بقلم سومر امان الدين
في مثل هذا النهار، لم يكن الحدث مجرد اغتيال رئيسٍ منتخب للجمهورية، بل كان تنفيذًا لحكم الشعب والتاريخ. بشير الجميل لم يكن يومًا رئيسًا للبنان، بل كان مشروعًا صهيونيًا مُعلّبًا، وواجهةً لاحتلال غريب حاول أن يزرع علمه على صخورنا ويطبع وجداننا بالذل.
لكن للأمة قوميين. وفي مقدمة هؤلاء القوميين، ابن الحزب السوري القومي الاجتماعي حبيب الشرتوني، الذي حمل إرادة الأمة ونفّذ فعلًا حكم بحجم التاريخ: وضع حدًا لزمن الخيانة، وقطع رأس المشروع الإسرائيلي من بيروت قبل أن يمد جذوره.
ما فعله الشرتوني لم يكن انتقامًا شخصيًا، بل كان قرار المقاومة والأحرار والشرفاء في هذه الأرض، الذين رفضوا أن تتحول بيروت إلى تل أبيب جديدة، ورفضوا أن يُسلَّم الوطن على مذبح “السلام” المزيّف مع اليهود. كان اغتيال بشير الجميل إعلانًا صارخًا أن هذا الشعب لا يقبل المساومة، ولا يوقّع صكّ استسلام، ولا يمد يده للمصافحة مع القتلة.
لقد أغلق الشرتوني بدم بارد وبإيمان صلب ملف إسرائيل في قصر بعبدا، وفتح باب الكرامة الذي عبرت منه المقاومة، ليبدأ بعدها زمنٌ جديد: زمن الانتصار على الاحتلال، زمن الجنوب المقاوم، زمن دماء الشهداء التي أزهرت حريةً وعزّة.
إنه يومٌ مجيدٌ في ذاكرة أمتنا. يومٌ قالت فيه القومية الاجتماعية كلمتها بالفعل لا بالشعار: “نحن لا نساوم، لا نستسلم، لا نُسلّم”. فكما علّمنا أنطون سعاده: إن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ. والشرتوني فعلها، فغيّر وجه لبنان والمنطقة، وأكد أن الخيانة نهايتها إلى زوال، وأن المقاومة قدر هذه الأمة ورسالتها.
سيبقى 14 أيلول شاهدًا على أن أبناء سعاده لم ولن يتركوا الساحة، وأن كل عميلٍ سيجد حكمه مكتوبًا في يد مقاومٍ شجاع.
هذا هو قسمنا: لا اعتراف باليهود، لا مصافحة، لا صلح، بل مقاومة حتى آخر شبر من أرضنا.
وان لزم الأمر هناك الف حبيب شرتوني جديد في بلادي جدير بتنفيذ حكم الشعب مرة ثانية>
تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegramنسخ الرابط :