افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 12 شباط 2021

افتتاحيات الصحف المحلية ليوم الجمعة 12 شباط 2021

 

Telegram

 

افتتاحية صحيفة البناء:

 

بلينكن يعلن التفاهم مع الرياض على آلية للتسوية اليمنيّة… وأنصار الله يتقدّمون نحو مأرب الحريريّ يكشف نتائج زيارته الى باريس بامتعاض جنبلاط... وترجيح الـ 20 وزيراً؟ تشييع لقمان سليم في الضاحية بحضور السفيرة الأميركيّة... وتساؤلات حول الهاتف

 

 

 تخضع سياسات الرئيس الأميركي جو بايدن لعملية فحص وتدقيق من قيادة محور المقاومة، التي سجلت أن التغييرات حتى الآن لا تزال وعودا كلامية، وأن تبييض صفحة ولي العهد السعودي في ملف حقوق الإنسان بالإفراج عن الناشطة لجين الهذلول يثير المخاوف من التراجع عن فتح ملف قتل الصحافي جمال الخاشقجي الذي سبق لبايدن أن اتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باغتياله، كما قال عضو قيادة حركة الخلاص السعودية حمزة الحسن من لندن، وأن الكلام عن وقف حرب اليمن تحول الى إعلان تفاهم مع الرياض على آلية للتسوية اليمنية بينما لا يزال القصف السعوديّ للمدن والبلدات اليمنية مستمراً، ولا يزال الحصار يقفل مطار صنعاء وميناء الحديدة، كما قال عضو المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله محمد علي الحوثي، وإن الكلام عن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران هي الأخرى لا تزال كلاماً، بينما الشروط التي يرسلها الأميركي عن العودة الإيرانية لضوابط الاتفاق أولاً، تجعل فرص التقدم محدودة، وفقاً لما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن بدء إغلاق نافذة العودة للاتفاق، وفيما يواصل أنصار الله والجيش واللجان في اليمن التقدم نحو مأرب على قاعدة أن وقف الحرب بالأفعال وليس بالأقوال، تتجه إيران جدياً نحو البحث بالذهاب الى إنتاج سلاح نوويّ ما لم تظهر إشارات جدية للتراجع الأميركيّ عن العقوبات على إيران.
في الشأن السياسي الداخلي، يحاول الجميع استكشاف ما تمّ إنجازه في العشاء الذي جمع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، مع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، حيث رأت مصادر متابعة للملف الحكومي أن صمت الحريري وانتظار وصول الموفد الفرنسي، للكشف عما تمّ في باريس يعنيان ان ثمة تعديلا في وجهة الملف الحكومي يُراد تظهيرها عبر جولة الموفد الفرنسي، وعن طبيعة التغيير تعتقد المصادر أن امتعاض النائب السابق وليد جنبلاط الذي عبر عن نظرة متهكّمة تجاه عشاء باريس، يعني ان ما تبلغه جنبلاط من الحريري والفرنسيين تسبب بانزعاجه. ورجحت المصادر ان يكون السبب لمكاشفته بنية السير بصيغة الـ 20 وزيراً، لكونها ستعني تمثيل الطرف الدرزي المقابل الذي يمثله النائب طلال إرسلان، وهو الأمر الذي كان استبعاده وراء تمسك الحريري بصيغة الـ 18 وزيراً، وفي صيغة الـ 20 لا يستطيع الحريري معارضة نيل فريق رئيس الجمهورية الوزير المسيحي المضاف، وسيكون طبيعياً أن يتمثل حليف رئيس الجمهورية النائب إرسلان، بحيث يسقط التحفظ على الثلث المعطل، لأن الحصول عليه يكون قد تمّ من دون المطالبة به، والاعتراض عليه يكون مبالغة لا مبررات تحميها. وقالت المصادر إن الحصة الصافية لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ستبقى ستة وزراء، ولا تشكل الثلث المعطل، والحديث عن وزير الطاشناق او عن النائب إرسلان وانضمامهما إلى تكوين الثلث المعطل، يشكل مبالغة لأن ما يجمع الفريقين برئيس الجمهورية يجمعهما بثنائي حركة أمل وحزب الله، وليسا أقرب للتيار الوطني الحر من حزب الله، وفي الحالة التي ينضمان فيها الى فريق الرئيس والتيار، فسيكون ذلك ضمن حلف يشمل الثنائي، وعندها تكون أزمة وطنيّة تتخطى خلاف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المفترض.


في قضية قتل الناشط لقمان سليم الذي تم تشييعه في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحضور السفيرة الأميركية، شكل هاتف سليم لغزاً تسبب احتجازه لدى شقيقة سليم بطرح العديد من التساؤلات، التي ينتظر أن يكشفها فحص الهاتف من خبراء فرع المعلومات بعدما تسلّمه التحقيق أمس، لمعرفة ما إذا كان الهاتف قد تعرّض لعملية مسح من الداتا، أو إسقاط داتا، وهو ما يعتبر تلاعباً بالأدلة.


مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت مساء أمس، سيطرت حال من الترقب على المشهد الداخلي لمعرفة نتائج جولته الخارجية ولا سيما لقاءه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه في باريس.


وأشارت مصادر المعلومات إلى أن هناك تكتماً شديداً في بيت الوسط حول نتائج لقاءات الحريري في باريس وهو الآن بصدد تحضير كلمته التي سيوجّهها الأحد المقبل في 14 شباط إلى اللبنانيين، لمناسبة ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، والتي وصفت بأنها ستكون شاملة لكل القضايا المطروحة.


وسبقت عودة الحريري إشارة مصدر في الإليزيه لـ"سكاي نيوز" إلى أن الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدّم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة. وبحسب معلومات "البناء" فإن خطاب الحريري بعد غدٍ الأحد وما سيحمله موفد الرئيس الفرنسي إلى بيروت باتريك دوريل، سيكشفان نتائج اللقاءات والمشاورات الخارجية، إضافة إلى أن ترجمة أي إيجابية تكون بزيارة الحريري إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية، وبالتالي مطلع الأسبوع سيتضح المشهد الحكومي. مع ترجيح المصادر استبعاد حصول خرق حكومي قبل زيارة ماكرون إلى السعودية بعد منتصف الشهر الحالي. وكتب رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على "تويتر" قائلا: "هل العشاء فتح الطريق للذهاب الى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟".


ولفتت مصادر سياسية لـ"البناء" إلى أن "نتائج زيارة الحريري تحتاج إلى وقت لتظهر بشكل عملي لا سيما أنها تستدعي جولة مشاورات جديدة بين الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون لتذليل العقد أمام تأليف الحكومة". وهذا ما أكده نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش بأن "زيارة الرئيس المكلف لماكرون ‏لن تحدث خرقاً في الملف الحكومي لأنها بحاجة الى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية". وأوضح ‏علوش في حديث إذاعي أن "ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة ‏السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائداً واحداً، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي ‏الى أية نتائج". وشدّد على أن "الحقيقة هي عكس ما تنفيه الدائرة الإعلامية للقصر الجمهوري حول ‏الثلث المعطل"، مشيراً الى أن "الحريري مصرّ على أن يعرض هو تشكيلة كاملة من خارج الأحزاب فيما ‏الرئيس عون مصرّ على اختيار مَن ينال موافقة النائب جبران باسيل"‎.‎


وفيما أشارت مصادر مطلعة على الملف الحكومي لـ"البناء" إلى أن "العقدة الحكومية داخلية أكثر من خارجية وتتعلق تحديداً بوزارتي الداخلية والعدل وفي حال تم الاتفاق بين الرئيسين عون والحريري على هاتين الحقيبتين وعلى عدد الوزراء وحصة كل الأطراف المشاركة فيها تعلن الحكومة خلال أيام قليلة"، مضيفة أن السعودية عامل معطل لتأليف الحكومة لكونها لا تعارض الحريري فحسب بل ترفض المعادلة السياسية والنيابية القائمة برمتها، لأنها تميل إلى حزب الله وحلفائه، لكن يمكن تجاوز هذا المعطى السعودي إذا قرر عون والحريري الاستفادة من المبادرة الفرنسية والدعم الأوروبي والتغير في الإدارة الأميركية للعمل على تدوير الزوايا والتنازل لمصلحة البلد والسير وفق المبادرة التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري "الأطراف تسمّي وزراء غير محسوبين عليها وليسوا ضدها".


وعلمت "البناء" أن عون مصرّ على تسمية 6 وزراء مسيحيين من دون وزير حزب الطاشناق فيما الحريري يتمسك بأن تكون حصة الطاشناق ضمن حصة عون أو أن ينال رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر خمسة وزراء من دون الطاشناق الذي يصرّ على أن يسمي ممثله بشكل مستقل عن رئيس الجمهورية والتيار. وفي هذا السياق استقبل رئيس الجمهورية في بعبدا، الأمين العام لحزب "الطاشناق" النائب اغوب بقرادونيان وعرض معه لموقف الحزب من الملف الحكومي. في المقابل لفتت مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ"البناء" إلى أن "الحزب يدعو الحريري وكافة الأطراف إلى التنازل عن الحسابات الضيقة والعودة إلى طاولة الحوار والتشاور وتذليل العقد"، ولفتت إلى أن الحزب يسمّي الوزراء المحسوبين عليه وفق المعيار القائم والذي يطبق على باقي الأطراف ولا أحد يمنعه من ترجمة تمثيله الشعبي والسياسي في الحكومة. ونفت المصادر أي رابط بين تأليف حكومة في لبنان والمفاوضات الأميركية - الإيرانية، مؤكدة بأن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي وتدعم ما تتفق عليه الأطراف اللبنانية.


وفي سياق ذلك، رأت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان خلال اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، أن "البلاد اليوم بأمسّ الحاجة إلى تضافر جهود كل المؤسسات الدستورية للنهوض بأعبائها وانتشالها من تحت ضغوط الأزمات المتعاقبة التي ألمّت بها سواء على الصعيد المالي والاقتصادي أو على الصعيد الصحي والإداري أو غير ذلك، وأن المرحلة تتطلب من دون أي تأخير تشكيل حكومة جديدة معزّزة بصلاحياتها الدستورية الكاملة وقادرة على التصدّي بإقدام وسرعة لتحقيق مصالح اللبنانيين ورعاية شؤونهم في الداخل والخارج".


ويتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثامنة والنصف من مساء الثلثاء المقبل في الذكرى السنوية للقادة الشهداء.


بدوره أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف خلال زيارته نقابة المحررين أن "الحكومة الروسية تعمل جاهدة لإيجاد الإمكانات لتقديم المساعدة للبنان دولة وشعباً والموقف الروسي واضح جداً في هذا الخصوص". وقال: "نشجع جميع الأطراف اللبنانيين العمل على تشكيل الحكومة قريباً، وبعد تشكيلها نقدّم ما يمكن لتطوير التعاون لما فيه مصلحة الجانبين". وأكد أن "الحكومة الروسية في تنسيق دائم مع القيادة اللبنانية في محاولة لتقديم أي مساعدة ممكنة للشعب اللبناني وللجمهورية اللبنانية".


على صعيد آخر، أقيمت مراسم تشييع الناشط السياسي لقمان سليم في منزله الكائن في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، بحضور عائلته وحشد سياسي ودبلوماسي واللافت حضور السفيرة الأميركية في لبنان دورثي شيا إضافة إلى السفير الألمانيّ.


وفي تصريح مستهجَن يعد تدخلاً فاضحاً في الشؤون الداخلية لفتت السفيرة الأميركية إلى أن "قتل الناشط لقمان سليم عمل بربريّ همجيّ غير مقبول ولا يمكن مغفرته". وأكّدت "أننا سندفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرثه".


وكان لافتاً اشتداد الحملة الإعلامية على حزب الله واتهامه بقتل سليم، وفي مواجهة ذلك طالبت كتلة الوفاء للمقاومة "الأجهزة القضائية المختصة بالعمل سريعاً على كشف مرتكبي جريمة قتل الناشط السياسي سليم"، واعتبرت، أن "الحملات الإعلاميّة التحريضية ضد حزب الله تستوجب الملاحقة والمساءلة لأنها لا تخدم سوى الجيش الصهيونيّ".


ولفتت أوساط نيابية مطلعة لـ"البناء" إلى أن "تتبُع ما حصل منذ لحظة الاغتيال حتى الآن يدُل بوضوح على وجود حملة إعلاميّة مبرمجة وممنهجة وموجهة لاستغلال الجريمة بهدف زرع الشكوك في بيئة المقاومة، بأنّ الحزب نفّذَ الجريمة لخدمة الهدف الذي اشتغل عليه الأميركيّون منذ العام 2005، أي شيطنة الحزب وتشويه صورته في بيئته الداخلية والوطنية وفي العالم". وذكّرت بما كشفه السفير الأميركي السابق في لبنان، جيفري فيلتمان، بأنّ بلاده أنفقت 500 مليون دولار لتشويه صورة الحزب. وأضاف بأن هذه الخطة تلاقي استثمار الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية الصعبة من خلال تحميل الحزب مسؤولية الأزمة لتأليب بيئته عليه.


لكن مطلقو حملة اتهام الحزب أوقعوا أنفسهم في تناقضٍ فاضحن بحسب المصدر، فهم يتهمون الحزب بالسيطرة على الضاحية بالقبضة الحديدية ويقفلها أمام معارضيه ونشاطاتهم، فيما السفيرة الأميركية تجول وشخصيات المعارضة تمرح وتطلق المواقف من دون أي ردة فعل من جمهور حزب الله وحركة أمل.


وترد الأوساط على نظرية اتهام الحزب بالاغتيال لكون مكان الجريمة يخضع لسيطرته الأمنية، وتذكّر بأن "الموساد الإسرائيلي تمكّن من الدخول إلى الضاحية ونفذ أكثر من عملية أمنية فيها لا سيما اغتيال قيادات هامة في المقاومة كغالب عوالي وحسان اللقيس".


وأمس، أعلن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن بثّ قناة الـ"ام تي في" قُطع في الضاحية الجنوبية لبيروت، احتجاجاً على سياسة المحطة بحسب تعبيرهم. وعُلم أن بث القناة قُطع أيضاً في جنوب لبنان، كذلك، في مناطق بقاعيّة.


أما في الجانب القضائي من القضية فترأس النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، أمس اجتماعاً أمنياً موسعاً مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب، وذلك لمتابعة مسار التحقيقات في جريمة قتل سليم. وجرى خلال الاجتماع "تأكيد مواصلة التحقيقات والتنسيق التام ما بين الأجهزة الأمنية للتوصل الى كشف الفاعلين".


على صعيد آخر، استمع قاضي التحقيق فادي صوان لقائد الجيش السابق جان قهوجي بصفته شاهداً في قضية انفجار مرفأ بيروت في جلسة امتدت لساعة ونصف.


وصدر عن المكتب الإعلامي للمحامي الأستاذ كريم بقرادوني، بوكالته عن قهوجي بأن الأخير قال في التحقيق إن "قيادة الجيش تبلّغت من مديرية الجمارك العامة في مرفأ بيروت كتاباً في أواخر العام 2015، تسأل فيه عمّا إذا كان الجيش بحاجة إلى مادّة نيترات الأمونيوم الموجودة في المرفأ في العنبر رقم 12، وردّت قيادة الجيش على مديرية الجمارك بموجب كتاب بتاريخ 7 نيسان 2016، أفادت فيه أنها ليست بحاجة لمادة نيترات الأمونيوم، وأنه يمكن التواصل مع "الشركة اللبنانية للمتفجرات - مجيد الشماس"، لتبيان إمكانية الاستفادة من المادة المذكورة، وفي حال عدم رغبتها بذلك، إعادة تصديرها إلى بلد المنشأ على نفقة مستورديها".

 

*********************************************************************

افتتاحية صحيفة الأخبار:

 

مصرف لبنان يهدّد بالعتمة: لا دولارات للكهرباء

 

 الطمأنينة التي أمّنها الاستقرار النسبي لإمدادات الفيول، بدّدها شحّ الدولارات. من دونها يمكن لقطاع الكهرباء أن ينهار. حتى الآن، لا يزال مصرف لبنان رافضاً الالتزام بتأمين كل حاجة القطاع من العملة الأجنبية. وإذا استمر على هذا المنوال، فإن أولى النتائج ستكون توقف معملَي دير عمار والزهراني عن العمل. الشركة المشغّلة ينتهي عقدها يوم الاثنين المقبل. ولتجديده تريد ضمانات بالحصول على الأموال اللازمة للقيام بعملها. وإذا لم يتحقق ذلك، فإن عشر ساعات من التغذية ستختفي


ليس بالفيول وحده تستمر كهرباء لبنان في تأمين الطاقة الكهربائية. في الفترة الماضية، كانت وزارة الطاقة تصب كل جهودها في خانة تأمين الفيول للمعامل بعد انتهاء عقد سوناطراك. ولذلك تحديداً، بشّر وزير الطاقة، بعد موافقة العراق على تزويد لبنان بـ 500 ألف طن من الفيول، بأن لا خوف من العتمة. لكن الخوف لم يفارق كل العاملين في القطاع. شح الدولارات سبق أن جمّد الكثير من الأعمال ولا يزال يساهم في الحدّ من إنتاج الطاقة. وهذا ما جعل الوزارة وكهرباء لبنان تسعيان مع مصرف لبنان لتأمين حاجة القطاع من الدولارات الطازجة. عملياً، لا قيمة للفيول إذا لم تؤمن الصيانة وقطع الغيار الضرورية لاستمرار عمل الشبكة والمعامل. وهذا يعني أن أي تفاؤل باستقرار التغذية بالتيار قبل معرفة توجّهات مصرف لبنان يبقى حذراً، وخاصة أن الخشية لم تعد من تجميد الأعمال بل من إمكانية توقف الشبكة.


عند منتصف يوم الاثنين المقبل، ينتهي عقد شركة "برايم ساوث" المسؤولة عن تشغيل وصيانة معملَي دير عمار والزهراني. "كهرباء لبنان" طلبت رسمياً تجديد العقد لمدة سنة. لكن، حتى اليوم لا تزال الشركة ترفض التجديد قبل الاتفاق على آلية الدفع التي تضمن القيام بأعمال الصيانة وشراء قطع الغيار. إذا لم تحصل على هذه الضمانات، فهذا يعني إطفاء المعملين اللذين ينتجان 800 ميغاواط عن الشبكة، والتي تعادل 10 ساعات تغذية بالكهرباء يومياً. قيمة العقد 61 مليون دولار سنوياً، والشركة طلبت الحصول على 80 في المئة منه بالدولار "الطازج"، ثم وافقت على تخفيض النسبة إلى 75 في المئة، لكن كهرباء لبنان لا تملك الإجابة. هي تلتزم بدفع الأموال بالليرة على سعر الصرف الرسمي، كما كانت تفعل عادة، والمصرف المركزي هو الذي يحوّل الأموال إلى الدولار، كما جرت العادة أيضاً. هذه الآلية تعطلت مع انهيار سعر الصرف وشح الدولارات في مصرف لبنان. ولذلك، صار الأمر يتطلب التنسيق مع المصرف المركزي للحصول على الدولارات الطازجة. وهذا يستهلك الكثير من الاجتماعات والشروحات للمعنيين في المصرف، في مسعى لإقناعهم بأن تأمين حاجة القطاع للدولارات يوازي أهمية الحصول على المواد والسلع الأساسية. أضف إلى ذلك أن حرمان القطاع من الدولارات لن يكون مفيداً حتى لمصرف لبنان. فانقطاع عشر ساعات من ساعات التغذية اليومية، سيتم تعويضها من المولدات الخاصة التي تحصل على المازوت المدعوم، ما يعني دفع مبالغ أكبر من تلك التي تم توفيرها.


في حالة "برايم ساوث"، فإن الشركة تطالب أيضاً بـ 45 مليون دولار متبقّية من عقد 2020. ولذلك، فإن النقاش يشمل حالياً المبلغ الإجمالي، أي مستحقات 2020 و2021. تدرك مؤسسة كهرباء لبنان أن لا مجال للترف في النقاش، على اعتبار أن نحو 40 مليون دولار ستخصص لإجراء الصيانة الأساسية لثلاث مجموعات إنتاج ستصل خلال العام الحالي إلى معدل 40 ألف ساعة إنتاج التي يفترض بعدها توقيف المجموعة عن العمل وصيانتها من قبل الشركات المصنّعة، أي في هذه الحالة شركتا "انسالدو" و"سيمنز". المشكلة أنه بصرف النظر عن توفّر الأموال، فإن هذه المجموعات يجب أن توقف عن العمل عند الوصول إلى الـ 40 ألف ساعة إنتاج، وبالتالي فإن عدم البدء بالصيانة التي تحتاج إلى 45 يوماً، سيعني إطالة أمد توقف توقف المجموعات عن العمل.


إذا كان الخطر يلاحق معملَي دير عمار والزهراني مهدداً بإطفاء المحركات، فإن الإطفاء طال فعلياً معملَي الزوق والجية الجديدين. شركة MEP المشغّلة للمعملين اضطرت إلى إطفاء 10 مجموعات إنتاج من أصل 14 مجموعة بسبب عدم توفر الأموال اللازمة لشراء الزيوت وقطع الغيار. وهي إذ تنتج حالياً ربع طاقتها، فإنها لن تتمكن من إعادة تشغيل كامل المعمل، إلا عندما تحصل على الدولارات الطازجة لتأمين المعدات الضرورية لصيانة التوربينات وتشغيلها.


مؤسسة الكهرباء كانت قد وضعت، قبل نهاية العام، تقديراً لحاجة القطاع إلى الدولارات الطازجة. وتبيّن لها أنها تقارب 300 مليون دولار سنوياً. هذا المبلغ موزّع عملياً بين المؤسسة نفسها وبين شركات مقدمي الخدمات ومشغّلي المعامل، إضافة إلى البواخر التركية. وهو قد ينقص أو يزيد تبعاً للمفاوضات مع مصرف لبنان، لكن المشكلة التي صار المفاوضون يدركونها أن المصرف يرفض الالتزام بأي مبالغ، وهو حتى لو التزم، فلا شيء يمنعه من التراجع عن التزامه، كما حصل فعلاً مع شركات مقدمي خدمات التوزيع.


تلك الشركات المعنية بالأعمال المرتبطة بالحاجات المباشرة للمشتركين، تعاني من الأزمة نفسها، أي عدم توفر الدولارات الضرورية لاستمرار الأعمال، ولا سيما منها: تركيب العدادات، تمديد الكابلات، تركيب المحطات والمحولات والأعمدة وصيانتها… كل المعدات المطلوبة للقيام بهذه الأعمال يتم شراؤها بالدولار. ولذلك، وبعد اجتماعات عديدة عقدت بين الشركات والنائب الثالث لمصرف لبنان سليم شاهين في العام الماضي، تم الاتفاق على أن تحصل هذه الشركات على أموالها مثالثة: ثلث المبلغ دولارات طازجة، وثلثه "لولار" (دولار وهمي موجود في القطاع المصرفي اللبناني)، وثلثه بالليرة على سعر 1500 ليرة للدولار. عملياً، تم العمل بهذه الآلية لفاتورة واحدة فقط، قبل أن يقرر المصرف الانسحاب من هذه الآلية والاكتفاء بدفع الجزء اليسير من الأموال بالدولار.


بداية، كان المطلوب من الشركات أن لا تُحوّل أرباحها إلى الخارج، فأبدت الأخيرة استعدادها لأي إجراء يضمن عدم حدوث ذلك، كأن يدفع المصرف مباشرة للمورّدين. لكن الأزمة الفعلية بالنسبة إلى الشركات تمثّلت في رفض المصرف دفع الدولارات الطازجة للمورّدين اللبنانيين. بدا ذلك غريباً، على اعتبار أن المصرف لم يمانع الدفع لشركات أجنبية، علماً بأن أغلب تعاملات مقدمي الخدمات تتم مع تجار ومصنّعين لبنانيين. فعلى سبيل المثال، شركات تصنيع المحوّلات والكابلات هي شركات لبنانية تملك مصانع في لبنان، لكنها تستورد المواد الأوّلية من الخارج. لذلك فإن عدم دفع الدولارات لمقدمي الخدمات يعني تلقائياً عدم الدفع للشركات المصنّعة، وبالتالي توقف الأعمال. في المقابل، حتى لو أمكن استيراد حاجة الشركات من الخارج، فإن ذلك يعني الحاجة إلى الكلفة كاملة بالدولارات الطازجة، بينما يتم الاتفاق مع المصانع اللبنانية على توزيع الفاتورة بين الليرة والدولار و"اللولار"، بما يساهم في تخفيف الضغط عن مصرف لبنان.


حتى اليوم، لم تُحلّ هذه الإشكالية. حاجة الشركات الأربع تصل إلى 70 مليون دولار سنوياً (تختلف باختلاف حجم الأعمال وتوفر المعدات). وطالما أن مصرف لبنان لا يدفع، فإن الأعمال تتأخر. وعلى سبيل المثال، هنالك حاجة ماسة لتركيب نحو 100 ألف عداد في كل لبنان، (سبق أن قدمت طلبات للحصول عليها وأصحابها يحصلون على الكهرباء مجاناً من خلال التعليق). لا إمكانية حالياً لتركيبها بسبب عدم توفر المعدات المطلوبة لذلك، ما يسبب خسائر كبيرة لكهرباء لبنان تقدر بـ 36 مليار ليرة سنوياً (مع افتراض أن كل عدّاد يدفع 30 ألف ليرة شهرياً فقط). ذلك لا يعني مصرف لبنان. المصرف وافق على دفع بعض الفواتير للمورّدين الأجانب، لكنه يرفض الدفع للمورّدين المحلّيين! لكن إذا لم تعالج المشكلة جذرياً، فإن الأزمة ستتحول إلى كرة ثلج. كل العقود الموقعة مع كهرباء لبنان، شارفت على الانتهاء. عقد البواخر التركية ينتهي في أيلول، وعقد شركة MEP وشركات تقديم الخدمات BUS و"دباس" و"مراد" وKVA ينتهي مع نهاية العام. هؤلاء بدأوا يلوّحون بعدم الرغبة في تجديد العقود من دون ضمانات تأمين الدولارات التي يقولون إنها لازمة للقيام بعملهم.


لذلك، ورداً على حجة عدم توفر الأموال، كان وزير الطاقة قد اقترح، أثناء اجتماعات الدعم، زيادة سعر صفيحة البنزين ألفي ليرة تذهب لتغطية حاجة الكهرباء من الدولارات، لكن الاقتراح رفض. كذلك، في الاجتماعات غالباً ما تطرح مسألة تخفيض عدد شحنات البنزين وتحويل الأموال التي يتم توفيرها إلى قطاع الكهرباء. وأكثر من ذلك، فإن ثمة من يعتبر أنه عند الضرورة يمكن تخفيض ساعات التغذية ساعة واحدة، ستكون كافية لتوفير الدولارات للقطاع لضمان استمراريته.


لكن مقابل كل هذه الاقتراحات، الجميع لا يزال بانتظار مصرف لبنان ليقرر مصير الكهرباء.

 

**********************************************************************

 

افتتاحية صحيفة النهار

 

لا حلحلة حكومية وماكرون لن يعدّل مبادرته

اذا كان وداع الناشط والكاتب والناشر الشهيد لقمان سليم امس في حديقة دارة محسن سليم في حارة حريك شكل رداً نابضاً ومضيئاً من قلب حدث أسود إجرامي فان اللبنانيين سينتظرون طويلا بعد على ما يبدو الحدث الانقاذي  للبلاد من دوامة الازمات والكوارث من خلال إزالة معوقات التعطيل التي تحول دون تشكيل الحكومة الجديدة. ذلك ان اللقاءات الكثيفة التي اجراها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في باريس وتوجها باللقاء المسائي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الاليزيه شكلت فسحة مهمة لتبادل المعطيات حول نقاط الانسداد التي لا تزال تعطل تشكيل الحكومة، لكن أي اختراق وشيك لواقع التعطيل لم يتحقق بعد في انتظار مزيد من الجهود والاتصالات التي ستجريها فرنسا في قابل الأيام مع افرقاء آخرين على رغم ان الأفق لا يبدو مسهلا نحو ولادة حكومية وشيكة.

ولا يبدو وفق المعطيات التي افاد بها مراسل “النهار” في باريس انه تم التوصل الى نقطة توازن داخلي في لبنان تؤدي الى تنسيق بين الاطراف لتشكيل الحكومة ولكن الرئيس ماكرون لا يزال يبذل محاولاته الحثيثة من اجل تغيير يجدد الالتزام السياسي لتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والامني للبنان. وبدا واضحا وفق هذه المعطيات ان باريس منزعجة مما الت اليه مبادرتها ومن معطليها فيما الوضع  آخذ بالتردي في كل المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والامنية والاجتماعية والصحية والجمود سيد الموقف، اذ ان اللقاءات بين المسؤولين اللبنانيين معدومة تماما ولا تتقدم عملية تشكيل الحكومة بل ان الاجواء التصعيدية تؤخرها. وتحمل باريس القوى السياسية مسؤولية هذا التاخير وعدم حصول اي تقدم في المسار الحكومي وفق المبادرة التي وضعها الرئيس ماكرون خلال زيارتين للبنان.

وتشير المعطيات الى ان الكلام المتداول في لبنان حول تنازل فرنسا عن بعض مندرجات مبادرتها وعرض مبادرة جديدة لحل الازمة اللبنانية هو كلام غير دقيق، ولا نية لدى الرئاسة الفرنسية بالعدول عن مبادرتها التي تعتبرها خريطة الطريق الوحيدة المطروحة على الطاولة، ولان مبادرتها حصلت على تأييد دولي واقليمي ومحلي. اما الكلام عن استعداد باريس لادخال تعديلات عليها فلا ينم عن حقيقة الموقف الفرنسي بل يعكس اعتقاد جهات لبنانية تتوهم بان اصرارها على التنصل من تنفيذ وعودها والتزاماتها عبر المواقف التعطيلية لبعض الاطراف سيدفع بالرئيس الفرنسي الى اقتراح حلول اخرى تكون لصالح فريق او لاخر. ولم تخطط باريس لارسال اي موفد لعرض خطة جديدة على الأطراف.

وكان نقل عن مصدر في الإليزيه امس ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة. وأكد نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش أن زيارة الرئيس المكلف لماكرون ‏”لن تحدث خرقاً في الملف الحكومي لأنها بحاجة الى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية”. وقال “أن ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة ‏السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائد واحدا، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي ‏الى أية نتائج”. وشدد علوش على أن “الحقيقة هي عكس ما تنفيه الدائرة الإعلامية للقصر الجمهوري حول ‏الثلث المعطل” مشيراً الى أن الحريري “مصر على أن يعرض هو تشكيلة كاملة من خارج الأحزاب فيما ‏الرئيس عون مصرّ على اختيار من ينال موافقة النائب جبران باسيل‎.‎”

 

الاشتراكي والتيار

وبمساحة من السخرية كتب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على “تويتر”: “هل العشاء فتح الطريق للذهاب إلى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟” .

وعلى الأثر انفجر سجال بين الحزب التقدمي الاشتراكي و”التيار الوطني الحر”، فردّ عضو “تكتّل لبنان القوي” النائب جورج عطالله في تغريدةٍ على جنبلاط بالقول: “وليد بك، العشاء لم يفتح الطريق إلى المريخ، إنما أفهَمَ مَن يُحاول العودة بتشكيل الحكومة إلى ما قبل 2005، أن هذا غير ممكن وأن الحاضر في قصر بعبدا هو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إن كنتم غافلون”. وبدوره رد عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبد الله على عطاالله، بالقول “زميلي جورج، بين العهد القوي والمريخ، هناك انسجام كامل، وضيق صدركم من أية ملاحظة من وليد جنبلاط، دائما تأخذكم الى إعلان بطولات دونكيشوتية. كفاكم إختباء وراء الرئيس، تجرؤا وأعلنوا مطالبكم وحصتكم وثلثكم المخرب!”.

ووسط غياب اي تحرك داخلي على خط التأليف، عاد الرئيس الحريري مساء امس الى بيروت وستكون له كلمة الاحد في الذكرى الـ 16 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري . وقد علق الحريري مجددا امس مستنكرا الاعتداءات الحوثية على المملكة العربية السعودية فقال ” كفانا وكفى منطقتنا خرابا وفتن . ألم تشبع تلك الجماعات من سفك دماء الأبرياء وهل تخاض حروب الدفاع عن النفس بقصف المدنيين الآمنين ؟ الصواريخ التي تستهدف السعودية تهديد علني ومرفوض للامن العربي “.

وفي سياق المواقف الديبلوماسية من الازمة الحكومية اعتبر السفير الروسي  ألكسندر روداكوف ان “الحكومة الروسية تعمل جاهدة لإيجاد الإمكانات لتقديم المساعدة للبنان دولة وشعبا والموقف الروسي واضح جدا في هذا الخصوص”. وأشار إلى أن “أزمة لبنان الداخلية تعني اللبنانيين وكل الأحزاب العاملة في المجتمع اللبناني. أزمة لبنان بحاجة إلى جهود اللبنانيين كافة للخروج منها. وإذا لم يتعاون اللبنانيون مع بعضهم، لن تكون هناك فائدة لأي تدخل خارجي، الذي سيكون دوره مساعدا في حل الأزمة اللبنانية”.

 

السفيرة في الضاحية

وسط هذه الأجواء شهدت مراسم وداع الناشط السياسي لقمان سليم في منزله الكائن في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، تطورا ديبلوماسيا لافتا ونادرا تمثل في حضور سفراء غربيين ولا سيما منهم السفيرة الأميركية دوروثي شيا للمرة الأولى الى الضاحية الجنوبية منذ عقود في حضور عائلته وحشد كبير من الشخصيات سياسية ودينية وديبلوماسية وسط تدابير امنية كثيفة تولتها وحدات من الجيش. وتحدثت السفيرة الأميركية  من قلب الضاحية الجنوبية، معتبرةً أن “قتل الناشط لقمان سليم عمل بربري همجي غير مقبول ولا يمكن مغفرته”. وأكّدت “أننا سندفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرثه”. من جهته، أكّد السفير الألماني في بيروت أن “رحيل لقمان سليم خسارة شخصية بالنسبة إليّ” مقدماً التعازي للعائلة. وقال: لن ننسى سليم وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقاً شفافاً.

وفي هذا السياق طالبت “كتلة الوفاء للمقاومة” الأجهزة القضائية المختصة “بالعمل سريعا على كشف مرتكبي جريمة قتل الناشط السياسي سليم”، مجددة ادانتها الاغتيال. واعتبرت أن “الحملات الإعلامية الموجهة والاتهام السياسي والإدانة المتعمدة القائمة على البهتان والافتراء واستباق نتائج التحقيقات اعمال مدانة تستوجب الملاحقة والمحاسبة لانها تستهدف التحريض واثارة الفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي ومشغلته اميركا “.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة نداء الوطن

رندة تقي الدين

باريس: الطبقة السياسية عاجزة وشروط “المبادرة” لم تتغيّر

 

غداة “اللقاء المنفرد” الذي عُقد مساء الأربعاء بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، سادت أجواء من الكتمان حول مجريات اللقاء، خصوصاً أنّ الحريري تجنب الالتقاء بصحافيين أو التحدث إليهم، كما أنّ الجانب الفرنسي امتنع عن إصدار أي بيان رسمي عن الموضوع. غير أنّ مصدراً فرنسياً رفيعاً أكد لـ”نداء الوطن” أن ماكرون ما زال على موقفه الداعي إلى “تشكيل حكومة مهمة بأسرع وقت ممكن، على أساس شروط خريطة الطريق الفرنسية التي وضعت في آب ووافقت عليها الأطراف السياسية اللبنانية”.

 

وإذ نفى أن تكون هناك “أي مبادرة فرنسية جديدة أو اقتراح فرنسي جديد” تجاه لبنان، لفت المصدر الفرنسي الرفيع إلى أنّ خريطة الطريق الفرنسية لا تزال هي نفسها “وشروطها ما زالت قائمة”، وأضاف: “بات ينبغي أن يقتنع (رئيس التيار الوطني الحر) جبران باسيل، بضرورة تطبيق هذه الشروط التي كان وافق عليها من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت لإنقاذ لبنان”.

 

ويرى العارفون بحقيقة الموقف الفرنسي منذ إطلاق ماكرون مبادرته الإنقاذية للبنان، أنه خاطر بشكل كبير في التدخل في الشأن السياسي اللبناني من أجل انقاذ لبنان، وهو يدرك أنّ الطبقة السياسية عاجزة عن الترفع عن حساباتها المحلية وخلافاتها، لكنه بقي مستمراً في محاولة إنقاذ البلد مع الدفع باتجاه تشكيل حكومة لبنانية تقنع الأسرة الدولية بإمكانية مساعدة لبنان ودعمه.

 

وبما أنه مضطر للتعامل مع هذه الطبقة السياسية لأنه، بصفته رئيس دولة، لا يمكنه التعاطي إلا مع المسؤولين في لبنان، رأى الرئيس الفرنسي أنه من الأفضل ألا يدخل علناً في خلافات لا يريد الدخول فيها، ولكنه في الوقت نفسه يبدي عزمه على إنقاذ البلد وشعبه، خصوصاً وأنّ أوساطه قالت مراراً إنّ الرئيس الفرنسي أقدم على مجازفة بتدخله لإنقاذ البلد، والآن بات المطلوب من السياسيين في لبنان أن يتحملوا مسوؤليتهم للمضي قدماً في تطبيق خريطة طريق تشكل الحل الوحيد لإخراج البلد من محنته، والرئيس الفرنسي لم يتخلّ عن شروطه في هذا المجال.

 

وبينما تتجه الأنظار السياسية والصحافية نحو زيارة ماكرون المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية، اكتفت مصادر فرنسية مطلعة على جدول زيارات الرئيس الفرنسي إلى الخارج بالتأكيد لـ”نداء الوطن” أن زيارته إلى السعودية “لم يتم تحديد موعدها بعد”.

 

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الجمهورية

 

الحريري عاد بأفكار فرنسية.. ونزاع على حكومتي الـ 18 و20

تطغى الحركة الخارجية في هذه المرحلة على الحركة الداخلية، بدءاً من جولة الرئيس المكلّف سعد الحريري التي تَوّجَها بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وما سَبقها من لقاءات له في القاهرة وأبو ظبي، وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وما بينهما المواقف الدولية حول لبنان، وفي طليعتها تلك التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس في مناسبة اللقاء التقليدي السنوي مع أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمَد لدى الكرسي الرسولي في الفاتيكان، فيما يُنتظَر أن تستأنف الحركة المحلية، وتحديداً المتعلقة بتأليف الحكومة، بعد عودة الحريري مساء أمس من باريس.

ويتوقّع أن تنشط هذه الحركة الأسبوع المقبل، لأنّ تركيز الحريري سينصَبّ على كلمته في الذكرى الـ16 لاغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، وما يمكن ان تتضَمّنه من مواقف عالية النبرة في موضوع تأليف الحكومة، فيما استبعدت اوساط متابعة ان يقطع الحريري الجسور مع رئيس الجمهورية ميشال عون في هذه الكلمة عن طريق تسمية الأشياء بأسمائها، لأربعة أسباب أساسية:

ـ السبب الأول، يرتبط بتمسّكه بالتكليف ورفضه الاعتذار وسَعيه إلى تخريج الحكومة، الأمر الذي يستدعي التوافق مع العهد لا التصادم. وبالتالي، على رغم الخلاف القائم بينهما في وجهات النظر، إلّا انه ما زال تحت السيطرة، وسيبقى كذلك طالما انّ الحكومة العتيدة لن تبصر النور من دون توقيعهما المشترك.

 

ـ السبب الثاني، يتعلّق بجولته الخارجية التي سمع فيها كلاماً واضحاص بضرورة تأليف الحكومة، وإخراج لبنان من حال الفراغ، ومفاعيل هذه الجولة لم تنتهِ مع انتهائها، لأنّ العواصم المعنية، وتحديداً باريس، ستواصل سعيها للتأليف وتُفعِّله في الاتجاه الذي يُزيل العوائق المتبقية، ومع هذه الجولة يكون الحريري قد وضع العهد في مواجهة مع عواصم القرار، ومن مصلحته ان يكون في موقع المتعاوِن، ويُظهِر غيره في موقع المعرقل، خصوصاً انّ هذه الجولة أعطته دفعاً معنوياً مهماً.

 

ـ السبب الثالث، يتصل بـ»المومنتوم» الخارجي الذي يعتبر أكثر من مواتٍ لإمرار الحكومة، والخشية في حال راوَح الفراغ أن تطرأ مواقف وأحداث خارجية تجعل التأليف متعذراً، وبالتالي يجب الاستفادة من هذا الوضع لإخراج التأليف من عتمة الفراغ.

 

ـ السبب الرابع، يرتبط بالواقع المالي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي لم يعد يحتمل تأخير التأليف الذي يشكّل في حد ذاته صدمة إيجايية، فيما استمرار التأخير قد يُدخِل لبنان في متاهات يصبح من الصعب معها ترتيب الأمور وإبقائها تحت السيطرة.

 

صمت متكامل

وكان الحريري قد عاد الى بيروت مساء أمس من دون المرور بتركيا، وذلك بعد 24 ساعة على لقائه ماكرون، في وقت تلاقت أوساطهما على الاحتفاظ بصمت بالغ، اذ لم يصدر عن قصر الاليزيه ايّ بيان عن هذا اللقاء كما دَرجَت العادة، فيما اكتفى المكتب الاعلامي للحريري بالإشارة الى تلبيته دعوة ماكرون الى العشاء في لقاء امتدّ لساعتين، تناولا فيه الوضع في لبنان والمنطقة وما يَعوق إقلاع المبادرة الفرنسية بتشكيل «حكومة مهمة» غير سياسية وغير حزبية تُطلِق الآلية التي قالت بها المبادرة وفق «خريطة الطريق» التي رسمتها منذ بداية ايلول الماضي، على رغم العوائق التي حالت دون ما قالت به من مراحل تبدأ بتشكيل الحكومة وإطلاق برامج الاصلاحات المالية والاقتصادية والنقدية وقانون الشراء العام، تزامناً مع بدء برامج التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان والوزارات والمؤسسات العامة اللبنانية في القطاعات الانتاجية التي رفعت من حجم الدين العام، وصولاً الى برامج الدعم الاقليمية والدولية، والتي ستتوسّع عن اطارها الانساني والاجتماعي والطبي ـ الإغاثي المتصلة جميعها بمواجهة انفجار مرفأ بيروت وجائحة كورونا وملف النازحين السوريين.

 

بيت الوسط

وفي هذه الاجواء، احتفظت أوساط «بيت الوسط» بنسبة عالية من التكتم خارج ما قال به البيان الرسمي الذي صدر قبَيل منتصف ليل الاربعاء – الخميس، لكنّ مصادر عليمة بَرّرت الخطوة بقولها لـ»الجمهورية» انّ «الصمت بليغ والتكتم مشروع في بيروت وباريس معاً. فالعقبات التي تواجهها الخطة الفرنسية وما حَملته من اقتراحات عملية تتناول الازمة من جوانبها المختلفة تدفع الى المزيد من التكتم حول الإجراءات المقترحة ضماناً لِما هو مطروح من مخارج وحلول لبعض العقَد التي حالت دون ولادة الصيغة الحكومية التي طرحها الحريري في 9 كانون الاول العام الماضي، والتي سلّمها الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية في حينه.

 

وباريس تبرّر تَكتمها

ومن باريس، قالت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ»الجمهورية» انه لم يكن مفاجئاً عدم إصدار الاليزيه بياناً رسمياً عن اللقاء الطويل بين ماكرون والحريري. وأدرجت هذا اللقاء في خانة أي لقاء يمكن ان يُعقد بين صديقين. فالحريري لا يحمل اي صفة رسمية بعد، وماكرون تعهّد في المرحلة التي أحيا فيها مبادرته السابقة بإدارة الازمة بكثير من الحذر والمخاوف من احتمال سقوط ما هو مطروح من افكار متجددة بعدما نكثَ اللبنانيون بمختلف العهود والوعود التي قطعت له ولموفديه الى بيروت، ولأعضاء خلية الأزمة التي أدارت المرحلة السابقة من المفاوضات من أجل الحل في لبنان.

 

وقالت هذه الاوساط انّ الحديث عن انحياز ماكرون الى جهة دون أخرى هو كلام يؤدي الى تشويه المهمة التي تعهّد بها امام اللبنانيين وليس امام الفرنسيين، لأنّ العُقَد المستعصية لبنانية وليست فرنسية ولا اوروبية، وانه يحاول تجنيد العالم أجمع لرعاية الحل اللبناني وتسهيل مهمة الحكومة المنتظرة فور تشكيلها لضمان خروج لبنان سريعاً من الهوة العميقة التي باتَ فيها الى مرحلة التعافي الاقتصادي والسياسي والنقدي، واعادة إعمار المناطق التي دمّرها انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي وما بقي مدمّراً من قبل.

 

عون وماكرون

وإزاء الروايات التي تحدثت في بيروت عن مشروع اتصال برئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان يخطّط له ماكرون فور وصول الحريري الى الاليزيه، قالت المصادر لـ«الجمهورية» انّ اللبنانيين «أمعنوا كثيراً في الروايات والسيناريوهات التي يرتاحون اليها من دون النظر الى المسؤولية المترتّبة على نشر معلومات عن خطوات وهمية لا أساس لها من الصحة».

 

طروحات فرنسية

ولكن في رواية أخرى، علمت «الجمهورية» من مصادر على اطّلاع قريب من المعنيين بتشكيل الحكومة، انّ اللقاء بين ماكرون والحريري، الذي أُحيط بالسرية والخصوصية في شكله ومضمونه في الاليزيه، بادرَ خلاله الرئيس الفرنسي الى تقديم طروحات عدة طلبَ من الحريري درسها وبَحثها في بيروت، ومنها رفع عدد الوزراء من 18 الى 20 وزيراً، وأن تسمّي فرنسا وزيري الطاقة والاتصالات. وأكد ماكرون للحريري استمرار المبادرة الفرنسية بالزخم نفسه، وأبدى استعداداً لتأمين الدعم الدولي له، وكذلك التواصل مع المملكة العربية السعودية والتوسّط معها لدعمه.

 

وقالت المصادر نفسها انّ ماكرون سأل الحريري عن الحكومة العشرينية والعائِق في اعتمادها، فكان جوابه أنّه مصرّ على حكومة 18 ولا عودة عنها لأنها تعكس حكومة إنقاذ غير فَضفاضة. كما أكد له إصراره على ان تضمّ الحكومة وزراء اختصاصيين غير حزبيين، وانه في هذا الاطار يصطدم بإصرار عون وباسيل على تسمية وزرائهما الحزبيين وبالحصول على الثلث المعطّل، علماً أنهما يطلبان الثلث المعطّل في حكومة 18 وحكومة 20، أي 6 وزراء في كلا الحكومتين، ما يعني انّ رفع عدد الوزراء لن يحل المشكلة.

 

وعلمت «الجمهورية» انّ كلّاً من عون وباسيل أوصلا الى الحريري، عبر وسطاء، رسالة لا عودة عنها، ومفادها: لا حكومة إلّا عشرينية، ولا حكومة من دون «ثلث ضامِن».

 

وقالت المصادر: «سننتظر الحريري وماذا سيحمل معه من حلول قابلة للنقاش، وإلّا فلن تكون حكومة في 14 ولا في 18 ولا غيرهما من التواريخ». ورأت أنّ «مشكلة الحريري ليست فقط داخلية، فالعلاقة مع المملكة تشكّل عاملاً اساسياً بالنسبة اليه، إذ لم يتلقّ حتى الساعة اي اشارة منها تُبارِك له ما يقوم به، فيما الجميع يدركون انّ الحكومة «ما بتِركَب» من دون رضى السعودية.

 

وأضافت المصادر انّ طرح الفرنسيين تسمية وزيرين هو طرح قابل للنقاش بهدف التوصّل الى حل، لكنّ رئيس الجمهورية لن يقبل به على الارجح وكذلك أطراف سياسية كبيرة في لبنان، إذ ستكون سابقة ان تحصل جهة دولية على حصّة داخل الحكومة يمكن ان تفتح الباب في المستقبل لمطالبة دول اخرى بتسمية وزراء.

 

وكذلك، اكدت المصادر انّ الحريري ومعه حلفاؤه، وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا نقاش معهم في حكومة عشرينية او في ثلث معطّل، ما يعني انّ الامور لا تزال امام حائط مسدود. وتخوّفَت من ان يتحوّل الوضع في لبنان الى ستاتيكو يتعوّد عليه صنّاع القرار، ويتعايَش معه اللبنانيون الذين بدأوا ينفصلون عن الواقع بسبب اشتداد الأزمة عليهم.

 

خطاب 14 شباط

والى هذه المعطيات المحيطة بلقاءات باريس وبعد عودة الحريري مساء أمس من باريس، سيتفرّغ الرجل لإعادة النظر في النسخة الاولية للخطاب الذي سيلقيه الاحد في ذكرى استشهاد والده، وذلك في ضوء التطورات التي فرزتها جولته الجديدة بين القاهرة وابو ظبي وباريس، وتلك التي قادت اليها اتصالاته الديبلوماسية والسياسية في بيروت والخارج، وهي بالتأكيد ستفرض إعادة نظر في بعض الافكار والمواقف وتوسيعها، بحيث يأتي الخطاب شاملاً كل التطورات والثوابت.

 

… وخطاب لنصرالله

الى ذلك، ولمناسبة الذكرى السنوية لـ»القادة الشهداء»، يتحدث الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله عند الساعة الثامنة والنصف مساء الثلثاء المقبل، وهو اسلوب اعتمده لفترة بتأخير خطاب الثاني عشر من شباط تاريخ سقوط القادة الى ما بعد ذكرى الحريري بيومين. ويتوقّع أن يتطرّق نصرالله في خطابه الى عددٍ من المواضيع السياسية، خصوصاً تلك المتصلة بالأزمة الحكومية وجديد التطورات في الأزمة السورية، بعد التطرّق الى ما قَدّمه القادة من إنجازات قياساً على حجم المسؤوليات التي أُلقيَت على عاتقهم، ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى المنطقة.

 

وفي انتظار ذلك الخطاب، دعت كلتة «الوفاء للمقاومة» القوى والجهات السياسية كافة الى «توظيف مواقفها وجهودها المختلفة من أجل حفظ لبنان وتحصين سيادته ومَناعة شعبه ضدّ الانزلاق نحو دَرك التبعيّة والتقليد الأعمى للدول النافذة على الصعيد السياسي والحضاري». وقالت: «ما لم يتوافَق اللبنانيون على الرؤية والمنهجية الإصلاحيّة للحكومات المقبلة، فإنّ التعثّر سيبقى قائماً وبلا أفق». وأضافت: «مع التقدير التام لِما تؤديه حكومة تصريف الأعمال من مهمات، إلّا أنّ المرحلة تتطلب من دون أي تأخير تشكيل حكومة جديدة مُعزّزة بصلاحياتها الدستورية الكاملة، وقادرة على التصدي بإقدام وسرعة لتحقيق مصالح اللبنانيين ورعاية شؤونهم في الداخل والخارج».

 

وطالبت الكتلة الأجهزة القضائية والأمنيّة المختصّة بالعمل سريعاً على كشف مرتكبي جريمة قتل الناشط لقمان سليم، معتبرة «أنّ الحملات الاعلامية الموجّهة والاتهام السياسي والإدانة المتعمّدة القائمة على البهتان والافتراء واستباق نتائج التحقيقات، هي أعمال مُدانة تستوجِب الملاحقة والمحاسبة لأنها تستهدف التحريض وإثارة الفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي ومُشَغِّلته أميركا».

 

شيا في الضاحية

من جهة ثانية، اعتبرت أوساط قريبة من «حزب الله» انّ مظاهر الزحمة الدولية في الضاحية الجنوبية، ومن ضمنها حضور السفيرة الأميركية خلال تأبين الناشط السياسي سليم لقمان، إنما تنسف المقولة التي يروّج لها البعض من أنّ هذه المنطقة هي مربّع أمني او «غيتو» مقفَل، مشيرة الى انّ «الضاحية تشكل جزءاً لا يتجزأ من الدولة، وتخضع الى سلطتها وقوانينها».

 

أمّا الرسالة السياسية خلف الحشد الدولي من السفراء الغربيين في مناسبة تأبين سليم، فوضَتعها الاوساط ضمن سياق محاولة تدويل قضيته، امتداداً لسيناريو مماثِل يُراد تطبيقه في ملف جريمة انفجار المرفأ وملفات أخرى لفرض وصاية دولية على لبنان، «الأمر الذي يتقاطَع أيضاً مع دعوة أطلقتها إحدى المرجعيات الدينية الى اعتماد التدويل لمعالجة الازمة الداخلية الراهنة».

 

وأعربت الاوساط عن اقتناعها بأنّ الحزب «عُرضة لحملة مُمنهجة تندرج في إطار السعي الى تمهيد الأرض لانتزاع الأكثرية النيابية منه ومن حلفائه في الانتخابات النيابية المقبلة». ولفتت الى انّ خصومه يَفترضون انّ الحلقة الأضعف في الأكثرية الحالية تكمُن في حليفه المسيحي، «وبالتالي، هم يظنّون انه كلما اشتدّت الحملة على الحزب لتشويه صورته كلما تضرّر «التيار الوطني الحر» وتراجعت شعبيته».

 

وكانت قد أقيمت أمس مراسم تشييع الناشط السيادي المعارض لقمان سليم، أمام النصب المُقام له في حديقة دارة والده محسن سليم في الغبيري، في حضور شخصيات سياسية وإعلامية ودينية من مختلف الطوائف وأفراد العائلة والاصدقاء، إضافةً الى حضور ديبلوماسي واسع.

 

وبعد تلاوة مجلسٍ حسيني عن روح الفقيد وترتيلة الأم الحزينة وترتيلة أخرى باللغة السريانية، ألقت والدة الفقيد سلمى مرشاق كلمة العائلة، توجّهت فيها الى الشباب اللبناني بالقول: «إذا كنتم تريدون وطناً عليكم أن تستمرّوا في المبادىء التي استشهد لقمان من أجلها».

 

ودعا سفير ألمانيا اندرياس كيندل الى «عدم نسيان ما حصل الاسبوع الماضي»، مشدداً على «ضرورة معرفة الحقيقة والحاجة الى تحقيق شفّاف».

 

وتوجّهت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى عائلة سليم وأصدقائه بأشد تعابير التعزية، وقالت: «لقد خسرنا وصُعِقنا بفقدان شخصية عظيمة»، واعتبرت أنّ «قتل سليم عمل بربري هَمجي غير مقبول، ولا يمكن مَغفرته»، مؤكدةً «أننا سندفع في اتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحَمل إرثه». وإذ شدّدت على «ضرورة الوصول الى حقيقة من ارتكَب هذه الجريمة الشنيعة»، تعهّدت بـ»الاستمرار في دعم المؤسسات التي أنشأها سليم».

 

وقالت سفيرة سويسرا لدى لبنان مونيكا كيرغوز: «من لا يعرف تاريخ لقمان سليم لن يفهم الحاضر». فيما قال القائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت مارتن لونغدن: «نتضامن مع الجميع في لبنان الذين يؤمنون بحرية التعبير، فهذا حق ثمين لا يجب أن يسقط»، مؤكداً على «وجوب تحقيق العدالة».

 

وألقى نقيب المحامين ملحم خلف كلمة أكد فيها أنّ «المطلوب هو العدالة».

 

كورونا

وعلى الصعيد الصحي، أعلنت وزارة الصحة العامّة، في تقريرها اليومي حول مستجدات فيروس كورونا أمس، تسجيل 3136 إصابة جديدة (3118 محلية و18 وافدة)، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 331152. كذلك سجلت 63 حالة وفاة جديدة ليصبح العدد الإجمالي للوفيات 3866.

 

وكشفَ وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن «دراستين أُجريتا في كلّ من مستشفى الروم وكلية العلوم في الجامعة اللبنانية، أظهَرتا أنّ الجزء الأكبر من الحالات التي سُجّلت أخيراً تعود الى السلالة الجديدة المتحوّرة لفيروس «كورونا». وهذا ما يفسّر التفشي الكبير الحاصل، إضافةً الى ما شَهدته الأعياد من تجمّعات». وأشار الى أنّ اللقاح سيصل الى لبنان عصر غد، لينطلق التحصين الأحد ويبدأ تنفيذ الخطة الوطنية الإثنين. وأوضح أنّ «خطة التلقيح تعتمد أولويات بحسب العمر ومنسوب الخطر، وثمّة قطاعات تحتلّ الأولوية، مثل القطاع الصحي والمتقدمين في العمر ومن يعانون أمراضاً مستعصية، ويحتلّ القطاع التربوي أولوية بعد القطاع الصحي».

 

وفي السياق، أعلن حسن ووزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال طارق المجذوب، في مؤتمر صحافي، الخطة الصحية لمواكبة الفتح الجزئي والتدريجي للقطاع التربوي.

 

وطالبَ بـ«أن لا يتم في لبنان الأخذ بالمعايير الدولية التي تُرجِئ تلقيح القطاع التربوي الى المرحلة الثالثة، في اعتبار أن لا مشكلات في تأمين الإنترنت والكهرباء في التعليم عن بُعد خلافاً لِما يحصل في لبنان». وقال: «إستناداً الى المعايير اللبنانية، من المفترض أن يكون التلامذة والطلاب والأساتذة في المرحلة المتقدمة من التلقيح. فقد أعطينا إفادات السنة الماضية، ولكننا نهدف هذه السنة الى إجراء امتحانات واستكمال العام الدراسي، ولا بد من تحصين الطلاب خصوصاً وسط الحديث عن المتحوّر البريطاني الجديد». وشدّد على أنّ «تعليم «الأونلاين» غير كاف، ونحن مضطرّون للعودة إلى المدارس والتعليم المدمج وتلقيح الأساتذة والطلاب، خصوصاً من هم في الصفوف الثانوية».

 

من جهة ثانية، وعلى رغم الإقفال العام، أصدرت المديرية العامة للأوقاف الإسلامية في لبنان قراراً استثنائياً قضى بفتح المساجد ظهر اليوم لإقامة صلاة الجمعة فقط.

 

*******************************************

 

افتتاحية صحيفة الشرق الأوسط

 

«رعاية دولية» لتشييع لقمان سليم وتعهد بمحاسبة المسؤولين عن اغتياله

السفيرة الأميركية في ضاحية بيروت الجنوبية تطالب بـ«ألا نرتدع»

 

أحيطت مراسم تشييع وتكريم الباحث والناشر اللبناني لقمان سليم برعاية دولية استثنائية، إذ حضر حشد من سفراء الدول الأجنبية، وفي مقدمتهم السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، إلى دارة العائلة في الضاحية الجنوبية لبيروت مركز نفوذ «حزب الله»، وبعث المشاركون، بمن فيهم سفراء بريطانيا وألمانيا وسويسرا وكندا، برسالة مفادها أن الجهود الدولية تنضم إلى المطالب اللبنانية بتحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن الاغتيال.

وبعد أسبوع من العثور عليه مقتولاً بالرصاص في جنوب البلاد، نظمت عائلة سليم مراسم تكريم لفقيدها في حديقة دارتها في منطقة حارة حريك، حيث أقامت له نصباً تذكارياً. وحضر المراسم التي تخللتها تلاوة صلوات من رجال دين مسلمين ومسيحيين عدد من الدبلوماسيين الغربيين والأصدقاء في غياب تمثيل رسمي لبناني.

ووصف النائب السابق باسم السبع الذي يتحدر من هذه المنطقة وغادرها في العام 2009، الحضور الدولي أمس، بأنه «اقتحام حضاري للمربع الأمني لولاية الفقيه»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المشهدية لها أبعادها الدولية والعربية والوطنية اللبنانية»، مضيفاً: «أنا كواحد من أبناء هذه المنطقة، شاهدت في عيون أبنائها الذين عاشوا فيها أن لقمان يمثل قدوة ومثلاً أعلى لها، بالنظر إلى أنه رجل شعبي ضحى بحياته وأصر على الصمود في المنطقة التي تُسمى الضاحية الجنوبية».

ووصفت شيا اغتيال سليم بأنه «عمل بربري لا يغتفر وغير مقبول». وقالت: «دعونا أيضاً نحتفل ببعض السمات التي جعلت من لقمان ما كانه، لقد كان مثابراً لا يكل في سعيه لتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب اللبناني ولتعزيز حريتهم واندماجهم»، معتبرة أن «هذه الجهود لا ولن يمكن قمعها من خلال الخوف أو العنف، لأنها تمثل ما هو صحيح»، مطالبة بأن «نكون كان هو، دعونا لا نرتدع».

وأضافت شيا: «سننضم إليكم في المطالبة بالمحاسبة على هذه الجريمة المروعة. سوف نبذل قصارى جهدنا لمواصلة إرثه، بما فيه مواصلة شراكتنا مع المنظمات التي ساعد في تأسيسها. إننا فخورون بهذه الشراكات». وتعهدت «بأننا سوف نحتفظ بذكرى لقمان فيما نحن نمضي قدماً لتحقيق رؤيته».

والى جانب السفيرة الأميركية، طالب السفراء الآخرون بوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب السائدة في لبنان. وشدد السفير الألماني أندرياس كيندل على وجوب عدم نسيان «ما حدث الأسبوع الماضي»، مؤكداً: «نريد ونحتاج إلى تحقيق شفاف وإلى وضع حد للإفلات من العقاب».

بدورها، أكدت السفيرة السويسرية مونيكا شموتز كيرغوتز، أهمية «المحاسبة». وقالت إن بلادها «خسرت صديقاً»، لكنها ستواصل دعم المشاريع التي عمل عليها. وأشارت إلى أن لقمان وزوجته بدآ كتابة تاريخ لبنان منذ 5 سنوات، وأن سويسرا شريكة معهما من خلال دعمهما.

وكان سليم قيماً على مؤسسات ثقافية، وهو من أوائل الشخصيات الشيعية التي تعاونت مع وكالة التنمية الأميركية في العام 2009 لتقديم خدمات ثقافية في قلب الضاحية، وفي مقدمتها مشروع «الإنجليزية للنساء» الذي نفذته جمعية «هيا بنا» التي أسسها. كما قدمت سفارات غربية عدة الدعم المالي لمشاريع توثيق ذاكرة الحرب والمفقودين. وتعهد سفراء الدول الأجنبية باستمرار التعاون مع مؤسساته ودعمها.

وفي كلمة مقتضبة، حملت والدة لقمان سليم، الباحثة والصحافية المصرية سلمى مرشاق، رفاق ابنها والشباب مسؤولية «بناء بلد يليق بكم وبلقمان»، مضيفة: «أطلب منكم أنتم الشباب إذا كنتم حقاً تريدون وطناً أن تستمروا في المبادئ التي يناضل من أجلها ويقتنع بها». وقالت: «لا تستخدموا إلا العقل والمنطق، فالسلاح لا يفيد البلد، ولم يفدني أنا كأم، لقد ضيع ابني».

ووضعت العائلة لوحة رخامية في وسط حديقة دارتها تخليداً لذكرى لقمان، مرفقة ببيت شعر للمتنبي جاء فيه «وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم».

– حضور دبلوماسي غربي لافت

ويعد حضور السفيرة الأميركية إلى عمق الضاحية الجنوبية نادراً، ودفع البعض لاعتباره رسالة بأن المعارضين للحزب غير متروكين، ويحظون برعاية دولية، رغم أن شخصيات أخرى تقلل من هذا الاحتمال، داعية إلى انتظار المستقبل للتأكد من صحة هذه الفرضية.

ولا يرى السبع، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، رعاية دولية للشيعة المعارضين لـ«حزب الله» في الضاحية، معتبراً أنهم «متروكون منذ سنوات طويلة، وهم فدائيون حقيقيون، لكن بمجملهم هم أصحاب رأي وكتاب ومثقفون… قد يكونون لم يصلوا إلى الحالة الشعبية في المنطقة، إلا أنهم أصحاب رأي، وجزء من وجدان المنطقة».

ويلفت السبع إلى «حملة تحريض غير مسبوقة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يتعرض لها هؤلاء الشباب الذين يعبرون بقلمهم وصوتهم ومراكز الأبحاث التي افتتحوها، ويتعرضون لهجمات من هذا النوع وصلت إلى حد اغتيال سليم». ويشدد على أن المسؤولية «تقع على القيادات الشيعية، السياسية والدينية، للتواصل مع جمهورها داخل بيئتها وتشرح أسباب الوصول إلى هذه الحالة من العداوة مع الذات والآخرين».

 

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة اللواء

 

اقتحام أميركي- غربي للضاحية: لمحاسبة قتلة لقمان سليم!

استئناف المبادرة بعد جولة ماكرون الخليجية.. ورواتب القطاع العام تنتظر الموازنة

 

الحدث الدبلوماسي- الأمني الأبرز يتمثل في اقتحام السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا أرض حزب الله، في حارة حريك، لتدلي من هناك بمواقف، أقل ما يقال فيها، انها تصب في قلب الاشتباك الدائر على مساحة الشرق الأوسط بين المحور الغربي، تقوده الولايات المتحدة، في عهد الرئيس جو بايدن، والمحور الإيراني، وتقوده إيران، وهذا الاشتباك يتجاوز إلى الملف النووي، ليشمل الدور الإيراني في المنطقة، من اليورانيوم إلى الصواريخ إلى دعم الجماعات المسلحة في عدد من البلدان العربية.

وهناك، في الضاحية الجنوبية، احتشد سفراء المانيا وبريطانيا، وشخصيات لبنانية نيابية وروحية واعلامية.

وخاطبت السفيرة شيا المشاركين في الجنازة: «سننضم اليكم في المطالبة بالمحاسبة على هذه الجريمة المروعة، لقد كان هذا العمل، بربرياً لا يغتفر وغير مقبول». في حين قال السفير الالماني: «لن ننسى سليم وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقا شفافاً».

وبعد انتهاء مراسيم سليم، تردّد ان الشيخ المقرئ في الدفن علي الخليل، بعد تعرضه لحملة على وسائل التواصل الاجتماعي مما اضطره لإصدار فيديو اعتذار.

وقال المقرئ انه تلقى اتصالا من الشيخ محمّد علي الحاج، دعاه إلى قراءة القرآن في تشييع حارة حريك من دون تحديد هوية الفقيد.

الا انه لم ينج من تجديد حملة الجمهور على المواقع، مع الدعوة إلى مقاطعته.

واثارت ترتيلة «انا الأم الحزينة» التي رتلت في المأتم ردود فعل على مواقع التواصل، وتوجيه أسئلة إلى مطران الموارنة في بيروت عبد الساتر.

ولم يسجل أي حضور رسمي للمسؤولين في العزاء، وتمكنت القوى الأمنية والجيش اللبناني من تأمين الحماية للمناسبة.

واعتبرت كتلة الوفاء للمقاومة، بعد اجتماعها في حارة حريك ان بيان حزب الله حول «قتل الناشط لقمان سليم يعبر حكما عن موقف كتلة الوفاء للمقاومة، التي تجدد اليوم مطالبتها الأجهزة القضائية والأمنية المختصة العمل سريعا على كشف المرتكبين، ونعتبر أن الحملات الاعلامية الموجهة والاتهام السياسي والإدانة المتعمدة القائمة على البهتان والافتراء واستباق نتائج التحقيقات، أعمال مدانة تستوجب الملاحقة والمحاسبة لانها تستهدف التحريض وإثارة الفوضى وتقديم خدمات مجانية للعدو الإسرائيلي ومشغلته أميركا.

عودة الحريري

عاد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى بيروت امس، ولم يحمل لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي معلومات او تسريبات تفيد بقرب تحقيق إنفراج على صعيد تشكيل الحكومة، فيما أفاد مصدر في الإليزيه لـ «سكاي نيوز»: ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة، ما يعني لو صحّت هذه المعلومة ان لا تقدم في المبادرة الفرنسية ما لم يحسم اللبنانيون خلافاتهم الداخلية، وهو الامر الذي لم يتحقق في ظل المواقف الثابتة للرئيسين ميشال عون والحريري من التركيبة الحكومية، برغم الحديث مجدداً عن احتمال توسيع الحكومة إلى عشرين وزيراً بما يُرضي كل الاطراف وهو ما نفته اوساط تيار «المستقبل»، عدا عمّا يمكن ان يبرز من عقدُ جديدة، منها ما تردد عن عقدة شيعية بسبب عدم تسمية حزب الله للوزراء الذين سيمثلونه في الحكومة وعدم رضاه عن الاسماء التي طرحها الحريري في تركيبته.

وفي حين لم تصدر من القصر الجمهوري اي أصداء او معلومات عن لقاءات الحريري في باريس، قالت مصادره ان الرئيس عون ينتظر عودة الرئيس الحريري وهو منفتح على استقباله ليستمع إلى ما عنده من معطيات واجواء جديدة ليُبنى على الشيء مقتضاه.

وقد كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: هل العشاء فتح الطريق للذهاب الى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟.

ويبدو ان الامور ستبقى معلقة حتى يوم  الاحد في14 شباط، ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، حيث يُرتقب ان يتوجه الرئيس الحريري بكلمة الى اللبنانيين للمناسبة، يضمنها موقفاً من الوضع الحكومي وقضايا اخرى ووصفت مصادر بيت الوسط كلمته بانها ستكون شاملة. وتليها يوم الثلاثاء المقبل في16 شباط كلمة عند الثامنة والنصف مساء للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لمناسبة ذكرى الشهداء القادة، يتطرق فيها ايضاً ألى مختلف القضايا المطروحة.

ولم ترشح اي معلومات عن فحوى ما دار في العشاء ألذي ضم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس سعد الحريري امس الاول بالاليزيه. وفيما التزم الطرفان بالتكتم التام حول ما تم التوصل اليه من مقاربات لازمة تشكيل الحكومة الجديدة والمقترحات المطلوبة لحلها، ترددت معلومات في العاصمة الفرنسية بأن الرئيس ماكرون متمسك بمبادرته وحريص كل الحرص على توفير مقومات نجاحها برغم كل المعوقات والعراقيل التي تقف في طريق تنفيذها باعتبارها تشكل الوسيلة المناسبة لحل الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان. وكشفت النقاب بأن ماكرون ينتهج سياسة التحرك الهاديء بين كل الاطراف بعيدا عن الانفعالات والاستفزازات التي يمارسها البعض في سبيل ازالة الخلافات القائمة وتحقيق التفاهم بينهم على الحلول المطلوبة لهذه المشكلة. وتوقعت ان يواصل تحركاته في هذا الخصوص شخصيا او عبر ايفاد احد ممثليه الى بيروت في سبيل تحقيق هذا الهدف. الا ان المصادر المذكورة، توقعت ان ينشط بتحركاته تجاه الأطراف اللبنانيين بعد أنتهاء جولته على بعض دول الخليج العربي في غضون الايام القليلة المقبلة، بحيث تكون  صورة تطورات الاوضاع والمواقف العربية والاقليمية قد تظهرت اكثر لمعرفة مدى الترابط القائم بين العراقيل المفتعلة لتشكيل الحكومة الجديدة ومصالح بعض الدول وتحديدا ايران وكيفية فصل بعضها لتسهيل عملية تشكيل الحكومة وتنفيذ المبادرة الفرنسية.

التدقيق الجنائي

في بعبدا، بحث وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني مسألتين: التحقيق الجنائي بعد صدور القانون رقم 200/2020، المتعلق برفع السرية المصرفية، وموازنة العام 2021.

وكشف وزني ان شركة التدقيق «الفاريز»، طلبت الإجابة على أربعة أسئلة، ثلاثة منها يجيب عنها مصرف لبنان، لجهة الحسابات النهائية، والاسئلة الأخرى تنتظر الأجوبة من اجتماع المجلس المركزي، على ان يصل الجواب إلى وزارة المالية.

واما بالنسبة للموازنة فقال وزني انه في العام 2020 كانت الرواتب مؤمنة، ونتمنى في العام 2021، ان تبقى هذه الرواتب مؤمنة، كما كانت عليه في العام الماضي، لكن الأمر يحتاج إلى إقرار مشروع الموازنة عبر عقد جلسة لمجلس الوزراء، واحالتها إلى المجلس النيابي لاقرارها. ومن غير الممكن الاستمرار في الانفاق على القاعدة الاثني عشرية الذي يحد من قدرات الحماية، ومن تنفيذ المهام المتعلقة بالانفاق العام.

وفي الإطار المالي، قال مصرف لبنان، في بيان له: ان مصرف لبنان من خلال التعميم 154، الذي أصدره بمنح المصارف فترة تمتد إلى آخر شهر شباط لتلبية مطالب مصرف لبنان من زيادات في رأس المال، وتكوين السيولة لدى المصارف المراسلة، وهذه المهلة تنتهي في نهاية شباط.

امتحانات.. واحتجاجات

تربوياً، وفي الوقت الذي حددت فيه وزارة التربية والتعليم العالي مواعيد الامتحانات الرسمية نهاية أيّار المقبل، سجل الأساتذة المتعاقدون في التعليم الأساسي اعتصاما امام الأونيسكو للمطالبة بـ «احتساب عقودهم كاملة مع ساعات العمل خلال الاغلاق العام بسبب كورونا».

واتهم الأساتذة وزير التربية طارق المجذوب بأنه لم يفِ بوعده لجهة اللابتوب ولا الانترنت، وان كان من جهة الأهل أو من جهة الأساتذة، فقد تعرض الجميع للظلم.

وفي الإطار التربوي، علق أساتذة الجامعة اللبنانية الإضراب، بدءا من اليوم، بعد اجتماع لرابطة الأساتذة المتفرغين مع الوزير وزني.

وأصدرت الرابطة، بعد اجتماع لها برئاسة رئيسها الدكتور يوسف ظاهر بيانا، أعلنت عن تعليق الإضراب، بعد ما تمّ الاتفاق على تعديل نصوص المواد التي كانت تمس  هذه الحقوق في مشروع الموازنة للعام 2021.

واليوم، تعقد الهيئة اجتماعا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، للبحث بالموازنة ومطالب الأساتذة.

الاستماع إلى قهوجي

قضائياً، استمع المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان إلى قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي، بوصفه شاهداً في الانفجار في جلسة امتدت لساعة ونصف.

وأوضح وكيله كريم بقرادوني حيثيات ما جرى في التحقيق في بيان صدر عنه، وأوضح فيه ان المراسلات تمت بين الجيش والجمارك، وان الكرة في ملعب الأخيرة.

مأتم لقمان

وشيع الناشط سليم، إلى مثواه الأخير، في حديقة منزله في حارة حريك بحضور جامع وبحضور السفيرة الاميركية في لبنان دورثي شيا إلى جانب سياسيين ودبلوماسيين وإعلاميين ورجال دين تجمهروا في منزل لقمان على تخوم مربع تواجد قيادة حزب الله.

والدة لقمان الثكلى سلمى قالت: «نحن مع العقل مع الكلمة مع الفكر ولسنا مع السلاح، وعندما لا يرضينا القضاء لدينا فلماذا لا نطالب بقضية دولية».

ووقال السفير الألماني اندرياس كندل: «التقيت لقمان مرتين فقط والمرة الأخيرة في هذه الحديقة ومن ثم تناولنا العشاء في هذا المنزل. خسارته هي خسارة شخصية لي، أعزي زوجة الفقيد ووالدته وشقيقته وشقيقه. نتذكر لقمان من خلال اعماله وانجازاته، التي شاركته بها عائلته، فأغنت الثقافة في هذا البلد من خلال المعارض والاعمال المسرحية». ودعا الى عدم نسيان ما حصل الاسبوع الماضي، مشددا على «ضرورة معرفة الحقيقة والحاجة الى تحقيق شفاف».

من جهتها توجهت السفيرة الاميركية دوروثي شيا الى عائلة سليم واصدقائه بأشد تعابير التعزية، مؤكدة انها «فخورة ان تقف اليوم بينهم لايصال تعاطفها معهم بشكل شخصي». وقالت: «لقد خسرنا وصعقنا بفقدان شخصية عظيمة بسبب هذا العمل الوحشي غير المقبول والذي لن ننساه».

اضافت: «اليوم انا حزينة مثلكم، وسفارتي التي امثلها واعضاؤها تشاركني هذا العزاء والحزن»، مثمنة دور الراحل في «خدمة شعب لبنان وحريته والتي يجب الا تخضع للخوف ولا للعنف».

وشددت على «ضرورة الوصول الى حقيقة من ارتكب هذه الجريمة الشنيعة»، وتعهدت «بالاستمرار في دعم المؤسسات التي انشأها»، مبدية الفخر بهذه العملية التشاركية. وقالت: «ذكراه ستخلد فينا وسنستمر في اطلاق رؤيته».

بدورها، قالت السفيرة السويسرية مونيكا كيرغوز: «من لا يعرف تاريخ لقمان سليم لن يفهم الحاضر ولن يعرف كيف يخطط للمستقبل، سويسرا خسرت صديقا وسنحرص على أن العمل الذي كان يقوم به سيتواصل». واشارت الى ان لقمان وزوجته بدآ كتابة تاريخ لبنان منذ 5 سنوات، وان سويسرا شريكة معهما من خلال دعمهما».

وحضر التشييع النائب السابق أحمد فتفت الذي اعتبر ان حزب الله مسؤول عمّا جرى، بسبب امكانياته التي يتمتع بها، كما حضر الوزير السابق سليم الصايغ الذي أكّد ان الذي حرض على الجريمة والذي لا يريد الصوت الحر في لبنان والذي لا يريد ان تنكشف قضية انفجار المرفأ، ولقمان أدلى بمعلومات عن التفجير التي يجب ان تعتبر كإخبار.

كما حضرت المدعى العام في جبل لبنان القاضية غادة عون، بصفة شخصية، لأن علاقة شخصية كانت تربطها بالرجل.

ويتحرك على أساسه القاضي صوان، كما حضر النائب نهاد المشنوق الذي اعتبر انه ليس من المهم ان تعلم القاتل أم لا فمدرسة القاتل لا يهمها بناء البلد.

بدوره شدّد نقيب المحامين ملحم خلف في تصريح له «لا تسقطوا العدالة لأن اسقاطها هو ظلم جريمة كبرى».

331152 إصابة

صحياً، أعلنت وزارة الصحة في عن تسجيل 3136 إصابة بفايرورس كورونا مع تسجيل و63 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 331152 مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.

 

*******************************************

افتتاحية صحيفة الديار:

 

مفاعيل «عشاء» باريس مجمدة بانتظار الاجوبة السعودية والمرونة الاميركية

فرنسا تسعى لدى الرياض لرفع «الفيتو» عن الحريري دون التزامات مالية !

تحقيقات جريمة المرفأ في «حلقة مفرغة» وطريق التدقيق الجنائي «سالكة» ؟

 إبراهيم ناصر الدين

 

انخفاض الضغط على المستشفيات، لا يشير الى تجاوز لبنان مرحلة الخطر الوبائي الذي يحتاج الى استمرار التشدد والالتزام بالوقاية بعدما سجلت اكثر من منطقة تراخيا في الالتزام بحظر التجول والاستمرار في الاقفال مع بدء الفتح التدريجي للبلاد، ومع تفشي السلالات الجديدة من «كورونا» على نحو مقلق، وبانتظار البدء بحملة التلقيح التي ستنطلق ببطء يوم الاثنين في ظل عدم توافر كميات كبيرة من اللقاحات، لا يزال عداد الوفيات مرتفعا حيث تم تسجيل 63 حالة وفاة خلال الساعات الماضية اضافة الى تسجيل 3136 اصابة جديدة. في غضون ذلك تدور التحقيقات في جريمة المرفأ في «حلقة مفرغة» حتى الان مع تركيز المحقق العدلي على مسالة «الاهمال الوظيفي» في تحقيقاته..كذلك لا جديد في قضية اغتيال الناشط السياسي لقمان سليم الذي اقيمت مراسم تشييعه بالامس بحضور دبلوماسي تقدمته السفيرة الاميركية دورثي شيا،فيما دعا حزب الله مجددا عبر كتلة الوفاء للمقاومة الى ضرورة تكثيف التحقيقات للوصول الى الجناة..وفي انتظار كلمة الرئيس المكلف سعد الحريري في 14 شباط، وكلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الثلثاء المقبل «لتلمس» طبيعة المرحلة المقبلة سياسيا، لم تنعكس مفاعيل «العشاء السري» بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والحريري ايجابيا على ملف تشكيل الحكومة المجمد بانتظار اجوبة اميركية وسعودية تنتظرها باريس القلقة من هدر الوقت الذي لا يعمل في صالح مبادرتها اللبنانية.

 

 ماذا حمل الحريري الى باريس؟

 

غياب التغطية الاعلامية عن لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في باريس،والذي تلاه «صمت» فرنسي وفي «بيت الوسط»، لا يشجع على التفاؤل بقرب خروج الازمة الحكومية من «عنق الزجاجة» بعدما غاب التواصل بين «الاليزيه» وقصر بعبدا عقب هذا الاجتماع، ما يرجح بحسب مصادر دبلوماسية عدم وجود جديد لدى الفرنسيين للتفاوض عليه مع رئيس الجمهورية ميشال عون في الملف الحكومي. ووفقا للمعلومات لم يحمل الحريري طرحا جديدا الى باريس، وانما جدد اتهاماته لفريق رئيس الجمهورية بتعطيل الحل، مكررا على مسامع الرئيس ماكرون صعوبة التفاوض مع الرئيس عون المهتم بمصير تياره السياسي وغير المقدر لصعوبة المرحلة وتحدياتها..وبحسب تلك المصادر، لم يحمل الحريري حزب الله مسؤولية «التعطيل»، لكنه كان صريحا مع الرئيس الفرنسي بانه غير قادر على «تدوير الزوايا» لانتاج حكومة مهمة تكون بصمات الحزب بارزة فيها،دون غطاء دولي واقليمي، لانه لا يستطيع تحمل مواجهة الشارع مرة اخرى، وهو امر سيكون حتميا اذا لم تات المساعدات الخارجية، وهذا يتطلب تغطية اميركية – سعودية للحكومة الجديدة، ودون ذلك ستكون مهمة التشكيل «انتحارية».

 

 موقف اميركي «مبهم»

 

ووفقا لتلك الاوساط، ابدى الرئيس ماكرون تفهما لموقف الحريري، وابلغه ان الاتصالات مع الادارة الاميركية تبدو مشجعة لجهة منح المبادرة الفرنسية فرصتها اللازمة لمحاولة ترتيب «الفوضى» اللبنانية، دون ان يعني ذلك الوصول الى مرحلة التطابق في المواقف خصوصا مسالة التعامل مع حزب الله.وفي هذا السياق، يرغب الفرنسيون في فهم طبيعة ترجمة الموقف الاميركي الداعم للمبادرة الفرنسية، والمقرون بموقف «مبهم» بعدم التدخل، والمشروط بتاليف حكومة ترضي تطلعات اللبنانيين «بالتغيير والإصلاح»، فهل يعني عدم التدخل تسهيل حصول لبنان على مساعدات من الدول الصديقة أو من خلال التفاوض مع صندوق النقد الدولي؟ وهل مسألة الحصول على رضى اللبنانيين تتجاوز مسالة وجود ممثلين لحزب الله في الحكومة؟

 

تفاهم «الحد الادنى» مع الرياض؟

 

اما بالنسبة للموقف السعودي فلا جديد فرنسيا حيال امكانية زحزحة السعوديين عن موقفهم، وبحسب المرجع الدبلوماسي الغربي يعول الرئيس الفرنسي على امكانية احراز تقدم على هذا الصعيد في زيارته المرتقبة الى المملكة نهاية الجاري، واذا لم تحصل الزيارة لاسباب ترتبط «بكورونا» فسيعمل ماكرون من خلال دبلوماسية «الهاتف» للوصول الى تفاهم «الحد الادنى» مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من خلال اقناعه بمراجعة جزئية لسياسة المملكة اتجاه لبنان عبر رفع «الفيتو» عن عودة الحريري الى السراي الحكومي، دون تقديم اي التزامات سعودية مالية، وفي المقابل عدم وضع عراقيل امام اي مساعدات خليجية محتملة من الامارات، وقطر، مع التزام فرنسي برقابة صارمة على عمل الحكومة الجديدة من خلال الامساك بمفاصل الوزارات الرئيسية المتصلة بالهدر. اما «مشكلة» حزب الله فيعتقد الفرنسيون ان حلها لا يمكن ان يحصل من خلال استمرار الضغط الاقتصادي الهائل والذي اثبت فشله في اضعاف الحزب، ولذلك من الافضل فصل هذا الملف عن مسالة تشكيل الحكومة ووضعه في سياقه الطبيعي من خلال التفاوض مع ايران..!

 

 الانقلاب الاميركي

 

وفي هذا السياق، تتخوف باريس من ان يؤدي هدر الوقت الى حصول تغيير في الظروف الدولية والإقليمية تساعد على «الانقلاب» على المبادرة الفرنسية سواء عادت واشنطن الى الاتفاق النووي او تعقدت الامور، ولهذا تستعجل فرنسا الحصول على اجوبة سعودية لان «انقلاب» السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة سيترك انعكاسات سلبية على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مقابل تعزيز الموقف الإيراني تجاه السعودية في أكثر من ساحة عربية تخضع برايها «للنفوذ» الإيراني، وهو ما سيعطي طهران إحساسا أكبر بالثقة وهذا ما سينعكس على حلفائها وفي مقدمتهم حزب الله.

 

 «مفتاح الحل»

 

وبحسب تلك الاوساط فان مفتاح المسألة الأساسية التي ستحدد وجه الشرق الأوسط في الفترة القريبة القادمة سؤال من شقين الاول، هل ستعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران؟ (الجواب المرجح نعم)، ولكن بأي شروط؟ ومتى؟ فطهران تهدد بأنها ستنفذ في 21 الجاري قرار البرلمان بتقييد رقابة وكالة الطاقة الذرية على مواقعها النووية، وهي تقول للجميع انه بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في حزيران لن يكون هناك من يمكن الحديث معه في إيران لان مرشح المحافظين قد ينتصر.وما يخشاه الفرنسيون ايضا ان تتعقد الامور فتصبح العودة الى الاتفاق النووي بعيدة، وهذا سيعيد «خلط الاوراق» في المنطقة، وسينعكس سلبا على مبادرتها اللبنانية.

 

 هل «تفرج» قبل نهاية شباط؟

 

هذه المؤشرات الدبلوماسية تشير الى ان «ولادة» الحكومة لم تنضج بعد وتحتاج الى مناخ اقليمي ودولي سيعمل الرئيس الفرنسي على استكماله قبل عرض مبادرته «المنقحة» على مختلف القوى اللبنانية، واذا ما حصل على اشارات ايجابية من واشنطن والرياض من غير المستبعد حدوث انفراجة قبل نهاية الشهر الجاري، اما في حال التعثر فسيعني ذلك ان لا حكومة قبل انتهاء اعادة تموضع الادارة الاميركية الجديدة في المنطقة، وانعكاس ذلك على حلفائها ربطا بالملف النووي الايراني، وكذلك الانتخابات الايرانية في حزيران المقبل.

 

 الحريري «يغازل» الرياض

 

ويواكب الحريري المساعي الفرنسية باطلاق مواقف «يغازل» من خلالها السعودية عبر تغريدات عالية السقف ضد الحوثيين بعد استهداف مطار ابها، وستكون اولى المؤشرات على حراكه الخارجي في كلمته في 14 شباط ذكرى اغتيال والده، وعندها سيبنى على الشيء مقتضاه. مع العلم ان المحيطين بالرئيس المكلف يؤكدون ان الايام القليلة الفاصلة عن موعد «مصارحة» اللبنانيين ستحدد «دوز» كلام الرئيس المكلف، وذلك ربطا بما سيحمله الفرنسيون من اجابات اولية على المواقف الدولية والاقليمية، وكذلك بعد تلمس مواقف الفريق الآخر، ومدى استعداده لتسهيل مهمة التاليف، لكن ما هو ثابت حتى الان ان الحريري سيعيد التاكيد على التزامه بالمبادرة الفرنسية نصاً وروحاً، دون السماح بالالتفاف عليها أو تجويفها من مضامينها التي تقضي بتشكيل حكومة مهمة من اختصاصيين ومستقلين من غير المحازبين تأخذ على عاتقها إقرار الإصلاحات كممر إجباري لانتشال البلد من الانهيار الاقتصادي والمالي.وفي هذا السياق، اكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن زيارة الرئيس المكلف لماكرون لن تحدث خرقاً في الملف الحكومي لأنها بحاجة الى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. وقال ان ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائدا واحدا، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي الى أية نتائج.

 

 باريس «مستاءة» ولا اعتذار

 

وفيما يبدو «الاعتذار» عن التاليف غير وارد من قبل الحريري، علمت «الديار» ان باريس مستاءة من استباق رئاسة الجمهورية لنتائج اجتماع باريس عبر اصدار بيان يؤكد على التمسك بالحقوق الدستورية للرئاسة الاولى التي لا تسمح بتقديم «التنازلات».. وقد جاء تاكيد الرئاسة الفرنسية على عدم نية ماركون زيارة بيروت قبل تشكيل حكومة جديدة، كرد فعل واضح على عدم رضاه على كيفية ادارة ملف التشكيل من قبل بعبدا.

 

 بعبدا لن ترضخ للضغوط

 

من جهتها لا تزال بعبدا في حال انتظار لنتائج الحراك الفرنسي، ووفقا للمصادر الرئاسية لا تنازلات عن المعايير الموضوعة من قبل رئيس الجمهورية الذي لن يقبل بالعودة الى ما قبل 2005 مهما كان الثمن، فالصلاحيات الرئاسية امانة بين يديه ولن يفرط بها «كرمى لعيون احد»، اما اذا كان ثمة من يعتقد انه يمكن حشر الرئيس عون عبر جولات خارجية لاستجرار المزيد من الضغوط، فلا طائل من ذلك، والنصيحة لهؤلاء بعدم تضييع الوقت على رهانات لن تحقق اي نتائج.

 

 شيا في الضاحية

 

قضائيا، وتزامنا مع تشييع الناشط السياسي لقمان سليم،عقد النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، في مكتبه في قصر العدل في صيدا، اجتماعا أمنيا موسعا مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب، لمتابعة مسار التحقيقات في جريمة قتل سليم. وجرى خلال الاجتماع «تأكيد مواصلة التحقيقات والتنسيق التام ما بين الاجهزة الامنية للتوصل الى كشف الفاعلين.

 

وفي هذا السياق، طالبت كتلة «الوفاء للمقاومة» «الأجهزة القضائية المختصة بالعمل سريعا على كشف مرتكبي جريمة القتل الناشط السياسي سليم» مجددة ادانتها الاغتيال. واعتبرت، في بيانها الأسبوعي، أن «الحملات الإعلامية التحريضية ضد حزب الله تستوجب الملاحقة والمساءلة لأنها لا تخدم سوى اسرائيل.

 

ووسط اجراءات امنية مشددة، جرى تنسيقها مسبقا مع حزب الله، اقيمت مراسم تشييع سليم في منزله في حارة حريك، وفي حضور عائلته وحشد من الشخصيات السياسية والدينية والدبلوماسية. تقدمهم السفير الالماني، والسفيرة السويسرية، وكذلك السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي اعتبرت ان قتل سليم عمل بربري همجي غير مقبول ولا يمكن مغفرته. وأكّدت الدفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرثه.

 

 تحقيقات المرفأ و«الحلقة المفرغة»؟

 

وفي سياق آخر استانف قاضي التحقيق العدلي فادي صوان تحقيقاته في جريمة انفجار المرفأ، واستمع لقائد الجيش السابق جان قهوجي بصفته شاهدا في جلسة مطولة امتدت لنحو ساعة ونصف الساعة. واللافت براي اوساط مطلعة ان التحقيقات لا تزال تدور في «حلقة مفرغة» لانها لا تزال تتركز على مسالة الاهمال الوظيفي، ولم تجر حتى الان اي مقاربة جدية لاسباب الانفجار، وعما اذا كان عملاً جنائياً او ارهابياً او ما حصل مجرد سلسلة من «المصادفات».. وفيما ينتظر ان يتم الاستماع الى قيادات امنية مطلع الاسبوع المقبل اكد بيان صادر عن المكتب الاعلامي لوكيل قهوجي المحامي كريم بقرادوني، أن قهوجي اكد للمحقق ان قيادة الجيش تبلّغت من مديرية الجمارك العامة في مرفأ بيروت كتابا في أواخر العام 2015، تسأل فيه عمّا إذا كان الجيش بحاجة إلى مادّة نيترات الأمونيوم الموجودة في المرفأ في العنبر الرقم 12، فأحيل هذا الملف إلى مديرية العتاد التي بادرت إلى الكشف على أكياس نيترات الأمونيوم ، وأجرت التحليل المخبري اللازم ، وأفادت القيادة أن الجيش ليس بحاجة للمادة المذكورة، نظرا لكميّتها الكبيرة جدا، ومحدودية استعمالها، ولكونها تتحلّل مع مرور الزمن، ممّا يشكّل خطورة عند تخزينها لمدة طويلة، إضافة إلى أنّه لا يتوافر أمكنة شاغرة لتخزينها، ولا قدرة على إتلافها أو التخلص منها. أضاف: بناء عليه، ردّت قيادة الجيش على مديرية الجمارك بموجب كتاب بتاريخ 7 نيسان 2016، أفادت فيه أنها ليست بحاجة لمادة نيترات الأمونيوم، وأنه يمكن التواصل مع «الشركة اللبنانية للمتفجرات ـ مجيد الشماس»، لتبيان إمكانية الاستفادة من المادة المذكورة، وفي حال عدم رغبتها بذلك، إعادة تصديرها إلى بلد المنشأ على نفقة مستورديها.

 

 طريق التدقيق «سالكة»؟

 

ماليا، استقبل الرئيس ميشال عون وزير المال في حكومة تصريف الاعمال غازي وزني الذي اكد انه وضع الرئيس في أجواء تطورات التدقيق الجنائي بانتظار ردود المجلس المركزي لحاكمية مصرف لبنان حول المباشرة بالتدقيق بالحسابات المالية لكي يبنى على الشيء مقتضاه في العلاقة مع شركة التدقيق. واضاف «بعد إقرار القانون 2020/200 المتعلق برفع السرية المصرفية، ارسلنا المراسلة الى شركة التدقيق «الفاريز» التي أبدت استعدادها لمتابعة نشاطها، الا انها طلبت الإجابة على أربعة أسئلة بحيث سيكون قرارها النهائي بموجب هذه الاجوبة. وقال راسلنا حاكمية مصرف لبنان حول الأسئلة الأربعة لان الإجوبة عن ثلاثة من هذه الأسئلة يجب ان تأتي من مصرف لبنان، اما السؤال الاول في ما يتعلق بمفهوم الحسابات النهائية، فقد استلمنا الجواب عنه من هيئة التشريع الذي يقول بوضوح، ان حسابات هيئة التشريع تعني حسابات جميع الزبائن الموجودين في مصرف لبنان، أي جميع المصارف وغير المصارف. اما بالنسبة للاجوبة الثلاثة التي ذكرت اننا كنا بانتظارها من حاكمية مصرف لبنان، فان الحاكمية كانت متريثة بانتظار اجتماع المجلس المركزي الذي عقد بالأمس «امس الاول»، وعندما تصلنا الأجوبة نستطيع ان نراسل «الفاريز» للتدقيق الجنائي ونباشر بعملية التدقيق». من جهتها استغربت مصادر المصرف المركزي الاصرار على الحصول على الكتاب الخطي مع العلم انه تم ابلاغ المعنيين بالموافقة على تسهيل مهام شركة التدقيق الجنائي.اما التأخير في تسليمه فسببه فقط الاجراءات الخاصة «بكورونا» والتي اخرت اجتماع المجلس المركزي!

*******************************************

افتتاحية صحيفة الشرق:

 

عشاء الإليزيه لم يحدث الخرق المطلوب حكوميا  

 

بين الضاحية الجنوبية التي ودّعت الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم في حضور سياسي وشعبي ودبلوماسي لافت تقدمته السفيرة الاميركية دوروثي شيا متوعدة بمحاسبة القتلة، والعاصمة الفرنسية التي شهدت ليل امس اجتماعا رئاسيا بين الرئيس ايمانويل ماكرون والمكلف تشكيل حكومة لبنان سعد الحريري انقسم المشهد السياسي اليوم، من دون احراز تقدم ملموس في الجانبين. فلا التحقيقات في اغتيال سليم اظهرت جديدا ولا لقاء الاليزيه انتج ما قد يحرز تقدما في مسار التشكيل.

 

فالاجواء السياسية المحلية لم ترصد أي تقدم حكومي تمكن لقاء الرئيسين من تحقيقه، بل العكس على الارجح.  اذ في حين اشار مصدر في «الإليزيه» امس، إلى ان الرئيس الفرنسي لن يزور لبنان ما لم تتقدم الأمور في البلاد ويتم تشكيل حكومة، أكد نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش أن زيارة الرئيس المكلف لماكرون ‏لن تحدث خرقاً في الملف الحكومي لأنها بحاجة الى تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية.

 

وشرح ‏في حديث اذاعي أن ما يحرّك الجمود هو مبادرة من الرئيس ميشال عون والتخلي عن فكرة ‏السيطرة على الحكومة من خلال تسمية ستة وزراء زائدا واحدا، وإلا فكل حراك داخلي أو خارجي لن يؤدي ‏الى أية نتائج. وشدد علوش على أن الحقيقة هي عكس ما تنفيه الدائرة الإعلامية للقصر الجمهوري حول ‏الثلث المعطل مشيراً الى أن الحريري مصر على أن يعرض هو تشكيلة كاملة من خارج الأحزاب فيما ‏الرئيس عون مصرّ على اختيار من ينال موافقة النائب جبران باسيل‎.‎

 

كلمة الحريري

 

في الموازاة، ووسط غياب اي نشاط فعلي على خط التأليف في الداخل، في انتظار عودة الرئيس الحريري الى بيروت نهاية الاسبوع، حيث ستكون له كلمة الاحد في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ربما تساعد في معرفة الاتجاهات الوزارية في المرحلة المقبلة، استقبل رئيس الجمهورية في بعبدا، الأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب اغوب بقرادونيان وعرض معه لموقف الحزب من الملف الحكومي. والتقى رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، وبحثا في عمل المجلس، وعددا من القضايا القانونية والدستورية.

 

ليتعاون اللبنانيون

 

اما السفير الروسي فأكد من نقابة المحررين ان «الحكومة الروسية تعمل جاهدة لإيجاد الإمكانات لتقديم المساعدة للبنان دولة وشعبا والموقف الروسي واضح جدا في هذا الخصوص». وأشار إلى أن «أزمة لبنان الداخلية تعني اللبنانيين وكل الأحزاب العاملة في المجتمع اللبناني. أزمة لبنان بحاجة إلى جهود اللبنانيين كافة للخروج منها. وإذا لم يتعاون اللبنانيون مع بعضهم، لن تكون هناك فائدة لأي تدخل خارجي، الذي سيكون دوره مساعدا في حل الأزمة اللبنانية. ونحن نشجع جميع الأطراف اللبنانيين العمل على تشكيل الحكومة قريبا، وبعد تشكيلها نقدم ما يمكن لتطوير التعاون لما فيه مصلحة الجانبين». واضاف «إن الحكومة الروسية في تنسيق دائم مع القيادة اللبنانية في محاولة لتقديم أي مساعدة ممكنة للشعب اللبناني وللجمهورية اللبنانية».

 

لقاءات ديبلوماسية

 

ديبلوماسيا ايضا وفي اطار لقاءاته التي يعقدها يوميا مع نظرائه العرب والاجانب، استقبل السفير السعودي في لبنان وليد بن عبد الله بخاري، في اليرزة، عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير دولة الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي،  وبحثا في المستجدات السياسية على الساحتين العربية والإقليمية.

 

تدقيق وموازنة

 

في الغضون، تقدم الهم المالي واجهة الاهتمام في بعبدا. فقد استقبل الرئيس عون قبل امس في قصر بعبدا، وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال،وعرض معه لمجريات التدقيق الجنائي بعد صدور القانون 200/ 2020 بالإضافة الى مشروع موازنة العام 2021.

 

تمسك بالمحاسبة

 

على صعيد آخر، أُقيمت مراسم تشييع الناشط السياسي لقمان سليم في منزله الكائن في حارة حريك في الضاحية الجنوبية، في حضور عائلته وحشد كبير من الشخصيات سياسية ودينية وديبلوماسية. وفي السياق، تحدثت السفيرة الأميركة دوروثي شيا من قلب الضاحية الجنوبية، معتبرةً أن «قتل الناشط لقمان سليم عمل بربري همجي غير مقبول ولا يمكن مغفرته». وأكّدت «أننا سندفع باتجاه المحاسبة والمطالبة بالعدالة وحمل إرثه». من جهته، أكّد السفير الألماني في بيروت أن «رحيل لقمان سليم خسارة شخصية بالنسبة إليّ» مقدماً التعازي للعائلة. وقال: لن ننسى سليم وعمله لا يسمح لنا بنسيان ما حصل في السنوات الأخيرة في هذا البلد ونريد تحقيقاً شفافاً.

 

تحريض ضد الحزب

 

وليس بعيدا، طالبت كتلة «الوفاء للمقاومة» «الأجهزة القضائية المختصة بالعمل سريعا على كشف مرتكبي جريمة قتل الناشط السياسي سليم​«، مجددة ادانتها الاغتيال. واعتبرت، في بيانها الأسبوعي، أن «الحملات الإعلامية التحريضية ضد ​حزب الله​ تستوجب الملاحقة والمساءلة لأنها لا تخدم سوى الجيش الصهيوني».

 

التحقيقات

 

اما قضائيا، فرأس النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، في مكتبه في قصر العدل في صيدا، اجتماعا أمنيا موسعا مع قادة الاجهزة الامنية والعسكرية في الجنوب، لمتابعة مسار التحقيقات في جريمة قتل سليم. وجرى خلال الاجتماع «تأكيد مواصلة التحقيقات والتنسيق التام ما بين الاجهزة الامنية للتوصل الى كشف الفاعلين».

 

انفجار المرفأ

 

في قضية قضائية اخرى، استمع قاضي التحقيق فادي صوان لقائد الجيش السابق جان قهوجي بصفته شاهدا في قضية انفجار مرفأ بيروت في جلسة امتدت لساعة ونصف، بحسب ما افادت معلومات صحافية.

 

جنبلاط والمريخ والثلث المعطل

 

سأل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على موقع «تويتر»: هل العشاء فتح الطريق للذهاب إلى المريخ للتخلص من جليد الثلث المعطل؟».

 

كما نشر  جنبلاط عبر «تويتر» صورة للتباعد بين الأشخاص في زمن كورونا.

 

وكتب على الصورة: «أهمية التباعد الاجتماعي في مواجهة COVID والكمامة».

 

الحريري: إستهداف السعودية تهديد مرفوض للأمن العربي

 

غرّد الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «كفانا وكفى منطقتنا خراباً وفتن. ألم تشبع تلك الجماعات من سفك دماء الأبرياء؟ وهل تخاض حروب الدفاع عن النفس بقصف المدنيين الآمنين؟ الصواريخ التي تستهدف السعودية تهديد علني ومرفوض للأمن العربي».

تابعوا آخر الأخبار من icon news على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من icon news على Telegram

نسخ الرابط :

(يلفت موقع “iconnews ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره)

:شارك المقال على وسائل التواصل الإجتماعي

 

Telegram