريط 3-5 كلم خالٍ من السكان، وتقوم خطة برّاك كسمسار عقارات على عرض الأراضي اللبنانية في سوق العقارات كأساس لمشروع إقامة منطقة تجارية واستثمارية خالية من السكان وشرعنة تهجير أهالي القرى والبلدات الحدودية وتحويلها إلى منطقة أمنية إسرائيلية تحت اسم منطقة اقتصادية لبنانية، وينتظر اللبنانيون معرفة موقف حكومتهم من مشروع برّاك وما يمثله من إذلال وإهانة للبنان دولة وشعباً.

وعلى مسافة عشرة أيام من الموعد المفترض لانعقاد جلسة مجلس الوزراء وتسلّم خطة الجيش المتضمّنة رؤيته والآلية لحصر السلاح، تكثفت الاتصالات واللقاءات والمشاورات على الخطوط الرئاسية، وعلى خط بعبدا – عين التينة وحارة حريك، في محاولة لرأب الصدع والتنسيق للتوصل الى مخرج للأزمة السياسية والحكومية والوطنية قبل الجلسة الحكومية المقبلة مطلع أيلول.
وفي سياق ذلك، استقبل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مستشار ‏رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال في مكتب الكتلة في الضاحية ‏الجنوبية، وجرى التطرق للأوضاع السياسية الراهنة ولمجريات ‏الأمور ومواقف الأطراف المعنية إزاءها.‏
ووفق معلومات «البناء» فإنّ النائب رعد أبلغ رحال تمسك حزب الله بموقفه الرافض لقرارات الحكومة الأخيرة وضرورة تصحيح الخطأ قبل أيّ نقاش أو حوار على المرحلة المقبلة، وشدّد رعد على أنّ حزب الله والثنائي الوطني مستعدون للحوار على مبدأ حصرية السلاح وفق جدول الأولويات الذي رسمه خطاب القسم والبيان الوزاري، لكن لا تسليم للسلاح وفق ما يطرح من هنا وهناك، ولا نقاش بمصير السلاح قبل تحقيق الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات والاغتيالات واستعادة الأسرى وعودة النازحين الجنوبيين وضمانات بإعادة الإعمار.
في المقابل شرح العميد رحال موقف رئيس الجمهورية لما حصل في مجلس الوزراء والظروف التي أملت على رئيس الجمهورية الموافقة على قرارات الحكومة والضغوط الدولية والتهديدات التي تعرّض لها لبنان، كما نقل رحال عن رئيس الجمهورية حرصه على الحوار والتوافق والسلم الأهلي ورفض استهداف أو حصار أيّ مكون لبناني، وتم الاتفاق على لقاءات أخرى واستمرار النقاش لتأمين ظروف مؤاتية ومناسبة لجلسة مجلس الوزراء المقبلة.
وفيما تضاربت المعلومات حول الردّ الإسرائيلي على الورقة الأميركية، لكن مصادر مطلعة لفتت لـ»البناء» الى أنّ الجواب الإسرائيلي سلبيّ حتى الآن حيث طلبت «إسرائيل» عدة شروط مقابل الموافقة على الانسحاب من النقاط الخمس، وأهمها إنشاء منطقة عازلة محاذية للشريط الحدودي خالية من السكان. ولفتت المصادر الى أنّ الردّ السلبي الإسرائيلي يحمل احتمالين: الأول أنّ «إسرائيل» تناور بالاتفاق مع الأميركيين وهي لا تريد الانسحاب ولا وقف الحرب لأسباب تتعلق بمشروع الشرق الأوسط الجديد أو الدولة اليهودية و»إسرائيل» الكبرى الذي تحدّث عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث إن لبنان من ضمن هذا المشروع وبالتالي زيارات توم برّاك محاولة لانتزاع تنازلات من حزب الله ولبنان الى حدّ الاستسلام، أو مناورة لتقطيع الوقت حتى استعداد الجيش الإسرائيلي لحرب واسعة جديدة واجتياح برّي لكي يفرض شروطه على لبنان وضمّ جزء من لبنان الى «إسرائيل الكبرى»، والاحتمال الثاني هو أنّ «إسرائيل» ترفع سقف شروطها ومطالبها الى الحد الأقصى لكي تحصل على أكبر قدر ممكن من المكاسب في أي تسوية للوضع الحدودي مع لبنان.
وتوقعت المصادر أن يحمل برّاك ومورغان أورتاغوس معهما خلال زيارتهما الى لبنان الإثنين المقبل، نصف موافقة إسرائيلية على الورقة الأميركية مع شروط تعجيزية لا يمكن أن يقبل بها لبنان.
وفي سياق ذلك، أفادت قناة «الجديد»، بأنّ «الردّ الإسرائيلي على ورقة الموفد الأميركي توم برّاك إسقاط للورقة، إذ أنّ الردّ جاء بالموافقة على بعض بنودها ورفض بعضها الآخر بشكل يسقط الورقة في خلاصة المفاوضات». وأضافت: «ما وافق عليه الجانب الإسرائيلي «مبدئياً» هو وقف تدريجي للغارات والاغتيالات إضافة إلى الانسحاب التدريجي من بعض النقاط المحتلة والانتهاء من ملف الأسرى، لكن الإسرائيلي طلب أن يكون الشريط الحدودي من القرى المدمرة غير آهل بالسكان على أن تكون المنطقة اقتصادية بمعنى إنشاء معامل ومصانع تابعة للدولة اللبنانية، وتكون فاصلة بين القرى اللبنانية المأهولة والجانب الإسرائيلي، بمعنى آخر أن تكون المنطقة العازلة صناعية وخالية من السكان». وأشارت معلومات القناة إلى أنّ «التوغلات الإسرائيلية على الحدود وفي المناطق المحتلة تصبّ في إطار تكريس هذه المنطقة العازلة». إلا أن مصادر سياسية مطلعة وفق القناة نفت ما يتردد عن تلقي لبنان رداً اسرائيلياً يتضمّن السيطرة على بعض القرى الحدوديّة.
وأشارت وسائل إعلامية لبنانية محسوبة على الفريق الأميركي في لبنان إلى أنّ «الموفد الأميركي توم برّاك والمبعوثة السّابقة مورغان أورتاغوس سيتناولان العشاء مساء الاثنين المقبل، مع عدد من الوزراء والنّواب في وسط بيروت، على أن يعقدا اجتماعاتهما الرّسميّة يوم الثّلاثاء المقبل». وأشارت إلى أنّ «المسؤولين الإسرائيليّين طلبوا من برّاك وأورتاغوس مهلةً حتى السّبت المقبل، للردّ على مطلبهما ببدء تنفيذ الورقة الأميركيّة، وطلب المهلة جعل منسوب التفاؤل يرتفع نوعًا ما»، لافتةً إلى أنّ «برّاك سيُحاول انتزاع نقطتَين من «إسرائيل»: الأولى وقف الأعمال العدائيّة والاغتيالات لمدّة 15 يوماً، والثّانية انسحابها من نقطة من النّقاط الـ5، لتسير الخطّة من بعدها خطوةً بخطوة».
أمنياً، استهدفت مسيّرة إسرائيلية محيط منزل في حي أبو لبن في عيتا الشعب استشهد جراءها المواطن محمد قاسم وهو من أوّل العائدين إلى البلدة، حيث شيّد منزلاً وافتتح محلاً. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن الغارة أدّت إلى سقوط شهيد. كما ألقت مُسيّرة قنبلة قرب حفارة بين عيناثا وكونين.
وليل أمس تعرّضت بلدة دير كيفا في جنوب لبنان إلى غارة إسرائيلية.
سياسياً، زار رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على رأس وفد من تكتل «الجمهورية القوية» السراي الحكومي، دعماً لرئيس الحكومة على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة، وفقاً لبيان القوات.
وعلمت «البناء» أن القوات، وجعجع شخصياً، تمارس ضغوطاً كبيرة على رئيسي الجمهورية والحكومة لاتخاذ قرار نهائي في مجلس الوزراء بتنفيذ خطة الجيش بحصرية السلاح حتى لو بالقوة، علماً أنّ وزراء القوات هدّدوا بالاستقالة من الحكومة إذا لم تقرّ قرارات حصر السلاح في جلستي الثلاثاء والخميس، كما تحثّ القوات الموفدين الذين يزورون لبنان على بقاء وتيرة الدعم والضغط الخارجي على حزب الله والحكومة والذهاب بعيداً في المواجهة مع حزب الله وحلفائه بكافة الوسائل لتنفيذ قرار الدولة بنزع سلاح حزب الله.
في المواقف، أكّد الشيخ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب، أنَّ «اللبنانيين يعرفون حقّ المعرفة أنه لن يدافع عنهم إلا سلاحهم، ولذلك فهم متمسكون بهذا السلاح حماية لبلدنا وسيادتنا التي تخلّت عنها السلطة وتخلّى عنها بعضٌ من اللبنانيين الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، فالأكثرية الصامتة من اللبنانيين مؤيّدة لهذا السلاح الذي تعرف أنّ مصيرها مرهون به؛ أمام التهديدات التي تأتينا من كل الجهات جنوبًا وشرقاً».
وأضاف: «المطلوب الخروج من الخطاب الإلغائي الذي يتقنه بعضهم، وتعزيز خطاب «العيش الواحد» لا «العيش المشترك» بين اللبنانيين، لأنهم ينتمون إلى أمة واحدة عربية وإسلامية، والتزام الجميع مشروع الدولة الواحدة؛ دولة المواطنة والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص التي ينادي بها «الطائف» الذي يتعرّض نتيجة ممارسات بعضهم لتدمير ممنهج».
بدوره، شنّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة هجوماً على الدولة والحكومة فاعتبر أنّه من «المخزي أنّ الدولة اللبنانية وحكومتها الحالية تتعامل مع البلد وسيادته ومع العدوان الإسرائيلي وما يصيب أهل الجنوب والبقاع والضاحية وكأنهم غير موجودين أو غير لبنانيين، فكيف يمكن وصف هذه الدولة؟ فهل هي دولة تحمي؟ وهل هي دولة عادلة؟ وهل هي دولة قادرة؟ وهل هي دولة مواطنة؟ للأسف، لا يمكن وصف الدولة بهذه الوضعية إلا أنها دولة متواطئة أو كأنّها منتقمة، وتتعامل مع مكوّن كبير من شعبها بعداوة مقصودة وشديدة، وليس من جهة واحدة فقط، سواء على صعيد المؤسسات القضائية أو العسكرية والأمنية والوظائف المدنية، وهذا ما يجب أن ننتبه له، لأنّ هناك مَن يريد الانتقام من طائفة بأكملها، مع أن الطائفة الشيعيّة قدّمت للبنان ما لم يقدّمه أحد وما زالت، وتاريخها كلّه شراكة وطنية وعيش مشترك وتفانٍ وسخاء وعطاء وتضحيات لا نهاية لها من أجل هذا البلد العزيز، إلا أن البعض لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة، بل لا يريد أن يسمع، ولا يريد أن يرى ما يصيب أهل الجنوب والبقاع والضاحية من عدوان وقتل ودمار وأنقاض ومكر وحصار وسياسات انتقام غير مسبوقة، ولا يهمّه إلا تطبيق اللوائح الخارجيّة وتمرير مشاريع الانتقام السياسيّ فوق ركام عظيم من تضحيات وطنية سيادية، والأخطر أن البعض يمارس «بوجه هذه الطائفة» كل أنواع التهويل والتهديد واستجلاب الأمم، ومع ذلك لا يجوز أن نرفع الصوت ولا يحقّ لنا أن نحذّر من السياسات الانتقاميّة التي تعمل على ذبحنا والخلاص منا، وأي سكوت عما يجري يضعنا في قلب الكارثة».
من جهته، أشار العلامة السيّد علي فضل الله، في خطبتي صلاة الجمعة، إلى «الاعتداءات الإسرائيليّة الّتي تستهدف أيّ مظهر للحياة في القرى المتاخمة للشّريط الحدودي لمنع الأهالي من العودة إليها أو إعمارها، فيما لا تتوقّف الاغتيالات الّتي تطاول اللّبنانيين والغارات الّتي نشهدها وشهدناها أخيراً في بعض المناطق الجنوبيّة والّتي استُخدمت فيها ولأوّل مرّة منذ اتّفاق وقف إطلاق النّار ما يدعو مجدّداً الدّولة اللّبنانيّة إلى القيام بالدّور المطلوب منها في حماية مواطنيها وإشعارهم بأنّها حريصة على أمنهم وأنّها تبذل جهدها في مواجهة هذه الاعتداءات ولا تدير ظهرها لهم إن لم يكن على الصّعيد العسكريّ، فعلى الصّعيد الدّبلوماسيّ لمواجهة هذه الاعتداءات».
وقال: «لا يمكن أن يفقد لبنان موقعاً من مواقع قوّته، فيما لا يزال سيف هذا الكيان مسلّطاً عليه وفيما لم تتوقّف اعتداءات العدو ومن ضرورة أن تثبت الدّولة موقفها بحيث لا يتمّ التّعامل مع هذا البلد أنّه مهزوم وضعيف بحيث يُملى عليه وليس له الحقّ أن يملي وحتّى أن يناقش. فلبنان رغم كلّ الّذي تعرّض له لا يزال يملك من عناصر القوّة إن هو استفاد منها ما يؤهّله للوصول إلى ما يضمن سيادته على أرضه وقراره الحرّ عليها».
وأضاف: «لعلّ من المؤسف والمثير للتّساؤل أن نسمع أصواتاً من قيادات دينيّة وأخرى سياسيّة ممّن لا يزال يصوّب نيرانه في هذا الوقت وفي قلب المعركة على الدّاخل اللّبنانيّ باستهداف فئة من اللّبنانيّين ومكوّن من مكوّناته قدّمت أغلى التّضحيات في مواجهة هذا العدوّ ولا تزال تقدّم وجراحها شاهدة عليها، فيما كنّا نريد أن تتّجه مواقف الإدانة نحو العدوّ الّذي كان هو السّبب في كلّ ما يعاني منه هذا البلد بكلّ طوائفه ومذاهبه ومَن كان ولا يزال يرى لبنان نقيضاً له، وكلّ الاعتداءات والّتي لم تتوقّف منذ عقود عليه شاهدة على ذلك».
وأطلق الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، سلسلة مواقف بما خصّ حزب الله والوضع اللبناني فأشار إلى أنّ «حزب الله نشأ عندما دخلت «إسرائيل» إلى بيروت وسيطرت عليها. وأيّ شعب في أيّ بلد يقبل بأن يكون تحت احتلال أجنبيّ؟ لم يقبلوا، لذا قام عدد من الشباب وقالوا: علينا أن ندافع عن أنفسنا».
وأوضح لاريجاني، في مقابلة مع موقع المرشد الأعلى في إيران أنّ «المقاومة تولد نتيجة لسلوك العدو، وكلما زادت الضغوط، تعمّقت جذور المقاومة. نعم، هم وجهوا ضربات، صحيح، لكن السؤال هو: هل حزب الله أعاد بناء نفسه؟ نعم، استطاع. لديهم من الشباب المجاهدين ما يكفي لبدء إعادة بناء ذاتهم».
وردًا على سؤال حول اللقاء مع الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وتقييم لاريجاني لوضع الحزب، أجاب: «رأيتُ أنّ حزب الله وقيادته مصمّمون جداً على طريقهم. والآن أيضاً، كلُّ القيادات في حزب الله وشبابهم يتمتعون بعزم راسخ».
على صعيد آخر، نفت قيادة الجيش، في بيان، المزاعم التي أوردها «أحد الحسابات المعادية على مواقع التواصل الاجتماعي حول قيام ضابط من الجيش بالتغطية على المتورطين في قتل عنصر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في كانون الأول 2022». وأكّدت أنّ «ضباط المؤسسة العسكرية يؤدون واجبهم الوطني وينفذون مهماتهم بكل نزاهة واحتراف في مختلف المناطق اللبنانية. كما أن الضابط المذكور أدى دورًا مهمًّا في التنسيق مع اليونيفيل وكشف ملابسات الحادثة، ويأتي ذلك ضمن إطار التنسيق الوثيق والمتواصل بين الجيش واليونيفيل».
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل وعرض معه الأوضاع الأمنية في ضوء التطورات الأخيرة، إضافة إلى أوضاع المؤسسة العسكرية. كما عرض مع المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس عمل المديرية لا سيّما ما يتعلق بمكافحة الفساد.

***********************************************

افتتاحية صحيفة النهار: معطيات سلبية عن الرد الإسرائيلي وبراك وأورتاغوس عائدان… كسر القطيعة بين بعبدا والثنائي وجعجع في زيارة دعم للسرايا

استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل وعرض معه الأوضاع الامنية في ضوء التطورات الأخيرة، إضافة إلى اوضاع المؤسسة العسكرية.

يختتم الأسبوع السياسي الحالي على ترقب حذر للغاية لاستحقاق تصويت مجلس الأمن الدولي على التمديد للقوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل الذي كان محددا يوم الاثنين المقبل علما ان غموضا مثيرا للقلق لا يزال يسود أجواء ومناخات المشاورات الاستباقية التي أجريت هذا الأسبوع تمهيدا لحسم وجهة التمديد وفترته وما إذا كان سيشهد تبديلا في طبيعة مهمات هذه القوات .وما زاد الغموض غموضا ان معلومات برزت امس عن ارجاء جلسة مجلس الأمن من الاثنين المقبل إلى يوم الأربعاء 27 آب او الجمعة 29 منه بما أوحى ان التجاذبات الدولية بين أعضاء مجلس الأمن حول التمديد لم تذلل بعد للتوصل إلى تسوية . ويبدو ان ثمة ترابطا بين التعثر المستمر في التوصل إلى تسوية حول التمديد لليونيفيل والتحرك الذي يقوم به الموفدان الاميركيان توم براك ومورغان اورتاغوس بين لبنان وإسرائيل عقب زيارتهما الأخيرة لبيروت اذ كان ينتظر ان يعود براك إلى لبنان برد إسرائيل على الورقة التي توافق عليها براك مع الجانب اللبناني.

وافادت في هذا السياق معلومات ان براك واورتاغوس سيعودان إلى بيروت الاثنين المقبل حيث سيلتقيان مساء عددا من الوزراء والنواب إلى عشاء في وسط بيروت ثم يعقدان الثلاثاء لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ، وأشارت هذه المعلومات إلى براك سيحاول انتزاع موافقة إسرائيل على وقف الأعمال العدائية والاغتيالات لفترة أسبوعين والانسحاب من نقطة لبنانية محتلة من بين النقاط الخمس المحتلة لتسير الخطة بعدها خطوة بخطوة.

وتضاربت المعلومات في هذا الشأن اذ ان تقارير إعلامية أفادت بأن الرد الإسرائيلي على ورقة الموفد الأميركي توم براك تسقط الورقة لان  الرد جاء بالموافقة على بعض بنودها ورفض بعضها الآخر بشكل يسقط الورقة في خلاصة المفاوضات . وأضافت ان ما وافق عليه الجانب الاسرائيلي مبدئيًا هو وقف تدريجي للغارات والاغتيالات اضافة الى الانسحاب التدريجي من بعض النقاط المحتلة والانتهاء من ملف الاسرى، لكن الإسرائيلي طلب ان يكون الشريط الحدودي من القرى المدمرة غير آهل بالسكان على ان تكون المنطقة اقتصادية بمعنى إنشاء معامل ومصانع تابعة للدولة اللبنانية، وتكون فاصلة بين القرى اللبنانية المأهولة والجانب الاسرائيلي، بمعنى اخر ان تكون المنطقة العازلة صناعية وخالية من السكان . وأشارت الى  أنّ التوغلات الاسرائيلية على الحدود وفي المناطق المحتلة تصب في اطار تكريس هذه المنطقة العازلة.

ولكن مصادر سياسية مطلعة نفت ما يتردد عن تلقي لبنان ردا اسرائيليا يتضمن السيطرة على بعض القرى الحدودية.

وكان موقع أكسيوس قد كشف أنّ الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تقليص ضرباتها على لبنان بعد قرار نزع سلاح حزب الله، كما أنها تخطط لإنشاء منطقة اقتصادية في أجزاء من جنوب لبنان قرب الحدود الإسرائيلية.

وفي غضون ذلك سجلت في الساعات الأخيرة عودة الاتصالات بين رئاسة الجمهورية والثنائي الشيعي بعد القطيعة التي حصلت بينهما منذ جلسة مجلس الوزراء في الخامس من آب الحالي . في هذا السياق جاء لقاء رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ومستشار  رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال في مكتب الكتلة في الضاحية ‏الجنوبية، وأفاد مكتب رعد في بيان انه جرى التطرق للأوضاع السياسية الراهنة ولمجريات ‏الأمور ومواقف الأطراف المعنية إزاءها. وجاء اللقاء بعد ساعات قليلة من لقاء مماثل بين مستشار الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة . وعلى رغم شح التسريبات عن اللقائين بدأ واضحا ان محاولات كسر الجليد بين بعبدا والثنائي لم تؤد إلى كثير من تبديلات إيجابية بدليل الحملات التي تتواصل من الجانب الشيعي على الحكومة ورئيسها ولو انها لا تتركز بالمثل على رئيس الجمهورية.

وامس استقبل رئيس الجمهورية العماد جوزف عون  قائد الجيش العماد رودولف هيكل وعرض معه الأوضاع الامنية في ضوء التطورات الأخيرة، إضافة إلى اوضاع المؤسسة العسكرية.

وازاء الحملة التخوينية التي يتعرض لها رئيس الحكومة نواف سلام، بادر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى زيارته امس في السرايا على رأس وفد من تكتل “الجمهورية القوية”  إظهارا لدعمه القوي والتضامن  معه ، وضم الوفد النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني، فادي كرم، بيار بو عاصي، ملحم الرياشي، انطوان حبشي، جورج عقيص، رازي الحاج، ايلي خوري، نزيه متى وسعيد اسمر. وافيد ان الزيارة جاءت دعماً لرئيس الحكومة على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة. وتم البحث في القرارات الحكومية المتعلّقة ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيد مؤسساتها الشرعية، كما تناول البحث ملف تسليم السلاح الفلسطيني ووضعه في عهدة الجيش اللبناني. وتطرّق النقاش إلى مشروع قانون الفجوة المالية باعتباره ركيزة أساسية في مسار الإصلاح المالي وحماية حقوق المودعين.

بعد اللقاء قال جعجع:”زيارتنا اليوم هي لتحية دولة الرئيس، الحكومة في ٥ و 7 آب اتخذت قرارات جريئة حيث لم تجرؤ اي من الحكومات السابقة على اتخاذها ، والقرارات التي اخذتها حكومة الرئيس سلام  أعادت وضع لبنان على الطريق الصحيح. قبل ذلك، كنا منذ أربعين سنة نعيش في شبه دولة، دولة لا تملك قرارها، وبالتالي كانت مقزّمة جدًا. ومع اتخاذ هذه القرارات بدأ كل مواطن لبناني يشعر بوجود دولة حقيقية فعلية. وعلى أثر هذه القرارات بدأت حملة ظالمة وجائرة على دولة الرئيس شخصيًا. وانطلاقًا من الدور الذي لعبه، مع العلم أن كثيرين ساهموا في الوصول إلى هذه القرارات، إلا أن دولة الرئيس كان له دور خاص ومميّز، فبدأت الحملة الظالمة بحقه انطلاقا من الدور الذي لعبه للوصول إلى هذه القرارات، ومن الدور الذي لا يزال مستمرًا فيه لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ.أربد ان اقول ان من يريد أن يلعب اللعبة السياسية، عليه أن يلعبها بقوانينها ويحافظ على قواعدها، وليس عندما تناسبه اللعبة يلعب بقواعد اللعبة والساعة التي لا تناسبه يخرج خارج قواعد اللعبة. اليوم، إذا رأي رئيس الحكومة لا يعجبك، يمكن ان تبدي رأيًا آخر  وهو امر طبيعي. إذا اعتبرت أنّ رئيس الحكومة أو الحكومة اتخذت قرارًا خاطئًا، هذا حقك، وأقصى ما يمكنك فعله هو طرح الحكومة على الثقة في المجلس النيابي أو طرح رأيك بالطريقة الصحيحة. ويمكن ان اطرح رايك مثل العالم، لكن التهجم على رئيس الحكومة بالأمور الشخصية، والاتهامات، وصراحة هناك الكثير من اللبنانيين وخاصة من أبطال 14 اذار في السابق عرفوها من دون  أي حق، و أي واقع، او حقيقة، هذا أمر لا يجوز. نحن اليوم  هنا لنقول إن الدولة الفعلية بدأت تتشكل، ومع ذلك فإن البعض إلى هذه اللحظة، يحاولون عرقلة قيام الدولة الفعلية، من خلال الهجوم تارة على رئيس الجمهورية وتارة اخرى على ورئيس الحكومة . فهذا أمر غير مقبول، وبنهاية المطاف، من سيحاول عرقلة هذه المسيرة سيكون الخاسر، لأن هذه المسيرة مستمرة. وأذكّر الجميع أن التاريخ لم يرجع يومًا إلى الوراء، وهذه المرة أيضًا لن يرجع”.

إلى ذلك وعشية ذكرى انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميّل رئيساً للجمهورية رفعت صورة جديدة للرئيس الشهيد، في ساحة ساسين – الاشرفية في حضور عدد من الفعاليات وأعضاء المكتب السياسي الكتائبي والمحازبين وأبناء المنطقة.

النائب نديم الجميّل قال في كلمة ألقاها بالمناسبة: “أننا اليوم نحتفل بانتصار الدولة ومشروع الدولة بوجه كل من كان يحاول اغتيال الدولة وأهمهم نظام الأسد الذي رحل وهو حاول اغتيال بشير لأنه كان يحاول اغتيال مشروع البشير، اليوم رحل هذا النظام والمشروع باقٍ ودولة بشير الجميّل تُبنى من جديد.

وتابع الجميّل: “23 آب 1982 -23 آب 2025 سنربط هذين التاريخين وسنكرّر الوعد الذي قطعناه لبشير بأننا سنبقى وسنستمر على خطاه  لبناء الدولة والمؤسسات والجيش القوي الذي سيفرض سيطرته على كل الأراضي وسينزل بهيبته وقوته الذاتية ويُزيل كل الحواجز التي ستقف بوجهه”.

وشدد على أننا نريد قضاء حازمًا ودولة قوية متوجهًا لكل من يحاول أن يهوّل أو يهدّد بالقول: “صحيح أننا اخترنا الدولة والمؤسسات ولكننا قديسو هذا الشرق بخيار الدولة ونحن شياطينه إن لزم الأمر”، وأردف: “هذا خيارنا لذلك رفعنا الصورة بذكرى انتخاب بشير ومستمرون لبناء دولة قوية. نحن مستمرون في العمل لبناء دولة قوية ولبنان الـ 10452  كلم مربع وبشير حي فينا.

ودعا الجميّل كل اللبنانيين إلى المشاركة في ذكرى استشهاد البشير في 14 أيلول.

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء:

التباعد الداخلي على حاله بانتظار أجوبة إسرائيل مع براك الإثنين

عون يبحث مع هيكل خطَّة حصر السلاح.. وجعجع عند سلام: من يعرقل قيام الدولة هو الخاسر

 

 

48 ساعة فقط، تفصل البلاد عن عودة السفيرين الاميركيين توم براك المكلف لتاريخه الملف اللبناني ومورغن اورتاغوس نائبته، والمرشحة بقوة للعودة الى تسلم الملف، وسط متغيرات غير مسبوقة سواءٌ لجهة الوضعين الاقليمي والمحلي، والعلاقات السياسية بين الأطراف في ظل تجاذبات، تتكدس كل يوم لجهة التباعد بين فريق الحكم والحكومة وحزب الله على خلفية قرارات مجلس الوزراء في جلستي 5 آب و7 آب، اللتين كلفتا الجيش اللبناني باعداد خطة عملانية لبرمجة استلام سلاح حزب الله، بعد اعلان الموافقة اللبنانية الرسمية على «ورقة براك» المتعلقة بالاهداف، والمفترض ان تحظى بموافقة سوريا واسرائيل كي تصبح سارية التطبيق، وفقا لما تم التطرق اليه.
وما يزال الغموض يسيطر على اجواء المعلومات لجهة الموقف الاسرائيلي مما سمي بـ «خطة ترامب» التي تتضمن حكما المنطقة الاقتصادية باسمه، لجهة الخطوة مقابل خطوة، اي انسحاب من نقطة مقابل خطوة عملية من الحكومة لوقف الاعتداءات اليومية واطلاق الاسرى والعودة الى اعادة الاعمار.
وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» انه مع اقتراب موعد مناقشة خطة الجيش لتسليم السلاح داخل الحكومة كلما نشطت الاتصالات لتهدئة النفوس وعدم تصوير الامر وكأنه ضد فئة او بهدف كسر فئة قائلة ان هذا ما يندرج  في اطاره حراك مستشار رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال في اتجاه النائب محمد رعد.
واعتبرت هذه المصادر ان هذا الحراك سيستكمل في سياق توفير مناخ سليم في البلاد، واشارت الى ان المسألة هنا تتصل بتطبيق قرار الحكومة حول حصرية السلاح بيد الدولة من دون قيام إشكالات، مؤكدة ان الرئيس عون لا يرغب في اي تصادم انما في تطبيق التعهدات الرئاسية.
الى ذلك رأت المصادر انه مع زيارة الموفدين الأميركيين براك واورتاغوس الى بيروت تتضح الصورة بشأن موقف اسرائيل من الورقة الأميركية ومدى وجود جدية للقيام بخطوة تطبقها عبر الانسحاب من النقاط الخمس وذلك  كما فعل لبنان في الخطوة الاولى.
بالمقابل، بقي السؤال الذي يحيِّر الاوساط المتابعة الى اين يمكن ان يمضي التباين الحاد بين الحكومة والثنائي الشيعي، خاصة حزب الله.
واعتبرت مصادر مقربة ان بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» لم يكن مجرد رد سياسي على قرار الحكومة اللبنانية القاضي بوضع مهلة زمنية لسحب سلاح حزب الله، بل اعلان مواجهة مفتوحة مع الحكومة والعهد.
وعلى هذا الأساس، أكدت المصادر، انه حتى الساعة، لا مؤشرات على إمكان التوصل إلى أي تسوية أو صيغة وسطية للحل… إذ ان حزب الله ببيانه، أقفل الباب أمام مبادرات «النص نص» كما يقال التي كانت تطرح في الكواليس «دون كشف المصادر عن مضمونها»، وفتحه على مرحلة مواجهة مفتوحة بين المقاومة والحكومة، قد تطاول شرعية العهد ككل.. وهو ما يؤكد بحسب المصادر أن الملف بات مفتوحا على احتمالات أكثر تعقيداً.
واعتبرت المصادر، انه رغم محاولات رئيس الجمهورية التقرّب من حزب الله عبر إيفاد مستشاره العميد اندريه رحال للقاء رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، إلّا انه لا بوادر حتى الآن لأي تسوية أو مخرج توافقي بين بعبدا وحارة حريك.

 

جعجع في السراي الكبير

على خط آخر، وفي خطوة دعم للحكومة ورئيسها، على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة، والكلام لرئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الذي زار السراي الكبير على رأس وفد نيابي من «تكتل الجمهورية القوية» اعلن جعجع انه آن الأوان لأن تأخذ الامور في لبنان مجراها الطبيعي والحكومة تعمل من اجل هذه الغاية، فهل يجوز ان ينقض البعض على رئيس الحكومة لهذا السبب، مشيرا الى ان القرارات الجريئة التي اتخذتها حكومة الرئيس سلام اعادت وضع لبنان على الطريق الصحيح.
وقال: زيارتنا اليوم هي لتحية الرئيس سلام، الحكومة في ٥ و 7 آب اتخذت قرارات جريئة حيث لم تجرؤ أيٌّ من الحكومات السابقة على اتخاذها ، والقرارات التي اخذتها حكومة الرئيس سلام أعادت وضع لبنان على الطريق الصحيح. قبل ذلك، كنا منذ أربعين سنة نعيش في شبه دولة، دولة لا تملك قرارها، وبالتالي كانت مقزّمة جدًا. ومع اتخاذ هذه القرارات بدأ كل مواطن لبناني يشعر بوجود دولة حقيقية فعلية. وعلى أثر هذه القرارات بدأت حملة ظالمة وجائرة على دولة الرئيس شخصيًا.
اضاف: وانطلاقًا من الدور الذي لعبه، مع العلم أن كثيرين ساهموا في الوصول إلى هذه القرارات، إلا أن الرئيس كان له دور خاص ومميّز، فبدأت الحملة الظالمة بحقه انطلاقا من الدور الذي لعبه للوصول إلى هذه القرارات، ومن الدور الذي لا يزال مستمرًا فيه لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ.
وتابع جعجع: ان من يريد أن يلعب اللعبة السياسية، عليه أن يلعبها بقوانينها ويحافظ على قواعدها، وليس عندما تناسبه اللعبة يلعب بقواعد اللعبة، والساعة التي لا تناسبه يخرج خارج قواعد اللعبة. اليوم، إذا رأي رئيس الحكومة لا يعجبك، يمكن ان تبدي رأيًا آخر  وهو امر طبيعي. إذا اعتبرت أنّ رئيس الحكومة أو الحكومة اتخذت قرارًا خاطئًا، هذا حقك، وأقصى ما يمكنك فعله هو طرح الحكومة على الثقة في المجلس النيابي أو طرح رأيك بالطريقة الصحيحة. لكن التهجم على رئيس الحكومة بالأمور الشخصية، والاتهامات هذا أمر لا يجوز.
ورأى « إن الدولة الفعلية بدأت تتشكل، ومع ذلك فإن البعض إلى هذه اللحظة، يحاولون عرقلة قيام الدولة الفعلية، من خلال الهجوم تارة على رئيس الجمهورية وتارة اخرى على ورئيس الحكومة، وهذا أمر غير مقبول»، وقال: بنهاية المطاف، من سيحاول عرقلة هذه المسيرة سيكون الخاسر، لأن هذه المسيرة مستمرة.
وردا على سؤال عن طلب حزب الله الحكومة بالتراجع عن قرارها في شأن تسليم السلاح، وهل هذا الأمر وارد؟ قال جعجع: على الأكيد لا، هذا القرار ينتظره اللبنانيون بأكثريتهم الساحقة منذ أكثر من أربعين سنة وبالتالي كيف يمكن للحكومة ان تتراجع عن قرارها، واذا كان البعض يرى بأن هذا القرار ليس في محله، لِمَ لا يطرحونه في المكان الذي يجب ان يطرح اي في المجلس النيابي.؟ولِمَ لا يطرحوا الثقة بالحكومة؟
ورحب بتسليم سليم السلاح الفلسطيني الى الجيش اللبناني وقال: هذا أمر جيد جدا، لقد تساءل البعض لِمَ القرار جزئي، القرار ليس جزئيا أبدا، بل هو ينفذ بشكل جزئي ومرحلي، هناك خطأ  وقعنا به منذ 55 سنة، والآن اتخذ القرار.بدأت الأمور بهذا الشكل وسيتم الأمر تباعا لغاية الا يبقى اي سلاح فلسطيني الا في عهدة الجيش اللبناني حتى اقامة دولة فلسطينية باذن الله، عندها يعطى هذا السلاح الى الدولة الفلسطينية.
وختم جعجع مبدياً «تفاؤلاً بمستقبل لبنان مع اني اعتقد بأنه يمكن ان يكون  هناك بعض المطبات امامنا ولكن هذا امر طبيعي في مسار المجتمعات والدول».
كما التقى  الرئيس سلام عضوي اللقاء الديمقراطي النائبين اكرم شهيب وراجي السعد وتم خلال اللقاء بحث الأوضاع السياسية وبعض المطالب الانمائية. وقال شهيب بعد اللقاء: هي زيارة دعم للرئيس سلام وللحكومة في  القرارات التي اتخذت في مجلس الوزراء التي تتعلق بموضوع حصر السلاح في يد الدولة اللبنانية وحدها، وبأن يكون قرار السلاح بيد الدولة حتى يصبح لدينا دولة في المستقبل، فالتجربة كانت مرة لنا  من اعتداءات إسرائيلية مستمرة لا تزال حتى اليوم.

 

هيكل في بعبدا

وفي بعبدا، عرض الرئيس جوزف عون مع قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل الاوضاع الامنية في ضوء التطورات الاخيرة، اضافة الى اوضاع المؤسسة الامنية.
وفي الحراك السياسي، اكدت العلاقات الاعلامية في حزب الله، ان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد استقبل مستشار  ‏رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال في مكتب الكتلة في الضاحية ‏الجنوبية، «وجرى التطرق للأوضاع السياسية الراهنة ولمجريات ‏الأمور ومواقف الأطراف المعنية إزاءها». وهو التواصل العلني الاول‏ بين الطرفين بعد الخلاف حول قراري الحكومة تكليف الجيش وضع خطة لجمع السلاح والموافقة على مبادىء واهداف الورقة الاميركية – اللبنانية المشتركة حول تطبيق قرار وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
وكانت «اللواء» اشارت الى هذا اللقاء في عددها امس.
والاثنين، يتحدث الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ويتطرق الى المستجدات المطروحة في ضوء الحراك الرئاسي الاخير.
وسط هذه المعطيات، اقترب الموعد المتداول لزيارة الموفدين الاميركيين براك اورتاغوس الى بيروت مطلع الاسبوع، لنقل ما يفترض انه الموقف الاسرائيلي حول قراري الحكومة تكليف الجيش وضع خطة لجمع السلاح والموافقة على مبادىء واهداف الورقة الاميركية– اللبنانية المشتركة حول تطبيق قرار وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بعد التعديلات اللبنانية على ورقة براك، وقبيل إنعقاد جلسة مجلس الوزراء وتسلّم خطة الجيش المتضمنة الاجراءات لحصر السلاح تنفيذا للقرار الحكومي، فيما كان يرتقب لبنان جلسة مجلس الامن التي ستصوت يوم الاثنين المقبل أيضا على التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب. لكن معلومات «اللواء» من مصار رسمية افادت أنّ جلسة مجلس الأمن التي كانت مقررة قد أُرجئت، إمّا ليوم الأربعاء 27 آب أو الخميس في 28منه، واذا تعذر الاتفاق هذين اليومين يتم التأجيل الى اليوم الأخير من الدورة أي الجمعة 29 آب، حتى التوصل الى اتفاق على الصيغة التي ستعتمد في ظل الخلاف بين اميركا ومعظم اعضاء مجلس الامن الباقين.
لكن النائب جميل السيد قال في منشور له عبر منصة إكس: آخر خبر ان الموفد توم برّاك تسلم الرد «الإسرائيلي» على وساطته حول الجنوب، بحيث وجد فيه وقْف الاعمال العسكرية و تسليم الاسرى وترسيم الحدود وفقاً للشروط التالية:
يلتزم لبنان بإعطاء اسرائيل الحق في البقاء داخل ١٤ قرية و افراغها من الأهالي كلياً وجزئياً، البلدات التي طالبت اسرائيل بضمّها بشكل كلي هي: العديسة، كفركلا، حولا، مركبا وعيتا الشعب.
والبلدات التي طلبت اسرائيل إقامة مواقع عسكرية دائمة في اطرافها وأحراجها هي: الخيام، رامية، يارون، عيترون، علما الشعب، الضهيرة، مروحين، مارون الراس و بليدا!!
وأضاف:نُقِل عن برّاك انه لا حل سوى تنازل الطرفين للوصول لاتفاق يحمي من اي اعتداء مستقبلي وأن اسرائيل لن تتراجع عن الشروط التي وصلت اليها …وإذا صحّ هذا الخبر، وريثما يصبح رسمياً، فربّما ستراه دولتنا إنجازاً على غرار إحتفالها أمس بإستلام السلاح في مخيّم برج البراجنة.
وتبين ان معلومات السيد منشورة في موقع «ايست نيوز» الاخباري وليست معلومات خاصة. حيث افاد الموقع ايضاً أن «مساعد رئيس الحكومة الاسرائيلية وزير الأمن القومي رون ديرمر سلّم برّاك اورتاغوس الرد النهائي على الطلبات اللبنانية الجديدة التي حملها في زيارته الرابعة الى بيروت مطلع الأسبوع الجاري. ووافقت اسرائيل على بعض الطلبات اللبنانية وتحديدا ما يتعلق منها بـ«وقف جميع الاعمال العدائية وتسليم الاسرى وتثبيت الحدود. لكنها في المقابل نسفت هذه الموافقة بإصرارها على إعطاء لبنان الحق لها في البقاء داخل ١٤ قرية وافراغها من الأهالي كلياً و جزئياً بطريقة تحولها الى منطقة عازلة يصار لاحقا الى النظر بوضعيتها».لكن الموقع اشار الى ان هذه المعلومات المتناقضة تخضع للتدقيق في الدوائر المعنية التي تخوض المفاوضات مع براك وفريقه، بانتظار تسلم الجواب النهائي رسمياً.
كما ان مصادر رسمية متابعة لم تؤكد لـ «اللواء» هذه المعلومات بإنتظار وصول براك واورتاغوس. فيما افادت معلومات اخرى ان لبنان لم يتلقَّ مثل هذا الرد لا سيما ما تردد عن بقاء اسرائيل في قرى جنوبية.

 

لاريجاني: نحن بحاجة لدعم حزب الله

وفي سياق، معاكس، قال الامين العام لمجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني: المقاومة في المنطقة رأس مال استراتيجي، ونحن بحاجة الى دعم حزب الله لحاجته إلينا.. واشار الى اننا سنواصل مساعدة حزب الله كما في السباق، وهو رأس مال للبنان.
وفي حين استمر الترحيب بالخطوة الاولى لجمع سلاح المخيمات انطلاقا من مخيم برج البراجنة على تواضعها، تحدثت معلومات عن عدم تسليم أي سلاح، امس الجمعة من مخيم البص الفلسطيني قرب صور كما كان مقرراً، مشيرة إلى أن موعد التسليم سيُعلن في وقت لاحق.
لكن رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني السفير رامز دمشقية قال لـ «اللواء»: ان القطار وضع على السكة وعملية جمع سلاح المخيمات سائرة وفق المقرر، وسيتم استكمال عملية جمع السلاح الاسبوع المقبل من مخيمي برج البراجنة والبص والبرج الشمالي قرب صور، على ان يتم تباعاً الانتقال الى مخيمات مار الياس في بيروت، والبداي في الشمال والجليل في بعلبك. مع ان البعض حاول التقليل من اهية ما جرى قبل يومين في مخيم البرج لكنها كانت خطوة اولى في المسار.
وعن باقي المخيمات التي تضم فصائل خارج اطار منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وتعترض على تسليم السلاح، قال السفير دمشقية: الرئيس محمود عباس اعطى تعليماته لكل فصائل منظمة التحرير للإنتهاء من تسليم السلاح قبل سفره الى اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول المقبل وهذا الامر سينفذ، وبالنسبة لباقي الفصائل نحن لا نتدخل بالوضع الفلسطيني الداخلي وعلى الفصائل حل مشكلاتها وخلافاتها داخليا، لكننا نطلب منها جميعا الالتزام بقرار لبنان وتسليم السلاح كما التزم غيرها.
واوضح دمشقية ان باقي المخيمات، في جنوب الليطاني كالرشيدية، وفي شماله كمخيمي عين الحلوة والمية ومية سيتم البحث في تسليم السلاح فيها لاحقا.
لكن المفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان رأى في خطبة الجمعة امس ان تسليم دفعة من السلاح الفلسطيني قبل يومين: أما مسرحية أكياس الخيش التي تمّت في مخيّم برج البراجنة فهي فضيحة مدوية، داعيا لإعداد استراتيجية دفاعية لحماية لبنان، وهذا أمر تمنعه واشنطن وبعض العواصم الإقليمية، بخلفية مشروع يريد شطب قوة لبنان، تمهيداً للعبة المذابح الطائفية في البلد.

 

وفد تقني سعودي في المطار

الى ذلك، تحدثت المعلومات عن ان وفدا سعوديا تقنيا جال داخل مطار رفيق الحريري الدولي، في اطار الاستعدادات الجارية لعودة الطيران السعودي الى بيروت.

 

شهيد في عيتا الشعب

في الاعتداءات الاسرائيلية جنوباً، استهدفت مسيّرة معادية محيط منزل في حي أبو لبن في عيتا الشعب سقط جراءها المواطن محمد قاسم شهيداً  وهو من أوّل العائدين إلى البلدة حيث شيّد منزلاً وافتتح محلاً.
وليلاً، شنت مسيَّرة غارة على بلدة ديركيفا.

*********************************************


افتتاحية صحيفة الديار:

مضمون ورقة الجيش يطمئن الثنائي ويرسم مسار المرحلة المقبلة

خطاب مفصلي لبري في 31 آب... جعجع: للالتزام بقرارات الحكومة
رفض اميركي للافراج عن ارهابيين يطالب بهم الشرع

 

حرارة الاتصالات ارتفعت معدلاتها الى درجات قياسية داخليا وخارجيا، والكرة الان في الملعب الاسرائيلي بانتظار عودة الوفد الاميركي الى بيروت، وفي حين كشفت معلومات على ان الزيارة ستحصل الاثنين، وسيلبي الوفد الاميركي الدعوة إلى عشاء سياسي ودبلوماسي حاشد في بيروت واطلاق مواقف سياسية داعمة للورقة الاميركية، على ان تبدأ اللقاءات الرسمية الثلاثاء، لكن معلومات اخرى كشفت، الى ان عودة الوفد الاميركي الى بيروت مرتبطة بالرد الاسرائيلي، فإذا كان ايجابيا فان الوفد الاميركي سيحضر الاثنين واذا كان سلبيا فان الزيارة ستؤجل على ان تستكمل اورتاغوس اتصالاتها مع الجانب الاسرائيلي ويتفرغ براك الى الملف السوري وميشال عيسى الى لبنان.

وفي ظل هذه الاجواء، فان المواقف قبل اعلان الجيش عن ورقته، رست على الشكل الاتي:

1 - حزب الله ملتزم سقف الخطاب الأخير للامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وابلغ ذلك الى المعنيين داخليا وعربيا وخارجيا، وفي المعلومات، ان واشنطن تتعامل بشكل جدي مع الخطاب وما ورد فيه على لسان الشيخ قاسم «بان حزب الله سيخوض حربا كربلائية للدفاع عن سلاحه»، وهذا ما دفع الوفد الاميركي الى العودة الى اعتماد سياسة «الجزرة» «خطوة مقابل خطوة»، والكرة الان في الملعب الاسرائيلي.

2 - لاريجاني ابلغ المسؤولين بوضوح، اذا كان قرار حصرية السلاح شان داخلي، فان طهران تثق في حزب الله وقراراته في الوصول الى تفاهم داخلي، اما إذا مورست التهديدات الخارجية والاستعانة بهذه الدولة او تلك لتطبيق قرارات الحكومة الاخيرة بالفرض،فان ايران ستتدخل لحماية المقاومة مهما كانت النتائج، هذا الموقف ابلغ الى واشنطن والرياض وباريس وتعاملت معه اميركا بجدية.

3 - المؤشرات المتداولة بين الرؤساء والاحزاب بالإضافة الى التسريبات تشير الى ان الجيش اللبناني وضع في ورقته التي سيقدمها في 2 ايلول وقد يؤجلها اسبوعين، شروطا لتنفيذ قرارات الحكومة اهمها: وقف الاعتداءات الاسرائيلية والاغتيالات، الانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس، تسليح الجيش اللبناني بما يمكنه من التصدي للخطر الارهابي على الحدود الشرقية وإلاسرائيلي على الحدود الجنوبية، هذه التسريبات تلقفها الثنائي باطمئنان، وتبقى العبرة في الخواتيم. واشارت المعلومات، الى ان احد مسؤولي حزب الله ذكر قيادة الجيش بالخطاب الأخير للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل استشهاده وقولة «اذا بقي عندنا» كسرة خبز «واحدة سنتقاسمها مع الجيش اللبناني» وبالتالي هناك رهان جدي عند الحزب على حكمة الجيش ودوره وحياديته، وفي المعلومات المؤكدة، ان قيادة الجيش ابلغت حزب الله رفضها الاصطدام معه تحت اي عنوان ورد الحزب بالتأكيد على ثوابته ودعمه للجيش.

4 - هناك «عتب» من حزب الله على الرئيس عون لكن ذلك لم يسقط حبل الود بينهما، واستقبل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مستشار رئيس الجمهورية العميد اندريه رحال بشكل علني ورسمي للمرة الاولى بعد 24ساعة على زيارته بري، وبات موقف حزب الله معروفا لجهة الالتزام الاسرائيلي اولا بوقف النار، والاعتداءات والاغتيالات واطلاق الاسرى والبدء بالاعمار، والنقاش في موضوع الاستراتيجية الدفاعية قبل البحث بحصرية السلاح بالإضافة إلى اجبار اسرائيل على الالتزام بوقف اطلاق النار الذي وافق عليه ترامب ونتنياهو ويتضمن بندا يعطي لبنان الحق بالدفاع عن اراضيه في وجه اي اعتداء.

5 - هناك ثقة مطلقة من حزب الله بدور الرئيس بري، وفشلت كل المحاولات لزرع الخلاف بينهما ، وسيكون للرئيس بري كلمة حاسمة وشاملة في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه في 31 اب، ويردد بري في مجالسه « الله يعين الرئيس عون « لكنه يلمح الى ان قرارات 5و7 اب قلصت الود بين الرؤساء الثلاثة.

6 - بعث رئيس الحكومة برسائل اطمئنان الى حزب الله بأنه لن يسمح بالفتنة الداخلية وحريص على العلاقة معه، لكن المشكلة تكمن بالثقة المفقودة بين الطرفين، ورفعت امس في بعض القرى البقاعية يافطات وصفت سلام «بالعميل والخائن» وتحرك القضاء لتوقيف من رفعها، كما شن نواب الحزب هجوما عنيفا على سلام على خلفية اطلاق الحكومة اللبنانية الاسير الاسرائيلي وتسليمه الى جيش الاحتلال في راس الناقورة عبر القوات الدولية ودون اي مقابل رغم وجود 19 أسيرا لبنانيا لدى العدو، والسؤال، هل اطلاق الاسير الاسرائيلي مقدمة لصفقة لاطلاق عدد من الاسرى اللبنانيين، علما، ان هذا الشخص من عرب الـ 48 ويدعى صالح ابو حسين ودخل لبنان عن طريق الناقورة في 24 تموز 2024، وقصد احد مواقع الجيش طالبا المياه وصرح بأنه لايريد العودة لاسرائيل والحياة لم تعد ممكنة في كيان العدو.

 

زيارة جعجع لسلام
زار رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على رأس وفد نيابي من كتلة القوات رئيس الحكومة نواف سلام في السرايا الحكومي واعلن دعمه لقرارات الحكومة ورئيسها مستنكرا الحملة عليه، داعيا الجميع الى الالتزام بقرار الحكومة المتعلق بحصرية السلاح وهو غير جزئي لكنه ينفذ بشكل جزئي، واضاف، ان الأوان ان تاخذ الامور مجراها الطبيعي في موضوع السلاح، والحكومة تعمل من اجل هذه الغاية فهل يجوز أن ينقض البعض على رئيس الحكومة لهذا السبب، ودعا المعترضين الى طرح الثقة بالحكومة في ظل هذه الاجواء، فان الجميع في الانتظار، والمسار الجديد لملف حصرية السلاح يرسم على ضوء الرد الاسرائيلي وهناك تناقضات في التسريبات.

 

وفد امني سوري في بيروت
 

تبذل المملكة العربية السعودية جهودا بارزة لتبريد الملفات الساخنة بين لبنان وسوريا من ترسيم الحدود الى المعتقلين الى النازحين وصولا الى اعلان موقف رسمي سوري من ملكية بعض الاراضي في مزارع شبعا، وبعد الاجتماع السعودي السوري اللبناني في الرياض الأسبوع الماضي، زار بيروت منذ يومين مسؤول ملف المساجين السوريين والتقى امنيين لبنانيين ومسؤولين في وزارتي الداخلية والعدل، ووضع جدول اعمال للاجتماع الموسع بين امنيي البلدين الاسبوع المقبل.

وكشفت معلومات عن رفض واشنطن وبعض الدول الاوروبية الافراج عن قادة ارهابيين سوريين ولبنانيين إسلاميين تطالب سوريا بالافراج عنهم، وبالتالي سيقتصر الافراج عن السجناء المحكومين اولا والذين ارتكبوا افعالا جرمية ومخالفات ثانيا، وعلم انه سيتم تشكيل لجان بين البلدين تجتمع دوريا لمعالجة القضايا الطارئة وملفات الحدود والتهريب، فيما الاميركيون سيتولون مباشرة مع اللجنة الامنية موضوع معامل الكبتاغون وتصنيعها.

 

تسليم السلاح الفلسطيني
ما جرى في موضوع تسليم السلاح الفلسطيني حتى الان لا يعدو كونه مسرحية اعلامية نالت بركة الموفد الاميركي براك وباشراف نجل الرئيس الفلسطيني ياسر عباس «وسلقت سلقا» وتفاجات القوى الامنية اللبنانية، وتم تسليم « 2 دوشكا مفككة و10 صواريخ قديمة، 20 قذيفة اربي جي، ورصاص كلاشنكوف، تم نقلهم بـ«بيك اب» متوسط الحجم من المخيم، هذه الاسلحة كانت بحوزة مسؤول حركة فتح في برج البراجنة الذي اعتقلته مخابرات الجيش قبل 24 ساعة من دخول قوة الجيش الى البرج.

وعلم، ان المرحلة الثانية ستبدا من مخيم البص في صور، وتشمل الخطة كل المخيمات الفلسطينية في بيروت وطرابلس والبقاع وتنتهي في مخيم عين الحلوة، علما ان فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية لم تطلع على الخطة مسبقا في حين تعتبر حماس والجهاد الاسلامي انهما غير معنيتين بها، كما ان قيادات عسكرية في حركة فتح تعارض ما حصل، وعلم من مصادر فلسطينية، ان زيارة نجل عباس تتركز اولا على المؤسسات والأراضي التابعة لمنظمة التحرير في لبنان وكذلك لحركة فتح، واين أصبحت؟ ومن وضع اليد عليها وتحديدا الابنية والشقق والمؤسسات التربوية،، وكانت حركة فتح سجلت معظم ممتلكاتها باسماء شخصيات لبنانية وسلمت بعضها الى محامين للاشراف عليها وبيعها بعدما غادرت بيروت عام 1982، وتقدر قيمة الممتلكات بمليارات الدولارات، ويصر نجل عباس على اعادة فتح هذا الملف الشائك.

**********************************************


افتتاحية صحيفة الشرق:

رئيس الجمهورية يعمل لرأب الصدع الداخلي.. وجعجع في السراي داعماً

قبل عشرة ايام على الموعد المفترض لانعقاد جلسة مجلس الوزراء وتسلّم خطة الجيش المتضمنة رؤيته والالية لحصر السلاح تنفيذا للقرار الحكومي وعشية جلسة مجلس الامن التي ستصوت يوم الاثنين المقبل على التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، بقيت التحركات والمواقف السياسية تدور في هذا الفلك، ولا سيما مع بدء تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات وموجات الترحيب العارمة، باستثناء قلة قليلة تنتقد وتسعى لتشويه الصورة والانجاز لئلا يمسّ بسلاحها وصولا الى نعت الدولة بالمتواطئة وعملية الجيش في برج البراجنة بالفضيحة المدوية، على حد تعبير المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الذي استكمل اليوم تصويب سهامه في كل اتجاه رافعاً نبرة التهديد والوعيد دفاعاً عن سلاح حزب الله، على رغم المساعي الحثيثة المبذولة من الرؤساء والمسؤولين لطمأنة هذا الفريق، حتى ممن يصنفونهم بالخونة والمتعاملين. 

 

رعد- رحال

في هذا السياق تحديدا، استقبل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد مستشار  ‏رئيس الجمهورية العميد أندريه رحال في مكتب الكتلة في الضاحية ‏الجنوبية، وجرى التطرق للأوضاع السياسية الراهنة ولمجريات ‏الأمور ومواقف الأطراف المعنية إزاءها.‏

 

زيارة دعم

وازاء الحملة التخوينية التي يتعرض لها رئيس الحكومة نواف سلام ، زار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع على رأس وفد من تكتل “الجمهورية القوية” السراي الحكومي، وضم الوفد النواب: ستريدا جعجع، غسان حاصباني، فادي كرم، بيار بو عاصي، ملحم الرياشي، انطوان حبشي، جورج عقيص، رازي الحاج، ايلي خوري، نزيه متى وسعيد اسمر. واتت الزيارة دعماً لرئيس الحكومة على مواقفه الوطنية والسيادية الصلبة والحازمة. وتم البحث في القرارات الحكومية المتعلّقة ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وحصر السلاح بيد مؤسساتها الشرعية، كما تناول البحث ملف تسليم السلاح الفلسطيني ووضعه في عهدة الجيش اللبناني. وتطرّق النقاش إلى مشروع قانون الفجوة المالية باعتباره ركيزة أساسية في مسار الإصلاح المالي وحماية حقوق المودعين. بعد اللقاء قال جعجع: “زيارتنا اليوم هي لتحية دولة الرئيس، الحكومة في 5 و 7 آب اتخذت قرارات جريئة حيث لم تجرؤ اي من الحكومات السابقة على اتخاذها ، والقرارات التي اخذتها حكومة الرئيس سلام أعادت وضع لبنان على الطريق الصحيح. قبل ذلك، كنا منذ أربعين سنة نعيش في شبه دولة، دولة لا تملك قرارها، وبالتالي كانت مقزّمة جدًا. ومع اتخاذ هذه القرارات بدأ كل مواطن لبناني يشعر بوجود دولة حقيقية فعلية. وعلى أثر هذه القرارات بدأت حملة ظالمة وجائرة على دولة الرئيس شخصيًا. وانطلاقًا من الدور الذي لعبه، مع العلم أن كثيرين ساهموا في الوصول إلى هذه القرارات، إلا أن دولة الرئيس كان له دور خاص ومميّز، فبدأت الحملة الظالمة بحقه انطلاقا من الدور الذي لعبه للوصول إلى هذه القرارات، ومن الدور الذي لا يزال مستمرًا فيه لوضع هذه القرارات موضع التنفيذ. أربد ان اقول ان من يريد أن يلعب اللعبة السياسية، عليه أن يلعبها بقوانينها ويحافظ على قواعدها، وليس عندما تناسبه اللعبة يلعب بقواعد اللعبة والساعة التي لا تناسبه يخرج خارج قواعد اللعبة. اليوم، إذا رأي رئيس الحكومة لا يعجبك، يمكن ان تبدي رأيًا آخر وهو امر طبيعي. إذا اعتبرت أنّ رئيس الحكومة أو الحكومة اتخذت قرارًا خاطئًا، هذا حقك، وأقصى ما يمكنك فعله هو طرح الحكومة على الثقة في المجلس النيابي أو طرح رأيك بالطريقة الصحيحة. ويمكن ان اطرح رايك مثل العالم، لكن التهجم على رئيس الحكومة بالأمور الشخصية، والاتهامات، وصراحة هناك الكثير من اللبنانيين وخاصة من أبطال 14 اذار في السابق عرفوها من دون أي حق، وأي واقع، او حقيقة، هذا أمر لا يجوز. نحن اليوم هنا لنقول إن الدولة الفعلية بدأت تتشكل، ومع ذلك فإن البعض إلى هذه اللحظة، يحاولون عرقلة قيام الدولة الفعلية، من خلال الهجوم تارة على رئيس الجمهورية وتارة اخرى على ورئيس الحكومة. فهذا أمر غير مقبول، وبنهاية المطاف، من سيحاول عرقلة هذه المسيرة سيكون الخاسر، لأن هذه المسيرة مستمرة. وأذكّر الجميع أن التاريخ لم يرجع يومًا إلى الوراء، وهذه المرة أيضًا لن يرجع”.

 

تسليم السلاح

من جهته، كتب النائب مارك ضو على منصة “إكس”: “تسليم السلاح الفلسطيني بدأ، شاحنة تلو الأخرى حتى سُحب كل السلاح، أفضل من معارك نهر البارد والبداوي. حينها قيل إن المخيمات خط أحمر، لكن الجيش انتصر. استلام السلاح تم تدريجياً بهدوء، دون صخب أو معارك، مع ثقة كاملة بقدرة الجيش اللبناني على النصر الحاسم. مصلحة لبنان في تثبيت الاستقرار الأمني والهدوء، واستعادة السيادة وحصر السلاح رغم بعض الاصوات المعترضة والمهددة دون منفعة”.

 

دولة متواطئة

في المقابل، استكمل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة هجومه على الدولة والحكومة فاعتبر ان “المخزي أن الدولة اللبنانية وحكومتها الحالية تتعامل مع البلد وسيادته ومع العدوان الإسرائيلي وما يصيب أهل الجنوب والبقاع والضاحية وكأنهم غير موجودين أو غير لبنانيين، فكيف يمكن وصف هذه الدولة؟ فهل هي دولة تحمي؟ وهل هي دولة عادلة؟ وهل هي دولة قادرة؟ وهل هي دولة مواطنة؟ للأسف لا يمكن وصف الدولة بهذه الوضعية إلا أنها دولة متواطئة.

اضاف: أما مسرحية أكياس الخيش التي تمّت في مخيّم برج البراجنة فهي فضيحة مدوية، ولو كنّا في بلد طبيعي وديموقراطي لطارت الحكومة ومن فيها، على أن عين هذه المسرحية المعيبة على سلاح المقاومة رغم أنه الضامن الأكبر للبنان منذ نصف قرن، واللحظة لإعداد استراتيجية دفاعية لحماية لبنان، وهذا أمر تمنعه واشنطن وبعض العواصم الإقليمية، بخلفية مشروع يريد شطب قوة لبنان، تمهيداً للعبة المذابح الطائفية في البلد”.

***********************************************

افتتاحية صحيفة الشرق الاوسط:

لبنان يترقب موقفاً رسمياً من دمشق بخصوص الورقة الأميركية
 

لحظت ترسيم الحدود بين البلدين ومكافحة الاتجار بالمخدرات

 

 

لا ينحصر الترقب الرسمي اللبناني في الموقف الإسرائيلي من «الورقة الأميركية» لتثبيت وقف النار وحصر السلاح بيد الدولة وترسيم الحدود، والتي أقرت أهدافها الحكومة في السابع من أغسطس (آب) الماضي، إنما يتعداه بانتظار موقف سوري رسمي من هذه الورقة التي لحظت فصلين من أصل ثلاثة مرتبطين ببيروت ودمشق: الأول تضمن مبادرة لترسيم وتحديد الحدود البرية والبحرية والمناطق الاقتصادية الخالصة للدولتين، بعد تشكيل لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن لبنان وسوريا وخبراء خرائط من الأمم المتحدة، بمساعدة الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، والأمم المتحدة. والثاني لحظ تحركاً مشتركاً لمكافحة الاتجار بالمخدرات من خلال إطلاق آلية لبنانية – سورية مشتركة تُشرف على العمليات الهادفة إلى تفكيك ممرات التهريب.

 

ولحظت الورقة بشكل واضح أن عملية تنفيذ ما ورد بها تبدأ اعتباراً من الأول من أغسطس فور مصادقة الأطراف اللبنانية والإسرائيلية والسورية عليها، كل فيما يتعلق بالتزاماته المحددة. لكن اللافت أن الطرف اللبناني هو الوحيد الذي صادق عليها حتى الساعة.

 

قنوات أمنية – عسكرية حصراً

وقال مصدر حكومي لـ«الشرق الأوسط» إن «لبنان الرسمي لم يتبلغ حتى الساعة بأي موقف سوري رسمي بخصوص الورقة الأميركية»، لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية جوزيف عون أبلغ المبعوث الأميركي توم برّاك خلال لقائهما الأخير بوجوب الحصول على أجوبة من دمشق تماماً كما من إسرائيل، وقد «أخذ برّاك الموضوع على عاتقه».

 

وينحصر راهناً التواصل اللبناني – السوري على القنوات الأمنية والعسكرية. ومن المرتقب، بحسب المصدر، أن يزور وفد رسمي سوري لبنان الأسبوع المقبل للبت بالملفات العالقة بين البلدين، وأبرزها إلى جانب ما لحظته الورقة بموضوع الترسيم ومكافحة تهريب المخدرات، ملفا النازحين والموقوفين السوريين، علماً أن دمشق لم تعين حتى الساعة سفيراً جديداً لها لدى لبنان.

 

ونجحت المملكة العربية السعودية في مارس (آذار) الماضي برعاية اتفاق تم توقيعه في جدّة بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، تم فيه التأكيد على «الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجان قانونية ومتخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية»، وذلك بعد مواجهات عنيفة شهدتها الحدود الشرقية للبنان بدأت بين العشائر وانضم إليها «حزب الله»، قبل أن تتحول إلى ما بين الجيش اللبناني وقوات عسكرية سورية.

 

مسارات متوازية

ويستبعد مدير «مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية»، الدكتور سامي نادر، أن تكون البنود بالورقة الأميركية المرتبطة بالطرفين السوري واللبناني قابلة للتطبيق بغض النظر عن بند «حصرية السلاح»، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمور مرتبطة ببعضها، لكون جزء كبير من المناطق الحدودية مع سوريا، من الجهة اللبنانية، يوجد فيه عناصر لـ(حزب الله)؛ ما يوجب حل مسألة حصرية السلاح بالتوازي مع بت المشاكل الحدودية العالقة بين البلدين».

 

ويشير نادر إلى أن «هناك وسيطين بملف ترسيم الحدود يلعبان دوراً أساسياً فيه، هما المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، ولكن تفعيل العمل على الملف سيحصل مع بدء تنفيذ خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح المفترض أن يقدمها إلى مجلس الوزراء لإقرارها وبدء العمل بها».

 

علاقات باردة

وتسيطر حالة من الجمود على العلاقات الرسمية اللبنانية – السورية رغم الزيارتين اللتين قام بهما رئيسا الحكومة نجيب ميقاتي ونواف سلام إلى دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد. وكان من المفترض أن يزور وزير الخارجية السوري بيروت منذ فترة إلا أنه حتى الساعة لم تحدد سوريا موعداً لهذه الزيارة.

 

ويعتبر النائب السابق معين المرعبي أنه «يُفترض على الطرفين اللبناني والسوري القيام بجهود أكبر لتسخين العلاقة بين البلدين وإضفاء المزيد من الحرارة إليها، وخاصة أنه واضح أن لدى الجهتين الرغبة بعلاقات أخوية ومن دولة لدولة ومن دون تدخل أي طرف بشؤون الطرف الآخر»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السلطة الجديدة في سوريا لها مصلحة بترسيم الحدود البرية والبحرية مع لبنان بخلاف ما كانت عليه الأمور مع النظام السوري السابق، بحيث كان ممنوعاً مجرد الحديث بالموضوع».

 

ورداً على سؤال عما يتم التداول به عن مخاطر محدقة من الحدود السورية، ينبه المرعبي إلى أن «من يشيع أجواء غير واقعية عن نية فصائل ومجموعات سورية اقتحام الحدود اللبنانية هو (حزب الله)، وهذا الأمر لم يعد خافياً على أحد؛ لأنه يحاول إيجاد أسباب للإبقاء على سلاحه».

***********************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن:

احتضان وطني لسلام: قرار السلاح صدر لينفّذ

عقوبات أميركية على 250 متعاملًا مع “الحزب” ولاريجاني يجاهر بتمويله

 

ارتدّت سريعًا حملة التخوين التي شنها «حزب الله» وتوابعه على رئيس الحكومة على أصحابها. وانطلقت أمس حملة التفاف وطنية حول الرئاسة الثالثة والمواقف التاريخية التي صدرت عن السراي وقصر بعبدا في 5 و7 آب الجاري من أجل حصر السلاح غير الشرعي بيد الدولة. وتقدمت هذه الحملة زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس إلى السراي على رأس وفد من تكتل «الجمهورية القوية». وقالت مصادر واكبت الزيارة لـ «نداء الوطن» إنه «في الوقت الذي يخوّن الرئيس سلام، ويصوّر على أنه عميل وخائن، أعلن رئيس «القوات اللبنانية» عن أوسع دعم لشخص رئيس الحكومة أولًا، وللقرارات التي صدرت عن السلطة التنفيذية برئاسة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ثانيًا». وقالت: «إن زيارة السراي تأكيد على دعم شخص الرئيس سلام انطلاقًا من أنه وطني وقيادي واستقلالي بامتياز. ويظن من يشن حملة التخوين بأنه يفرمل اندفاعة تطبيق قرارات الدولة التي لا تراجع عنها على الإطلاق، وقد صدر قرار حصر السلاح وسينفذ».

وشملت حملة الدعم الوطنية للرئيس سلام أمس «اللقاء الديمقراطي» النيابي عبر زيارة للنائبين أكرم شهيب وراجي السعد، ووفد اتحاد العائلات البيروتية برئاسة محي الدين كشلي، وجمعية «بيروت للتنمية»، وجمعية «إمكان» وعدد من مخاتير العاصمة.

كما صدر بيان عن مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي أعلن فيه رفضه أيّ تطاول أو إساءة إلى مقام رئاسة الحكومة ممثَّلة بالرئيس سلام، واعتبر أنّ المساس بهذا الموقع الوطني الجامع هو مساسٌ بمؤسسة دستورية أساسية من مؤسسات لبنان».

 

توقيف ابن نائب سابق في «حزب الله»

في غضون ذلك، ألقى جهاز أمن الدولة القبض على المدعو إسلام علي طه وشخص آخر ساعده في فعلته. وإسلام هو نجل نائب «حزب الله» السابق الشيخ علي طه ويملك مطبعة أصدر من خلالها اليافطة التي علقت في الهرمل وتتهم الرئيس نواف سلام بأنه «عميل مع نجمة داود على جبينه».

 

لاريجاني: سنواصل مساعدة «الحزب»

في المقابل، كشفت طهران أمس مجددًا عن تدخلها السافر في لبنان ، وأعلنت بلسان أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الذي زار لبنان قبل أيام أن «المقاومة في المنطقة رأس مال استراتيجيّ ونحن بحاجة إلى دعم «حزب الله» كحاجته لنا». وأكّد مواصلة مساعدة «الحزب» كما في السابق وهو رأس مال للبنان.

 

برّاك وأورتاغوس في بيروت الإثنين

وفي سياق متصل، علمت «نداء الوطن» أن الموفدَين الأميركيين توم برّاك ومورغان أورتاغوس سيصلان إلى بيروت بعد غد الإثنين على أن يباشرا لقاءاتهما الثلثاء من قصر بعبدا حيث يرافقهما عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي. وكانت إسرائيل قد أخّرت جوابها على المسعى الأميركي إلى اليوم، على أن يكون جاهزًا في بعبدا مطلع الأسبوع المقبل

كما علمت «نداء الوطن» أن هناك اتجاهًا اميركيًا لإصدار لائحة عقوبات جديدة تدريجيًا تحت عنوان قانون «بيجر» تتضمن نحو 250 اسمًا على علاقة بـ «حزب الله»، وهؤلاء ليسوا فقط أعضاء في «الحزب»، بل هناك أشخاص من طوائف متعددة يتعاملون معه سواء ماليًا أو أمنيًا أو عسكريًا أو في مجالات أخرى. وتأتي هذه التدابير وسط تصاعد الضغط الأميركي لتقويض نشاطات «الحزب» وكل أذرع إيران في المنطقة خصوصًا أن «الحزب» اعتمد في آخر عشر سنوات على حلفاء من جميع الطوائف من أجل تأمين حرية حركته ولإبعاد الشبهات.

وتترافق الخطوة الأميركية المرتقبة مع تشدد أوروبي لافت من أجل الحد من حركة انتقال الأموال إلى «حزب الله» بعدما بنى طوال الفترة الماضية شبكات تمويل تعمل في شتى المجالات وتؤمن جزءًا مهمًا من موازنته إضافة إلى موازنة الحرس الثوري الإيراني وأجنحة طهران الأخرى.

 

اتصالات بعبدا – الضاحية : «ما انحل شي»

إلى ذلك، لا تزال الاتصالات بين بعبدا و«حزب الله» في إطار تبريد الأجواء ولم يصدر أي شيء عملي يؤشر إلى بداية تعاون «الحزب» في ملف تسليم السلاح. وسيُلقي الأمين العام لـ «الحزب» الشيخ نعيم قاسم كلمة عصر بعد غد الاثنين.

 

وقد استقبل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد مستشار رئيس الجمهورية العميد السابق أندريه رحال في مكتب الكتلة في الضاحية الجنوبية. وعلمت «نداء الوطن» أن رعد قال لرحّال إن حصر سلاح «حزب الله» بقرار تصادمي كالقرار الذي اتخذته الحكومة يعني «إنو رايحين ع تصادم، غير هيك، نحنا جاهزين وحاضرين للتعاون على أعلى مستوى وقد نفاجئكم بمدى تعاوننا».

أما رحّال الذي حمل معه إلى الاجتماع مع رعد أوراقًا لجداول عمل وتعاون، فأكد لـ «رعد» أن نية رئيس الجمهورية ليست تصادمية أبدًا بل المطلوب اليوم خطوة تنفيذية باتجاه سحب السلاح موضحًا أن قرار الحكومة شكل واحدة من هذه الخطوات». وتقول مصادر معنية باللقاء لـ «نداء الوطن» إن «الأمور تحتاج إلى وقت، وما انحل شي».

 

تأجيل جلسة «اليونيفيل»

على صعيد آخر، علمت «نداء الوطن» أن جلسة مجلس الأمن التي كانت مقررة الإثنين للتصويت على تجديد ولاية «اليونيفيل»، قد تأجلت من دون أن يتم تعيين تاريخ لجلسة أخرى. وهذا يعكس عمق الخلافات لا سيما الأميركية الفرنسية حول التجديد لـ «اليونيفيل». كما أن الجواب حول التمديد لها لم يصل إلى لبنان، حيث أن الموقف الأميركي لا يزال ضبابيًا والنقاشات لم تنته بعد.

اتهام إسرائيل ونفي الجيش

إلى ذلك، اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس» ضابطًا رفيع المستوى في الجيش اللبناني بالتعاون مع «حزب الله» في إخفاء حادثة قتل أحد جنود «اليونيفيل» شون روني من مواليد إيرلندا في شهر كانون الأول من العام 2022.

في المقابل، نفى الجيش اللبناني الإدعاء الإسرائيلي «وأكّد في بيان أن «الضابط المذكور أدى دورًا مهمًا في التنسيق مع «اليونيفيل» وكشف ملابسات الحادثة، ويأتي ذلك ضمن إطار التنسيق الوثيق والمتواصل بين الجيش واليونيفيل».

 

قتيل في عيتا الشعب

ميدانيًا، استهدفت أمس مسيّرة إسرائيلية بغارة محيط منزل في حي أبو لبن في عيتا الشعب سقط جراءها المواطن محمد قاسم وهو من أوّل العائدين إلى البلدة حيث شيّد منزلًا وافتتح محلًا.

وألقت مسيرة إسرائيلية قنبلة بالقرب من حفارة بين عيناثا وكونين في قضاء بنت جبيل. وحلق الطيران الحربي المسير على علو منخفض فوق بلدات النميرية، تفاحتا وكوثرية السياد.

 

تحرك رسمي لتعزيز العلاقات مع سوريا

من جهة ثانية، عقد الرئيس سلام اجتماعًا تنسيقيًا في السراي، في حضور نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، وزير الدفاع ميشال منسى، وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد، وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، ووزير العدل عادل نصار، المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي، للتداول في العلاقات اللبنانية – السورية من وجوهها كافة وسبل تعزيزها.

وأصدر سوريون معتقلون في سجن رومية بلبنان أمس بياناً ناشدوا فيه الرئاسة السورية للإسراع في حلّ ملف المعتقلين في لبنان على خلفية انضمامهم للثورة السورية. أضافوا: يأتي ذلك بعد تداول أنباء عن اتفاق قريب بين سوريا ولبنان يسمح بنقل المعتقلين السوريين في لبنان على خلفية مناصرتهم للثورة السورية، تمهيداً لإطلاق سراحهم واستعادة حياتهم الطبيعية».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram